سقوط الأخوان في منظومة الطغيان (12)
رضوان
محمود نموس
الملاحظات
وبعض الردود
24- يقول محمد سعيد حوى ومن ورائه الأخوان في
منشورهم ص4سطر12: ثم إن كثيرين يضخمون
الخلاف مع الشيعة، والواقع خلاف ذلك.
أقول: إن الخلاف مع الشيعة
في العقائد والأصول، كما مر وكما سيأتي، وجهل الكاتب بحقيقة هذا الأمر إن كان
جاهلاً ليس حجة على الآخرين، ومن عنده زيادة علم حجة على من لا يعلم ولوسكت الذين
لايعلمون لأراحوا واستراحوا. هذا إذا كان الأمر جهلاً أما إذا كان غير ذلك فالطامة
أعظم.
فلقد مر معنا أن الخلاف بين
السنة والشيعة هو:
أولاً: في مصادر التلقي.
فلم يلتق الشيعة مع السنة لا على قرآن ولا على سنة ولا على إجماع ولا على قياس.
ثانياً: لا يتلقي الشيعة
والسنة على نقلة القرآن والسنة إلينا: فنحن (السنة) نرى أن الناقلين من الصحابة
عدول رضي الله عنهم أجمعين وهم يرونهم كفاراً مرتدين أولاد زنا، إلا عددا محدوداً
على خلاف بينهم من ثلاث إلى عشرة.
ثالثاً: نحن نرى خصائص
الربوبية والألوهية هي لله وحده وهم يرونها لله ولأئمتهم؛ من علم الغيب وإحياء
الموتى والسيطرة التكوينية على جميع ذرات هذا الكون.
رابعاً: نحن نوقر زوجات
رسولنا صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهن ونعتقد
أنهن أمهات المؤمنين وهم يكفرونهن ويتهمون بعضهن بالزنا مع أنهم يعتقدون أن
الرسول يعلم الغيب فهل علم بزناهن وسكت على ذلك حاشاه وحاشاهن ولعنة الله على
الكافرين.
خامساً: نحن نعتقد أن
الإسلام هو الدين الخاتم وهم يعتقدون أن مهديهم عند قيامه سيحكم بدين يهود.
ولو رحت أستقصي الخلاف بيننا
فالأمر يطول ولكن أوجز فأقول الخلاف بيننا هو الخلاف بين المؤمنين والكافرين.
25 - يقول الكاتب ص4
السطر17: (السبب إذن التفسير الديني في غير محله للمواقف السياسية)
ولقد رددنا على هذه النقطة
فيما سبق.
26 - يقول الكاتب ص4 سطر 22 وما بعده: يقول عن الجماعة (فهي
تتحالف مع الحريري ومن معه وهي تعادي إسرائيل وهي تعادي سوريا وحزب الله وهم
يخالفون ويعادون إسرائيل وهي تنتقد علناً سوريا إذا فاوضت إسرائيل وهي تتحالف مع
من يقيم علاقات مع إسرائيل)
وأقول: إن الكاتب يطلق
الكلام على عواهنه دون أن يعرف معانيه ودلالته. أو أنه يغالط عن سابق إصرار وتصميم
فهل الجماعة تحالفت مع الحريري؟ وما الدليل على ذلك؟. وهل الجماعة تحالفت مع من
يقيم علاقات مع إسرائيل ومن هم؟. وهل سوريا تعادي إسرائيل؛ أم تسعى إلى التفاوض
معها في الليل والنهار, والسر والإجهار؟ حبذا لو تحلى الكاتب بالقليل من الواقعية.
ثم أريد أن أوضح للكاتب وهو
الأهم أن سلوك الجماعة سلبياً كان أم إيجابياً ليس دليلاً شرعياً حتى يقاس عليه بل
هو يحتاج إلى دليل، ولا شك أن الجماعة تخبطت كثيراً ووقعت بأخطاء كثيرة جداً، بل وبضلالات نتيجة لابتعادها عن المنهج الصحيح
في العودة إلى الكتاب والسنة، وتقديم آراء الرجال والنخر الصوفي العميق فيها
وتسنم القيادة فيها من قبل أناس لا يحملون
المؤهلات الشرعية لهذا الموقع ولا ما هو دونه، ولغياب الأمر بالمعروف والنهي عن
المنكر من داخل الجماعة خوفاً من عقاب الجماعة بقطع الأرزاق أو استعمال صلات
الجماعة مع الأنظمة وما تملك من وسائل تؤذي بها من يعترض، والمطلوب هو المراجعة
وتلافي هذه الأخطاء بالعودة إلى الكتاب والسنة في كل شأن من شؤونها وليس ارتكاب
مزيد من الأخطاء بحجة أنها أخطأت سابقاً فيصبح الخطأ مرجعية ودليلاً لخطأ آخر.
