موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأربعاء، 5 سبتمبر 2012

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (55) محمد عبده


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (55)
محمد عبده
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الرابع من الناحية التاريخية وهو الثاني والأهم من ناحية التأثير هو محمد عبده. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
المبحث الثالث محمد عبده والحزب الوطني:
إن صاحب فكرة الحزب الوطني اسماً العامل على خدمة الإنجليز فعلاًُ هو جمال المتأفغن فأوعز إلى صنيعته محمد عبده أن ينسق مع الإنجليز لتشكيل الحزب وها هو شيخ التبرير والترقيع رشيد رضا يحدثنا عن ذلك فيقول:     
[أما كون السيد جمال الدين كان يعمل في مصر عملاً سياسيًّا, فهذا مما لا يجهله لورد كرومر, ولا أحد من سَاسَةِ إنكلترا وفرنسا الواقفين على أحوال مصر الأخيرة، وهم يعلمون أنه إذا ترك السعي لقتل إسماعيل باشا فإنه قد سعى لعَزْلِهِ. ولكن كان الناس كافَّةً في شوق إلى رؤيته ( أي : إسماعيل ) بعيدًا عن كرسي الخديوية وطلاب الحرية من الأهالي كانوا يترددون على رئيس الوزارة المصرية يظهرون له الميل إلى جَناب الخديو السابق توفيق باشا رحمه الله, وكانت بينه وبين السيد جمال الدين مكالمات ومخابرات في هذا الأمْر, فسعى هو والكثير من الأعيان عند شريف باشا حتى يقنع الخديو الأسبق بوجوب التنازل (عن الخديوية) , وقد فعل,
 ثم ذهب وفْد من المصريين ومعهم السيد جمال الدين إلى وكيل دولة فرنسا, وأبانوا له أن في مصر حزبًا وطنيًّا يطلب الإصلاح, ويسعى إليه, وأن الإصلاحالمطلوب لمصر لا يتمُّ إلاَّ على يد وليّ العهد توفيق باشا, وانتشر ذلك في القاهرة وغيرها، وتناقلته الجرائد وهي أول مرة عرف فيها اسم ( الحزب الوطني الحر )
إن لورد كرومر يعلم هذا , ويعلم أن إسماعيل باشا لم يكن أمثلَ من أولئك الملوك الذين قتلهم العالم المتمدن وآخرهم ملك البرتغال بل ولا من أولئك الذين ثاروا عليهم وقتلوهم بمحاكمة, أو بغير محاكمة,. وإن اغتيال ملك أو أمير مخرب للبلاد، ظالم للعباد، مضيع للملك، مهلك للحرث والنسْل أهون في نظر الفيلسوف من القيام بثورة عليه تسفك فيها دماء الألوف الكثيرة من الشعب، ثم يقتل الملك بعد ذلك بمحاكمة صورية أو حقيقية إن لم يقتل اغتيالاً. إن ما شرحه لورد كرومر في تاريخ (مصر الحديثة ) من فظائع إسماعيل باشا كافٍ في بيان كونِهِ أسوأَ حالاً من الملوك الأوربيين الذين ثارت عليهم رعيتهم بتدبير فلاسفتهم وعقلائهم؛ فأين من إسماعيل باشا لويس السادس عشر وشارل الأول] .([1]).

[ففي عهد إسماعيل الذي انتهى إليه الاستبداد في محق ثروة البلاد وإفساد الأخلاق زرع ونبت غرس الإصلاح الاجتماعي والسياسي والأدبي بإرشاد حكيم الشرق وموقظه السيد جمال الدين الأفغاني مؤسس الحزب الوطني الأول في مصر]([2])
فذهب محمد عبده بأمر سيده المتأفغن إلى الجاسوس الإنجليزي بلنت لترتيب أمر الحزب.
