سلام الله عليك يا بلادي (22)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي لا أكتب لك من أجل الكتابة ولا من أجل أن تقرئي فقط ولكنها صيحة نذير في أمر خطير "والنذير لا يكذب أهله" فالنجاء النجاء تفكري بالإنذار قيل الطوفان والدمار
فكأني أرى اجتماع الكفر عليك تدفعه العداوة لك ولمنهجك الإلهي وعقيدتك المنزلة ولمجدك وتاريخك، فرببي لهم أجيالاً؛ الجهاد منيتها وصهوة الخيل مرقدها والسلاح لعبتها وغذيهم وحوطيهم ونشئي صغارك على إعلاء دين الله وليعلموا أنه لا طريق لحماية ديننا وصيانة مجدنا إلا الجهاد.
وأنه لا حق لضعيف على هذه الأرض وأنه لا ضعف مع الإيمان ولا خور مع التوكل على الله ولا هوان مع الثقة بنصر الله.
أرضعي كل مولود لبان فرضية الجهاد وقتال أهل الكفر والعناد ورفض الطواغيت وكهنتهم وأمريهم أن يعيشوا في هذه الأرض لشيء واحد:(وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ) [الأنفال:39] حتى تستأصلي هذه الشأفة الخبيثة من أرض الله التي أورثك إياها قائمة بالقسط والعدل والرحمة وإيتاء كل ذي حق حقه. وإنه لا ينجيك من هذه البلية إلا أن تتمرسي بصدق العداوة والبراء من الكافرين والمرتدين، وصدق الولاء للمؤمنين والسير في ركب المجاهدين فهذا الذي يوقظ فيك كل عزيمة غافلة، ويهديك إلى مواطن الضعف في نفسك وإلى مكامن الغدر في نفوس أعدائك، ومن جهل مواطن الضعف في نفسه كان خليقاً أن يصاب منها، ومن عمي عن مكامن العجز في نفس عدوه كان قميناً أن لا ينتصر عليه. لقد فضح صبح الواقع أعدائك وأضاء لك عن خبايا نفوسهم وقلوبهم، بعد أن أنذرك الله وبين لك عداوتهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ) [آل عمران:118] فلا يكن أمرك عليك غمة، فأنت بين اثنين: إما المكاشفة بالعداوة السافرة في غير مداراة أو سياسة، وإما أن ترضي لنفسك أن تصيري طعمة لهذه الأمم الكافرة وما أظنك ترضين الثانية فليس لك إلا الأولى .
لقد مرت السنون وأنت غافلة تساقين إلى حتفك وقد عمَّى عليك الخونة والمنافقون، فاستبد بك قوم مرتدون ماسون أعداء لك ولدينك فأفسدوا قلوب جمهرة من أبنائك وذراريك، فنشأت تحت حكم هؤلاء الطغاة ومناهجهم ناشئة من أبنائك صلتها بدينك واهية ولقضاياك ناسية ولتاريخك قالية وعلى قيمك حاقدة وعن مبادئك شاردة وتعاظم أمرها، وصار لها في فيك مكانة تتبوأها، بغفلتك ومناصرة عدوك وتأييد الملأ لها وكل ذي مكانة أو سلطان أو ثروة إن لم يهذبه الإيمان فهو ملأ وعون للشيطان ومؤهل لأن يخدع العامة وهم أسرع إلى طاعته ومتابعته فيما يخدعهم به، فلمعت أسماءهم في أرضك وما هم إلا سراب فاحرصي على ألا تتبعي الرجال على أسمائها بل اتبعي الهدى وإن جاءك على يد المسكين المغمور، وتبيني المدلس عليك من الناصح لك، ولا تقولي هؤلاء سادة وكبراء، فما أضل البشر إلا سادتهم وكبراؤهم. (وَقَالُوا رَبَّنَا إِنَّا أَطَعْنَا سَادَتَنَا وَكُبَرَاءَنَا فَأَضَلُّونَا السَّبِيلا) [الأحزاب:67] ولا تترددي إن رأيت معوجاً أن تقوميه مهما بلغ من الشأن، فإن تقويمك إياه أبقى له وأجدى عليه، ولا تخري على آراء السادة والكبراء صماء عمياء، بل اسمعي نبضات القلوب، فرب لسان ينطق بالخير وهو ينبض بما فيه فسادك وفساد أبنائك. (وَبَرَزُوا لِلَّهِ جَمِيعًا فَقَالَ الضُّعَفَاءُ لِلَّذِينَ اسْتَكْبَرُوا إِنَّا كُنَّا لَكُمْ تَبَعًا فَهَلْ أَنْتُمْ مُغْنُونَ عَنَّا مِنْ عَذَابِ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ قَالُوا لَوْ هَدَانَا اللَّهُ لَهَدَيْنَاكُمْ سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ) [إبراهيم:21] وأبصري وتبصري، فإنه لا يعطي المقادة إلا السائمة التي تقودها عصا الراعي لا العقل والإدراك، احملي السادة والكبراء على وضح الصراط، فكل ضال منهم سوف يضل خلقاً كثيراً ويوردهم موارد الهلاك ولا تأمني لمن ترعرع وتربى وعمل لدى أعدائك وعاش بين ظهرانيهم, وتربى على عقائدهم وأفكارهم وعمل مسوقاً لمناهجهم. ففي بنيك الذين اكتووا بما اكتويت به كفاية وحري بأهل الدين أن يرفعوا الراية.
0 التعليقات:
إرسال تعليق