موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأحد، 11 ديسمبر 2011

في رحاب العلماء(7) السمــع والـــطاعة


في رحاب العلماء(7)
السمــع والـــطاعة
رضوان محمود نموس
يتحدث الشيخ في هذا الفصل عن معنى الطاعة وأنها بالمعروف وكيف استغل قادة الأخوان مبدأ الطاعة لتحويله إلى مبدأ التبعية العمياء واعتبروا مخالف قيادتهم شذوذ ومن شذ شذ في النار وأن من لم يبايع قيادتهم فميتته جاهلية وكيف جنى هذا التحوير على الإسلام والأتباع وحولهم من رجال إلى إمعات لا يقرون معروفاً ولا ينكرون منكراً إلا ما رأته قيادتهم فتحولوا من عبيد لله إلى عبيد للقيادة.
 [أبعد الناس عن الإسلام رجل فقد حرية فكره و وإرادته]
للشيخ محمد الغزالي من كتابه (من معالم الحق)([1])
من أمارات الإحكام في شؤون الجماعة والدولة, أن تنتقل الأوامر من الرؤساء إلى الأطراف, كما ينتقل التيار من المولد الكبير إلى الأسلاك الممتدة, فلا يقطع نوره خلل ولا يرد قوته قطع أو خبل.
 إن الجسم المعافى تستجيب أعضاؤه "للإرادة" التي تنقلها الأعصاب من الدماغ المفكر فيتحرك أو يسكن وفقها.
ولن تعجز الإرادة عن بلوغ أهدافها إلا إذا اعتل الجسم, وأصيبت أجهزته بالعجز أو الشلل..
والمجتمع الصحيح كالجسم الصحيح يشد كيانه جهاز دقيق ويضبط أموره نظام محكم, وتتعاون ملكاته العليا وقواه المنفذة تعاوناً وثيقاً يسير به في أداء رسالته كما تسير الساعة في حساب الزمن..
وقد وضع رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعدة هذا النظام المتجاوب وجعل القيام عليه من معالم التقوى, فإنه لن يستقر حكم ولن تصان دولة إلا إذا سادتها الطاعة والنظام.
ولذلك قال عليه الصلاة والسلام: {من أطاعني فقد أطاع الله, ومن عصاني فقد عصى الله, ,من أطاع أميري فقد أطاعني, ومن عصى أميري فقد عصاني}.
وقال الله عز وجل: (أطيعوا الله) أي اتبعوا كتابه. (وأطيعوا الرسول) أي خذوا بسنته. (وأولي الأمر منكم) أي فيما كلفوكم به من أمور تخدم الكتاب والسنة...
وطبيعة الحياة عندما فرضت خضوع الجسم للعقل إنما بنت هذا لمصلحة الجسم والعقل جميعاً, على أساس أن العقل لن يصدر عنه ما يضر الجسم أو يؤدي به إلى التهلكة.
فإذا استحمق امرؤ وشرع يخلط, حجرنا عليه فوراً, إنقاذاً له من شر نفسه وإنقاذاً للجماعة منه..

كذلك اطردت فطرة الله في شؤون الحياة كلها.
فقوانين السمع والطاعة التي سنها الإسلام بل التي وضعتها نظم أخرى وطبقتها بصرامة, لم يقصد بها إلا حفظ المصلحة العليا للجماعة, فكأنما أملت بها غريزة البقاء وضرورة الحياة.
ولا مجال البتة لجعلها متنفس هوى جامح أو شهوة عارضة.
وعندما شرع قانون السمع والطاعة لم يفترض في الأطراف التي تمثله إلا قيادة راشدة تنطق بالحكمة وتصدع بالحق وتأمر بالخير, ثم جنود يلبون النداء, ويمنعون العوائق ويتممون الخطة.
وبذلك تنتظم دورة القانون في الأمة كما تنتظم دورة الدم في البدن فتستقيم الحياة وتستقر الأوضاع.
أما الطاعة العمياء لا لشيء إلا لأن القائد أمر, وأمره واجب الإنفاذ, فذلك منكر كبير وجهالة فاحشة لا يقرها شرع ولا عقل.
روى الإمام أحمد في مسنده قال: {بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم سرية واستعمل عليهم رجلاً من الأنصار فلما خرجوا وجد عليهم الرجل في شيء _تبرم بسيرتهم معه-  فقال لهم: أليس قد أمركم رسول الله أن تطيعوني؟. فاجمعوا إلي حطباً ثم دعا بنار فأضرمها فيه, ثم قال: عزمت عليكم لتدخلنها.. فقال لهم شاب منهم: إنما فررتم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من النار, يعني _فكيف تقادون باسمه إليها_؟.لا تعجلوا حتى تلقوا رسول الله صلى الله عليه وسلم, فإن أمركم أن تدخلوها فادخلوها... فرجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبروه. فقال لهم: (لو دخلتموها ما خرجتم منها أبداً. إنما الطاعة في المعروف}.
لو دخلتموها ما خرجتم منها أبداً...
هذا الترهيب الغليظ يستأصل جذور الطاعة العمياء من نفوس الأتباع جميعاً, ويجعلهم يحملقون فيما يصدر إليهم من أوامر, فلا يكونون عبيداً إلا لله ولا جثياً إلا للحق.
إنما استكبر من استكبر من الفراعنة والجبابرة لأنهم وجدوا من الرَّعاع من يسارع إلى إجابة أهوائهم وإطاعة نزواتهم دون بصر أو حذر فعتوا في الأرض وعلوا علواً كبيراً...
ولو أنهم عندما أصدروا أوامر يمليها الغرور وتنكرها الحكمة وجدوا من يردها عليهم ويناقشهم الحساب, لتريثوا طويلاً قبل أن يأمروا بباطل.
والثقة _خصوصاً في أهل الدين_ تغرس حسن الظن فيما يأتون ويذرون, وتجعل المرء يتلقى توجيههم بالقبول الحسن فهو ينزل عنده مطمئناً إلى أنه يطيع في المعروف.
ونحن لا نلوم إنساناً على نقاوة صدره وليونة طبعه, ولكن المؤمن لا يأذن لأحد أن يستغل هذه الصفات النبيلة فيه ليجعل منه شخصاً طائش القياد, ضرير العين والقلب...
وفساد الأديان الأولى جاء من طراوة الأتباع في أيدي رؤسائهم وتحولهم مع مبدأ السمع والطاعة إلى أذناب مسيرة, لا فكر لها ولا رأي.
روي أنه لما نزل قوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ} قال عدي بن حاتم _معترضاً_ :إنهم لم يعبدوهم, فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: بلى, إنهم حرموا عليهم الحلال وأحلوا لهم الحرام, فاتبعوهم فتلك عبادتهم إياهم..
فانظر كيف غدت الاستجابة العمياء شركاً, وكيف استغلت الثقة لتغيير أحكام الله وإضلال عباده عن الصراط المستقيم.
إن الفراعنة والأباطرة تألهوا لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعي.
والأحبار والرهبان والبابوات تألهوا كذلك, لأنهم وجدوا رعايا تمنحهم الثقة المطلقة وتلغي وجودها الأدبي أمام ما يصدرون من أحكام.
والشعوب التافهة في كل زمان ومكان هي التي تصنع المستبدين وتغريهم بالأثرة والجبروت.
وقد بلغ من حمق العامة في بعض أدوار النهضة المصرية الأخيرة أن قالوا: الحماية على يد فلان خير من الاستقلال على يد فلان!.. لو رشح فلان حجراً لانتخبناه...
إن الحب المكين شيء واحترام الحقيقة المجردة شيء آخر.
ولشعب ما أن يعشق زعيمه وأن يصوغ فيه قصائد غزل...
بيد أنه لا يسوغ أن يتطور به هذا الحب حتى يحاكم الحقائق إلى شخصه بدل أن يحاكم شخصه إلى الحقائق..
ومن قديم عرف المصلحون والأئمة أن السمع والطاعة وسائل لا بد منها لسير الأمور وبلوغ الغايات.
ونحن لا نماري في المبدأ بعدما شرحنا أصله في صدر حديثنا, وإنما نحذر من الزوائد الخطرة التي تنضاف إليه وتتوسع فيه وتقتل الحقيقة والحرية باسمه.
إن الإسلام لم يشرع قانوناً ينتقص من "الاستقلال الشخصي" لأي إنسان أو بعض من "حريته الفكرية".
ألم تر إلى موقف رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته في أسرى بدر؟
لقد استشار أصحابه بما يصنع فيهم؟ فما حاول أحدهم أن يتعرف رأيه ليتملقه بتأييده, بل أدلى كل منهم بما يراه الحكم الصحيح في القضية المعروضة وسار كل وفق طبيعته الخاصة.
الحليم يعرض العفو, والحازم يعرض العقاب, ولا يعنينا أن نعرف هنا من أخطأ أو من أصاب.
وفي السيرة شواهد شتى لما كان عليه السلف الأوائل من أصالة نظر, وحرية فكر, مع ما أثر عنهم من حب عميق لرسول الله صلى الله عليه وسلم وما أخذ عليهم من مواثيق السمع والطاعة.
ونحن نعرف أن بعض الناس لا يحسن التفكير العام, وقد تضم إلى ذلك أنه لو ترك لكل امرئ الحق في مناقشة ما يكلف به لتسربت الفوضى إلى شؤون الحكومات والشعوب.
وهذا حق, ولكنه لا يصادم ما نحن بصدد تقريره. إن هناك فرائض لا يجوز خدشها ومحرمات لا يمكن استباحتها, وشؤوناً أخرى هي مجال للأخذ والرد وتفاوت التقدير.
وهذا لا يملك البت فيها واحد برأسه, وإنما يرفع الخلاف فيها إلى أصحاب الحل والعقد وأهل الشورى..
فإذا مرت بمرتبة البحث والعرض فلكل ذي رأي أن يظهره وأن يدافع عنه غير منكور ولا محقور...
حتى إذا تمخض الدرس والنقد عن الرأي الذي استقر عليه الإجماع أو جنحت إليه الكثرة لم يبق مكان لتردد أو ارتياب أو اعتراض.
والحكومات المعاصرة _على اختلاف مذاهبها_ تحترم هذه القاعدة.
ولعل هذا سر الإفراد والجمع في الآية: {أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ} فالله واحد والرسول واحد.
أما {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنْكُمْ} فهو كثير.. وما يقرونه _جماعتهم أو أغلبهم_ فهو محل احترام العامة.
وليس ذلك الذي أقره الإسلام في سياسة أمته بدعاً تفرد به, فإن أمماً أخرى أقرت مثله من قبل ومن بعد.
ذلك. وليس كل من غلب على حكم بلد ما يسمى ولي أمر فيه, تقرن طاعته بطاعة الله ورسوله.
فكم أرمق قروناً من تاريخ الإسلام الرحب وبقاعاً من وطنه الكبير فلا أجد ظلاً لولاية صحيحة..!
كما أن الشؤون التي يعالجها الولاة الموثوقون تتفاوت في موضوعها تفاوتاً كبيراً فشؤون الدنيا غير شؤون الدين.
وشؤون الدين نفسه ليست سواء, فالأصول غير الفروع, والنظر ي غير العملي...
قد يختلف أولو الأمر في بناء جسر أو تعلية خزان, وقد نختلف في ذلك معهم لا صلة لهذا الخلاف بطاعة أو معصية...
وقد يختلفون ونختلف معهم في فقه الصلاة ويلتزم كل منا وجهة نظره... ولا وزن هنا لخطأ أو صواب...
ثم إن الرجال الذين يسموا أولي الأمر شرعاً, والشؤون التي تُرى طاعتهم فيها ديناً, مما تكلم العلماء في بيانه ورفعوا الغموض عنه...
ولقد عجبت لخلاف وقع بين شباب الإخوان المسلمين أثاره بعضهم بتشاؤم: هو نحن جماعة المسلمين, أم نحن جماعة من المسلمين؟.
والإجابة على هذا السؤال لها نتائج ذات بال.
بل نتائج ترتبط بها صيانة دماء وأموال!.
فإن الذين يحسبون أنفسهم جماعة المسلمين يرون مخالفة الأستاذ حسن الهضيبي ضرباً من مخالفة الله ورسوله, وطريقاً ممهدة إلى النار وبئس القرار!.
وقد كنت أسير مع زميلي الأستاذ سيد سابق قريباً من شعبة النيل فمر بنا اثنان من أولئك الشبان المفتونين وأبيا إلا إسماعنا رأيهم فينا وهو أننا من أهل جهنم!.
 وصادف ذلك منا ساعة تبسط وضحك فمضينا في طريقنا وقد سقط طنين الكلمة النابية على الثرى قبل أن يتماسك في آذاننا...
إلا أنني تذكرت بعد أيام هذا العداء المر والأوامر التي أوحت به, فعز علي أن يُلعب بالإسلام وأبنائه بهذه الطريقة السمجة.
وأن تتجدد سياسة الخوارج مرة أخرى, فيلعن أهل الإيمان ويترك أهل الطغيان.
  وبم؟ باسم أن الرئيس وبطانته هم وحدهم أولو الأمر! وأن لهم حق السمع والطاعة؟ وأن الخارج عليهم يصدق فيه قول رسول صلى الله عليه وسلم: {من رأى من أميره شيئا فكرهه فليصبر. فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت إلا مات ميتة جاهلية} وقوله: {من خلع يداً من طاعة  لقى الله لا حجة له. ومن مات وليس في عنقه  بيعة مات ميتة  جاهلية}..
وهذه الأحاديث وأمثالها وردت في منع الفتوق الجسيمة التي يحدثها الشاغبون على الدولة.
وقد عانى المسلمون وعانت خلافتهم الكبرى أقسى الآلام من ثورات الحانقين والناقمين.
وربما كان سقوط الحكم الإسلامي في الأرض بسبب هذه الانتقاضات الهائلة..
أما أن جماعة أنصار السنة أو جماعة الشبان المسلمون أو جماعة أهل الصفة يجرون هذه الأحاديث إلى دورهم ويطبقونها على من يبقى معهم أو يخرج عليهم فهذا جنون.
بيد أن تعليم هذا الجنون كان أسلوب تربية وتجميع عند بعض الناس!!
فمن المضحك أو المبكي أن يخطب الجمعة في مسجد الروضة عقب فصلنا من المركز العام من يؤكد أن الولاء للقيادة يكفر السيئات, وأن الخروج من الجماعة يمحق الفضائل وأن الذين نابذوا المرشد العام عادوا إلى الجاهلية الأولى لأنهم خلعوا البيعة.
ورئيَ الدكتور محمد يوسف موسى أستاذ الشريعة الإسلامية بجامعة القاهرة يخلص بالخطيب جانباً ليقول له: أي إسلام هذا؟.
ومَن مِن علماء الأولين والآخرين أفتى بهذا اللغو؟ وكيف تلبسون الدين هذا الزي المنكر؟.
وهيهات فقد تغلغل هذا الضلال في نفوس الناشئة حتى كتب بعضهم لأخ له _من قبل_ يسأله: هل تظن نفسك مسلماً بعدما خرجت من هيئة الإخوان؟.
ولنفرض أن المرشد العام هو أمير المؤمنين وأن له حقوق الخليفة الأعظم (!) فهل هذا يؤتيه على أتباعه حق الطاعة العمياء.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يؤتَ هذا الحق! ففي بيعة النساء يقول الله له: {وَلا يَعْصِينَكَ فِي مَعْرُوفٍ}
وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره ما لم يؤمر بمعصية, فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة}..
وروى مسلم عن عبد الرحمن بن عبد رب الكعبة قال: (دخلت المسجد فإذا عبد الله بن عمرو بن العاص جالس في ظل الكعبة والناس مجتمعون عليه, فأتيت فجلست إليه فقال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا منزلاً فمنا من يصلح حذاءه, ومنا من ينتضل, ومنا من هو في جشره([2]). إذ نادى رسول الله: الصلاة جامعة, فاجتمعنا إلى رسول الله فقال:{ إنه لم يكن نبي من قبلي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم, وينذرهم شر ما يعلمه لهم _وإن هذه الأمة جعلت عافيتها في أولها وسيصيب آخرها بلاء وأمور تنكرونها وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه مهلكتي ثم تنكشف وتجئ الفتنة فيقول المؤمن: هذه هذه!... فمن أحب أن يزحزح عن النار ويدخل الجنة فالتـأته منيته وهو يؤمن بالله واليوم الآخر, وليأت إلى الناس الذين يحب أن يؤتى إليه. ومن بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه, فليطعه إن استطاع. فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر.}.!
قال فدنوت منه فقلت: أنشدك بالله، أنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأهوى _إلى أذنيه وقلبه_ بيديه وقال: سمعته أذناي ووعاه قلبي.
 فقلت له: هذا ابن عمك معاوية يأمرنا أن نأكل أموالنا بيننا بالباطل ونقتل أنفسنا, والله تعالى يقول: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ إِلا أَنْ تَكُونَ تِجَارَةً عَنْ تَرَاضٍ مِنْكُمْ وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا}
قال فسكت ساعة لحظة_ ثم قال: أطعه في طاعة الله واعصه في معصية الله...
سياق الحديث كما ترى في توفير الأمن لحكم قائم, وخليفة مبايع, ومع ذلك فإن عبد الله رأى التمرد على الحاكم فريضة إذا أمر بمعصية, فكيف بالتمرد على رجل من سوقة الناس منح نفسه أو منحه أشياعه سلطاناً موهوماً!
على أن من الإنصاف بتعاليم الإسلام _ونحن بصدد الكلام عن تغيير الحكام_ أن نذكر القاعدة القائلة: إذا كان تغيير المنكر يؤدي إلى مفسدة أعظم, فالإبقاء عليه أولى, وذلك مصداق قوله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}
والواقع أن الزلازل التي تتبع إسقاط الحكومات قسراً بعيدة المدى. ومن ثم لم يرض الإسلام أن يشهر السيف في وجه حاكم إلا أمام ضرورات ملجئة.
أبانها هو ولم يترك بيانها لتقدير أحد.
بل إنه حبب إلى المؤمن التضحية ببعض حقوقه الخاصة إشاعة للاستقرار في أنحاء البلاد, وإغلاقاً لمنافذ الفتن.
فعن عبادة بن الصامت قال: {بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في منشطنا ومكرهنا وعسرنا ويسرنا وأثره علينا, وألا ننازع الأمر أهله _أي نطلب الحكم من ولاته_ إلا أن تروا كفراً بواحاً عندكم من الله فيه برهان}...
إن الأمة التي تغير حكامها كما تغير المرأة أزياءها لا تصلح لها حال, ولا تبقى لها ريح.
وإنني لأمقت أن أكون داعية لحاكم ما, وأستعيذ بالله من أن أعين بكلمة على بقاء والٍ جائر.
غاية ما أبغي أن أشرح قانون السمع والطاعة وأن أمنع الكهان والدجالين من الاحتيال به على ناشئة قليلة الفقه في الإسلام, إن تغيير حاكم شيء والانصراف عن واعظ غير موفق شيء آخر.
لقد كان الراسخون في العلم يدعون إلى الله ويتجردون للدعوة, فكان الناس يرون طاعتهم من طاعة الله لأنهم تلقوا دروس معرفته عنهم.
ثم جاء الراسخون في الجهل يطلبون حقوق القيادة, ويتحدثون عن قانون السمع والطاعة, ولست أعنف داعياً من هؤلاء على مزاعمه ومطالبه, فالأمر كما قيل: "بعض الناس طغاة لأننا نركع لهم"....
وقد رأيت جماً غفيراً من شباب الإخوان المسلمين ينظرون إلى "مرشدهم" نظرة يجب أن تدرس وأن تحذر..
قال أحدهم في اجتماع ضخم للهيئة التأسيسية: إن المرشد لا يخطئ, وكان بهذه القولة العجيبة يريد أن يخذلني وأنا أعارض المرشد في بعض تصرفه وقد خذلت فعلاً, ومزقت ملابس الرجل الذي وقف يناصرني..
ومع أن كلمة "المرشد لا يخطئ" وجدت امتعاضاً من أغلب الأعضاء..إلا أنه امتعاض المذنب عندما يواجه بجريرة لا يجد منها فكاكاً.. ويكره أن تلتصق به, لظهور معرتها..
والقوم يخلطون بين توقير القائد, وتوفير المهابة له.. وبين الخنوع لرأيه, والمسارعة في هواه..
إن أول ما نشب الخلاف بيننا وبين المرشد العام كان على أسلوب الحكم في مصر هل تكفل الحريات العامة ويصان الدستور القائم وتنقذ البلاد من استبداد فرد أو أفراد؟ أم نتجاهل هذا الموضوع كله ونطوي حكم الإسلام فيه وتشتغل جماعة الإخوان بشؤون أخرى؟
كان الرجل شديد الحرص على مرضاة المستبدين قليل الاكتراث بحقوق الأفراد والطوائف. وقد ألفت كتابي "الإسلام والاستبداد السياسي" استنكاراً لهذه السياسة القاصرة. ودفاعاً عن تعاليم الإسلام الصحيحة.
ولعل الأستاذ الهضيبي ومن معه عرفوا الآن الحق الذي خاصمناهم عليه وكرهونا من أجله.
قال لي ذات يوم, واحد من أقرب رجال المرشد إليه: إن الإيمان بالقائد جزء من الإيمان بالدعوة, ألا ترى أن الله ضم الإيمان بالرسول صلى الله عليه وسلم إلى الإيمان بذاته _جل شأنه_؟ ذلك لأن المظهر العملي للطاعة والأسوة هو في اتباع القائد اتباعاً مطلقاً!!
ثم استدرك محدثي يقول: لا أعني بهذا أن أسوي بين المرشد والرسول في حقيقة الطاعة, إنما أقصد دعم مشاعر الولاء نحو الرجل الذي يحمل راية الدعوة، فأنا أضرب مثلاً فحسب!!
وبمثل هذا الأسلوب رسم مجرى المعاملة بين مرشد الإخوان والجماعة فلما استغربناه وتأبينا عليه، ورأينا أنفسنا نبصر الحقائق القريبة والرجل لا يحسها.. ونعامله مخطئاً أو مصيباً غير مقرين هذه الهالة المزورة التي أضفاها الأغرار عليه, مَقَتَنَا الرجل أشد المقت, مقتاً كما يمقت الكفار والفساق.. !!
ثم سار بمن معه يتقحم العثرات والمزالق  لا يلوي على شيء ولا يلام على شيء...
أما الشيء الذي تحار البرية فيه فهو إطباق قبيل من الناس على تقديس شخص ليست لديه ذرة من خصائص الأمجاد، أينما توجهه لا يأت بخير.
وفي حمّى هذه الطاعة العمياء وقعت أمور يجب أن يكشف الستار عنها.
كانت المنشورات السرية تصدر حاملة أوامر القيادة الخفية وكانت هناك منشورات أخرى توزعها مراكز التجسس الاستعماري... وتسيرها في المجرى نفسه الذي تسير فيه المنشورات الأولى... وكان عبيد الولاء يحترمون هذه وتلك ويتعصبون لها جميعاً.!!
وفي إبان الخصومة القائمة بين المرشد العام وبين الحكومة القائمة نفذ المصطادون في الماء العكر إلى داخل القطر، فاستطاع المخربون اليهود أن ينسفوا جسراً في منطقة القناة، تعكيراً للأمن وتعويقاً للجلاء.
والغريب أن نفراً من عبيد الولاء ظن هذه الحركة بداية جهاد ضد الانكليز (!) جهاد عملي يقوده المرشد نفسه (!) فرحب بهذه الأعمال...!!
إن بركات الطاعة العمياء لا آخر لها, وأولها أنها تصدق في أصحابها قول القائل:
ما يبلغ الأعداء من جاهل            ما يبلغ الجاهل من نفسه
إنني أرجع بذهني إلى الأيام التي استجاب فيها السيد حسن الهضيبي ليقود الإخوان المسلمين.. فأستشعر الحسرة لأن المنطق الوثني في تقدير الناس هو الذي هيمن على الموقف كله, والأجهزة السرية العاملة في الظلام هي التي سخرت تسخيراً لإتمام المأساة...
لو كان المفروض أن يقود أهل الجهاد والعلم والدراية والتوجيه لوجد من هؤلاء كثير في صفوف الإخوان.. لكن أصحاب هذه المؤهلات معروفون يتحدث الناس إليهم ويأخذون منهم ويردون عليهم.
والقائد لا يكون كذلك _وما ينبغي له_ (!) ينبغي أن يكون شيئاً تشرئب إليه الأعناق، وتخشع عنده النفوس... أجل.. ينبغي أن يكون صنماً حياً يأمر فيطاع، ويأتي إليه الأشياع ليتمسحوا به ويطوفوا حوله..
إذاً فليكن المرشد رجلاً غريباً عن الجماعة! وقلت: أما نتخير رجلاً له فضل علم وتربية، ليأخذ بنواصي الإخوان إلى الخير؟ فصاح ناظر مدرسة إلزامية _يرد علي وهو يظن أني أرشح أحد أصدقائي من علماء الأزهر_ قال فض الله فاه: إننا سنعطي شهادة العالمية لرجلنا هذا..!!
وسقطت قيادة الإخوان المسلمين في أيدي رجال يمنحهم أتباعهم شهادات المعرفة والفقه, لأن الوثنية في تقويم الأشخاص هي التي سيطرت على الموقف..
فلما أخذت شؤون الدعوة تتدحرج وتهبط من دارك إلى درك, وشرع أولو الرأي والغيرة يتدارسون الحلول المستطاعة لإخراج الجماعة من ورطتها جاء شاب مسكين _من عبيد الولاء_ إلى رجل له في  ميدان الدعوة عشرون عاماً، جاء يقول له: أتريد أن تكون مرشداً؟ أتريد أن تنازع فلاناً منصبه العتيد؟
وسكت الداعية القديم لحظة ثم قال: أما أستطيع أن أضع قدماً على أخرى وأنظر إليكم شزراً؟.. أما أستطيع أن أجلس أبكم، فإذا سئلت أجبت بعد لأي بحروف لا معنى لها؟.
أليست هذه خصائص العظمة التي جعلتكم تدينون لفلان هذا بالطاعة وترعد أنوفكم إذا مس قداسته خفيف الريح؟
لقد عرفنا كيف كانت الجاهلية الأولى تصنع الأوثان ثم تعبدها؟ نعم تعبدها وهي التي صنعتها بيديها..!!
وكما ينسب الفلاحون في ريفنا طائفة من الكرامات الخارقة إلى أصحاب القبور المدفونين في قراهم، أخذ المضللون من الإخوان يشيدون بكفايات المرشد الجديد.. فإذا اصطاف بالإسكندرية قالوا: يتعهد الدعوة في الثغر!
وإذا ذهب إلى لبنان _لأن هواءها أنقى_ قالوا: يحرس قضايا العرب ويشجع المرابطين في القدس تجاه اليهود (!) وإذا وصل إلى جدة قالوا: حج واعتمر!! وإذا لفقت له خطبة فطاف العواصم والدساكر بها قالوا: سحر الناس بمنطقه وبلاغته.. وإذا اختفى عن العيون قالوا: أوى إلى الغار كما اختفى النبي صلى الله عليه وسلم عن أعين الكفار..
وطبيعي أن رجلاً من هذا الطراز المحظوظ لن يضمر في نفسه إلا التنقص لكل ذي مكانة أو قدرة في جماعة الإخوان المسلمين.
ذلك أنه لم يأت عن تقدير للسبق والوفاء وبعد الهمة وعموم النفع فكيف يقدر صفات لم ينظر إليها قط عند استجلابه؟
وعقدة الضعة تجعل صاحبها لا يكتفي بتخطي من هم أكفأ منه، بل أنه يسعد بتحطيمهم، ويسر إذ يقدر على إقصائهم وإطفائهم.
لقد جاء حسن الهضيبي _وهو أحدث الناس عهداً بدعوة الإخوان المسلمين_ فأراد أن يكون أقدم الناس فيها... بإخراج غيره.. وجاء قزماً بين عمالقة, فشاء أن يكون عملاقاً بين أقزام...!!
ونظرنا إلى هذا الخلل الفظيع في مقاييس الخير عندنا، فعلمنا أن سوف نحرم من رعاية الله أبداً إذا قررناه.. وزاد من حساسيتنا به أن الشبان الذين كثروا في قاعدة الجماعة اضطربت أفكارهم وأحكامهم حتى خيل إلى بعضهم أن يزن أقدارنا بمدى رضاء المرشد عنا، ومدى ولائنا له!!
أما الخطأ والصواب، أما العقم والإنتاج، أما النكوص والشجاعة، بل قل: أما العلم والجهل.. فتلك أمور لا يلتفت إليها في تقديم وتأخير...
وعفاء على أمة تستقر فيها تلك المهازل.. إن البقاء فيها مضيعة للوقت ومنقصة للدين!
أأشقى به غرساً؟  وأجنيه ذلة؟ ** إذن فاتباع الجهل قد كان أحزما!!
.....شاءت الأقدار أن يقع زمام جماعتنا في يد رجل يحرق هذه الغراس كلها، ويحرمنا جناها، ويخوض باسم الإسلام المظلوم المفترى عليه معركة يريد بها إعادة الوثنية السياسية الأولى.. وهو _إن نجح أو فشل_ يصيب الإسلام في مقاتلة، ويجر عليه الويلات.
ولكني _مرة أخرى_ أرجع باللوم على القطيع المسير.
إن حسن النية لا يشفع في الاستجابة لأصحاب الأهواء المغرضين والخبثاء.
وقد نعى القرآن على قوم أغلقوا عقولهم على رأي فلم يفهموا سواه ولم يفكروا فيما عداه، زاعمين أن الخير فيه وحده، فقال فيهم: {قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالا%الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا}
كذلك حسبوا _وهم ما أحسنوا ولا قاربوا_ فلم يعذروا بحسن النية، بعدما جمدت عقولهم على الخرافات وأغلقوا آذانهم دون الناصحين المخلصين.
كتب زميلي الأستاذ زكريا إبراهيم الزوكة _يصف اجتماعاً من أخطر الاجتماعات التي عقدها الإخوان ليتدبروا موقفهم بعد اختفاء "المرشد" وتوتر الصلات بين بعض الجماعة وبعضها الآخر_ فقال:
شهدت اجتماع الهيئة التأسيسية الأخير فرأيت ما يغثِّي النفس ويبهت الحق ويدع الحليم حيران.. شهدت من يكذب الكذبة الهائلة فإذا قام بعض الشهود ليصححوا له قوله. ويشهدوا بما رأوا وسمعوا.. أسكتوا بالقوة. واستعين عليهم بأشخاص لا عقل لهم ولا خلق. وإنما أتي بهم ليمثلوا دور الهتافين والمهرجين في اجتماعات الأحزاب البائدة..
وشهدت أخاً فاضلاً كان ينتقد تصرفات المرشد الحالي انتقاداً مراً، ويصفه في مجالسه الخاصة والمجالس التي يشهدها بما لم يصفه به الغزالي أو صالح عشماوي.
فإذا هو في اجتماع الهيئة يدافع عن هذا المرشد نفسه دفاع الأبطال، ويحاول _في عصبية_ أن ينفي عنه كل شبهة ويدرأ كل نقيصة..
فسألت في دهشة: أتغير المرشد أم تغير هذا  الأخ؟
فقيل لي بل تغير هذا الأخ, كان غاضباً قبل اليوم لأنهم افتاتوا على منصبه في الدعوة ووضعوا فيه أحد المقربين.. ثم بدلت الحال غير الحال وأصبح الصفي المقرب مغضوباً عليه فرأى صاحبنا القديم أن الفرصة سنحت وأنه وشيك أن يسترد مكانته إن هو انحنى واستدار ونظر إلى العيوب والأخطاء بعين الرضا لا بعين الإنصاف....
وشهدت إخواناً من الشباب _لم يهدهم علم ولم تصقلهم تجربة_ شهدتهم يقفون على رؤوس المعارضين بعيون يتطاير منها الشرر ويريدون التحرش بكل من يريد أن يدلي بالحق ويقيم الشهادة لله..
حتى لقد همس في أذني أحد الإخوان الفضلاء من ذوي السبق والمكانة وقال: كم أود أن أتكلم فقلت له  _وأنا أبتسم_ وما يمنعك قال: أخشى أن يجهل علي هذا. وأشار إلى واحد من هؤلاء الحراس.
هذا بعض ما شهدت من المضحكات المبكيات في اجتماع الهيئة التأسيسية.
ولقد غادرت الاجتماع قبل أن يبلغ مداه, وأنا أكاد أقطر أسفاً لأن هؤلاء هم الذين يريدون أن يقودوا الإسلام في أعصب أيامه وأشد ميادينه حرجاً..
...هل ستترك الأيدي الخفية تلعب بزمام الحركة الإسلامية الكبيرة وتشل نشاطها في ميادين الحياة كما وقع منذ ثلاث سنوات؟
هل من الضروري أن يحمل الإسلام سنين طويلة أوزار قيادة واهنة مربكة تستر ضعفها بالاستبداد، ونكوصها بالمكر السيئ؟ ولحساب من هذا كله؟؟
إن الأستاذ حسن الهضيبي كان ألين الناس مع الأحزاب التي قتلت حسن البنا، كان يدعو جهاراً إلى مصالحتهم ونسيان الماضي..!!
لكن هذه الليونة تحولت مع الإخوان إلى بطش وتنكيل، تبعتها حرب شعواء من المفتريات التي تتلمس للأبرياء العيوب وتدار بدهاء لتجعل الظلم عدلاً... وهيهات.
...إن شرف دعوتك العظيمة في أنها صدى للإسلام، وصورة كاملة لتعاليمه الراشدة.
-                  فاعلم أن الإسلام بني على الوضوح والثقة والتعقل.
"ذلك الكتاب لا ريب فيه، هدى للمتقين".
"إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون".
-    فارفض الغموض في رسالتك واحذر قبول الريبة باسم السمع والطاعة. فالطاعة في المعروف, والرسول صلى الله عليه وسلم يقول: {دع ما يريبك إلى ما لا يريبك}.
-                  ولا تتعصب إلا لما تعقل وتؤمن، فإن التسليم للأوهام بعض طقوس الماسونية في هذا العصر، وبعض طقوس الكنيسة في العصور الوسطى المظلمة.
-                  أما الإسلام فبريء من هذه المسالك المحدثة.
إن قيادة الإخوان الآن حريصة على الأوضاع الغامضة والقرارات المريبة الجائرة.
وهي مسؤولة أمام الله والناس عن مشاعر الحيرة والبلبلة التي تغمر قلوب الإخوان في كل مكان.
ثم هي مسؤولة _من قبل ومن بعد_ عن الخسائر التي أصابت الحركة الإسلامية في هذا العصر.
وعن التهم الشنيعة التي توجه للإسلام من خصومه المتربصين..
فقد صورته نزوات فرد متحكم، كما صورت هيئة الإخوان المسلمين وكأنها حزب من الأحزاب المنحلة تسودها الدسائس وتسيرها الأهواء.
وقد أعذرنا بهذا البيان.
وسوف نبقى في أوضاعنا ندفع عن الإسلام شرور أعدائه السافرين والدخلاء حتى تنجلي الغمة ويفرح المؤمنون بنصر الله.



[1] - من كتاب من معالم الحق في كفاحنا الإسلامي الحديث, الطبعة السادسة سنة 1963م , ص236 وما بعدها .
[2] - الجشر: بفتح الشين, الميل يرعى في مكانه لا يرجع إلى أهله ليلاً, والمراد أن بعضهم كان في مرعى ماشيته

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.