موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الخميس، 10 مايو 2012

في رحاب العلماء (35)إجْمَالُ الحَالِ فِي الحَيَاةِ المُعَاصِرَةِ للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد


في رحاب العلماء (35)
رضوان محمود نموس
إجْمَالُ الحَالِ فِي الحَيَاةِ المُعَاصِرَةِ
للشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد([1])
تلكم هي قصة مُفتي الخنفشارِ، ونحوها مِنَ المُتَشَبِّعين بِمَا لم يُعْطَوْا، كنتُ أظُنُّها مِن نسج الخيالِ، وضُروبِ المُحَالِ، ووارِدَات التَّاريخِ التي تُحْكَى ولا يُعَوَّل عليها، أو أنَّها من بابِ التَّنكيتِ على قومٍ، والحطِّ من آخَرَين، كما في كائنةِ البغاددة مع الباوَرْدي وما بعدها.
وعلى أيةِ حالٍ فتلك أُمة قد خلت وبأعمالِها ارتهنت لكن ونحنُ في الوقتِ الَّذي نُعَايِش فيه علومَ الاستمتاعِ بالخلاقِ من الطبيعيات، والمَعدنيَّات والكيمياءِ وغيرِها، وانصراف النَّاس إليها كالعُنقِ الواحدِ: اندَلَعَتْ قضيةُ التَّعالُمِ في الوُجودِ لاسيما في صفوفِ المسلمينَ وهي رمز للعُدولِ عن الصِّراطِ المُستقيم، وأضْوَاءِ التَّنزيلِ، ووسيلةِ القَّوْلِ على اللهِ العزيزِ الحكيم. فتجسَّدَت أمامنا أدِلَّةٌ ماديةٌ قامت في ساحةِ المُعاصَرَةِ على ما ذرَّ قَرْنُه مِنَ الخَوْضِ في الشَّريعةِ بالباطلِ، وما تَوَّلَدَ عنه من فِتَنٍ تَغْلِي مَرَاجِلُها على أنقاضِ ظُهورِ الرّكالة([2]). لذهابِ العلماءِ وقُعُود المُتأهِّلينَ عن التَّحَمُّلِ والبَلاغِ، وتولي ألسنتهم وأقلامهم يوم الزَّحفِ على كرامَتِهِ.

فتبدَّت من وراءِ أُولاءِ أُمورٌ دوابيَّةٌ، وصدودٌ عن منهاجِ النُّبُوَّةِ والصديقية؛ إذ درجوا في الطرقِ الجائرةِ، وتَصَيَّدوا مِنَ الرُّخَصِ كلَّ طَرِيَفَةِ وتالدة، ونشروها بلسان الشريعةِ الخالدةِ.
وتَبَنَّى آخرون (النَّظْرَةَ التَّبْرِيرِيَّةِ) لإدباب ما جرى بين الأُمةِ من فَسَادِ واختلالٍ، وَبِدَعٍ وضَلاَلِ، وهذا في أصله من اتباع الهوى، وهو من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال، فانظر كيف يَدُبُّ هذا البلاء العظيم إلى ما يشار إليهم بالعلم والدين؛ إذ ينصرف المنصرف ثم يطلب من العلماء المخرج لها وتخريجها باسم الشرع، وقد أشار إلى هذه اللفتة النفيسة الشاطبي – رحمه الله تعالى – في أوائل الباب الرابع من (الاعتصام) : (1/222 – 223) فلينظر.
وفي كتاب: (سر انحلال الأُمة العربية ووهن المسلمين) للعرفي: (ص/48 -56) كلام مهم، ولولا ما فيه لنقلته.
وتَجَاسَرَ فِئَامٌ على الكّذِبِ الصُّرَاح، والكَذِبُ شَرُّ غوائلِ العِلْمِ، وحملوا الشَّاذ، وَمَنْ حَمَلَهُ حمل شَرّاً كثيراً، فَرَبَضَتْ في قلوبِهِم الشقْوتان: شقوة الكذبِ ، وشقوة الشُّذوذِ، نسأل اللهَ السَّلامةَ والعافيةَ:
فبقى الذين إذا يقولوا يكذبوا ***ومضى الذين إذا يقولوا يصدقوا([3])
فصار النَّاسُ بين علومِ الاستمتاعِ، وما أحسن الدِّين والدُّنيا إذا اجتمعا، وعلوم جنسِ الخوضِ بالباطلِ، فنتج من هذا تقلُّص في قائمةِ المُتَحَمِّلينَ لأَعْبَاءِ العلمِ الشَّرعيِّ على هدى مستقيم، فلا بارك اللهُ في هذا الطِّراز، وتَبّاً لهم فما هم بعلماء، ونعوذ بالله من الفِتنةِ الصَّمَّاءِ، وهنيئاً لمن ارْعَوَى ولازم الصدق والتقى، وليسْعَ المرءُ إلى فكاك رَقَبَتِهِ من النَّارِ.
