موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 30 مارس 2012

هذا هو الطريق


هذا هو الطريق
رضوان محمود نموس
إنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها، فالمسلم ملزم بأن يتبع منهج أهل السنة والجماعة، وهو ما كان عليه صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم.
وهو ما نفهمه من قوله تعالى: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) الأنعام: ١٥٣
وأنذر أهل السبل فقال الله تعالى: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) [النساء:115]
 عن أنس بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن بني إسرائيل افترقوا على إحدى وسبعين ملة، وتفترق أمتي على ثلاث وسبعين ملة كلها في النار إلا ملة واحدة » فقيل له: ما الواحدة؟ قال: « ما أنا عليه اليوم وأصحابي »([1])
وعن أبي عامر عبد الله بن لحي قال: حججنا مع معاوية بن أبي سفيان فلما قدمنا مكة قام حين صلى صلاة الظهر فقال: [إن رسول الله صلى الله عليه وسلم  قال: (إن أهل الكتابين افترقوا في دينهم على ثنتين وسبعين ملة، وإنَّ هذه الأمة ستفترق على ثلاث وسبعين ملةً، يعني الأهواء كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة، وإنه سيخرج في أمتي أقوام تجارى بهم تلك الأهواء كما يتجارى الكَلَبُ بصاحبه لا يبقى منه عرق ولا مفصل إلا دخله) ولله يا معشر العرب لئن لم تقوموا بما جاء به نبيكم صلى الله عليه وسلم لغيركم من الناس أحرى أن لا يقوم به]([2]).
وعن عوف بن مالك قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :  (افترقت اليهود على إحدى وسبعين فرقةً، فواحدة في الجنة، وسبعون في النار، وافترقت النصارى على إثنتين وسبعين فرقة، فإحدى وسبعون في النار، وواحدة في الجنة، والذي نفس محمد بيده لتفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقةً، واحدة في الجنة، وإثنتان وسبعون في النار. قيل يا رسول الله من هم؟ قال: الجماعة)([3]).
و[عن جبلة عن عامر بن مطر قال: كنت مع حذيفة فقال: يوشك أن تراهم ينفرجون عن دينهم كما تنفرج المرأة عن قبلها، فأمسك بما أنت عليه اليوم فإنه الطريق الواضح، كيف أنت يا عامر بن مطر إذا أخذ الناس طريقاً والقرآن طريقاً، مع أيهما تكون؟ قلت: مع القرآن أحيا وأموت معه، قال: فأنت أنت إذاً].([4])
و ما ورد في الحديث الصحيح  الذي رواه ابن ماجة وأحمد والحاكم وغيرهم
 [عن العرباض بن سارية يقول: وعظنا رسول الله صلى الله عليه و سلم موعظة ذرفت منها العيون، ووجلت منها القلوب، فقلنا: يا رسول الله! إن هذه لموعظة مودع؛ فماذا تعهد إلينا؟ قال: قد تركتكم على البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك، ومن يعش منكم فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بما عرفتم من سنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين، عضوا عليها بالنواجذ] ([5])
إلى غير ذلك من الآيات والأحاديث التي تبين وجوب الالتزام بمنهج الكتاب والسنَّة.
فبعض الجماعات والدعاة، ونتيجة لضغوط الواقع, وضعف النفوس, ولمخالطتهم الذين كفروا واستماعهم لنصائحهم أو الركون إليهم  يتيهون عن السمت أو يضيِّعون البوصلة، فيفقدون الاتجاه المطلوب أو ما يساعدهم على تحديده، فيسعون إلى ما يتوهمونه مكاسب لقاء  التنازل عن بعض أصول الإسلام، فينحرفون عن المنهج، ويستسلمون لمساومات الأعداء وألاعيبهم، ويضعون قدماً على سلم التنازلات التي لا تنتهي إلا بانتهاء الدين عياذاً بالله؛ أو التوبة والرجوع عن هذا الطريق.

ومن المفروض أن تكون القضية جلية واضحة، وهي أن المعركة بين المؤمنين وخصومهم هي في صميمها معركة عقيدة، وليست شيئاً آخر على الإطلاق، وإن خصومهم لا ينقمون منهم إلا الإيمان، ولا يسخطون منهم إلا العقيدة ولا يغيظهم إلا الدين قال تعالى: (وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ وَلا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا لَكَ مِنْ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِيرٍ) البقرة: ١٢٠   
وقال تعالى: (قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ) المائدة: ٥٩
وقال تعالى: (وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً فَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ أَوْلِيَاءَ حَتَّى يُهَاجِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَخُذُوهُمْ وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَلا تَتَّخِذُوا مِنْهُمْ وَلِيّاً وَلا نَصِيراً) النساء: ٨٩  
وقال تعالى: (مَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ أَنْ يُنَزَّلَ عَلَيْكُمْ مِنْ خَيْرٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَاللَّهُ يَخْتَصُّ بِرَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ) البقرة: ١٠٥
إنه وهم كبير, وسراب خطير, ذلك الظن الذي يزعم أصحابه؛ أنه يمكن للحق والباطل, وللإيمان والكفر, أن يتعايشوا على هذه الأرض بسلام وأمان، وعلى وفق قواسم متفق عليها, المشترك الإنساني –زعموا-, ولا ريب أن هؤلاء مخدوعون أو مخادعون أو أنهم تركوا الحق للباطل، وأسلموه الراية والقيادة ابتداءً، وركبوا في المقاعد الخلفية لعربته. ذلك لأن الكفر لا يستطيع أن يرى الحق، أو يقبله شريكاً إلا إذا أصبح الحق باطلاً، من ثمَّ لا بد من محاولات لطمس الحق وتغيير لونه وإطفاءه نوره، وهنا إما أن يدافع أهل الحق والإيمان عن إيمانهم أو أن يتنازلوا عن هويتهم ويسمحوا للكفر بإطفاء النور، وإسدال ستائر الضلال والعيش معه في أوكار الرذيلة وسراديب الظلام.
لا بد للحق حتى يبقى حقاً من قوة تحميه، وتردع الباطل، وتضع حداً لعربدته وطغيانه، فالباطل لا يفهم إلا لغة القوة، ولهذا قال لوط عليه السلام (قَالَ لَوْ أَنَّ لِي بِكُمْ قُوَّةً أَوْ آوِي إِلَى رُكْنٍ شَدِيدٍ) هود: ٨٠  ولقد جاء في الحديث (فما بعث الله بعده نبياً إلا في ثروة من قومه)([6]) وفي رواية (ذروة من قومه) قال محمد بن عمرو: الثروة: هي الكثرة والمنعة.
نعم إن الباطل لا يفهم إلا لغة القوة، ولا يرى إلا بريق السيوف، ولا يسمع إلا هدير المدافع، وهو أصم أعمى عن الحق المسالم، عن الحق الضعيف، فهؤلاء قوم شعيب عليه السلام (قَالُوا يَا شُعَيْبُ مَا نَفْقَهُ كَثِيراً مِمَّا تَقُولُ وَإِنَّا لَنَرَاكَ فِينَا ضَعِيفاً وَلَوْلا رَهْطُكَ لَرَجَمْنَاكَ وَمَا أَنْتَ عَلَيْنَا بِعَزِيزٍ (91) قَالَ يَا قَوْمِ أَرَهْطِي أَعَزُّ عَلَيْكُمْ مِنْ اللَّهِ وَاتَّخَذْتُمُوهُ وَرَاءَكُمْ ظِهْرِيّاً إِنَّ رَبِّي بِمَا تَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) هود: ٩١ – ٩٢ هذه هي قدرة الباطل على الفهم، إنه يفهم القوة المحسوسة فقط، ولو رأى ألف ألف حكمة داسها بقدمه، ولو رأى مخلباً واحداً يرجع إليه أدبه حتى حين.
ولما وعى شاعرنا هذه الحقيقة من خلال القرآن ومما رأى شخصياً أنشد قائلاً:
هذا تراث المسلمين فبعضه ** يزجى علانية وبعض يسرق
عجز الحماة فنائم متقلب ** فوق الحشية أو مغيظ محنق
القوم صم في السلاح وقومنا ** مستصرخ يعوي وآخر ينعق
إن كنت ذا حق فخذه بقوة ** الحق يخذله الضعيف فيزهق
لغة السيوف تحل كل قضية ** فدع الكلام لجاهل يتشدق
وكن اللبيب فليس من كلماتها ** شرع يداس ولا نظام يخرق
الخيل والرهج المثار حروفها ** والنار والدم والبلاء المطبق([7])
لا رادع للباطل إلا القوة، ولا مانع له إلا الخوف، هذه هي طبيعة الباطل منذ خلق، وإلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، وهكذا مع كل الرسل والأنبياء يأبى الباطل إلا أن يدس رأسه في التراب ويركب شيطانه لينازل دعوة الحق ولطالما مُنيَ بالهزائم ولا متعظ.
لا بد لأهل الإيمان من أن ينظموا أنفسهم لتبليغ دعوتهم، وللوقوف في وجه الباطل، ولينفذوا التكليف الإلهي بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وإقامة حكم الله في الأرض {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ} وليكونوا بنياناً واحداً يشد بعضه بعضاً، فالفوضى لا تجابه التنظيم، والشتات لا يواجه القوة، والبدع لا تصمد أمام الكفر، فبينها وبينه نسباً وصهراً. والجماعات المتفرقة المتناحرة ليس لها لسان يدعو إلى الحق، ولا تستطيع الدعوة إلى الله، والجهاد في سبيله، لأنها هي تتبع الأهواء، من أجل هذا طلب بنو إسرائيل ملكاً ينظمهم ويقودهم إلى الحرب، ويجمع شملهم، ويلم شعثهم، ويوحد كلمتهم، ويخلصهم من أمراضهم ليجابهوا  الكفر بعد ذلك (أَلَمْ تَرَ إِلَى الْمَلإٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ بَعْدِ مُوسَى إِذْ قَالُوا لِنَبِيٍّ لَهُمْ ابْعَثْ لَنَا مَلِكاً نُقَاتِلْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) البقرة: ٢٤٦  (وَقَالَ لَهُمْ نَبِيُّهُمْ إِنَّ اللَّهَ قَدْ بَعَثَ لَكُمْ طَالُوتَ مَلِكاً) البقرة: ٢٤٧ ولكن هل يقاتل هذا القائد المؤمن أعداءه الكفرة بمن معه، أو بمن تأتى له جمعه، بغثه وسمينه، بصالحه وطالحه، أم لا بدَّ من تمييز الصف وضبطه وتنقيته من الشوائب وتصفيته من العكر، قدر الطاقة البشرية، والله يدعونا لذلك فيقول: (مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنْ الطَّيِّبِ) آل عمران: ١٧٩ لذلك عمد الملك المؤمن طالوت إلى تنقية صفه (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلاَّ مَنْ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلاَّ قَلِيلاً مِنْهُمْ) البقرة: ٢٤٩ قال ابن كثير في تفسيره: قال السدي كان الجيش ثمانين ألفاً، فشرب منه ستة وسبعون ألفاً، وتبقى معه أربعة آلاف.
وقد روى ابن جرير عن طريق إسرائيل وسفيان الثوري ومسعر بن كدام عن أبي إسحاق السبيعي عن البراء بن عازب قال: كنا نتحدث أن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ثلاثمائة وبضعة عشر، على عدد أصحاب طالوت الذين جاوزا معه النهر، وما جاوزه إلا مؤمن. وروى البخاري عن عبد الله بن رجاء عن إسرائيل بن يونس عن جده عن البراء بنحوه. ولهذا قال الله تعالى: (فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ) البقرة: ٢٤٩ أي: استقلوا أنفسهم عن لقاء عدوهم لكثرتهم، فشجعهم علماؤهم العاملون بأن وعد الله حق، فإن النصر من عند الله، ليس عن كثرة عدد ولا عدة، ولهذا قالوا: (كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) البقرة: ٢٤٩.
نعم شجعهم علماؤهم العاملون الذين كانوا معهم في المعركة؛ ولم يثبطوهم ويصفوهم بالخوارج والتطرف, والإرهاب والتكفير, والتشدد والتزمت, وعدم مسايرة الحضارة والمشترك الإنساني, نعم كانوا معهم ولم تصدر فتاوى التخذيل والتجريم من مكاتب الإفتاء الحكومية, أو القنوات الفضائية, ولم يحرفوا كلام الله عن مواضعه ولم يكونوا سماعين للكذب. ولم يدعوا إلى طاعة الطواغيت والالتزام بقوانين الكفر،ولم يدعوا إلى التحالف مع دول الردة, ولم ينعتوهم بالغلاة والتعصب والتزمت، بل شجعوهم حتى سارت العصبة المؤمنة المتعلقة بالله عزَّ وجلَّ والتي عمر قلبها الإيمان فظنت بالله الظن اللائق، وعلمت أن النصر من عنده تبارك وتعالى، ودارت الدائرة على الذين كفروا، وانكشفت المعركة عن نصر المؤمنين قال تعالى: (فَهَزَمُوهُمْ بِإِذْنِ اللَّهِ وَقَتَلَ دَاوُودُ جَالُوتَ وَآتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشَاءُ) البقرة: ٢٥١ ولما لم يعد هناك أنبياءً ورسلاً فعلينا أن نبايع أميراً للجهاد ونوحد صفوفنا ونسير على هدي كتاب ربنا جل جلاله وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم فما بال أقوام دأبهم التحالف مع الكفار لا ينفرط تحالف مشؤوم حتى يسارعوا لعقد ما هو أشأم منه، يتحالفون مع الكفار الذين يعلنون كفرهم ليقاتلوا معاً، أو ليشتركوا معهم في الحكم، بل ليكونوا تحت مظلتهم، لأنه لا يسمح للمظلة الإسلامية أن ترتفع عند من يظنونه متحكم بالأرض قال الله تعالى: (( الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ ))[التوبة:67] وآخرون يغيرون اسمهم لأن اسمهم يشير إلى الإسلام ولو من بعيد، وهذا يؤذي آذان القوى العالمية التي ينشدون ودها.
يجب أن نعلم علماً يقينياً راسخاً أن النصر من عند الله، وأن الله ينصر من ينصره، فمن أراد أن ينتصر فلينصر الله. قال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمْ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلْ الْمُؤْمِنُونَ) آل عمران160
وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ) محمد:٧
وقال تعالى: (وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) آل عمران: ١٢٦   
ومن أراد أن ينتصر فليعبد الله حقيقة ولا يشرك معه شيئاً لا طاغوت الحاكمية, ولا طاغوت الأقطاب والأغواث والأوتاد والمعصومين, ولا طاغوت الأهواء, ولا التقديم بين يدي الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم , ولا طاغوت الديمقراطية, ولا طاغوت المجتمع المدني، ولا طاغوت الأنسنة، ولا طاغوت التعددية, ولا طاغوت فصل الديني عن السياسي, ولا طاغوت العلمانية,  ولا طاغوت الأحزاب السياسية....الخ قال تعالى: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمْ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْفَاسِقُونَ) النور: ٥٥  
فإذا لم ننتصر فلنراجع، ديننا ولننظر إلى أنفسنا، ولنعدْ إلى الكتاب والسنة فإنما الخلل فينا. قال تعالى: (أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) آل عمران: ١٦٥
هذا هو الطريق: العودة إلى الله ,إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم العودة إلى منهاج النبوة وليس العودة إلى الطاغوت والجاهلية, والأهواء والتحالفات والقوى العالمية وإرضاء كل الجاهليات وعدم التفكير برضى الله سبحانه وتعالى. والتمسك بالعقيدة الصحيحة وليس الحرص على الدنيا, وإقامة الدين في نفوسنا حتى يُقَمْ على أرضنا, والعمل لإعلاء كلمة الله وليس لإعلاء أهوائنا ورغباتنا.


[1] - المستدرك على الصحيحين للحاكم - (1 / 430)
[2] - مسند أحمد 16490 وبترقيم الطبعة المخرجة 16876 وقال حسن، أبو داود 4597 قال الألباني في صحيح أبو داود أنه حسن وخرجه في سلسلة الصحيحة برقم 204
[3] - ابن ماجة 3992 قال الألباني عنه أنه صحيح في صحيح ابن ماجة وسلسلة الصحيحة رقم1492
[4] - مصنف ابن أبي شيبة - (8 / 642) برقم: (318)
[5] -  وذكره الألباتي في السلسلة الصحيحة - (2 / 610) برقم: 937 
[6] - مسند أحمد 27513
[7] - قصيدة للشاعر أحمد محرم مطلعها
      من هيبة يغضي القريض ويطرق  **  ويميل فيك إلى السكوت المنطق

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.