عباد
الشياطين ومحاولة النيل من المجاهدين
رضوان محمود نموس
نشر
الشيخ أبو الهدى اليعقوبي مقالاً قال فيه:
[هل بدأت
الحرب على أهل السنة؟ وهل بدأت حرب تطهير بلاد الشام من مقامات الأولياء
والصالحين؟
وهل تحولت الثورة السورية من ثورة على الظلم والظالمين والمجرمين
إلى ثورة على الشرك والمشركين من أهل السنة من الأشاعرة الذين يرون جواز زيارة
القبور والتوسل بالأولياء؟
وهل صارت الثورة فرصة لأصحاب الآراء والمذاهب والفرق من
كل فرقة وطائفة لفرض المبادئ التي يؤمنون بها بقوة السلاح؟
لقد سددنا على النظام باب الفتنة الطائفية فإذا بنا نكتوي
بنار طائفة منا تخرج من صفوف الثورة؟ وهل دخل هؤلاء الثورة أصلا لإسقاط النظام أم
للتوصل إلى ما يريدون من فرض العقائد والمذاهب بقوة السلاح؟
يبدو أن الظنون قد تحققت وأن الثورة قد انحرفت عن المسار.
نقرأ في الخبر: "تم بحمد الله تعالى تفجير قبر الولي محمد جرابة على يد جبهة
النصرة وذلك بعد أن اتخذه الجاهلين مكان [كذا] للعبادة وهذا يخالف شرع الله سبحانه
وتعالى" انتهى
ونحن
أولا نستنكر هذا الفعل الشنيع والجريمة النكراء والإساءة إلى الأموات والأحياء. وندعو
من قام بهذا العمل المَقيت إلى التوقف عنه فورا والتوبة والإنابة إلى الله
والاعتذار للمسلمين.
وبيانُ
ما يخالف شرع الله إنما هو من اختصاص العلماء الربانيين الذين يبينون الحلال
والحرام، وقضايا كالتوسل بالنبي عليه الصلاة والسلام والتوسل بالصالحين وزيارة
القبور قد فرغ من الكلام فيها العلماء واستقر مذهب جمهور أهل السنة على الجواز ..
فهل جاءت الثورة لتفرض علينا رأي ابن تيمية بقوة
السلاح؟
إن بلاد الشام هي مهد الأولياء والصالحين وهي أرض الأبدال
المباركة وهي أرض العلم والفقه والقرآن - ولا شك أن أهل الشام بين شافعية وحنفية
وأشاعرة وماتريدية وصوفية وسلفية وإخوان وتحرير يقفون يدا واحدة في وجه هذا الفكر
المتطرف الذي لا يحمل إلا التعصب والبغضاء ولا يقود إلا إلى الكراهية ولا ينتهي
إلا إلى فتنة بلادنا وأهلنا في غنى عنها. إنا ندعو كل من يشارك في الثورة من هؤلاء
إلى استنكار هدم مقامات الأولياء قبل أن يتسع الخرق ويستفحل الخطر ويفلت زمام
الأمر] .
فهذا البوق الضراري يرى من خلال مقاله:
1-
أن هدم
الوثن هو إعلان الحرب على أهل السنة. وأن عقيدة أهل السنة التوسل بقبور المقبورين.
2-
أن الجهاد
في سوريا انحرف بسبب هدم الوثن.
3-
يدعو
المجاهدين القائمين على أمر الله إلى التوبة من هدم الوثن.
4-
ينسب قضية
هدم الأوثان إلى ابن تيمية فقط.
فنقول له بإيجاز إن الدين ما أمر به
الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم وليس ما ابتدعه الضالون والمنحرفون.
