موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الخميس، 27 ديسمبر 2012

سقوط الأخوان في منظومة الطغيان(4)


سقوط الأخوان في منظومة الطغيان(4)

رضوان محمود نموس

الملاحظات وبعض الردود

وأما قوله [والتكفير لكل مخالف وخاصة نظام أسد وحزب الله وإيران] ومع أن هذا الخلط من الكاتب غير صحيح أيضاً، ولكن نجيب عليه بشيء من التفصيل.

فنظام أسد لا شك أنه كافر وخائن والذي لا يعرف هذا أولى له أن يتلقى العلم، ولا يسود أوراق عمل للمسلمين؛ لاتسود إلا وجهه ووجه من يقره ويوافقه. فالأمة مجمعة على تكفير الطائفة النصيرية ومجمعة على تكفير من يشرع من دون الله، ومجمعة على تكفير من لم يحكم بما أنزل الله، ونظام أسد نصيري أولاً، ويشرع من دون الله ثانياً. ويحكم بغير ما أنزل الله ثالثاً، ويوالي أعداء الله رابعاً, ويحارب الإسلام والمسلمين خامساً، ولو أردت أن أسرد مكفرات النظام السوري لظهر أنه كافر من أكثر من مئة وجه والذي لا يكفره إما موغل في الجهل أو موغب في العمالة. ونكتفي بسرد الآتي:

أولاً كفر الطائفة النصيرية:

قال ابن عابدين رحمه الله: [حكم الدروز والتيامنة والنصيرية والإسماعيلية:  تنبيه: يعلم مما هنا حكم الدروز والتيامنة فإنهم في البلاد الشامية يعتقدون تناسخ الأرواح وحِلُ الخمر والزنا وأن الألوهية تظهر في شخص بعد شخص، ويجحدون الحشر والصوم والصلاة والحج ويقولون المسمى به غير المعنى المراد, ويتكلمون في جناب نبينا صلى الله عليه وسلم كلمات فظيعة، وللعلامة المحقق عبد الرحمن العمادي فيهم فتوى مطولة، ذكر فيها أنهم ينتحلون عقائد النصيرية والإسماعيلية الذين يلقبون بالقرامطة والباطنية الذين ذكرهم صاحب المواقف ونقل عن علماء المذاهب الأربعة أنه لا يحل إقرارهم في ديار الإسلام بجزية ولا غيرها، ولا تحل مناكحتهم ولا ذبائحهم، وفيهم فتوى في الخيرية أيضاً فراجعها.

 مطلب جملة من لا تقبل توبته: والحاصل أنهم يصدق عليهم اسم الزنديق والمنافق والملحد، ولا يخفى أن إقرارهم بالشهادتين مع هذا الاعتقاد الخبيث لا يجعلهم في حكم المرتد لعدم التصديق، ولا يصح إسلام أحدهم ظاهراً إلا بشرط التبري عن جميع ما يخالف دين الإسلام، لأنهم يدعون الإسلام، ويقرون بالشهادتين، وبعد الظفر بهم لا تقبل توبتهم أصلاً، وكذا في التتارخانية أنه سئل فقهاء سمرقند عن رجل يظهر الإسلام والإيمان ثم أقر بأني كنت أعتقد مع ذلك مذهب القرامطة، وأدعو إليه، والآن تبت ورجعت، وهو يظهر الآن ما كان يظهره قبل من الإسلام والإيمان، قال أبو عبد الكريم ابن محمد: قتل القرامطة واستئصالهم فرض، وأما هذا الرجل الواحد فيتغفل ويقتل، أي: تطلب غفلته في عرفان مذهبه، وقال بعضهم يقتل بلا استغفال.. لأن من ظهر منه ذلك ودعا الناس لا يصدق فيما يدعي بعد من التوبة. ولو قبل منه ذلك لهدموا الإسلام وأضلوا المسلمين من غير أن يمكن قتلهم، وأطال في ذلك، ونقل عدة فتاوى عن أئمتنا وغيرهم بنحو ذلك].([1])

