أوردها سعد
وسعد مشتمل ما هكذا يا سعد تورد الإبل
رضوان محمود نموس
إن لأخي
الفاضل مجاهد ديرانية جهوداً مشكورة طيبة في نصرة الجهاد في سوريا, وأيادٍ بيضاء,
أسأل الله العلي القدير أن يجزيه خيراً وأن يبارك في جهده.
وكان مما
كتبه أخيراً أربع مقالات عن سورية والوضع الطائفي فيها وهي مترابطة تكاد تكون
مقالة واحدة, وهي بعناوين:
ومع حبي
وتقديري الكبير لأخي مجاهد ومعرفتي أنه اقتحم المنطقة التي يعتبرها السياسيون
ومقلدوهم من المتأسلمين منطقة محرمة, وما حرموها إلا للتضليل وللتستر على الباطل
وغش الأمة وتخديرها, ومحاولة حجب الشمس بغربال, والسير بركب رعاة الكفر وأعداء
الإسلام, فشكري له على شجاعته وإقدامه, فالجهاد بالكلمة لا يقل عن الجهاد بالسيف
فلقد قال شاعرنا الكبير:
الرأي قبل
شجاعة الشجعان *** هو أول وهي المحل الثاني
إلا أنه ومع
ما ذكرت وقع بأخطاء ربما تكون غير مقصودة, أرى من واجبي الشرعي التنبيه عليها. وهي
الوسطية بفهم غير دقيق, ومشروعية مشاركة طوائف الزنادقة والردة بالوطن! بل حتى
والحكم ضمن ضوابط ارتآها.
والأصل في مثل هذه المواقف وغيرها التزام الشرع
والوقوف عند حدوده وافقت ما نحب أو لم توافق, قال الله تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ
لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا
فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} [النساء: 65]
وقال الله
تعالى: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ
أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ
وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا مُبِينًا } [الأحزاب: 36]
وقال الله
تعالى: {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ
وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا
وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (51) وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ
اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ} [النور: 51، 52]
وإنا لا
نستحي من ديننا ولا من أحكام هذا الدين الحنيف بل نعتز به ونعلم أنه الحق من ربنا
رضيت الدنيا أو غضبت, أرعدت أو سكنت, سالمت أو حاربت. شعارنا في ذلك: {الَّذِينَ
قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل
عمران: 173]
ولقد ألمح
أخي الفاضل إلى ضرورة الالتزام بالوسطية, والابتعاد عن طرفي التفريط والإفراط: وهي
دعوة طيبة, بل هي دعوة الإسلام ومنهج هذا الدين, ولكن البعض يخطئه التوفيق في فهم
هذه الوسطية. ففهم أخي حفظه الله أن مقتضى الوسطية إقرار طوائف الزنادقة والردة في
البلاد! بل احترامهم وودهم! ولقد قال تعالى: {لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ
بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ
وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ
عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ
بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ
خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ
اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [المجادلة: 22]
وهذا بعض ما
قاله أخي ثم الرد على هذه الأقوال.