 والمتخلص أنَّ ظواهرَ الأحوالِ من رِقَّةِ في الدِّيانةِ، ووهنٍ في الاستقامةِ، وضعفٍ في التَّحصيلِ، والسَّعيِّ بكل جِدٍّ  وراء الدُّنيا الزَّائلة، ومظاهرِها الفانيةِ، شَكّلتْ أمامنا ظاهرة التَّعالم أوسعَ من ذي قبل؛ لما نشاهده من واقعاتها الفجَّة، والدعاوي العريضة، والبّراعة في الانتحالِ، واتِّساع الخطو إلى المحالِ... وعندنا على هذا ألف شاهد.
وما هذا إلا لتسنم العلم أغْمَارٌ ركبوا له الصَّعْبَ والذَّلولَ، وظنُّوا أن العلمَ يُنَالُ بالراحةِ ولما يملؤا منه الراحة، فتهافتوا على مناصبِ العلمِ في الفُتيا، والتَّأْليفِ، والنَّشْرِ، والتَّحقيق، وصاروا كتماثِيلَ مدسوسةِ بأيديهم هَراوى يضربون في عقولِ الأُّمة حيناً وفي تراثها أحياناً، مكدرين – وحسابهم على الله – صَفْوَ الأُمةِ في ديِنها وفي علمِها، وهل العلم والدِّين إلا تَوأمان لا ينسلخان إلا في حسابِ من انسلخ منهما؟
وفي حديثِ عبد الله بن عمرو بن العاص – رضي اللهُ عنهما – عن النَّبِيِّ – صلى الله عليه وسلم – أنه قال:
(إنَّ اللهَ لا يقبض العلمَ انتزاعاً ولكن يقبضه بقبضِ العلماءِ حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتَّخذَ النَّاسُ رؤوساً جُهالاً فَسُئِلُوا، فأفتوا بغيرِ علمٍ فضلُّوا وأضلُّوا).
قال الذَّهبيُّ([4]): حديث ثابت متصل الإسناد هو في دواوين الإسلام الخمسة ما عدا سُننَ أبي داود، ثم ساق طبقاتِ إسنادِهِ بما يعز نظيره، وينبغي لطالب العلمِ أن يقفَ على سياقَتِهِ لها.
فرَحِمَ اللهُ الذّهبيَّ، وسقاه من سلسبيلِ الجنَّة، آمين.
ومن حديث أبي أُمية الجمحي – رضي اللهُ عنه – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (مِنْ أشْرَاطِ السَّاعةِ أن يُلْتَمَسَ العِلم عند الأصاغر)، رواه الطبراني([5]).
وأيضاً في أحاديث الملاحمِ من حديثِ ابن مسعود – رضي اللهُ عنه – مرفوعاً، وفيه بيانُ (أنَّ مِنْ أشراطِ السَّاعةِ أن يظهر القلم) رواه أحمد، ورواه أيضاً البزَّازُ، والطَّحاوِيُّ، والطَّبرانيُّ، وغيرهم وليس فيه ذكر القلم([6]). وقد فَشَى القّلَمُ وَارْتَشَى. وهذا من مُعجزات النُّبُوَّةِ.
قال الشافعي – رحمه اللهُ تعالى - : ( إذا تَصَدَّرَ الحَدَثُ فَاتَهُ عِلْمٌ كثير).
