موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 5 ديسمبر 2011

المهدي بين صحيح الأحاديث والأقوال وردود الأفعال


المهدي بين صحيح الأحاديث والأقوال وردود الأفعال
رضوان محمود نموس
لقد رأيت على صفحات الفيس بوك في الآونة الأخيرة كلاما وردوداً عن المهدي منها ما هو حق ومنها ما هو باطل  ولقد قام قديماً مفتي قطر ابن محمود بإنكار المهدي وذلك بعد قضية جهيمان وجماعته رحمهم الله, ولئن أخطأ جهيمان وجماعته بادعاء المهدوية لأميرهم فلا يرد على الخطأ بخطأ مثله ولقد رد على ابن محمود في حينها عدد كبير من العلماء منهم محمد علي الصابوني وغيره. وليس لأن البعض استغل قضية المهدي استغلالاً خاطئاً أو لأن الشيعة يقولون بالمهدي, نأتي وننكر قضية المهدي الثابتة في الأحاديث الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فأقول وبالله التوفيق: أما المهدي فورد فيه أحاديث صحيحة بل قال بعضهم فيها إنها متواترة  ومن هذه الأحاديث:
 عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله r: (لا تذهب الدنيا حتى يملك العرب رجلٌ من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي).
وفي رواية: (لو لم يبق في الدنيا إلا يوم، لطول الله ذلك اليوم حتى يبعث فيه رجلاً من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، واسم أبيه اسم أبي، يملأ الأرض قسطاً وعدلاً، كما ملئت ظلماً وجوراً).
أخرجه جماعة من أئمة الحديث في كتبهم، منهم الإمام أبو عيسى الترمذي، في جامعه، والإمام أبو داود، في سننه، والحافظ أبو بكر البيهقي. والشيخ أبو عمرو الداني، كلهم هكذا. وأخرجه الإمام أحمد بن حنبل الشيباني، في مسنده، وقال رجلاً مني، ولم يذكر اسم أبيه اسم أبي.
وعن عبد الله رضي الله عنه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا تذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي، يواطئ اسمه اسمي، يملأ الأرض عدلاً وقسطاً، كما ملئت جوراً وظلماً). أخرجه الحافظ أبو القاسم الطبراني، في معجمه الصغير.
وأخرجه الإمام أبو عيسى الترمذي في جامعه، وقال حتى يملك العرب رجل، وقال حديث حسن صحيح. وأخرجه أبو داود، في سننه.
وروي من حديث أبي الحسن الربعي المالكي أتم من هذا، عن حذيفة أيضاً، عن رسول الله r أنه قال: (لو لم يبق من الدنيا إلا يوم واحد، لبعث الله فيه رجلاً اسمه اسمي، وخلقه خلقي يكنى أبا عبد الله، يبايع له الناس بين الركن والمقام يرد الله به الدين، ويفتح له فتوح، فلا يبقى على وجه الأرض إلا من يقول: لا إله إلا الله).
فقام سلمان فقال: يا رسول الله من أي ولدك؟ قال: من ولد ابني هذا، وضرب بيده على الحسين.
وعن أبي سعيد الخدري t قال: قال r: (لا تقوم الساعة حتى يملك رجل من أهل بيتي، أجلى أقنى، يملأ الأرض عدلاً كما ملئت من قبله ظلماً، يكون سبع سنين). أخرجه الإمام أحمد في مسنده. والحافظ أبو عبد الله نعيم بن حماد، في كتاب الفتن.
عن عبد الله بن مسعود t عن النبي r: أنه قال: (لا تذهب الأيام و الليالي حتى يملك رجل من أهل بيتي يوطئ اسمه اسمي و اسم أبيه اسم أبي فيملأ الأرض قسطا و عدلا كما ملئت جورا و ظلما)([1]).
(لاتذهب الدنيا حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطىء اسمه اسمي يملأ الأرض عدلاً وقسطاً كما ملئت جوراً وظلماً)([2]).
 (لا تذهب الدنيا و لا تنقضي حتى يملك رجل من أهل بيتي يواطئ اسمه اسمي)([3]).
وهناك بحث مفيد ومختصر للشيخ عبد المحسن بن حمد العباد جمع فيه فأوعى، أنقل منه مختصراً. قال: فلما كان من بين الأمور المستقبلة التي تجرى في آخر الزمان عند نزول عيسى بن مريم عليه الصلاة والسلام من السماء خروج رجل من أهل بيت النبوة، من ولد الحسن بي علي بن أبي طالب رضي الله عنه، يوافق اسمه اسم الرسول r واسم أبيه اسم أبيه، ويقال له المهدي، يتولى أمرة المسلمين، ويصلي عيسى بن مريم r خلفه، وذلك لدلالة الأحاديث الكثيرة المستفيضة عن رسول الله r التي تلقتها الأمة بالقبول واعتقدت موجبها إلا من شذ, رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر وذلك لأمرين:
الأول:- أن الأحاديث الواردة في المهدي لم ترد في الصحيحين على وجه التفصيل بل جاءت مجملة، وقد وردت في غيرهما مفسرة لما فيهما فقد يظن ظان أن ذلك يقلل من شأنها، وذلك خطأ واضح، فالصحيح بل والحسن في غير الصحيحين مقبول معتمد عند أهل الحديث.
الثاني:- أن بعض الكتاب في هذا العصر أقدم على الطعن في الأحاديث الواردة في المهدي بغير علم بل بجهل أو بالتقليد لأحد لم يكن من أهل العناية بالحديث.
ولكون الواجب على كل مسلم ناصح لنفسه أن لا يتردد في تصديق الرسول صلى الله عليه وسلم فيما يخبر به رأيت أن يكون الكلام حول هذا الأمر كما قلت وقد جعلت عنوانها: عقيدة أهل السنة والأثر في المهدي المنتظر.
ولقد ذكر أسماء الصحابة الذين رووا أحاديث المهدي عن رسول الله r فكانوا ست وعشرين صحابياً منهم عثمان بن عفان, وعلي بن أبي طالب, وطلحة بن عبيد الله, وعبد الرحمن بن عوف وعبد الله بن مسعود وعبد الله بن عباس وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم أجمعين
والأئمة الذين خرجوا الأحاديث والآثار الواردة في المهدي في كتبهم: وأحاديث المهدي خرجها جماعة كثيرون من الأئمة في الصحاح والسنن والمعاجم والمسانيد وغيرها قد بلغ عدد الذين وقفت على كتبهم أو اطلعت على ذكر تخريجهم لها ثمانية وثلاثين منهم:
أبو داود في سننه و الترمذي في جامعه و ابن ماجه في سننه و النسائي و أحمد في مسنده وابن حبان في صحيحه و الحاكم في المستدرك ,,,الخ.
وكما اعتنى علماء هذه الأمة بجميع الأحاديث الواردة عن نبيهم r تأليفاً وشرحاً كان للأحاديث المتعلقة بأمر المهدي قسطها الكبير من هذه العناية، فمنهم من أدرجها ضمن المؤلفات العامة كما في السنن و المسانيد وغيرها، ومنهم من أفردها بالتأليف.. كل ذلك حصل منهم-رحمهم الله وجزاهم خيراً- حماية لهذا الدين وقياماً بما يجب من النصح للمسلمين، فمن الذين أفردوها بالتأليف:
أبو بكر ابن خيثمة, زهير بن حرب, والحافظ أبو نعيم, والسيوطي, وابن كثير, وابن حجر المكي, والصنعاني, والشوكاني وغيرهم
ولقد حكم بعض الأئمة بتواتر أحاديث المهدي منهم:  الحافظ أبو الحسن محمد ابن الحسين الآبري السجزي صاحب كتاب مناقب الشافعي, و محمد البر زنجي, والشيخ محمد السفاريني, والقاضي ابن حجر المكي, محمد بن علي الشوكاني, والشيخ صديق حسن القنوجي, والشيخ محمد بن جعفر الكتاني..]([4])



[1] - المستدرك على الصحيحين للحاكم مع تعليقات الذهبي في التلخيص(4/488)  تعليق الحفاظ الذهبي في التلخيص.
[2] - رواه أبو داود والترمذي وأحمد والطبراني – فضائل الشام ودمشق (1/16).
[3] - صحيح وضعيف الجامع الصغير (27/303) رقم 13231 وانظر حديث رقم 7275 في صحيح الجامع تحقيق الألباني.
[4] - نشر في مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة العدد الثاني.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.