سقوط
الأخوان في منظومة الطغيان(7)
رضوان محمود نموس
الملاحظات وبعض الردود
10- قال الكاتب في ص2 السطر1: هذه المسلمات وغيرها مما يتصل بذلك جعلت الجماعة وبعض أبنائها
يتخذون مواقف محددة ومسبقة وسلبية تجاه كل ما يصدر مثلا عن سوريا... إلخ.
وأقول:هل يريد الكاتب أن يكون موقفنا إيجابياً من
طائفة مرتدة عن الإسلام تؤله البشر؟!.
هل يريد الكاتب أن يكون موقفنا إيجابياً ممن يحكم
بغير ما أنزل الله ويحل المحرمات ويحرم الحلال ويتبع الأهواء؟!.
هل يريد الكاتب أن يكون موقفنا إيجابياً ممن قتل
المسلمين، وحفر الأخاديد، وسبى الحرائر، ودمر المساجد، وأحرق المصاحف؟!.
هل يريد
الكاتب أن يكون موقفنا إيجابياً ممن أصدر القانون 49 الذي يحكم بالإعدام على كل
منتسب لجماعة الإخوان المسلمين، وعند النظام الإخوان هم كل مسلم حركي سواءً كان
سلفياً أو تحريرياً أو إخوانياً أو غير ذلك؟!.
وهل يريد الكاتب أن يكون الموقف إيجابياً ممن ينشر
الكفر والفسق والعهر والخمور وممن يحارب الله ورسوله والمؤمنين. مالكم كيف
تحكمون؟!
11 - قال الكاتب في ص2 والواقع
أن كل هذه المسلمات لا بد من مراجعات عميقة لها وقبل الدخول في التفاصيل أود أن
أُذكِّرَ بمواقف سياسية لبعض فصائل الحركة الإسلامية المعاصرة....
1.
قرار جماعة الإخوان المسلمين في سوريا بحل نفسها عام 1958 رغبة في
إنجاح الوحدة مع مصر.
2.
استعداد
إخوان مصر للقتال تحت راية جمال عبد الناصر والجيش المصري وتجميد كل خلاف عندما
حدث العدوان عام 1956 وعام 1967. برغم ما فعله عبد الناصر.
3.
ما
زالت حماس في كل وقت تؤكد استعدادها للحوار مع عباس والسلطة برغم كل المواقف.
4.
وهذه
حماس الجزائر تشارك في الحكم برغم من 200 ألف شهيد.
5.
وهذه
حكومة السودان تسعى للاتفاق مع قوات قرنق والجنوب برغم كل الضحايا وبرغم معرفة من
يمد جيش الجنوب، وكذا الحال في دارفور، ولا بد من حل في النهاية.
6.
وفي
لبنان لما وصلت الأمور إلى كسر العظم واللاعودة فإذا بنا نجد الأعداء ينقلبون
أصدقاء أو متحاورين.
7.
وهذا
ميشال عون وصلت الأمور بينه وبين نظام أسد إلى القتال فأصبحوا أصدقاء.
8.
وهذا
العراق نجد إخواننا يتحالفون مع أمريكا ثم مع الشيعة ويشاركون في الحكم. (برغم ما
نقوله في الشيعة والأمريكان).
9.
وكم
سعى عدد من قيادتنا لإيجاد توافق بين نظام صدام والإسلاميين سابقاً.
10.
ونحن
عام 1980 و 1981 رضينا أن نحاور الأسد بغية الوصول إلى مصالحة معه مع ما كنا نتهمه
به وما زلنا.
11. وإذا رجعنا ودرسنا موقف
الإمام البنا وكيف كان يخاطب ملك مصر لرأينا عجباً.
12. ولا أريد هنا أن أستشهد
بصلح الحديبية ولا صلح عكا.
إنه آن لنا أن نصحح كثيراً من
المواقف، ونراجع كثيراً من المسلمات الخاطئة أو التي بنيت على فهم خاطئ.
وأقول بغض النظر عن التخليط والمغالطات التي أتى
بها الكاتب في هذه الفقرات من مثل قوله أن حمس([1]) الجزائر
قدمت 200000شهيد، فحمس لم تقدم شهيداً واحداً، وكل الذي قدمته العمالة للنظام
العسكري الحاكم بالجزائر، وهذا نحناحها الذي أفضى إلى ماقدم كان يقول: (إن مدافع
الجيش أحب إلينا من أفواه الإنقاذيين).
ثم إنني أقول إن الأصل أن يتم القياس الشرعي على نص
من كتاب أو سنة، ولا يقاس على قياس، فما بالك على أفعال رجال ليسوا من أهل
الاجتهاد، بل بعضهم من الكفار, وما ذكره الكاتب ما هو إلا مجموعة أخطاء ارتكبتها
الجماعة أو غيرها، والأولى التصحيح والعودة إلى الحق وليس التمادي في الباطل
بالقياس على هذه الأخطاء، فالقياس على السودان وقرنق ولبنان والنصارى وعلى صلح
ميشيل عون النصراني مع بشار النصيري أي علاقة لنا به لنقيس عليه؟ ومخاطبة البنا
لملك مصر لا تقاس عليه علاقة الإخوان بالنظام الطائفي في سوريا، بل هو من أبطل القياس،
ومن نظر في خطابات البنا للملك فاروق رأى فيها جرأة العالم وغيرته على دينه، فهي
خالية من التزلف، فأين هذا من استجداء النظام النصيري الخؤون؟! ثم إنَّ الكل يعلم
ما صنع فاروق الهالك بالنبا رحمه الله، علماً أن البنا رحمه الله كان مخطئاً في
تلك المخاطبات ولا تظن أنت وغيرك أن البنا كان معصوماً وأن أفعاله وأقواله من
التشريع!!.
ولقد رأى الكاتب ما جرى بين حماس وأتباع عباس،
وتطهير أرض غزة من تلك الأرجاس والأدناس التي زكمت الأنوف، وأفسدت ماء البحر على
شواطئ غزة، وهل وصل الحوار مع عباس إلى نتيجة؟ وما هي؟
ثم تقول أنك لا تريد القياس على صلح الحديبية وكأن
ذلك يسعفك.
صلح الحديبية يا ابن أخي لم يرجع فيه رسول الله ×
ليعيش تحت قيادة طواغيت قريش بل عاد إلى دولته عزيزاً منتصراً غانماً.
صلح الحديبية انتزع فيه رسول الله صلى الله عليه
وسلم حقَّا بالعمرة، ولم تنتزع منه قريش
التنازل عن المسلمات.
في صلح الحديبية بايع الصحابة رضي الله عنهم رسول
الله صلى الله عليه وسلم بيعة الرضوان على الموت ولم يتهافتوا للعودة إلى كنف
الطواغيت.
صلح الحديبية أظهر ضعف قريش وقوة الإسلام وسماه
الله (فتحاً كبيراً) ولم يتم فيه إعلان موت الإسلام وأن المسلمين لا وزن لهم.
صلح الحديبية توقيفي من الله. فلقد حبست ناقة رسول
الله صلى الله عليه وسلم فقال صلى الله عليه وسلم « مَا خَلأَتِ الْقَصْوَاءُ،
وَمَا ذَاكَ لَهَا بِخُلُقٍ، وَلَكِنْ حَبَسَهَا حَابِسُ الْفِيلِ، ثُمَّ قَالَ
وَالَّذِى نَفْسِى بِيَدِهِ لاَ يَسْأَلُونِى خُطَّةً يُعَظِّمُونَ فِيهَا
حُرُمَاتِ اللَّهِ إِلاَّ أَعْطَيْتُهُمْ إِيَّاهَا»([2]).
12 - قال الكاتب في ص2 السطر30 (وأساس التصحيح ينطلق من مبدأ عدم الخلط بين الموقف السياسي
والموقف الديني)
وأقول: فيما مر ردٌ على هذه المقولة والتي تعني
اللادينية العلمانية السافرة -وسيأتي رد آخر إن شاء الله- وإذا كان بعض الناس
يريدون التمويه والتضليل على الآخرين بتقديم مفاهيم العلمانية بغير اسمها فهذا لا
ينبغي لمن يحترم دينه، إلا أن يكون هؤلاء وبموجب خلفيتهم الصوفية الرفاعية قد
تأثروا بمفتي سوريا الصوفي النقشبندي
المدافع عن النظام الباطني (أحمد أديب حسون) حيث قال كما نقلتها إلينا القنوات
الفضائية ومواقع النت:
في محاضرة له في البرلمان الألماني
خاض مفتي سوريا أحمد حسون في قضايا شائكة
ومثيرة للجدل قلما يجرؤ رجل دين مسلم على تناولها، مثل قوله بعدم تعارض العلمانية مع
الدين وبأنه مسلم علماني.
يزور
ألمانيا حالياً مفتي سوريا الأول الدكتور أحمد بدر الدين حسون بصحبة مطران الكلدان
الكاثوليكيين أنطوان أودو... عند ولوجه إلى مبنى البرلمان الزجاجي عبر عن سعادته
لوجوده (في أحضان الديمقراطية التي تبدو شفافة هنا)، حسب تعبيره.
وتحت قبة البرلمان التقى حسون بعدد من البرلمانيين والسياسيين الألمان بحضور سفراء
بعض الدول العربية... من جانبه حرص المفتي السوري في كلمته على التأكيد على
ما اسماه (وحدة الأديان)، حيث قال: (لا نؤمن بتعدد الأديان، لأننا ننظر
إلى أن الدين واحد وأن الشرائع
متعددة). وأكد حسون على وجود القواسم المشتركة بين الديانات
السماوية وأن كلاً منها أخذت من
سابقاتها: وقال: (حينما أقرأ القرآن أقرأ فيه بعض آيات من التوراة
والإنجيل)، لذلك فهو كما يقول يصلي في الكنيسة والمعبد اليهودي مثلما
يصلي في المسجد (فالمساجد والكنائس
والكنس هي بيوت الله). ويعرج المفتي
السوري على موضوع الحضارة الإنسانية، معبرا
عن قناعته بأنه لا توجد حضارة خاصة بشعب أو بدين دون غيره، بل (هناك حضارة
إنسانية مشتركة، حسب تعبيره).
"العلمانية
ليست ضد الدين".
تطرق حسون إلى موضوع العلاقة
بين الدين والدولة، مشيراً إلى أن موضوع الخلط بين الدين والدولة بدأ قبل
نحو 100 سنة، عندما حاول بعض رجال
الدين الاستيلاء على السلطة باسم الدين، متجاهلين أن (الدين موجّه
أخلاقي للسياسة وليس حاكماً عليها). ولا يرى حسون أي تعارض بين
الدين والعلمانية، إذ قال (العلمانية
ليست ضد الدين، فهي تعطي لكل إنسان كرامته وحقوقه). ويضيف
قائلاً: (أنا مسلم علماني، ولست ضد العلم والعلمانية).
وتطرق المفتي السوري في كلمته إلى موضوع
(القتل باسم الدين)، مؤكداً بأنَّ من يدعي أنه يقتل إنساناً باسم
الدين فهو كاذب. ونفى حسون وجود (ما يسمى بالحرب المقدسة في الكتب السماوية)، مشيرا
في هذا السياق إلى أن الحروب الصليبية والفتوحات الإسلامية لم تكن من أجل
الدين، بل من أجل مصالح الملوك
والأمراء.). ([3])
وأقول أنه لا شك أن أصل الدين الذي
أنزله الله على أنبيائه كان واحداً وهو الإسلام، وأما الأديان المحرفة الموجودة
حالياً فهي إما وضعية وإما محرفة، ولا يجوز أن يطلق عليها وعلى الإسلام أنها دين
واحد، وهذه من ضلالات الصوفية المتعلمنة، ولست في صدد الرد على هذا الكافر الآن.
|
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق