سلام الله عليك يا بلادي(20)
رضوان محمود نموس
سلام عليك يا بلادي إنك يا بلادي لا تغلبين اليوم عن قلة، ولئن تأخر النصر فبإثم ما اقترفت من ذنوب كنت تظنينها هينة وما اجترحت من آثام كنت ترينها سهلة ، وما فرطت من واجبات كنت تلفينها بسيطة، وما نسي قلبك من ضرورة قمع الباطل وإنكار المنكر، وما أضعت من حق تؤدينه لنفسك وأبنائك، في وضع الكفرة والمرتدين في المكان الذي يجب أن يكونوا فيه وما مشيت في ركب الماسونيين أدعياء الوطنية الذين مهدوا للكفرة المجرمين من طوائف الردة, وما جاهرت فيه من برلمان يشرع من دون الله وكنت تحسبينه هيناً, ووالله ما أراك تغلبين عن جهالة في أمور دنياك، ولكن تساهلت في ضرورة معرفة دينك وجعلت مكانه في مرتبة متأخرة بعد علم الحرث والصناعة والتجارة وفن الطهي ومتابعة الأزياء فقد وهب الله أبناءك أداة التفكير ولكن أشغلوها في الذي هو أدنى وران عليهم ما يرين, وغدت نفوسهم الحرة تميل إلى الترف الذليل, وعزائمهم القوية تميل إلى الخمول الوضيع, ونسيت سلفك الذين ذلت لهم أعناق الأمم عندما كانوا يذللون أنفسهم لله, وكان شأنهم في الدنيا كبير عندما كان همهم في طاعة الله أكبر.
فابتلاك الله بمحنة لم تصب الذين ظلموا من أبنائك خاصة، بل هي محنة للعامة والخاصة فإن أحكمتي الرأي وصدقتي العزم، وعرفتي عدوك من صديقك, والبار من أبنائك والمرتد والصادق والكاذب والمخلص والعميل, ومن يعمل عند الله ومن يعمل عند أعدائك وكل الكفر الداخلي والخارجي هو عدو هو عدو هو عدو.
فقد آن لك أن تنهجي لنفسك وللبشرية منهجاً مستقيماً وصراطاً سوياً، فلا تقولي إنما أنا ضعيفة، فالضعيف من ظن في نفسه الضعف وإن كان أقوى الأقوياء، ولا تقولي إن الأعداء كثر من حولي وهم أقوياء فمن كان مع الله فهو الأقوى فالتجئي إلى القوي العزيز القادر الجبار ولا تقولي أنا فقيرة فالفقير من جهل أن الأمر كله بيد الله وأن الله قد آتاه العزم والجلد والعقل، فاصدقي مع الله وثقي به فهو الذي امتحنك بهذه المحنة، لتعودي إليه ولتؤبي إلى رشدك فتتقيه ولتشعري أن الناس كلها خذلتك فتلوذي بجنابه فإنه ناصرك على عدوك، ومخرج لك من بنيك قادة باعوا أنفسهم لله واعتمدوا عليه لينصرهم ويعلي كلمته تبارك وتعالى. وإياك والخوف، فإنه الآفة الملتهمة، وما استشعر الخوف عزيز إلا ذل، ولا قوي إلا خار، ولا أبي إلا تضرع لكل خسف يراد به والخوف رديف الشرك فمن آمن حقيقة الإيمان لا يخف إلا من الله وكل الطواغيت في أنظاره زبد ولقد طلت البشائر بالعودة الصادقة فلا تفسديها بدعاوى الجاهلية وهب أبناؤك يريدون الله فلا تحرفيهم بدعاوى الوطنية والشراكة مع المرتدين فلنفر جميعاً إلى الله ولنطلب النصر من الله ولنعتمد على الله ولنصدق الوعد مع الله حتى يصدقنا وعده ولنكن على ثقة كاملة بوعد الله (( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))[النور:55] ولا نأبه للناس ولنكن كما كان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم (( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ))[آل عمران:173].
0 التعليقات:
إرسال تعليق