 وها هو محمد عمارة يحدثنا عن ذلك فيقول:
[علاقة الأستاذ الإمام بهذا البرنامج وثيقة جداً فهو الذي صاغه كوثيقة تمثل وجهة نظر الحركة الوطنية المصرية, كي يتقدم به صديق هذه الحركة "ولفرد بلنت" إلى "غلادستون" رئيس وزراء انجلترا في 20 ديسمبر سنة 1881 في محاولة لمنع انجلترا من السير في طريق معاداة الحركة الوطنية المصرية.. وبلنت يتحدث عن قصة وضع هذا البرنامج بواسطة الأستاذ الإمام عقب مقابلة عرابي([3]). لبلنت فيقول: [وكان لهذا اللقاء الأول من حسن الأثر على رأيي في الضابط الفلّاح ما حملني على الذهاب في الحال لصديقي الشيخ محمد عبده لأفضي إليه بحقيقة هذا التأثير, ثم اقترحت وضع برنامج بما أخبرني عرابي به... ومن ثم وضعت أنا والشيخ محمد عبده وآخرون وصابونجي([4]). منشوراً يتضمن آراء الحزب الوطني بكل دقة, وقد أخذ الشيخ محمد عبده هذا المنشور إلى محمود سامي والذي كان وزير الحرب, وضمن موافقته عليه, وكذلك اطلع عرابي على المنشور ووافق عليه انظر كتاب "بلنت" (التاريخ السري لاحتلال انجلترا مصر) ص 205-206 ففيها يبرز دور الأستاذ الإمام في وضعه وتتحدد علاقته الوثيقة به.. والبرنامج منشور في ملاحق كتاب "بلنت" السابق الإشارة إليه ص 792-798]([5])
ويقول بلنت المستشرق الإنجليزي الجاسوس([6]):[ قمت بالاشتراك مع الشيخ محمد عبده وآخرين من الزعماء المدنيين بإعداد بيان أمليناه على(صابونجي) سكرتير بلنت وضمناه موجزاً لأفكار الحزب الوطني -القديم-، ثم أخذه محمد عبده إلى محمود باشا سامي الذي عين وزيراً للحربية مرة أخرى، وحصل منه على موافقته على البيان، كما عرض على عرابي ووافق عليه.
أطلق هذا البيان اسم برنامج الحزب الوطني -القديم-، وقام صابونجي بترجمته إلى الإنجليزية، ونقّح بلنت الترجمة ثم أرسله إلى جلادستون رئيس وزراء بريطانيا، وأرسل نسخة منه إلى تشينري رئيس تحرير صحيفة التايمز ]([7]).
برنامج الحزب الوطني
1-    يرى الحزب الوطني محافظة على العلاقات الودية الموجودة بين الحكومة المصرية والباب العالي واتخاذ ذلك الباب ركناً يستند عليه _ ويعتقد أن جلالة السلطان عبد الحميد مولاهم وخليفة الله في أرضه وإمام المسلمين لا يريد قطع هذه الصلات والعلاقات ما دامت الدولة العلية في الوجود, ثم يعترف باستحقاق الباب العالي لما يأخذه من الخراج وما يلزمه من المساعدة العسكرية إذا طرأت عليه حرب أجنبية وهذا بمقتضى القوانين والفرمانات الشاهانية, كما يعتقد هذا الحزب, أنه يحافظ على امتيازاته الوطنية بكل ما في وسعه, ويقاوم من يحاول إخضاع مصر وجعلها ولاية عثمانية, أي من يريد سلب امتيازاتها ونسخ الفرمانات التي منحتها استقلالها الإداري.
وله ثقة بدول أوربا لا سيما انجلترا المدافعة عنه, ويود أن تدوم هذه المحبة حتى يحصل على حرية مصر واحترامها.
2-    هذا الحزب يخضع للجناب الخديوي الحالي, وهو مصمم على تأييد سلطته ما دامت أحكامه جارية على قانون العدل والشريعة حسب ما وعد به المصريين في شهر سبتمبر سنة 1881, وقد قرن هذا الخضوع بالعزم الأكيد على عدم عودة الاستبداد والأحكام الظالمة التي أورثت مصر الذل, والإلحاح على الحضرة الخديوية بتنفيذ كل وعدت به من الحكم بالشورى وإطلاق عنان الحرية للمصريين, ويطلبون منها الاستقامة وحسن السلوك في جميع الأمور, وهم يساعدونه قلباً وقالباً, كما أنهم يحذرونه من الإصغاء إلى الذين يحسّنون إليه الاستبداد والإجحاف بحقوق الأمة ونكث المواعيد التي وعد بإنجازها.
