الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية(13)
رضوان محمود نموس
سؤال: وردني عدة أسئلة تصب جميعها في منحىً واحد ويمكن اختصارها بالسؤال التالي: هل نشكل كتائب مستقلة عن الجيش الحر، لظهور بوادر الاتجاه العلماني ومحاولة سيطرة المجلس العلماني بقيادة برهان غليون على الجيش الحر والتحكم به؟
الجواب: أقول وبالله التوفيق:
غير خاف أن الجيش الحر يتألف من شباب انشقوا عن الجيش وهم الأقلية، وشباب من الشعب التحقوا بالجيش وهم الأكثرية، وأن هذا الجيش خليط بأفكاره، خليط بتوجهاته، خليط بولائه، وعلى ضوء ما لدي من معلومات عن واقع الجيش الحر، وما لدي من خبرات من خلال معرفة الجيش السوري وتشكيلاته وبنائه الفكري من جهة.
ومن خلال معايشة الجهاد في أفغانستان لمدة ثلاثة وعشرين سنة، أنصح بالتالي:
إذا أمكن أن يشكل مجلس قيادة عسكري قوي يقدم فيه الأخيار يكون بمثابة هيئة أركان للجيش الحر، تشرف على الجيش الحر إشرافاً تاماً وتحدد أسس العمل، والتوجه ووضوح الهدف في إقامة حكم الله، والمحافظة على هذا الهدف خلال جميع مراحل المسير للوصول للغاية المنشودة مع التقيد بشريعة الله في كل المراحل والخطوات، فهذا ما يريده الشعب المسلم في سوريا؛ وتبقى الكلمة مجتمعة والجيش موحداً، فأصل الأصول التوحيد وإقامة حكم الله والتقيد بأمره.
والوحدة إنما تكون على هذه الأهداف والمفاصلة عليها أيضاً فلا خير في وحدة على ضلال, ولا خير في الفرقة والشتات، فإصلاح الجيش الحر وإصلاح أهدافه ومنطلقاته وغاياته هو الأصل إن أمكن لبقاء الصف مجتمعاً على الحق.
أما لا سمح الله ولا قدر إن لم يتم الاتفاق على الأسس الشرعية الكبيرة وبروز الاتجاهات العلمانية أو ما يخل بعقيدة التوحيد فمرفوض، ولا يمكن الالتقاء على الضلال، مع لفت الانتباه إلى ضرورة التسامح في الآراء الجزئية والاجتهادات للوصول إلى الاتفاق على الأسس الشرعية الواضحة. ونبذ كل ما يتعارض مع شرع الله.
أقول.. وفي مثل هذه الحال أي حال عدم الاجتماع على الأسس الشرعية لا بد من المفاصلة. وهنا لا أنصح بتشكيل كتائب متفرقة، فأهم عوامل النجاح في العمل الجهادي هي: وحدة القيادة، ووحدة الهدف، ووحدة الإستراتيجية، ووحدة الخطة المتقيدة جميعاً بشرع الله..
إذن أنصح بالتحاق المجاهدين بالقاعدة؛ فحسب علمي أن القاعدة تتصف بالسير على منهج شرعي منضبط بأصول أهل السنة والجماعة، فيتحقق بذلك وحدة القيادة والهدف والخطة الإستراتيجية والانتشار العالمي المنسجم مع عالمية الإسلام.
ولا أنصح بل أحذر أشد التحذير من تشكيل كتائب مستقلة في كل مكان لأن مصير مثل هذا العمل الفرقة والشتات. قال تعالى: ((وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ)) [الأنفال:46]
ثم أن تشكيل كتائب مستقلة يفتح الباب عريضاً لتشكيل كتائب وجبهات مزورة يقوم بها الحكم النصيري المرتد أو أي جهات لها غاية في حرب الإسلام في سوريا، وعلى مر التاريخ كانت أخطر وسيلة وأضر وسيلة على المجاهدين في بلاد الإسلام أو الثوار في البلاد غير الإسلامية تشكيل جبهات وجماعات مزورة لخدمة العدو، بل حتى في أفغانستان كان هناك جبهات وتنظيمات مزورة أبرزها تنظيم جيلاني وتنظيم مجددي، والتنظيمات الشيعية وغيرها.
والتنظيم المزور يحظى بشهرة إعلامية وإمداد كبير بالمال والسلاح من الجهات التي اخترعته مما يجعله يجتذب المغفلين بل ربما أصحاب الطيب والنوايا السليمة الذين يتأثرون بالإعلام، وفي هذا أكبر المخاطر.
كما أن مصير النزاع وعدم الوحدة الفشل وهو ما أخبرنا به الله سبحانه وتعالى ولنا عبرة من أفغانستان فلقد كان لأهل السنة تنظيمات عديدة (بين الحقيقي والمزور) منها:
الجمعية: برهان الدين رباني
الحزب الإسلامي: حكمت يار.
الاتحاد: عبد الرسول سياف.
الحزب الإسلامي: محمد أمين وقاد.
الحزب الإسلامي: محمد يونس خالص.
جماعة مولوي أرسلان.
جماعة نصر الله منصور.
جماعة مولوي محمد نبي.
جماعة بير جيلاني.
جماعة صبغة الله مجددي.
جماعة السنة: جميل الرحمن.
جماعة الخلافة: مولوي محمد أفضل (النورستانيون)
تجمع القادة الميدانيين.
عدا التنظيمات الصغيرة الأخرى والتنظيمات الشيعية.
وفي إحدى مرات الخلاف بينهم وما كان أكثرها قضينا شهرين في محاولة الصلح بين حكمت يار وجميل الرحمن وكانت اللجنة الشيخ أسامة بن لادن (أبو عبد الله), أبو إبراهيم العراقي، أبو صهيب المصري، أبو حازم، والعبد الفقير وكنت معروفاً بكنيتي (أبو فراس) وقبل أن ننتهي من الجولات المكوكية تم اغتيال الشيخ جميل الرحمن رحمه الله, وكانت معاناة طويلة في محاولة الصلح التي كنت بشكل شبه دائم عضواً فيها، وفي إحدى المرات قضينا ثلاثة أشهر عندما تم اقتراح مجلس تنسيق عسكري بين الجمعية رباني، والحزب حكمت يار، ويقوم العرب بالمساعدة في التنسيق وكانت اللجنة المنتدبة من الشيخ أسامة للمتابعة هم: أبو إبراهيم العراقي، والعبد الفقر (أبو فراس).
وكنا كمن يخض الماء لاستخراج السمن.
ويمكن القول أن الخلافات دائماً كانت لأسباب جاهلية، لا تمت إلى الإسلام أو المبادئ بصلة.
ثم استبدل الله بهم طالبان، وذهبوا جميعاً وهنا العبرة.
إن الخلاف مفسدة مقتلة، فالصبر على ما لا يرضى الإنسان أولى ألف مرة من الخلاف، لذا أكرر وأحذر بعدم تشكيل كتائب مستقلة، بل علينا أن نقدم أحد الخيارين.
1- إصلاح الجيش الحر وفق الأسس الشرعية المنضبطة إن أمكن.
2- الالتحاق بالقاعدة والسير على بركة الله، والله الموفق.
وكتبه أبو فراس: (رضوان محمود نموس) يوم الجمعة 23 ربيع الثاني 1433هـ
4 التعليقات:
السلام عليكم شيخنا رضوان
ارسلت سؤالا عن "الطائفة الممتنعة" من موقع أرض الرباط فهل وصلكم السؤال ومتى تتوقعون الرد جزاكم الله خيرا
السلام عليكم ورحمة الله لم يصل سؤالكم ولو ترسله على المدونة أفضل
السلام عليكم شيخنا رضوان هذه هي أسئلتي...
قرأت عدة مقالات عن الطائفة الممتنعة ومنها مقالتك ولدي عدة أسئلة عن الطائفة الممتنعة وكفر الدول وهي كالأتي:
1- ما الفرق بين الحركة والحكومة والدولة والنظام (مثلا حركة حماس وحكومة حماس)
2- متى نقول بأن الطائفة الممتنعة هي طائفة مرتدة ومتى تكون من جنس قطاع الطريق والخوارج
3- متى يصبح قتال الطائفة الممتنعة قتال دفع ومتى يكون قتال طلب
4- هل يختلف القتال في كون الممتنعين طائفة حاكمة كالدول المعاصرة وبالتالي يصبح القتال خروجا على الحاكم
5- هل يستلزم الأمر أن يقاتلها إمام كما قاتل ابو بكر الممتنعين ولا يحل لأي فرد أو مجموعة مؤمنة مستقلة لها أمير أن تقاتلها؟
6- هل يختلف القتال في كون الممتنعين طائفة محكومة ضمن الدولة أو طائفة مستقلة في أرض منعزلة عن الدولة الإسلامية؟
7- هل الطوائف الممتنعة في عصرنا (الدول) من جنس قطاع الطرق والخوارج أم أنها طوائف ردة
8- هل محاولة الدولة تطبيق الشرع يعد مانعا من قتالها رغم وجود تشريعات وضعية
9- هل جهاد الدولة للأعداء يعد مانعا من قتالها
10- هل سفك الدولة للدماء يعد مانعا من قتالها
11- مامعنى الاستتابة وهل شروط وموانع التكفير تعتبر من الاستتابة
12- هل تكفر الدولة بتشريع قانون وضعي واحد أم هناك نسبة معينة
ارجو التفصيل في السؤال 4 و 5 قدر المستطاع
جزاك الله خيرا
السلام عليكم شيخنا رضوان اريد اضافة بعض الاسئلة إلى الاسئلة السابقة ولكنها متعلقة بالدستور والانتخابات:
1- ماهي العلة في حرمة الانتخابات الرئاسية مع انها ليست تشريعية، لنتكلم عن حازم ابو صلاح في مصر ، يقول أنه سيطبق الشريعة ودون تردد
2- ماهي العلة في تحريم استفتاءات الدستور، اذا صوتت ب "لا" لأشارك في المنع
3- حبذا لو تدلنا على مراجع نفهم منها كيفية تقييم مواد الدستور الكفرية من غيرها
جزاك الله خيرا
إرسال تعليق