التحليل السياسي الأسبوعي
ما يجري في سوريا حرب
عقائدية
رضوان محمود نموس
إن الحروب الكبرى والثورات الكبرى والأحداث الكبرى تحركها العقائد وليس
الحاجات اليومية أو الاقتصادية.
فالفتوحات الإسلامية كان وراءها
عقيدة إخراج الناس من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد ومن الظلمات إلى النور.
والحروب الصليبية كان وراءها محاربة الإسلام ونشر ديانة الكفر والصلبان.
وحروب التتار كان وراءها حرب الإسلام ونشر وثنية المغول لذا نرى عندما
اصطدمت العقيدة الإسلامية مع الوثنية أسلم المغول وأصبحوا من جند الإسلام.
وإيجاد دولة يهود لم يكن إلا بدوافع دينية ووقوف أمريكا وبريطانيا
البروتستانت ليس إلا بدوافع عقدية دينية فالبروتستانت ظاهرهم نصارى وباطنهم يهود
حيث أن المؤسسين أحدهم يهودي (كالفن) والأخر ماسوني متهود (مارتن لوثر)
وعندما حارب بوش العراق وجر وراءه الأعراب أعلن أن حربه صليبية مقدسة.
لذا فتفسير الأحداث عندما يبتعد عن الدين ويفسر الظواهر فقط فهو عند القشور
ولم يدخل إلى اللب.
وإلا ما هو تفسير وقوف إيران الشيعية المجوسية الفارسية إلى جانب دولة تدعي
أنها علمانية قومية عربية؟؟!!!
وما هو سر وقوف حكومة العراق التي تحالفت مع الشياطين لإنهاء حكم البعث في
العراق وهي الآن تناصر وتقاتل إلى جانب البعث السوري؟؟!!
وما هو سر وقوف حزب اللات الشيعي إلى جانب حكومة علمانية قومية ضد أناس
مسلمين موحدين؟؟!!!.
المبرر الواقعي الوحيد هو اشتراك كل من إيران وحكومة العراق وحزب اللات
وحوثية اليمن بديانة الشيعة الوضعية المجوسية وأن النصيرية المجوسية هي أقرب
إليهم.
أما عالمياً ومن منطلق الكفر ملة واحدة فأمريكا وروسيا وسائر دول الكفر ترى
أن حكومة النصيرية في سوريا أقرب إليها من أي حكم إسلامي قادم.
لذا ماطلت ومددت واخترعت المبعوثين واحداً بعد الآخر بالتعاون مع جامعة
الكفر العربية لعل الكفر النصيري يقضي على الجهاد ولما خاب فألهم بدأ التخطيط
لتمكين حكومة كافرة قادمة خوفاً من وصول الإسلام فاخترعوا المجلس اللاوطني الكفري
بقيادة الشيوعي العلماني برهان غليون ثم الشيوعي العلماني عبد الباسط سيدا ثم
الشيوعي النصراني جورج صبرا.
ولما فشل اخترعوا الائتلاف بقيادة رجل على مذهب غاندي الكافر وربيب نظام
الأسد ووضعوا له ثلاث نواب رياض سيف شيوعي علماني كان نائباً في حكومة الزنادقة,
اللعوب سهير الأتاسي بعثية علمانية, جورج صبرا شيوعي نصراني.
والآن لما بدأ النظام النصيري يتهاوى التقى الجميع للحيلولة دون وصول الإسلام
إلى سدة الحكم في البلاد.
وفي نفس الوقت وضعوا أحد أهم فصائل المجاهدين (جبهة النصرة) على قائمة
الإرهاب ولم تر أعينهم العمياء وقلوبهم الصماء؛ أعماها الله أكثر, لم تر جرائم نظام
النصيريين.
فالتقى وزير الخارجية الروسي مع وزيرة الخارجية الأمريكية وزار بوتين تركيا
وزار نائب وزير الخارجية الإيراني روسيا وأعلنت إيران أن المعركة معركتها وقال حسن
نصر اللات زعيم حزب اللات لن ولن ولن يسقط نظام الأسد والذي يظن سقوطه مخطئ جداً
جداً جداً جداً جداً.
وقام المنديل الشرع بمبادرته ومشروع أمريكي وآخر روسي وثالث إيراني,
أين كانت هذه المشاريع قبل ترنح النظام ؟؟!
ثم قام ملك الأردن عبد الله بن ماري الإنجليزية البروتستنتية بتحذير أمريكا
والغرب ودولة يهود من القادم الإسلامي.
ولقد [نشر (أنشل بابر) مقالاً قال فيه: يحذر مسؤولون كبار في الحكم
الأردني من أن سوريا قد تصبح "ثقبا أسود يجتذب إليه الجهاديين من أرجاء
العالم". وعلى حد قولهم، فقد حذروا مؤخرا الحكومات الغربية وإسرائيل من
التطورات لدى الجار الشمالي الممزق، ولكن رغم تحذيراتهم، فان السلاح المتطور يواصل
التدفق إلى أيدي منظمات جهادية وسلفية تعمل في سوريا وتسيطر بالتدريج على حركة
الثوار ضد نظام الأسد. ويخشى الأردنيون من أنه مع سقوط النظام، فان السلاح
والمعرفة اللذين جمعهما الجهاديون سيوجهان إلى أهداف أخرى في المنطقة، ولا سيما الأردن
وإسرائيل.... وتنتقد الأردن انتقاد شديد على جار آخر لسوريا، تركيا، التي سمحت
للمتطرفين جمع القوة والسلاح، على حساب محافل علمانية وأكثر اعتدالا بين الثوار].
وقال طارق الحميد في صحافة المارينز
الأمريكي السعودية (الشرق الأوسط) قال في مقال:
[في
سوريا تدخّلْ ولا تتوقف! الشرق الاوسط
25-12-2012
فلا
بد من التنبه للمرحلة القادمة بشكل حذر، وأفضل مما تم في تجارب أخرى، ومنها طريقة
التفاعل مع الثورة السورية في بدايتها.
ففي
تاريخنا الحديث تجربتان لا بد من تأملهما: الأولى أفغانستان، والثانية العراق، وفي
كلتيهما كان التدخل العربي، والغربي، فاشلا، وكانت عواقبه وخيمة. في أفغانستان،
إبان غزو الاتحاد السوفياتي، تم تصوير الأمر على أنه جهاد، وكان ذاك خطأ، وكان
الخطأ الأكبر والقاتل هو ترك من سموا «المجاهدين» الذين ارتدوا بعد ذلك على من
رعاهم، وسلحهم، سواء في المنطقة، من السعودية إلى غيرها، أو غربيا مثل أميركا
وبريطانيا وآخرين. فنصف التدخل أخطر من عدم التدخل، وهذا كان درس أفغانستان التي
تحولت إلى وكر للإرهابيين. ... ومن هنا كان درس غزو العراق هو أن عدم التدخل تماما
كان تضحية بدولة عربية كبيرة ومهمة.
اليوم
ونحن أمام التجربة السورية، المختلفة عن كل التجارب العربية حيث إن سوريا مطمع لكل
ذئاب المنطقة، وعلى رأسهم إيران، وحزب الله، وإسرائيل، وهي مطمع أيضا لـ«الإخوان»،
والمتطرفين، خصوصا بما تمثله سوريا دينيا من الناحية التاريخية، حيث من السهل
دغدغة مشاعر السذج حول دور سوريا التاريخي في الحروب، والفتوحات. ...
ولذا،
فالمفروض اليوم أن تكون هناك استراتيجية واضحة لمرحلة ما بعد الأسد من قبل العقلاء
العرب، وتكون قابلة للاستمرار، حتى بعد سقوط الطاغية، وأيا كانت الأوضاع، وتكون
استراتيجية واضحة للضرب بيد من حديد على كل من يحمل السلاح بعد سقوط الأسد، مع
ضرورة تجنب كل أخطاء الربيع العربي، وأبرزها انقلاب مصر الإخواني. ولذا، فالمطلوب
بكل بساطة هو أنه على من يتدخل في سوريا الآن أن يواصل التدخل حتى بعد سقوط الأسد،
ولا يتوقف]
فهنا وعبر الصحيفة الناطقة باسم المخابرات والداخلية السعودية تطالب
السعودية بتدخل أمريكي دائم حتى لا يبرز الجهاد والمجاهدون ويعيدوا مجد الإسلام
فالموقف الآن على الشكل الأتي:
داخلياً:
كل الأحزاب الشيوعية والعلمانية والليبرالية على مختلف تسمياتها ضد القادم
الإسلامي.
كل طوائف الكفر والزندقة والردة ضد القادم الإسلامي.
كل الحركات المتأسلمة من الانهزاميين والعصرانيين وأصحاب الأهواء
والعلمانيين الجدد وأتباع الحكومات الطاغوتية وصنائعها ضد القادم الإسلامي.
كل المعارضات الممولة من الدول والقابعة في خارج البلاد هي أدوات لتنفيذ
رغبة الممولين في عدم السماح للقادم الإسلامي بالوصول.
عربياً:
كل الأنظمة التي تحكم البلاد العربية والمتأسلمة من طنجة إلى جاكرتا ضد
القادم الإسلامي.
عالمياً:
اليهود والماسونية العالمية ضد القادم الإسلامي.
أمريكا ودول الغرب والشرق ضد القادم الإسلامي.
إيران وحزب اللات وحكومة العراق والحوثيين وكل الشيعة
في العالم ضد القادم الإسلامي.
هذا هو القاسم المشترك بين المتآمرين والمؤتمرين من
الكفار الأصليين والفرق المرتدة والمتزندقة وعملاء الغرب من سائر الأحزاب
والحكومات الدائرة جميعاً في فلك الكفر. وكل مشاريعهم ومبادراتهم تتمركز حول نقطة
واحدة وهي منع وصول القادم الإسلامي..
ربما يختلفوا بالتفاصيل فبينما تفضل يهود وحلفاؤها
تدمير سوريا شعباً واقتصاداً وأرضاً تفضل بعض دول العربان قدوم حكومة علمانية
كافرة قبل حلول هذا الدمار
وبينما تفضل إيران ومحور الكفر الشيعي بقاء الحكم
النصيري تفضل أمريكا والغرب قدوم حكم علماني آخر لانتهاء صلاحية نظام الزندقة
النصيري
روسيا يهمها من الأمر البقاء على قواعدها البحرية تحت
إي حكم غير إسلامي
الأردن يهمها من أولاً إلى مليون ألا يأتي حكم إسلامي ولا يهمها التفاصيل.
يمكن لقوى الكفر أن تتدخل فقط عند التيقن من أن الإسلام هو الذي سيحكم
ويسيطر فسيكون التدخل ممكنا تحت إي ذريعة مثل حماية الأسلحة الكيميائية, أو
المحافظة على الأقليات أو ترتيب مناشدات من قوى الكفر والزندقة المحلية لحمايتها
من الإسلام القادم أو من دول الجوار كالأردن
بزعم تهديد حدودها وأمنها مع العلم أنه يوجد الآن قوات أمريكية ترابط في الأردن
الذي يطمئن لأمريكا وليهود ويخشى الإسلام.
إن هذا يستدعي من جميع أصحاب المشروع الإسلامي التخلي عن ذواتهم والعمل
لصياغة مشروع إسلامي يستطيع مواجهة كيد هؤلاء الأعداء جميعاً وهذا ليس صعباً ولا
مستحيلاً بل هو بمتناول اليد لو أخلصنا النية وقاتلنا لتكون كلمة الله هي العليا
واتحدنا تحت راية واحدة وجماعة واحدة وأخذنا بأسباب النصر التي بينها الله سبحانه
وتعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم.
ليس هنا مقام شرح المشروع وحيثياته ومفرداته فالكل يعرفها والقليل ينفذها.
فأول الانتصار هو الانتصار على النفس. خرج الترمذي في سننه (4/ 588) 2376
[عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ الْأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَا ذِئْبَانِ
جَائِعَانِ أُرْسِلَا فِي غَنَمٍ بِأَفْسَدَ لَهَا مِنْ حِرْصِ المَرْءِ عَلَى
المَالِ وَالشَّرَفِ لِدِينِهِ]
ثم من لا يعرف أهمية وحدة الصف؟!.
ومن لا يعرف أهمية إخلاص النية ونظافة الوسيلة والغاية؟!.
ومن لا يعرف أن النصر بيد الله فتوجهوا إليه وليس إلى سواه؟!.
وهكذا بقية بنود النصر وشروط التمكين.
والأمل معقود بعد الله عز وجل على قادة الفصائل المجاهدة فنحن في لحظة
تاريخية حاسمة ومنعطف تغيير التاريخ في المنطقة والعالم وكل قوى الكفر تدرك خطورة
الموقف وتتخذ له الأسباب والخطط.
فهل نكون بحجم التحدي وحجم المسؤولية.
أسأل الله ذلك وأسأله أن يوحد قلوب المجاهدين ويهديهم إلى سبيل الرشاد
وليتمن الله هذا الأمر {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ
أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} [يوسف: 21]
0 التعليقات:
إرسال تعليق