صحوة في الصحوات
رضوان محمود نموس
في عام 1968 قرأت كتاباً للكاتب الفرنسي (روجي دوبريه) وكان اسم الكتاب (ثورة في الثورة) والكاتب يساري من أصدقاء كاستروا وغيفارا تكلم في الكتاب عن نصائح هامة للعمل الثوري من الوجهة اليسارية وإن كان الكتاب لا يخلو من فوائد حتى للمجاهدين وهنا أستعير العنوان فقط مع التصرف لأكتب عن صحوة في الصحوات والصحوات مصطلح حادث أحدثه بوش الابن عندما سخر بعض العراقيين وعلى رأسهم جماعة الإخوان المسلمين ليقفوا في وجه المجاهدين وليبيعوا دينهم بثمن بخس دراهم معدودة ومزورة لا رصيد لها وعندما انتهت مهمتهم بخلوا عليهم حتى بالدراهم المطبوعة دون رصيد إمعاناً في الإذلال وهذه سنة الحياة فالجاسوس أكثر من يحتقره من يستخدمه والعاهرة أكثر الناس احتقاراً لها من يمارس معها الزنا.
وهذا طارق الهاشمي شريداً طريداً ممن سخره وركب عليه للوصول إلى غايته وقبله علي محسن عبد الحميد الذي أذله الأمريكيون وداسوا على رأسه أثناء تفتيش بيته وهو عضو في المجلس الرئاسي التي استقدمته أمريكا وركبت عليه للتمكين لأعداء الدين.
وعوداً إلى موضوعنا فمنذ ذلك التاريخ برز في أوساط الأخوان فكرة الصحوات والاستفادة من أمريكا وتهيئة ظهورهم للراكب الجديد القديم وبدؤوا يتنافسون في الصحو الإبليسي ويركبون عناصر استشعار أقوى من آذان الحمار ليستشعروا رغبة السيد الذي أعدوا له ظهورهم ليفعلوها قبل أن يطلبها.
فأعلنوا تبنيهم لمبدأ سيدهم (قبول الآخر) إي قبول الكفر وأعلنوا أنهم يقبلون بإمامة الكافر صراحة ودون مواربة, ثم أعلنوا أحقية الردة وأن المسلم إذا ارتد عن دينه فلا شيء عليه وهذه حرية الفكر والعقيدة وزوروا كلام الله وألغوا كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم (من بدل دينه فاقتلوه) إرضاءً للسيد .
ثم ألغوا كلام الله (( قَاتِلُوا الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ وَلا يُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَلا يَدِينُونَ دِينَ الْحَقِّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حَتَّى يُعْطُوا الْجِزْيَةَ عَنْ يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ ))[التوبة:29]
وقالوا لقد حل محل الآية كلام سيدهم في مبدأ المواطنة. التي تلغي الجزية.
وصحا سيدهم القرضاوي وقال في تونس في تعريفه للتوبة هي (العودة إلى الديمقراطية) ثم أعلنو صراحة في خطوة صحوية وقحة التخلي عن التحاكم لله وألغوا قول الله تعالى: (إِنِ الْحُكْمُ إِلا لِلَّهِ أَمَرَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ ))[يوسف:40] وقرروا بدلاً من الله التحاكم للصندوق هذا الصندوق الذي أحلوه مكان الله. تعالى الله عما يقولون فقرروا صراحة أنهم إليه يتحاكمون وعنه يصدرون وبموجبه يشرعون.
ثم أعلنوا أنهم مع سيدهم في الحرب على المجاهدين بل تقدموا خطوات إلى الأمام وقالوا إن الحكومات الحالية غير مؤهلة لحرب هؤلاء لأن المجاهدين يستغلون كون الحكومات علمانية فلا يتعاطف معها الشعب ولكن الصحوات سيقاتلون المجاهدين باسم الإسلام إسلامهم المزور الصحوي الأمريكي.
وما زالت آذانهم منتصبة في حالة استشعار لرغبات سيدهم ليعلنوا أن إسلامهم يقرر ذلك ويتبنوه فوراً لا طاعة لله ولكن تنفيذا لأمر سيدهم ولسان حالهم ومقالهم يقول لأمريكا ومعسكر الكفر الصهيومسيحي:
فيا ليت الذي بيني وبينك عامر *** وبيني وبين الله كان خراب .
0 التعليقات:
إرسال تعليق