3-    رجال هذا الحزب يعترفون بفضل فرنسا وانجلترا اللتين خدمتا مصر خدمة صادقة, ويعلمون أن استمرار المراقبة الأوربية هو الكفالة العظمى لنجاح أعمالهم, مع قبولهم تلك الديون الأجنبية حرصاً على شرف الأمة, وإن كانت تلك الأموال لم تصرف في مصلحة مصر بل صرفت في مصلحة حاكم ظالم لا يسأل عما يفعل. ومعلوم لهم أن ما حصلوا عليه من الحرية, والعدل كان بمساعدة هاتين الدولتين, فهم يشكرونهما ويثنون عليهما.
ثم إنهم يرون أن النظام الحالي لم يكن إلا وقتياً, وإلا فإنهم يأملون أن يستخلصوا ماليتهم من أيدي أرباب الديون شيئاً فشيئاً حتى يأتي يوم تكون مصر فيه بيد المصريين, وهم لا يخفي عليهم شيء من ا لخلل الحاصل في المراقبة, ومستعدون لإذاعته, فإنهم يعلمون أن كثير من المستخدمين في قلم المراقبة لا يقدرون على القيام بوظائفهم ولا يراعون حق الشرف والاستقامة, وبعضهم يأخذ الرواتب الجسيمة بلا استحقاق, مع وجود من يقوم بعملهم من المصريين على أحسن أسلوب براتب لا يوازي خمس راتب الأجنبي, وبهذا يحكمون بوجود الظلم وخلل الإدارة ما دام هذا الإسراف الخارج عن الحق باقياً.
وهم يتعجبون من إعفاء الأجانب من الضرائب وعدم خضوعهم لقانون البلاد مع تمتعهم بخيرها وإقامتهم فيها, ولكنهم لا يريدون مداركة هذا الإصلاح بقوة أو جفوة, بل يقتصرون على إقامة الحجة, ويطلبون من فرنسا وانجلترا التبصر في هذا الأمر, فإنهما أخذتا على نفسيهما مراقبة المالية, فهما مطالبتان بنجاحها باستخدام أهل الأمانة والاستقامة فيها, لأنهما مسئولتين عن رفاهية مصر بعد أن نزعتا إدارة ماليتها من أهلها وتكلفتا بنجاحها.
4-    رجال الحزب الوطني يبعدون عن الأخلاط الذين شأنهم إحداث القلاقل في البلاد إما لمصلحة شخصية أو خدمة للأجانب الذين يسوؤهم استقلال مصر, وهؤلاء الأخلاط كثيرون في البلاد _بل هم معلومون للمصريين ولهذا اشتدت النفرة منهم_ والمصريون يعلمون أن الصمت على حقوقهم لا يخولهم الحرية في بلاد ألف حكامها الاستبداد وكرهوا الحرية فإن إسماعيل باشا لم يمكنه من الظلم إلا سكوت المصريين, وقد عرفوا الآن معنى الحرية الحقيقية في هذه السنين الأخيرة فعقدوا خناصرهم على توسيع نطاق التهذيب وهم يرجون أن يكون ذلك بواسطة مجلس شورى النواب _الذي انعقد الآن_ وبواسطة حرية المطبوعات بطريقة ملائمة, وبتعميم التعليم ونمو المعارف بين أفراد الأمة, وهذا كله لا يحصل إلا بثبات هذا الحزب وحزم رجاله.
ويرى هذا الحزب أن مجلس النواب ربما أكره على الصمت كما حصل لمجلس الآستانة واستعين عليه بجعل المطابع آلة تُفَوِّق نحوه السهام فيتكدر صفو الراحة ويحرم الأبناء من التعليم, ولهذا فوض الأهالي أمرهم إلى أمراء الجهادية وطلبوا منهم أن يصمموا على طلبهم, لعلمهم أن رجال العسكرية هم القوة الوحيدة في البلاد, وهم يدافعون عن حريتهم الآخذة في النمو, وليس في عزمهم إبقاء الحال على ما هي عليه, بل متى ما حصلت الأمة على حقوقها عدلوا عن السياسة الحاضرة, فإن أمراء الجهادية عازمون على ترك التدخل في السياسة بعد ِأن فتح المجلس, فهم الآن بصفة حراس على الأمة التي لا سلاح لها, ولهذا يطلبون زيادة ا لجند إلى 18 ألف عسكري ويرجون التفات قلم المراقبة لهذه الزيادة عند تقرير الميزانية.
5-    الحزب الوطني حزب سياسي لا ديني, فإنه مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب, وجميع النصارى واليهود وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم بلغتها منضم إليه, لأنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات, ويعلم أن الجميع إخوان وأن حقوقهم في السياسة والشرائع متساوية, وهذا مسلم به عند أخص مشايخ الأزهر الذين يعضدون هذا الحزب ويعتقدون أن الشريعة المحمدية الحقة تنهى عن البغضاء, وتعتبر الناس في المعاملة سواء, والمصريون لا يكرهون الأوربيون المقيمين بمصر من حيث كونهم أجانب أو نصارى, وإذا عاشروهم على أنهم مثلهم يخضعون لقوانين البلاد ويدفعون الضرائب كانوا من أحب الناس ِإليهم.
6-    آمال هذا الحزب معقودة على إصلاح البلاد مادياً وأدبياً, ولا يكون ذلك إلا بحفظ الشرائع والقوانين وتوسيع نطاق المعارف وإطلاق الحرية السياسية التي يعتبرونها حياة للأمة.
وللمصريين اعتقاد في دول أوربا التي تمتعت ببركة الحرية والاستقلال أن تمتعهم بهذه البركة, وهم يعلمون أنه لم تنل أمة من الأمم حريتها إلا بالجد والكد, فهم ثابتون على عزمهم آملون في تقدمهم واثقون بجانب الله تعالى إذا تخلى عنهم من يساعدهم.
18ديسمبر سنة1881]([8])
فخلاصة أهداف الحزب هي خدمة الإنجليز ويتضح هذا جلياً من برنامجه الذي ركز على ما يلي:
1-              يقاوم الحزب من يحاول إخضاع مصر وجعلها ولاية عثمانية.
2-              للحزب ثقة بدول أوربا لا سيما انجلترا المدافعة عنه.
3-    رجال هذا الحزب يعترفون بفضل فرنسا وانجلترا اللتين خدمتا مصر خدمة صادقة, ويعلمون أن استمرار المراقبة الأوربية هو الكفالة العظمى لنجاح أعمالهم.
4-    ومعلوم لرجال الحزب أن ما حصلوا عليه من الحرية, والعدل كان بمساعدة بريطانيا وفرنسا, فهم يشكرونهما ويثنون عليهما.
5-    رجال الحزب الوطني يبعدون عن الأخلاط الذين شأنهم إحداث القلاقل في البلاد أي ببعدون عن المجاهدين.
6-    الحزب الوطني حزب سياسي لا ديني, فإنه مؤلف من رجال مختلفي العقيدة والمذهب, وجميع النصارى واليهود وكل من يحرث أرض مصر ويتكلم بلغتها منضم إليه, لأنه لا ينظر لاختلاف المعتقدات, ويعلم أن الجميع إخوان وأن حقوقهم في السياسة والشرائع متساوية.
7-    وللمصريين بحسب رأي الحزب اعتقاد في دول أوربا التي تمتعت ببركة الحرية والاستقلال أن تمتعهم بهذه البركة.
ولا أرى أن هناك حاجة للتعليق على برنامج حزب العمالة الذي أسسه المتأفغن وصنيعته محمد عبده .



[1][1][1] - (( مجلة المنار ـ المجلد [‌ 11 ] الجزء [‌ 3 ] ص/ ‌ 185  ‌ ربيع الأول 1326 ـ  مايو 1908 ))
[2] - مجلة المنار ـ المجلد [‌ 22 ] الجزء [‌ 7 ] ص/ ‌ 496 ذو القعدة 1339 ـ أغسطس 1921
[3] - أحمد عرابي: قائد عسكري وزعيم مصري وأول من قاد ثورة مصرية في العصر الحديث، وُلد أحمد الحسيني عرابي في مارس 1841، بقرية هـربة رزنة التابعة لمركز الزقازيق بمحافظة الشرقية. أرسله والده الذي كان عمدة القرية إلى التعليم الديني، فتلقى علومه الأولى بكتَّاب قريته وحفظ القرآن صغيراً، ثم انتقل إلى القاهرة والتحق بالأزهر، وما لبث أن التحق بكلية الضباط، حيث تخرج فيها وانضم للجيش المصري، وظل يتدرج في الرتب العسكرية حتى وصل لرتبة الأميرالاي "عقيد". ومع تزايد النفوذ الأجنبي في أواخر عهد الخديوي إسماعيل، زادت أوضاع الجيش المصري سوءاً وضعفاً، وزادت حدة التذمر التحق عرابي بحزب المتأفغن مكا التحق بالمحفل الماسوني الذي أسسه المتأفغن ،مع عدد من ضباط الجيش وكذلك محمود سامي البارودي الذي شغل ولعدة مرات منصب وزير الجهادية – الدفاع- بالاسم المعاصر برز نجم أحمد عرابي كزعيم للتيار الوطني المضاد للنفوذ التركي في الجيش المصري, والتف حوله معظم الضباط المصريين، فقاد عرابي حركة داخل الجيش سنة 1881 أدت لعزل عثمان رفقي ـ وزير الحربية التركي الأصل ـ وتعيين محمود سامي البارودي مكانه، وارتفعت مكانة أحمد عرابي في صفوف الجيش والشعب، ولقبوه بزعيم الفلاحين.
زادت مكانة أحمد عرابي أكثر فأكثر بعد مظاهرة قصر عابدين الشهيرة والتي أطاحت بوزارة رياض باشا وأعاد تشكيل مجلس النواب، ولكن إصرار عرابي وأتباعه على الضغط على حكومة شريف باشا أفشلت كل الجهود الرامية لإصلاح أحوال البلاد، وأجبر عرابي شريف باشا على الاستقالة، وتم تعيين البارودي رئيساً للوزراء، وتولى عرابي وزارة الحربية.  قام بالثورة على الخديوي وكانت مسرحية لتبرر دخول الإنجليز للبلاد ويرجح المحللون أن عرابي لم يكن يعلم بتفاصيل المؤامرة ولكنه كان أداة من أدوات المحفل ولما فشلت الثورة عزل عرابي من وتم احتجازه في ثكنات العباسية مع نائبه طلبة باشا حتى انعقدت محاكمته في 3 ديسمبر 1882 والتي قضت بإعدامه، ثم تم تخفيف الحكم بعد ذلك إلى النفي مدى الحياة إلى سرنديب (سيريلانكا حالياً)، إلى أن أصدر الخديوي عباس حلمي قراراً بالعفو عنه، وإعادته إلى مصر، فعاد للقاهرة في أول أكتوبر 1902. توفي في القاهرة في 21 سبتمبر 1911.
[4] - صابونجي: هو القس يوحنا لويس بن يعقوب صابونجي من نصارى بلاد الشام ولد في 7/10/1838م. وسكن مدينة ماردين,كان له في لبنان عدة صحف منها "النحلة"عمل وكيلاً لسلطان زنجبار مدة ثماني سنوات, سافر إلى بريطانيا وقابل الملكة فيكتوريا 1879م. كما قابل بابا الفاتيكان وبعد هذه المقابلات سافر إلى مصر ليعمل مع الجاسوس الإنجليزي بلنت, ساهم في صياغة برنامج الحزب الذي سعى لتشكيله المتأفغن لتحقيق مصالح الإنجليز
[5] - الأعمال الكاملة لمحمد عبده 1/401
[6] - بلنت: كان يدير شبكة التجسس البريطانية في مصر تحت غطاء الاستشراق.
[7] - سلسلة أعمال محمد عبده لعلي شلش، ص / 81.
[8] - الأعمال الكاملة للشيخ محمد عبده 1/401-404 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.