أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (58)
من ضلالات محمد عبده
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن محاولة محمد عمارة تحديد الأسوة والقدوة والرواد للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل, والرائد الرابع من الناحية التاريخية وهو الثاني والأهم من ناحية التأثير هو محمد عبده. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
المبحث الخامس محمد عبده وموالاته للكفار:
لم يكتف محمد عبده بموالاته للإنجليز؛ بل كان يوالي سائر أعداء الله من اليهود والنصارى والملحدين وغيرهم، فها هو يخاطب قس النصارى إسحاق طيلر فيقول له: [ كتابي إلى الملهم بالحق الناطق بالصدق حضرة القس المحترم إسحق طيلر أيده الله في مقصده]([1]).
ومعلوم أن من وصف قِسَّ النصارى بأنه ملهم بالحق ناطق بالصدق ودعا له بتأييد المقاصد فقد كذّب الله, وكذّب رسوله صلى الله عليه وسلم, وكفًّر جميع المسلمين, لأن قِسَّ النصارى يقول: إن الله ثالث ثلاثة.والله تعالى يقول: ) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ % اللَّهُ الصَّمَد % لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَد ْ% وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُوًا أَحَدٌ (. والنصارى يعتبرون المسلمين كفاراً, ويسعون لنشر ديانتهم الشركية, ومن وصف قِسَّ النصارى بما وصفه محمد عبده مع علمه باعتقاد النصارى فلاشك في كفره.
كما يراسل تولستوي([2]) أحد منظري الشيوعية فيقول له:[ أيها الحكم الجليل تولستوي، لم نحظ بمعرفة شخصك ولكننا لم نحرم التعارف بروحك, سطع علينا نور من أفكارك، أشرقت في آفاقنا شموس من آرائك, ألفت بين نفوس العقلاء ونفسك... نَظَرتَ نظرة في الدين مزقت حجب التقليد ووصلت بها إلى حقيقة التوحيد ]([3]).
ويقول له في رسالة أخرى:[ أيها الروح الذكي صدرت من المقام العلي إلى العالم الأرضي وتجسدت فيما سمَّوه بتولستوي قوي فيك اتصال روحك بمبدئه فلم تشغلك حاجات جسدك... أدركت أن الإنسان خلق ليتعلم فيعلم فيعمل ولم يخلق ليجهل ويكسل ويهمل ]([4]).
وتولستوي هذا إما نصراني أو شيوعي ولا ثالث, ووصفه بما وصفه محمد عبده يخرج الواصف من الملة.
ويزور الكنيسة فيقول: [ مما رأيته في بلرم (صقيلية) كنيسة موريالي وجميع سقفها والأغلب من جدرانها مغشى بالموزاييك ألواناً وأشكالاً من أبهى ما يبهج الناظر وأجمل ما يسرح فيه الخاطر وفي ناحية منها قبة تعرف بمعبد الصليب فيها من التماثل والزينة ما يقصر عنه الوصف... الخ ]([5]).
ويزور الدير فيقول: [ للكبوشيين دير في بلرم فيه معبد ومدرسة ومقبرتان.
أما المعبد فهو المعبد ولا يحتاج إلى كلام عليه وأما المدرسة فهي لتعليم اللغات والعلوم والفنون التي يحتاج إليها المرسلون الذين يكلفون بالدعوة إلى الدين المسيحي والتبشير بالإنجيل ونشر ما تقتضي الغيرة الدينية لنشره في الأقطار النائية كبلاد العرب والترك والفرس وغيرها وممن يعلم فيها اللغة العربية وأستاذها الراهب جبرائيل ماريا الكبوشي وهو من حلب تعلم العربية في بيروت وأخبرني أن من أساتذته صديقنا الأستاذ سعيد الشرتوني ]([6]).
