الكفر سياسة
رضوان محمود نموس
صرح المراقب العام للإخوان في سوريا بأنهم يقبلون برئاسة الكافر نصراني كان أو نصيري أو غير ذلك من أهل الكفر.
وأن الأحكام والقوانين والدستور يقرره الشعب وهم ملتزمون بما يقرر الشعب.
كما صرح نائبه بأن مكانة الإسلام في مشروعهم السياسي كمكانة الإسلام في الأمم المتحدة, وصرح المراقب العام السابق بقبول ولاية الكافر وصرح الناطق الرسمي باسم الجماعة بقبول ولاية الكافر وصرحوا جميعاً بإحلال مبدأ المواطنة مكان آية الجزية – أي نسخ أية الجزية وإحلال رأيهم مكانها_ وصرح رئيس مجلس شوراهم بأنهم متمسكون بما يتمسك به النصيرية من ثوابت دينية .
ولما ناقشت أتباع هؤلاء وهم دكاترة وأعضاء في القيادة وألزمتهم أن الرضا بالكفر كفر رفعوا الفيتو الكبير في وجهي قائلين كلام المراقب العام ونائبه وأمثالهم (سياسة).
فقلت لهم وهل يجوز الكفر بالسياسة ؟!! وبدأ اللغط واللف والدوران وكلام عائم هلامي لا شكل له ولا لون ولا رائحة إلا رائحة القذى وكان يمكن أن يصلح للوضوء لولا نجاسة أصله, ومحور هذا الكم الهائل والسيل المتحدر من الكلام (سياسة), و(كلام سياسي), و(السياسة تتطلب هذا), (ولا بد من السياسة), إلى آخر السياسة , فقلت أجيبوني باختصار ووضوح هل يجوز الكفر بالسياسة, فأعادوا الكرة, وأعدت, إلى أن قلت: إذا كان ذلك كذلك فلمَ كنتم وما زلتم تنقمون على الطواغيت من العبد الخاسر إلى العبد البائر فهم كفار سياسة, وكل ما بررتموه لأنفسكم يمكن أن يقولونه وما تحللوه لأنفسكم حللوه لغيركم! وانفض الجمع دون الوصول إلى نتيجة .
ثم أعلن أبو الفتوح أنه مع حرية تبديل الدين, والردة والكفر فقلت لهم وهذا ؟ قالوا سياسة. وقال الغنوشي : لن نطبق الشريعة, لن نغلق دور الدعارة لن نغلق حانات الخمر والملاهي ... الخ. فقلت وهذا؟ قالوا سياسة!
فقلت لهم في المغرب يقول الإخوان أنهم ضد تطبيق الشريعة ومع التشريع والدستور الوطني قالوا وهذا سياسة !
فراجعت نفسي .. هل أنا على خطأ ! هل فعلا يجوز التلفظ بالكفر وممارسة الكفر والدعوة إلى الكفر والتلبس بالكفر والمناداة بالكفر وتبني الكفر وإعلان الكفر وممارسة الكفر سياسة !
وإذا كان هذا فكم كنا نحن نظلم الطواغيت المبدلين لشرع الله الخاضعين لأمريكا المقبلين نعال اليهود المتزلفين لعباد الصليب .. أليست السياسة تبيح هذا! ثم رجعت للقرآن والسنة وأقوال العلماء ..
فوجدت أن الله تعالى قال:(( وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ))[التوبة65/66]
وقال الله تعالى (( وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ))[النساء:140]
ولقد روى أبو هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالاً يرفعه الله بها الدرجات وإن العبد ليتكلم الكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالاً يهوي بها في جهنم) متفق عليه بخاري 6478 مسلم 2988
وعن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يهوي في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب) مسلم 2988
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه عبد الله بن مسعود وسعد بن أبي وقاص (…ولكن يعذب بهذا وأشار إلى لسانه أو يرحم) متفق عليه البخاري 1304 مسلم 924
وعن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (ألا أخبرك برأس الأمر كله وعموده وذروة سنامه قلت بلى يا رسول الله قال: رأس الأمر الإسلام وعموده الصلاة وذروة سنامه الجهاد . ثم قال: ألا أخبرك بملاك ذلك كله قلت بلى يا نبي الله ، فأخذ بلسانه قال كف عليك هذا فقلت يا نبي الله وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به فقال: ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم أو على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم) الترمذي 2616 – ابن ماجه 2973 – مسند أحمد 21511 قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح
إنها مسؤولية الكلمة، التي لا يأبه لها الأخوان وجعلوا الكفر كله يمكن أن يغتفر إذا كان سياسة, فهنيئاً للسياسيين ذنب مغفور وكلام غير مسؤول وفيتو على القرآن والسنة هذا في دين الأخوان المفلسين الذي يحلل الحرام ويجرم الحلال إرضاءً لأهل الكفر والضلال وفيتو (السياسة) جاهز.
قال تعالى (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم ) التوبة 74
تلك كلمة كما ينقل الطبري عن هشام بن عروة عن أبيه قال: نزلت في الجلاس ابن سويد ابن الصامت قال (إن كان ما جاء به محمد حق لنحن أشر من الحمر) فقال له ابن امرأته: والله يا عدو الله لأخبرن رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قلت ، فإني أن لا أفعل أخاف أن تصيبني قارعة وأؤاخذ بخطيئتك ، قال: فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم وخشيت أن ينزل في القرآن أو تصيبني قارعة أو أن أخلط بخطيئته ، قلت يا رسول الله أقبلت أنا والجلاس من قباء ، فقال كذا وكذا ، ولو لا مخافة أن أخلط بخطيئته أو تصيبني قارعة ما أخبرتك، قال: فدعا الجلاس فقال له: يا جلاس أقلت الذي قال؟ قال: فحلف. فأنزل الله تبارك وتعالى (يحلفون بالله ما قالوا ولقد قالوا كلمة الكفر وكفروا بعد إسلامهم)
هذا الفتى اليتيم الذي لم يبلغ الحلم في حجر الجلاس استشعر عظمة وهول الكلمة فخاف أن تنزل قارعة على قائلها فتصيبه لأنه يمشي معه.
وشيوخ الأخوان يسرحون ويمرحون في الكفر لا ضابط من دين ولا وازع من أخلاق ومعهم فيتو كما يقولون في العامية (حزام بغل) فيتو السياسة.
فإذا كانت مسؤولية الكلمة في المزاح وسقط القول هكذا فكيف بالسياسة والإمامة والخلافة وقيادة الأمم ومنهج سيرها وحفظ دين الأمة ودنياها ؟
هذه هي ( السياسة ) هي قمة الأهمية وقمة الإستراتيجية فإذا كانت السياسة عند الإخوان أحط من المزاح وسقط القول الذي لا يجوز فيه الكفر فليدعوها وليذهبوا يتساقطون مع الساقطين ويكذبون مع الكاذبين ويكفرون مع الكافرين وليدعوا السياسة لأهل الإيمان ومخافة الرحمن .
0 التعليقات:
إرسال تعليق