لا
تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته(54)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة حكم الشرع فيمن
يشرع من دون الله ويبدل أحكام الله بعدما ثبت بالأدلة قيام المملكة السعودية
بالتشريع من دون الله وإلزام الرعية بهذه القوانين الوضعية كما تفعل سائر الدول التي
يحكمه حكام مرتدون. ويتابع في هذه الحلقة في نفس السياق.
74- وسئل ابن عثيمين: هل هناك فرق بين المسألة المعينة
التي يحكم فيها القاضي بغير ما أنزل الله وبين المسائل التي تعتبر تشريعاً عامّاً؟
[ الفتوى: نعم هناك فرق فإن المسائل التي تعتبر
تشريعاً ممّا لا يتأتى فيها التقسيم السابق وإنما هي من القسم الأول فقط، لأن هذا
المشرع تشريعاً يخالف الإسلام إنما شرعه لاعتقاده أنه أصلح من الإسلام وأنفع
للعباد كما سبقت الإشارة إليه.
والحكم بغير ما أنزل الله ينقسم إلى قسمين:
أحدهما: أن يستبدل هذا الحكم بحكم الله تعالى بحيث
يكون عالماً بحكم الله ولكنه يرى أن الحكم المخالف له أولى وأنفع للعباد من حكم
الله أو أنه مساوٍ لحكم الله أو أن العدول عن حكم الله إليه جائز فيجعله القانون
الذي يجب التحاكم إليه فمثل هذا كافر كفراً مخرجاً عن الملة لأن فاعله لم يرض
بالله ربًّا ولا بمحمد رسولاً ولا بالإسلام ديناً وعليه ينطبق قوله تعالى: { أَفَحُكْمَ
الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ آلله حُكْماً لِّقَوْمٍ
يُوقِنُونَ} وقوله تعالى:{ وَمَن لَّمْ يَحْكْم بِمَآ أَنزَلَ الله فَأُوْلَئِكَ
هُمُ الْكَافِرُونَ}.وقوله تعالى: { ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُواْ لِلَّذِينَ
كَرِهُواْ مَا نَزَّلَ الله سَنُطِيعُكُمْ فِي بَعْضِ الأَمْرِ وَالله يَعْلَمُ إسْرَارَهُمْ
فَكَيْفَ إذَا تَوَفَّتْهُمُ الْمَلاَئِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ
وَأَدْبَارَهُمْ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ اتَّبَعُوا مَآ أَسْخَطَ الله وَكَرِهُواْ
رِضْوَانَهُ فَأَحْبَطَ أَعْمَالَهُمْ } ولا ينفعه صلاة ولا زكاة ولا صوم ولا حج
لأن الكافر ببعض كافر به كله قال الله تعالى:{ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ
الْكِتَابِ وَتَكْفُرونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَلِك مِنكُمْ إلاَّ
خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّون إلَى أَشَدِّ
الْعَذَابِ وَمَا الله بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} ] ([1]).
75- الشيخ عبد
الرزاق عفيفي: قالرحمه الله تعالى [ من
كان منتسباً للإسلام عالماً بأحكامه، ثم وضع للناس أحكاماً، وهيأ لهم نظماً ؛
ليعملوا بها ويتحاكموا إليها وهو يعلم أنها تخالف أحكام الإسلام فهو
كافر خارج من ملة الإسلام. وكذا الحكم فيمن أمر بتشكيل
لجنة أو لجان لذلك ، ومن أمر الناس بالتحاكم إلى تلك النظم والقوانين أو حملهم على
التحاكم إليها وهو يعلم أنها مخالفة لشريعة الإسلام.
وكذا من يتولى الحكم بها، وطبقها في القضايا، ومن
أطاعهم في التحاكم إليها باختياره مع علمه بمخالفتها للإسلام ؛ فجميع هؤلاء شركاء
في الإعراض عن حكم الله .
لكن بعضهم يضع تشريعاً يضاهي به تشريع الإسلام ويناقضه
على علم منه وبيّنة. وبعضهم بالأمر بتطبيقه، أو حمل الأمة على العمل به ، أو
وَلِيَ الحكم به بين الناس أو نفَّذ الحكم بمقتضاه .
وبعضهم بطاعة الولاة والرضا بما شرعوا لهم ما لم يأذن
به الله ولم ينزِّل به سلطاناً .
فكلهم قد اتبع هواه بغير هدى من الله ، وصَدَّقَ عليهم
إبليسُ ظنَّهُ فاتبعوه، وكانوا شركاء في الزيغ والإلحاد والكفر والطغيان ولا
ينفعهم علمهم بشرع الله واعتقادهم ما فيه مع إعراضهم عنه وتجافيهم لأحكامه بتشريع
من عند أنفسهم، وتطبيقه، والتحاكم إليه، كما لم ينفع إبليسَ علمُه بالحق واعتقاده
إياه مع إعراضه عنه، وعدم الاستسلام والانقياد إليه، وبهذا قد اتخذوا هواهم إلهاً؛
فصدق فيهم :
قوله تعالى :{
أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ وأَضَلَّهُ اللَّهُ عَلَى عِلْمٍ
وخَتَمَ عَلَى سَمْعِهِ وقَلْبِهِ وجَعَلَ عَلَى بَصَرِهِ غِشَاوَةً فَمَن
يَهْدِيهِ مِنْ بَعْدِ اللَّهِ أَفَلا تَذَكَّرُونَ } [الجاثية : 23] .]([2]).
فكما اتضح لدينا بالأدلة والبينات أن الحكومة
السعودية..
1-
طائفة ممتنعة بأمريكا ممتنعة عن تطبيق الشرائع.
2-
وهي كافرة لأنها تشرع من دون الله.
3-
وهي كافرة لأنها تلزم الناس بهذا التشريع.
4-
وهي كافرة لأنها حرمت ما أحله الله.
5-
وهي كافرة لأنها أحلت ما حرمه الله.
6-
وهي كافرة لأنها تحكم بغير ما أنزل الله.
7-
وهي كافرة لاستباحتها الربا وإنشاء صروحه وحمايته
والدفاع عنه.
8-
وهي كافرة لأنها سلمت نفسها وشعبها للكفار.
9-
وهي كافرة لخضوعها لهيئات الكفر العالمية.
10-
وهي كافرة لدخولها في هيئات تحكِّم الطواغيت والقوانين
الوضعية.
11-
زهي كافرة لأنها توالي المرتدين.
12-
وهي كافرة لأنها خانت الإسلام والمسلمين وأعطت قواعد
للكفار الأمريكان للانطلاق منها لحرب الإسلام.
13-
وهي كافرة لمساعدة الكفار في حربهم ضد المسلمين.
14-
وهي كافرة لهجومها على نبي الله موسى عليه السلام.
15-
وهي كافرة لهجومها على كتاب الله(التوراة) قبل
أن تحرف.
16-
وهي كافرة لموالاتها للكفار كما مر معنا في بنود كفرها
في الموالاة.
17-
وهي كافرة لموافقتها الكفار على قولهم – قاتلهم الله -
أن حدود الله في السرقة والزنا قاسية.
18-
وهي كافرة لأنها تصد عن سبيل الله.
19-
وهي كافرة لأنها ساعدت الشيوعيين في اليمن.
20-
وهي كافرة لأنها أمدت كتائب النصارى الصليبيين في
لبنان ضد المسلمين.
21-
وهي كافرة لأنها ساعدت النصيري حافظ أسد ضد المسلمين.
22-
وهي كافرة لأنها أمدت جون قرنق الصليبي ضد المسلمين.
23-
وهي كافرة لأنها ساعدت روسيا الشيوعية ضد المسلمين في
الشيشان وغيرها.
24-
وهي كافرة لأنها أسلمت المسلمين إلى أمريكا والحكومات
المرتدة.
25-
وهي كافرة لأنها تقوم بتمويل المشاريع الكفرية.
26-
وهي كافرة لأن رئيس الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع
وهو الملك فهد لبس الصليب وأقرته حكومته على ذلك.
27-
وهي كافرة لأنها دافعت عن صنم بوذا وحاولت منع
المسلمين من تدميره.
28-
وهي كافرة لأنها تقوم بنشر الكفر والترويج له في
وسائلها الإعلامية.
وسنناقش كفرها في التشريع والحكم بغير ما أنزل الله
فقط حيث حكَمَ الله جل جلاله ورسوله صلى الله عليه وسلم وأجمعت الأمة الإسلامية
على تكفير من يشرع من دون الله أو يحكم بغير ما أنزل الله ولقد تبين لنا من سرد
بعض الأنظمة السعودية أنها تشريع من دون الله وتحكم بغير ما أنزل الله وإذا
تجاوزنا عن أقوال العلماء من غير السعوديين واقتصرنا على أقوال العلماء السعوديين
المتمثلين بهيئة كبار العلماء والمفتي العام ولقد مرت أقوالهم ومختصرها:
1-
أن الحاكم بغير ما أنزل الله طاغوت وهو المقصود
بالآيات.
2-
نوع كفر الحاكم بغير ما أنزل الله هو "كفر
أكبر" و "شرك أكبر".
3-
سوت الفتاوى بين الحاكم والمتحاكم والراضي بالحكم بغير
ما أنزل الله.
4-
وصفت الفتاوى من يشرع من دون اله أو يحكم بغير ما انزل
الله بأنه "مـرتـد", لا يصلى عليه, ولا يغسل, ولا يدفن في مقابر
المسلمين, ولا تؤكل ذبيحته, يُحـكَمُ بوجـوب قتـله.
5-
وصفت الفتاوى الحكومة التي تحكم بغير ما أنزل الله
بأنها حكومة غير إسلامية.
6-
اعتبرت الفتاوى الحكم بغير ما أنزل الله استحلالاً لما حرم الله.
7-
حكمت الفتاوى على المتحاكمين لغير ما أنزل الله
بالكفر ونقلت في ذلك إجماع الأمة.
8-
اعتبرت الحكم بغير ما أنزل الله عبادة لغير الله.
9-
اعتبرت المتحاكمين لغير ما أنزل الله مرتدين.
10-
اعتبرت الحكم بما أنزل الله من خصائص شهادة لا إله إلا
الله محمد رسول الله فمن لم يحكم بما أنزل الله أخل بكلمة التوحيد وبالإيمان
بالرسالة والتي من أجلها شرعت السيوف للجهاد.
11-
من أطاع المشرع أو الحاكم بغير ما أنزل الله فقد عبده.
12-
من دعا إلى طاعة ما يسنه من قوانين مصادمة لشرع الله
فقد دعا إلى عبادة نفسه.
13-
والتحكيم بما أنزل الله وأحكامه تنطبق على الأفراد بين
بعضهم وبين الدولة والأفراد وبين الدول بعضها مع بعض.
14-
من يستبدل أحكام الشريعة بالقوانين الوضعية لم يرض
بالله رباً ولا بمحمد رسولا ولا ينفعه صلاة, ولا زكاة, ولا صوم, ولا حج, لأنه كافر
ببعض الكتاب؛ والكافر بالبعض كالكافر بالكل.
هذه هي فتاوى هيئة كبار العلماء والمفتي العالم ناهيك
عن فتاوى السلف الصالح وغيرهم من أئمة المسلمين وعلماء المسلمين
وإذا أسقطنا هذه الفتاوى على الواقع, فجميعها وأكثر
منها ينطبق على الطائفة السعودية, الممتنعة عن تطبيق الشرائع, المشرعة من دون
الله, الحاكمة بغير ما أنزل الله, ولكن برز فتاوى من علماء الطائفة الممتنعة عن
تطيق الشرائع والخاضعة لمحور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي مثل
صالح السدلان وابن عثيمين وغيرهم فقد أفتوا بفتاوى عجيبة.
إذ يكفرون من لم يحكم بما أنزل الله إذا كان غير ولي
أمرهم أما ولي أمرهم فله أحكام خاصة ناسين أو متناسين قوله تعالى: {
أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِنْ أُوْلَئِكُمْ أَمْ لَكُمْ بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} ([3]).
وجاء
في كتاب مراجعات في فقه الواقع السياسي وهو مقالات ومقابلات أجريت مع العلماء كانت
قد نشرت في جريدة الشرق الأوسط العدد 5262 و 5289 يقول ابن باز[أما القوانين إذا
كانت توافق الشرع فلا بأس بها... أما القوانين التي فيها مخالفة صريحة للشرع فلا
ومن استحلها أي القوانين المخالفة للشرع فقد كفر. وعندما سئل سماحته عن كيفية
التعامل مع أمثال هؤلاء المستحلين للقوانين المخالفة للشريعة من الحكام قال
فضيلته(نطيعه في المعروف وليس في المعصية)]([4])
وسئل
ابن باز أنه إذا كان لا يوجد محاكم شرعية في البلاد فما هو العمل.
الجواب:[إذا
لم توجد محاكم, فالنصيحة فقط, النصيحة لولاة الأمور وتوجيههم للخير والتعاون معهم
حتى يحكموا شرع الله, أما أن الآمر الناهي يمد يده أو يقتل أو يضرب فلا, لكن
يتعاون مع ولاة الأمور]([5])
ويقول
ابن عثيمين في الذين يكفرون الكفرة ما يلي [إذا كانت للإنسان غيرة حقيقية, فليوجه
الشعب إلى الخير, والعجب أن بعض الناس تجده يصب جام غيرته على ولاة أموره, وهو يجد
من في شعبه من يشرك بالله عز وجل, ولا يتكلم والشرك أعظم مما حصل من المعاصي من
ولاة الأمور,أو يذهب ينزل الآيات على ما يهواه هو من المعاني التي يقول مثلاً {ومن
لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}.المائدة 44.. ثم يقول كل نظام أو كل
قانون يخالف الشرع فهو كفر! وهذا أيضاً من الخطأ. وإذا فرضنا على التقدير البعيد
أن ولي الأمر كافر, فهل يعني ذلك أن نغور الناس عليه؟ حتى يحصل التمرد والفوضى
والقتال!!
لا
شك أنه خطأ, المصلحة التي تحصل غير موجودة في هذا الطريق المصلحة التي يريدها هذا,
لا يمكن أن تحصل بهذا الطريق,... ينظر
أيضاً بعين العقل والحكمة. ما الذي يترتب على هذا الشيء؟؟ لذلك نحن نرى مثل هذا
المسلك, مسلك خاطئ جدا وخطير ولا يجوز للإنسان أن يؤيد من سلكه بل يرفض رفضاً باتاً ونحن لا نتكلم عن
حكومة بعينها ولكن نتكلم على سبيل العموم.
أما
فيما يتعلق بهذه الحكومة ولله الحمد فالبلاد كما تعلمون بلاد تحكم بالشريعة
الإسلامية... ثم إذا نظرنا إلى بلادنا وإذ هو ليس هناك بناء قبور ولا طواف بالقبور
ولا بدع صوفية] ([6])
وكأن
الشرك محصور في الصوفية, ما عندكم عباد قبور, ولكن عندكم عباد قصور, ما عندكم
أوثان حجرية تعبد من دون الله, ولكن عندكم أوثان بشرية من أولاد عبد العزيز,
ومستشاريهم من اليهود والصليبيين والعلمانيين؛ يشرعون لكم من دون الله ويحكمونكم
بغير ما أنزل الله. ثم يا صاحب الغبطة كيف ما عندكم صوفية؟! هل ذهبت إلى مساجد
جدة؟! وهل رأيت علوي مالكي وآل اليماني والشوام وجماعة الجفري اليمنية؟! وهل تعلم
أن الصوفية تستعيد نشاطها بتأييد من الملك وخوانه ولاد عبد العزيز؟! وهل تعلم أن
مؤسسة "الدلة" ومؤسسة "إقرأ" من دعائم الصوفية في العالم
ولهما نشاط من أندونيسيا إلى الشام؟! وبتأييد ودعم من الملك وخوانه لإشغال
السلفيين والصحوة الإسلامية بما تريد أنت وولي أمرك إشغالها لينصرفوا عن مقاومة
الشرك الأكبر في الحاكمية والولاء للكفر ويترك محور الشر المتمثل في التحالف
الصهيوني البروتستنتي السعودي يعمل ما يحلو له.
0 التعليقات:
إرسال تعليق