أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (38)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة المحاولات التضليلية لمحمد عمارة حيث يريد إظها أن علي عبد الرازق وطه حسين كانوا فقط مجتهدين مخطئين والآن عادوا إلى دائرة التجديد للصحوة عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة نت) 3/11/2010
كذب عمارة بقضية تراجع علي عبد الرازق وطه:
سبق أن ذكرنا قول عمارة: [ تراجع عدد كبير من الأعلام عن التبشير بالنموذج الغربي بعد أن سلكوا في هذا السبيل كاجتهاد خاطئ وانخراطهم في مرحلة نضجهم الفكري بتيار الإحياء والتجديد]([1]).
وقوله: [ لكن عدداَ من هؤلاء الأعلام الذين قادهم الاجتهاد الخاطئ إلى هذا الموقع الفكري قد أدركوا بالتجربة أن بذور التغريب غير صالحة... فكانت عودتهم عن التغريب إلى تيار الإحياء والتجديد]([2]).
ثم عدَّد منهم: علي عبد الرازق, وطه حسين.
أما قول محمد عمارة بتراجع علي عبد الرازق وطه حسين فهو أكذوبة واضحة. وسنثبت أنها أكذوبة من كلام محمد عمارة نفسه وقد قيل (إذا كنت كذوباً فكن ذَكوراً).
قال محمد عمارة: [ وفي سنة 1951 جمع لقاء بين الشيخ علي عبد الرازق وبين الأستاذ أحمد أمين دار فيه حوار حول جمود المسلمين وأسبابه والسبيل إلى خلاصهم منه. فقال علي عبد الرازق فيما قال (إن دواء ذلك أن نرجع إلى ما نشرته قديماً من أن رسالة الإسلام روحانية فقط ولنا الحق فيما عدا ذلك من مشاكل)]([3]).
ويقول عمارة: [ ففي بداية محاكمة هيئة كبار العلماء للشيخ عبد الرازق سأله رئيس الهيئة وشيخ الأزهر الأستاذ الأكبر الشيخ محمد أبو الفضل الجيزاوي وهو ممسك الكتاب بيمينه:
الشيخ أبو الفضل: الكتاب ده كتابك؟
الشيخ علي: أيوه كتابي.
الشيخ أبو الفضل: وأنت مصمم على كل اللي فيه؟
الشيخ علي: أيوه مصمم على كل اللي فيه ].
وعزاها عمارة إلى جريدة السياسة العدد 865 تاريخ 13 أغسطس 1925.
ثم تابع عمارة بقوله [ ولقد ظل هذا هو الموقف المعلن والثابت لعلي عبد الرازق بالنسبة لعلاقته بكتاب (الإسلام وأصول الحكم) ففي آخر لقاء صحفي تم معه وهو الذي قام به الأستاذ محمود أمين العالم في منتصف سنة 1966 أي قبل أقل من أربعة أشهر على وفاته في 23 سبتمبر 1966 ذهب الأستاذ العالم وكان عضواً بالتنظيم الطليعي للاتحاد الاشتراكي طليعة الاشتراكيين ويعمل بمؤسسة دار الهلال. وكان المناخ الفكري في أعقاب محاكمة الشهيد سيد قطب. ذهب إلى علي عبد الرازق معاوداً الإلحاح عليه أن يأذن بإعادة طبع كتابه (الإسلام وأصول الحكم) وفي هذا اللقاء- الذي نشر في المصور 7 أكتوبر سنة 1966- ظل على عبد الرازق على موقفه بالاعتراف بأن هذا الكتاب كتابه وأنه لم يتخل عنه.
ورفض الإذن بإعادة طبعه مخافة أن يلاقي بسبب ذلك أذى جديداً. إذ لا ضمانات تجعله بمأمن من أن يلاقي مثلما لاقى من نشر هذا الكتاب. قال الأستاذ العالم بعد إلحاحه عليه أن يأذن لدار الهلال في إعادة طبع الكتاب.
- علي عبد الرازق: اطبعوا الكتاب كما تشاءون ولكن دون استئذاني ما أريد أن أحمل أي مسؤولية في ذلك.
- الأستاذ العالم: ولكنه كتابك يا سيدي كتابك الجدير بالفخر والاعتزاز هل تتخلى عنه؟
- علي عبد الرازق: لا لست أتخلى عنه ما تخليت عنه أبداً ]([4]).
ولما نشر محمد عمارة ما يفهم منه تراجع علي عبد الرازق, ونشر ذلك بعد وفاة علي عبد الرازق قامت ابنته سعاد وردَّت على ذلك.
يقول عمارة: [ لما نشرت هذا الكتاب كتبت ابنة الشيخ علي الدكتورة سعاد مقالاً بصحيفة الوفد نفت تراجع أبيها عن آرائه الواردة والواضحة في كتاب الإسلام وأصول الحكم ]([5]).
فما أدري كيف يحكم على تراجع علي عبد الرازق ثم يضيفه لقائمة روَّاد التجديد والإحياء؟. وما المقصود من ذلك؟ هل هو فكر علي عبد الرازق الذي ليس له أي أثر إلا الكراس الذي أعطاه وأمره بطبعه مرجليوث بناءً على تعليمات المحفل الماسوني هذا الكراس الذي يعتبر عموداً من أعمدة العلمانية -اللادينية- !!!
أما تراجع طه حسين. فقد ساق عمارة أدلة على تراجعه.
يقول عمارة: [ فلقد أحجم عن إعادة طبع هذا الكتاب مستقبل الثقافة في مصر طوال حياته ودون جميع كتبه الأخرى وعندما سئل سنة 1971 عن هذه الآراء التي أثارت الجدل والتي تضمنها هذا الكتاب أعلن رغم كبريائه المتضخم (ده كُتِبَ سنة 1936 قِدم قوي عاوز يتجدد ويجب أن أعود إليه وأصلح فيه بعض حاجات وأضيف) ]([6]).
فهل في هذا النص تراجع أو اعتذار أو ما يقرب منه؟ ولكن عمارة أبى إلا أن يموه على القراء بقوله (رغم كبريائه المتضخم). إن الذي يتكبر عن الخروج من الكفر إلى الإسلام لا رعاه الله وأورده المورد الذي يستحق. إن هذا ليس تراجعاً. فهو يرى أن الكتاب يحتاج إلى تعديل وإضافات. فلربما يريد أن يزيد في الضلال والكفر والعتو.
وإذا كان علي عبد الرازق وطه قد هلكا وأفضيا إلى ما قدما. ونسأل الله أن يحاسبهما بما يستحقاه. فما معنى القول بأنهما عادا؟ إلا أن يكون ترويجاً لأفكارهما وكتبهما وضلالهما وزندقتهما وكفرهما.
[3]- نقلها محمد عمارة عن مجلة رسالة الإسلام عدد أبريل 1951م ودونها في كتابه: الإسلام بين التنوير والتزوير طبع دار الشروق الطبعة الأولى 1995, ص / 61.
0 التعليقات:
إرسال تعليق