موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 26 ديسمبر 2011

دراسات حول سوريا (20)


دراسات حول سوريا (20)
رضوان محمود نموس
مختصر حول المخططات االكفرية لتقسيم البلاد والاستيلاء عليها
نص المنشور الذي ألقته الطائرات البريطانية وموجه من حسين بن علي إلى الجنود والضباط العرب في الجيش التركي في فلسطين سنة 1915
أصدر شريف مكة وملك الحجاز الحالي منشوراً إلى الضباط والجنود العرب في الجيش العثماني وطلب منا أن نبلغهم إياه. فأقرؤوه بتمعن واغتنموا الفرصة لتهربوا وتأتوا إلينا وسنستقبلكم كأصدقاء مرحبين بكم وستلاقون منا معاملة حسنة وستجدون معنا مندوبين من قبل شريف مكة وملك الحجاز الحالي فيستقبلونكم وتساعدونهم أنتم في تحرير العرب (الجيش الإنجليزي في فلسطين).
إلى جميع العرب وسواهم من الضباط والرجال الموجودين في الجيش العثماني: سمعنا بمزيد الأسف أنكم تحاربوننا نحن الذين نجاهد في سبيل المحافظة على أحكام الدين الإسلامي الشريف من التغيير والتحريف ولتحرير العرب قاطبة من حكم الأتراك .
ونحن نعتقد أن الحقيقة الخالصة لم تصل إليكم لذلك أرسلنا إليكم هذا الإشعار ممهوراً بمهرنا لنؤكد لكم أننا نحارب لأجل غايتين شريفتين وهما حفظ الدين وحرية العرب عامة. ولقد أرسلنا الأوامر المشددة إلى عموم رؤساء ورجال قبائلنا بأنه إذا أسرت جيوشنا أي واحد منكم يجب أن يعاملوكم بالحسنى ويرسلوكم إلى أولادي حيث يرحبون بكم ويحسنون وفادتكم. لقد كانت المملكة العربية مستعبدة تحت سلطة الأتراك مدة طويلة فقتلوا إخوانكم وصلبوا من رجالكم الكثير ونفوا نساءكم وعيالكم بعد تحريف دينكم، فكيف تطيقون بعد ذلك وتتحملون عناء الاستمرار معهم وترضون بمعاونتهم. هلموا للانضمام إلينا نحن الذين نجاهد لأجل الدين وحرية العرب حتى تصبح المملكة العربية كما كانت في عهد أسلافكم إن شاء الله تعالى، والله الهادي إلى سواء السبيل.
شريف مكة المكرمة وأمريها
وملك البلاد العربية
ختم الشريف حسين

إن مواجهة بريطانيا للوضع الصعب في المنطقة العربية منذ بداية عام (1334هـ=1915م) بعد أن فشلت حملتها العسكرية في العراق، وكذلك فشلت  حملتها ضد منطقة المضايق التركية؛ الأمر الذي جعل تعاون العرب مع القوات البريطانية أمرًا حيويًا للغاية؛ لذا كانت بريطانيا تهدف من وراء حسين بن علي إلى دفع العرب إلى الثورة على الأتراك، أما الحسين فكان يسير بوسوسة أبنائه فيصل وعبد الله الذين دخلوا في سلك الماسونية واعمالة ليهود ووظفعم لورنس عملاء لبريطانيا وشراهم مع أبيهم بثمن بخس لا يستحقون غيره إلا اللعنات وزين الأولاد لأبيهم بإيحاء من لورنس إقامة دولة عربية تشمل العراق والشام والحجاز يتولى هو حكمها
وكان تضارب مصالح الدول الأوروبية الحليفة في المنطقة العربية سببا قويًا في إيجاد الشكوك وعدم الثقة بين هؤلاء الحلفاء، وهو ما يؤثر سلبًا على موقفهم في الحرب، فروسيا تطمع في إدخال القدس وفلسطين ضمن نفوذها؛ نظرًا لوجود رجال الدين والكنائس الأرثوذكسية
بها، بينما فرنسا تسعى نحو تثبيت نفوذها في منطقة بلاد الشام خاصة سوريا، وكان ذلك باعثًا لتخوف الحكومة البريطانية؛ إذ إن الوجود الفرنسي والروسي على هذا النحو يحرمها من خليج (عكا ـ حيفا) المنفذ الرئيسي للعراق على البحر المتوسط، كما أن بريطانيا لن ترضى أن ترى فرنسا أو روسيا على مقربة من قناة السويس؛ لأن ذلك يهدد طرق مواصلاتها مع الهند
أما فرنسا فقد جاءت ظروف الحرب العالمية الأولى لتزيد مخاوفها من السياسة البريطانية؛ ذلك أنه بعد فشل حملة "الدردنيل" رأى القائد الإنجليزي "كتشنر" أنه لكي يستطيع الحلفاء إرجاع جزيرة غالبيولي، فإنه لا بد من إنزال (100) ألف جندي في ميناء الإسكندرونة، ثم تبدأ قوات الحلفاء التغلغل من هناك نحو الأراضي التركية؛ لأن ذلك يضمن قطع طريق المواصلات التركية من وسطها، فيحدث ارتباك في عمليات الإمداد والتموين للجيش التركي الذي سيضطر للتسليم بعد محاصرته، إلا أن فرنسا نظرًا لعجزها عن تنظيم مثل هذه الحملة
الكبيرة رفضت الموافقة على هذه العملية التي سيكون عمادها الجيش والأسطول البريطانيَّين؛ لأن ذلك سيعرض المصالح الفرنسية في سوريا للخطر، إلا أن احتلال الجيش البريطاني لسوريا سيعمل على تقليل النفوذ بها، ويدفع السوريين إلى التحالف مع الإنجليز ظنًا منهم أن نجم فرنسا قد أفل
والمعروف أن فرنسا لها أطماع قديمة في سوريا، منذ عام (1277هـ = 1860م) حيث أرسلت عمياها عبد القادر الجزائري وعملت على التغلغل المالي والثقافي والديني عبر نصارى بلاد الشام وخاصة الموارنة ، وكانت مدارسها في لبنان وحده لا تقل عن (300) مدرسة فلما جاءت الحرب العالمية الأولى، وجدت فرنسا فيها فرصة لإقامة إمبراطورية فرنسية في آسيا تكون قاعدتها بلاد الشام وأمام هذا التعارض في المصالح لم تجد هذه الدول الاستعمارية أمامها من سبيل إلا التباحث فيما بينها، وتحديد مناطق نفوذ كل دولة حتى تزول أسباب الشكوك والخلافات؛ لتسير المعارك الحربية على الوجه الذي ترغب فيه هذه الدول
وبينما الماسون العرب يطبقون ما تأمرهم به الماسونية وتعدهم بدولة قومية إذا حاربوا الدولة العثمانية وتخلوا عن الرابطة الإسلامية واستبدلوها بالرابطة القومية ، كانت تُجرى –سرًا- مفاوضات بين دول الوفاق (بريطانيا وفرنسا وروسيا) حول اقتسام الدولة العثمانية بما فيها البلاد العربية، ومما يلفت النظر أن هذه الدول كانت تنتقد ألمانيا صباح مساء لخرقها حرمة المعاهدات والعقود الدولية، وتعلن أنها لن تلقي السلاح حتى تعيد ألمانيا إلى رشدها، وتحملها على احترام المواثيق الدولية وفي (جمادى الآخرة 1333هـ= إبريل 1915م) تم التوقيع على اتفاق سري بين بريطانيا وفرنسا وروسيا نصّ على حق روسيا في الاستيلاء على المضايق التركية والمناطق المجاورة لها، وهي بحرا مرمرة والدرنديل، وجزء من شاطئ آسيا الصغرى، مقابل أن تصبح القسطنطينية مدينة حرة، وضمان حرية الملاحة في منطقة المضايق، وأن تعترف روسيا بحقوق بريطانيا وفرنسا الخاصة في أقاليم تركيا الآسيوية، على أن تُحدّد هذه الحقوق فيما بينهما بمقتضى اتفاق خاص، كذلك أن تخضع الأماكن المقدسة وشبه الجزيرة العربية لحكم إسلامي مستقل، وأن يُضمّ جزء من إيران إلى منطقة النفوذ البريطانية

وبينما كانت المفاوضات تجرى على هذا المنوال بين العواصم الثلاث، تم توقيع اتفاق آخر سري ضم هذه الدول بالإضافة إلى إيطاليا، وكان الهدف منه إغراء إيطاليا على الدخول في الحرب إلى جانب دول الوفاق
في محرم 1334هـ= نوفمبر 1915م) عينت الحكومة الفرنسية المسيو "جورج بيكو" قنصلها العام السابق في بيروت مندوبًا ساميًا لمتابعة شؤون الشرق الأدنى، ومفاوضة الحكومة البريطانية في مستقبل البلاد العربية، ولم يلبث أن سافر إلى القاهرة، واجتمع بالسير "مارك سايكس" المندوب السامي البريطاني لشئون الشرق الأدنى، بإشراف مندوب روسيا، أسفرت عن اتفاقية عُرفت باسم "اتفاقية القاهرة السرية"، ثم انتقلوا إلى مدينة بطرس برغ الروسية،
وأسفرت هذه المفاوضات عن اتفاقية ثلاثية لتحديد مناطق نفوذ كل دولة على النحو التالي
استيلاء فرنسا على غرب سوريا ولبنان وولاية أضنة
استيلاء بريطانيا على منطقة جنوب وأواسط العراق بما فيها مدينة بغداد، وكذلك ميناء عكا وحيفا في فلسطين
استيلاء روسيا على الولايات الأرمنية في تركيا وشمال كردستان. واعترفت المعاهدة كذلك بحق روسيا في الدفاع عن مصالح الأرثوذكس في الأماكن المقدسة في فلسطين
المنطقة المحصورة بين الأقاليم التي تحصل عليها فرنسا، وتلك التي تحصل عليها بريطانيا تكون اتحاد دول عربية ومع ذلك فإن هذه الدولة تقسم إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، ويشمل النفوذ الفرنسي شرق سوريا وولاية الموصل، بينما النفوذ البريطاني يمتد إلى شرق الأردن والجزء الشمالي من ولاية بغداد وحتى الحدود الإيرانية
يخضع الجزء الباقي من فلسطين لإدارة دولية
يصبح ميناء الإسكندرونة حرًا
وهكذا تم تقسيم المنطقة العربية بين الدول الاستعمارية الكبرى، بمقتضى هذه الاتفاقية التي وصفها بعض المؤرخين الأوروبيين بأنها "ليست صورة للجشع فحسب، بل صورة مرعبة للمخادعة"؛ إذ عملت على تفتيت رقعة المنطقة العربية وتقسيمها، كما أنها حوت على متناقضات بين مختلف المعاهدات السرية التي أُبرمت في ذلك الوقت، وأصبحت فلسطين بمقتضى "سايكس – بيكو" تحت إدارة دولية، وإمعانًا في التناقض وعدت بريطانيا بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وهذا يؤكد أن الحكومة البريطانية لم تكن جادة في التقيد بهذه الوعود للخائن حسين بن علي، فهي لم تقدم عليها إلا كجزء من مجهودها الحربي ضد الدولة العثمانية، ولكن هدفها الحقيقي هو فرض سيطرتها التامة على المنطقة
ومن المتناقضات الأخرى أن الاعتراف بدولة عربية مستقلة يتعارض مع السيطرة البريطانية والفرنسية؛ إذ كان سكان سوريا والعراق أكثر تطورًا من المناطق الداخلية التي ستقام فيها الدولة العربية، وهو ما كانت تدركه فرنسا؛ إذ إن استقلال هذه الدولة سيحدث تأثيرًا
كتب لويد جورج Lloyd George في مذكراته، عن الحرب يقول: »إن عملاءنا لدى العرب، ومن بينهم أناس من ذوي الخبرة،
المشهود لهم بمهارتهم في فنون الدبلوماسية الشرقية، راحوا يعملون على إثارة روح الثورة، ويتعهّدون بتقديم الأسلحة والذخائر«.
ويقول وينجيت: ».. ولقد كانت الحكومة البريطانية على علم تام بنقمة الشريف حسين، أمير مكة وحارس الحرمين الشريفين، على الأتراك، وكان الشريف منذ سنين عديدة يحاول الإطاحة بحكم السلطان الاستبدادي. كما أنه يسعى للحصول على قدر من الاستقلال بحسب ما كان لديه من إمكانات..«
يقول ستورس: »كان التهديد الأساسي يكمن في الأثر الذي سيُحدِثُه العداءُ التركي مع بريطانيا العظمى لدى السكان المسلمين في الهند ومصر والسودان، وهي البلاد التي تحكمها بريطانيا..«
نرى من خلال هذه المحادثات كيف أن حسين بن على وأولاده باعوا البلاد بثمن بخس دراهم معدودة وعدة أكياس من الأرز والبن وألقاب فارغة يلقيها عليهم الإنجليز وما أخذوا إلا ولاية من الشام أسموها شرق الأردن وليس وفاءً بالعهد ولا حباً بالعرب بل تشكيل جدار يحمي يهود بواسطة العملاء حيث بقي الجنرال كلوب باشا الإنجليزي قائداً للجيش الأردني إلى عام 1956 ومستشارو حسين بن طلال بن عبد الله بن حسين بن علي كانوا من الإنجليز إلى أن هلك.
مراجع محادثات حسين مكماهون هي:
حكمت فريحات: السياسة الفرنسية تجاه الثورة العربية ـ دار الراتب الجامعية الأردن ـ 
أمين سعيد: الثورة العربية الكبرى ـ مكتبة مدبولي ـ القاهرة ـ بدون تاريخ. 
1- دراسات تاريخية في النهضة العربية الحديثة ـ دار اقرأ ـ بيروت ـ

2- دراسة بعنوان تسلسل خيانة حكام الاردن عملاء اليهود والنصارى نشرت في منتديات القمة..
3- مجلة الأمة، العدد الرابع، ربيع الآخر 1401 هـ
4- ويكيبيديا مراسلات حسين –مكماهون
5- مجلة الوعي 234-235
6- قدري قلعجي: الثورة العربية الكبرى – بيروت – الطبعة الأولى – 1993م
7- محمد أنيس: الدولة العثمانية والشرق العربي 1514-1914

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.