دراسات حول سوريا (17)
(خيانة حسين بن علي والي مكة ومحادثاته مع الإنجليز)
رضوان محمود نموس
نتحدث في هذه الحلقة عن دور حسين بن علي الخياني في الحرب على الدولة العثمانية والتي كان من نتائجها تسليم فلسطين ليهود وقيام الكيان اليهودي وكذلك قيام الكيان اللبناني الماروني الصليبي وأخذ أراضي من الشام لهذا الكيان وفصل لواء اسكندرونة وأذنة عن سوريا أيضاً وإنشاء مملكة الأردن نتيجة الاتفاق الإنجليزي الفرنسي ومحادثات حسين مع مكماهون لترتيب هذه الخيانة العظمى.
تعتبر ثورة حسين بن علي وجيشه المكون من الأعراب ، أكبر خنجر في ظهر الخلافة العثمانية، والتي أدت بدورها إلى سقوط القدس في يد اللنبي ..
ولكن كيف كانت المؤامرة ؟؟!! وكيف حدثت الخديعة ؟؟!!!
كان الحسين بن علي قد بدأ اتصالاته بالحكومة البريطانية قبل دخول تركيا في الحرب العالمية الأولى بحوالي تسعة شهور .. وكان ابنه عبد الله ممثل مكة المكرمة في مجلس المبعوثان العثماني يعرّج إلى القاهرة لتآمره مع المستشار الشرقي في دار المندوب السامي البريطاني قبل سفره إلى الآستانة .. وتبادل حسين بن علي مذكرات مع السير هنري مكماهون المندوب السامي البريطاني في مصر منذ يوليو عام 1915م وأنشأت بريطانيا مكتباً في القاهرة لتنظيم جهود هذه الثورة العربية ضد الخلافة العثمانية ..
وجاء لورنس عميل المخابرات البريطانية ليشارك في الثورة مع حسين بن علي!! وعندما استولى جمال باشا والي سوريا على وثائق القنصلية الفرنسية في الشام ، وعثر فيها على ملفات اتصال القوميين بالفرنسيين وعمالتهم للحلفاء .. هنا أطلع جمال باشا حسين بن علي وأبناءه وبطانته على الخطة الصليبية لتقسيم العالم الإسلامي ، وذكرهم أن واجبهم كمسلمين مخلصين هو بذل جهودهم بل أرواحهم في سبيل عزة الإسلام .. وأن الحلفاء قد غرروا بهم ، وأن الاستمرار في الإخلاص لهم لن يؤدي إلا إلى استعباد الشعوب العربية، ولكن حسين رفض التحدث إلى العثمانيين لأن ما يهمه طاعة بريطانيا لقاء الأموال التي سيقبضها من الإنجليز ومن ثم صنعه خليفة أو ملكاً على العرب بمباركة علم الصليب البريطاني وفي ظلاله !! فلم يهتم بالأمر ... ولننظر إلى ما كتبته جريدة القبلة في مكة عن حسين بن علي.. سنة 1918م جاء في مقالة في الجريدة أن حسين بن علي كان يدعو الناس في فلسطين أن يتذكروا أن كتبهم المقدسة وتقاليدهم توصيهم بواجبات الضيافة والتسامح ، ويحضهم على الترحيب باليهود حين قدومهم مهاجرين إليهم بوصفهم إخواناً لهم .. وعلى التعاون معهم في سبيل الصالح المشترك. ولا تعليق
وفي يوم 10يونيو سنة 1916م أعلن حسين بن علي من مكة المكرمة ما سمي بالثورة العربية ، وأطلق رصاصة يتيمة من بندقيته الميزر من فوق سطح الإمارة ، وهاجم أجِراء الثورة العربية جنود الحامية التركية وأخذوهم على غرة إلى أن تأتي الطائرات البريطانية وتضرب جدة بالقنابل !!
وهكذا أصبح الطابور الخامس والذي كان يقوده فيصل بن الحسين ورجل المخابرات البريطانية لورنس ميمنة للقوات البريطانية التي جاءت من مصر لاحتلال فلسطين !! وليس هذا فحسب ، بل قام هذا الطابور الخامس بشغل القوات العثمانية لتصفية الجو أمام قوات اللورد اللنبي من الجنوب ، وتمكن اللنبي من الاستيلاء على غزة والخليل ويافا ، ثم دخل القدس في يوم 9 ديسمبر 1917م ودخلت القوات البريطانية فلسطين وفي القدس صرح اللنبي بتصريحه الشهير قائلاً { الآن انتهت الحروب الصليبية}ثم دخل دمشق يرافقه الشريف ناصر وفيصل بن الحسين .
معلناً نهاية أربعة قرون من الحكم التركي العثماني ..
ولنعد قليلا إلى الوراء فقد شعر الإنجليز أن حسين بن علي هو رجلهم المنشود لفك عرى الخلافة فأخذوا في التآمر لاستغلال شخصه وذلك على النحو الآتي :
1 ـ توثيق العلاقة مع حسين بن علي بتبادل الزيارات والمعونات السخية له.
2 ـ وعود إنجليزية خادعة لحسين بجعله خليفة على دولة عربية مستقلة والعجيب أن انجلترا تستدل على وعودها الكاذبة بنص حديث الرسول صلى الله عليه وسلم [الأئمة من قريش].
3ـ ترسيخ فكرة الخلافة في المراسلات المتبادلة بين الطرفين والتي عرفت [حسين ـ ماكماهون]
و'ماكماهون' هذا هو المندوب الإنجليزي في مصر، وكانت هذه الرسائل كلها تملق وتزلف كاذب وضحك على حسين بن علي واستغفاله، بل قل واستهباله وفي وسط الكلام تدس كلامًا غامضًا لا يتضح فيه إلا سوء نية الإنجليز وكان يختم خطابه بالتاريخ الهجري، وكانت هذه الرسائل تصل من [ماكماهون] إلى حسين عن طريق رجل مصري اسمه [علي حسين روحي] وهو رجل يدين بالبهائية، وكان أبوه موظفًا في دار المندوب الإنجليزي، والإنجليز دائمًا شديدي الثقة بأمثال هؤلاء من البهائيين والقاديانيين ويعتمدون عليهم في أعمالهم السرية ببلاد المسلمين.
عندما اندلعت الحرب العالمية الأولى انضم الأتراك ومعهم حسين بن علي وأولاده لألمانيا ... ووجه حسين بن علي ابنه البكر علي على رأس قوة هدفها دخول فلسطين للانضمام إلى القوات التركية فيها التي تخطط لمهاجمة الإنجليز في مصر ... وفتح حسين بن علي خلال هذه الفترة خطا سريا مع الإنجليز وبدأ يلعب على الحبلين ... فهو ظاهريا مع الأتراك ممثلا بفرقة يقودها ابنه البكر ... وهو عمليا مع الإنجليز بناء على اتفاق سري أجراه حسين بن علي مع ممثل بريطانيا في مصر السير هنري مكماهون ... وتمخضت هذه الاتصالات السرية على تخصيص رشاوى نقدية لحسين بن علي كان يتسلمها من الإنجليز ابنه الأصغر زيد ووعد من الإنجليز بتعيين حسين بن علي ملكا على كل العرب إن هو غدر بتركيا وساعد في إسقاط دولة الخلافة .
هذه الاتفاقات أو الاتصالات السرية مع الإنجليز هي التي تمخضت عنها فيما بعد الحدود المصطنعة للدول العربية وطارت بموجبها ولايات أضنة واسكندرون التي اعترف حسين بن علي بأنها ولايات تركية وليست سورية ..
ونلاحظ أن عمالة حسين بن علي للإنجليز فرخت ثلاثة جيوش من البدو والمرتزقة يقودها ضباط إنجليز ... والجيوش الثلاثة تحولت فيما بعد إلى قوات غزو للأردن وسوريا والعراق ليس لمحاربة الإنجليز أو الفرنسيين بل لمحاربة الأتراك... فدخل عبد الله مدينة معان على رأس ما عرف باسم الجيش الشرقي وأسس هناك بالتعاون مع الإنجليز إمارة شرق الأردن وارتكب مجزرة بحق قبيلة العدوان حين طلب من الإنجليز قصف مضارب القبيلة من الجو ردا على تهديدات زعيمها الشيخ ماجد العدوان بطرد عبد الله من الأردن .... ودخل فيصل على رأس قواته إلى سوريا ليقيم مملكة فيها بزعامته بينما أعلن ابنه البكر علي نفسه ملكا على الحجاز .
والغريب أن عبد العزيز بن سعود الذي احتل الحجاز وطرد حسين بن علي منها كان يتحسب لهجوم مضاد قد يشنه حسين بن علي من شرق الأردن بعد أن لجأ إلى هناك حيث يقيم ابنه عبد الله ... لكن عبد العزيز كان أكثر دهشة من حسين بن علي نفسه لان الابن " عبد الله " رفض استقبال والده " ملك العرب " في الأردن " تنفيذا لتعليمات الإنجليز, وتم ترحيله إلى قبرص حيث مات فيها مذلولاً مقموعاً مقهورا من جحود أولاده ... ومن غدر الإنجليز به رغم الخدمات الجليلة التي قدمها لهم ورغم مساعدته لهم في إسقاط دولة الخلافة الإسلامية ووصل الأمر به إلى بيع خنجره ليشتري طعاماً به وأولاده ملوك في الأردن والعراق!!! هذا الجزاء القريب للخيانة.
وسنتعرض للمراسلات بين حسين بن علي ومكماهون لنكن على بينة من تسلسل المؤامرة :
رسالة حسين بن علي من 14 يوليو 1915
بسم الله الرحمن الرحيم
مكة في 28/ رمضان سنة 1333 هـ 14/ يوليو سنة 1915م
لصاحب السعادة والرفعة نائب جلالة الملك بمصر، سلمه الله .
أقدم لجنابكم العزيز أحسن تحياتي الودية واحتراماتي، وأرجو أن تعملوا كل ما في وسعكم لتنفيذ المذكرة المرسلة إليكم طيه، المتضمنة الشروط المقترحة المتعلقة بالقضية العربية.
وأود بهذه المناسبة أن أصرح لحضرتكم ولحكومتكم انه ليس هناك حاجة لأن تشغلوا أفكاركم بآراء الشعب هنا، لأنه بأجمعه ميال إلى حكومتكم بحكم المصالح المشتركة.
ثم يجب ألا تتعبوا أنفسكم بإرسال الطيارات أو رجال الحرب، لإلقاء المناشير وإذاعة الشائعات، كما كنتم تفعلون من قبل، لأن القضية قد قررت الآن.
وأني لأرجوكم هنا أن تفسحوا المجال أمام الحكومة المصرية، لترسل الهدايا المعروفة من الحنطة للأراضي المقدسة "مكة والمدينة" التي أوقف إرسالها منذ العام الماضي.
وأود أن ألفت نظركم إلى أن إرسال هدايا هذا العام، والعام الفائت، سيكون له أثر فعال في توطيد مصالحنا المشتركة وأعتقد أن هذا يكفي لإقناع رجل ذكي مثلك أطال الله بقاءكم.
حاشية: أرجو ألا تزعجوا أنفسكم بإرسال أي رسالة قبل أن تروا نتائج أعمالنا هنا، خلا الجواب على مذكرتنا وما تتضمنه.
ونرجو أن يكون هذا الجواب بواسطة رسولنا كما نرجو أن تعطوه بطاقة منكم ليسهل عليه الوصول إليكم عندما نجد حاجة لذلك. والرسول موثوق به.
المذكرة: لما كان العرب بأجمعهم دون استثناء – قد قرروا في الأعوام الأخيرة أن يعيشوا وأن يفوزوا بحريتهم المطلقة، وأن يتسلموا مقاليد الحكم نظريا وعمليا بأيديهم . ولما كان هؤلاء قد شعروا وتأكدوا أنه من مصلحة حكومة بريطانيا العظمى أن تساعدهم وتعاونهم للوصول إلى أمانيهم المشروعة، وهي الأماني المؤسسة على بقاء شرفهم، وكرامتهم وحياتهم...
ولما كان من مصلحة العرب أن يفضلوا مساعدة حكومة بريطانيا عن أية حكومة أخرى بالنظر لمركزها الجغرافي، ومصالحهم الاقتصادية وموقفهم من حكومة بريطانيا.
أنه بالنظر لهذه الأسباب كلها يرى الشعب العربي أنه من المناسب أن يسأل الحكومة البريطانية إذا كانت ترى من المناسب أن تصادق بواسطة مندوبيها أو ممثليها على الاقتراحات الأساسية الآتية:
أولاً : أن تعترف إنجلترا باستقلال البلاد العربية من مرسين ـ اذنه، حتى الخليج الفارسي شمالاً ومن بلاد فارس حتى خليج البصرة شرقا، ومن المحيط الهندي للجزيرة جنوباً يستثنى من ذلك عدن التي تبقى كما هي ـ ومن البحر الأحمر والبحر المتوسط حتى سينا غربا.
على أن توافق إنجلترا أيضاً على إعلان خليفة عربي على المسلمين.
ثانياً : تعترف حكومة الشريف العربية بأفضلية إنجلترا في كل مشروع اقتصادي في البلاد العربية، إذا كانت شروط تلك المشاريع متساوية.
ثالثا: تتعاون الحكومتان الإنجليزية والعربية في مجابهة كل قوة تهاجم أحد الفريقين وذلك حفظا لاستقلال البلاد العربية. وتأمينا لأفضلية إنجلترا الاقتصادية فيها.. على أن يكون هذا التعاون في كل شيء في القوة العسكرية، والبحرية، والجوية …
رابعا: إذا تعدى أحد الفريقين على بلد ما ونشب بينه وبينها عراك وقتال، فعلى الفريق الآخر أن يلزم الحياد. على أن هذا الفريق المعتدى إذا رغب في اشتراك الفريق الآخر معه ففي وسع الفريقين أن يجتمعا معا وأن يتفقا على الشروط.
خامسا: مدة الاتفاق في المادتين الثالثة والرابعة من هذه المعاهدة خمس عشرة سنة. وإذا شاء أحد الفريقين تجديدها عليه أن يطلع الفريق الآخر على رغبته قبل انتهاء مدة الاتفاقية بعام.
هذا ولما كان الشعب العربي بأجمعه قد اتفق "والحمد لله" على بلوغ الغاية وتحقيق الفكرة مهما كلفه الأمر فهو يرجو الحكومة البريطانية أن تجيبه سلبا أو إيجابا في خلال ثلاثين يوما من وصول هذا الاقتراح. وإذا انقضت هذه المدة ولم يتلق من الحكومة جواباً فإنه يحفظ لنفسه حرية العمل كما يشاء.
وفوق هذا فإننا نحن عائلة الشريف نعتبر أنفسنا ـ إذ لم يصل الجواب ـ أحرارا في القول والعمل من كل التصريحات، والوعود السابقة التي قدمناها بواسطة علي أفندي.
جواب السير مكماهون من 30 أغسطس 1915
من السير هنري مكماهون إلى الشريف حسين30 أغسطس 1915 إلى السيد الحسيب النسيب سلالة الأشراف وتاج الفخار وفرع الشجرة المحمدية والدوحة القرشية الأحمدية صاحب المقام الرفيع والمكانة السامية السيد ابن السيد والشريف بن الشريف السيد الجليل المبجل دولتلو الشريف حسين سيد الجميع أمير مكة المكرمة قبلة العالمين ومحط رجال المؤمنين الطائعين عمت بركته الناس أجمعين .
بعد رفع رسوم وافر التحيات العاطرة والتسليمات القلبية الخالصة من كل شائبة نعرض أن لنا الشرف بتقديم واجب الشكر لإظهاركم عاطفة الإخلاص وشرف الشعور والإحساسات نحو الإنجليز. وقد يسرنا علاوة على ذلك أن نعلم أن سيادتكم ورجالكم على رأي واحد وأن مصالح العرب هي نفس مصالح الإنجليز والعكس بالعكس . ولهذه النسبة فنحن نؤكد لكم أقوال فخامة اللورد كتشنر التي وصلت إلى سيادتكم عن يد علي أفندي وهي التي كان موضحا بها رغبتنا في استقلال بلاد العرب وسكانها مع استصوابنا للخلافة العربية عند إعلانها.
وإنا نصرح هنا مرة أخرى أن جلالة ملك بريطانيا العظمى يرحب باسترداد الخلافة إلى يد عربي صميم من فروع تلك الدوحة النبوية المباركة.
وأما من خصوص مسألة الحدود والتخوم فالمفاوضة فيها تظهر أنها سابقة لأوانها، وتصرف الأوقات سدى في مثل هذه التفاصيل في حالة أن الحرب دائرة رحاها ولأن الأتراك أيضا لا يزالون محتلين لأغلب تلك الجهات احتلالا فعليا وعلى الأخص ما علمناه وهو مما يدهش ويحزن أن فريقا من العرب القاطنين في تلك الجهات نفسها قد غفل وأهمل هذه الفرصة الثمينة التي ليس أعظم منها، وبدل أقدام ذلك الفريق على مساعدتنا نراه قد مد يد المساعدة إلى الألمان، نعم مد يد المساعدة لذلك السلاب النهاب الجديد وهو الألمان والظالم العسوف وهو الأتراك.
مع ذلك فأنا على كمال الاستعداد لأن نرسل إلى ساحة دولة السيد الجليل وللبلاد العربية المقدسة والعرب الكرام من الحبوب والصدقات المقررة من البلاد المصرية وستصل بمجرد إشارة من سيادتكم وفي المكان الذي تعينونه . وقد عملنا الترتيبات اللازمة لمساعدة رسولكم في جميع سفراته إلينا ونحن على الدوام معكم قلبا وقالبا مستنشقين رائحة مودتكم الزكية ومستوثقين بعرى محبتكم الخاصة سائلين الله سبحانه وتعالى دوام حسن العلائق بيننا.
وفي الختام أرفع إلى تلك السدة العليا كامل تحياتي وسلامي وفائق احترامي.
تحريرا في 19 شوال 1333
الموافق 30 أغسطس 1915
المخلص
السير أرثر مكماهون
نائب جلالة الملك
والآن التاريخ يعيد نفسه فالعلمانيون يقومون بدور القوميين في الخيانة للثورة الجهادية المباركة في سوريا, والمجلس بقيادة المرتد غليون يقوم بدور حسين بن علي في العمالة لفرنسا؛ إنما هناك فارق أساس فثورة حسين بن علي كانت على الدولة العثمانية أما الثورة الجهادية المباركة في سوريا فهي على حكم طائفي مرتد أسوأ مرحلة في تاريخ سوريا منذ الفتح الإسلامي ويريد غليون ومجلسه بمن فيه المتمسلمين سرقة الجهاد وتسليمه للعلمانيين المرتدين ولأمهم فرنسا لإقامة حكم علماني بدولة مدنية كما يصرحون. وخابوا وخسروا إن شاء الله والله غالب على أمره.
0 التعليقات:
إرسال تعليق