ولِبَعْضِهم:
 إن الأُمورَ إذا الأحداثُ دَبَّرها ***دون الشُّيوخ ترى في سيرها الخللا
وقال القاضي عبد الوهَّاب بن نصر المالكي:
   مَتَى تَصِل العُطَاشُ إلى ارْتِوَاءٍ *** إذا استَقَتِ البِحَارُ مِنَ الرّكَايَا
   ومن يَثْنِي الأصاغِرَ عن مرادٍ *** وقد جلس الأكابرُ في الزَّوايا
   وإنَّ تَرَفُّعَ الوُضَعَاء يوماً *** على الرُّفعاء من إحدى البلايا
   إذا استوت الأسافلُ والأعَالِي *** فقد طابت مُنادمةُ المنايا
وَقَدْ عَقَدَ ابْنُ عَبْدِ البَرِّ – رحمه الله تعالى – في : (جامعه): (بَابُ حَالِ العِلْمِ إذا كان عِند الفُسَّاق والأراذل) وساق بسنده مرفوعاً إلى النَّبي – صلى الله عليه وسلم – من حديثِ أنَسٍ، وأبي أُمية الجُمَحي، وابن عباس – رضي الله عنهم - : (أن مِن أَشْرَاطِ السَّاعَةِ التِمَاسُ العِلْمِ عِندَ الأَصَاغِر) ثُمَّ قَال: قَالَ نُعيم: قيل لابن المبارك، مَنِ الأصاغر؟ قال: الذين يقولون برأيهم، فَأَمَّا صغير يروي عن كبير فليس بصغير... ثم قال: (وقال بعض أهل العلم: إن الصغير المذكور في حديث عمر، وما كان مثله من الأحاديث، إنما يراد به الذي يستفتى ولا علم عنده، وأن الكبير هو العالم في أي سن كان. وقالوا: الجاهل صغير وإن كان شيخاً، والعالم كبير وإن كان حدثاً، واستشهدوا بقول الأول:
تعلم فليس المرء يولد عالماً ***وليس أخو علم كمن هو جاهل
وإن كبير القوم لا علم عنده *** صغير إذا التفت إليه المحافل
واستشهدوا بأن عبد الله بن عباس كان يستفتى وهو صغير، وأن معاذ بن جبل وعتّاب بن أسيد كانا يفتيان الناس وهما صغيرا السن، وولاهما رسول الله صلى الله عليه وسلم الولايات مع صغر سنهما، ومثل هذا في العلماء كثير، ويحتمل أن يكون معنى الحديث على ما قال ابن المعتمر: عالم الشباب محقور، وجاهله معذور، والله أعلم بما أراده، وقال آخرون: إنما معنى حديث عمر وابن مسعود في ذلك أن العلم إذا لم يكن عن الصحابة كما جاء في حديث ابن مسعود، ولا كان له أصل في القرآن والسنة والإجماع، فهو علم يهلك به صاحبه، ولا يكون حامله إماماً ولا أميناً ولا مرضياً كما قال ابن مسعود، وإلى هذا نزع أبو عبيد رحمه الله، ونحوه ما جاء عن الشعبي: ما حدثوك عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فشد عليه يديك، وما حدثوك به من رأيهم فبُلْ عليه، ومثله أيضاً قول الأوزاعي: العلم ما جاء عن أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم، وما لم يجيء عن واحد منهم فليس بعلم.
وقد ذكرنا خبر الشعبي وخبر الأوزاعي بإسناديهما في باب معرفة ما يقع عليه اسم العلم حقيقة من هذا الكتاب، والحمد لله.
وقد يحتمل حديث هذا الباب أن يكون أراد أن أحق الناس بالعلم والتفقه أهل الشرف والدين والجاه، فإن العلم إذا كان عندهم لم تأنف النفوس من الجلوس إليهم، وإذا كان عند غيرهم وجد الشيطان إلى احتقارهم السبيل، وأوقع في نفوسهم أثرة الرضا بالجهل أنفةً من الاختلاف إلى من لا حسب له ولا دين، وجعل ذلك من أشراط الساعة وعلاماتها ومن أسباب رفع العلم، والله أعلم أي الأُمور أراد عمر بقوله: فقد ساد بالعلم قديماً الصغير والكبير، ورفع الله درجات من أحب.
وروى مالك عن زيد بن أسلم أنه قال في قول الله عز وجل: {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال: بالعلم.
حدثنا خلف بن القاسم وعلي بن إبراهيم قال حدثنا الحسن بن رشيق، قال: حدثنا محمد بن رزين بن جامع، قال: حدثنا الحارث بن مسكين، قال: أخبرني ابن القاسم، قال: قال مالك بن أنس: سمعتُ زيد بن أسلم يقول في هذه الآية {نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مَنْ نَشَاءُ} قال: بالعلم يرفع الله عز وجل من يشاء في الدنيا.
ومما يدل على أن الأصاغر ما لا علم عندهم ما ذكره عبد الرزاق وغيره عن معمر عن الزهري قال: كان مجلس عمر مغتصاً من القراء شباباً وكهولاً، فربما استشارهم ويقول: لا يمنع أحدكم حداثة سنه أن يشير برأيه، فإن العلم ليس على حداثة السن وقدمه، ولكن الله يضعه حيث يشاء.
حدثنا خلف بن قاسم، حدثنا محمد بن القاسم بن شعبان، قال: حدثنا الحسين بن محمد، قال: حدثنا إسماعيل بن محمد، قال: حدثنا أحمد بن نصر بن عبد الله، قال: أخبرنا نصر بن رباب عن الحجاج عن مكحول، قال: تفقه الرعاعِ فسادُ الدين، وتفقه السفلة فسادُ الدنيا.
حدثنا عبد الرحمن بن يحيى، حدثنا أحمد بن سعيد، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن نعمان، حدثنا محمد بن علي بن مروان، قال: حدثني الأعمش، قال: سمعتُ الفريابي يقول: كان سفيان إذا رأى هؤلاء النبط يكتبون العلم يتغير وجهه، فقلت له: يا أبا عبد الله نراك إذا رأيت هؤلاء يكتبون العلم يشتد عليك، فقال: كان العلم في العرب وفي سادات الناس فإذا خرج عنهم وصار إلى هؤلاء يعني النبط والسفلة غُيِّر الدين) انتهى.
وفي معناه لدى الشاطبي – رحمه الله تعالى – في : (الاعتصام) : (2/95 – 96)، إذ قال:
(وأما تقديم الأحداث على غيرهم، من قبيل ما تقدم في كثرة الجهال وقلة العلم، كان ذلك التقديم في رتب العلم أو غيره، لأن الحدث أبداً أو في غالب الأمر غِرٌّ لم يتحنك، ولم يرتَضْ في صناعته رياضة تبلغه مبالغ الشيوخ الراسخين الأقدام في تلك الصناعة، ولذلك قالوا في المثل:
وابن اللبون إذا ما لُزَّ في قَرَنٍ *** لم يستطع صولة البُزْلِ القناعيس
هذا إن حملنا الحديث على حداثة السن، وهو نص في حديث ابن مسعود رضي الله عنه، فإن حملناه على حدثان العهد بالصناعة – ويحتمله قوله: (وكان زعيم القوم أرذلهم) وقوله: (وساد القبيلة فاسقهم) وقوله: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله) فالمعنى فيها واحد، فإن الحديث العهد بالشيء لا يبلغ مبالغ القديم العهد فيه.
ولذلك يحكى عن الشيخ أبي مدين أنه سئل عن الأحداث الذين نهى شيوخ الصوفية عنهم، فقال: الحدث الذي لم يستكمل الأمر بعد، وإن كان ابن ثمانين سنة.
فإذاً تقديم الأحداث على غيرهم من باب تقديم الجهال على غيرهم، ولذلك قال فيهم: (سفهاء الأحلام) وقال: (يقرأون القرآن لا يجاوز تراقيهم) إلى آخره، وهو منزَّل على الحديث الآخر في الخوارج (إن من ضئضي هذا قوماً يقرأون القرآن لا يجاوز حناجرهم) إلى آخر الحديث، يعني أنهم لم يتفقهوا فيه، فهو في ألسنتهم لا في قلوبهم) انتهى.
وإنِّي في هذا لا أغمض الشَّابَّ اليافِعَ، إذا العلوم والمعارف لا تُقاس بالأشبارِ، ولا بعظمِ الأجسامِ، وليس هو المعنى، إنَّما المعنى الحَدّث في العلمِ، فإنَّ الأشياخ وإن كانوا أشجار الوقار، ومعادن الاختبار، ورأي الشَّيخ خير من مشهدِ الغلام، فإن حداثة السِّنِّ ليست مانعةً من استقطاب الفضائل، وتحمل الرَّسائل، قال اللهُ تعالى في شأْن نبيِّهِ يحيى عليه السلام: {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا}. وقال في أهلِ الكهفِ: {إِذْ أَوَى الْفِتْيَةُ إِلَى الْكَهْفِ}، {ِإنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ}.
وقد وَلَّى النَّبِيُّ – صلى الله عليه وسلم – عَتَّاباً على مكة وهو شاب، وفي مكة مشيخةُ قُرَيْش. ووَلَّى أُسَامَةَ بن زيد – رضي اللهُ عنه – قيادة الجيشِ إلى الشَّام، وفيه من هو أكبر منه من الصّحابة – رضي الله عنهم -، قيل: منهم عمر – رضي الله عنه - ([7]).
وللمُتَنَبِّي:
فَمَا الحداثة مِنْ حِلْمٍ بمانعةٍ*** قد يوجد الحلم في الشبان والشيب
من أسبابِ التَّجَنُّسِ الفِكْرِيِّ، وضعف التَّحصيل:
ومن هنا نصل إلى نتيجة مهمَّة، وهي: أن (التجنس الفِكْرِيَّ) من انحرافاتٍ في المفاهيم، والأخلاق، وتَمَوُّجَاتٍ في الاعتقادِ، إنَّما تبلغ مبلغها في الأُمةِ، وفي عقولِ نَشْئِها؛ بسببِ تأخُّرِ العلماء عن أداء مهمة البلاغ، وتغذية العُقول بالعلمِ النافعِ تحصيناً لها من أيِّ مؤثر عليها، وهذه هي (الوظيفة([8]) الرئيسة) لأهل العلمِ والإيمان.
ولهذا فإنَّ المُتَخَلِّفَ عن أداءِ واجبِ وظيفَتِهِ هذه، يحمل من الإثم بقدرِ تَخَلُّفِهِ.
ومن مظاهرِ الصُّدودِ، أن بعضَ أهلِ العلمِ يبحثون في مجالسِهِم سببَ الوفادة، والتَّلَقِّي، لهذه التَّمَوُّجَات، والاتجاهات ولا يُعّرِّجون على هذا السَّبب، ثم ينقضون إلى مضاجِعِهِم؟
فكيف يهدأ لهم بال، والعدوّ على أبوابِ منازلهم بل وربَّما في دورهم؟
ويمكن إجمال الأسباب على ما يلي:
1-           قُعود المُتأهِّلين عن البلاغ، ونزولِ ساحة المعاصرة.
2-           ضعف الإمداد السَّليم.
3-           ضعف الالتفات إلى تَلَمُّسِ العلل وعلاجها.
4-           استِشْراء داء (حُبُّ الشُّهرة) لغياب قوة الإيمان.
5-           انفصام عُروة الاتصال بين الطَّالب، وكتب السَّلَف إذ أن التَّلقي صار بالمذكرات، والمؤلفات الحديثة.
6-           قَلْبُ (لغة العلم) في المصطلحات بما لا يتواطأ مع (لغة العلم) لكتب السَّلف.
فهذه غُصَصٌ مُوَلِّدة للأوجاع المذكورة. والله الموعد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه اللهُ تعالى في الفتاوى
(فالمرصدون للعلم، عليهم للأُمة حفظُ علم الدِّين وتبليغُه؛ فإذا لم يبلغوهم علمَ الدِّين، أو ضَيَّعوا حفظه، كان ذلك من أعظم الظلم للمسلمين، ولهذا قال تعالى: ((إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُوْلَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللاَّعِنُونَ)) [البقرة:159] فإن ضررَ كتمانهم تَعَدَّى إلى البهائم وغيرها فلعنهم اللاعنون، حتى البهائم)اهـ.
وبعد: فحرامٌ والله ثم حرام على من لا يهتدي لدلالِة آي القرآن، ولا يدري السُّنَن والآثار أن يَتَسَنَّم جنابَ العلم، ويحل في حَرَمِهِ، معول هدم لحماه، وخرق لسِيَاجِهِ وحرمته، وهذا هو المعثر المخذول، علمه وبال، وسعيه ضلال، نعوذ بالله من الشقاء.
وليعلم أن سُلطان ما قيدته هنا إنَّما هو على من انسَحَبَ واعظُ الله من قلبِهِ، مُتَسَوِّراً العِلْمَ الشَّرعِيَّ، وقد فاته العلم وفرط في العملِ، وانسلخ من الزَّمنِ فلا ماض، ولا حال، ولا مستقبل، فاته العلمُ، بالتَّلقي ومثافنة الشُّيوخ، والإمداد السَّليم وكثرة الكشف، وطول البحث، وقَلْب عَقُول، ولسان سَؤُول.
قال أبو بكر الدينوري المُتَوَفَّى سنة 532 هـ - رحمه اللهُ تعالى -:
تمنيتَ أن تُسْمَى فقيهاً مُناظراً *** بغيرِ عناءٍ والجنون فنون
فليس اكتساب المال دون مشقةٍ ***تلقيتها فالعلم كيف يكون
فَيَا رُبَّهُ لحنة ولا يملك في اللغة بلغة.
لا يدري الفقه، فضلاً أن يكون فقيهاً، خَلِّ أن يكون فقيه النَّفس: وهو الذي يعلق الأحكام بمداركِهَا الشَّرعية، وهو أنفس صفات علماء الشَّريعة.
أما الحديث فأنَّى له. وقد قال أبو سعد السمان المعتزلي المحدِّث:
(من لم يكتب الحديث لم يتغرغر بحلاوة الإسلام).
وأمَّا فَهْمٌ في كتاب اللهِ تعالى، فهو أعز من بَيْضِ الأَّنُوق. ولا تستغرب مقالي هذا، فهو امتداد لشكوى الأئمة السَّابقين، ومنه قول الذهبي – رحمه الله تعالى - ([9]):
(وأما اليوم فقد اتَّسع الخرق، وقلَّ تحصيل العلم من أفواهِ الرِّجالِ، بل ومن الكتبِ غير المغلوطةِ، وبعض النَّقلة للمسائل قد لا يحسن أن يَتَهَجَّى).
وقال أيضاً – رحمه اللهُ تعالى – في ترجمةِ هُدْبة بن خالد المُتَوَفَّى سنة 235هـ([10]):
(قال عبدان: سمعتُ عبَّاس بن عبدِ العظيمِ يقول: هي كتب: أُمية بن خالد، يعني الَّذي يحدِّث بها هدبة، قلت: رافق أخاه – أُمية – في الطَّلبِ، وتشاركا في ضبط الكتب، فساغ له أن يروي من كُتُبِ أخيهِ، فكيف بالماضين لو رأونا اليوم نسمع من أيِّ صحيفة مُصَحَّفَة على أجْهَل شيخ له إجازة، ونروي من نُسخةٍ أُخرى بينهما من الاختلاف والغلط ألوان، ففاضِلُنا يُصحح ما تيسَّر من حفظه، وطالبنا يتشاغل بكتابةِ أسماء الأطفال، وعالمنا ينسخ، وشيخنا ينام، وطائفة من الشَّبيبة في وادٍ آخر من المشاكلة والمحادثة، لقد اشتفى بنا كلُّ مُبتدع، ومجَّنا كلُّ مؤمن، أفهؤلاءِ الغُثاء هم الَّذِينَ يحفظون على الأُمة دينها؟ كَلاّ والله، فرحم الله هُدْبة وأين مثل هُدْبة؟ نعم ما هو في الحفظ كشُعبة) اهـ.
ورَحِمَ اللهُ ابنَ رُشْدٍ إذ قال:
(كانَ العِلْمُ في الصُّدُورِ واليومَ صارَ في الثِّيَاب)(2[11]).
وأما التَّفْرِيط في العمل: فكم رأى الرَّاؤون وجوهاً يعلوها ذُلُّ المعصيةِ والافتقارُ إلى السَّمْتِ الصَّالحِ، والهدي الحسنِ، فكم من مُتصدِّرٍ للعلمِ في أيّ من مجالاته وهو (قَرَندَلٌ)(3[12])، مُتَخَتِّمٌ بِالذَّهبِ، شَارِب للتِّبْغِ، صانع للقزع، بل لا يشهد الصَّلاة جماعة إلا لِماماً.
ورحم اللهُ القاضي الفارقيَّ الشَّافِعِيَّ المُتَوَفَّى سنة 528هـ إذ كان يرى حلق القزع من الميت قال: لأنه يكره تركه من الحي فكذلك الميت(4[13]).
وإذا كان هذا فيما يُقَابَل به الخلقُ وجهاً لوجهٍ فكيف فيما سِواه مما ينطوي عليه من اتجاهات ومشارب عَقَدِيَّة، عاقها الكدر عن اللحوق بعقيدة السَّلف. فلله الأمر من قبل ومن بعد.
وَرَضِيَ اللهُ عن أميرِ المؤمنين علي بن أبي طالب إذ يُرْوَى عنه قوله: (هَتَفَ الْعِلْمُ بالعمل فإن أجابه وإلا ارتحل).
وقال بعضهم: (العلم دعوى، والعالم مدَّعٍ، والعمل شاهد، فمن أتى بشهودِ دعواه صحَّت للمسلمين فتواه).
وقال الفرّاءُ النَّحوي – رحمه الله تعالى -:
(أدبُ النَّفْسِ ثم أدبُ الدَّرْسِ)([14]).
وكان سفيانُ – رحمه اللهُ تعالى -  يقول: (تعوَّذوا بالله من فتنةِ العابد الجاهلِ ومن فتنةِ العالمِ الفَاجِرِ فإن فتنتَهما فتنةٌ لكلِّ مفتون).
فكأنَّ الاستقامة وسيلة عزلٍ عن نيلِ المآربِ الدُّنيوية، والحظوظ الزَّائلة.
فَيُنَادِي على حال بعضهم قولُ الدينوري المُتَوَفَّى سنة 518هـ - رحمه الله تعالى - :
من يَسْتَقِمْ يُحَرَم مُنَاه ومن يَزِغْ *** يختص بالإسعاف والتَّمكين

انظر إلى الألِف استقام ففاته *** عجم وفاز به اعوجاج النون
هذه شَذَرَاتٌ فيها قَوارعُ لخوارمِ المُتَعَالِمِين، وسيرى النَّاظر إن شاء الله تعالى هذا التَّقييد مُشوِّفاً مُعْلِماً يجلو عوارض هذه الخوارم، ويفترع منها العوائر، ليكون عاصمة من تلك القواصم، فاضحاً لكلِّ متعالم، غيرة لله ودينِهِ وشرعِهِ، واحتساباً في سبيلِ نصرتِهِ.
والمُؤَمَّلُ من كُلِّ مُبْلِسٍ أَزْمَنَهُ مَرَضُ التَّعَالُمِ قد انغمس فيه إلى الأذقانِ، وممن طرق على مطرقته أن يوفر على نفسه جهد القراءة لهذه الرسالة ولا يرنو إليها؛ لأنها وإياه على طرفي نقيض، وإن كانت سَتَسُفُّهُ حميماً ولهباً، وترميه في مهاوي الصّغار لَقَى، فتطؤه الذِّلة بمناسمها، وتُضَرِّسه بأنيابها، ويبقى راسفاً في أصْفَادِ ما جَنَتْ عليه يدَاهُ، فهو حي في شبحِهِ، ميت في ديِنِه وقيمَتِهِ وأدبِهِ وخُلُقِهِ، ولن يعود إلى آدَمِيَّتِهِ إلاَّ ببراءَتِهِ من تَعَالُمِهِ، وانفلاته من آفته على قارب من الإيمان والتقى والشجاعة في الحق والرضى، وستمسك قَبْلُ بقضيته الوهمية (التَّعالم)  فتمرِضُها وتقضي عليها حتى تموت موتتها الكبرى.
وسيبقى تسنُّم الذروة لإشادة المجد، لِشُدَاةِ العِلْمِ والفضائلِ في كلِّ بادِ وحاضر.
وَسَتُزْهِقُ بإذن الله: النظرة التبريرية الجاثمة بين جوانح الحاملين لنظرية: (تعدد الشَّخصيات في الشَّخصِ الواحد): شخصية التَّعالمِ، وشخصية التَّقِيَّةِ، وشخصية الملاينة على حساب الحق.
ونظرية (تعدد الشخصيات) في الشخص الواحد ذات مسارٍ غريب مهين في: إكفار الأُمة، وامتصاص فضائلها والضُّمور لها فيجعلها في غايةٍ من الهون والهوان والتَّحطم والتَّدني، ويقذف بها إلى أعماق التَّبددِ والانقسام وإدغامها في غيرها، والتهري، عائشةً في دائرة الدوابية، والحظيرة البهيمية، فيسلم لذي المأْرب الدني مقصده، ويعيش نسراً كاسراً على دوابِّهِ ونَعَمِهِ.
ألا إن هذه النَّظرة التي أحد قسماتها التَّعالم: مولود تثليثي يوقف الأُمة على صعيد الأعراف، فهي شيطان الطاق([15])، والبتة في الطلاق، في سلِّ الدِّيانةِ من حملتها وحلِّ عُرى الإيمان بها.
وهل مسلك التمويت والتمويه والتمريغ وَمَدِّ حبال الأملِ الخادع إلا غصة لا تطاق، وصعقة غضبية يتناثر صبر العارفين دونها، أمَّا الجَفَلى فلا يحركهم إلا الجهر بالمنابذة، أما الأصوات الخفية فيها فتعمل عملها ولا تصحوا إلا ساعة إفلاسها؟
فواغوثاه من عالمٍ مائتٍ، وجاهلٍ سادر؟([16]).


***


[1] - الشيخ الدكتور / بكر بن عبد الله أبو زيد علم من أعلام الدعوة ، وواحد من رجالاتها ، وهو بقية المشايخ والعلماء .
مولده ونشأته ولد في أول شهر ذي الحجة عام أربعة وستين وثلاث مئة وألف من الهجرة . من قبيلة بني زيد . القبيلة القضاعية المشهورة
درس في الكتّاب ثم التحق بالمدرسة الابتدائية ، وأكملها في مدينة الرياض حيث واصل جميع مراحل التعليم الابتدائي ثم المعهد العلمي ثم كلية الشريعة ثم المعهد العالي للقضاء .
 مشايخه: كان الشيخ بجانب دراسته النظامية يتلقى العلم عن عدد من المشايخ . فأخذ اللغة عن الشيخ صالح بن عبد الله بن مطلق القاضي المتقاعد في الرياض ، وكان يحفظ من مقامات الحريري بشرحها لأبي العباس الشربشي ، وقد انتفع انتفاعا بليغا من رحلته إلى مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ عام ثلاثة وثمانين وثلاث مئة وألف حيث أخذ علم الميقات أيضا عن بعض المشايخ .
ولازم شيخه الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد الأمين الشنقيطي– رحمه الله – المتوفى سنة ثلاث وتسعين وثلاث مئة وألف من الهجرة
وقد تخرج من كلية الشريعة عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف من الهجرة منتسبا ، وكان ترتيبه الأول من بين الخريجين .
واختير للقضاء فعمل قاضيا في محكمة المدينة الكبرى منذ عام ثمانية وثمانين وثلاث مئة وألف حتى نهاية عام أربع مئة وألف من الهجرة ، وفي عام تسعين وثلاث مئة وألف عُين مدرسا بالمسجد النبوي الشريف فدرس فيه الفرائض والحديث ، واستمر حتى عام أربع مئة وألف ، ثم عُين بعدها بسنة وكيلا لوزارة العدل ، واستمر في الوكالة حتى عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف من الهجرة ، وعُين عضوا لمجلس القضاء الأعلى بهيئته العامة ، ثم ممثلا للمملكة في مجمع الفقه الإسلامي الدولي ، وعين رئيسا له منذ عام خمسة وأربع مئة وألف حتى تاريخه ، وعين أيضا عام خمسة وأربع مئة وألف عضوا في المجمع الفقهي برابطة العالم الإسلامي .
وفي عام ثلاثة عشر وأربع مئة وألف عين عضوا في هيئة كبار العلماء ، وعضوا في اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء .
وفي أثناء عمله في القضاء واصل الدراسة منتسبا في المعهد العالي للقضاء فتحصل منه على العالمية ( الماجستير ) ، والعالمية العالية ( الدكتوراة ) .
مؤلفاته
والشيخ بكر – حفظه الله – له مؤلفات عدة تمتاز بالدقة في البحث والجزالة في الأسلوب . طبع منها نحو خمسين مؤلفا منها :
1 – ابن القيم . حياته ، وآثاره ، وموارده .
2 – التقريب لعلوم ابن القيم .
3 – فقه النوازل . مجلدان .
4 – معجم المناهي اللفظية .
5 – طبقات النسابين .
6 – معرفة النسخ الحديثية .
7 – التحديث فيما لا يصح فيه حديث .
8 – حلية طالب العلم .
9 – التعالم .
10 – الرقابة على التراث .
11 – تعريب الألقاب العلمية .
12 – آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب .
13 – التراجم الذاتية من العزاب والعلماء وغيرهم .
14 – تسمية المولود .
15 – عقيدة ابن أبي زيد القيراوني والرد على من خالفها .
16 – تصنيف الناس بين الظن واليقين .
17 – حكم الانتماء .
18 – هجر المبتدع .
19 – التحذير من مختصرات الصابوني في التفسير .
20 – براءة أهل السنة من الواقع في علماء الأمة .
21 – خصائص جزيرة العرب .
22 – جزء في مسح الوجه باليدين بعد الدعاء .
23 – جزء في زيارة النساء للقبور .
24 – بدع القراء .
25 – لا جديد في أحكام الصلاة .
26 – تحقيق اختيارات ابن تيمية للبرهان ابن القيم .
27 – أذكار طرفي النهار .
28 – المثامنة في العقار .
29 – آداب الهاتف .
30 – أدب الثوب والأزرة .
إلى غير ذلك .
 توفي يوم الثلاثاء - [ 28 محرم لعام 1429هـ - 5 فبراير لعام 2008م ] - بمدينة الرياض رحمه الله رحمة واسعة
[2] - في ترجمة: عبد الله بن معاوية بن عاصم بن هشام بن عروة بن الزبير، من (الميزان): (2/507)، ذكر من حديثه عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة مرفوعاً: (إن الله يحب الوالي الشهم ويبغض الركالة). قلت: أظنه موضوعاً، اهـ. وعنه السخاوي في : (التحفة اللطيفة) : (3/55 -56 ) بلفظ: (الركالة)، وقال: الذهبيُّ في (الميزان): أظنه مرفوعاً، اهـ. ولم أر في (غريب الحديث) لفظ الركالة، وإنما الذي فيها لفظ: (الركاكة)، أي : الضعيف، كما في (مجمع بحار الأنوار) : (2/374).
[3] - لصالح بن عبد القدوس. كما في (الميزان) للذهبي: (2/297).
[4] -  (السير): (6/36 – 44).
[5] -  وانظر : (السلسلة الصحيحة) : رقم 695.
[6] - وانظر : (السلسلة الصحيحة) : رقم 647 
[7] - انظر: (منهاج السنة النبوية): (8/292)، وقد تولى الخليفة جعفر المتقدر وسنه ثلاث عشرة سنة، ولهذا ألَّف له بعضهم كتاباً باسم: (مناقب الشبان وتقديمهم على ذوي الأسنان). وللسان الدين ابن الخطيب رسالة باسم: (إعلام الأعلام بمن بويع من ملوك الإسلام قبل الاحتلام). وانظر: (خزانة الأدب): (2/46).
[8] - عن لفظ (وظيفة) انظر: (شرح الإحياء) للزبيدي: (1/305).
[9] - (السير): (11/377).
[10] - (السير): (11/99).
[11] - (خلاصة الأثر) للمحبي: (1/275)
[12] - (القرندل): في لهجة المصريين (حالق لحيته)، كما في (الضَّوء اللامع): (10/101).
[13] - (طبقات الشافعية) للسبكي: (7/59).
[14] - (المنتظم): (6/282)، (العلل) لأحمد: (2/168).
[15] - لقب: محمد بن لقمان الملقبة نحلته (الشيطانية)، إذ قال هو وحِزبه – لعنهم الله - : (إن الله تعالى، حلَّ في أبي مسلم الخراساني). (التعليم والإرشاد): (ص178).
[16] - كتاب المجموعة العلمية تأليف بكر بن عبد الله أبو زيد صـ24-38

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.