سلام الله عليك يا بلادي 27
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي. إن تاريخك كله دليل على أنك تأنفين الضيم, ولا ترضين بالظلم, وأنك منصورة ما تمسكت بكتاب ربك وسرت على هدى الله, وأنك مخذولة مهانة ما سرت في السبل والشعاب فإذا أردت رد الظلم عن نفسك ودفع الاضطهاد عن حماك، ومنع الباطل من التوغل في أحشائك, ومن الضلال من التربع والرتع في عرصاتك؛ فراجعي حسابك مع ربك؛ وعودي إليه ليعود إليك. (( وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ نَسُوا اللَّهَ فَأَنْسَاهُمْ أَنْفُسَهُمْ أُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))[الحشر:19] (( فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ ))[الأعراف:165] إن هناك متسعاً للأوبة ووقتاً للتوبة وما زال الطريق إلى العز والتمكين مفتوح فهلمي إلى الله.
إن من حقك بل من واجبك أن تعلنيها صريحة مدوية دون تلجلج أو تلعثم أنك تجاهدين (حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ) [الأنفال:39] ولا تبالي بنقد منتقد ولا هجوم متهجم، ولا إقذاع مبطل ولا سفاهة مدخول السريرة خبيث الطوية. كلا إنه ليس حقا ً لك وحسب، بل هو فرض لا مناص من أدائه والقيام عليه، إن ملل الكفر وطوائف الردة تجاهر وتتطاول بالمطالبة بالباطل وإعلان الكفر بتبجح ووقاحة سافرة, فما بالك تخجلين من الحق, وتتلكئين في إعلانه والدفاع عنه. شرزمة من المرتدين تعلن رفضها لدينك ومنهجك وهدى ربك ورسالة نبيك وأنت تغضين الطرف عن كفرها ولا تطلبين تطبيق أمر ربك إرضاءً لها؟!!
إن هذا لشيء عجاب أيتكلم الرويبضة ويسكت صاحب الحق؟! وتتطاول الأقذام وتتطامن الرجال؟!.
ها هي الحرب بينك وبين الكفر وطوائف الردة قد نشبت، فكيف يجوز في الشرع والعقل أن تعتبري العدو الكافر من بنيك وتمنحيه حق العيش على أرضك.
عليك وبكل وضوح تطهير الأرض منهم, ومن أدرانهم ومن ذريتهم, ولا مقام لهم بعد اليوم على ثراك الطاهر. إن بلاد الإسلام لن تكون مقراً للقرامطة والمجوس والروافض وسائر طوائف الردة بعد اليوم.
ولا يجوز لك منذ اليوم أن تبقي على أحد منهم فوق ثراك إن كفرهم وخيانتهم فاق كفر وخيانة يهود ولقد قال ابنك البار ابن تيمية رحمه الله منبهاً لك ومنذراً إن هؤلاء القرمطية النصيرية أكفر وأخطر من يهود ولكنك تصاممت عن نصحه حتى أتاك سوء رأيك بالبلاء والشقاء ولن يرتفع عنك حتى تتوبي توبة الأنفة والعز والإباء.
لقد ظهر أعدائك على حقيقتهم؛ فهؤلاء الصليبيين المحليين يظاهرون النصيريين الكفرة؛ كما كانت يهود تظاهر قريشاً, إنه تاريخ الكفر المليء بالأحقاد.
لا أسمعن أحداً من أبنائك بعد اليوم ينادي بأخوة النصارى وطوائف الردة ولم تلقميه حجراً إلا وعاد ذلك عليك وبالاً.
إن أصواتهم الرقيقة أيام عزك صارت نعيقاً، والأخلاق اللينة صارت عراماً، والسكينة قد انقلبت فجوراً متمرداً متبجحاًً يجوب الأرض للتأليب عليك ونصرة لأعدائك،
إنها الحرب الفاصلة يا بلادي فلا تكن القرامطة والمجوس وطوائف الردة أحمى منك أنفاً وأشد منك شكيمةً ، وأقوى منك حميةً ، وأجرأ منك قلباً ولا تكن القرامطة والمجوس وطوائف الردة أقوى دفاعاً عن الباطل منك عن الحق، واعلمي يا بلادي أن الذي بيننا وبين الكفر دم لا تطير رغوته ولا ينام ثائره، وقد جدت الحرب بك فجدي. وبنيك هم أحفاد صحابة رسول صلى الله عليه وسلم ولا يهولنك تجمع الباطل والضلال فهو إلى نهاية وزوال، (( يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ )) [التوبة:32]
0 التعليقات:
إرسال تعليق