قال الله تعالى: {قُلْ مَنْ رَبُّ
السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ
أَوْلِيَاءَ لَا يَمْلِكُونَ لِأَنْفُسِهِمْ نَفْعًا وَلَا ضَرًّا قُلْ هَلْ
يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ
أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ
عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ }
[الرعد: 16]
{ قُلِ ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ
دُونِهِ فَلَا يَمْلِكُونَ كَشْفَ الضُّرِّ عَنْكُمْ وَلَا تَحْوِيلًا (56)
أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ
أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ
كَانَ مَحْذُورًا } [الإسراء: 56، 57]
{إِنَّمَا
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَانًا وَتَخْلُقُونَ إِفْكًا إِنَّ الَّذِينَ
تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا فَابْتَغُوا
عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ}
[العنكبوت: 17]
{قُلِ
ادْعُوا الَّذِينَ زَعَمْتُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ
ذَرَّةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِنْ شِرْكٍ
وَمَا لَهُ مِنْهُمْ مِنْ ظَهِيرٍ} [سبأ: 22]
{وَالَّذِينَ
تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مَا يَمْلِكُونَ مِنْ قِطْمِيرٍ} [فاطر: 13]
{أَمِ
اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ شُفَعَاءَ قُلْ أَوَلَوْ كَانُوا لَا يَمْلِكُونَ
شَيْئًا وَلَا يَعْقِلُونَ} [الزمر: 43]
[عن عُبَيْدُ
اللَّهِ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللَّهِ
بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا
كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: «لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى
اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»
يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا]([1]).
[وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
«قَاتَلَ اللَّهُ اليَهُودَ، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ»]([2]).
[وعن عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ
النَّجْرَانِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي جُنْدَبٌ، قَالَ: سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى
اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبْلَ أَنْ يَمُوتَ بِخَمْسٍ، وَهُوَ يَقُولُ: «إِنِّي
أَبْرَأُ إِلَى اللهِ أَنْ يَكُونَ لِي مِنْكُمْ خَلِيلٌ، فَإِنَّ اللهِ تَعَالَى
قَدِ اتَّخَذَنِي خَلِيلًا، كَمَا اتَّخَذَ إِبْرَاهِيمَ خَلِيلًا، وَلَوْ كُنْتُ
مُتَّخِذًا مِنْ أُمَّتِي خَلِيلًا لَاتَّخَذْتُ أَبَا بَكْرٍ خَلِيلًا، أَلَا
وَإِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ
وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلَا فَلَا تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ، إِنِّي
أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ»]([3]).
[وعَنْ أَبِي الْهَيَّاجِ الْأَسَدِيِّ، قَالَ:
قَالَ لِي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ: أَلَا أَبْعَثُكَ عَلَى مَا بَعَثَنِي
عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ «أَنْ لَا تَدَعَ
تِمْثَالًا إِلَّا طَمَسْتَهُ وَلَا قَبْرًا مُشْرِفًا إِلَّا سَوَّيْتَهُ»]([4]).
وعَنْ
أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "
اللهُمَّ لَا تَجْعَلْ قَبْرِي وَثَنًا، لَعَنَ اللهُ قَوْمًا اتَّخَذُوا قُبُورَ
أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ " ([5])
[وعَنْ
أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى
اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: "مِنْ شِرَارِ النَّاسِ مَنْ
تُدْرِكُهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَمَنْ يتخذ القبور مساجد]([6])
[يقول أبو الزناد رحمه الله : (إن السنن لا
تخاصم ولا ينبغي لها أن تتبع بالرأي ، ولو فعل الناس ذلك لم يمضِ يوم إلا انتقلوا
من دين إلى دين ، ولكنه ينبغي للسنن أن تُلزَم ويُتمسك بها على ما وافق الرأي أو
خالفه] ([7])
.
و[يقول أبو الوفاء ابن عقيل متحدثاً عن تلك
النفوس المتثاقلة تجاه الشرائع : (لما
صعبت التكاليف على الجهال والطغام ، عدلوا عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع وضعوها
لأنفسهم ، فسهلت عليهم ؛ إذ لم يدخلوا بها تحت أمر غيرهم ، قال : وهم كفار عندي
بهذه الأوضاع ، مثل : تعظيم القبور وإكرامها بما نهى الشرع عنه ، ومن : إيقاد
النيران ، وتقبيلها ، وخطاب الموتى بالألواح ، وكتب الرقاع فيها : يا مولاي افعل
بي كذا وكذا] ([8])
.
