لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته (17)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة عن الأصول الدينية للأمريكان ويتابع في هذه الحلقة عن الدور الإجرامي لأمريكا
وقد تبع هذه الحرب حرب أخرى، كانت أكثر أمناً للأمريكيين، وأكثر فتكا ًبالعراقيين وهي حرب الحصار التي قتل بسببها من الأطفال فقط ما لا يقل عن مليون طفل، لم تحرك دماؤهم المتجمدة نبضاً من إحساس في عروق الأمريكيين ومنظماتهم (الإنسانية) بل إن وزيرة الخارجية الأمريكية اليهودية السابقة (مادلين أولبرايت) لما سئلت عام 1996م عن ضحايا الحصار -وكانوا وقتها نصف مليون طفل (فقط)- وهل هناك مسوغ مشروع لهذا القتل الجماعي في الشرعية الدولية؟ أجابت: "قرار الحصار كان صعباً؛ لأنه يستدعي ثمناً باهظاً من الضحايا، ولكن هذا الثمن كان من الضروري دفعه" ولهذا استخدموا الأسلوب نفسه في حروب البوسنة و كوسوفا التي ادعى الأمريكان أنهم خاضوها من أجل تحرير شعوب البلقان من الطغيان الصربي، مع أنهم في الحقيقة أرادوا أن يحلوا محل الصرب في السيطرة الاستراتيجية على منطقة البلقان، وإلا فإن شكاية أهالي تلك البلدان من آثار تلك الحرب الأمريكية تدمي القلوب؛ فقد ألقت أمريكا على سكان البلقان -أثناء "تحريرهم"- أكثر من عشرة أطنان من اليورانيوم المنضب، والأنباء تتحدث عن أن حالات سرطان الدم قد قفزت إلى مستويات مخيفة؛ حيث بدأ سكان كوسوفا والبوسنة يشعرون -بعد (التحرير) الأمريك- أنهم أصبحوا فرائس الإشعاعات التي لا يمكن الفرار منها.
أما في الصومال فإن الحال كان أعجب؛ فالولايات المتحدة عندما أرادت أن تؤمِّن لنفسها موطئ قدم في القرن الإفريقي البالغ الأهمية استراتيجياً لها ولدولة اليهود؛ تعللت بالفوضى التي حلَّت في الصومال برحيل العميل الهزيل سياد بري، وحشدت قوات التدخل السريع مع قوات الأذيال ومنها الذيل السعودي وراحت تمارس القتل على الطريقة الأمريكية المعهودة، فقتل من الصوماليين باسم تهدئة الأوضاع وإطعام الجوعى في عملية (إعادة الأمل) ما لا يقل عن ألف صومالي. وهو ثمن كان لا بد من دفعه على مذهب أولبرايت بل كان هناك استعداد لدفع المزيد من دماء الصوماليين؛ لأن الأمر كان يتعلق بمصلحة استراتيجية أمريكية إسرائيلية في منطقة القرن الإفريقي، كما يتعلق أيضاً بمصالح اقتصادية مستقبلية في تلك المنطقة الغنية رغم فقرها بمخزون استراتيجي من الماس، كما أظهرت التقارير وقتها.
وتجيء أحداث أفغانستان لتثبت بما لا يقبل التشكيك؛ أن عقدة الدم الأنجلوساكسوني لا تزال تتحكم في التحرك الأمريكي سلباً أو إيجاباً؛ فالأمريكيون قاتلوا وقاتلوا بكل شراسة وجرأة وجسارة عندما أمنوا من فوق السحاب وقوع أي خسارة من الدم، فاستمر القصف الجوي الجبان على المدن الأفغانية المكشوفة طوال شهر بعد بدء الحرب، حتى أوقع محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي ما لا يقل عن عشرين ألف أفغاني جُلهم من المدنيين ، ثأراً لـ (2700) قتيل أمريكي من ضحايا هجمات سبتمبر التي يعلم الأمريكيون جيداً أن ليس للمدنيين الأفغانيين فيها ناقة ولا جمل. لقد استمر القصف الرهيب، وكان مقرراً له أن يستمر أكثر حتى لا يُبقي في أفغانستان شيئاً قائماً على أصوله، لولا ما ألهم الله -تعالى- به قادة طالبان من قرار الانسحاب من المدن، الذي فوت الفرصة على الأمريكيين لإكمال عملية (العدالة المطلقة) التي أطلقوا فيها العنان لسعار دموي جديد لا يريد أن يرتوي .
لكن الأمر اختلف كثيراً عندما وجد الأمريكيون أنفسهم مضطرين إلى النزول إلى الأرض في مواجهات برية لاستكمال عملية (العدالة)، حيث دفعتهم العقدة الدموية إلى تعديل خططهم العسكرية؛ بحيث لا تسمح هذه الخطط أبداً بأن يظهر الجندي الأمريكي على الرجال، بل يظل محتجباً في الصفوف الخلفية وراء أشباه الرجال، من المنافقين الأفغان الذين ارتضوا بيع دينهم بدنيا غيرهم. ومع كل هذا التحرز والتحوط والأخذ بكل أسباب الحماية للدم (الأمريكي النجس) إلا أن شؤم العقدة حل على الأمريكيين، فخسروا خسائر بشرية كبيرة وفق حساباتهم بالطبع اعترفوا ببعضها، وتركوا أكثرها للوثائق السرية في وزارات الخارجية، حتى لا يتكرر الهلع الشعبي الأمريكي الغاضب.
ثم جاءت حرب العراق الثانية والتي استخدم فيها محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي اليورانيوم وغيره وقتل أكثر من 200,000 مسلم عراقي كل هذا بدعم ومباركة ومؤازرة من آل سعود وعلمائهم ومشاركتهم الحقيقية بكل هذه الجرائم.([1]).
موجز عن بعض جرائم أمريكا ومن يسير في ركبها:
1- أن أمريكا هي الدولة الوحيدة التي استخدمت القنابل الذرية وأسلحة التدمير الشامل ضد الإنسانية.
2- وأمريكا هي التي تدخلت في اليونان عام 1949.
3- وأمريكا هي التي تدخلت في كوريا عام 1950 -1953 وقسمتها إلى شمالية وجنوبية ولا تزال تتدخل بها وتهددها إلى الآن.
4- وأمريكا هي التي تدخلت في إيران وقامت بإسقاط حكومة (مصدق) عام 1953 لحساب الشاه الطاغية (محمد رضا بهلوي).
5- وأمريكا هي التي تدخلت في (غواتيمالا) عام 1954 ونشرت الاضطرابات.
6- وأمريكا هي التي تدخلت في لبنان عام 1958 و1982 وقصفتها بالمدمرة نيوجرسي ولا تزال تتدخل إلى الآن.
7- وأمريكا هي التي تدخلت في كوبا عام 1951, 1952و 1961 وأرسلت قواتها إلى منطقة خليج الخنازير ولا تزال تتدخل إلى الآن .
8- وأمريكا هي التي تدخلت في (الكونغو) وقتلت رئيسها (لومومبا)عام 1960.
9- وأمريكا هي التي تدخلت في (بنما) واحتلتها عام 1964.
10- وأمريكا هي التي تدخلت في لاووس عام 1964 و1973.
11- وأمريكا هي التي شنت حرباً عدوانية على فيتنام من عام 1960إلى 1970 وقتلت ثلاثة ملايين ونصف وشردت سبعة ملايين.
12- وأمريكا هي التي تدخلت في التشيلي عام 1973.
13- وأمريكا هي التي تدخلت في (الدومينيكان) عام 1965.
14- وأمريكا هي التي تدخلت في كمبوديا 1973
15- وأمريكا هي التي تدخلت في إيران عام 1980.
16- وأمريكا هي التي تدخلت في (نيكارغوا)عام 1979.
17- وأمريكا هي التي تدخلت في (السلفادور ) عام 1981.
18- وأمريكا هي التي تدخلت في (ليبيا) وقصفتها بالطيران عام 1986 وفرضت عليه الحصار عام 1998.
19- وأمريكا هي التي تدخلت في (التشاد) عام 1983.
20- وأمريكا هي التي تدخلت في (هايانا) عام 1983.
21- وأمريكا هي التي تدخلت في جزر (اليشيل) عام 1983.
22- وأمريكا هي التي تدخلت في (غرينادا) واحتلتها عام 1983.
23- وأمريكا هي التي تدخلت في الخليج ودمرت العراق بالتعاون مع آل سعود وعلمائهم عام 1991. وفرضت عليه حصاراً ذهب ضحيته مليون طفل.
24- وأمريكا هي التي قصفت أفغانستان بالصواريخ عام 1998.
25- وأمريكا هي التي تدخلت في السودان وقصفتها بالصواريخ ودمرت مصنع الأدوية السوداني.
26- وأمريكا هي التي دمرت الطائرة المصرية فوق الأطلسي والتي كانت تقل عالماً نووياً وثلاثين ضابطاً عام 1999.
27- وأمريكا هي التي أكملت تدمير العراق بالاشتراك مع محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي والسعودية وعلمائها وأمراء البترول في الخليج عام 2003.
28- وأمريكا هي التي قدمت ليهود (300,000,000,000) دولار لدعم الكيان الصهيوني وسلب حقوق المسلمين في فلسطين.
29- وأمريكا هي التي استخدمت الفيتو ضد قضية حقوق المسلمين في فلسطين (53) مرة .
30- وأمريكا هي التي أمدت الهند بالماء الثقيل ليتمكن من امتلاك القنبلة النووية في وجه باكستان ذات الشعب المسلم.
31- وأمريكا هي التي تهدد الدول بفرض العقوبات إذا أمدت هذه الدول العرب بالسلاح لمقاومة إسرائيل.
32- وأمريكا هي التي تهدد وتضرب المجاهدين بشكل مستمر.
33- وأمريكا هي التي تحتل دول الخليج.
34- وأمريكا هي التي تحتل الآن نصف العالم بواسطة قواعدها العلنية والسرية. فلها خارج حدودها 445 قاعدة بحرية, و1983 قاعدة جوية تنتشر من استراليا شرقاً إلى أمريكا اللاتينية غرباً فهي في استراليا, نيوزلنده, الفيلبين, اليابان, كوريا الجنوبية, فلسطين المحتلة, السعودية المحتلة, البحرين المحتلة, قطر المحتلة, الكويت المحتلة, عمان المحتلة, الأردن المحتلة, العراق المحتلة, مصر المحتلة, تركيا المحتلة, المغرب المحتلة, اليونان, كينيا, الصومال المحتلة, وسط أفريقيا, غرب أفريقيا, ألمانيا, إنكلترة, أسبانيا, إيطاليا, بلجيكا, هولندا, قبرص, البوسنة, مقدونيا, كندا, برمودا, بنما, غواتيمالا, غرينادا, السلفادور, نورتوكو, غوانتينامو في كوبا, ولآن غالب دول أوربا الشرقية التي انفصلت بعد تفكيك الاتحاد السوفياتي. وفي قواعدها أكثر من 650,000عسكري, و7000 دبابة, و4000 مدفع, و3800 طائرة, وأكثر من 1900رأس نووي, و7000 مستودع للأسلحة والذخائر, و2500 مستودع للأسلحة النووية, ولها عدة أساطيل تمارس القرصنة في البحار منها:
الأسطول الخامس في الخليج العربي.
الأسطول السادس في لبحر الأبيض المتوسط.
الأسطول السابع في المحيط الهادي .
الأسطول الثامن في المحيط الهندي.
وتتدخل في جميع العالم مستخدمة الأمم المتحدة كمنديل للتمسح أو ورقة توت لستر سوأتها التي لا تستر مع أنها أصبحت الآن غير مبالية بذلك.
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق