موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الجمعة، 14 ديسمبر 2012

التحليل السياسي الأسبوعي {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}


التحليل السياسي الأسبوعي
{وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ}
رضوان محمود نموس
إن من علامات الاستقامة على الحق أن يعاديك أهل الباطل والمفهوم العكسي من علامات الانحراف أن يرضى عنك أهل الضلال أو يسكتون. وهذا مما يساعد على التميز والمفاصلة وهو ما يحبه الله سبحانه وتعالى. قال الله تعالى: {مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشَاءُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا فَلَكُمْ أَجْرٌ عَظِيمٌ} [آل عمران: 179] وكان أن هيأ الله أمريكا لتضع جبهة النصرة على لوائح الإرهاب الأمريكية فتتميز الصفوف بين من يسير بركب الأعداء وبين من ينحاز إلى الحق، بين من يختار الوقوف تحت راية الرحمن ومن يصطف تحت راية الشيطان، قال الله تعالى: {لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّتُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الأنفال: 37 - 40] ويجمع المحللون والخبراء العرب والعجم والروم على أن واشنطن كسبت أعداء أكثر مما كسبت حلفاء بعد إدراجها لجبهة النصرة في لائحة الإرهاب.. ويجمعون أيضا أن التحرك على الأرض السورية مناصرة وتأييدا لجبهة النصرة فاق التصورات الأميركية, وكان بمثابة صفعة لأمريكا وعملائها الليبراليين والعلمانيين والمتأسلمين والدول السائرة بالركب الأمريكي.
ومن المفروض أن تتعلم أمريكا من تجاربها وتاريخها الأسود, ولكن عادة الطواغيت والمتكبرين عدم الإصغاء والتعنت وازدراء الآخرين.
إن خبرة أمريكا مع حكام المنطقة جعلتها تظن أن الازدراء وإلقاء الأمر للحكام لا يقابل إلا بالسمع والطاعة من العبيد, والذي لم تفقهه أمريكا أن المجاهدين ليسوا عبيداً إلا لله, وأنهم ينظرون إلى أمريكا من منطلق عقدي فيرونها غارقة في الضلال والجهل والغواية والعمى, ويعلمون يقيناً أن أمريكا أكبر عدو للإسلام والمسلمين, ورأس الكفر والطغيان والإرهاب ويد إبليس اليمنى.
لذا فنظرتهم إلى أمريكا نظرة سامية عقدية مستنيرة بنور الله، واثقون بأن نهاية أمريكا قريبة جداً كما انتهت سائر الحكومات الطاغوتية من فراعين ونماريد وعمالقة، وما الاتحاد السوفييتي عنا ببعيد.
أما أذيال أمريكا من الذين ضعفت ثقتهم بالله إلى الحد الذي يرون أمريكا فيه قادرة على كل شيء فهم على سوية قريبة من مستوى أمريكا في الجهل.
إن هؤلاء الأذيال المتأسلمون عليهم مراجعة موقف أمريكا من قضايا المسلمين في الدنيا ليعتبروا ويتعظوا إن كان لديهم {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج: 46] 
وأما العلمانيين وسائر المرتدين فلينظروا لموقف أمريكا من قضايا العرب وحقوق الإنسان ليروا الصلف الأمريكي ضد الحق أينما كان.
فكل من {كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} [ق: 37] يرى جرائم أمريكا في العراق وفلسطين وأفغانستان وفيتنام و..و..و وقد ذكرنا شيئاً من هذه الجرائم في التحليل السابق.
ولا يمكن أن ترضى أمريكا بحكم إسلامي في أي مكان من العالم فصراعنا معهم صراع حق وباطل, صراع جنود الرحمن مع أتباع الشيطان, فالذين يأملون من أمريكا أي مساعدة يردون كلام الله، قال الله تعالى: {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا } [النساء: 101]
وقال الله تعالى: {إِنَّ الشَّيْطَانَ كَانَ لِلْإِنْسَانِ عَدُوًّا مُبِينًا } [الإسراء: 53]
فالكفار عدو مبين والشيطان عدو مبين  وكلا العدوين يتعاونان على حرب الإسلام,
قال الله تعالى: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوًّا شَيَاطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ (112) وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ} [الأنعام: 112، 113]
وانتبه إلى قوله تعالى:{وَلِتَصْغَى إِلَيْهِ أَفْئِدَةُ الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ بِالْآخِرَةِ وَلِيَرْضَوْهُ وَلِيَقْتَرِفُوا مَا هُمْ مُقْتَرِفُونَ}.
فالذين يصغون لأمريكا وتعليماتها وينفذون أمرها ويتوسلون مساعدتها ويشكلون مجالس عسكرية مستبعدين المجاهدين لإرضاء أمريكا هؤلاء الذين تصغي قلوبهم لأمريكا لعدم إيمانهم بالله والآخرة.
إن المتعلقين بالسراب الأمريكي لو كان لهم {قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا } [الحج: 46]

لرأوا أن أمريكا ومنذ بدئ الجهاد في سوريا كانت تقف إلى جانب حكومة الزنادقة وتخترع مبادرات لإمهال الزنادقة علهم يقضون على الجهاد, وكل الدنيا تعلم أن واشنطن كانت ضد الجهاد منذ اليوم الأول, فهي التي سمحت للطيران الإيراني باستباحة الأجواء العراقية كون الاحتلال الأميركي لا يزال قائما هناك فهي التي سمحت لهذه الطائرات بنقل أدوات الموت والخراب والدمار لسورية والسوريين كما سمحت بنقل حلفائها المجوس ليحاربوا  الإسلام في سوريا وهي أيضا التي لا تزال تخلع على النظام السوري صبغة الشرعية مع أنه قتل أكثر من خمسين ألف سوري ودمر أكثر من  60% من البنى التحتية للبلاد ومع هذا فهو عندها نظام شرعي وليس إرهابيا! بينما جبهة النصرة التي لم تقتل أميركيا ولم تشارك في أية حرب خارج النطاق السوري وتدافع عن المستضعفين تصنف على أنها إرهابية ..
ونحن لا يهمنا تصنيف أمريكا بل نرى أن وصف الله تعالى تحقق في رجال جبهة النصرة { تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ } [الأنفال: 60]
وأمريكا هي التي منعت بعض الحكومات من مساعدة المجاهدين وأمرت المجلس الصنيعة بذلك, وعندما فشل وقوي ساعد المجاهدين قامت تحاربهم مباشرة فاخترعت الائتلاف ولكنه ولد خداجاً وما زال في الإنعاش لا عافاه الله.

حيث أنه منذ الولادة القيسرية له في الدوحة والذي تم تشكيله بالصورة التي خرج بها بناء على رغبات الدول الغربية التي سارعت باعتماده ممثلاً شرعياً ووحيداً على طريقة منظمة الخيانة الفلسطينية ويريدونه خلفاً لنظام الزندقة النصيري, منذ ذلك الحين نرى “الائتلاف” ينفذ الدور المناط به في المرحلة القادمة لتحقيق الإستراتيجية الأمريكية لاسيما وقد تمّ تنصيبه بمعزل عن القوى المجاهدة والفاعلة بالداخل والتي تم تجاهلها نهائياً.
وقد شكك المتابعون للشأن السوري من كافة الأطياف بمهمة ودور هذا الائتلاف واعتبروا تشكيله تمهيداً مدفعياً لبقاء الولاء للغرب في فترة ما بعد حكومة الزنادقة .

ولقد رسب الائتلاف في الاختبار الأول عندما خضع لفرنسا وعين سفيراً نصيرياً.
ورسب في الاختبار الثاني عندما منح النصيريين صفة الإسلام والأخوة.
ورسب في الاختبار الثالث عندما بدأ حواراً سرياً مع نظام الزنادقة لتنحي رئيس الزنادقة والإبقاء على حكومة الزنادقة.
ورسب في الاختبار الرابع عندما لم يتخذ موقفاً رجولياً برفض قرار أمريكا بوضع جبهة النصرة على لائحة الإرهاب.
ورسب في الاختبار الخامس عندما أعلن في 09/12/2012 عن انتخاب رئيسٍ جديدٍ للجيش الحر وتشكيل قيادةٍ مُوحَّدةٍ جديدة وجَعلها جزءاً من الائتلاف، مع استبعاد التشكيلات الإسلامية "المتطرفة" بحسب تعبير الأمين العام للائتلاف الوطني مصطفى الصباغ، وهو يقصد بذلك استبعاد المجاهدين الحقيقيين دعاة الخلافة الذين يريدون الانعتاق من حكم الزنادقة ومن سيطرة الغرب معاً.
ورسب في الاختبار السادس عندما أعلن الخطيب في الرباط و شدد على القول "إننا بكل وضوح ضد أي فكر تكفيري وكل فكر يستبيح دماء الناس وكل فكر يريد أن يفرض بفكره على الجميع، والنسيج الاجتماعي لسوريا خط أحمر لن نسمح لأحد بتجاوزه". معرّضاَ بجبهة النصرة والتي هي براء من كل إفكهم.
ورسب في الاختبار السابع عندما استجاب للدعوة الأمريكية بعد مؤتمر الرباط التآمري الذي تم فيه إقرار وضع جبهة النصرة في قائمة الإرهاب. قالت صحيفة الجارديان البريطانية في عددها الصادر الخميس إن قيام إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما بدعوة معاذ الخطيب رئيس الائتلاف السوري إلى زيارة واشنطن هي محاولة لإقامة نظام سياسي موالي والدفع به مكان نظام بشار الأسد، من أجل إبعاد "القوات الإسلامية العدائية" عن الحكم.
فلا هو نجح شعبياً ولا إسلامياً ولا وطنياً, وأثبت تبعيته للغرب عند أول اعتداء أمريكي على إحدى أهم قوى الجهاد في سوريا وهي جبهة النصرة.
فلقد أعلن الشعب السوري المجاهد المصابر بوضوح تأييده لجبهة النصرة فهي منه وهو منها, ولن يكون كمجالس وائتلاف الفنادق متنكراً وجاحداً للتضحيات التي قدمها أسود الجهاد في جبهة النصرة الذين تصدوا لنظام الزنادقة والجيش اللاوطني الزنديق وقوى حزب اللات والمجوس وروافض العراق وحوثية اليمن  وسائر قوى الهمجية والكفر.
وقدموا قوافل الشهداء لرفع راية الإسلام وإعلاء كلمة لا إله إلا الله وانتقموا لأعراض السوريات وللشيوخ والأطفال كما ضربوا حكومة الزنادقة ضربات موجعة في الصميم وزعزعوا بنيان الزنادقة بشهادة جميع فصائل المجاهدين والشعب وكانوا كما قال عنترة.
يخبرك من شهد الوقيعة أنني *** أغشى الوغى وأعف عند المغنم
بل هم الذين يتفقدون الأسر ويمدونها بمقومات الحياة فكانوا خير معين بعد الله سبحانه وتعالى.
إن أمريكا تنظر للائتلاف كمركوب تسيره بالجزرة ليسير نحو مفاوضات مع حكومة الزنادقة التي تحرص عليها أمريكا ويهود وروسيا والغرب والصين وحليف أمريكا الاستراتيجي الشيطان المجوسي  تحرص على حكومة الزنادقة التي أثبتت أنها خير جار ليهود خلال خمسة عقود.

(مجلة فورين بوليسي مرة ثانية وثالثة، في أول فقرة من تقريرها تكلمت عن تشكيل حكومة مؤقتة هدفها الحوار مع النظام –ليس شرطا بشار-.
أمريكا منزعجة من العمليات النوعية لجبهة النصرة البطلة، لأنها تتسم بالجرأة والحرفية، وتساهم في الحسم بدل المراوحة وانتظار سلاح نوعي لن يأتي.
أمريكا وعبر اعتبار أن السلاح الكيماوي خط احمر مهدت لشيئين هما، أولا:اعتبار كل أنواع القتل دون الكيماوي أسلحة مسموح استخدامها.

 وثانيا: هيأت المجتمع الدولي كي يتوقع استعمال الكيماوي(.
ويلمح بعض المحللين إلى أن أمريكا لو لم تتلق موافقة، أو تحريض من أطراف ما لما وضعت الجبهة على قائمة الإرهاب، واتهمتها بمحاولة سرقة الثورة، فمن هو المحرض؟.
يشار هنا إلى أطراف سورية, وأخرى عربية.
ومن السورية: الائتلاف، كما فهم من تصريح الصباغ حسب موقع فرانس 24، ومن ليبراليي الثورة والعلمانيين والشيوعيين والمجلس ضمناً.
كما مهد لهذا مقالات لرابطات وتجمعات تدعي أنها شرعية شنت في الشهر الأخير هجومات شديدة تتهم جبهة النصرة بالتشدد والتكفير والخارجية وإقصاء الآخر وفرض نظام طالباني ساهم في هذا (رابطة العلماء السوريين) والتي تتبع لجماعة الأخوان المسلمين ومركز الشرق العربي للدراسات الذي يتبع لجماعة الأخوان المسلمين.  وهم من تولوا  كبر هذا الموضوع ولقد رددت عليهم في مقال من ثلاث حلقات بعنوان (رابطة العلماء السوريين ومساجد الضرار)
وهذه روابط الحلقات:
أما الأطراف العربية فأبرزها العراق المستخربة الأمريكية
جاء في نيويورك تايمز: إن إدراج واشنطن جبهة النصرة على قائمة "المنظمات الإرهابية" وحدت السوريين بكافة أطيافهم ضد أمريكا، وقد جاءت هذه الخطوة استجابة لمطالب عراقية ..." أي لمطالب الكيان الشيعي الرافضي المجوسي الصفوي الذي حكَّمته أمريكا اللعينة هناك في عراقنا، وأعلن صولاغ الشيعي الرافضي المجرم أن انتصار ثورتنا الجهادية سيعني أن المعركة القادمة ستكون على أسوار بغداد أي أن هذا الانتصار على النظام البعثي العلماني النصيري المسخ سيؤدي من ثم على القضاء على الكيان الشيعي الرافضي المتسلط في العراق بقوة أمريكا الصليبية.
ثم السعودية حيث تتهم صحيفة الحياة الناطقة باسم المخابرات السعودية والتي يديرها طاقم الموارنة الصليبيين, جبهة النصرة بالتكفير وتقول: ["الحياة": الاستخبارات التركية أدخلت عناصر جبهة النصرة إلى سوريا الخميس 13 كانون الأول 2012. تتمايز المعلومات من الداخل السوري لكن مصادر رفيعة المستوى عسكرية وإعلامية وناشطين تحدثت إليهم "الحياة" اتفقوا على نقطتين: الاستخبارات التركية أدخلت عناصر "جبهة النصرة" التكفيرية إلى سورية من المعابر الشمالية التي سيطر عليها "الجيش السوري الحر" بـ "غض نظر" أميركي على أقل تقدير].
ثم محور الإمارات الأردن السعودية .جاء في موقع المختصر:
[المختصر/ أبدى ملك الأردن عبد الله الثاني "قلقه" من المحور المصري التركي القطري الذي قال إنه بدأ يتشكل بعد الربيع العربي، وتحدث عن تقاطع المخاوف الأردنية مع السعودية من هذا المحور، وفق ما تسرب من لقاءات جمعته بشخصيات أردنية.
وكشف سياسيون وإعلاميون حضروا اللقاءات التي جمعت الملك بشخصيات قومية ويسارية في منزل أحد مستشاريه السابقين ووزير أسبق خلال الأيام القليلة الماضية، عن قلق أردني من هذا المحور... ووفقا للمصادر ذاتها، وصف الملك الموقف التركي بـ"الطائفي"، واعتبر أن تركيا لا تدافع عن حرية الشعب السوري بقدر ما تعادي النظام السوري طائفيا، فيما عبر عن قلقه من "التدخل القطري" في سوريا التي قال إن الأردن يخشى أن تنضم سوريا للمحور الجديد.
وأبدى خشيته من قيام نظام إسلامي بسوريا، وتحدث عن قلق سعودي من مستوى التدخل القطري فيها. وكشف الملك خلال بعض تلك اللقاءات عن رفض الأردن التدخل في سوريا.
كما تحدث عن رفض الأردن نقل مساعدات عسكرية للمعارضة السورية.... وشهد اللقاء الأخير الذي جمعه أول أمس بشخصيات يسارية محسوبة على ما يسمى "الحركة الوطنية الأردنية"، هجوم الملك على مصر التي حملها مسؤولية كبيرة ... وقال خالد الكلالدة رئيس حركة اليسار الاجتماعي الذي حضر لقاء الملك الأول السبت الماضي إن قلق الملك من المحور التركي القطري المصري مرده تجاهل الأردن من جهة، والسعي لضم سوريا إليه.

وفي لقاء حضره الكاتب والمحلل السياسي ناهض حتر المعروف بهجومه المستمر على الإسلاميين، وصف الملك اليسار الأردني بـ"القوة الصاعدة".
وقال عبد الله الثاني إنه "يساري في ما يتعلق بالصحة والتعليم والتأمين الاجتماعي"، لكنه "يميني" فيما يتعلق بالجيش والتسلح]([1]).
والسعودية تحاول الاستفادة من تجربة الصحوات العراقية وتعمل على تشكيل صحوات في الداخل السوري عبر بعض عملائها.
كان هذا رغبة أمريكا وعملائها. في تكرار تجربة الصحوات، وغيرها من الوسائل والأساليب لضرب القوى الجهادية وإجهاض مشروع حكم إسلامي في سوريا. والعمل منذ الآن على تسليم أعضاء من النظام الحالي بعيداً عن بشار مع طيف علماني صليبي حاقد على الإسلام من المعارضة لتسليمهم مقاليد الحكم في سوريا.
يتوقع كثير من المحللين أنه سيتم جر الائتلاف رويدا، رويدا نحو ما تريده أمريكا، وروسيا وإسرائيل، من ضرب للقوى المجاهدة الفاعلة وإبقاء تركيبة الجيش والأمن، مع إضافة بعض الذين يرضون بالمشروع الأمريكي من الجيش الحر. والحوار مع فلول النظام الحالي، وهذا ما يتم انتهاجه بشكل شبه واضح .

وربما إن حصل هذا لا سمح الله تقوم الحكومة الجديدة بالطلب من أمريكا ضرب جبهة النصرة بحجة عدم إلقاء السلاح وعدم تنفيذ أمر الحكومة.
ولقد بدأت إرهاصات هذا من الآن حيث طلب جورج صبرا، الذي عين لاحقاً نائباً ثالثاً للرئيس، طلب في 7/12/2012، بالتدخل العسكري الدولي بحجة إمكانية استعمال النظام السوري للسلاح الكيماوي ضد الشعب.
كل هذا العداء والتآمر تصرح به أمريكا وعملائها السوريين والعرب قال الله تعالى: {قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ } [آل عمران: 118]
ولا بد من مواجهة كيد العدو ومخططه بوسائل مكافئة أو أقوى منها، ونحن نملك الكثير وأهم الوسائل صدق الالتجاء إلى الله والتمسك بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم والتقيد بأمر الله والانتهاء عما نهى عنه وزجر، وأهم ما يمكن أن يشار إليه:
1-           العمل الفوري والجاد على وحدة صف المجاهدين عملاً بقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا} [آل عمران: 103]
وقوله تعالى {وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (46) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَاللَّهُ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [الأنفال: 46، 47]
2-           الابتعاد عن الظلم [عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلَانِيِّ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فِيمَا رَوَى عَنِ اللهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى أَنَّهُ قَالَ: «يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي، وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا، فَلَا تَظَالَمُوا، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ ضَالٌّ إِلَّا مَنْ هَدَيْتُهُ، فَاسْتَهْدُونِي أَهْدِكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ جَائِعٌ، إِلَّا مَنْ أَطْعَمْتُهُ، فَاسْتَطْعِمُونِي أُطْعِمْكُمْ، يَا عِبَادِي كُلُّكُمْ عَارٍ، إِلَّا مَنْ كَسَوْتُهُ، فَاسْتَكْسُونِي أَكْسُكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ، وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا، فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ، يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ لَنْ تَبْلُغُوا ضَرِّي فَتَضُرُّونِي وَلَنْ تَبْلُغُوا نَفْعِي، فَتَنْفَعُونِي، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَتْقَى قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ مِنْكُمْ، مَا زَادَ ذَلِكَ فِي مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ كَانُوا عَلَى أَفْجَرِ قَلْبِ رَجُلٍ وَاحِدٍ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِنْ مُلْكِي شَيْئًا، يَا عِبَادِي لَوْ أَنَّ أَوَّلَكُمْ وَآخِرَكُمْ وَإِنْسَكُمْ وَجِنَّكُمْ قَامُوا فِي صَعِيدٍ وَاحِدٍ فَسَأَلُونِي فَأَعْطَيْتُ كُلَّ إِنْسَانٍ مَسْأَلَتَهُ، مَا نَقَصَ ذَلِكَ مِمَّا عِنْدِي إِلَّا كَمَا يَنْقُصُ الْمِخْيَطُ إِذَا أُدْخِلَ الْبَحْرَ، يَا عِبَادِي إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا، فَلْيَحْمَدِ اللهَ وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ، فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ» ]([2]).
3-           إخلاص النية لله والسير على هدي الكتاب والسنة أي أن يكون العمل (خالصاً صائباً)
والله ولي نصرنا والقادر عليه.



[1] - رابط المقال: http://www.almokhtsar.com/node/94957
[2] - صحيح مسلم (4/ 1994) 55 - (2577)

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.