التعليقات التوضيحية على الباكورة
السليمانية
في كشف أسرار الديانة النصيرية (4)
رضوان محمود نموس
السورة
السابعة: واسمها السلام
سجدت وسلَّمت, ووجَّهت وجهي لفاطر السماوات والارض,
حنيفاً مسلماً وما انا من المشركين، بدءُ السلام من المعنى القديم، على الاسم
العظيم، وسلَّم الاسم العظيم، على الباب الكريم، وسلَّم الباب الكريم، على الخمسة
الايتام، اركان الدنيا والدين، السلام على الابواب، السلام على الايتام، السلام
على النقبآءِ، السلام على النجبآءِ،([1]).
السلام على المختصين، السلام على المخلصين، السلام على الممتحنين، السلام على
المقربين، السلام على الكروبين، السلام على الروحانيين،([2]).
السلام على المقدسين السلام، على السايحين السلام على المستمعين، السلام على
اللاحقين، فهم اهل المراتب، يتقدس عالم الصفا اجمعين، السلام على من اتَّبع الهدى
واهتدى، وخشي من عواقب الردا، واطاع الملك العلي الاعلى، واقر بربوبية محمد
المصطفى. السلام على الماية الف نبي، واربعة وعشرون الف نبي، اولهم باب وآخرهم
لاحق، السلام عليكم. يا عباد الله الصالحين، جمع الله شملنا وشملكم، في الجنة
النعيم، بين الكواكب السمائين.
·
التفسير:
من هذه السورة يقع الجدال بين الشمالية والكلازية لان
الشمالية تقول "واقر بربوبية محمد المصطفى" والكلازية "بربوبية علي
المرتضى" وتقول الكلازية للشمالية اخطأتم باعتقادكم بالربوبية تارة لمحمد
وتارة لعلي، فتجيب الشمالة([3]):
ان محمداً وعليّاً متصلان ببعضهما ليسا منفصلين، وان الغاية الكبرى علي، ومحمد
ايضاً خالق، ولو اعتقدنا بربوبيتهِ فلا نخطي لان اعتقادنا واعتقادكم بالثالوث
واحد.([4]).
وهكذا يجري جدال طويل بين الفريقين، اقتصرنا على ما ذكرنا منهُ.
ثم ان هذه المراتب المذكورة، في هذه السورة، عدتها
اربع عشرة مرتبة، فالسبع الأُوَل منها وهي من الابواب الى الممتحنين، عدَّتها خمسة
الآف ويسمونها العالم الكبير النوراني، ويعتقدون انها السبع السماوات المذكورة في
القرآن ويقولون انها كانت قبل تكوين العالم، وهي الكواكب الموجودة خارج عن درب
التبَّان.
واما السبع الأُخَر التي هي من المقربين الى اللاحقين،
ويسمونها العالم الصغير الروحاني، وعدتَّها: ماية وتسعة عشر الفاً، فهي عندهم
الاروض السبع المذكورة في القرآن في اخر سورة الطلاق، ويعتقدون انها درب التبان،
وهم الذين خلصوا من البشر باقرارهم بــ (عمس) وبكل ظهورٍ من هابيل الى علي ابن ابي
طالب، كما قيل في ديوان سيدهم الشيخ علي الصويري:
هل عرفت المثل النوريَّا اذا
ضرب الله لنا مجلسـليا
الله نور العالم العـلوية هي السماء والعالم الارضيا
فالمثل المذكور هنا يوجد في القرآن في سورة النور حيث
يقول: "الله نور السماوات والارض مثل نوره كمشكاة" ...الخ
[1] - في كثير من
الأحيان تتواضع الأديان الوضعية الإبليسية لأن أستاذهم واحد وهو إبليس: ومن
مخترعات الديانات الوضعية أسماء النجباء
والنقباء وووالخ فنرى أن الشيعة
والإسماعيلية, والنصيرية , والصوفية, تستخدم هذه الأسماء التي قال الله فيها: {إِنْ
هِيَ إِلا أَسْمَاءٌ سَمَّيْتُمُوهَا أَنْتُمْ وَآبَاؤُكُمْ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ
بِهَا مِنْ سُلْطَانٍ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأنْفُسُ
وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مِنْ رَبِّهِمُ الْهُدَى.} النجم الآية 23
النجباء
والنقباء معنى النجباء في اللغة: قال
الخليل: "انتجبته أي استخلصته، واصطفيته، اختياراً على غيره" "ورجل
نجيب، أي كريم بيّن النجابة
في
النهاية: "النجيب الفاضل من كل حيوان، وقد نجب ينجب نجابة إذا كان فاضلاً
نفيساً في نوعه" فالنجباء جمع نجيب، وهو الفاضل النفيس. والنقباء في اللغة:
قال الخليل: "النَّقْب في الحائط ونحوه يخلص فيه إلى ما وراءه، وفي الجسد
يخلص فيه إلى ما تحته من قلب أو كبد..والنقيب شاهد القوم يكون مع عريفهم، أو
قبيلهم يسمع قوله ويصَدِّق عليه وعليهم..والنُّقَباء الذين ينقبون الأخبار والأمور
للقوم فيصدقون بها.. والنَّقْاب الحبر العالم" فالنقباء جمع نقيب، والنقيب
الباحث عن القوم، وعن أحوالهم.
فهذه
الأديان الوضعية استخدمت هذه الأسماء ولكن عند كل دين لها معنى وإن كان المؤدى
واحدًا فمثلاً
عند
الشيعة الجعفرية النجباء هم الأئمة وكان
محمداً لا يعرفهم حتى أحبره بهم جبريل فيزعمون أن جبريل أتى بكتاب إلى محمد صلى
الله عليه وسلم وأعطاه كتاباً للنجباء وما يعملون فقالوا عن الكتاب:[إلى النجيب من
أهل بيتك، فقال: ومن النجيب من أهلي يا جبرائيل؟ فقال: علي بن أبي طالب عليه
السلام، وكان على الكتاب خواتيم من ذهب، فدفعه النبي صلى الله عليه وسلم إلى عليّ
عليه السلام وأمره أن يفك خاتمًا منها ويعمل بما فيه، ففك عليه السلام خاتمًا وعمل
بما فيه، ثم دفعه إلى ابنه الحسن عليه السلام ففك خاتمًا وعمل بما فيه، ثم دفعه
إلى الحسين عليه السلام ففك خاتمًا فوجد فيه أن اخرج بقوم إلى الشهادة فلا شهادة
لهم إلا معك وأشر نفسك لله عز وجل ففعل.
ثم
دفعه إلى علي بن الحسين عليه السلام ففك خاتمًا فوجد فيه: اصمت والزم منزلك واعبد
ربك حتى يأتيك اليقين ففعل، ثم دفعه إلى محمد بن علي عليه السلام ففك خاتمًا فوجد
فيه: حدث الناس وأفتهم ولا تخافن إلا الله فإنه لا سبيل لأحد عليك، ثم دفعه إليّ
ففككت خاتمًا فوجدت فيه: حدّث الناس وأفتهم وانشر علوم أهل بيتك، وصدق آباءك
الصالحين ولا تخافن أحدًا إلا الله وأنت في حرز وأمان ففعلت، ثم ادفعه إلى موسى بن
جعفر وكذلك يدفعه موسى إلى الذي بعده، ثم كذلك أبدًا إلى قيام المهدي عليه
السلام" [بحار الأنوار: 36/192-193، وانظر: ابن بابويه/ إكمال الدين/ ص376،
أمالي الصدوق: ص240، أمالي الشيخ: ص282، أصول الكافي: 1/280.].
والنجباء
عند الصوفية: معنى النجباء في الاصطلاح: "النجباء هم
الأربعون القائمون بإصلاح أمور الناس، وحمل أثقالهم، المتصرفون في حقوق الخلق لا
غير والعدد المذكور هنا تختلف الكتب في تحديده.
وإذا
كان الرافضة قد جعلوا بعد مقام الإمامة مقامات أقل من ذلك كالنقباء وهم وكلاء
الإمام . . وهذه الفكرة نفسها قد أخذها المتصوفة وجعلوا مقام الولي الأعظم وسموه
القطب الغوث، ثم يليه الأقطاب الثلاثة ثم يليه الأبدال السبعة ثم النجباء السبعون
وهكذا . . مقتبسين كل ذلك من الترتيب الشيعي للولاة والأئمة . . وهكذا يتطابق
الفكر والعقيدة الرافضية في الإمامة مع العقيدة الصوفية في الولاية . وهم مختلفون
في النجباء فمنهم من قال: والنجباء: هم الأربعون القائمون بإصلاح شئون السالكين.
جاء
في معجم اصطلاحات الصوفية: "النقباء هم الذين تحققوا باسم الباطن، فأشرفوا
على بواطن الناس، واستخرجوا خفايا الضمائر، لانكشاف الستائر لهم عن وجوه السرائر،
وهم ثلاثمائة". وهذا العدد المذكور للنقباء تختلف الكتب في تحديده
وقال
في التعريفات: (النجباء ثمانية في كل زمان لا يزيدون ولا ينقصون عليهم أعلام
القبول في أحوالهم، ويغلب عليهم الحال بغير اختيارهم، هم أهل علم الصفات الثمانية،
ومقامهم الكرسي لا يتعدونه ماداموا نجباء، ولهم القدم الراسخ في علم تسيير الكواكب
كيفاً واطلاعاً لا من جهة طريقة علماء هذا الشأن، والنقباء هم الذين حازوا علم
الفلك التاسع
وقالوا:
النجباء : أربعون , وهم المشغولون بحمل أثقال الخلق فلا يترفون إلا في حق الغير.
النقباء
: هم الذين استخرجوا خبايا النفوس , وهم ثلاثمائة
وهذا
الترتيب مأخوذ عن ابن عربي في فتوحاته كما قال : ( والمجمع عليه من أهل الطريق
أنهم على ست طبقات أمهات : أقطاب , وأئمة , وأوتاد , وأبدال , ونقباء , ونجباء )
730 .
ولا
بأس في إيراد عبارة داود بن محمود القيصري ههنا , لما فيها من زيادة توضيح لها
الأمر , فيقول : لبدلاء السبعة , الحافظين للأقاليم السبعة . وكل منهم قطب للإقليم
الخاص به . ثم مراتب الإثني عشر , الحاكمين على البروج الإثني عشر , وما يتعلق بها
ويلزمها من حوادث الأكوان . ثم العشرين والأربعين والتسعة والتسعين , مظاهر
الأسماء الحسنى , إلى الثلاثمائة والستين . وهؤلاء قائمون في العالم على سبيل
البدل , في كل زمان , ولا يزيد عددهم ولا ينقص إلى يوم القيامة .
وهؤلاء
الذين يدعون هذه المراتب فيهم معناها للرافضة من بعض الوجوه , بل هذا الترتيب
والاعتداد يشبه من بعض الوجوه ترتيب الإسماعيلية والنصيرية ونحوهم في السابق
والتالي والناطق والأساس والحدّ وغير ذلك من الترتيب الذي ما أنزل الله به من
سلطان )
النجباء
, قال ابن عربي في الفتوحات المكية : ( وهم اثنا عشر نقيباً في كل زمان , لا
يزيدون ولا ينقصون , على عدد بروج الفلك الاثني عشر , كل نقيب عالم بخاصية كل برج
وبما أودع الله تعالى في مقامه من الأسرار والتأثيرات ... وأعلم أن الله تعالى قد
جعل بأيدي هؤلاء النقباء علوم الشرائع المنزلة , ولهم استخراج خبايا النفوس
وغوائلها , ومعرفة مكرهات وخداعها , وإبليس مكشوف عندهم , يعرفون منه ما لا يعرفه
من نفسه , وهم من العلم بحيث إذا رأى أحدهم وطأة شخص في الأرض علم أنها وطأة سعيد
أو شقيّ مثل العلماء بالآثار والقيافة )
وعند
النصيرية: واضحاً في السورة السادسة عشرة المسماة
سورة النقباء، وفيها: ((سر اثني عشر نقيباً، سر ثمانية وعشرين نجيباً، سر أربعين
قطباً أولهم عبد الله بن سبأ، وآخرهم محمد بن سنان الزاهري...سر عبد الله بن سبأ
نقيب النقباء، سر محمد بن سنان الزاهري نجيب النجباء، سرهم أسعدهم الله أجمعين في
أربع أقاليم الدنيا والدين بحق الحمد لله رب العالمين ويوردون 25 اسماً أولها أبو
أيوب، وآخرها عبد الله بن سبأ.
إلى
آخر هذه الخزعبلات والسور التي تحوي مثل ذلك الكفر والإجرام والتعابير الركيكة
التي لا تمت إلى العقل والمعرفة بأدنى صلة،
وأما
من أراد مقارنة هذه المراتب بالمراتب الإسماعيلية
فإن
القاضي الإسماعيلي النعمان بن محمد المغربي , ذكر فيها أصحاب المراتب العليا ,
فيقول : ( والحدود السفلية هم : الأسس , الأئمة , والحجج , والنقباء , والأجنحة )
ومثل ذلك ذكر الداعي الإسماعيلي حميد الدين الكرماني في كتابه راحة العقل 740 -739
وإبراهيم بن الحسين الحامدي 741 .
[2] - الكروبيون والروحانيون:
هذه الألفاظ أيضاً من التي استحدثها أهل الفرق ولهم فيها مذاهب منهم من قال أنهم
الملائكة الذين حول العرش فقالو: فمنهم حملة العرش ومنهم الكروبيون الذين هم حول
العرش وهم مع حملة العرش أشرف الملائكة وفي حديث أبي العالية :(( الكروبيون سادة
الملائكة )) هم المقربون ، ويقال لكل حيوانٍ وَثِيْقِ المفاصل : إنه لمُكْرَب
الخَلْق ، إذا كان شديد القُوَى . والأول أشبه
قالت
الصابئة : الروحانيون متخصصون بالهياكل
العلوية مثل زحل والمشتري والمريخ والشمس والزهرة وعطارد والقمر وهذه السيارات
كالأبدان والأشخاص بالنسبة إليها وكل ما يحدث من الموجودات ويعرض من الحوادث فكلها
مسببات هذه الأسباب وآثار هذه العلويات فيفيض على هذه العلويات من الروحانيات
تصريفات وتحريكات إلى جهات الخير والنظام ويحصل من حركاتها واتصالاتها تركيبات وتأليفات
في هذا العالم ويحدث في المركبات أحوال ومناسبات فهم الأسباب الأول والكل مسبباتها
والمسبب لا يساوي السبب والجسمانيون متشخصون بالأشخاص السفلية والمتشخص كيف يماثل
غير المتشخص ؟
وأما
الصوفية يقولون أن المقصودُ الأصليُّ من الدين لا
يعرفه إلاّ الروحانيّون منهم، هو طلب "المعرفة بالله" ومحاولة الوصول
إليه، كما هو في الديانة البوذية. ويعتقدون "أنّ الله يحلّ في أيّ صورةٍ
يختارها من صور أفراد الإنسان ليكمِّلها ويطهّرها"186 ولهم أوراد وأذكار
يردّدونها بأعداد كبيرة تُقَدَّرُ بالآلف طلبًا لتلك الغاية مع القيام بعمل
التركيز على شيء معيَّنٍ. والروحانيّون في هذه الطريقة المعروفون بـ "رجال
السلسلة". ومذهب هؤلاء أن للعالم صانعاً فاطراً حكيماً مقدساً عن سمات
الحدثان والواجب علينا معرفة العجر عن الوصول إلى جلاله.
وإنما
يتقرب إليه بالمتوسطات المقربين لديه. وهم الروحانيون المطهرون المقدسون: جوهراً،
وفعلاً، وحالة.
أما
الجوهر فهم المقدسون عن المواد الجسمانية المبرؤون عن القوى الجسدانية، المنزهون
عن الحركات المكانية، والتغيرات الزمانية، قد جبلوا على الطهارة، وفطروا على
التقديس والتسبيح، لا يعصون الله
اما
الدروز فيقسمون الناس إلى أ - الروحانيون: وهم
أهل العلم من الطائفة العالمون بأسرارهم، وينقسمون إلى: (شيوخ عقل): وهم كبار
علمائهم، و (أجاويد): وهم بمثابة طلاب العلم عند أهل السنة.
ب
- الجثمانيون: وهم عامة الطائفة المعنيون بأمور الدنيا من أمراء وعامة.
والنصيرية
عندهم رجال الدين عندهم أربع عشرة مرتبة
فيقسمون إلى قسمين:
الأول:
خمسة عشر ألف شخص يتكون منهم العالم العلوي النوراني الكبير وهم السماوات السبع
وهم: الكواكب التي تقع خارج درب التبانة وهم سبعة: الأبواب والأيتام والنقباء
والنجباء والمختصون والمخلصون والممتحنون
والقسم
الثاني: منهم تسعة عشر ألف شخص يتكون منهم, العالم النوراني الصغير هم: الأرضون
السبع مجموعة كنجوم في درب التبانة, تتخلص أرواحهم من الهياكل البشرية وتتطهر من
الأدناس بالتناسخ, ثم تلبس الهياكل النورانية وتلتحق بالنجوم السمتوية وتذهب إلى
الجنة أما مراتبهم فسبعة كذلك هي: المقربون، الكرويون، الروحانيون، المقدسيون،
التابعون، المستمعون، اللاحقون.
والنصارى
يقولون أن البابوات ، والرهبان ،
والقساوسة هم الروحانيون وهم فوق مستوى الشبهات؟!
واليهود
وعالم القبَّالاه. يقولون إن البشر الروحانيون (في المنظومة الغنوصية) يوجدون في
قمة الهرم والنفسانيون في وسطه والجسمانيون في قاعدته، والاختلافات بينهم ليست
اختلافات أخلاقية أو حتى معرفية وإنما اختلافات أنطولوجية. وفكرة الاختلاف
الأنطولوجي بين اليهود والأغيار فكرة أساسية في القبَّالاه، فالأغيار مثل
الجسمانيين والنفسانيين ليسوا بشراً، ومخطَّط الخلاص لا ينصرف إليهم.
[3] - المقصود
الشمالية.
[4] - الثالوث عندهم
(علي) (محمد) (سلمان) ومختصره (عمس) وعلي عندهم (الأب) ومحمد (الابن) وسلمان (روح
القدس)
0 التعليقات:
إرسال تعليق