موقف أهل السنة والجماعة من أهل البدع(3)
رضوان محمود نموس
· ثانياً: رأي أهل السنة والجماعة بالزنادقة:
أصل كلمة الزندقة:
قال الزبيدي في تاج العروس:[ الزنديق: فارسي معرّب, قال شيخنا: والفرق بينه وبين المنافق مشكل جدا,...وأتى بعدة أقوال... ثم قال: والصواب أن الزنديق نسبة إلى الزند, وهو كتاب ماني المجوسي, الذي كان في زمن بهرام, بن هرمز, بن سابور، والزند بلغتهم: التفسير, يعني هذا تفسير لكتاب زرادشت، وقد أبيح فيه اللواط ].
وقال المسعودي في مروج الذهب:[ زرادشت بن أسبميان, كان من أهل أذربيجان, وهو نبي المجوس, الذي أتاهم بالكتاب المعـروف بالزمـزمة, عند عـوام الناس, واسمـه عند المجوس " بستاه " ]([1]).
[ وحين أتاهم زرادشت بكتابهم المعروف " بستاه " عمل له التفسير, وهو الزند, وعمل لهذا التفسير شرحاً اسمه البازند. وكان الزند بياناً لتأويل المنـزل, وكان من أورد في شريعتهم شيئاً بخلاف المنـزل الذي هو " بستاه " وعدل إلى التأويل الذي هو الزند قالوا هذا زندي. فأضافوه إلى التأويل وأنه منحرف عن الظواهر من المنزل إلى تأويلٍ هو بخلاف التنـزيل.فلما أن جاءت العرب أخذت هذا المعنى من الفرس, وقالوا زنديق وعرّبوه ]([2]).
[ وأول من أظهر الزندقة في الفرس " ماني بن يزيد " فأظهر الملك " بهرام بن هرمز" أنه مال إلى مذهب ماني احتيالاً, فأحضر ماني دعاته المتفرقين في البلاد من أصحابه الزنادقة, فقتله هرمز, وقتل الرؤساء من أصحابه ]([3]).
¨ الزندقة في الإسلام:
أول ما أطلق لفظ الزندقة, أطلق على الماجنين المتهتكين أصحاب الخمر والنساء, وذلك عندما أطلق على الخليفة الأموي الوليد بن يزيد بن عبد الملك, وصديقه عبد الصمد بن عبد الأعلى, فقد تأثر الوليد بعبد الصمد بن عبد الأعلى, وبدأ يكثر من اللهو والمجون, وشرب الخمر, والسفاح, حتى ضاق الخليفة هشام بن عبد الملك عمّه به ذرعاً, وكان الوليد قد اصطحب عبد الصمد وعدداً غير قليل من الأعوان على الفاحشة, والخمر, وأقام في الأزرق على ماء يقال له الأغرف، وهي بلدة تقع حالياً في الأردن, قرب الحدود السورية، فكتب هشام إلى الوليد: بلغني عنك أنك اتخذت عبد الصمد خدناً, ومحدثاً, ونديما,ً وقد حقق ذلك عندي ما بلغني عنك, ولَم أبرئك من سوء, فأخرج عبد الصمد مذموماً مدحوراً. فأخرجه وسجنه هشام, ثم كتب هشام إليه: ويحك والله ما أدري أعلى الإسلام أنت أم لا, فإنك لم تدع شيئا من المنكرات إلا أتيته, غير متحاش ولا مستتر.
فكتب إليه الوليد:
يا أيها السائل عن ديننا ** ديني على دين أبي شاكر
نشربها صرفاً وممزوجة ** بالسخن أحياناً وبالفاتر
وأبو شاكر هذا هو ابن هشام, فغضب هشام من ابنه وقال له: يعيرني الوليد فيك فاستقم, وأتى له بالعلماء, فأظهر استقامةً ونسكاً, ووقاراً, وقسّم بمكة والمدينة أموالاً.
فقال مولى لأهل المدينة:
يا أيها السائل عن ديننا ** نحن على دين أبي شاكر
الواهب الجرد بأرسانها ** ليس بزنديق ولا فاجر
تعريضاً بالوليد, وكان الوليد ولي عهد هشام, وعزم على خلعه مراراً, إلا أنّـه خاف الفتنة, فلما مات هشام وتولى الوليد ازداد في فحشه وفجوره، فثار أهل بيته عليه, وثوّروا الناس وطوّقوا مكان الوليد فقال لهم الوليد: أما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلّمه, فقال له يزيد بن عنبسة كلمني. فقال له: من أنت ؟ قال: يزيد بن عنبسة. قال الوليد: ألم أزد في أعطياتكم ؟ ألم أرفع المؤن عنكم ؟ ألم أعط فقراءكم ؟ ألم أُخدِم زمْنـاكم ؟.
فقال يزيد بن عنبسة: إننا ما ننقم عليك في أنفسنا, ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حرّم الله, وشرب الخمر, واستخفافك بأمر الله, ثم دخلوا عليه وقتلوه ([4]).
ولما انتقل الحكم إلى بني العباس, وأصبحت الدولة أقرب إلى الفرس, ازداد أمر التهتك, فأسّس المهدي ما يشبه الوزارة لمتابعة أمر الزنادقة, وولّى أمر الزنادقة حمدويه، وبرز للزندقة شكل آخر، وهو الشعوبية, والحقد على العرب, والحقد على العرب يتضمن الحقد على النبي صلى الله عليه وسلم, والصحابة رضي الله عنه, وهذا الداء ما زال منتشراً عند بعض الشعوبيين الذين ينتسبون للإسلام. وإن لم يتداركوا أنفسهم فهم على شفا جرف هار.
وكان من أبرز الزنادقة في عهد المهدي: بشار بن برد, الذي جمع الزندقة من أطرافها, فممّا قاله بشار يتهجم فيه على العرب:
خليلي لا أنام على اقتسار ** ولا آبى على مولى وجار
سأخبر فاخر الأعراب عني ** وعنه حين تأذن بالفخار
أحين كسيت بعد العري خزّا ** ونادمت الكرام على القصار
تفاخر يا ابن راعية وراعي ** بني الأحرار حسبك من خسار
وكنت إذا ظمئت إلى قراح ** شركت الكلب في ولغ الإطار
تريغ بخطة كسر الموالي ** وينسيك المكارم صيد فار
مقامك بيننا دنس علينا ** فليتك غائب في حرّ نار
وفخرك بين خنـزير وكلب ** على مثلي من الحدث الكبار
وقال في أبي جعفر المنصور؛ يتهدّده بالأعاجم؛ وقوة أبي مسلم الخراساني:
أبا جعفر ما طول عمر بدائم ** ولا سالم عمّا قليل بسالم
على الملك الجبار يقتحم الردى ** ويصرعه في المأزق المتلاحم
كأنك لم تسمع بقتل متوج ** عظيم ولم تسمع بفتك الأعاجم
وقد ترد الأيام غراً وربما ** وردن كلوحاً باديات الشكائم
ومروان قد دارت على رأسه الرحى ** وكان لما أجرمت نزر الجرائم
فأصبحت تجري سادراً في طريقهم ** ولا تتقي أشباه تلك النقائم
ولكن قبل أن تنتشر القصيدة فتك أبو جعفر بأبي مسلم الخراساني, فقلب مطلع القصيدة: أبا مسلم ما طول عمر بدائم ......................
كما استهتر بشّار, وأشاع المجون في البصرة, حتى قال سوار بن عبد الله ومالك بن دينار: ما شيء أدعى لأهل هذه المدينة إلى الفسق من أشعار هذا الأعجمي.
وقال واصل بن عطاء: إن من أخدع حبائل الشيطان وأغواها كلمات هذا الأعجمي. فبلغ المهدي النبأ, فنهاه نهياً شديداً.
ودخل المهدي إلى البصرة يوماً، فلما بلغ إلى البطيحة سمع أذاناً في وقت الضحى، فقال انظروا ما هذا الأذان؛ فإذا بشار يؤذن سكراناً، فقال له يا زنديق، ياعاض بظر أمه أتلهو بالأذان في غير وقت الصلاة؛ وأنت سكران. ثم دعا بابن نهيك فأمره بضربه بالسوط, فضربه حتى مات. ونعي إلى أهل البصرة فتباشر عامتهم, وهنأ بعضهم بعضاً. وحمدوا الله وتصدقوا لما كانوا منوا به من لسانه.
وخرجت جنازته فما فيها أحد؛ إلا أمة له سوداء, سندية عجماء([5]).
ومن أشكال الزندقة انتشار المذاهب الباطنية، فقد أحضر المهدي صالح بن عبد القدوس, وأحضر معه النطع والسيف، فقال صالح: علامَ تقتلني ؟ قال: على قولك:
رُبَّ سرٍ كتمته فكأني ** أخرس أو ثنى لساني عقل
ولو أني أظهرت للناس ديني ** لم يكن لي في غير حبسي أكل
الستر دون الفاحشات ولا ** يلقاك دون الخير من ستر
فقال المهدي: يا عدوّ الله وعدوّ نفسه.
فقال صالح: قد كنت زنديقاً وقد تبت عن الزندقة. فقال: كيف وأنت القائل:
والشيخ لا يترك عاداته ** حتى يوارى في ثرى رمسه
وإذا ارعوى عاد إلى غيه ** كذا الفتى عاد إلى نكسه
وأخذ غفلته السياف فإذا رأسه يتدهده على النطع([6]).
وشيء آخر اعتبر زندقة, وهو شطحات الصوفية, مثل قول الحلاج:
أنا من أهوى ومن أهوى أنا ** نحن روحان حللنا بدنا
فإذا أبصرتني أبصرته ** وإذا أبصرته أبصرتنا
وقول ابن عربي:
بذي سلم والدير من حاضر الحمى ** ظباء تريك الشمس في صورة الدمى
فأرقب أفلاكا وأخدم بيعة ** وأحرس روضاً بالربيع منمّنما
فوقتاً أسمّى راعي الظبي في الفلا ** ووقتاً أسمّى راهبا ومنجما
تثلث محبوبي وقد كان واحداً ** كما صير الأقنام بالذات أقنما
فلا تنكرن ياصاح قولي غزالة ** تضيء لغزلان يطفن على الدمى
فللظبي أجياداً وللشمس أوجهاً ** وللدمية البيضاء صدراً ومعصما
كما قد أعرتِ للغصون ملابساً ** وللروض أخلاقاً وللبرق مبسما([7])
وقال: الرب حق والعبد حق ** فليت شعري من المكلف
إن قلت عبدا فذاك ميت *** أو قلت رب أنى يكلف([8])
ومثل قول ابن الفارض:
سقتني حميا الحب راحة مقلتي ** وكأسي محيا من على الحين جلّت
فأوهمت صحبي إن شربت شرابهم ** به سرّ سري في انتشائي بنظرة
فطوفان نوح عند نَوحي كأدمعي ** وإيقاد نيران الخليل كلوعتي
ولولا زفيري أغرقتني أدمعي ** ولولا دموعي أحرقتني زفرتي
وطاح وجودي في شهودي وبتّ عن ** وجود شهودي ماحياً غير مثبت
وعانقت ما شاهدت في محو شاهدي ** بمشهده للصحو من بعد سكرتي
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها ** وذاتي بذاتي إذ تجلّت تجلّت
وحولي بالمعنى طوافي حقيقة ** وسعيي لوجهي من صفائي لمروتي
ولا فلك إلا ومن نور باطني ** به ملك يهدي الهدى بمشيئتي([9])
فهيّأ الله للحلاج من قتله على زندقته.
واعتبر من الزنادقة مَن لَمَزَ أو غَمَزَ من رسول الله صلى الله عليه وسلم أو أزواجه الطاهرات سيما عائشة رضي الله عنهن.
قال محمد بن أنـور شـاه الكشميري في كتابه إكفار الملحدين:[ الزنديق يموّه كفره ويروّج عقيدته الفاسدة ويخرجها في الصورة الصحيحة وهذا معنى إبطان الكفر, فلا ينافي إظهار الدعوة إلى الضلال وكونه معروفاً بالإضلال]([10]).
ويمكننا أن نحدد الزنادقة على الشكل التالي: [ بأنه كل من يأوّل النصوص الشرعية تأويلاً لا تحتمله قواعد الدين، ولا لغة العرب, أو يستهزئ بالدين، أو الرسل، أو الصحابة، أو العلماء، لأنهم علماء دين، أو يعمل على نشر الفاحشة، والرذيلة بين المسلمين، بأي وسيلة كانت، أو يعتنق المذاهب الباطنية، كالقرامطة، والإسماعيلية والنصيرية، والدروز وأمثالهم. أو المذاهب الضالة كالقاديانية، والبهائية، والأحباش، واليزيدية، والحزب الجمهوري في السودان، والأنصار في أمريكا، والأحزاب العلمانية المرتدة المعاصرة مثل: الأحزاب الشيوعية، وحزب البعث، ودعاة القومية والاشتراكية، والجمعيات السرية مثل الماسونية، وأبناء العهد، والروتاري، والليونز، والإنتراكت، والأوتراكت، وحركات تحرير المرأة العالمية، وشهود يهوه، ومذهب الحداثة في الأدب. فمن ينتسب لمثل هذه الجمعيات والأحزاب والفرق فهو زنديق، له حكم الزنادقة -لأن كل من ذكرنا يبتغي أو يؤدي إلى هدم الإسلام، وتشويهه، والقضاء عليه- ولو أعلن المنتسبون لهذه الجمعيات، والأحزاب أنهم مسلمون، وصاموا وصلوا، وزكّوا وحجّوا. فهناك زندقة علم كلام، وزندقة فلسفة ومنطق، وقد قيل من تمنطق فقد تزندق، وهناك زندقة تحريف كلام الله بتأويلات باطلة، وهناك زندقة سياسية، وزندقة أدبية، وزندقة اجتماعية، وزندقة دينية، وكل ذلك له حكم الزندقة].
· آراء العلماء في حكم الزنادقة:
q رأي الإمام مالك:
صرّح يحيى عن مالك عن زيد بن أسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:{ من غيَّر دينه فاضربوا عنقه }. ومعنى قول النبي صلى الله عليه وسلم فيما نرى -والله أعلم- من غيَّر دينه فاضربوا عنقه, أنه من خرج من الإسلام إلى غيره, مثل الزنادقة وأشباههم، فإن أولئك إذا ظهر عليهم قتلوا، ولم يستتابوا، لأنه لا تعرف توبتهم، وإن كانوا يسترون الكفر، ويعلنون الإسلام، فلا أرى أن يستتاب هؤلاء، ولا يقبل منهم قولهم. وأما من خرج من الإسلام إلى غيره، وأظهر ذلك فإنه يستتاب، فإن تاب وإلا قتل([11]).
وقال مالك:[ إن معناه من خرج من الإسلام إلى غيره على وجه لا يستتاب فيه كالزنادقة]([12]).
قال سحنون:[ من انتقل إلى غير دين الإسلام لا يخلو أن يسرّ كفره أو يظهره, فإن أسرّه فهو زنديق. قال ابن القاسم في العتبية من أسرّ من الكفر ديناً خلاف ما بعث الله به محمداً من مجوسية، أو فنائية، أو غيرها من صنوف الكفر، أو عبادة شمس، أو قراءة نجوم، ثم اطّلع عليه فليقتل، ولا تقبل توبته. وروى سحنون، وابن المواز عن مالك وأصحابه بقتل الزنديق، ولا يستتاب ]([13]).
قال ابن الماجشون:[ ومن تزندق من أهل الذمّة يقتل لأنه دين لا يقرّ عليه أحد ولا يؤخذ عليه جزية ]([14]).
q رأي الإمام أبي حنيفة:
ونقل سحنون عن أبي حنيفة في الزنديق أنه قال:[ إن تاب لم تقبـل توبته، وهذا أحد قولي أبي حنيفة، وله قـول آخر بقبول توبته ]([15]).
q رأي الإمام الشافعي:
ونقل سحنون عن الشافعي:[ أن الزنديق لا تقبل توبته، واستشهد بالآية: ( فَلمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ % فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ ) ]([16]).
q رأي الإمام أحمد:
أ. قال الخلال في جامعه: أخبرنا جابر بن محمد بن حازم أن إسحاق بن منصور حدثهم أن أبا عبد الله - يعني الإمام أحمد - قال: الزنديق لا يستتاب.
ب. وحدثنا حنبل, قال: سمعت أبا عبد الله يقول في الزنادقة: حكمهم القتل.
ج. حدثنا حنبل قال أبو عبد الله:الزنادقة حكمهم القتل ليست لهم توبة،لا أرى لهم إلا السيف.
د.حدث أبو طالب قال: قيل لأبي عبد الله:... فالزنادقة ؟ قال: أهل المدينة يقولون بضرب عنقه، ولا يستتاب.
هـ. عن عبد الله بن أحمد قال حدثني أبي وساق السند إلى علي رضي الله عنه قال: أتي عليٌّ بأناس من الزنادقة، فسألهم فجحدوا، وقامت عليهم البينة العدول. قال: فقتلهم ولم يستتبهم([17])
-ولقد أطلق على هؤلاء اسم الزنادقة بعد علي رضي الله عنه -.
[1] - مروج الذهب للمسعودي 1 / 252.
[2] - المصدر السابق 1 / 275.
[3] - باختصار من المصدر السابق 1 / 274 - 275.
[4] - مختصر من البداية والنهاية وتاريخ الأمم والملوك للطبري. أحداث سنة 126هـ 0.
[5] - باختصار من كتاب الأغاني , ترجمة بشار, الجزء / 3.
[6] - الزندقة والزنادقة, ص/ 182.
[7] - مقدمة الفتوحات المكية, ص / 16.
[8] - الفتوحات المكية, ص/ 35.
[9] - ديوان ابن الفارض.
[10] - إكفار الملحدين, ص/ 13.
[11] - المنتقى شرح الموطأ للباجي 5 / 182.
[12] -المصدر السابق 5 / 281.
[13] - المصدر السابق 5 / 282.
[14] - المصدر السابق 5 / 282.
[15] - المصدر السابق 5 / 282.
[16] - المصدر السابق 5 / 282.
[17] - باب أحكام الزنادقة من كتاب أهل الملل والردة والزنادقة وتارك الصلاة والفرائض, من كتاب الجامع للخلال 3 / 524.
0 التعليقات:
إرسال تعليق