التعليقات
التوضيحية على الباكورة السليمانية
في
كشف أسرار الديانة النصيرية (8)
رضوان محمود نموس
السورة الخامسة عشرة:
واسمها الحجابية
سر الحجاب العظيم، سر الباب الكريم، سر سيدي المقداد
اليمين، سر سيدي أبو الدر الشمال، سر الملكين الطاهرين، هما الحسن والحسين، سر
الوليين، هما نوفل ابن حارثة وأبو برذة، سر الصفي، وعالم الصفى، سر كل كوكب في
السماء، سر قدس العُلَى، وسكانهِ، علينا من ذكرهم الرضا والسلام. "تم"
السورة السادسة عشرة:
واسمها النقيبيَّة
فنقبوا في البلاد هل من محيص، نذكر أسامي السادة
النقباء الذين اختارهم السيد محمد من السبعين رجلاً في ليلة العقبة في وادي منى، أولهم
أبو الهيثم مالك بن النبهان الأشهلي، والبر بن مغرور الانصاري، والمنذر بن لودان
بن كناس الساعدي، ورافع بن مالك العجلاني، والأسد بن حصين الأشهلي، وعباس بن عبادة
الانصاري، وعبادة بن الصامت النوفلي، وعبد لله بن عمر بن حزام الأنصاري، وسالم بن
عمير الخزرجي، وأبي ابن كعب، ورافع بن ورقة، وبلال بن ريَّاح الشنوي، سر نقيب النقباء،
ونجيب النجباء، سيدنا محمد بن سنان الزاهري، علينا من ذكرهم الرضا والسلام.
إلى هنا صلوات النصيرية الخاصة والعامة من الطوايف الأربع
التي بها يبرهن كلٌّ منهم صحة مذهبه، أما نساؤُهم كافةً فلا يعلمونهنَّ من هذه
الصلوات شيئاً بل يعلمونهن سورة رفع الجنابة فقط، لاعتقادهم أنهن َّ لا يتطهرنَّ
بدون تلاوة هذه السورة وهي هذه:
مديت يدي إلى هذا الماءِ الجارية، الهادية المهدية،
التي هداها ربها من درة إلى درة إلى فاطمة الزهراءِ، شلقت شلقة([1]) على جنبي اليمين،
توكلت على عليّ أمير المؤمنين، شلقت شلقة على جنبي اليسار، توكلت على العزيز
الجبار، شلقت شلقة على راسي، يا ربي رب الناسِ،
ترفع عني هذه النجاسة من ****([2]) إلى راسي، وجميع
مفاصلي سنة فرض كما رفعت السما عن الأرض، شلقت شلقة إلى خلف، توكلت على القمر
والشمس، شلقت شلقة إلى قدام، توكلت على الثريا والميزان، شلقت شلقة على **** الذي
هو بشخص فلان وفلان وفلان([3])، (فيشتمونهم). وهكذا
يتطهرن وكذلك يتطهرنَ وكذلك الرجال لا يتطهرون من الجنابة بدون تلاوتها كما تقلدوا
ذلك عن سلفائهم.
الفصل الثاني: في الأعياد([4]).
إن للنصيرية أعياداً كثيرة منها أن كل رجلٌ غنيٌّ
ملتزم بعمل عيدٍ أو عيدين أو ثلاثةً حسب طاعتهِ لمذهبهِ، وأكبر أعيادهم عيد الغدير
يقع في الثامن عشر من ذي الحجة، والذين يعملون هذا العيد في أذنة هم الشيخ صالح
ابن سمره، والشيخ عيد الأعور بن الشيخ عيد، والشيخ أحمد بن شيخ المنكولية القاطن
في أذنة، وفي (الحاضرلية) الشيخ إبراهيم ابن الشيخ منصور، وفي نواحي إنطاكية في
قرية يقطو الشيخ إبراهيم ابن الشيخ إسماعيل، وفي الدرسونيَّة الشيخ محمد ابن الشيخ
خضر بكفلاوي.
ثم عيد الأضحية، في العاشر منه، تذكاراً لإسماعيل ابن
هاجر، فالذين يعملونه في أذنة هم الشيخ صالح ابن سمرة، والشيخ صالح شيخ القصب،
وغيرهما.
ثم في السادس عشر من تشرين الأول عيد المهرجان، فالذي
يعمله في أذنة هو محمد علي ابن صاري باشا.