ومحمد عبده يمتدح الصليبين من أمثال بطرس غالي بطل إعدام المصريين أيام حادثة دنشواي([7]) فيقول عنه: [ أما بطرس باشا غالي فهو رجل ذكي حاذق في عمله بصير بأمره، تقلب في وظائف الحكومة من عنفوان شبيبته ورقي به اجتهاده إلى ما وصل إليه من سامي وظيفته ثم صار وكيل الحقانية ووثقت به الحكومة الخديوية ]([8]).
ومحمد عبه يعمل على تأسيس الجمعيات السرية الماسونية:
[ إن الأستاذ طالب تلميذه بالسفر إلى تونس لاستطلاع الرأي وإنشاء فرع للجمعية في تونس، والحصول على بعض المال لصحيفة الجمعية ويقول محمد عبده في رسالته:(استطعت أن ألتقي هنا العلماء ورجال الدين، وقد عرَّفتهم بنا وقلت لهم إن العروة ليست اسم الصحيفة، وإنما اسم جمعية أسسها السيد في حيدر آباد ولها فروع في كثير من الأقطار، لا يدري أحدهما عن الآخر شيئاً، ولا يعرف هذه الفروع إلا الرئيس وحده، كما قلت لهم إننا نرغب اليوم في تأسيس فرع جديد في هذا البلد). ويتحدث بعد ذلك عن مقابلاته مع بعض المشايخ مثل الورطاني وأبو حجاب والسنوسي ويضيف(وقد وافقوا وشرعت في تأسيس هذه الجمعية في تونس)... ويروي محمد عبده في رسالته أنه اتخذ لنفسه اسماً مستعاراً في تونس وهو(العربي بسيس) وأنه ينتظر من أستاذه المراسلة بهذا الاسم ثم يختتم رسالته فيقول: (إنهم يظنون هنا أننا نملك كنزا كبيرا وأن قوة مجهولة تتولى إمدادنا بما نريد...) ]([9]).
ولقد مرّ معنا في رسالته إلى جمال الدين كيف أنهم ضبطوا كتاب الماسونية في بيته.
وعندما هاجم كاتب في جريدة ادّعى أن الماسونية تؤيده، ردّ عليه محمد عبده بقوله: [ ولقد تغالى منشئه في الوقاحة حتى أشار في كتاباته وخزعبلاته أن أبناء المجامع المقدسة، ذات المقاصد العالية المبنية على محض الأدب والإنسانية هم مشركوه في عمله هذا، حاشاهم حاشاهم أن تتدانى هممهم لهذه المقاصد الساقطة، فقد كذب وافترى واعتسف واعتدى ]([10]).
[2] - تولوستوي ليونيكولافبيتش 1828-1910. ويصفه فريد وجدي تلميذ محمد عبده بأنه(نبياً قروياً) راجع دائرة معارف القرن العشرين, وهو من رواد الاشتراكية الفوضوية في العالم كما وصفته الموسوعة السياسية.
[7] - دنشواي قرية مصرية في وسط الدلتا جرى بها حادثة مشهورة في التاريخ المصري في يونيو -حزيران عام 1906, عندما كان خمسة من ضباط الإنجليز يصيدون الحمام, فأصاب رصاصهم بعض الأهالي, وأشعل النار في بيدر للقمح, فرشقهم بعض الأهالي بالحجارة, فولوا الأدبار, ثم مات أحدهم نتيجة لضربة شمس من شمس يونيو الحارقة. فأمر كرومر بتشكيل محكمة برئاسة بطرس غالي وكيل الحقانية,وعضوية قاضيين انجليز,وأحمد فتحي زغلول القاضي المصري, ومثّل الاتهام إبراهيم الهلباوي, وحكم في 20 يونيو في(شبين الكوم)-مركز المنوفية- على واحد وعشرين متهماً بعقوبات متنوعة.منهم أربعة بالإعدام,وآخرين بالأشغال الشاقة المؤبدة والسجن والجلد ونفذت أحكام الإعدام في 28 يونيو.
0 التعليقات:
إرسال تعليق