27 - يقول الكاتب في آخر
الصفحة الرابعة (إن النظام لا يريد أن يصدع رأسه بعودة الجماعة)
وأقول: إذا كان الأمر كما
يبدي كاتب الورقة فكيف يدعو الكاتب نفسه إذاً للعودة والتعاون مع النظام, والسكوت
عن كل ما يمكن أن يؤدي إلى المساس بمشاعره الرقيقة جداً, بل والثناء عليه والتحالف
معه كما سيأتي. وهو والمتهافتون معه على استرضاء النظام يعلمون أن النظام يركلهم
كلما حاولوا الاقتراب منه ولا يلتفت لكل تنازلاتهم وانبطاحاتهم وحفلات (الستربتز)
التي يقدمونها, وهم مع ذلك مستميتون في طلب وده ورجاء صلته ونظرة منه تكفيهم.
من يهن يسهل الهوان عليه ما
لجـــرح بميت إيلام
28 - يقول الكاتب ص5 سطر4 (العدو الحقيقي الجذري هو العدو
الأمريكي و الإسرائيلي ومن وقف معهما).
أقول: هذا صحيح جداً، ولكن
الكاتب متناقض في طرحه فهو يدعو إلى عداء أمريكا ومن يقف مع أمريكا ويدعو إلى
الصداقة بل التحالف مع إيران وسوريا. وإيران كانت وما زالت حليفاً أساسياً لأمريكا
في حرب أفغانستان والعراق. فكيف يطلب منا التحالف مع إيران وهي صديقة لأمريكا.
وسوريا هي التي وضعت قواتها تحت إمرة الجنرال
الأمريكي شوارسكوف في حرب أمريكا على العراق عام 1991ولو كان الكاتب صادقاً في
دعواه لطلب العمل مع القاعدة التي تشكل أعدى أعداء أمريكا، بشهادة الصديق والعدو,
وقامت بضرب أمريكا بعقر دارها، في غزوتي منهاتن والبنتاغون, ودمرت سفاراتها،
ومدمراتها البحرية وما زالت تجاهد أمريكا في أفغانستان, وباكستان, والعراق,
والصومال, وجزيرة العرب, والآن في مالي وسوريا واليمن ومناطق شتى، وتثخن فيها,
بينما إيران تنسق مع أمريكا في أفغانستان والعراق ومناطق شتى.وآخرها مؤتمر لاهاي
الذي عقد منذ أيام للتنسيق بين أمريكا وأتباعها في الحرب ضد طالبان فأي الفريقين
أحق بالنصرة والتعاون والتحالف؟!
29 - يقول الكاتب: ص5 في الفقرة الثانية (إعادة النظر في
قولنا: إن نظام أسد عميل وباطني ومنافق.... الخ).
فأما كون نظام أسد كافراً
فقد بيناه، وبينا أن تغيير الموقف في هذه النقطة هو تغيير للدين، وأما كونه عميلاً
فالدليل على ذلك قائم من أكثر من وجه، موقفه في حرب 1967، وموقفه في حرب 1973،
وضرب المخيمات الفلسطينية عام 76، و (مذبحة تل الزعتر في الفلسطينيين 1975)،
والسكوت عن مذابح صبرا وشاتيلا عام 1982، وسحب قواته لإخلاء الطريق ليهود عند
احتلالهم لبنان 1982، والسير بالركب الأمريكي عندما هاجم العراق عام 1991، بل
قبلها بضرب المدن السورية وطرابلس اللبنانية.
وأما كونه باطنياً، فلقد
بينا ذلك، وهذا لا ينتطح فيه عنزان. ومع هذا سنذكرك ببعض الحقائق:
في مقابلة لحمود الشوفي -
(درزي) سفير سوريا في الأمم المتحدة سابقاً وعضو التحالف الوطني لتحرير سوريا- مع
مجلة الوطن العربي 587-590 ابتداءً من الجمعة 13-5-1988.جاء فيها:
[س: نسمع دائما في الغرب
بأن الأسد نجح في تحقيق الاستقرار في سوريا.
ج:.... الولايات المتحدة في
تقديري أن سياستها في الشرق الأوسط أسيرة للسياسة الإسرائيلية وليس العكس،
وسياستها في المنطقة بنسبة 95بالمئة صورة طبق الأصل للمصلحة الإسرائيلية كما يراها
يمين الصهيونية. خذ مثلاً من أيام كارتر وحتى الآن نرى أمريكا تسعى في آسيا
وأفريقيا اللاتينية بشكل خاص لتشجيع التحول نحو الديمقراطية، أما في الشرق الأوسط
فإن الديمقراطية وحقوق الإنسان لا تعني لها شيئاً، لأنَّ مصلحة إسرائيل هي كذلك.
لبنان كان نظاماً ليبرالياً وسلم قياده إلى أمريكا دون تحفظ ولكن أمريكا تخلت عنه
لأن مصلحة إسرائيل أن يتحول لبنان إلى حزام طائفي.
وإذا أردنا دراسة سياسة أمريكا
نحو نظام حافظ الأسد فإن العامل الحاسم في هذا الأمر هو أين مصلحة إسرائيل؟
ومصلحتها أن تفتت سوريا ليس إلى أربع دول بل إلى عشرين دولة إذا أمكن، لأن وجع
الرأس يأتي من سوريا والتجربة العملية تؤيد ما أقوله. فعندما وجدت إسرائيل أن
مصلحتها دخول بيروت لم تكن سوريا عقبة في وجه ذلك، ولما ضمت الجولان لم يكن حافظ
الأسد عقبة في طريقها. وعندما ارتأت إسرائيل أن تكون الحدود مع سوريا هادئة لم تجد
كذلك عقبة، إن تفتيت سوريا وانحيازها لإيران وضرب التضامن العربي في حدوده الدنيا
يخدم مصلحة إسرائيل. موقف أمريكا المتعاطف مع سوريا هو امتداد لمصلحة إسرائيل
الحريصة على ضرب سوريا وقهرها على يد واحد من أبنائها.
س: ألا ترى ازدواجية في
الموقف الأمريكي بين استقبال شولتز بالأحضان في دمشق وبين إعلان أمريكا أن سوريا
متورطة بالإرهاب. ومع ذلك يجري الحديث همساً عن محاولة لعقد قمة بين ريغان والأسد.
ج:... أريد أن أروي لك هذه
القصة. في عام 1983 دعيت إلى حلقة دراسية في جامعة كولومبيا وكان الموضوع عن سوريا
وقدمت ورقة خلاصتها أن الفكرة الشائعة هي أن هناك حلفاً استراتيجياً بين أمريكا
وإسرائيل يقابله حلف آخر بين سوريا والاتحاد السوفيتي. وما أراه أن الحلف الحقيقي
قائم بين إسرائيل والنظام السوري، واستشهدت بغزو إسرائيل للبنان والموقف من منظمة
التحرير، وكان النظام السوري أشد وطأة عليها من إسرائيل، والموقف من الحرب
العراقية الإيرانية، وهو يؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة، وكان الحضور من
المعنيين بالشرق الأوسط من صحافيين وأكاديميين ودبلوماسيين، وتوقعت أن يستغربوا
التحليل، وفوجئت بأن معظم الحضور أيدوا ما ذهبت إليه.
وبعضهم أضاف إليه وعدله
باستثناء رجل واحد. قام يدافع عن الأسد وبشكل عقلاني، ويخاطب العقل الأمريكي بصورة
ذكية، وقال إن المحاضر يقصدني. وقد دافع هذا الرجل دفاعاً بليغاً عن النظام السوري
بأسلوب يتفهمه المواطن الأمريكي، وعندما انتهى قلت له معذرة فاتني أن أتذكر اسمك،
هل من الممكن أن تعيد التعريف بنفسك لي وللحاضرين، فقال أنا البروفيسور ممثل
الليكود في الولايات المتحدة. فقلت له شكراً لقد برهنت على صدق نظريتي.
س: لكن الأسلوب الذي يتبعه
النظام السوري يجلب له الدعم العربي ومنها موقفه من كامب ديفيد.
ج: أريد أن أجيبك بحادث
واقعي مع تجنب ذكر الأسماء لتلافي الإحراج. بعد أن أصبح مبارك رئيساً للجمهورية
كنت في مصر مع بعض الإخوان السياسيين السوريين، وكنا نتحدث مع مسؤول مصري كبير
جداً، وأبدى تعاطفه مع شعب سوريا دون تحفظ، وسألنا: ما هو المطلوب من مصر؟ وأجبنا:
أن تتوقف المساعدات العربية للنظام السوري، واستمهل عدة أيام، وسافر هو إلى إحدى
الدول العربية، وبقيت في القاهرة أنتظر الجواب، وعندما عاد قال لي: إن الأمريكيين
يصرون على أن تستمر المساعدات العربية لسورية.
س: السياسة السورية في
لبنان جزء مكمل لملامح النظام، ويقول البعض إن مخطط حافظ الأسد هو إنشاء سوريا
الكبرى، ويقال أيضاً إنَّ أمريكا أعطت الضوء الأخضر له اعترافاً بقوته الإقليمية.
ج: التدخل السوري في لبنان
يحتاج إلى شرح طويل، وقد عشت معاناة شخصية منذ اللحظة الأولى لهذا التدخل، وعايشت
بعض فصوله بشكل مباشر. الضوء الأخضر لم يأت من أمريكا بل من إسرائيل، وطلب التدخل
جاء من أمريكا عن طريق (مورفي) عندما كان سفيراً في دمشق. وكان الهدف القضاء على
الثورة الديمقراطية العلمانية في لبنان التي كان يقودها كمال جنبلاط لتخليص لبنان
من النظام الطائفي، وتدخل الأسد لإفشال المشروع..... والوضع الدولي سنة 1975 لم
يكن يسمح لإسرائيل بأن تتدخل عسكرياً ولا كذلك أمريكا. وكان البديل السوري جاهزاً،
وعندما طلب منه ذلك فعل بشكل فردي ودون تحضير الحزب والشعب لهذه الخطوة. لهذا جاء
التدخل مفاجأة للسوريين قبل غيرهم.... لقد تدخلت سوريا في الوقت الخطأ والمكان
الخطأ للهدف الخطأ... وللأسف فإن الدول العربية أعطت الأسد غطاء بطلب أمريكي، وهذه
معلومات وليس استنتاجات.]([1]).
معدات إلكترونية صهيونية لأسد:
نشرت صحيفة (الصنداي وورلد)
الإيرلندية خبراً مفاده أن معدات إلكترونية تستعمل الآن لأغراض التدريب في
أكاديمية (أسد) العسكرية في حلب، هي في حقيقتها من صنع إسرائيل، وليست مصنوعة في
إيرلندا. وقال كاتب الخبر: إن المعدات المذكورة شحنت من إسرائيل إلى إيرلندا حيث
تم تخزينها في مستودع العاصمة، قبل أن تجهز أوراق جديدة يعاد بموجبها شحن المعدات
إلى سوريا على أنها صناعة إيرلندية.
وقد نقل هذا الخبر مجموعة
من الصحف منها صحيفة(جويش كرونيكل) البريطانية 5/11، وصحيفة الرأي الأردنية 8/11
ومجلة الدستور الصادرة في لندن بتاريخ 15/11.([2])
ايكاردا؟؟ يهود غربي حلب!!
في قرية (تل حديا) من
محافظة حلب. تمارس شركة (ايكاردا) نشاطات وأبحاثا زراعية تتعلق بتنمية المردود في
المحاصيل الزراعية. وقد منحها النظام السوري 950 هكتاراً من الأراضي لتمارس فيها
نشاطاتها، ومنها أبحاث حول الأراضي الجافة وطرق الاستفادة منها.
وشركة ايكاردا هذه تضم
خبراء يهود!!، وتستعمل أدوات متنوعة رسم عليها نجمة داود وشعار الصهاينة، بل إن
عطلتها الأسبوعية في يوم السبت وليس يوم الجمعة عطلة البلاد الرسمية، وقد اغتصبت
السلطة الباغية أملاك المزارعين هناك وسلمتها للشركة دون تعويضات مجزية، وأصبح
أصحاب الأراضي أجراء عند الشركة.
أما أراضي قريتي (تل حديا،
البويبية) حيث تقيم الشركة منشآتها وأبحاثها فهي أراضٍ خصبة، وكانت تعطي مردوداً
إنتاجياً عالياً يستفيد منه المزارعون، ولكنها أعطيت للشركة على أنها أراض قاحلة!
فوق أن الشركة مشكوك بإدارتها..
بقي أن نذكر أن المشرف على
الشركة في سوريا سابقاً هو (علي عابد العلي)، وقد أثيرت حوله شبهات كثيرة على أنه
عنصر ارتباط مع المخابرات المركزية الأمريكية وقتل عام 1979.([3])
التوجه نحو أمريكا:
مع أن (التنسيق) على الأقل هو سمة العلاقة بين أسد
وأمريكا فإن الصحف العربية تبدو مستغربة لهذا التوجه الواضح نحو أمريكا من قبل
النظام السوري. فالصحف العربية تنقل عن وزير الخارجية البريطاني الذي زار دمشق
مؤخراً، أن سوريا ترغب في التفاوض حول السلام على أساس مشروع السلام العربي الذي
أقر في فاس ولكن دمشق مترددة في التفاوض مباشرة مع إسرائيل، وقال الوزير
البريطاني: إنَّ أسداً يعترف بأن المبادرة الأمريكية تمثل موقفاً أكثر قبولاً من
السياسة الأمريكية سابقاً، وأنها تحوي نقاطاً جيدة كثيرة، أما الدهشة التي ذكرناها
فهي ما تعبر عنها صحيفة القبس الكويتية 6-11 حين تقول: في محضر جلسة طويلة مع شخصية
سورية كبيرة يلمس المراقب لدى تلاوة التفاصيل استعداداً سورياً يفوق التصور
للتعاون مع أمريكا والتوجه الذي يفوق حد التصور يدفع الخدام عبد الحليم إلى لقاءات
منفردة مع وزير الخارجية الأمريكي جورج شولتز ويبدو أن الخدام كما تقول الشرق
الأوسط 31-10 قد سمع من جورج شولتز ما يرضيه لأن الخدام يتخوف من أن يبقى النظام
السوري على الهامش في مفاوضات لحل أزمة المنطقة، وهكذا لا يمانع أسد من أن توسع
القوات الأمريكية في لبنان حتى الحدود مع سوريا...!! فقد نقلت الوطن الكويتية 6-11
عن متحدث باسم الخارجية الأمريكية أن: من المحتمل مستقبلا أن تقوم وحدات من مشاة
البحرية الأمريكية في لبنان بدوريات على الطريق الرئيسية بين بيروت ودمشق حتى
بداية تواجد القوات السورية.
ولقد جاء في مجلة النذير
العدد 52 ص 42: نقلاً عن صحيفة البيرق اللبنانية أن حكمت الشهابي رئيس هيئة
الأركان الجيش السوري قام في الآونة الأخيرة بزيارة سرية للولايات المتحدة، وبحث
عدة مواضيع كان من بينها انسحاب القوات السورية من لبنان.([4])
العلاقات السورية الأمريكية
بعد
سبع سنوات من قطع العلاقات السورية الأمريكية أعاد حافظ أسد هذه العلاقات بتاريخ
16 حزيران 1974، ومنذ ذلك التاريخ تتلاحق
اتفاقيات القروض والمساعدات الأمريكية والمعاهدات الثقافية والاقتصادية، وإذا كانت
الاتفاقات الثقافية والقروض بين دولة كبيرة وأخرى صغيرة تنطوي على مخاطر، وخصوصاً
إذا كانت الدولة الكبيرة مثل أمريكا، الدولة المعروفة بالظلم والعدوان والتجبر
لصالح دولة العدو اليهودي، وإذا كانت الدولة الصغيرة مثل سوريا التي يحكمها حافظ
أسد في غياب الشعب وبالحديد والنار، إذا كان هذا شأن اتفاقيات القروض والمعاهدات
الثقافية والاقتصادية فما حال الاتفاقيات المخصصة بالمساعدات والمنح الأمريكية؟؟
وهل من دولة على وجه الأرض وفي هذا العصر
تقدم المساعدات والمنح بلا مقابل؟؟ سوف نرى بعد قليل طرفاً من الأهداف الأمريكية
من وراء المساعدات والمنح التي لم تنقطع عن النظام السوري منذ إعادة العلاقات، حتى
أصبح لهذا النظام مخصصات ثابتة في ميزانية المساعدات الأمريكية السنوية تقدر
بتسعين مليون دولار عدا عن التعديلات الطارئة والهبات أو المنح السرية، أما
اتفاقيات المساعدات التي أعلن عنها فيمكن إجمالها كما يلي:
25
مليون دولار في شباط 1975، 80 مليون دولار في تموز 1976، 51 مليون دولار في آذار
1977، 22.5 مليون دولار في نيسان 1977، 90 مليون دولار في حزيران 1977. إضافة إلى
اتفاقيات المنح السابقة.
ولكي
نقف على أهداف أمريكا من وراء هذه المساعدات والمنح نتأمل نصوص بعض الاتفاقيات
والظروف والملابسات التي أحاطت بها، ثم نسمع إلى الحجج والدفوع التي تقدم بها
المسؤولون الأمريكيون المتعاقبون أمام الكونجرس الأمريكي، أو للصحافة تسويغاً لهذه
المساعدات. ففي الاتفاقية التي وقعها الطرفان في 4 آذار 1977 نَصَّ على تحديد
السلع الزراعية السورية لعام 1977، أي: على التحكم الأمريكي بالمواد الزراعية
والسياسة الزراعية السورية. وبتاريخ 1 تموز 1977 كشفت الصحيفة الفرنسية (كوريه
دبلوماتيك) عن هدفين لهذه المساعدات:
أحدهما:
معالجة العجز الاقتصادي الذي تعاني منه حكومة النظام، والثاني فتح أبواب الاقتصاد
السوري أمام الرساميل الأجنبية والأمريكية منها بشكل خاص.
وفي
أيلول 1976 أعطت الحكومة السورية تسهيلات استثنائية للأموال الأمريكية المستثمرة
بعد الزيارة التي قام بها إدوار فيتر (نائب وزير التجارة الأمريكية) لدمشق وتوقيعه
اتفاقية ضمان الأموال الأمريكية المستثمرة في سورية.
وما
هو أخطر من ذلك كله المواقف السياسية التي تعهد بها أسد لقادة أمريكا مقابل هذه
المساعدات والمنح السخية.
ففي
20 مارس 1977 عندما حاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ والنواب الأمريكي تخفيض المساعدة
للنظام السوري، رفض التخفيض بعد أن أشار المسؤول الأمريكي إلى المواقف الإيجابية
لنظام أسد وتأييد سوريا قرارات الأمم المتحدة التي تنص على حق إسرائيل في الوجود،
كما أنها، أي: سوريا تواصل تأييد تسوية شاملة في الشرق الأوسط. وفي 28 آب 1978 صرح
الناطق الرسمي بلسان الخارجية الأمريكية بقوله: إن الولايات المتحدة تعتقد
اعتقاداً راسخاً بوجوب توفير برنامج أمريكي لمساعدة سوريا وتعزيز الدعم الأمني
لها، وأضاف بأنها تلعب دوراً مهماً في الشرق الأوسط، وأن علاقتنا معها هي جزء من
سياستنا حيال الشرق الأوسط. ومثل هذا الكلام قاله موريس داريبر مساعد وزير
الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي في 12/2/1980 حيث قال إن منهج المساعدات
الاقتصادية المطروح على سورية يعكس تقديراً لاهتماماتنا الإقليمية طويلة الأمد،
والرغبة في إقامة علاقات بناءة وناضجة مع هذا البلد العربي المهم، واعترف بأن
المساعدات لم يستخدمها النظام في رفاهة الشعب السوري، ثم يقول: (إن سوريا بلد مهم
من الناحية الإستراتيجية والتعاون معها مهم جدا، فلسورية تأثير يتعدى حدودها)([5]).
وجاء
في مجلة النذير العدد56 ص 36:
الاتصالات
الأمريكية السورية متواصلة، واللقاء الذي تم بين مسؤول سوري (محمود الزعبي
وكيسنجر) يقصد منه كما تقول مصادر أمريكية
ترتيب لقاء بين أسد وريغن على غرار لقاء أسد كارتر عام 77، وتنقل صحيفة
البيان الظبيانية 6/4/1983 عن السفير الأمريكي السابق (تالكون سيلي) دعوته أمريكا
للاهتمام بأسد حين قال: (على أمريكا التوجه بصورة أكبر نحو أسد لأنه يعيش هاجس
إغفاله من عملية السلام في المنطقة، وسيسعى بكل الوسائل لأن يكون حاضراً في عمليات
السلام هذه)([6]).
وجاء
في النذير العدد 58 ص 18:
نقلت
وكالة الأنباء السورية الرسمية عن عبد الرؤوف الكسم رئيس وزراء أسد قوله لصحفي
فرنسي: إن سوريا لا تريد الحرب مع إسرائيل ومن جهة أخرى فقد أكد إسحاق شامير وزير
خارجية الصهاينة أن إسرائيل ستبذل كل ما في وسعها لتجنب حرب مع سورية.
سفير
أسد في واشنطن رفيق جويجاتي أكد أيضاً أن نظام أسد لا ينوي محاربة إسرائيل، ونقلت
وكالة يونايتد برس 18/6 عن جويجاتي قوله: نحن لا نخطط لحرب إسرائيل([7]).
وجاء
في النذير العدد 58 ص 25:
لقد
أصبح واضحاً ومألوفاً أنه كلما ازدادت الحملات الإعلامية السورية كان في الساحة
أمور يعدها النظام السوري للاقتراب من أمريكا أكثر فأكثر. وقد كتبت الصحف والمجلات
العربية أكثر من تحليل عن علاقة أسد بأمريكا أبرزها ذلك المقال المنشور في مجلة
النهار العربي والدولي بتاريخ 6/6 تحت عنوان ما سر العلاقة الغامضة بين واشنطن
ودمشق، وجاء فيه:
لقد
نصح السادات مرة كارتر بالتخلص من نظام أسد، فكان جواب كارتر: أسد صديق لأمريكا
وهو يقوم بدور مفيد وفعال.
كانت
الحكومة اللبنانية كلما تضايقت من الموقف السوري وشكت ذلك لأمريكا أتاها الجواب
النصيحة (بأن يظل اللبنان على تفاهم مع سوريا ولا يجعل العلاقات بينهما تسوء).
استوقف
الحكومة اللبنانية تصريح لكارتر أدلى به بعد قصف عنيف للمناطق الشرقية المسيحية من
بيروت من قبل السوريين، وجاء فيه: إن لسورية دوراً بناءً ومفيداً في لبنان
والمنطقة.
ظل
وزير الخارجة اللبنانية فؤاد بطرس ست سنوات في الحكم دون أن يعرف حقيقة السياسة
الأمريكية تجاه أسد!! وكان الجواب الأمريكي الجاهز له إن سياسة أمريكا تجاه أسد هي
قيد الدرس.
وعن
علاقة أسد بأمريكا كتبت مجلة الحوادث اللبنانية 17/6 تقول في معلومات لمسؤولين
لبنانيين أن الخارجية الأمريكية تتجه نحو إيفاد أحد مساعدي وزير الخارجية
الأمريكية إلى دمشق لمتابعة الحوار السوري الأمريكي بعيداً عن الأضواء([8]).
وجاء
في النذير العدد 59 ص 10:
كشف
السيد عبد الرحيم أحمد عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الستار عن
خيانة أسد في أثناء غزو لبنان حيث ذكر أن أسداً قد قال في مؤتمر القمة العربي
الأخير: (لقد أبلغني الإسرائيليون بأن هذا الغزو لمسافة 45 كم فقط)، وهذا يفسر
سكوته أثناء عملية الغزو والحصار. نقلا عن مجلة الدستور 2/8/1983([9]).
وجاء
في النذير العدد 59 ص 14:
أعرب
البيت الأبيض في بيان له 21/7/1983 عن شكره وامتنانه لحافظ أسد
وأخيه رفعت قائد سرايا الدفاع على جهودهما الإنسانية التي أدت إلى إطلاق سراح
دافيد دودج نائب رئيس الجامعة الأمريكية، وكان دودج قد اختطف قبل عام تقريباً من
داخل الجامعة الأمريكية في بيروت.
وذكرت جريدة القبس 29/6/1983
أن قيادة المقاومة تلقت تقارير من بعثتها في نيويورك تفيد بأن سفارة أمريكا بدمشق
أبلغت وزارة خارجية أسد أنها تأمل بتوصل النظام الأسدي إلى السيطرة على قوات منظمة
التحرير مما يحسن من وضع سورية خلال أية مفاوضات مقبلة مع العدو الصهيوني([10]).
وجاء في النذير العدد 60 ص
16:
قالت مجلة النهار العربي
والدولي 7/8 أن الوفد اللبناني الذي زار أمريكا مؤخراً لمس خلال زيارته أن أمريكا
كانت تنظر بعين الرضا إلى أسد على الرغم من الحملات الإعلامية ضدها كما لمس الوفد
أنه كانت هناك اتصالات سرية بين واشنطن وأسد على أساس أن أمريكا ليس لديها ما يمنع
من أن يعطى أسد حجما ما في المنطقة.
طلب وزير الخارجية الأمريكي
جورج شولتز من حكومته الموافقة حالاً على منح النظام السوري 130 مليون دولار من
التسهيلات لتصدير مواد زراعية لدمشق. نقلا عن الدستور 7/3/1983.
وقال الصحفي الفرنسي سيرج
جولي رئيس تحرير صحيفة (ليبراسيون) الفرنسية أن حافظ أسد كان مدعوماً في سياسته من
الأمريكيين والروس على حد سواء([11]).
وجاء
في النذير العدد 74 ص 25:
وجاء في مقابلة أجرتها مجلة (ليبراسيون) الفرنسية مع الصحفي
الإسرائيلي إيهي دياري ونشرت بتاريخ 13/9/1984 أن دهشته كانت كبيرة عندما اكتشف أن
عملاء أسد الذين يقودون القوات السورية في لبنان كانوا على استعداد تام للتعامل مع
الإسرائيليين خلال الغزو الإسرائيلي للبنان، وذلك شريطة أن لا تهاجم قواتهم من قبل
إسرائيل، وأضاف: لقد عثرنا بين الوثائق التي غنمها الجيش الإسرائيلي من منظمة التحرير
على إحدى الوثائق المتبادلة بين حافظ أسد وياسر عرفات، قال فيها أسد لعرفات: (تصرف
وحدك).
ونشرت جريدة لوكوتيديان الباريسية بتاريخ 18/9/1984 مقالاً
لمراسلها في إسرائيل هنري بينغول يؤكد فيه أن هنالك مباحثات غير مباشرة بين
إسرائيل وسورية بواسطة أمريكا.
أما
مجلة إفريقيا وآسيا فقد كتبت تحت عنوان المؤامرة السورية مستمرة في عددها الصادر
في تشرين أول 1984 تقول: لم يتوقف الرئيس السوري حافظ أسد لحظة واحدة عن بذل كل ما
في وسعه لإعاقة اجتماع المجلس الوطني الفلسطيني الذي كان من المقرر انعقاده في
الجزائر في أواخر سبتمبر([12]).
وجاء
في النذير العدد 76 ص 23:
تحت
عنوان هذا ما قاله أبو عمار بتاريخ 3/12/1984
كتبت
مجلة الطليعة العربية ما يلي: في الجلسة المسائية للجنة السياسية يوم 28/11 جاء
أبو عمار وتحدث طويلاً بعد أن تحولت الجلسة إلى جلسة مغلقة، تحدث عن حرب لبنان عام
1982 وعن تواطئ النظام السوري في تلك الحرب، تحدث بالأرقام والتواريخ مستشهداً بما
في ملفه من وثائق وبمن كان يحضر الجلسة من قادة المقاومة وقادة حركة فتح، عن قيام
نظام دمشق بسحب صواريخ سام 7 ومدافع شيلكا و37 ملم المضادة للطائرات التي كانت
منصوبة لحماية المخيمات قبيل الهجوم الصهيوني بأيام، وبعد عودة وفد من حركة فتح
كان قد وقع اتفاقاً استراتيجياً مع حكام سورية، وكذلك تحدث عن سحب الدبابات
السورية من محور جزين صيدا قبل فترة وجيزة جداً من الغزو، مع أن حكام دمشق كانوا
قد وعدوا بتعزيز هذا المحور بلواء مدرع إضافة إلى كتيبة مدفعية وكتيبة صواريخ،
واستشهد بذلك بما جاء على لسان القائد الصهيوني الذي قاد قواته في هذا المحور
باتجاه صيدا ونشر في كتاب (أحاديث الغزاة) كيف أن هذه القوات فوجئت بدبابة سورية
تطلق مدافعها عليها في مدخل جزين مما اضطر القائد الصهيوني إلى الاتصال بقيادته
ليقول لها: أن دبابة سورية تطلق علينا نيرانها وهذا عكس ما أخبرتموني به، فأجابت
القيادة قف مكانك وسوف نعالج الأمر.
وبعد
نصف ساعة استدارت الدبابة السورية ومضت، فتقدمت القوات الصهيونية إلى صيدا دونما مقاومة، وتحدث أبو عمار عن الحصار وعن
الرسائل التي أرسلها إلى حافظ أسد ولم يتلق عليها إجابات. وعن الخروج إلى أثينا
وتسرب الآخرين إلى دمشق بعد أن تسلموا دعوات للذهاب إليها لم يعرف بها أبو عمار
إلا بعد أن وصل اليونان، وتحدث كذلك عن مصادرة السلاح الصيني الذي أرسل إليه وهو
محاصر عن طريق دمشق وبيعه إلى إيران([13]).
وهنا
لابد من سؤال: وهو هل جميع هذه المصادر كاذبة خائنة مضللة بما فيها جماعة (الإخوان
المسلمون) وصحيفتهم النذير أم أن الكاتب جاهل مضلل؟! أم أنَّ له غرض ما لا يتجرأ
على البوح به؟ أم أنه أصبح متاعاً يباع ويشرى؟ لا أدري، ولكنَّ الذي أدريه
بالتأكيد أن هناك خللاً فظيعاً في هذا الأمر.
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق