من الأرشيف(1)
رضوان محمود نموس
نص الرسالة التي وجهها الأخ
عدنان عقلة
الناطق الرسمي باسم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين
في سوريا
بتاريخ : 29 / من رجب / 1400 – 11 / من حزيران / 1980
إلى : ( قيادات ما وراء الحدود )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين.. والصلاة والسلام على سيدنا محمد، إمام المتقين، وقائد المجاهدين.. وعلى آله وصحبه الغر الميامين..
المجاهدون الأبطال في ( القيادة العليا للثورة الإسلامية !... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
حديثي إليكم ميداني .. حديث الدم والرصاص والشهداء والمعتقلين والمطلوبين، حديث الثكالى والأرامل واليتامى والمعذبين.. حديث البحث عن المال والسلاح والمأوى والعلاج للمقاتلين.. حديث التخطيط لعمليات المجاهدين البطولية، وتحمّل قرار المواجهة على ساحة التحدي...
وحديثكم إليّ بالأمس – حديث الزوجات والأطفال والمال الكثير والسيارات الفارهة.. من وراء الحدود وشتان !...
وقبل أن أبدأ – أيها السادة – أحب أن أضع أمامكم الحقائق التالية:
يا عابد الحرمين لو أبصرتنا ** لعلمت أنك بالعبادة تلعب
من كان يخضب خده بدموعه ** فنحورنا بدمائنا تتخضب
- نحنُ في الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين، بقيادة المجاهد الشهيد الأخ مروان حديد، الممثلون الحقيقيون للإخوان المسلمين على طريق البنا وقطب.
- الطليعة المقاتلة لها قيادتها المستقلة منذ نشأتها عام 1395هـ الموافق لـ 1975م – الطليعة المقاتلة وحدها فقط المسؤولة عن قرار المواجهة التاريخي مع الجاهلية، منذ سنوات خمس خلت ، في فترة كنتم تتوحلون فيها بانتخابات الإدارة المحلية ومجالس الشعب لتقسموا بشرفكم ومعتقدكم، أو بالله العظيم، أنكم ستدافعون عن أهداف الأمة العربية في الوحدة والحرية والاشتراكية !!
كل المقاتلين في الطليعة ولاؤهم للطليعة فقط.. ولا نسمح بالولاء المزدوج، ولا نعرف شيئا اسمه الطرف الآخر بيننا.
- الجهاد في بلاد الشام فرض عين، كما قررت جماعة الإخوان المسلمين، التي تمثلها الطليعة المقاتلة.. وبالتالي فإن الحركة الجهادية بحاجة إلى توظيف كل الجهود الإسلامية، ولا عذر لفرد مسلم بالتقاعس والتخلف... ومن غادر البلاد دون إذن مسبق من قيادة الطليعة، متولٍ من الزحف يحتاج إلى توبة جديدة... ويستوي في هذا كل الناس وراء الحدود... واستفتوا أنفسكم!
- نحن لا نعرف شيئاً أسمه (الحرص على النصر)، لأننا نعلم أن النصر من عند الله يؤتيه من يشاء ومتى شاء وهو قيِّد للذين يستحقونه، وأقطع أنكم لستم منهم ومع الأسف.. وتحركنا العسكري الجهادي لم يكن إلا لإبراء ذمتنا أمام الله رب العالمين يوم يقوم الناس إليه، وليس في قاموسنا حساب للنتائج، أو انتظار لقطف الثمار، كما هي حالكم، فمن يدري... فربما لقيت وجه ربي قبل أن تصلكم هذه السطور؟؟
- بتنا مقتنعين، تمام الاقتناع، بحرصكم الشديد بالبقاء على كراسيكم، والاغتراف من الطعام الناضج، وبناء الأمجاد على دماء الشهداء وأشلائهم الطاهرة... وإلا فما هو مبرر إصراركم على الاستمرار في المواقع الهشة تلك، وسعيكم للالتفاف على الثورة من الخلف، بدعاوى زائفة لم يكن لكم فيها ناقة ولا جمل في يوم من الأيام..؟؟؟
- المقاتلون الصامتون البعيدون عن الأضواء والضجيج الإعلامي الزائف وراء الحدود، المقاتلون هؤلاء والذين شرفهم المولى بصنع الأحداث داخل البلاد، والذين أصبحوا رمزاً للتضحية والبذل... خرجوا من هذه الأرض، وهم مرتبطون بها، وسيبقون كذلك إلى أن يحكم الله بينهم وبين الطغاة من جند الشيطان بالحق... وإنها لإحدى الحسنيين. ولن يكون دم إبراهيم الشهيد آخر الدماء، من دماء قادة الكتيبة الخرساء.
- نحن، ليس لدينا أي تحفظ، على أية صيغة ترغبونها، تدفع مسيرة العمل الإسلامي إلى الأمام ... شريطة أن تكونوا هنا داخل البلاد، تعيشون المحنة بكل أبعادها كما نعيشها.. بل إنني – شخصيا – على استعداد لأن أذهب إلى ما هو أبعد من ذلك: تسليمكم كافة مسؤولياتي إذا وجدتم في أنفسكم الكفاءة والأهلية لحمل أعباء هذه الأمانة العظيمة، وأن أكون جندياً بإمرتكم، أسمع وأطيع، وأعمل في أي موقع تختارونه لي.. وأجزم أنكم لن تجرؤوا حتى على الاقتراب من الحدود... ودليلنا على ذلك أنكم لم تتكرموا بإرسال واحد من أبنائكم ليقاتل في صفوف المجاهدين.. وكلهم أكبر عمرا من كثير منهم!.
والآن أنتقل للرد على رسالتكم لي:
قرأت رسالتكم الأخيرة إلى أخي عمير (الرسالة بخط الشيخ سعيد).. فتفاءلت وبشرت إخواني خيراً، وعشت بأحلام اليقظة، إلى أن فاجأتني رسالتكم الأخيرة التي وليتني وأقولها صادقاً والله يشهد. لقيتُ وجه ربي قبل أن أقرأها.. فأكون قد ارتحت من عناء الأخذ والرد معكم، وتكونون قد ارتحتم من منافس عنيد (ذي اندفاع فردي وطموح شخصي) ...
يا قوم اتقوا الله... وأقولها لكم، لأن الله قالها لرسول صلى الله عليه وسلم.. يا قوم.. أنتم، والله، في واد، ونحنُ في واد.. أنتم تنظرون للأحداث من خلال المادة والنتائج، ونحن نرى أنه فرض نؤديه أمام ربنا.... أنتم تنتظرون بفارغ الصبر انتهاء المحنة لتعودوا من هجرتكم القسرية إلى أهليكم وأموالكم ومصالحكم، ونحنُ ننتظر لقاء وجه ربنا في كل لحظة.. أنتم محكومون بالمغانم والمتاع الزائل، ونحن نتوق إلى رضوان الله والفوز بجنته.. أنتم انطباعاتكم عن الأحداث عمرها بضعة أشهر ( أعقاب عملية مدرسة المدفعية ونحن – أنا شخصياً – أعد نفسي لهذا الموقف منذ خمسة سنوات... ولولا أنكم أجبرتموني، لما تكلمت والله.... وكم كنت أتمنى أن أكون قد استشهدت منذ زمن. على أن أكره وأضطر للخروج عن صمتي في مثل هذه المواقف.
اتقوا الله يا سادة... أهكذا يكون حجم الاتهامات؟ ماذا عساكم تجيبون بعد استشهاد إبراهيم...؟ حرام عليكم، هل يتصور أن إنسانا أكرمه المولى، ولله المنة والفضل، بالطلقة الأولى في حلب، وكان مسؤولا عن كل العمليات التي تمت فيها من بعد، كان له طموح شخصي، ويتصرف باندفاع فردي؟... وعبد أكرمه المولى بالمشاركة بعملية مدرسه المدفعية، وهو يعلم أن الدخول إليها، يعني الموت المحتم والخروج منها مستحيل على البشر، عبد هذه صفته أظن – يا سادة – لم يكن ينتظر مغنما أو طموحا شخصيا.
اتقوا الله... وحرام عليكم أن تحكموا على من يجودون بدمائهم، ويعانون الأمرين في حربهم مع الجاهلية، وأنتم تأمنون على أنفسكم وأهليكم وأموالكم وراء الحدود وأنتم لم تطلقوا طلقة واحدة على الظالمين...
في بداية المحنة – يا سادة – وأنتم آمنون وراء الحدود .. كانت هجمة العدو في غاية الشراسة، وكانت المعطيات كلها تشير إلى أنه عازم على إحراق الأخضرين، في فرصة كان ينتظرها على أحر من الجمر... في تلك الأيام العصيبة، أكرمني المولى ثانية بأمانة المسؤولية، والتصدي لقيادة العمل العسكري في حلب، في وقت اسألوا أنفسكم أين كنتم فيه ؟؟؟ !! ولم يكن يحكمني في تلك الأيام المريرة – وأقسم بالله – إلا الموت العزيز في سبيل الله، ومن ثم إفهام الخصم المتغطرس، أن المسلم في هذا البلد، والذي ألفوه حملا وديعا يساق للذبح دون أن يحرك ساكنا هو اليوم غير الذي عرفوه بالأمس ... وعرضت قناعتي على أخواني ليكونوا على بينة من أمرهم في بداية الطريق.... والعجيب، أن الموت في سبيل الله كان أسمى أمانيهم والله !، والعجيب أيضاً – والذي هو أشبه بالمستحيل – أن أحلام الأمس أصبحت حقائق نحسها ونعيشها هذه الأيام... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
ولأقتضب الآن بعضا من المقاطع التي وردت في رسالتكم لأعلّق عليها :
1- قلتم: إن قيادتكم قيادة شرعية.. ‘‘ فهل ناقشناكم في هذه القضية؟ نحن لا ننكر عليكم هذا كمجموعة لها قيادتها.. ولكننا لا نقبل أبداً العمل تحت قيادتكم، فالشمس لا يمكن أن تستمد نورها من القمر! واتضح جليا أن الطليعة كانت على صواب وكنتم مخطئين ..
2- قلتم: ليس في صفوف قياداتنا من كانت له علاقة بالخلاف السابق..، هذا غير صحيح ، فالأستاذ أمين يكن ‘‘ بطل المصالحة بين الأخوان والنظام الكافر يستطيع أن يتجاوز كل قيادي في قيادتكم، هذه حقيقة معروفة لم تعد تخفى على أحد، علماً بأن الأستاذ ‘‘ أمين يكن ‘‘ والأستاذ ‘‘ زهير الشاويش‘‘ ، هما بطلا الانشقاق الذي أصاب الصف الإخواني منذ عشر سنين.
3- قلتم: الأخ الشهيد مروان حديد – رحمه الله – كان من أبناء الجماعة ملتزما معها، لم يتركها، ولم ينفصل منها.. ، يا لله! إلى هذا الحد تصل المغالطات؟ أبعد كل حملات التجريح والتشهير بمروان، والتي ذكرت صحف النصيريين بعضا منها على ألسنة المتهمين من ‘‘ قافلة الشهداء ‘‘ الأولى ‘‘ ، أبعد كل هذا يخرج مروان من أبناء الجماعة ملتزما معها؟
إن مأساة مروان معكم – يا سادة - ، لم تعد خافية على أحد. واسألوا الأستاذ ‘‘ فتحي يكن ‘‘ ، ماذا تكلم مع الشهيد حسني عابو بشأن مروان عندما تقابلا في طرابلس واسألوا كل فرد من القاعدة عندكم، ماذا كنتم تقولون بعد اعتقال مروان، وبعد استشهاده، وبعد كل عمليه كان ينفذها جنوده الصامتون ..؟؟ اسألوهم !!
وإذا كان مروان كذلك، كما تقولون، فلماذا شكلّ الطليعة المقاتلة إذن؟؟؟ ولماذا قبل البيعة من إخوانه؟ ولماذا فصلتم حسني وزهير وعدنان وعبد العزيز وعصام ومجاهد وهيثم.. من صفوفكم؟ خوفا على تنظيمكم من هؤلاء الفوضويين كما زعمتم .. وأنه لا يزال بين أظهركم من يفخر ويعتز أنه السبب في فصل وتصفيه عدنان من تنظيمكم، فهل لازلتم تعتبرونني من تنظيمكم، وأنتم الذين فصلتموني منذ أربع سنوات؟ أجيبوا يا سادة.. أنا لا أتصور إلى أي حد تزورّون الحقائق..
4- قلتم: صلاتنا مع الأخ الشهيد عبد الستار الزعيم، واتفاقنا معه منذ مطلع عام 1978 لم يعد خافيا حتى على الدولة نفسها .. ‘‘ ..
أمور الجماعة – الطليعة – لا يخفى عني شيء منها ، وصلاتكم تلك هي نوع من الحوار الذي كان يقوده مقاتلوا الطليعة مع الطرفين، وعلمي، حتى آخر لقاء مع الشهيد عبد الستار، وكان قبل عشرة أيام من استشهاده، أنه لم يجر شيء جديد وأذكر أنه قال في حينها: إنني أدعو الله أن يجمعهم في جهنم إذا أبَوا الاجتماع في الدنيا " وكان يعني " طرفي دمشق وحلب ‘‘ ، كذا والله ! ..
ومعلوماتي القطعية الثابتة أن مجلس شوراكم لم يكن على علم – البتة – باتصالاتكم مع الشهيد الزعيم .. فكيف تريدون إقناع الناس بهذه الادعاءات، وأعلى هيئة مسؤولة عندكم تجهل كل شيء؟؟.. أقنعوهم في البداية ، ومن ثم أقنعوا الآخرين ..
5- قلتم: ‘‘ جندية الأخ الشهيد عبد الستار... والتزامه مع الجماعة عن طريق الأخ المراقب العام، كذلك لم يعد سرّاً .. ‘‘ ..
نحن هنا – يا إخوتنا – لا يزال سراً عندنا والله، ونسألكم ثانيه: هل يعلم مجلس الشورى عندكم بهذه الجندية؟ أجيبونا.. فإذا كان الجواب بالنفي، وهو كذلك طبعاً، فكيف يحصل هذا في جماعتكم ذات النظام والمؤسسات والهيئات الشورية (!)، والتي لا زلتم تصرون أنها كذلك، وأن القرارات المتخذة فيها تبت بها كل هذه الأجهزة، وفق النظام الداخلي للجماعة؟؟؟
6- قلتم: اتخذنا قرارنا المعروف بخوض المعركة، وتعبئة جميع القوى والطاقات بعد عملية مدرسة المدفعية ..‘‘.. وسأناقش معكم هذا الكلام:
هل أطلقتم طلقة واحدة في سورية؟ .. ألم يقل الشيخ سعيد في رسالته لعمير: لقد فشلنا .. وكنا نصطدم دائما باستفراد الأخوان في أعمالهم، وبقلة خبرة بعضهم .. ‘‘ ..
ألا يفهم من هذا الكلام، اعترافكم الصريح أن صلتكم بالأحداث ابتدأت بعد عملية مدرسة المدفعية؟ لا تغالطوا أنفسكم !! يا إخوتنا ..
7- قلتم: منذ أن اتخذنا قرارنا بخوض المعركة، كنا ننظر إلى إخوتنا مجموعة الشهيد مروان على أنهم جزء من الجماعة لا يوجد مبرر لانفصالهم عنها ‘‘ ..
هذا كلام جميل .. ونحن نشارككم الرأي فيه.. ولكن ليس تحت ظل قيادتكم المتولية من الزحف.. وأسألكم هل ترضون بالعمل تحت قيادة الطليعة؟؟
ستجيبون بالتأكيد: لا، لأنني سمعتُ الجواب من الأخ ‘‘ أبي عبد الله ‘‘ مشافهة، إذاً كيف تريدون منها أن تنضوي تحت قيادتكم الفارة، وترفضون الانضواء تحت قيادتها الميدانية، التي تتشرف بخوض غمار أنبل معركة تعرفها سورية؟؟
عرضنا عليكم – ولا نزال تشكيل قيادة ميدانية، وليوجد في هذه القيادة من يوجد .. لعلمنا أنه لن يوجد فيها إلا المخلصون ! لأن الأمانة كبيرة والمسؤولية جسيمة.. هذا هو الحل الوحيد إذا رغبتم به، وآثرتم التخلي عن كراسيكم لمصلحة الثورة الإسلامية ، .. أذكّركم ثانية أن كلامكم ذاك يدينكم، فهو اعتراف صريح منكم باستقلالية الطليعة، واستقلالية قرارها.
8- قلتم: إن نشرة النذير الناطقة باسم المجاهدين في سوريه (!)، صدرت بناء على اقتراح الشهيد الزعيم..‘‘ ، فإن كان الأمر كذلك فلم قلتم عن أكبر عملية نفذها المجاهدون، ما يحرق الأكباد، في ‘‘ النذير ‘‘ تلك !! وبالحرف الواحد في العدد الأول :
والحق، أن المجاهدين وإن لم يكونوا المسؤولين عن عملية مدرسة المدفعية إلا أنهم كانوا مسؤولين عن عمليات سابقة ولاحقة لا تقل أهمية عنها ..‘‘
هل طلب إليكم المجاهدون هذا؟ ولما سألناكم أجبتم: كنا محرجين أمام كثير من الدوائر في الداخل والخارج ، فاضطررنا إلى هذا الكلام، وإلى إصدار البيانات التي تنفي مسؤوليتنا عن العملية .‘‘.
يا سادة .. أن تصدروا بيانات ونشرات تنفون فيها مسؤوليتكم عن العملية حق لكم، لا ينازعكم فيه أحد.. أما أن تنسبوا هذا النفي للمجاهدين، وخاصة في أكبر عملياتهم، فهذا ما نرفضه كلية، وسنسألكم عنه.. فنحنُ لم نشاوركم عندما نفذنا عملياتنا، واتخذنا قرارنا بالمواجهة.. وبالتالي لا نسمح لكم أن تتكلموا باسمنا أما عن حكاية إحراجكم ‘‘ أمام كثير من الدوائر ‘‘ داخلية كانت أم خارجية فيفهم منه أنكم لا تمتلكون الرؤية الواضحة والتصور الواضح لطبيعة المعركة، كما أنكم تفتقرون إلى المنطلقات الصحيحة، التي يجب أن تحاكم بها الأمور ..
9- قلتم: إن عزمنا على المضي في خط الجهاد لا تشوبه شائبة بإذن الله..
رائع هذا الكلام، وسيكون أكثر روعة إذا تُرجم إلى واقع ملموس، نحسه ونراه، ولكن وللأسف لم نر شيئا إلى الآن .. ونسألكم :
كم طلقة أطلقتم في سورية؟ كم قطعة سلاح قدمتم للمجاهدين؟ كم قاعدة قدمتم لإيواء المجاهدين؟ كم جريحاً عالجتم للمجاهدين؟؟؟
10- قلتم: وإن واقع العمل يؤكد صدق توجهنا .. فوفرة الشهداء والمعتقلين والملاحقين من إخواننا .. حيث كان تواجدنا قويا ..‘‘..
وأسألكم: هل تعتبرون المجاهدين الذين كان شرفهم أنهم انعتقوا من قيادتكم والتحقوا بقيادة المجاهدين.. لا زالوا من رعاياكم.. مالكم كيف تحكمون؟؟ هل سلحتم واحداً منهم؟ هل أويتم واحداً من المطلوبين؟ هل عالجتم جريحاً من جرحاهم؟ أجيبونا، نستحلفكم بالله!!
هل تظنون أنكم بإرسال حفنة دريهمات من أموالهم الطائلة التي تصلكم لتنفقوها هكذا عبثاُ.. أنكم قادة المجاهدين؟؟ العين لا يزال فيها ماءً يا ناس وبعد أن نموت فاصنعوا ما حلا لكم صنعه.. ولكن اعلموا أن الله يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور.
وهل تعتبرون إبراهيم وحسني وزهير ومجاهد وعصام.. وعبد الستار وفيصل وبسام من شهدائكم؟؟ يا للعجب.. بالأمس كانوا مخربين – وعلى رأسهم مروان – واليوم أضحوا من شهدائكم !!!! ولا مبرر لانفصالهم !
إن دماء هؤلاء الأبطال يا سادة ومعهم موفق وأيمن وعبد العزيز وعبد الله ورامز وعصام... هي التي ألهبت حماس الجماهير، وفجرّت طاقات المسلمين وليس القيادات القابعة وراء الحدود والمتاجرة بدماء الشهداء! وتقولون إن الكثير منهم كان تحت قيادتنا، وأجيب صحيح، ولكنكم عندما فررتم وتركتموهم هائمين على وجوههم، التحقوا بإخوانهم المجاهدين وأتمروا بأمر قيادتهم ..
ويسعدني أن اذكر ثانية من خلال الدم والرصاص – إنني سأكون ممتناً لكم من أعماقي (إذا رجعتم إلى البلاد وقررتم الوقوف إلى جانبنا في الميدان) أن أسلمكم الحمل الثقيل الذي على كاهلي والذي تنوء من حمله الجبال .. فحيّهلا إلى الجهاد !!
11- قلتم: إن إمدادنا المعركة بالمال.. إنما كان حصيلة تبرعات أخواننا في العالم، وهي أموال إخوانية، وصلت من تنظيماتنا الإخوانية ..‘‘
لماذا تصرون على هذه الـ‘‘ نا ‘‘ ؟ فالأموال ليست من جيوبكم، والشهداء والسجناء والمطلوبون ليسوا أبناءكم .. وأسألكم سؤالاً واحداً أطلب الإجابة عليه:
الأخوان المسلمون في سورية امتحنوا عام الدستور / 1973 / ولكنهم لم يطلقوا طلقة واحدة آنذاك – كعادتهم - ، فلماذا لم تتبرع لهم تنظيماتكم الأخوانية العالمية بقرش واحد؟؟ يكفينا مزايدات ..
حركة الجهاد في سورية، استنفرت همم المسلمين، وهي وحدها، وليس الأخوان كما تتوهمون.. والذين يتبرعون بأموالهم بسخاء يتبرعون للمجاهدين وللمجاهدين فقط مهما تكن اللافتة التي يحملونها.. تماماً كتبرعهم للمجاهدين الأفغان، ولا يمكن بحال أن يقال: إن هؤلاء الأفغان من الأخوان المسلمين إنني أحب أن أوضح أن المال الذي يتدفق عليكم كالسيل، ولا ادري أين تبعثرونه .. أمانة في أعناقكم، وسنسألكم عنها..
نحن الآن بمسيس الحاجة إلى الليرة الواحدة، بل ملايين الليرات ...
وأنتم تساوموننا على حق من أبسط حقوق المقاتلين، فتسليح واحد من المجاهدين ببندقية روسية، ومسدس عادي، وذخيرتهما، يكلفنا عشرة آلاف ليرة سورية وشراء قاعدة واحدة لإيواء مجموعة مقاتلة، يكلفنا ما لا يقل عن مائة ألف ليرة... ولا تخفى عليكم هذه الحقائق فانتم أبناء البلد.
12- قلتم: إننا نحرص على أخوانية المعركة.. ضمانا لسيرها في الطريق الصحيح.. وفق أفكار الأخوان المسلمين، وفهمهم الإسلامي الصحيح وكذلك حرصاً على مشاركة جميع المسلمين من خلال تنظيمات إخواننا في العالم وأن تعاطف المسلمين مع الثورة وتلاحمهم معها في كل مكان... يعود على حد كبير إلى ثقة هؤلاء المسلمين بجماعة الأخوان المسلمين وفكرها وتاريخها وقياداتها ...‘‘.. وتعليقنا على هذا الكلام هو :
- نحن نحرص على إسلامية المعركة، ولا نعرف الحزبية الضيقة.. ونعرف ‘‘ الأفكار الإسلامية ‘‘ وفهم الشهيدين البنّا وقطب، ومن ثم فهم الشهيد مروان، وتطبيقهُ العملي لهذا الفهم ...
معلوماتي أنه لم يأتِ حتى الآن إخواني واحد من وراء الحدود ليقاتل مع المجاهدين داخل البلاد.. فهل عندكم غير هذا أفيدونا يرحمكم الله؟ وصححوا لنا إن كنا مخطئين...
- معلوماتي الحالية، أنه لا يزال في صفوف جماهيرنا – حتى اللحظة – من يصرون على ارتباط الأخوان بجهة أجنبية، وبالتالي أية ثقة هذه التي يثقها المسلمون بالأخوان!؟؟ وبفكرهم؟ وتاريخهم؟ وقياداتهم؟؟ كل ما عند الجماهير هو أن الأخوان عملاء الأمريكان، كما رسّخ في أذهان الناس فرعون مصر.. العبد الخاسر، هذه هي الحقيقة! فلا توهموا أنفسكم بغيرها. أما إذا أذهلتكم المفاجأة، وحجم الانتصارات، وضخامة الانجازات فلا تظنوا أنها حصلت من اجل سواد عيونكم!! لا والله، إنها ببركات دماء الشهداء الذين شرفهم المولى بالالتفاف حول مروان – ولا أحد غيره – وإننا في حوارنا مع أي تجمع إسلامي، أولى العقبات التي تعترضنا.. التحفظ على القيادات التقليدية للإخوان!! على حين أن الجميع متفقون على نقاء خط الطليعة وصفائه، لأنهم مجمعون على نقاء وصفاء وإخلاص قائدها الشهيد مروان – رحمه الله - ...
- وأزيدكم، إن الناس عندنا، لا تصدق أن ما يجري هو من صنع الأخوان تماماً كواقع حالكم!! وذلك لعلمها أن الأخوان لم يكونوا بهذا المستوى في يوم من الأيام، يشهد على ذلك تاريخهم الطويل.. خمسون عاماً مرت، ماذا حققوا خلالها.. إلا الذل والقهر والسوق إلى السجون والزنازين.. كالنعاج !!
13- قلتم: (تشكيلاتنا الجهادية المستقلة في جميع المحافظات، أحدثناها بعد تشاور مع الأخ عبد الستار، وبناء على اقتراحه)..
وقلتم أيضاً: إن معظم شباب الأخوان الذين التحقوا بالعمل معكم في حلب وفي غيرها فإنما التحقوا بناء على طلب الجماعة وتوصيتها المباشرة وغير المباشرة.
اشهد – والله إنهم في حلب ، التحقوا بعد أن لفظوا كل القيادات المنهزمة والمتخاذلة والتي كانت أعجز من أن تردّ على تساؤلاتهم الكثيرة، ورغبتهم الجامحة في الالتحاق بإخوانهم.. وكم سمعوا: المجاهدين هم من جماعة مروان حديد ولا علاقة للجماعة بهم (!!).. هذا واقع لمسناه وعرفناه ولا مجال لإنكاره..
إن دماء شهداء الطليعة، النازفة بغزارة، ألهبت مشاعر كل المسلمين، ومن كل التجمعات الإسلامية الكريمة الأخرى.. وفي صفوفنا – يا سادة – السلفي والصوفي والأخواني.. إذ كيف لمسلم أن يقف ويتفرج على إخوانه وهم يموتون في سبيل الله ؟؟
ألفت نظركم إلى التناقض الحاصل في كلامكم السابق.. فمرة تتكلمون عن تشكيلاتكم المستقلة، ومرة تتكلمون عن الملتحقة بنا، ومره تتكلمون عن عدم وجود مبرر لبقائنا خارج جماعتكم، بعيداً عن قيادتكم، وربما خطر لكم أكثر من ذلك !
14- قلتم: إنكم، طيلة تعاملنا معكم ، لم تستشيرونا في تحديد هدف ، أو بيان حكم شرعي، أو اتخاذ موقف أو قرار سياسي ... ‘‘ .
هذا الكلام صحيح، وهو اعتراف صريح منكم.. أن الطليعة كانت وحدها، وما زالت، ولله المنة والفضل، وصاحبة القرار، وصانعة الأحداث... وأضيف ما يلي:
تعاملنا معكم، لم يكن إلا ماليا، والعلاقة بيننا حتى الآن، لم تكن لتتجاوز هذه الحدود... ولا يمكن أن تكون أبعد من هذا، طالما أنكم لا تزالون تصرون على البقاء في أبراجكم العاجية..
بصراحة، نريدكم أن تأتوا لتموتوا في سبيل الله كما مات إبراهيم وعبد الستار وحسني وفيصل وبسام ويوسف وأيمن وموفق... وغيرهم وغيرهم وقبلهم القائد الكبير مروان كما ماتوا في سبيل الله.
وعندها لا فرق البتة بيننا وبينكم، عندها ستجدوننا ملزمين بالسعي إليكم للوصول إلى النتائج التي تخدم العمل الإسلامي..
أما أن تصروا على البقاء وراء الحدود، وأن توجدوا – من ثم – المبرر لكثير من المسلمين بمغادره البلاد – كما فعل كثير من العلماء – فهذا لا يمكن لنا السكوت عليه.
15- اتهمتموني – شخصيا – بالتشكيك بقيادتكم للمجموعة التي تمثلونها.. واتهامكم بالعجز والتقاعس والبخل والتقصير.. وهذه أعترف بها أمام كل الناس ولا أبالي، ولا أستحيي من الحق.. وأسوق ظاهرة واحدة على صدق دعواي. قلت:
عندما زارنا الأخ " أبو عبد الله " وتبين الآن أنكم أرسلتموه ليحل محل المسؤول الذي لا يسمع ولا يطيع، كما صرح لي أحد الإخوة الذي سمع منكم هذا الكلام – أبلغنا أنه لن يغادر سورية.. وفوجئنا به يغادرنا حتى دون كلمة وداع، وعلمت من بعد أنه سيعود في غضون أسبوعين.. وحتى الآن لم نر أحداً، وأحسب أننا لن نرى أحداً، كما هو الواقع..
ومن خلال الحوار مع أبي عبد الله، والبحث بقضية المال كان يصر على أن المال كثير، واطلبوا ما شئتم ونحن ندفع، والمال حتى الآن يأتينا بالقطارة! وكم قطعت عنّا القطارة! وهي مقطوعة الآن !!!!
إن احتياجاتنا الشهرية الآن لا تقل – أبداً – عن مليوني ليرة، وكل ما وصلنا منكم حتى الآن لا يتعدى خمسة ملايين، والمال عندكم كثير كثير كما صرحتم في أكثر من مناسبة.. فأين أنتم من الثورة؟؟ سامحكم الله..
16- تأخذون علينا أننا نطلب من كل أخ يرغب بالعمل معنا أن يلتزم التزاما كاملاً بقيادة الطليعة، ونحن لا نجد مبررا لمآخذكم تلك، خاصة وأنكم – وهذا طبيعي – لا تقبلون في تنظيمكم، سابقاً وحالياً ولاحقاً، من يحمل شخصية مزدوجة، كلنا نرفض الازدواجية، ولا يقوم العمل إلا بالولاء لقيادة واحدة.. ولا نستطيع أن نقبل في صفوفنا من يتلقى من مصدرين، حتى لا نقع في مآزق وإشكالات، هذه هي قناعتنا، فمن أراد أن يعمل تحت قيادتنا فهو ملزم بالسمع لها والطاعة، وإلا فهو وقناعته، وليلتزم مع من شاء، ولا يمكن لنا أن نفرض رأينا على أحد.
17- أعربتم عن استيائكم من جراء إذاعة الرسالة الموجهة لأخي عمير في حماة... استياؤكم ليس في محله، فالذنب ليس ذنبي، وأخي عمير هو المسؤول إن لم يتلق الرسالة، وكان الأولى بكم أن تعاتبوه، وأن تحاسبوا إذاعة النصيريين التي أذاعتها.
على كل حال، الرسالة تركت انطباعاً جماهيرياً جيداً، لما حوته من روح إسلامية عاطفية، إضافة إلى أنها أجبرت السلطة على تسخير إعلامها لمدة عشر دقائق للدعاية للإخوان المسلمين في كل مرة كانت تذاع.
18- تأخذون علينا سعينا لإعداد إخوتنا عندكم.. لماذا؟ إلى متى سيبقون هكذا بدون إعداد؟ لقد قلت للأخ أبي عبد الله: بافتراض أننا لم ولن نتفق – لا سمح الله – فهذا لا يعفيكم من مسؤولية إعداد إخوتنا عندكم وتدريبهم وتسليحهم، فابدؤوا.. ونحن على استعداد لتسليحهم – ولقد سلحنا البعض بمعرفة الأخ أبي عبد الله نفسه فاسألوه ! ونعلمكم أننا سنستمر في تحركنا في أوساط إخوتنا عندكم، ليأخذوا دورهم في معركة المسلمين... فلا تنزعجوا..
19- كنا نتمنى ألا تجهدوا أنفسكم في تحديد مواقفكم، فنحن نعرفكم جيداً والثورة انطلقت دون إذنكم ومشورتكم، والمجاهدون نفذوا عملياتهم وأنتم عند نسائكم!! .. فإن أردتم أن ترسلوا أموال المجاهدين، فحبا وكرامة، وجزيتم كل خير، وإن أبيتم.. فبدل أن تنفقوا شهريا على أسركم /150/ دينارا فأنفقوا/ 500/ فالمال كثير عندكم!!!
أما نحن، فإننا على استعداد أن ننام في العراء، وأن نبيت على الطوى وقد فعلناها والله وعشناها حقيقة واقعة، ولن يثنينا عن عزمنا وهدفنا قوة في الأرض..
قال الله تعالى: وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ
وقال الله تعالى: وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. والله أكبر ولله الحمد.
حلب 29/ من رجب /1400.
11/ من حزيران/1980.
عدنان عقلة
0 التعليقات:
إرسال تعليق