موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 9 ديسمبر 2011

كيف ينصرنا الرحمن مع رفع الصلبان والأوثان؟!


كيف ينصرنا الرحمن مع رفع الصلبان والأوثان؟!
رضوان محمود نموس
[ شوهد أثناء المسيرات والمظاهرات في سوريا أن بعض المنتسبين للإسلام يرفعون الصليب ظناً منهم أنهم يعلنون محبتهم للنصارى ويتوددون لهم بذلك ولم يعلموا أن هذا العمل هو إعلان للكفر وتكذيب لرب العالمين –تعالى الله عما يفعل الظالمون – وأن مثل هذه الأعمال تبعد النصر وتؤذي الرحمن وتفرح الشيطان وتلحق صاحبها بعباد الأوثان فكان هذا المقال توضيحاً لحكم هذه الأعمال وما بها من الضلال الذي يزلزل الجبال.]
قال الله تعالى:(( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ ))[محمد:7]
وقال تعالى:( وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ) [النور:55]
 وقال تعالى: (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلكُمْ فَمَنْ ذَا الذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللهِ فَليَتَوَكَّلِ المُؤْمِنُونَ (160)
وقال تعالى:( الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُوا لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَانًا وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ)[آل عمران:173]
وقال تعالى: ( وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا الْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)[الصافات:171-173]
فواضح من الآيات الكريمة أن نصر الله يتنزل على عباده إن نصروه وأخلصوا له العبودية دون أن تشوبها شوائب الشرك فكيف بإعلانه صريحاً
فعمود النصر التجرد لله بالعبودية؛ التي هي: صرف التعبد لله وعدم طلب شيء إلا من الله وعدم الإدهان في الدين ومسايرة الكافرين ومنتهى الانقياد والاستسلام لدينه وشرعه. فمتى قامت الأمة بالتعبُّد لله والتذلل بين يديه؛ أضاء لها نور النصر واضحًا جليًا، تبصره قلوب الصالحين وتعمى عنه قلوب وأبصار من تعبَّد لغير الله من الغافلين والمشركين. وكلما كان تعبُّد الأمة لله أتم كان نصره لها أكمل وأقرب
أما من يخذل شريعة الله فليس له من نصر الله شيء. وما انتصر من انتصر من الصالحين إلا بسبب ما قاموا به من نصرةٍ لدين الله وشريعته . فمن قام ناصراً بلده، أو قومه، أو مبدأه ومذهبه المخالف لدين الله؛ فهو مرذول مخذول مهزوم مذموم .
فمن يطلب نصر الله عليه أن ينصر دين الله ومن يريد وعد الله عليه أن يصدق مع الله ومن يحب الله لا يحب أعداء الله ومن يوحد الله ويدعي الإيمان لا يرفع الأوثان والصلبان ومن يكون من المجاهدين لايدهن في الدين وينافق الكافرين .

 ومن نُصْرَة الله تعالى: إخلاص العبودية له ومعادة أعدائه والبراء منهم, وتطهير الأرض من المنكرات والموبقات وحماية لدين من البدع والشرك, وحراسة محارم الله والتقيد بأمر الله والانتهاء عما نهى عنه
وحين ترى أحوال المسلمين في المعارك التي انهزموا بها ترى أن من أهم الأسباب: تعلُّقُ النفوس في طلب النصر بغير الله،
 ووعد الله لنا بالنصر مرهون بنا, بتجريد التوحيد عن الشرك بالولاء والبراء بتطبيق حكم الله فمتى توافرت الأوصاف التي ذكرها الله في هذه الآية في قوم؛ كانوا أحق بالتمكين من غيرهم مهما كانوا .
فحتى نظفر بالتمكين من الله علينا أن نفي بشرطه من التقيد بأمره وتطبيق شريعته في أحوال الناس اليومية، والسياسية، والاجتماعية والاقتصادية وكل شيء عملاً بقوله تعالى: (( قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ ))[الأنعام:162-163].
عندها سننال النصر من الله بكل تأكيد ويقين، ولكن أكثر الناس لا يعلمون .
أقول هذا بعدما رأيت ما خشيت معه إنزال صاعقة من السماء أو زلزلة الأرض بالناس وتأخير النصر بل فقده .كيف ونحن في أشد الظروف وأحلك الأوقات وأدهى الأزمات وبدلاً من أن نجأر إلى الله بالدعاء تسير المظاهرات في سوريا وهم يرفعون الصلبان ويقدسون الأوثان محادَّة ومقابلة وعناداً للرحمن. ومن يرفعه ؟؟!!!!!!! أناس يظنون أنفسهم أنهم مسلمون ونساء متحجبات وشباب لا أدري ماذا أقول عنه!!!!. وكثير اتخذوا لهم شعاراً في الفيس بوك الصليب والهلال فأعلنوا بذلك الشرك بالله
 إن رفع الصليب يتضمن تكذيباً لله. تعالى الله عما يفعلون. قال الله تعالى:(( وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِنْ شُبِّهَ لَهُمْ))[النساء:157] ويتضمن التصديق بعقائد النصارى الكفرة الكذبة الذين زعموا أن لله ولد صلب. قال الله تعالى: ( وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا (4) مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلا لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاكَذِبًا (5) [الكهف:]  وقال الله تعالى : ( وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا (88) لَقَدْ جِئْتُمْ شَيْئًا إِدًّا (89) تَكَادُ السَّمَاوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْهُ وَتَنْشَقُّ الأرْضُ وَتَخِرُّ الْجِبَالُ هَدًّا (90) أَنْ دَعَوْا لِلرَّحْمَنِ وَلَدًا (91) مريم
إن هذا الكفر والبهتان والشرك والطغيان يلزم رافع الصلبان وعيسى عليه السلام بريء من الصليب ومن يقدسه ويرفعه ويعبده  
عَنِ ابْنِ المُسَيِّبِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، لَيُوشِكَنَّ أَنْ يَنْزِلَ فِيكُمْ ابْنُ مَرْيَمَ حَكَمًا مُقْسِطًا، فَيَكْسِرَ الصَّلِيبَ، وَيَقْتُلَ الخِنْزِيرَ »([1])
وإن حكم الصليب أن يكسر ويهتك لا يرفع ويقدس فهو دنس ورجس ونجس
(فعَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها « أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - لَمْ يَكُنْ يَتْرُكْ فِي بَيْتِهِ شَيْئًا فِيهِ تَصَالِيبُ إلا نَقَضَهُ» . رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ وَأَبُو دَاوُد وَأَحْمَدُ وَلَفْظُهُ " لَمْ يَكُنْ يَدَعُ فِي بَيْتِهِ ثَوْبًا فِيهِ تَصْلِيبٌ إلا نَقَضَهُ ")([2]).
وعَنْ أَبِي الْجَحَّافِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ عَنْ تَابُوتٍ لِي فِيهِ تَمَاثِيلُ، فَقَالَ: حَدَّثَنِي مَنْ رَأَى عُمَرَ: «يُحَرِّقُ ثَوْبًا فِيهِ صَلِيبٌ يَنْزِعُ الصَّلِيبَ مِنْهُ»([3]).
وعَنْ بُدَيْلِ بْنِ مَيْسَرَةَ الْعَقَيْلِيِّ، عَنْ ذُفْرَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، رَأَتْ فِي ثَوْبٍ لَهَا صَلِيبًا أَوْ كَهَيْئَةِ الصَّلِيبِ فَقَالَتْ: أَمِيطِي عَنْكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَرَاهُ فِي ثَوْبِ إِحْدَانَا يَنْزِعُهُ ([4]).
وعَنْ أَبِي أُمَامَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، قَالَ: «أَدِّبُوا الْخَيْلَ، وَإِيَّايَ وَأَخْلاقَ الأعَاجِمِ، وَمُجَاوَرَةَ الْخَنَازِيرِ، وَأَنْ يُرْفَعَ بَيْنَ أَظْهُرِكُمُ الصَّلِيبُ»([5]).
{وَأَمَّا مَسُّ الصَّلِيبِ وَالْوَثَنِ فَإِنَّنَا رُوِّينَا عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ عَنْ سُفْيَانَ بْنِ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمَّارٍ الدُّهْنِيِّ عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ " أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ - اسْتَتَابَ الْمُسْتَوْرِدَ الْعِجْلِيَّ، وَأَنَّ عَلِيًّا مَسَّ بِيَدِهِ صَلِيبًا كَانَتْ فِي عُنُقِ الْمُسْتَوْرِدِ فَلَمَّا دَخَلَ عَلِيٌّ فِي الصَّلاةِ قَدَّمَ رَجُلا وَذَهَبَ، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّاسَ أَنَّهُ لَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ لِحَدَثٍ أَحْدَثَهُ، وَلَكِنَّهُ مَسَّ هَذِهِ الأنْجَاسَ فَأَحَبَّ أَنْ يُحْدِثَ مِنْهَا وُضُوءًا " وَرُوِّينَا أَثَرًا مِنْ طَرِيقِ يَعْلَى بْنِ عُبَيْدٍ عَنْ صَالِحِ بْنِ حَيَّانَ عَنْ ابْنِ بُرَيْدَةَ عَنْ أَبِيهِ «أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - أَمَرَ بُرَيْدَةَ وَقَدْ مَسَّ صَنَمًا فَتَوَضَّأَ»([6]).
والصليب هو وثن من الأوثان :{ وَفِي أَحْكَامِ الْقُرْآنِ لِلْجَصَّاصِ: الْوَثَنُ كَالنُّصُبِ سَوَاءٌ، وَيَدُل عَلَى أَنَّ الْوَثَنَ اسْمٌ يَقَعُ عَلَى مَا لَيْسَ بِمُصَوَّرٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال لِعَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ حِينَ جَاءَهُ وَفِي عُنُقِهِ صَلِيبٌ: " أَلْقِ هَذَا الْوَثَنَ مِنْ عُنُقِكَ " فَسَمَّى الصَّلِيبَ وَثَنًا، فَدَل ذَلِكَ عَلَى أَنَّ النُّصُبَ وَالْوَثَنَ اسْمٌ لَمَا نُصِبَ لِلْعِبَادَةِ،}([7]).
وكان من سنة الخلفاء الراشدين التي أمرنا أن نعض عليها بالنواجذ منع الصلبان من الظهور
فقال في البدع الحولية: الأدلة من الإجماع: إن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه-، ثم عامة الأئمة بعده، وسائر الفقهاء، جعلوا في الشروط المشروطة على أهل الذمَّة من النصارى وغيرهم، فيما شرطوه على أنفسهم:
أن نوقر المسلمين، ونقوم لهم من مجالسنا إذا أرادوا الجلوس ولا نتشبه بهم في شيء من لباسهم: قلنسوة أو عمامة ... ولا نركب السروج، ولا نتقلد السيوف، ولا نتخذ شيئاً من السلاح، ولا نحمله، ولا ننقش خواتيمنا بالعربية، ولا نبيع الخمور، ... وأن لا نظهر الصليب على كنائسنا، ولا نظهر صليباً ولا كتباً في شيء من طرق المسلمين، ولا أسواقهم، ولا نضرب بنواقيسنا في كنائسنا إلا ضرباً خفياً.([8]).
وقال الشافعي في الأم: {وَعَلَى أَنْ لَيْسَ لَكُمْ أَنْ تُظْهِرُوا فِي شَيْءٍ مِنْ أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ الصَّلِيبَ، وَلَا تُعْلِنُوا بِالشِّرْكِ}([9]). وقال: ولا يَسْقُوا مُسْلِمًا خَمْرًا وَلا يُطْعِمُوهُ مُحَرَّمًا مِنْ لَحْمِ الْخِنْزِيرِ وَلا غَيْرِهِ ولا يُقَاتِلُوا مُسْلِمًا وَلا غَيْرَهُ وَلا يُظْهِرُوا الصَّلِيبَ([10]).
وقال إسحاق ابن راهويه: ليس لهم أن يظهروا الصليب أصلاً.([11]).
وقال الشيرازي: فصل: ويمنعون من إظهار الخمر والخنزير وضرب النواقيس والجهر بالتوراة والإنجيل وإظهار الصليب.([12]).
وقال النووي في المجموع: ويمنعون من إظهار الخمر والخنزير وضرب النواقيس والجهر بالتوراة والإنجيل وإظهار الصليب.([13]).
وقال السرخسي: (لا تُمَكِّنُوا أَهْلَ الذِّمَّةِ مِنْ إظْهَارِ الصَّلِيبِ فِي أَمْصَارِ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُرُورِ بِهِ فِي الطُّرُقِ، لأنَّ ذَلِكَ يَرْجِعُ إلَى الاسْتِخْفَافِ بِالْمُسْلِمِينَ،) ([14]).
قال ابن القيم : [فَصْلٌ قَوْلُهُمْ وَلَا نُظْهِرُ عَلَيْهَا صَلِيبًا]
قَوْلُهُمْ: " وَلا نُظْهِرُ عَلَيْهَا صَلِيبًا " لَمَّا كَانَ الصَّلِيبُ مِنْ شَعَائِرِ الْكُفْرِ الظَّاهِرَةِ كَانُوا مَمْنُوعِينَ مِنْ إِظْهَارِهِ، قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ حَنْبَلٍ: " وَلا يَرْفَعُوا صَلِيبًا، وَلا يُظْهِرُوا خِنْزِيرًا، وَلا يَرْفَعُوا نَارًا، وَلا يُظْهِرُوا خَمْرًا، وَعَلَى الإِمَامِ مَنْعُهُمْ مِنْ ذَلِكَ.
وَقَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ: حَدَّثَنَا مَعْمَرٌ، عَنْ [عَمْرِو بْنِ] مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ: كَتَبَ عُمَرُ بْنُ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَنْ يُمْنَعَ النَّصَارَى فِي الشَّامِ أَنْ يَضْرِبُوا نَاقُوسًا، وَلا يَرْفَعُوا صَلِيبَهُمْ فَوْقَ كَنَائِسِهِمْ،([15]).
وقال الشنقيطي: يمنعون من إظهار الصليب؛ إذ إن الصليب شعار دينهم، فيمنعون من إظهاره.([16]).
وقال شاه عالم كير: وَلا أَنْ يُخْرِجُوا الصَّلِيبَ، أَوْ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ كَنَائِسِهِمْ ([17]).
ما يتعلق بالصليب من أحكام
وَسُئِلَ ابن تيمية - رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى -: عَنْ خَيَّاطٍ خَاطَ لِلنَّصَارَى سَيْرَ حَرِيرٍ فِيهِ صَلِيبُ ذَهَبٍ. فَهَلْ عَلَيْهِ إثْمٌ فِي خِيَاطَتِهِ؟ وَهَلْ تَكُونُ أُجْرَتُهُ حَلالا أَمْ لا؟ . فَأَجَابَ:
نَعَمْ إذَا أَعَانَ الرَّجُلُ عَلَى مَعْصِيَةِ اللَّهِ كَانَ آثِمًا؛ لأنَّهُ أَعَانَ عَلَى الإثْمِ وَالْعُدْوَانِ. وَلِهَذَا لَعَنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْخَمْرَ وَعَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةَ إلَيْهِ وَبَائِعَهَا وَمُشْتَرِيَهَا وَسَاقِيَهَا وَشَارِبَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا. وَأَكْثَرُ هَؤُلَاءِ كَالْعَاصِرِ وَالْحَامِلِ وَالسَّاقِي إنَّمَا هُمْ يُعَاوِنُونَ عَلَى شُرْبِهَا؛ وَلِهَذَا يُنْهَى عَنْ بَيْعِ السِّلَاحِ لِمَنْ يُقَاتِلُ بِهِ قِتَالا مُحَرَّمًا كَقِتَالِ الْمُسْلِمِينَ وَالْقَتَّالِ فِي الْفِتْنَةِ فَإِذَا كَانَ هَذَا فِي الإعَانَةِ عَلَى الْمَعَاصِي فَكَيْفَ بِالإعَانَةِ عَلَى الْكُفْرِ وَشَعَائِرِ الْكُفْرِ. وَالصَّلِيبُ لا يَجُوزُ عَمَلُهُ بِأُجْرَةِ وَلا غَيْرِ أُجْرَةٍ ولا بَيْعُهُ صَلِيبًا كَمَا لا يَجُوزُ بَيْعُ الأصْنَامِ وَلا عَمَلُهَا. كَمَا ثَبَتَ فِي الصَّحِيحِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " {إنَّ اللَّهَ حَرَّمَ بَيْعَ الْخَمْرِ وَالْمَيْتَةَ وَالْخِنْزِيرَ ([18]).
وجاء في فتوى لهيئة كبار العلماء حول صنع الصليب وماشابه.
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسوله وآله وصحبه. وبعد:
جـ: صنع الصليب حرام، سواء كان مجسما أم نقشا أم رسما أو غير ذلك، على جدار أو فرش أو غير ذلك، ولا يجوز إدخاله مسجدا، ولا بيوتا، ولا دور تعليم، من مدارس ومعاهد ونحو ذلك. ولا يجوز الإبقاء بل يجب القضاء عليه، وإزالته بما يذهب بمعالمه من كسر ومحو وطمس وغير ذلك. ولا يجوز بيعه ولا الصلاة عليه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز([19]).
وجاء في موسوعة الفقه الكويتية: [ ثانِيًا: الأَْحْكَامُ الْمُتَعَلِّقَةُ بِالصُّلْبَانِ
صِنَاعَةُ الصَّلِيبِ وَاتِّخَاذُهُ:
لاَ يَجُوزُ لِلْمُسْلِمِ أَنْ يَصْنَعَ صَلِيبًا، وَلاَ يَجُوزُ لَهُ أَنْ يَأْمُرَ بِصِنَاعَتِهِ، وَالْمُرَادُ صِنَاعَةُ مَا يُرْمَزُ بِهِ إِِلَى التَّصْلِيبِ. وَلَيْسَ لَهُ اتِّخَاذُهُ، وَسَوَاءٌ عَلَّقَهُ أَوْ نَصَبَهُ أَوْ لَمْ يُعَلِّقْهُ وَلَمْ يَنْصِبْهُ. وَلاَ يَجُوزُ لَهُ إِظْهَارُ هَذَا الشِّعَارِ فِي طُرُقِ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَاكِنِهِمُ الْعَامَّةِ أَوِ الْخَاصَّةِ، وَلاَ جَعْلُهُ فِي ثِيَابِهِ، لِمَا رَوَى عَدِيُّ بْنُ حَاتِمٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفِي عُنُقِي صَلِيبٌ مِنْ ذَهَبٍ. فَقَال: يَا عَدِيُّ، اطْرَحْ عَنْكَ هَذَا الْوَثَنَ وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: " قَال رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ بَعَثَنِي رَحْمَةً وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ، وَأَمَرَنِي بِمَحْقِ الْمَزَامِيرِ وَالْمَعَازِفِ وَالأَْوْثَانِ وَالصُّلُبِ وَأَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ].([20]).
وجاء في فتح الباري: {أَنَّ مَنْ قَتَلَ خِنْزِيرًا أَوْ كَسَرَ صَلِيبًا لَا يَضْمَنُ لأنَّهُ فَعَلَ مَأْمُورًا بِهِ وَقَدْ أَخْبَرَ عَلَيْهِ الصَّللاةُ وَالسَّلامُ بِأَنَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلامُ سَيَفْعَلُهُ}([21]).
وقال الشاطبي في الموافقات: { ولذا منع مالك في "المدونة" "4/ 253، 254" بيع الخشبة لمن يستعملها صليبًا، وبيع العنب لمن يعصره خمرًا}([22]).
حكم من رفع الصليب أو تعلقه:
{مسألة: حكم لبس الصليب وهل هو من الموالاة؟
1- أما لبسه محبة له فهذا كفر أكبر؛ لأنه محبة لعبادة النصارى، ولم يكفر بما يعبد من دون الله.
2- وأما لبسه توليًا أو مظاهرة فهو كفر أكبر.
3- لبسه مجاملة فهذا كفر أكبر أيضًا لأنه يتضمن الرضا بالصليب والإقرار إذا كان يعرف أنه صليب والصليب من أعظم شعائر النصارى،([23]).
وقال الحوالي في: ظاهرة الإرجاء : وحمله الصليب دليل على كفره، وعلامة عليه، فهو كافر " ظاهرا "([24]).
وجاء تسهيل العقيدة الإسلامية لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين
{أن يتشبه بهم في أمر يوجب الخروج من دين الإسلام، كأن يلبس الصليب أو يتبرك به مع علمه بأنه شعار للنصارى}([25]).
وجاء في شرح الطحاوية لسفر الحوالي {فمن شهد أن لا إله إلا الله، وقال: أنا مسلم، أو فعل شيئاً من خصائص الإسلام، ثم نكث وكفر فحمل الصليب مثلاً، أو سجد لغير الله، فهذا مرتد يقتل}([26]).
وجاء في شرح منظومة الإيمان لبشير المسفيوي المراكشي
{فتبين إذن أن من التشبه بالكفار ما لا يكون كفرا، ومثاله أن يلبس مثل لباسهم ، وهو أمر عمت به البلوى في هذا العصر، ومنه ما هو كفر واضح مخرج من الملة كالسعي إلى الكنائس والبِيَع مع أهلها بزيهم، من شد الزنانير، وفحص الرؤوس، وكوضع قلنسوة المجوسي على رأسه لغير ضرورة دفع الحر أو البرد، وكتعليق الصليب في العنق، وغير ذلك. ومن ذلك أيضا مشاركة الكفار في أعيادهم، بإظهار الفرح والسرور، ورفع شعائر الكفر،}([27]).
وجاء في فتاوى واستشارات الإسلام اليوم: {وأما من علَّقه مجاملة فذلك حرام عليه يُخشى عليه من الكفر بالله}([28]).
فمختصر القول أن طلب النصر من الله متناقض مع الشرك بالله ومن أكبر الشرك ونقض الإيمان رفع الصلبان وأكبر شعار للكافرين وتكذيب رب العالمين تعالى الله عما يفعل المشركين رفع الصليب بزخرفة الشياطين وأتباعهم من الملاعين فتوبوا إلى الله أيها المسلمون واستغفروا ربكم وجددوا إيمانكم وأخلصوا دينكم لعل الله ينصركم ويثبت أقدامكم.  


[1] - صحيح البخاري (3/ 82) برقم 2222
[2] - نيل الأوطار (2/ 119)
[3] - مصنف ابن أبي شيبة (5/ 164):برقم 24797
[4] - مسند إسحاق بن راهويه (3/ 763): برقم 1378
[5] - الأموال لابن زنجويه (1/ 268)
[6] - المحلى بالآثار (1/ 241)
[7] - الموسوعة الفقهية الكويتية (7/ 7)
[8] - البدع الحولية (ص: 414)
[9] - الأم للشافعي (4/ 209)
[10] - الأم للشافعي (4/ 218)
[11] - مسائل الإمام أحمد وإسحاق بن راهويه (9/ 4721)
[12] - المهذب في فقه الإمام الشافعي للشيرازي (3/ 314)
[13] - المجموع شرح المهذب (19/ 412)
[14] - شرح السير الكبير (ص: 57):
[15] - أحكام أهل الذمة (3/ 1240)
[16] - الشرح الممتع على زاد المستقنع (8/ 69)
[17] - الفتاوى الهندية (2/ 251)
[18] - مجموع الفتاوى (22/ 141)
[19] - مجلة البحوث الإسلامية (42/ 130)
[20] - الموسوعة الفقهية الكويتية (12/ 88)
[21] - فتح الباري لابن حجر (5/ 121)
[22] - الموافقات (3/ 23)
[23] - المعتصر شرح كتاب التوحيد (ص: 38): للشيخ علي بن خضير الخضير
[24] - ظاهرة الإرجاء في الفكر الإسلامي (ص: 280)
[25] - تسهيل العقيدة الإسلامية (ص: 562): لعبد الله بن عبد العزيز الجبرين
[26] - شرح الطحاوية لسفر الحوالي (ص: 969،
[27] - شرح منظومة الإيمان (ص: 194
[28] - فتاوى واستشارات الإسلام اليوم (15/ 316، بترقيم الشاملة آليا)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.