موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الثلاثاء، 29 يناير 2013

أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (100)


أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (100)
وسعد زغلول عينه عمارة رائداً للصحوة
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن سعد زغلول الذي عينه عمارة رائداً للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر:  (الجزيرة نت) 3/11/2010
تابع سعد زغلول
خامساً: سعد وجهوده في إعلان السفور:
من المعلوم أن سعداً انتسب إلى الماسونية عن طريق جمال الدين ومحمد عبده. وعند هلاكه قامت مجلة المصور في عددها الخاص الصادر في 23 ديسمبر 1927م بنشر صورة الجنازة تحت عنوان (الأمة والحكومة تشيعان الفقيد العظيم). وتحت الصورة مباشرة كتبت العبارة التالية (وفد البنائين الأحرار الماسون في تشييع جنازة الزعيم الكبير وكان رحمه الله قطباً من أقطاب الماسونية).
وكان قبل ذلك قد نشرت جريدة المقطم في عددها الصادر يوم الجمعة 26 أغسطس في الصفحة الأولى العبارة التالية: (حداد الماسونية على فقيد البلاد الأعظم... فقدت الماسونية المصرية بفقد سعد العظيم الخالد عضداً كبيراً وفضلاً كثيراً وذخراً وفيراً كانت تعتز بفضله وستقام حفلة جناز ماسونية للفقيد الأعظم يعلن موعدها فيما بعد).
ومعلوم أن من أهم أهداف الماسونية محاربة الدين والأخلاق بكل الوسائل. وأهم الوسائل لديهم في تحقيق ذلك النساء بالعمل على إخراجهن من عفتهن وحجابهن ليصبحن وسائل غواية بأيدي الشيطان.
من هذا المنطلق كان من أبرز أهداف الماسونية المصرية العمل على سفور المرأة، وتدمير حصنها الأخلاقي بنزع حجابها. وقد شارك في هذه المهمة الماسونية عدد من أقطابها أبرزهم سعد زغلول.
وقد بدأت القصة مع قاسم أمين:
فقد انضم قاسم أمين (1865- 1908م) إلى المجموعة [ التي كانت تحيط بجمال الدين الأفغاني حيث التقى بمحمد عبده وسعد زغلول وفتحي زغلول وعبد الله النديم وأديب إسحق وغيرهم ]([1]). وسافر قاسم أمين لتلقي العلم في فرنسا وهناك [ التقى في فرنسا بالأفغاني ومحمد عبده وانضم إلى جمعية العروة الوثقى واتخذه محمد عبده مترجماً له ]([2]).
وفي فرنسا قرأ قاسم أمين كتاب " داركير " الذي هاجم فيه الإسلام، والمرأة المسلمة والحجاب. وحاول قاسم أمين أن يدافع عن الإسلام دفاع المنهزمين فقال:
[ إن الإسلام دين خلقي لا يقل عن المجوسية ولا عن المسيحية، وإن روح القرآن لا تختلف عن الروح الإنجيلية ]([3]).
[ واستنكر قاسم أمين في كتابه " المصريون " خطة بعض السيدات المصريات اللاتي يتشبهن بالأوربيات فاقتنص بعض خصومه الفرصة ووشوا به إلى الأميرة نازلي بأن قاسماً إنما يعنيها هي بهذا التعريض بذم المصريات اللائي يقلدن الإفرنجيات ويسرن سيرتهن لأنه لم يكن في نساء مصر آنذاك من يتشبه بالأوربيات غيرها ]([4]).
[ فقد كانت الوحيدة التي تختلط بالرجال وتجالسهم في صالونها الذي افتتحته آنذاك ليكون مركزاً تبث منه الدعوة إلى التغريب عامة وإلى تحرير المرأة خاصة، وكان من رواد " الصالون الماسوني التخريبي الإباحي اللا أخلاقي " هذا سعد زغلول والشيخ محمد عبده واللقاني ومحمد بيرم وغيرهم، وكانت نازلي تؤيد هؤلاء في قصر الدوبارة وهو مقر المندوب السامي الإنجليزي وتسعى لترقيتهم وهم يعتمدون عليها في كل أمر. وكانت الأميرة نازلي قد افتتحت صالونها إثر عودتها إلى مصر بعد الاحتلال وبعد أن قويت روابطها مع اللورد كرومر واتخذت من المعتمد البريطاني أداة لحماية رواد هذه الدعوة وتعبئتهم لتوجيه هذه الحركة ]([5]).
وعوداً على ما كتبه قاسم أمين وفعل المحرضين. فغضبت نازلي مما فعله قاسم, وقالت للشيخ محمد عبده قولاً شديداً, بعد أن هددت وتوعدت وأبرقت وأرعدت, وأوعزت إلى جريدة المقطم لسان الإنجليز بالرد على قاسم أمين بست مقالات, تعقبت فيها آراء قاسم أمين في كتابه, ولكن سعد زغلول ومحمد عبده توسطا لدى ال.... نازلي, وأحضرا قاسم أمين معتذراً متأسفاً خاضعاً مقبلا الأرض جاهزاً لتنفيذ ما يلقى إليه، ثم اتفق سعد زغلول ومحمد عبده على أن يقوم قاسم أمين بنشر كتاب يرد به على نفسه,  فكتب قاسم أمين كتابه " تحرير المرأة " ذكر فيه نفس أفكار "داركير" الذي ردَّ عليه سابقاً بحذف فقرة واحدة, وهي زواج المسلمات من الأقباط.
وعندما كتب قاسم أمين كتابه هذا ثارت عليه ثائرة الشعب ناهيك عن العلماء، فما كان من سعد زغلول إلا أن قدم له الحماية ووقف إلى جانبه في ضلاله.
قال الصحفي مصطفى أمين:[ كان قاسم أمين لا يفترق عن سعد زغلول، وكان قاسم أمين هو الذي توسط في زواج سعد زغلول بصفية. وكان سعد زغلول هو الذي وقف إلى جوار قاسم أمين عندما أصدر كتاب " تحرير المرأة " وهوجم بعنف وضراوة ومنع من دخول قصر الخديوي بدعوى أنه يدعو إلى الإباحية، وأقفل الناس في وجهه، وذهب عدد من الشبان المتحمسين إلى بيته في شارع الهرم واقتحموا بيته وطالبوا قاسم أمين أن يسمح لهم بأن يجتمعوا بزوجته على انفراد تطبيقاً لدعوته إلى سفور المرأة.

عندما أقفل كبار المصريين في وجه قاسم أمين بيوتهم فتح سعد له بيته، ودعاه هو وزوجته ليتناول الغداء والعشاء على مائدته ومائدة صفية زغلول وأصر أن يخرج في عربته مع قاسم أمين ويطوف شوارع العاصمة متحدياً للأصدقاء الذين نصحوه بأن لا يظهر مع قاسم أمين في مكان عام وإلا ضربه الناس بالطوب.
وعندما وضع قاسم أمين كتابه الثاني " المرأة الجديدة " متحدياً العاصفة ومطالباً بأن تحضر المرأة مجالس الرجال وتمارس الأعمال الحرة أهدى كتابه الجديد إلى سعد زغلول صديقه الحميم ونصيره الأول ]([6]).
وقال عباس محمود العقاد:[ وكان -أي سعد زغلول- رجلاً له رأي في المرأة وفيما ينبغي أن تكون عليه شريكة الحياة يخالف رأي السواد الغالب في تلك الأوقات، وفي جميع الأوقات، وحسبه من ذلك أنه هو الذي أعان قاسم أمين زميله وصديقه الحميم على إظهار كتابه "تحرير المرأة" وتشجيعه على احتمال ما لقي في سبيله من سخط وعناء ]([7]).
ويوضح الدكتور السيد أحمد فرج [ أنه ما كان لقاسم أمين أن يعلن هذه الآراء لولا تدعيم محمد عبده وسعد زغلول له, فبدأ قاسم أمين يكتب في تحرير المرأة في نهاية القرن التاسع عشر, وأصدر كتابه "تحرير المرأة" 1898م, وهو العام نفسه الذي أصدر فيه السيد محمد رشيد رضا مجلة المنار, وفي هذا العام هاجم الإسلاميون قاسم أمين وكتابه، ولم يدافع عنه منهم إلا أكبر تلاميذ الإمام الشيخ رشيد رضا في مجلته.. ويؤيد هذا الرأي القاضي عبد الحليم الجندي الكاتب الإسلامي المعاصر فيرى أن الإمام وفي جواره سعد زغلول وقاسم أمين اللذان ضمنا حياة الفكرة من بعده.
يقول الجندي: (ولاجرم أن آراء قاسم أمين وكتاباته وموافقة سعد زغلول ترعرعت في رحاب منتدى الأميرة نازلي)([8]).
والرأي أنه لم يكن في استطاعة قاسم أمين أن يبرز بنفسه بهذه الآراء الجريئة في ذلك العصر لولا تعضيد الإمام محمد عبده وأحد تلاميذه الذي صار زعيماً للأمة سعد زغلول باشا ]([9]).
وهلك قاسم أمين حاملاً أوزاره وأوزار من سار على نهجه في الضلال، ولكن راية الضلال لم تسقط فتلقفها صديقه الحميم "سعد باشا زغلول", وعندما كان وزيراً للمعارف بدأ الاختلاط بين الشباب والشابات في الجامعة, وفي تلك الفترة [ أراد مجموعة من النساء المصريات في القاهرة أن يجتمعن به -أي بوزير التعليم سعد باشا زغلول- لأمر من الأمور فدخل عليهن وبهت إذ فوجئ بأنهن يسدلن الحجاب على وجوههن فرفض الدخول والاجتماع بهن إلا أن يكشفن وجوههن فأبين ذلك، ولم يحصل الاجتماع ]([10]).
ولما قامت ثورة 1919م, وكان من أعضاء الوفد علي شعراوي وسعد زغلول. قامت نساء الذوات بمظاهرة بقيادة صفية زغلول هانم وهدى شعراوي هانم, وطبلت لها الصحافة, وقال حافظ إبراهيم أبياته المعروفة:
خرج الغواني يحتججن
وأخذن يجتزن الطريق 
يمشين في كنف الوقار 

ورحتُ أرقبُ جمعَهنَّهْ
ودار سعد قصدهنَّه
وقد أبنَّ شعورهنَّهْ

  [ ثم شكلت لجنة النساء الوفديات واجتمعن برئاسة هدى شعراوي في الكنيسة المرقصية الكبرى يوم 8 يناير 1920م ]([11]).
إن ثورة 1919م لم يشترك فيها سعد حقيقة؛ بل كان وقتها في منتجع سياحي أعده له الإنجليز في مالطة, ثم جيرت له هذه الثورة ليصبح بطلاً, وينفذ ما لا يستطيعه إلا الأبطال على غرار بطولة أتاتورك.
 يقول الشيخ محمد قطب:[ كان التحول هائلا في الحقيقة..ولكنه تم ! وتم في يسر عجيب لا بد لنا من دراسة أسبابه.
كانت اللعبة التي لعبها الإنجليز في مصر -وكررها الفرنسيون بعد ذلك مع "بن بيلا " في الجزائر- هي نفي "الزعيم" -بعد الاطمئنان إلى تحوله عن الروح الإسلامية والمنطلق الإسلامي- ثم إعادته بعد فترة من الوقت ليصبح "معبود الجماهير"([12])... تحول سعد في حس الجماهير إلى أسطورة..ولئن كانت براعته الخطابية من قبل قد جمعت حوله الجماهير إلى حد الهوس, فإن نفيه ثم إعادته قد ضاعف هوس الجماهير إلى الحد الذي تعبر عنه صحافة ذلك الوقت بالعبادة !
أصبح ما يقوله سعد هو الحق مهما كان مخالفاً للحق ! وأصبح ما يفعله سعد هو الصواب, أو أصبح على الأقل مسكوتاً عنه ولو كان أبشع الأفاعيل ! كان سعد يقامر -كما أقر في مذكراته- ويغرق في لعب القمار حتى يخسر أمواله, وأعداؤه السياسيون يكشفون للجماهير ذلك, فتبتلع الجماهير ذلك وتزداد تعصباً لسعد كلما أوغل أعداؤه السياسيون في النيل منه ! وكان يفطر في رمضان, ويشرب الخمر -حتى في رمضان.. فيعتذر عنه المعتذرون بأنه ضعيف لا يقوى بدنه على الصيام- فهو من أهل الأعذار- وأن الطبيب قد نصحه بأخذ جرعات من الخمر بين الحين والحين لإصلاح معدته([13]) فتبتلع الجماهير ذلك وتزداد تعصباً له !!... وفي النهاية لم تعد القضية عند الجماهير هي قضية الوطن.. بل أصبحت القضية هي قضية سعد زغلول ! ]([14]).
لقد كان سعد في باريس ينتقل بين حسناوات أوربا كديك ورقي وبصحبته صفية هانم، ولما رجع الوفد وخرج الشعب للقائه [ وعلى ظهر الباخرة التي نقلتهما إلى الإسكندرية وجد سعد البحر وقد امتلأ بألوف المخدوعين والمغفلين والرعاع والماسون وجماعة المؤامرة يستقبلونه بالقوارب وقال سعد لصفية: ارفعي الحجاب، وتدخل "علي الشمسي" و "واصف بطرس"!  من أعضاء الوفد وعارضا في ذلك -حتى هذا الصليبي عارض- فقال سعد زغلول: المرأة خرجت إلى الثورة بالبرقع ومن حقها أن ترفع الحجاب اليوم. ورفعت صفية زغلول الحجاب... وهيئ الجو في الإسكندرية لاستقبال سعد وأعد سرادق كبير للرجال وآخر للنساء المحجبات وأقيمت الزينات في كل مكان، ونزل سعد من الباخرة وعلى استقبال حافل وهتافات أخذ طريقه إلى سرادق النساء دون سرادق الرجال فلما دخل على النساء المحجبات استقبلته هدى شعراوي بحجابها فمد يده فنزع الحجاب عن وجهها تبعاً لخطة مرتبة وهو يضحك، فصفقت هدى وصفقت النساء لهذا الهتك المشين ونزعن الحجاب ومن ذلك الوقت أسفرت المرأة المصرية استجابة لرجل الوطنية سعد وأصبح الحجاب نشازاً في حياة المسلمة المصرية. لقد فعل سعد بيده ما دعا إليه اليهودي القديم ([15]) بلسانه فكلفه دمه، أما سعد... ]([16])
ويستنكر الشيخ مصطفى صبري رحمه الله هذه الجريمة التاريخية البشعة قائلاً:
[ وكأني بعلماء الدين الذين سكتوا عن وقوع الحادث احتراماً لسعد أو انتقده عليه قليل منهم من غير تصريح باسمه كما هو المعتاد عند علماء مصر في النقد ولكن النهي عن المنكر ليس بجهاد مع الهواء، ولكن الحق وخاطر الإسلام أكبر من سعد وألف سعد وإني تذكرت هنا سعداً t وقول النبي صلى الله عليه وسلم فيه: أتعجبون من غيرة سعد؟ والله لأنا أغير منه والله أغير مني ]([17]).
لقد حقق سعد أحلام قاسم أمين عندما قال: [ إن آراءه في المرأة لن تأخذ شكلها العملي إلا على يد سعد زغلول ]([18]).
[ وفي هذه الفترة التي قدر لسعد زغلول أن يقرر فيها تاريخ مصر. قطعت مسألة تحرير المرأة شوطاً لم يكن ليتحقق لها بدونه ومن ثم فقد بز دوره دور الشيخ محمد عبده وقاسم أمين ذلك لأن سعد زغلول كما يقول محمد رشيد رضا في مجلة المنار"28/711-712" :" دخل في أطوار التفرنج في معيشته وأفكاره الاجتماعية، وغلبت نزعة المصرية عنده على فكر الجامعة الإسلامية، ولم يعد يذهب إلى المساجد وهو خريج الأزهر إلا في مناسبات الاحتفالات الرسمية في عهد وزارته وبعض صلوات الجمعة في زمن زعامته، وأنكر عليه أهل الدين أموراً منها عمله في تجرئة النساء على السفور المتجاوز للحد الشرعي حتى لقد بدا للعيان أنه لو كان الأمر بيد سعد زغلول لحول مصر إلى تركيا كمالية أخرى، ولكن حال دون ذلك نزوع المصريين الفطري إلى التدين والتمسك بعرى الدين وخوف سعد -إذا تمادى في تحدي مشاعر الناس الدينية- أن يفقد شعبيته، واحترام البسطاء ".
وإن ننسَ لا ننسى أنه بعد رحيل قاسم أمين كانت الدعوة إلى تحرير المرأة المصرية وسفورها تسير نحو التحقيق وكان يدعو لها بعض المعتدلين([19]) كباحثة البادية " ملك حفني ناصف " أو بعض الغالين كعبد الحميد حمدي صاحب مجلة السفور وأحمد لطفي السيد صاحب الجريدة وغيرهم ولكن ظل سير هذه الحركة بطيئاً مضطرباً حتى حدثت طفرة التغيير في ثورة 1919م التي شملت كل شيء في مصر وهبَّ الشعب المصري بقيادة سعد زغلول وانقض على تقاليده القديمة وقذف بها في عرض البحر وكان من بين هذه التقاليد القديمة التي قذف بها في عرض البحر براقع النساء... على أن أكبر طور طفر بهذه الحركة ثورة 1919م ومؤازرة الزعيم سعد زغلول للحركة النسائية ]([20]).
بهذا استغل سعد الثورة وتعاطف الشعب معه بعد أن غُرِّر بهذا الشعب. واستطاع الإنجليز أن يصنعوه على أعينهم, ويصوروه ويخرجوه للشعب بأنه زعيم، ونفذوا مسرحية نفيه إلى مالطة لتتأكد الزعامة, وليعود الزعيم لا ليلقي المحتل في البحر, ولا ليلقي الامتيازات الأجنبية في البحر، ولا ليرفع راية بلاده، ولا ليرفع شأن أمته. عاد الزعيم المصنوع في المحفل الماسوني, وتحت رعاية كرومر والإنجليز ليلقي بحجاب زوجته, وحجاب النساء المسلمات في البحر, ويلقي معه الحياء والمروءة والرجولة، ويرفع الحجاب عن وجه امرأة أجنبية عنه، ويستغل زعامته ليأمر برفع الحجاب عن المخدَّرات. هذا الذي فعله سعد.
وإذا أردنا أن نوصف فعل سعد توصيفاً شرعياً فماذا تراه يكون هذا الفعل؟
قال الشيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في كتابه " حراسة الفضيلة " تحت عنوان
[ الأصل العاشر. وجوب الغيرة على المحارم وعلى نساء المؤمنين:
الغيرة هي السياج المعنوي لحماية الحجاب ودفع التبرج والسفور والاختلاط. والغيرة هي ما رتبه الله في العبد من قوة روحية تحمي المحارم والشرف والعفاف من كل مجرم وغادر. والغيرة في الإسلام خلق محمود، وجهاد مشروع؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: { إن الله يغار، وإن المؤمن يغار، وإن غيرة الله أن يأتي المؤمن ما حرم الله عليه } متفق عليه. ولقول النبي صلى الله عليه وسلم: { من قتل دون أهله فهو شهيد } رواه الترمذي، وفي رواية: { من مات دون عرضه فهو شهيد }.
فالحجاب باعث عظيم على تنمية الغيرة على المحارم أن تنتهك أو ينال منها، وباعث على توارث هذا الخلق الرفيع في الأسر والذراري: غيرة النساء على أعراضهن وشرفهن وغيرة أوليائهن عليهن وغيرة المؤمنين على محارم المؤمنين من أن تنال الحرمات، أو تخدش بما يجرح كرامتها وعفتها وطهارتها ولو بنظرة أجنبي إليها ولهذا صار ضد الغيرة: الدياثة، وضد الغيور: الديوث، وهو الذي يقر السوء في أهله ولا غيرة له عليهم.
ولهذا سدَّ الشرع المطهر الأسباب الموصلة إلى هتك الحجاب وإلى الدياثة. وإليك هذا البيان النفيس للشيخ أحمد شاكر رحمه الله تعالى عند حديث أبي هريرة t مرفوعاً:
{ ما من امرأة تطيبت للمسجد فيقبل الله لها صلاة حتى تغتسل منه اغتسالها من الجنابة } رواه أحمد. قال رحمه الله تعالى في تحقيقه للمسند: (15/ 108- 109) ما نصه: " وانظر -أيها الرجل المسلم- وانظري -أيتها المرأة المسلمة- هذا التشديد من رسول الله صلى الله عليه وسلم، في خروج المرأة متطيبة تريد المسجد لعبادة ربها: أنها لا تقبل لها صلاة إن لم تغتسل من الطيب كغسل الجنابة حتى يزول أثر الطيب.
انظروا إلى هذا وإلى ما يفعل نساء عصرنا المتهتكات الفاجرات الداعرات وهن ينتسبن إلى الإسلام زوراً وكذباً يساعدهن الرجال الفجار الأجرياء على الله وعلى رسوله وعلى بديهيات الإسلام، يزعمون جميعاً أن لا بأس بسفور المرأة " ]([21]).
ولكن سعداً فقد هذه المعاني صريحها وإيحاءها، نصها ومضمونها، دلالتها وإشارتها. منذ أن انتسب إلى الماسونية ودخل الغرفة السوداء حيث فقد هناك كل شيء !



[1] - قاسم أمين- لأحمد خاكي, (ص / 45).
[2] - قاسم أمين- للدكتور ماهر فهمي, (ص / 47).
[3] - قاسم أمين-الأعمال الكاملة- تحقيق محمد عمارة (1/ 217).
[4] - من مقال لدواد بركات رئيس تحرير الأهرام. مايو 1928م.
[5] - نقله عن الأخوات المسلمات (ص / 240)، صاحب عودة الحجاب محمد بن أحمد بن إسماعيل (1 / 36).
[6] - جريدة المساء,4 أغسطس 1938م, مقالة بعنوان: هل انتحر محرر المرأة؟.
[7] - سعد زغلول, عباس محمود العقاد, (ص / 527).
[8] - عبد الحليم الجندي, الإمام محمد عبده, (ص / 56، والهامش للسيد أحمد فرج).
[9] - المؤامرة على المرأة المسلمة - الدكتور السيد أحمد فرج, (ص / 64).
[10] - عودة الحجاب - محمد بن أحمد بن إسماعيل (1 / 84).
[11] - المصدر السابق, (ص / 78).
[12] - هذا هو اللقب الذي أطلقته الصحف الوفدية على سعد.. ونستعيذ بالله من الكفر.
[13] - كان هذا دفاع العقاد عنه في كتابه " سعد زغلول "!
[14] - واقعنا المعاصر محمد قطب,  (ص / 324- 325).
[15]- اليهودي المشار إليه هو ذاك اليهودي الذي راود المرأة المسلمة في عهد النبوة على رفع حجابها, فاستغاثت, فأغاثها مسلم وقتل اليهودي، وأدى الأمر إلى إجلاء بني قينقاع عن المدينة.
[16]- المرأة المسلمة , للشيخ وهبي سليمان الغاوجي,(ص / 188).
[17]- قول في المرأة - للشيخ مصطفى صبري رحمه الله, (ص / 74- 75).
[18]- المؤامرة على المرأة المسلمة, (ص / 21).
[19]- على أنه لا يجوز وصف الدعوة التي تؤدي للسفور بالاعتدال بأية حال .
[20] - المؤامرة على المرأة المسلمة, (ص / 21 – 22).
[21] - حراسة الفضيلة للشيخ بكر عبد الله أبو زيد, (ص / 113 – 114).

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.