موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الثلاثاء، 25 سبتمبر 2012

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (26)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (26)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن ارتباط السعودية بأمريكا وأخذها موقع ذيل الكلب رغم أنه كلب عقور وبه داء الكَلَبْ. ويتابع في هذه الحلقة بنفس السياق
وعندما هلك خالد وبدأت المرحلة "الفهدية" قال ريجان: [إن تغيير القوى في الرياض يساعد على إحلال الصلح في الشرق الأوسط وقال الكسندر هيغ وزير خارجية ريجان آنذاك: إن إحلال الملك فهد مكان الملك خالد يبعث على الراحة والاطمئنان]
فانظر رحمك اله إلى قوله إحلال. فمن أحله؟! ولماذا أحله؟!
وارتمى فهد كلياً في أحضان أمريكا حتى جعل الأمريكيين يتعجبون من ذلك فقالت مجلة التايمز الأمريكية في عددها الصادر في 2/ يوليو / 1982 [هل يمكن أن يكون بين العرب الأحياء من هو أكثر اقتناعاً وفي ثبات بتطابق المصالح بين العرب والغرب من الملك فهد بن عبد العزيز. مهما يكن الأمر ومهما يكن معتقد الملك فهد فإن الحقيقة المستمرة المتتابعة التي أعلنت جهارة مرة بعد مرة أن إسرائيل هي حليف أمريكا الأول في الشرق الأوسط]
وتلبية للأمر الأمريكي قامت السعودية بإنشاء قواعد عسكرية كبرى لتستوعب الجيش الأمريكي عندما يحين هجوم أمريكا على البلاد العربية والإسلامية وفق مخطط محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي

فأنشأت ست مدن عسكرية وأحواض لإصلاح السفن الحربية ومراكز تموين ومستودعات ذخائر وبضائع ومراكز للمراقبة والتحكم وقواعد بحرية لاستقبال حاملات الطائرات والمدمرات النووية الأمريكية.
أما المدن العسكرية الست التي أنشأتها السعودية وعلى نفقتها ولخدمة أمريكا فهي:
1-                       مدينة الملك خالد العسكرية بقرب الحدود العراقية بتكلفة 10 مليارات دولار وهي مصممة لاستيعاب 60 ألف مقاتل بالإضافة إلى 150 طائرة مع طواقمها وما تحتاج إليه من دعم أرضي.
2-                       مدينة جنوب الرياض العسكرية بتكلفة 10 مليارات دولار.
3-                       مدينة حفر الباطن العسكرية بتكلفة 8 مليارات دولار
4-                       مدينة خميس مشيط العسكرية بتكلفة 9 مليارات دولار
5-                       المدينة العسكرية بغرب الظهران في الإقليم الشرقي بتكلفة 10 مليارات دولار
6-                       مدينة تبوك العسكرية بتكلفة 10 مليارات دولار
 كما تم إنشاء عدة قواعد بحرية أهما قاعدة ينبع البحرية بتكلفة 7 مليارات دولار وتم إنشاء مستودعات ومطارات وخطوط مواصلات حتى أصبح بإمكان القواعد العسكرية الأمريكية في السعودية من استيعاب مليون جندي و 3000 طائرة حربية مع طواقمها ودعمها الأرضي وقواعد بحرية لاستقبال الأساطيل الأمريكية.
وإذا ادعى مدعٍ أن هذه القواعد للجيش السعودي فنقول له إن عدد الجيش السعودي مضافاً إليه الحرس الوطني وقوى الاحتياط عام 1990 لم يتجاوز  65 ألفاً ولا يتجاوز عدد الطائرات السعودية 180 طائرة حسب إحصاءات المراكز الاستراتيجية ولا يتوقع أن تمتلك السعودية حاملات طائرات ومدمرات نووية قبل قيام الساعة وعند ذلك لا حاجة للسعودية بها فلمن إذن هذه القواعد والمطارات والمدن العسكرية؟!!.
إن كل هذا لصالح محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي ولقد صرح بذلك "ريجان" و " الكسندر هيغ" و"كاسبر وينبرغر" و" ريتشارد بورتون" و"ديفد جونر" و"بوش" و"جيمس بيكر" و"شوارسكوف" و"ديك تشيني" و"كولن باول" وغيرهم بما لا يدع مجالاً للشك أن المشاريع العسكرية في السعودية ذات أهمية بالغة لمصالح أمريكا وأمن إسرائيل ولقد قال "ريتشارد آلن" السكرتير المساعد لشئون الأمن القومي "إن الآوكس معقدة إلى درجة تحتم أن يتولى فريق من الأمريكيين العمل طول عمر الآوكس بالكامل" كما نشرت الهيرالد تريبيون على لسان "مايكل جيرل" في 15/4/1981 إن صفقة الآوكس والإف 15 سوف تعني استمرار التواجد العسكري للولايات المتحدة داخل السعودية.
وكتب "جيمس بوتشان" في الفاينانشال تايمز في 23/4/1981 أن اعتماد السعودية على الأطقم الأجنبية من بريطانيين وأمريكيين هو اعتماد كلي ولما قرر محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي تدمير العراق بناءً على نبوءات توراتية محرفة ولأنه أصبح يشكل تهديداً ما لدولة يهود ولا نعني بذلك صدام والحكم البعثي بل العراق باعتباره بلداً إسلامياً وشعباً إسلامياً بإمكاناته وخيراته وخبراته. قدمت السعودية لأمريكا كل ما تأمرها به وزعم علماء آل سعود آنذاك أن محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي جاء ليحمي حمى الحرمين من صدام الباغي ) فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ(
وقد قال الدكتور أحمد عبد الرحمن في مقال له بعنوان الكارثة الأعظم منذ وفاة النبي r [منذ بدأت القوى الصليبية حملاتها العسكرية للقضاء على الإسلام وفرض الردة على المسلمين امتزجت حملاتهم العسكرية بالدوافع الدينية التي تخفي وراءها دوافع وأطماع اقتصادية.
وفي حملاتهم الأخيرة على جزيرة العرب كان الدافع الاقتصادي "البترول" يتصدر صيحات الحرب. بينما كان الدافع الديني – فرض الردة على المسلمين بقوة الاحتلال - كان دافعاً مخفياً وإن ظهر بشكل خافت في بعض التصريحات.
لقد نجح الصليبيون بشكل كامل في بعض المناطق مثل الأندلس ونجحوا بشكل جزئي في مناطق شتى من العالم الإسلامي ونستطيع أن نرصد ثلاثة ملامح رئيسية للجهود الصليبية لقهر المشرق العربي محضن الإسلام والسيطرة عليه تلك الملامح أو المحطات الرئيسية هي
الحملات الصليبية على الشام ومصر
حركة الكشوف الجغرافية
احتلال جزيرة العرب
ونتعرض لما قاله الكاتب عن المحطة الثالثة وهي احتلال جزيرة العرب-
 تحت عنوان الجميع تحت رئاسة جنرال يهودي
بلغت القوات الأمريكية في السعودية والخليج حوالي نصف مليون جندي أكثر من ثلاثين ألف منهم نساء مقاتلات وعدد كبير لم يعلن عنه من اليهود الذي أدوا احتفالاتهم الدينية بإشراف حاخامات من إسرائيل في مدينة خيبر وفي كل المدن السعودية والخليجية التي تواجدوا بها. بل يتحدث الآن مفكرون صليبيون في أمريكا وغيرها عن إجلاء المسلمين من مناطق النفط في الجزيرة والخليج.
بعد الحرب العالمية الأولى سقطت دولة الخلافة العثمانية الأولى على يد القوى الصليبية العظمى "بريطانيا وفرنسا" ذلك السقوط الذي قاد إلى نتائج مدمرة في قلب العالم الإسلامي – المنطقة العربية – وأهم النتائج:
تجزئة المنطقة العربية إلى دويلات مصطنعة تحكمها أنظمة من اختيار وإعداد وتربية إمبراطورية الصليب الدولية. تلك الأنظمة قامت بتهيئة الأجواء العربية لتقبل الضربة الصليبية النهائية ضد القلب الإسلامي "مكة والمدينة"
وضربة القلب سبقتها ضربة قريبة جداً من منطقة القلب – فلسطين – حيث سيطر اليهود على أرض فلسطين كخطوة ما قبل النهاية للسيطرة على المقدسات الإسلامية جميعاً
ولا يخفى الدور الأساسي الذي ساهمت به الأنظمة العربية بتسهيل قيام إسرائيل ثم حماية حدودها.
تلك الأنظمة بعينها قامت بدور أساسي في تجهيز شعوبها المسلمة لتلقي الضربة القاضية في "مكة والمدينة" بعد أن مكنوا اليهود من ابتلاع القدس الشريف "أولى القبلتين"
ويمكن رصد أهم معالم الأنظمة العربية لشعوبها تمهيداً لضياع جميع الأماكن الإسلامية المقدسة كالآتي:
استبعاد الإسلام تماماً من الحياة العامة والحكم مع الاحتفاظ بمؤسسة دينية تعطي صكوك الغفران لتجاوزات النظام الحاكم.
إفساد فطرة المسلم العربي وجعل المنكر لديه معروفاً والمعروف منكراً. ومطاردة المسلمين واستئصال المفاهيم الإسلامية الصحيحة والداعين إليها مع استخدام أقسى درجات الإرهاب والبطش.
رهن البلاد العربية اقتصادياً وسياسياً وعسكرياً بدول الصليب الدولي بدرجة لا فكاك فيها بما يمنع أي محاولة لتغير الأنظمة القائمة
والجدير بالذكر أن تلك السياسة ما كان يمكن لها أن تنجح إلا على أيدي مرتدين من أبناء البلاد أنفسهم يتظاهرون بالإسلام مع العمل على هدمه وتمكين الصليبية في بلاد المسلمين ومصائر ومقدسات الأمة الإسلامية وفي الهجمة الصليبية الحالية لم يقف دور الأنظمة العربية عند هذا لحد بل أن عونهم للصليبيين واليهود كان أكثر من ذلك فلقد أحيطت جميع الحكومات العربية علماً بعزم دول الصليب على التمكين لدولة يهود في فلسطين وقد وافق الجميع سراً كما أكدت بذلك جميع الوثائق الرسمية التي أذيعت بعد سنوات طويلة من الحادث.
وإن كانت تلك الأنظمة قد أبدت -نفاقاً- اعتراضها على المشروع اليهودي بل دخلت حروباً شكلية ضده وكان الهدف من تلك الحروب فرض الهزيمة على الشعوب العربية وتبرئة ساحة الأنظمة في نظر شعوبها
فقد تظاهرت الحكومات بالإعداد للحرب ضد اليهود بينما اتخذت في الواقع كل الإجراءات لكي تنهزم الجيوش العربية السبعة التي شاركت في الحرب ضد عصابات اليهود
إن الأنظمة العربية كانت على علم بعزم أمريكا ودول الصليب احتلال الخليج قبل وقوع ذلك الاحتلال بما لا يقل عن خمسة عشر عاماً كاملة
أكبر الدول العربية تعداداً وأضخمها جيشاً – مصر- جهزت جيشها لمحاربة اليهود بواسطة شحنات من الأسلحة الفاسدة من مخلفات الحرب العالمية الثانية تلك الأسلحة التي قتلت الجنود المصريين ولم تسبب الأذى لليهود
الدول العربية المحيطة بإسرائيل كانت تحت الاحتلال المباشر لبريطانيا وفرنسا وقد كانت الجيوش غير صالحة لغير احتفالات الحكام بالمناسبات الرسمية ويقودها ضباط ليس لديهم أي خبرة عسكرية بينما الجيش الأردني صاحب أطول جبهة مع فلسطين كان يقوده ضابط بريطاني "جلوب باشا"
أبرز الانتصارات في حرب فلسطين كانت لمجموعات المجاهدين الإسلاميين وكانت الجيوش العربية تتقدم فقط لاستلام المواقع التي يحررها المجاهدون ثم تتراجع لتسلمها بعد ذلك لليهود
جميع المتطوعين الإسلاميين تم إلقاء القبض عليهم وتعذيبهم في المعتقلات وإعدامهم في قضايا ملفقة ومطاردتهم في بقاع الأرض وتشريدهم.
وهو نفس المصير الذي تسعى الحكومات العربية حالياً بإشراف من أمريكا كي يفرضوه على المجاهدين العرب في أفغانستان
أهم المواقع الاستراتيجية في فلسطين تم انسحاب الجيوش العربية منها بدون قتال وبأوامر من حكوماتها وهذا ثابت في الوثائق الرسمية.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.