وجاء في فتاوى ابن تيمية رحمه الله: [وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ تَعَالَى عَنْ  الدُّرْزِيَّةِ  و  النصيرية: مَا حُكْمُهُمْ؟

فَأَجَابَ: هَؤُلاءِ الدُّرْزِيَّةُ والنصيرية كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ لايَحِلُّ أَكْلُ ذَبَائِحِهِمْ وَلا نِكَاحُ نِسَائِهِمْ؛ بَلْ وَلا يُقِرُّونَ بِالْجِزْيَةِ؛ فَإِنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ دِينِ الإسْلامِ لَيْسُوا مُسْلِمِينَ؛ وَلا يَهُودَ وَلا نَصَارَى لا يُقِرُّونَ بِوُجُوبِ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَلا وُجُوبِ صَوْمِ رَمَضَانَ وَلا وُجُوبِ الْحَجِّ؛ وَلاتَحْرِيمِ مَا حَرَّمَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْمَيْتَةِ وَالْخَمْرِ وَغَيْرِهِمَا. وَإِنْ أَظْهَرُوا الشَّهَادَتَيْنِ مَعَ هَذِهِ الْعَقَائِدِ فَهُمْ كُفَّارٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ. فَأَمَّا النصيرية  فَهُمْ أَتْبَاعُ أَبِي شُعَيْبٍ مُحَمَّدِ بْنِ نَصِيرٍ، وَكَانَ مِنْ الْغُلاةِ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّ عَلِيًّا إلَهٌ وَهُمْ يَنْشُدُونَ أَشْهَدُ أَنْ لا إلَهَ إلا حيدرة الأنْزَعُ الْبَطِينُ، وَلا حِجَابَ عَلَيْهِ إلا مُحَمَّدٌ الصَّادِقُ الأمِينُ، وَلا طَرِيقَ إلَيْهِ إلا سَلْمَانُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ وَأَمَّا الدُّرْزِيَّةُ  فَأَتْبَاعُ هشتكين الدُّرْزِيُّ؛ وَكَانَ مِنْ مَوَالِي الْحَاكِمِ أَرْسَلَهُ إلَى أَهْلِ وَادِي تَيْمِ اللَّهِ بْنِ ثَعْلَبَةَ، فَدَعَاهُمْ إلَى إلَهِيَّةِ الْحَاكِمِ، وَيُسَمُّونَهُ الْبَارِي العلامُ، وَيَحْلِفُونَ بِهِ، وَهُمْ مِنْ الإسماعيلية الْقَائِلِينَ بِأَنَّ مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ نَسَخَ شَرِيعَةَ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرًا مِنْ الْغَالِيَةِ، يَقُولُونَ بِقِدَمِ الْعَالَمِ وَإِنْكَارِ الْمَعَادِ وَإِنْكَارِ وَاجِبَاتِ الإسْلامِ وَمُحَرَّمَاتِهِ وَهُمْ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَمُشْرِكِي الْعَرَبِ، وَغَايَتُهُمْ أَنْ يَكُونُوا  فَلاسِفَةً عَلَى مَذْهَبِ أَرِسْطُو وَأَمْثَالِهِ أَوْ مَجُوسًاً. وَقَوْلُهُمْ مُرَكَّبٌ مِنْ قَوْلِ الْفَلاسِفَةِ وَالْمَجُوسِ وَيُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ نِفَاقًا. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.

وقال شَيْخُ الإسْلامِ رَحِمَهُ اللَّهُ هَؤُلاءِ مِمَّا لا يَخْتَلِفُ فِيهِ الْمُسْلِمُونَ؛ بَلْ مَنْ شَكَّ فِي كُفْرِهِمْ فَهُوَ كَافِرٌ مِثْلُهُمْ؛ لا هُمْ بِمَنْزِلَةِ أَهْلِ الْكِتَابِ وَلا الْمُشْرِكِينَ؛ بَلْ هُمْ الْكَفَرَةُ الضَّالُّونَ، فَلا يُبَاحُ أَكْلُ طَعَامِهِمْ، وَتُسْبَى نِسَاؤُهُمْ وَتُؤْخَذُ أَمْوَالُهُمْ. فَإِنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ مُرْتَدُّونَ لا تُقْبَلُ تَوْبَتُهُمْ؛ بَلْ يُقْتَلُونَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا؛ وَيُلْعَنُونَ كَمَا وُصِفُوا؛ وَلا يَجُوزُ اسْتِخْدَامُهُمْ لِلْحِرَاسَةِ وَالْبِوَابَةِ وَالْحِفَاظِ. وَيَجِبُ قَتْلُ عُلَمَائِهِمْ وَصُلَحَائِهِمْ لِئَلا يُضِلُّوا غَيْرَهُمْ؛ وَيَحْرُمُ النَّوْمُ مَعَهُمْ فِي بُيُوتِهِمْ؛ وَرُفْقَتِهِمْ؛ وَالْمَشْيُ مَعَهُمْ وَتَشْيِيعُ جَنَائِزِهِمْ إذَا عُلِمَ مَوْتُهَا. وَيَحْرُمُ عَلَى وُلاةِ أُمُورِ الْمُسْلِمِينَ إضَاعَةُ مَا أَمَرَ اللَّهُ مِنْ إقَامَةِ الْحُدُودِ عَلَيْهِمْ بِأَيِّ شَيْءٍ يَرَاهُ الْمُقِيمُ لا الْمُقَامُ عَلَيْهِ. وَاَللَّهُ الْمُسْتَعَانُ وَعَلَيْهِ التكلان]([2]).

قال ابن حجر العسقلاني رحمه الله:[قلت حاشا عتاة الروافض من أن يقولوا: علي هو الله، فمن وصل إلى هذا فهو كافر لعين من إخوان النصارى، وهذه هي نحلة النصيرية]([3])

وقال الصفدي رحمه الله: [في ترجمة عبد الرحمن بن ملجم المرادي، قاتل علي بن أبي طالب رضي الله عنه.. وهو عند الخوارج من أفضل الأمة وكذلك النصيرية يعظمونه. قال ابن حزم: يقولون إنَّ ابن ملجم أفضل أهل الأرض، لأنه خلص روح اللاهوت من ظلمة الجسد وكدره].([4])

وقال المقريزي رحمه الله: [وفيه تمزقت جماعة الثائر بجبلة، وكان قد قام في النصيرية وادعى أنه المهدي، وأن دين النصيرية حق، وأن الملائكة تنصره. فركب العسكر وقاتلوه فقتل، ورسم أن يبنى بقرى النصيرية في كل قرية مسجد، وتعمل له أرض لعمل مصالحه، وأن يمنع النصيرية من الخطاب وهو أن الصبي إذا بلغ الحلم عملت له وليمة، فإذا اجتمع الناس وأكلوا وشربوا حلفوا الصبي أربعين يميناً على كتمان ما يودع من المذهب، ثم يعلمونه مذهبهم وهو ألوهية علي بن أبي طالب، وأنَّ الخمر حلال، وأنَّ تناسخ الأرواح حق، وأنَّ العالم قديم، والبعث بعد الموت باطل، وإنكار الجنة والنار، وأن الصلوات خمس، وهي: إسماعيل وحسن وحسين ومحسن وفاطمة، ولا غسل من جنابة، بل ذكر هذه الخمسة يغني عن الغسل وعن الوضوء، وأن الصيام عبارة عن ثلاثين رجلاً وثلاثين امرأة ذكروهم في كتبهم، وأن إلههم علي بن أبي طالب خلق السموات والأرض، وهو الرب، وأن محمداً هو الحجاب وسلمان هو الباب]. ([5])

وهاك ما طلبه النصيريون من فرنسا: ففي سجلات وزارة الخارجية الفرنسية وثيقة تحت رقم 3547 بتاريخ 15-6-1936 هذا نصها:

دولة ليون بلوم رئيس الحكومة الفرنسية.

إن الشعب العلوي الذي حافظ على استقلاله سنة فسنة بكثير من الغيرة والتضحيات الكبيرة في نفوس الشعب، وهو شعب يختلف في معتقداته الدينية وعاداته وتاريخه عن الشعب المسلم السني، ولم يحدث في يوم من الأيام أن خضع لسلطانه من الداخل.

إننا نلمس اليوم كيف أن مواطني دمشق يرغمون اليهود القاطنين بين ظهرانيهم على عدم إرسال المواد الغذائية لإخوانهم المنكوبين في فلسطين، وإن هؤلاء اليهود الطيبين الذين جاؤوا إلى العرب المسلمين بالحضارة والسلام ونثروا على أرض فلسطين الذهب والرفاه، ولم يوقعوا الأذى بأحد ولم يأخذوا شيئاً بالقوة، ومع ذلك أعلن المسلمون عليهم الحرب المقدسة بالرغم من وجود إنجلترا في فلسطين وفرنسا في سوريا.

إننا نقدر نبل الشعور الذي يحملكم على الدفاع عن الشعب السوري ورغبته في تحقيق استقلاله ولكن سورية لا تزال بعيدة عن الهدف الشريف خاضعة لروح الإقطاعية الدينية للمسلمين. ونحن الشعب العلوي الذي مثله الموقعون على هذه المذكرة نستصرخ حكومة فرنسا ضماناً لحريته واستقلاله ويضع بين يديها مصيره ومستقبله وهو واثق أنه لا بد واجد لديهم سنداً قوياً لشعب علوي قَدَّمَ لفرنسا خدماتٍ عظيمةً.

الموقعون:

سليمان الأسد (جد حافظ الأسد)   محمد سليمان الأحمد

محمود آغا حديد                     سليمان المرشد

عزيز آغا هوا                       محمد بك جنيد

ولا أدري عندما قال الإخوان بكفرهم هل قالوه من منطلق عقائدي وشرعي أو اتباعاً للهوى؟!.

فلقد ألقى فضيلة الشيخ سعيد حوى في المقر الرئيس للحزب الإسلامي (أفغانستان) محاضرة عن الجهاد وبلاد الشام نشرت في مجلة الموقف التي يصدرها الحزب باللغة العربية ومما جاء فيها: (إذا فسد أهل الشام فلا خير فيكم) فهذه الشام التي فيها خير للأمة الإسلامية وفيها بركة قد أصابها شر مستطير، لأن بلاد الشام تتألف من أربعة أقطار: سوريا، الأردن، فلسطين، لبنان. أما فلسطين فقد أخذها اليهو،د وأما لبنان فهي الآن بين النصارى والدروز وهم طائفة مرتدة عن الإسلام، تؤمن بألوهية البشر، وتؤمن بالتناسخ، وتعطل أحكام الإسلام، فلبنان تخضع لهذه الطائفة وللنصارى وللشيعة وهم كما تعلمون فرقة من الفرق التي انشقت عن جسم الأمة الإسلامية، أما سوريا فإنها تحكم من خلال حزب علماني كافر ومن وراء هذا الحزب تحكم بطائفة نصيرية وهي طائفة تؤمن بألوهية الإنسان، وتؤمن بأن النبوة مستمرة، وتؤمن بالتناسخ الذي هو عقيدة البراهمة، فهم لا يؤمنون باليوم الآخر وهؤلاء يستحلون الحرام، فالخمرة عندهم مقدسة، والمرأة عندهم لا دين لها ولا تكليف، وهم يعطلون شعائر الإسلام ويعطلون شرائعهم كذلك، لأنهم فرقة باطنية تقول: إنَّ للقرآن باطناً يخالف الظاهر، وأن الباطن هو المطلوب وأن هذا الباطن لا يعرفه إلا أئمتهم، وعلى هذا فالصلاة يؤولونها فلا يصلون، وكذلك الزكاة والصوم والحج، وكذلك كل شرائع الإسلام، فسورية هذه يحكمها حزب علماني ومن ورائه طائفة نصيرية كافرة، فأنت ترى من خلال هذا العرض أن بلاد الشام ذات البركة قد وقعت بيد الكفر والكافرين ولم يبق إلا الأردن وفيه خير كثير، وأمامه شر كبير، كيف سقطت بلاد الشام بيد الكفر والكافرين من يهود ودروز ونصارى وشيعة ونصيرية وأحزاب علمانية كيف سقطت بلاد الشام وهي بلاد مباركة بأيدي الكافرين. لقد سقطت بلاد الشام بأيدي الكافرين لأن الكافرين كانوا يعملون.([6])

فماذا يقول الكاتب في فتوى والده في الطائفة النصيرية التي أهلكت الحرث والنسل في بلاد الشام، وأفسدت البلاد والعباد، وألقت بمقاليدها إلى اليهود وقوى الكفر والإلحاد؟؟

موقف الإخوان من النصيرية.

وقالوا في افتتاحية النذير العدد الأول 15 شوال 1399 هـ: (بحق آهات المعذبين داخل السجون الصغيرة وداخل السجن الكبير تدوسهم وتسحقهم أقدام النصيرية الكافرة الخارجة عن الإسلام.

وبحق المصاحف التي ديست، بحق المساجد التي انتهكت بحق الأوطان التي خينت وسلمت).([7])

وقالوا في العدد نفسه ص 13:  ولقد بدأ أخيراً التفسخ في صفوف النصيرية الكافرة الحاكمة وبدأ المغفلون يتساءلون إلى أين تسير بنا يا حافظ.... إلخ

قالوا في النذير العدد الثالث 15 ذو القعدة 1399 ص 13

(في هذه الأيام العصيبة التي يعيشها شعبنا الأبي تحت سياط جلاديه من شراذم الطغمة النصيرية المارقة ومن لَفَّ لفها من زمرة المرتزقة والمأفونين الذي باعوا ضمائرهم للشيطان)

وقالوا في افتتاحية مجلة النذير العدد السادس الخميس 18 ذي الحجة 1399 ص1. قالوا عن الطائفة النصيرية: (إن المتتبع لتاريخ هذه العصابة الكافرة وجذورها الخبيثة منذ نشأتها حتى الوقت الحاضر لا يجد مسلكها هذا إزاء الإسلام والمسلمين غريباً، فهي تعتبر امتداداً تاريخياً ومذهبياً لحركة القرامطة التي عاثت في بلاد المسلمين فساداً من قتل وحرق وتدمير وسلب وقطع لطريق الحج وسرقة الحجر الأسود الكريم من الكعبة المشرفة ثم ها هي ذي ثورة القرامطة تدرس في مدارس سورية وجامعاتها على أنها ثورة اشتراكية تقدمية مضيئة!! فأين العجب!!

إنها هي حضارة الوثنية، حضارة الشرك، حضارة القرامطة، لم تنس نفسها ولم تنس أساليبها وليس مهماً أن تكون في القرن الرابع الهجري أو القرن العشرين الميلادي أو حتى الثلاثين أو الأربعين... المهم أن تظل العقرب عقرباً.

من ذا الذي كلف هؤلاء المجرمين بهذا الدور الخياني الدموي الذي يمارسونه، ولصالح من؟

إنهم جعلوا الإسلام عدوهم التاريخي، فلا يستطيعون مهادنته، لأنه طهارة خالصة وهم شرك نجس، وعلى المسلمين أن يذودوا عن حياضهم بأنفسهم بعد أن كشر النصيريون عن نواجذهم([8]).

وقالوا في النذير العدد الثامن الخميس 24 محرم 1400 هـ ص 22 تحت عنوان هل هي السهام الأخيرة: ... تذكروا مدافع البعث النصيري تقصف جامع السلطان في حماة، وتذكروا دبابات النصيرية تقتحم مسجد بني أمية في دمشق، وتذكروا رصاص الغدر النصيري يردي شباب حمص المسلمة، لأنهم احتموا بمسجد خالد بن الوليد)([9]).

فإن كان تكفير الإخوان للطائفة النصيرية حسب مقتضى شرع الله، فلا يمكن تغيير هذه المسلمة إلا بتغيير الدين والالتحاق بالنصيرية أو غيرها من طوائف الردة. وإن كان هذا العمل سياسياً وتلاعباً بالأحكام فهم مزورون مبدلون لأحكام الله. والواقع والحقائق تشير إلى أن الطائفة النصيرية كافرة منذ أسست وإلى الآن وإلى ما يعلم الله. فالذي يريد تغيير هذه المسلمة إنما يهدف إلى تغيير الدين، والذي يريد تغيير الدين عليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين.

ولو رحت أنقل لك كل ما أعرف من أقوال العلماء في النصيرية، ومن الممارسات التي رأيتها بعيني وما سمعت منهم مباشرة لاحتاج الأمر إلى عدة مجلدات. وهذه مواقف وأحكام مبنية على الشرع، والذي يسعى إلى تغييرها إنما يسعى لتغيير الدين؛ بما يتناسب مع أهواء الكافرين، وهكذا أتباع الهوى لا يقرون على قرار.

واعلم بأن النفس من حزب الهوى        فاحــذرهما تنـــج من الآثـــام

وأما كفر النظام السوري النصيري البعثي كونه يشرع من دون الله فلا يخفى على من يحترم دينه أوعقله أو نفسه، وأسرد لك قليلاً يا ابن أخي من آيات الله وأقوال العلماء على كفر من حكم بغير ما أنزل الله.فكيف بمن يشرع من دون الله؟

قال تعالى: (فَلا تَخْشَوْا النَّاسَ وَاخْشَوْنِي وَلا تَشْتَرُوا بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْكَافِرُونَ) المائدة: ٤٤

قال تعالى: (أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنْ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) المائدة: ٥٠

قال تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء: ٦٥

قال تعالى: (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ أَمَرَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) يوسف 40

وهاك نقل العلماء للإجماع على كفر من حكم بغير ما أنزل الله جل جلاله:

قال ابن تيمية رحمه الله: [والإنسان متى حَلَّلَ الحرامَ المجمع عليه, أو حَرَّمَ الحلال المجمع عليه, أو بدل الشرع المجمع عليه كان كافراً باتفاق الفقهاء].([10])

وقال: [إن من أسقط الأمر والنهي الذي بعث الله به رسله فهو كافر باتفاق المسلمين واليهود والنصارى].([11])

وقال ابن كثير رحمه الله: [فمن ترك الشرع المحكم المنزل على محمد بن عبد الله خاتم الأنبياء وتحاكم إلى غيره من الشرائع المنسوخة كفر، فكيف بمن تحاكم إلى الياسا وقدمها عليه؟ من فعل ذلك كفر بإجماع المسلمين].([12])

وقال ابن عبد البَر رحمه الله: [وقد أجمع العلماء أن من سَبَّ الله عزَّ وجلَّ أو سبَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أو دفع شيئاً أنزله الله وهو مع ذلك مقر بما أنزل الله  أنه كافر].([13])

وقال محمد بن المرتضى اليماني رحمه الله: [وثانيهما إجماع الأمة على تكفير من خالف الدين المعلوم بالضرورة والحكم بردته إن كان قد دخل فيه].([14])

وقال محمد أنور شاه الكشميري رحمه الله: [وثانيهما إجماع الأمة على تكفير من خالف الدين المعلوم بالضرورة والحكم بردته].([15])

وقال الشيخ عبد الله القلقيلي رحمه الله في الفتاوى الأردنية: [من المجمع عليه بين المسلمين أن من استحلَّ محرماً علمت حرمته بالضرورة من الكتاب والسنة وإجماع المسلمين فقد كفر، يستتاب فإن تاب وإلا كان حكمه القتل الذي هو حكم المرتد، وإن هذا هو حكم من استحلَّ المحرمات وإن لم يفعلها].([16])

وقال ابن باز رحمه الله: [أجمع علماء الإسلام على كفر من استحلَّ ما حرمه الله أو حرم ما أحله الله مما هو معلوم من الدين بالضرورة ومن تأمل كلام العلماء في جميع المذاهب الأربعة في باب حكم المرتد اتضح له ما ذكرنا]([17]).

ولقد أجمع علماء الأصول في مباحثهم عن الحكم والحاكم والمحكوم فيه والمحكوم عليه على أن الحُكْمَ هو: (خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال المكلفين بالاقتضاء أو التخيير أو الوضع)([18]).

وأما عن الحاكم: فلم يختلف المسلمون في أن مصدر جميع الأحكام التكليفية والوضعية هو الله سبحانه وتعالى، بعد البعثة وبلوغ الدعوة، سواء كان ذلك بطريق النص من كتاب أو سنة أم بواسطة الفقهاء والمجتهدين، لأن المجتهد مُظهِرٌ للحكم وليس مُنشِئَاً له من عنده؛ لهذا قالوا: الحكم هو خطاب الله تعالى... وقالوا: لا حكم إلا لله، أخذاً من قوله تعالى: {إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّهِ} [الأنعام: 57] كما أجمع الفقهاء جميعاً على أنَّ من ردَّ أو دفع شيئاً من كتاب الله أو سنة رسول الله الثابتة يصبح بهذا الفعل مرتداً وتجري عليه أحكام المرتدين([19]).

وقام عدد كبير وكبير جداً من العلماء يتعذر إحصاؤهم بالكتابة في هذا الموضوع.

ولو رحت أسرد لك أقوال الأئمة في ذلك لطال الأمر ولعل في هذا القليل عظة لمن أراد أن يتذكر أو يخشى.

يتبع


[1] - حاشية ابن عابدين ج: 4 ص: 244.
[2] - مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 9 / ص 222)
[3] - لسان الميزان - (ج 1 / ص 155)
[4] - الوافي بالوفيات - (ج 6 / ص 111)
[5] - السلوك لمعرفة دول الملوك - (ج 1 / ص 411)
[6]-  الموقف العدد الخامس محرم وصفر 1407 هـ.
[7] - افتتاحية النذير العدد الأول 15 شوال 1399 هـ
[8] - النذير العدد الثالث 15 ذو القعدة 1399 ص 13
[9] - النذير العدد الثامن الخميس 24 محرم 1400 هـ ص 22 تحت عنوان هل هي السهام الأخيرة.
[10]- مجموع الفتاوى (3/267).
[11]- المصدر السابق (8/ 106).
[12]- البداية والنهاية (13/ 119) - أحداث سنة 624 هـ عند ترجمة جنكيز خان.
[13] - التمهيد لابن عبد البر (4 / 226).
[14]- إيثار الحق ص /116.
[15]- إكفار الملحدين. ص/ 81.
[16]- الفتاوى الأردنية ص / 77-78.
[17]- مجموع فتاوى ومقالات متنوعة تأليف ابن باز (2 / 330).
[18]- يراجع مثلا الأحكام للآمدي (1 / 49), حاشية البناني على شرح جمع الجوامع (1 / 40), شرح العضد (1 / 220), التلويح على التوضيح (1 / 13), غاية الوصول شرح لب الأصول ص / 6, حاشية الأزميري على مرآة الأصول (1 / 31), فواتح الرحموت شرح مسلم الثبوت (1 / 54), المنهاج للبيضاوي مع الأسنوي (1 / 38), إرشاد الفحول (1 / 56).
[19]- يراجع في هذا كتاب المرتد في جميع كتب الفقه.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.