سلام الله عليك يا بلادي(33)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي.. ها قد تخلصت من الوهن والهزيمة النفسية وقام أبطال الجهاد يواجهون الطاغوت ومن يدعم الطاغوت ومن يسير بركب الطاغوت ومن يؤازر الطاغوت من المجوس وأبناء المتعة في حزب اللات.
نعم.. قام أبناؤك البررة يواجهون دبابات الطاغوت التي دُفِعَ ثمنها من جهدهم وعرقهم ظناً منهم أنها لقتال يهود يوم كانوا مغفلين ويظنون أن القرامطة وأحفاد الحشاشين يمكن أن يقاتلوا يهود, قاموا ليواجهوها بصدور عارية من الدروع ممتلئة بالإيمان وهم يرددون:
ركضاً إلى الله بغير زاد ... إلا التقى وعمل المعاد
والصبر في الله على الجهاد ... وكل زاد عرضة النفاد
غير التقى والبر والرشاد
قاموا يحدوهم الإيمان الصادق المُصَدِّق بوعد الله {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا}، عاملين على تحقيق شرط الله: {يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا...}.
نعم يعبدون الله حق عبادته فلا يشركون معه بالاستعانة بالكفار, ومؤسسات الكفر, ومنظمات الأمم الكافرة, أو جامعة الطواغيت, لا يريدون ولا يسعون ولا يطلبون النصر إلا من الله وحده.
ولا يتوكلون إلا على الله يعلمون يقيناً أن العز والنصر والتمكين كل ذلك بيد الله يمنحه لعباده المخلصين الثابتين على الحق ولو خالفتهم الدنيا وعشر أمثالها معها {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا...}. والصابرين الذين يعلمون أن النصر مع الصبر.
قال الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ)[البقرة:155]
وقال الله تعالى: (فَلَمَّا فَصَلَ طَالُوتُ بِالْجُنُودِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ فَمَنْ شَرِبَ مِنْهُ فَلَيْسَ مِنِّي وَمَنْ لَمْ يَطْعَمْهُ فَإِنَّهُ مِنِّي إِلا مَنِ اغْتَرَفَ غُرْفَةً بِيَدِهِ فَشَرِبُوا مِنْهُ إِلا قَلِيلا مِنْهُمْ فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُوا اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) [البقرة:249]
وقال الله تعالى: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) [آل عمران:146]
وقال الله تعالى (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ الْمُجَاهِدِينَ مِنْكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ) [محمد:31]
هؤلاء هم أبناؤك البررة, أما المهزومين فكرياً والذين ما زالوا يعيشون حالة الوهن والإحباط والانسحاق النفسي, التابعين لمعسكر الكفر والذين لا يملون من الترديد وراء الكفرة بالدعوة إلى الديمقراطية والمواطنة والدولة المدنية والدولة الحديثة والتحاكم إلى الصندوق بئسوا وبئس ذاك الصندوق وبئس من يضع به الأوراق والكاغدات وووو..الخ, فما هم إلا حثالة شعبنا وقمامة مجتمعنا والعاقين السفلة من أبناء هذه الأمة وحطام معركة انتهت بهزيمتهم والتحاقهم بمعسكر الكفر. فأصبحوا تروساً في ماكينته يدورن بدورته ويتوقفون بتوقفه عاملين على نشر الخنا والرذيلة والفساد والكفر في مجتمعاتنا. فلا تسمحي لهم يا بلادي بالعيش بين ظهرانينا وفوق ثراك, فهم الداء ورأس حربة الأعداء ومصدر الشقاء والبلاء. إلا إذا تابوا توبة الإيمان والأنفة وعادوا إلى الله بقلوبهم قبل أن يعودوا إليك بأجسادهم فعسى الله أن يغفر لهم.
0 التعليقات:
إرسال تعليق