ثم عيد البربارة، في الرابع من تشرين الثاني، فالذي
يعمله في أذنة، هو الشيخ يوسف ابن علي ابن رجب من (الأوبة).
وبعد أسبوع عيد أيضاً، وبعد أسبوع
عيد آخر، ثم عيد ميلاد السيد المسيح، ليلة الخامس عشر من كانون الأول، فالذين
يعملونه في أذنة، هم مرشدي الثاني الشيخ صالح الجبلي، ثم ابن عمي الشيخ محمد في
الحارة الجديدة، ثم عيد الغطاس في السادس من كانون الثاني، فاللذان يعملانهِ في أذنة
هما حسن ابن قطاعة من (الأوبا) ومحمود ابن شيحة.
ثم عيد السابع عشر من آذار، فاللذان يعملانه في أذنة
هما مرشدي الأوَّل أحمد أفندي ابن رضوان آغا، وإبراهيم ابن الطويل، وغيرهما.
ثم عيد أول نيسان، يعمله الشيخ حسن من (يوكسك طولاب).
ثم عيد الرابع يعمله الشيخ علي صدريَّا ابن الشيخ
سلمان من حارة (الخضر) وغيرهُ، ثم عيد الخامس عشر منه، يعملونه أولاد الشيخ إسماعيل
من (يوكسك طولاب)
ثم عيد التاسع من ربيع الأول، الذي اسمهُ (غدير الثاني)
يعمله الشيخ حاتم الأعور، الذي هو جانب (الحارة الجديدة).
ثم عيد ليلة نصف شعبان، يعمله ابن الشيخ عبد الله من
بيت سمرة وشعبان ابن الصارقجي.
وأعياد كثيرة لا أذكر أوقاتها كعيد يوحنا المعمدان،
ويوحنا فم الذهب، وعيد الشعانين، والعنصرة، وعيد لمريم المجدلانية.
ومن الليالي فليلة الأولى من رمضان، يعملها حسن
الكاببجي من (الباقر صندية)
ثم ليلة السابع عشر فالذي يعملها مرشدي الثاني الشيخ
صالح الجبلي وغيره.
ثم ليلة التاسعة عشر يعلمها مرشدي الأول أحمد أفندي
وعيسى بن البيرقدار من (يوكسك طولاب)
ثم الليلة الحادية والعشرين يعملونها بيت الصارقجي من
(زقاق السلطانية)
ثم ليلة الثالث والعشرين يعملها رجل اسمه أبو زيد من
(القرا حمدلية) وهو الآن قاطن بالحارة الجديدة.
ثم ليلة السابعة والعشرين منه، فيعملها علي ابن البطة.
وغير ذلك من الأعياد والليالي
يعملها النصيرية في البلاد التي هم قاطنون بها وهذه الأعياد انتهت إليهم من
سلفائهم وستنتهي بعدهم إلى خلفائهم ولا يمكن أن يتركها نسلهم.
وأما الحسنات والنذورات لم يعينوا لها أوقات فيعملونها
متى ما شاءُوا.
وأرجو من قاريّ كتابي هذا أن يميّز
هذه الأوقات المذكورة ويرتقب تلك الأيام المعلومة عند هؤلاء المذكورين، فانه يرى
الذبايح والطبايخ والناس مجتمعين أفواجا، فكان أهل المدن يعملون أعيادهم غلساً،
لكي لا يظهر عليهم أحد، وأما سكان القرى فلا يبالون، وعندهم أعياد الفرح في رمضان كالإسلام،
وعيد الضحية في اليوم العاشر من ذي الحجة، ثم عيد رأس السنة في اليوم الأول من
كانون الثاني، فسكان القرى يعتبرونه أكثر
من ذينك العيدين، وأما سكان المدن فلا يعتبرونه لكي لا تظهر عليهم الإسلام، بل
يعتبرون ذينك العيدين للفرح فقط.
[1] - أي
أخذت كمية من الماء كوباً أو ما شابه
[2] - تذكر
اسم سوأتها البشع
[3] -
الخلفاء الثلاثة رضي الله عنهم
[4] - أعيادهم
لهم أعياد
بعضها خاصة بهم، والبعض الآخر مشترك بينهم وبين الشيعة بعامة، وأهمها:
عيد الغدير،
ويحتفلون به في 18 من ذي الحجة.
وهو عيد عند
الشيعة عامة وسبب اتخاذهم له مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم لعليّ، كرم الله
وجهه، يوم غدير خم : وهو غدير على ثلاثة أميال من الجحفة. وأول من اتخذه عيداً
المعز البويهي في الدولة البويهية في القرن الرابع الهجري
عيد الفطر،
ويحتفلون به في أول شوال مثل سائر المسلمين وقد شرع النبي هذا العيد في السنة
الثانية للهجرة، وهو والأضحى شرّعا في نفس السنة، لكن النصيرية لا يحتفلون به بعد
صوم رمضان، وإنما بعد الصوم الذي يعتقدون فيه، ومن هنا اختلف تماماً عن عيد فطر
المسلمين.
عيد الأضحى،
ويحتفلون به في الثاني عشر من ذي الحجة، بينما سائر المسلمين يحتفلون به في العاشر
من ذي الحجة.
عيد الفراش،
ويحتفلون به ذكرى لتعريض عليّ بن أبي طالب نفسه لقريش بدلاً من النبي صلى الله
عليه وسلم لما أن هاجر من مكة ليلاً وترك مكانه في فراشه علياً بن أبي طالب، ذلك
أنه لما علمت قريش بأن النبي صار له أنصار في يثرب وأن أصحابه سبقوه إليها،
تشاوروا فيما يصنعون في أمره، واتفقوا على أن يتخيروا من كل قبيلة منهم فتى شاباً
جلدا فيقتلونه جميعاً، فيتفرق دمه في القبائل، ولا يقدر بنو عبد مناف على حرب
جميعهم، واستعدوا لذلك من ليلتهم، وجاء الوحي بذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم
فلما رأى أرصدهم على باب منزله، أمر علي بن أبي طالب أن ينام على فراشه، ويتوشح
يبرده ثم خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم عليهم، فطمس الله تعالى على أبصارهم،
ووضع على رءوسهم تراباً وأقاموا طول ليلهم فلما أصبحوا خرج إليهم عليُّ، فعلموا أن
النبي صلى الله عليه وسلم قد نجا ".
عيد عاشوراء،
ويحتفلون به في العاشر من محرم، شأنهم شأن سائر الشيعة، وهو ذكرى استشهاد الحسين
بن علي بن أبي طالب في كربلاء، رضي الله عنه لكن النصيرية يعتقدون أن الحسين لم يمت، بل
اختفى مثل عيسى بن مريم.
عيد الغدير
الثاني، ويحتفلون به في التاسع من ربيع الأول، ذكرى يوم الكساء، الذي ضمّ فيه
النبي الحسن والحسين تحت كسائه.
عيد النوروز-
أي اليوم الجديد، ويحتفل به في أول الربيع، وهو عيد فارسي الأصل، قيل إن أول من
اتخذه هو جمشيد، أحد ملوك الطبقة الثانية من الفرس، وإن سبب اتخاذه أن الدين كان
قد فسد قبله، فلما ملك جَدّد الدين، فسمّى اليوم الذي ملك فيه جمشيد باسم "
نوروز " أي اليوم الجديد، وقيل إنه اليوم الذي خلق الله فيه النور، وإنه كان
يحتفل به قبل جمشيد، وبعضهم يزعم أنه أول الزمان الذي ابتدأ الفلك فيه بالدوران
ومدته عندهم ستة أيام، أولها اليوم الأول من شهر أفرودين ماه، الذي هو أول شهور
سنتهم، ويسمون اليوم السادس النوروز الكبير، لأن الأكاسرة كانوا يقضون في الأيام
الخمسة حوائج الناس على طبقاتهم، ثم ينتقلون إلى مجالس أنسهم مع ظرفاء خواصهم ...
وأما عوام الفرس فكانت عادهم فيه رفع النار في ليلته، ورش الماء في صبيحته
عيد المهرجان،
ويحتفل به في أول الخريف، وهو عيد فارسي أيضاً، وبينه وبين النوروز 167 يوماً،
وهذا الأوان في وسط زمان الخريف، وإن كان المسعودي يقول: "وأهل المروءات
بالعراق وغيرها من مدن العجم يجعلون هذا اليوم أول يوم من الشتاء فيغيرون الفُرُش
والآلات وكثيراً من الملابس " ( الكتاب نفسه جـ2 ص 412)، وإلى جانب هذه
الأعياد الرسمية، توجد أعياد شعبية هي في الواقع أعياد مسيحية خالصة، مثل:
عيد
الفصح: عيد الفصح: وكذلك
يٌعرف بباسكا
" Pascha" (باليونانية Πάσχα : عيد
الفصح)، عيد القيامة أو أحد القيامة أو يوم القيامة. يعتبر أهم الأعياد الدينية في
الليتورجيا (الطقس الديني)المسيحية،
ويكون بين أواخر مارس وأواخر أبريل (أوائل أبريل إلى أوائل مايو عند المسيحيين
الشرقيين). ويتم الاحتفال بقيامة المسيح من بين الأموات وهذا ما يؤمن به أتباعه
بعدما مات المسيح على الصليب في سنة 27-33 كما يزعمون ويكون الاحتفال بعيد القيامة
لمدة ثمانية أيام ويسمى باليوم الثامن بعد احتفال الكنيسة " Octave of
Easter ". يشير عيد
القيامة إلى فصل في التقويم الكنسي ويدوم لمدة خمسين يومًا حيث يبدأ من أحد
القيامة إلى عيد حلول الروح القدس.
يسبق عيد الفصح أسبوع الآلام،
وهو يقع في آخر أسبوع للصيام الأربعيني، ويبدأ هذا الأسبوع بيوم الأحد، أحد الشعانين وينتهي
بيوم السبت في ليلة سبت النور،
وأهم يوم في أيام الأسبوع المقدس هو يوم جمعة الآلام أو
الجمعة العظيمة وهو يوم الجمعة التي تسبق عيد القيامة. وهي
ذكرى صلب يسوع المسيح. كما زعموا
عيد الميلاد:
فبالنسبة إلى عيد الميلاد يذكر الكتاب أنه في الليلة الرابعة والعشرين من شهر كانون
الأول( ديسمبر ) وأنه في هذه الليلة ظهرت ولادة عيسى عليه السلام من السيدة
العذراء مريم بنت عمران التي ذكرها الله في كتابه العزيز فقال: (( وَمَرْيَمَ
ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا
وَصَدَّقَتْ بِكَلِمَاتِ رَبِّهَا وَكُتُبِهِ وَكَانَتْ مِنَ الْقَانِتِينَ
))[التحريم:12].
ولكن مريم
–هكذا يقول الطبراني صاحب هذا الكتاب-ليست إلا آمنة بنت وهب، أم سيدنا محمد وكثير
من أهل ملتنا يقولون إنها هي فاطمة عليها السلام!، ويستندون في ذلك إلى قول سيدنا
محمد لها حين دخلت عليه: أدخلي يا أم أبيك، أو في رواية أخرى مرحبا بك يا أم أبيك،
ولم يقل النبي هذا القول إلا ليشير إلى أنها أم الحاآت الثلاثة: الحسن، الحسين،
المحسن، أما أم سيدنا محمد في آمنة بنت وهب، التي باسم مريم ولدت عيسى كما ظهر
سيدنا محمد بولادته من أمه آمنة بنت وهب.
ويسوق الدليل
على هذا مما رواه له شيخه الفاضل أبو الحسين محمد بن علي الجلي حين سأله في ذلك
فقال إن مريم بنت عمران هي بعينها آمنة بنت وهب بالنسبة إلى سيدنا محمد، وإن الله
تعالى أشار إلى ذلك في كتابه العزيز فقال: (( وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ مَرْيَمَ
إِذِ انتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَانًا شَرْقِيًّا * فَاتَّخَذَتْ مِن دُونِهِمْ
حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا *
قَالَتْ إِنِّي أَعُوذُ بِالرَّحْمَن مِنكَ إِن كُنتَ تَقِيًّا * قَالَ إِنَّمَا
أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلَامًا زَكِيًّا * قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ
لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ
قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً
مِّنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَّقْضِيًّا * فَحَمَلَتْهُ فَانتَبَذَتْ بِهِ مَكَانًا
قَصِيًّا * فَأَجَاءهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا
لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنتُ نَسْيًا مَّنسِيًّا * فَنَادَاهَا مِن
تَحْتِهَا أَلَّا تَحْزَنِي قَدْ جَعَلَ رَبُّكِ تَحْتَكِ سَرِيًّا * وَهُزِّي
إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا * فَكُلِي
وَاشْرَبِي وَقَرِّي عَيْنًا فَإِمَّا تَرَيِنَّ مِنَ الْبَشَرِ أَحَدًا فَقُولِي
إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا *
فَأَتَتْ بِهِ قَوْمَهَا تَحْمِلُهُ قَالُوا يَا مَرْيَمُ لَقَدْ جِئْتِ شَيْئًا
فَرِيًّا * يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ
أُمُّكِ بَغِيًّا * فَأَشَارَتْ إِلَيْهِ قَالُوا كَيْفَ نُكَلِّمُ مَن كَانَ فِي
الْمَهْدِ صَبِيًّا * قَالَ إِنِّي عَبْدُ اللَّهِ آتَانِيَ الْكِتَابَ
وَجَعَلَنِي نَبِيًّا * )) [مريم: 16 -30].
ثم يورد
أبياتاً قالها الخصيبي في مريم ويقول إنه لما كان سيدنا عيسى عليه السلام قد تكلم
في هذه الليلة وظهر، فإن هذه الليلة صارت مباركة، ومن واجب المؤمنين إذن الاحتفال
بهذه الليلة كما تستحق، وذلك بتلاوة الأدعية الموجّهة إلى الله تعالى، ثم يورد
الدعاء الذي ينبغي تلاوته في هذه المناسبة.
عيد الغطاس، هو عيد (الأبيفانيا) Epiphany (إيبيفاني) وهو عيد الغطاس ، هي معمودية بالتغطيس
"وللوقت وهو صاعد من الماء" ولذلك نسمى المعمودية "الغطاس".
وأي معمودية ليست بالتغطيس هي معمودية باطلة أو شكلية أو بلا قيمة.
معمودية
السيد المسيح لم تكن
لولادته من الماء والروح لأنه الابن
الوحيد للآب بالطبيعة،
فلم يكن نزوله في المعمودية لكي يولد من الماء والروح لكنه
كان نازلًا من أجل المسحة لذلك سُمى بالمسيح، يسوع اسم
الولادة والمسيح هذا اسم المسحة في المعمودية، ولكنها تأسيس لمعموديتنا نحن
المؤمنين به، ففيما نال هو المسحة بالمعمودية أعطانا من خلالها الولادة من الماء
والروح. لذلك يوحنا
المعمدان قال
للناس "وسطكم قائم التي لستم تعرفونه، هو ذا حمل الله الذي يحمل خطية العالم
كله" (يو 1:
26).
وقال "إني
قد رأيت الروح نازلًا مثل حمامة من السماء فاستقر عليه، وأنا لم أكن أعرفه. لكن
الذي أرسلني لأعمد قال لي: الذي ترى الروح نازلًا ومستقرًا عليه فهذا هو الذي يعمد
بالروح القدس. وأنا رأيت وشهدت أن هذا هو ابن الله" (يو 1: 33 – 34).
وهنا ربط بين
معمودية السيد المسيح وحلول الروح القدس عليه وأنه يعمد بالروح القدس. معنى
هذا أن الروح القدس حل على السيد المسيح كبداية للعهد الجديد لكي يحل على المؤمنين
عبر الولادة من الماء والروح ومن خلال سر
الميرون سر المسحة المقدسة.
تحتفل الكنيسة بعيد
الغطاس المجيد لما فيه من أحداث هامة وإعلانات إلهيه تخص خلاصنا..
ولعل أول كل هذا ظهور الله المثلث الأقانيم وقت
عماد السيد المسيح.. لذلك يطلق علي هذا العيد (عيد الظهور الالهي).. فالاب ينادي
قائلًا عن الرب يسوع وهو في الماء "هذا هو أبني الحبيب الذي به سررت" (مت 3:
17)، بينما الروح
القدس يحل في
شكل حمامة مستقرًا علي السيد المسيح ليعلن أنه المخلص الذي أتي لخلاص العالم
بصنع الفداء
العجيب..
ويقول في
ذلك القديس
أوغسطينوس:
"بجوار نهر الاردن ننظر ونتأمل المنظر الالهي الموضوع أمامنا.. فلقد أعلن لنا
إلهنا نفسه عن نفسه بكونه ثالوث في واحد.. أي ثلاثة أقانيم في طبيعة إلهية
واحدة".
عيد العسف
أوعيد الشعانين وهو عيد دخول
السيد المسيح إلى أورشليم كحمل
حقيقي تحت الحفظ من اليوم العاشر من نيسان إلى اليوم الرابع عشر حيث يذبح (مثلما
كان يحدث مع خروف الفصح) وكلمة شعانين مأخوذة
من كلمة هوشعنا أي
خلصنا وهي كلمة عبرية يقابلها باليونانية أوصانا وكلها بمعنى خلصنا...
أسماء أخرى للعيد: أحد الأغصان أو أحد السعف أو
أحد أوصانا حيث يطوفون البيعة وفي أيديهم أغصان السعف وأغصان الزيتون كما حدث في
استقبال الرب لدخوله...
لماذا أغصان
الزيتون؟ إشارة للسلام والأمان والحياة الدائمة (مثلما حدث مع نوح).
مكانة
العيد في الكنيسة: هو عيد سيدي كبير تحتفل به الكنيسة متذكرة
هذا الحدث المهم الذي فيه تحققت النبوات وبدأت
الأحداث الفعلية للخلاص الذي تم على الصليب...
(1كو
5: 7)
"لأن فصحنا أيضًا المسيح قد ذبح لأجلنا"... فخروف الفصح كان مجرد
رمزًا للمسيح.
وللعيد
بعد تاريخي: إذ كان يسمى أحد المستحقين (للعماد) فيغسلون رؤوسهم للتطهير وكان
يتم التنصير
(المعمودية) في يوم
سبت النور... وفي ذلك
تحقيق لمعنى الخلاص. وهذا يدل على تدقيق الكنيسة في أسرارها لمن
يستحق وليس لكل أحد.....
عيد العنصرة،
عيد العنصرة عيد (البنتكسطى penthkocth) أو حلول
الروح القدس، عيد
الصعود وعيد
حلول الروح القدس أعياد
سيدية كبرى،
وكان يرمز لعيد حلول الروح القدس، وكان يرمز له عيد
الأسابيع أو عيد
الحصاد،
وأيضًا اليوبيل، عيد
الخمسين هم (49
+ 1) (7 في 7 + 1) فيكون أول الأسبوع الثامن. لأن رقم 8 يُشير إلى الحياة الجديدة،
(10 في 5) 10 رقم سماوى والـ5 تشير للإنسان، 40 = 10 في 4 العشرة رقم سماوي
والأربعة تُشير للأرض لذلك الأربعين يقولون عنها السماء في الأرض، واليوبيل رقم
الخمسين، لذلك يوم
الجمعة العظيمة نعمل
50 ميطانية ناحية
الشرق بعد ال400، هذه إشارة للحرية التي نلناها. الأربعة يشير إلى أركان
الأرض الأربعة والخمسة تشير إلى الحواس الخمسة.
وعيد القديسة
بربارة ( وتحتفل به الكنيسة الكاثوليكية والأرثوذكسية في 4 ديسمبر، وإن كان كُتاب
تاريخ الشهداء يجعلونه في 15 ديسمبر )، من الأعياد التي يحتفل بها المسيحيون في
شتى أنحاء العالم، وذكرتها المصادر المختلفة، بما فيها المصادر العربية القديمة،
عيد القديسة بربارة، أو عيد الشهيدة بربارة، أو عيد البربارة، الذي يحتفل به
الغربيون يوم الرابع من كانون الأول، والشرقيون في السابع عشر منه، ويقولون في
الأمثال: "في عيد البربارة بتطلع الميّ من قدوح الفارة" لغزارة المطر في
هذا الوقت من العام!
فمن هي
القديسة بربارة يا ترى، القديسة التي يحتفلون بذكراها ويزداد المطر في عيدها؟
تختلف
المصادر في تحديد هويتها، فمن قائل أنها ولدت في نيقوديميا (في آسيا الصغرى) إلى
قائل أنها ولدت في لبنان، في مدينة بعلبك، عروس البقاع الخالدة، إلى قائل أنها
ولدت في فلسطين، وحتى في مصر... وتجمع المصادر المختلفة على أن أباها ديوسيكوروس
(ومثله أمّها ايضاً) كان وثنياً، متعصباً لوثنيته، غنياً، ويعمل في خدمة الوالي
كقائد لجيشه!
نذرت نفسها
للمسيحية... كل ذلك دون أن يعرف والدها شيئاً عن اعتناقها المسيحية فغضب أبوها
لاعتناقها المسيحية، بل استشاط غضباً، وشتمها وضربها وطرحها في قبو مظلم، عقاباً
لها على"جريمتها النكراء"،
أمر الوالي
مركيانوس بقطع رأس القديسة بربارة ويوليانة فاجأ الجميع ديوسيكوروس يستأذن الوالي
بكل قسوة وكبرياء بان يقوم هو بنفسه بذلك، وبسيفه هو قطع الوالد رأس ابنته
كذلك يحتفلون
في اليوم الخامس عشر من شعبان بذكرى وفاة سلمان الفارسي،
وذكر في كتاب
مجموع الأعياد للطبراني
وقد بقي
لدينا كتاب نفيس عن أعياد النصيرية هو:
" مجموع
الأعياد والدلالات والأخبار المبهرات وما فيها من الدلائل والعلامات، جل مظهرها عن
الآباء والأمهات والإخوة والأخوات – تأليف الشيخ الأجل الأجمل، معدن الجود
والتوحيد، والفضل والتأييد الشاب الثقة أبو سعيد يموت بن القاسم الطبراني، قدّس
الله روحه ونوّر ضريحه ".
وأول من نبه
إليه من الباحثين الأوربيين المحدثين كتافاجو Catafago، الكاتب في قنصلية بروسيا العامة في سوريا، في رسالة بعث بها إلى
فلدنبروخ De Wildenbruch، ونشرت في
المجلة الآسيوية بتاريخ فبراير سنة 1848 ص 149 – 168 مع ترجمة فرنسية لبعض فصوله،
ورسالة بتاريخ 6 يوليو سنة 1847 وعناوين فصول هذا الكتاب هي:
أخبار شهر
رمضان، وما ورد فيه عن الموالي، منهم السلام.
دعاء شهر
رمضان. ذكر عيد الفطر. خطبة عيد الفطر. دعاء عيد الفطر. ذكر عيد الأضحى. دعاء عيد الأضحى.
خطبة عيد
الأضحى. أخبار يوم الغدير وشرفه. القصيدة الغديرية لسيّدنا أبو عبد الله
الخصيبي، شعر، بيت 69. دعاء. خطبة يوم
الغدير. خطبة ثانية ليوم الغدير. ومن أخبار الغدير، خطبة خطبها أمير المؤمنين،
منه الرحمة.
خطبة يوم
الغدير التي خطبها مولانا أمير المؤمنين. خبر
القهرى. ذكر عيد المباهلة. باب التجليات.
ذكر حرف اللام، أعني التجلي.
دعاء عيد
المباهلة. ويتلوه دعاء ثانٍ. ذكر عيد الفِراش. قصيدة عيد الفراش. دعاء عيد الفراش. ذكر عيد يوم عاشوراء.
في معرفة يوم
كربلاء، وما رواه رجال التوحيد،. ما قيل
في الغيبة والظهور. خبر الطفوف.
زيارة يوم
عاشوراء. زيارة أخرى. مقتل دلام، لعنه الله.( يقصدون به عمراً رضي
الله عنه ولعنهم وأخزاهم الله. دعاء مقتل دلام.
ذكر ليلة نصف
شعبان، وهي آخر السنة الخصيبية. خبر النقيب محمد بن سنان. الزيارة الأولى المعروفة
بالنميرية. الزيارة الثانية.
الزيارة
الثالثة. دعاء ليلة نصف شعبان. خبر ظلال وبال، لعنهما الله تعالى. أخبار نصف
شعبان. دعاء ليلة نصف شعبان
ذكر ليلة
الميلاد، وما فيها من الفضل بالاسناد، وهي الليلة الرابعة والعشرون من كانون
الأول، وهي آخر السنة الرومية، لأن المسيح-منه السلام!- أظهر الولادة في هذه
الليلة من السيدة العذراء مريم بنت عمران الطاهرة الزكية.
دعاء ليلة
الميلاد. يوم السابع عشر من آذار، مما استخرج من كتاب الأكوار والأدوار النورانية.
دعاء اليوم السابع عشر من آذار.
ذكر يوم
النوروز، وهو رابع نيسان، وأول السنة الفارسية. خبر الإكليل. خبر في باطن النوروز.
خبر في باطن النوروز. خبر النوروز وما يعمل به من البر والصدقة. خبر المهرجان
والنوروز. دعاء الشمس. دعاء النوروز. خطبة يوم النوروز. دعاء المهرجان. دعاءٌ ثان
للمهرجان.
وهذا الكتاب
نشره اشتروطمن Strothmannفي
هامبورج سنة 1943 – سنة 1946 في ثلاث كراسات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق