موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الثلاثاء، 6 ديسمبر 2011

وقفة مع الذات


وقفة مع الذات
رضوان محمود نموس
يبحث هذا الموضوع في ضرورة المراجعة لمسيرة الحركات الإسلامية والدعوة إلى تلافي السلبيات وتطوير الإيجابيات وتوحيد مصادر التلقي وعرض الإسلام بنقائه وصفائه بعيداً عن الإسقاطات الحزبية وقولبة الإسلام حسب فكر الأحزاب والله من وراء القصد
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد..
ربما يكون غض الطرف عن واقع الأمة الإسلامية شعوباً وجماعات وأفراداً فيه شيء من العبثية.
فلا يخفى على المهتمين بالعمل الإسلامي أن هناك أزمة تكتنف هذا العمل وتأخذ بخناقه وتطوقه من كل صوب، وأزمته ليست فقط في ضيق قاعدته وقلة عدد العاملين له، بل ربما يكون كثرة اختلاف الذين يقومون بالعمل الإسلامي وتنوعهم، وتفرقهم وصراعهم فيما بينهم أحد أهم أسباب الأزمة.
إن أسباب الأزمة تكمن في أشياء كثيرة منها:
1-           عدم وحدة مصادر التلقي عند المسلمين، فبينما تدعي جميع الجماعات والفرق والمذاهب الإسلامية أن مصادرها كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم نجد من ناحية التطبيق العملي خلافاً صارخاً لهذا الادعاء.

فعدد غير قليل من أتباع المذاهب يقدمون أقوال أئمتهم وما تعورف عليه في المذهب على كلام الله وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم، ويعمدون إلى تأويلات وتفسيرات يعطلون معها النصوص، ويجيرونها لصالح أقوال أئمتهم، فهذا الكرخي وهو عمدة وأصولي في مذهبه يقول: (الأصل أن كل آية تخالف قول أصحابنا فإنها تحمل على النسخ أو على الترجيح والأولى أن تحمل على التأويل من جهة التوفيق، وهكذا يحمل الأصل الآخر أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقوال أصحابه رضي الله عنهم)
وغالب أتباع الطرق الصوفية يفعلون مثل هذا بل ما هو أشد وأدهى، ومن يراجع كتب الصوفية يجد فيها ما لا يستطاع ذكره، فهذا النبهاني يقول عن محمد الخضري: (ذو الكرامات والمناقب يتكلم في شأن الأكابر من أهل السماء والأرض بما لا يستطاع سماعه وكان من الأبدال، من كراماته أنه خطب وصلى الجمعة في ثلاثين بلداً في وقت واحد، فقال: بسم الله وأشهد أن لا إله لكم إلا إبليس، وكان يقول الأرض بين يدي كالإناء الذي آكل فيه وأجساد الخلائق كالقوارير أرى ما في بطونهم) وينسبون إلى الجيلاني أنه يقول: (العرش والكرسي في طي قبضتي) إلى غير ذلك، إذ أن منهم من يدعي الإلهام والذوق، والأخذ مباشرة من رب العزة تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا، ويتفاخرون ويقولون: أهل الشرع يأخذون دينهم عن أموات، ونحن نأخذ من الحي الذي لا يموت، (أي المسلمون يأخذون القرآن والسنة بالرواية عن السلف الصالح وبالأسانيد إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أما هم فتحدثهم شياطينهم مباشرة).
وأهل الفرق يسلكون نفس مسلك أهل الطرق، فالأشاعرة يقدمون العقل على النقل، وقد صرح بذلك من كبرائهم الجويني والرزاي والغزالي والبغدادي والآمدي والإيجي وابن فورك وشراح الجوهرة بل وسائر أئمتهم، والماتردية أكثر من الأشاعرة تقديماً للعقل على النقل وتحكيماً له في الشرع ومن شاء الاطلاع فليراجع شرح المقاصد للتفتزاني وشرح العقائد النسفية والنبراس ونشر الطوالع وغيرها، وليست الجماعات الإسلامية الجديدة عن هذا ببعيد، فكثير منها يقدم قول شيخه أو رئيسه، فترى جماعة وضع لها رئيساً أصولاً ووصايا أصبحت هي الأساس عندها وأخرى وضع لها كتاباً هم المقدم والأصل حتى صارت أقوال الشيوخ والقادة مقدمة على النصوص، ويقومون بلي أعناق النصوص لتناسب هؤلاء، نعوذ بالله من ذلك، هذه الأفعال أدت إلى خلل كبير في تكوين العقيدة والأسس الثابتة للعقلية الإسلامية، وأخل بالمرجعية الشرعية وأصبحت أقوال الرجال تزاحم الكتاب والسنة وتدافعهما مما جعل المسلمين  فرقاً ومذاهب وأحزاباً وجماعات، قائمة على أسس نظرية فيها خلاف أصولي، ويصعب حله وتجاوزه إن لم يعد الجميع إلى مصادر التلقي الشرعية، وهي الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح والقرون المفضلة.
2-          عدم فهم الدين فهماً شاملاً لجميع نواحي الحياة وأن الإسلام دين ودنيا وآخرة، منهج عقائدي ونظام سياسي واجتماعي واقتصادي، يستغرق كل الحياة منذ بدايتها إلى قيام الساعة إلى دار الخلد.
أو حسب المقولة: (لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين) أي دع السياسة وإدارة البلاد والعباد والاقتصاد والقوانين، والحرب والسلام، لمجموعة من وكلاء الغرب أو الشرق دينهم العلمانية ومذهبهم السياسي الانتهازية وليكتفي أهل الدين بأن يكونوا أئمة للمساجد يلقون على الناس التعليمات الواردة إليهم من وزارة الأوقاف، أو وزارة الداخلية، فهذه بدعة نصرانية ما أنزل الله بها من سلطان، بل كانت البدعة النصرانية أخف وطئاً إذ فصلت القضية إلى قسمين، أما قسمة أهل الردة (العلمانيون) فالسياسية لهم والدين يعمل بتوجيه السياسة.
وما حصل هذا إلا عندما تخلى العلماء عن مهمتهم الريادية وأصبحوا تبعاً للطواغيت فأضاعوا دينهم ودنياهم، كأن لم يعلموا أن من يتبع وينفذ أمر الطواغيت هو جزء من النظام الطاغوتي ومن يقاتل تحت راية الطاغوت أو يدافع عنها بالكلام أو السنان أو التحسين أو التبرير هو جز منها.
فما لم يعد الساسة إلى الدين أو يتسلم أهل الدين دفة التوجيه ستبقى الأمة في خلل قاتل.
3-           عدم توضيح المهمة الحقيقية للرسالة.
بينما أصل رسالة الأنبياء الكفر بالطاغوت والإيمان بالله، قال تعالى: (فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِن بِاللّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَىَ) وقال تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَّسُولاً أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ وَاجْتَنِبُواْ الطَّاغُوتَ)
نرى كثير من الدعوات تريد صرف الأنظار عن الطواغيت لتصور الدين بأنه أخلاق وتسامح ورأفة وتعايش سلمي وطاعة وصمت ... الخ، وهذا كلام حق أريد به باطل، فأصل الدين هو إخلاص العبودية لله ولا يكون ذك إلا بالكفر بالطاغوت، فقد بدأت كلمة التوحيد بالنفي (لا إله) وتعني الكفر بالطاغوت، ثم (إلا الله) وتعني الإيمان بالله ومن هذا الدين الذي أصله إخلاص العبودية والكفر بالطاغوت والأخلاق الحميدة والرأفة بالمسلمين والتسامح مع المؤمنين ولين الجانب لهم والغلظة على الكافرين ومجاهدتهم، وليس من الدين استغلال هذه الكلمات ليمنع إنكار المنكر على الكفار والمبتدعة ولتستغل لفظة التسامح حتى يسمح للتنصير والدعوات الإلحادية والأديان المحرفة والبدع الضالة أن تنتشر بيننا، إننا بحاجة ماسة إلى الحكمة وهي وضع الأمور في نصابها فإطلاق الحرية للمرتدين ليست تسامحاً ولكنه كفر، وإكرام الكفار ومشاركتهم أعيادهم ومواساتهم ليست أخلاقاً حميدة بل هي انحراف خطير، فعلينا أن نضع كل شيء ي مكانه ولا نخلط الأمور خلطاً تضيع به أصول الدين ومعامله.
4-          ندرة القاعدة الصلبة التي تفهم الدين فهماً شاملاً، فالواقع يشير أن غالب الجماعات الإسلامية لم ترتق بعد إلى الفهم الشامل، فبينما ترى جماعات أن الدين هو التطواف في الحارات لدعوة الناس إلى المساجد فقط، مع أن هذا العمل شرعي ومن الدين، وترى أخرى أن الدين هو الذكر والاجتماع عله والرقص معه وقصد الأموات، وفعل ما يهدم الدين من أساسه، وطرف ثالث يرى قمة الدين الجهر بآمين، وقراءة الفاتحة وراء الإمام، ووضع الأيدي على الصدر وتحريك الإصبع في التشهد، ومن فعل ذلك أصبح من الموحدين المؤمنين، وهذا من الدن ولكنه ليس الدين، ورابع يرى الدين في البرلمان وما هنالك ثمة دين، إن هناك إلا الكفر المبين، وهكذا دواليك.
ويندر أن نجد قاعدة صلبة تفهم الدين الفهم الشامل الكامل عقيدة وحياة ونظاماً ومعاملات ودعوة وجهاد، واتِّباع للكتاب والسنة وعدم ترك شيء منها، نعم هناك أفراد يفهمون الدين فهماً شاملاً ولكن لم يشكلوا القاعدة المطلوبة حتى الآن، القاعدة المستعصية على القوة المستعصية على المؤامرة، المتبعة غير المبتدعة، المتآلفة غير المختلفة، المجتمعة غير المتفرقة، التي لا تهدم أصلاً لتبني فرعاً، الخالصة الولاء لله لا تشوبه شائبة، ثم إن وجد من يفهم الفهم الشامل للدين فلا نجد من يعمل جاداً لتطبيق هذا الفهم وتحويله من نظرية إلى واقع، عملي يواجه الشرك، ويقود الأمة نحو الهدف المنشود.
5-           هناك محاولات حثيثة ومستميتة من البعض لخلط الفكر الإسلامي بالأفكار الباطلة كالقومية والوطنية والاشتراكة والديمقراطية والجمهورية، والتعددية والدولة المدنية وقبول الآخر ...الخ هذا الخلط الذي يشوه صورة الإسلام الناصعة ربما يلجأ إليه البعض نتيجة لهزيمة نفسية، ومحاولة مسايرة القوى الكافرة، والاستجابة لضغوطها والظهور أمامها بمظهر الانفتاح والتحرر والتقدمية حتى وصل الأمر ببعضهم إلى أنه اكتفى أن ينظر إلى الإسلام كتراث يعتز به، بينما الحاجة تدعو إلى التميز الكامل وعرض الإسلام وتطبيقه بنقائه وصفائه ووضوحه فإن أي مزج أو خلط بين الأفكار الأرضية والدين هو جعل أهل الأرض نداً لله تعالى، تعالى الله عما يقولون علواً كبيرا.
وهو خلط بين غاية الطيب ومنتهى النقاء والكمال مع النهاية في الخبث والدنس، وأي خلط من هذا هو لصالح الخبيث النجس وعلى حساب الدين وقيمه وسموه، فالصراع الفكري يتطلب تعزيز الفكر الإسلامي والعمل على استقلاله وتفرده فأي خلط سيؤدي إلى التضليل وشهادة حسن سلوك من المسلمين لتلك الحركات والأفكار الهدامة.
6-          هناك أطروحات انهزامية يحاول البعض أن يلبسها ثياب الاعتدال والوسطية والتعقل، لذا نرى بروز ظاهرة ما يسمونه أصحابه "بالإسلام الوسطي المعتدل" وهذه كلمة حق أريد بها باطل، فإذا أمعنا النظر بهذه الدعوة ومن وراءها لوجدناها دعوة تحمل اتجاهين، الاتجاه الأول: الغمز واللمز من الشباب المجاهد والحركات التي ترفض التدجين وتريده إسلاماً كما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم لا كما تريده مراكز الدراسات (الإنجلويهوأمريكية) أو محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستانتي بقيادة الماسونية ووصف هؤلاء الشباب بالتشدد والتطرف وهذا بحد ذاته سير بركب الطواغيت وترديد لمقالاتهم في الهجوم على الإسلام، والذين يرددون هذا الكلام مثلهم كمثل الثور الأسود الذي وافق الأسد على أكل الثور الأبيض، ونرجو لهم أن يصحوا قبل خراب البصرة وأن يصل إليهم الدواء قبل موت سهراب.
والاتجاه الثاني: دعوة لقبول هيمنة الفكر الغربي وتطويع الإسلام لينسجم مع النظم الجاهلية الغربية وليس لدعوة هذه الجاهليات وعلى رأسها الغرب للتخلي عن جاهلياتهم والالتحاق بركب الإسلام فهي دعوة ظاهرها اعتدال وباطنها تخريب والواقع يشهد عليها بذلك، فأبرز رموز هذه الدعوة يدعون لإلغاء الجهاد واستبداله بالقنوات الفضائية والإذاعات لعرض الإسلام إعلامياً فقط، ولإباحة الربا والتخلي عن حجاب المرأة وبيع المحرمات كالخمر والخنزير بل أكل بعض الخنزير إذا كان بنسبة مئوية ضئيلة والانخراط في الأحزاب الغربية للتمكن من الاشتراك في الانتخابات أو انتخاب الغربيين والخضوع لمناهجهم وبرامجهم واحترام قوانينهم، وهل بعد هذا الضلال من ضلال؟!
7-          فقدان المرجعية: يقوم الإعلام الرسمي وغيره من القنوات الفضائية الملتحقة بمحور الشر السالف الذكر بتضخيم عدد من الناس بإطلاق ألقاب العلماء والشيوخ وغير ذلك، كما يلمِّع بعض من يسمونهم (المفكرون الإسلاميون) كلما جف الطلاء عنهم، وتقوم جهات معينة بمنحهم الجوائز والعطايا لفرض مثل هؤلاء كمرجعية عليمة، ولكن نظراً لانسياقهم في ركب الطواغيت وتقديم كل الفتاوى اللازمة للأنظمة الحاكمة المرتدة فقدت الثقة بينهم وبين شباب الصحوة، وحق لشباب الصحوة أن لا يثقوا بمثل هؤلاء ولكن المضخمين والملمعين استطاعوا بلبلة الرأي الإسلامي العام، ونظراً لتفرق الجماعات الإسلامية ولفقد المحاضن العلمية الصحيحة والسليمة برز عدد من الشباب غير مؤهلين التأهيل الكامل، وتصدروا للإفتاء  والتنظير فكانوا بين مخطئ ومصيب، وبسبب عوامل الفرقة لم تأخذ أي جماعة إلا بما يقرر أصحابها مما أدى إلى إضعاف مواقف هؤلاء الذين قاموا بالفتوى أ والدراسات، ونظراً لضعف الإعلام عند الحركات الإسلامية ولما سبق ذكره لم يبرز عدد من العلماء العاملين الموثوقين ليشكلوا مجتمعين مرجعية علمية تجيب على تساؤلات أبناء الحركات الإسلامية العقائدية والفقهية والحركية المعاصرة، وما لم نتدارك هذه الثغرة ونسدها، سيبقى هناك فراغ مرجعي ينفذ منه علماء السلاطين ليفسدوا على الأمة عقيدتها ودينها.
8-          وبينما يفرض علينا ديننا الحنيف محق سلطان الكفر وتبديده امتثالاً لقول الله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلّه) الأنفال: 39
وقال تعالى: (هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ) التوبة33
نرى واقع الحركات الإسلامية بدأ يتراجع عن هذه الأفكار الصحيحة وينشئ علاقات مع معسكر الكفر تحت شعار (تجسير العلاقات) تارة، والاستفادة من الفرص المتاحة تارة أخرى، والإحباط حيناً والخضوع إلى المغريات وتصديق دعوات المبطلين أحياناً أخرى، ووصل الأمر ببعضهم إلى التحالفات مع المرتدين بل واختيارهم قادة وأمراء!!!! كما برز من يدعو إلى حوار الأديان وإلغاء الجهاد وإلغاء حد الردة وبروز ما يسميه المنهزمون فقه الاغتراب وفقه التيسير، قال تعالى: (إِنْ هِيَ إِلا أَسْمَاء سَمَّيْتُمُوهَا أَنتُمْ وَآبَاؤُكُم مَّا أَنزَلَ اللَّهُ بِهَا مِن سُلْطَانٍ إِن يَتَّبِعُونَ إِلا الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ وَلَقَدْ جَاءهُم مِّن رَّبِّهِمُ الْهُدَى) النجم23
وربما وصلت الجماعات إلى هذه الحال نتيجة للانهزامات المتوالية والتي هي بدورها ثمرة من ثمار الاختلاف والتفرق والابتعاد عن السنن وضعف التربية والتنظيم أو لأن هذا شيء من الابتلاء وتمحيص الصف.
إزاء هذا الواقع بدأ البعض يفكر بسلوك وسائل غير شرعية للوصول إلى الغايات الشرعية وهذا محض الخطأ والجهل وعين الباطل والضلال، وهو ما اصطلح عليه (بالميكافيلية) نسبة إلى ميكافيلي الكاتب الإيطالي الذي كتب كتابا ً بعنوان: (الأمير) وهو إستراتيجية سياسية قائمة على أن الغاية تبرر الوسيلة.
وهذا أس من أسس الانحراف وطريق مشروع في الضلال.
فالغاية الشرعية لا يتم الوصول إليها إلا بمقدمات ووسائل شرعية، فكما هو مقرر عند كافة العلماء أن العمل حتى يقبل لا بد له من إخلاص النية واتباع السنة، ودون اتباع للسنة لا قيمة للعمل حتى لو ظن أصحابه أن سيثمر، قال تعالى: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً * الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعاً) الكهف 103_104
فطريق المساجد لا يمر عبر الحانات والمواخير، وطريق لا إله إلا الله وتحكيم شريعة الله لا تمر ولا تعوج على البرلمانات ومجالس الكفر وهيئات الضلال ولا تبني المساجد وينفق على الجهاد من الاتجار بالمخدرات وأموال الربا، فالله طيب لا يقبل إلا طيبا، كما جاء في الحديث الذي رواه الإمام مسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيها الناي إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا)
ولقد قال بعض الشعراء الحكماء:
أمطعمة الأيتام من كد فرجها *** لك الويل لا تزني ولا تتصدقي
وأود قبل الوداع أن أنوه إلى ضرورة دراسة الحركات الإسلامية القديمة والمعاصرة دراسة نقدية واعية شاملة، وتحسس أسباب النجاح وعوامل الفشل للاستفادة من تجارب الآخرين والبدء من حيث انتهوا لا من حيث بدؤوا.
والله غالب على أمره.

3 التعليقات:

جزاك الله كل خير شيخ رصوان في الحقيقة انا معجب بكافة مواضيعك و اقول نعم هذه المشكلة ان العلماء اصبحوا يبرروا افعال الحكام و ينافقوا لهم و اما العالم الصادع بالحق فمآله الى السجن كالشيخ خالد الراشد فك الله اسره و السؤال هل يوجد علماء يمكن الوثوق بهم الان و ماذا تنصح الشاب المسلم الذي يريد التمسك بالقران الكريم و السنة النبوية تمسكا حقيقيا هل تنصح بكتب معينة مثلا لان الشاب لا يستطيع فهم كل شيئ لوحده و جزاك الله كل خير

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وجزاك الله خيراً نعم بالتأكيد يوجد علماء يوثق بهم وعلماء السلاطين جميعاً وفي كل البلاد لا يوثق بهم في الفتاوى التي تمس الوضع السياسي من قريب أو بعيد أما الفتاوى الأخرى فلا شك أن علماء المملكة غالب فتاوهم في غير الجانب السياسي صحيحة والله أعلم وهناك علماء مضطهدون مطاردون من قبل الطواغيت يهال عليهم ركام من التعتيم حتى لا يعرفون ولكن الشاب صاحب الفطرة السليمة يعرفهم وأقول نصيحة عامة إذا رأيت العالم مقبولاً من قبل الحكومات والقنوات الفضائية فكن على حذر من فتاواه السياسية وأما الكتب المفيدة فكثيرة وكل إنسان حسب مستواه من المعرفة يمكن أن تناسبه نوعية من الكتب وبشكل عام أنصح بكتب شيخ الإسلام ابن تيمية والدرر السنية وكتب سيد رحم الله الجميع ومن المعاصرين كتب ومقالات عبد العزيز العبد اللطيف وعبد العزيز الجليل ومصطفى كامل والشيخ سفر وأمثالهم والسلام عليكم .

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ,,,جزاك الله كل خير ,,,هل يجوز للشاب المسلم الجهاد لوحده بدون فتوى ؟إذا شعر بأن الوضع يحتاج لذلك ؟و هل يجوز مخالفة رأي الوالدان إذا لم يسمحا له بالذهاب ؟

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.