و[يقول
العلاّمة حسين بن مهدي النعمي رحمه الله (ت/1187ه) متحدثاً عن ضلال القبوريين : (لا
جرم لما كان ملاك أمر الجميع وحاصل مبلغهم وغايتهم هو التلاوة دون الفقه والتدبر
والاتباع ، خفي عليهم ذلك ، وعموا وصموا عنه ، وأنّى لهم ذلك ؟ وقد منعهم سادتهم
وكبراؤهم من أهليهم ، وممن يقوم عليهم ويسوسهم ، وقالوا : كتاب الله حجر محجور ،
لا يستفاد منه ، ولا يقتبس من أنواره ، ولا ينال ما فيه من العلم والدين .. فلعمر الله للخير أضاعوا ، وللشر أذاعوا ، وإلا
فلولا ذلك لكانت هذه المسألة [إفراد الله بالدعاء] من أظهر الظواهر ، لما أن
العناية في كتاب الله بشأنها أتم وأكمل،
والقصد إليها بالتكرير والتقرير والبيان في كتاب الله أكثر وأشمل]([9])
.
يقول ابن القيم عند قوله : [ لا يَمَسُّهُ
إلاَّ المُطَهَّرُونَ ][الواقعة : 79] .
(دلّت الآية بإشارتها وإيمائها على أنه لا يدرك
معانيه ولا يفهمه إلا القلوب الطاهرة ، وحرام على القلب المتلوّث بنجاسة البدع
والمخالفات أن ينال معانيه وأن يفهمه كما ينبغي] ([10])
.
ومن ذلك قوله تعالى : [ قُلِ ادْعُوا الَذِينَ
زَعَمْتُم مِّن دُونِ اللَّهِ لا يَمْلِكُونَ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ فِي السَّمَوَاتِ
وَلا فِي الأَرْضِ وَمَا لَهُمْ فِيهِمَا مِن شِرْكٍ وَمَا لَهُ مِنْهُم مِّن ظَهِيرٍ ] [سبأ : 22 ،] يقول ابن القيم عند هذه الآية الكريمة : (فتأمل
كيف أخذتْ هذه الآية على المشركين بمجامع الطرق التي دخلوا منها إلى الشرك وسدتها
عليهم أحكم سد وأبلغه ؛ فإن العابد إنما يتعلق بالمعبود لما يرجو من نفعه وإلا فلو
لم يرجُ منه منفعة لم يتعلق قلبه به ، وحينئذ فلا بد أن يكون المعبود مالكاً
للأسباب التي ينفع بها عابده أو شريكاً لمالكها ، أو ظهيراً أو وزيراً ومعاوناً له
، أو وجيهاً ذا حرمة ، وقد يشفع عنده ؛ فإذا انتفت هذه الأمور الأربعة من كل وجه
وبطلت ، انتفت أسباب الشرك وانقطعت مواده ، فنفى سبحانه عن آلهتهم أن تملك مثقال
ذرة في السموات والأرض ، فقد يقول المشرك : هي شريكة لمالك الحق فنفى شركتها له ،
فيقول المشرك : قد تكون ظهيراً ووزيراً ومعاوناً ، فقال : (وما له منهم من ظهير) ،
فلم يبق إلا الشفاعة فنفاها عن آلهتهم ، وأخبر أنه لا يشفع عنده أحد إلا بإذنه] ([11])
.
وجوابها : أن الشرك بالله أن يجعل لله نداً في
العبادة سواءً كان صنماً أو حجراً أو نبياً أو ولياً .
ومما قاله العلامة محمد بن علي الشوكاني رحمه
الله جواباً عن هذه الشبهة : (الشرك هو أن يفعل لغير الله شيئاً يختص به سبحانه
سواءً أطلق على ذلك الغير ما كان تطلقه عليه الجاهلية كالصنم والوثن أو أطلق عليه
اسماً آخر كالولي والقبر والمشهد ] ([12])
.
ولو
تطهرت قلوب هؤلاء لفهموا القرآن وفقهوه هؤلاء الذين كانوا ولا زالوا حلفاء للنظام
النصيري الزنديق وما قام هذا النظام الزنديق على ساق إلا بتأييد الصوفية القبوريين
وما الفرق بين من يعبد علي رضي الله عنه وبين من يعبد قبراً ربما يكون فيه حمار.
ووالله
الذي لا إله إلا هو لقد هدمت مقاماً في منطقة (دير العدس) غرب غباغب اسمه مقام
الشيخ إبراهيم في سنة 1971وكانت النسوة يأتينه فوجدت بداخله عظام حمار وكان شاهداً
على هذا أكثر من خمسين رجلاً.
ثم أن
الكاتب يزعم أن مذهب التوسل بالقبور وبنائها مذهب أهل السنة فإذا كان الله تعالى
ورسوله صلى الله عليه وسلم يحرم هذا فما حال الذين لا يسمعون ويردون أمر الله هل
هؤلاء من الدين في شيء؟ فضلاً عن أن يكونوا من أهل السنة؟! إذا كانوا هم كما زعموا
أهل السنة ومن خالفهم من أهل البدعة والتعصب ووو...الخ فأين يكون رسول الله صلى
الله عليه وسلم الذي يخالفهم وينكر عليهم ضلالاتهم.! ليفكر هؤلاء بما تحدثه
أفواههم.!!
ثم
يدعوا المجاهدين للتوبة من هدم الوثن. أيتوبون من طاعة رسول الله صلى الله عليه
وسلم ؟! ويدخلوا في طاعة أبي جهل والطاغوت إذا كان الكاتب من أتباع الطاغوت فندعوه
للتوبة والخروج من ظلمات عقيدته وفكره إلى نور اتباع محمد صلى الله عليه وسلم .
إن دعوة
هذا الرجل هي دعوة إلى النار قال الله تعالى: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ
وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ
آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: 221]
قال
الله تعالى: {وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَيَوْمَ
الْقِيَامَةِ لَا يُنْصَرُونَ } [القصص: 41]
هي دعوة
إلى الشيطان: { وَإِنْ يَدْعُونَ إِلَّا شَيْطَانًا مَرِيدًا} [النساء: 117]
وما
يتبع في دعوته إلا الهوى: {وَمَا يَتَّبِعُ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ
اللَّهِ شُرَكَاءَ إِنْ يَتَّبِعُونَ إِلَّا الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلَّا
يَخْرُصُونَ } [يونس: 66]
ثم يريد
أن يتكاثر فيقول[ولا شك أن أهل الشام بين شافعية وحنفية وأشاعرة وماتريدية وصوفية
وسلفية وإخوان وتحرير يقفون يدا واحدة في وجه هذا الفكر المتطرف]
ونقول
أنعم به من فكر وعقيدة فكر الدعوة إلى ما كان عليه محمد صلى الله عليه وسلم
وأصحابه وأتحدى الكاتب وأضرابه أن يأتي بقول عن رسول الله صلى الله عليه وسلم يبيح
بناء الأضرحة والتوسل بها .
أو قول
لصحابي واحد أو لأحد الخلفاء الراشدين أو لأحد الأئمة الأربعة ؟؟!!!!
أولئك
قدوتنا فجئني بمثلهم **** إذا جمعتا يا دعي المجامع
وأما
تكاثرك بالأشاعرة والماتريدية والصوفية والأخوان والتحرير فأنت تجمع أصفاراً إلى
بعضها ولو جمعت مليون صفر مع بعضهم فالنتيجة صفر.
وأما
ادعائك أن السلفية معك بهذا المنحى فهو كذب وافتراء وبهتان وإضافة سوأة الكذب إلى
سوأتك الأخرى ظلمات بعضها فوق بعض.
{أَوْ
كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ يَغْشَاهُ مَوْجٌ مِنْ فَوْقِهِ مَوْجٌ مِنْ
فَوْقِهِ سَحَابٌ ظُلُمَاتٌ بَعْضُهَا فَوْقَ بَعْضٍ إِذَا أَخْرَجَ يَدَهُ لَمْ
يَكَدْ يَرَاهَا وَمَنْ لَمْ يَجْعَلِ اللَّهُ لَهُ نُورًا فَمَا لَهُ مِنْ نُورٍ}
[النور: 40].
ثم يقول: إن
الجهاد في سوريا انحرف بسبب هدم الوثن.
ونقول لهذا الضال المتعالم وهل شرع
الجهاد إلا لتكون كلمة الله هي العليا؟.
وحتى تكون هي العليا لا بد من دحر ما
يضاد كلمة الله وأول ما يضادها الطواغيت والأوثان لذا أمرنا الله تعالى أن كفر
بالطاغوت أولا . قال الله تعالى: {فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ
بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لَا انْفِصَامَ لَهَا
وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ } [البقرة: 256]
وقال الله تعالى: {وَلَقَدْ بَعَثْنَا
فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ
فَمِنْهُمْ مَنْ هَدَى اللَّهُ وَمِنْهُمْ مَنْ حَقَّتْ عَلَيْهِ الضَّلَالَةُ
فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ}
[النحل: 36]
وقال الله تعالى: {وَالَّذِينَ
اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ
الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ } [الزمر: 17]
وفي حلب يتراقص القادرية حول القبور
وهم ينشدون لعبد القادر الجيلاني:
أنت الذاكر المذكور *** أنت العالم
بالأمور
شدوا الهمة للقبور *** والمدد يا
جيلاني.
وينشدون القصيدة المنسوبة إليه ومن
أبياتها:
ذراعي من فوق السماوات كلها *** ومن
تحت بطن الحوت أمددت راحتي
ملكت بلاد الله شرقاً ومغرباً ***
وإن شئت أفنيت الأنام بلحظتي
ولا عالم إلا بعلمي عالم *** ولا سالك إلا بفرضي وسنتي
أنا كنت مع نوح أشاهد في الورى ***
بحاراً وطوفانا على كف قدرتي
أنا كنت مع إبراهيم ملقى بناره ***
وما برد النيران إلا بدعوتي
أنا الواحد الفرد الكبير بذاته ***
أنا الواصف الموصوف شيخ الطريقة
وأمري أمر الله إن قلت كن يكن *** كذا
العرش والكرسي في طي قبضتي
على الدرة البيضاء كان اجتماعنا ***
وفي قاب قوسين اجتماع الأحبة
وكل بلاد الله ملكي حقيقة ***
وأقطابها من تحت حكمي وطاعتي.
فما الفرق بين من يعبد علياً ويعبد
عبد القادر أو القبر؟؟!!!
لذا كنا نراكم على أتم ود وصفاء مع
النصيريين والشيعة فلا أنتم من أهل السنة ولا أنتم من الجماعة.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
"لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد
والسرج " رواه الإمام أحمد وأهل السنن. وهذا حال من سجد لله عند قبر، فكيف
بمن يسجد للقبر نفسه، أو دعاه وعدل عن أوضاع الشرع إلى تعظيم أوضاع الجهال والطغام
وضعوها لأنفسهم بتلبيس إبليس عليهم فسهلت لهم وطابت بها قلوبهم من تعظيم القبور
وإكرامها بما تهى عنه الشارع ومن عبادتها بدعائها ورجائها والالتجاء إليها والتوكل
عليها والنذر. لها وكتب الرقاع فيها وخطاب الموتى بالحوائج يا سيدي يا مولاي افعل
بي كذا وكذا، وأخذ تربتها والخرق التي عليها تبركاً وإيقاد السرج عليها وتقبيلها
وتخليقها، وشد الرحال إليها، إقتداء بمن عبد اللات والعزى، والويل كل الويل عندهم
لمن أعاب وأنكر عليهم، ومن جمع بين سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم في القبور
وما أمر به ونهى عنه وما كان عليه أصحابه، وبين ما عليه أكثر الناس اليوم رأى
أحدهما مضاداً للآخر مناقضاً له بحيث لا يجتمعان أبداً، فنهى رسول الله صلى الله
عليه وسلم عن الصلاة إلى القبور، وهؤلاء يصلون عندها، ونهى عن اتخاذها مساجد،
وهؤلاء يتخذون عليها القبب والمساجد ويسمونها مشاهد مضاهاة لبيوت الله، ونهى عن
إيقاد السرج عليها، وهؤلاء يوقفون الوقوف على إيقادها بالقناديل والسرج فيها، ونهى
عن اتخاذها أعياداً، وهؤلاء يتخذونها مناسك وأعياداً يجتمعون لها كاجتماعهم للعيد
أو أكثر، ونهى عن العقر والذبح لها، وهؤلاء يعقرون عليها وينذرون لها ويدعونها،
وأمر بتسويتها وهؤلاء يبالغون في فيرفعونها من الأرض كالبيت ويعقدون عيها القباب
ويضعون عليها التوابيت ويكسونها كما يكسى بيت الله الحرام، ويفعلون عندها الموالد
العظام ويجعلون لها السوائب من بهيمة الأنعام، ويكثر لديها رفع الأصوات والضجيج
واختلاط الرجال بالنساء كالحجيج، بالدفوف ذوات الصنوج والطبول والبيارق والنحائر
داعين مستغيثين به راجينه بذلك ليكون عليهم ناظراً ولهم حافظاً لأنه المحب
المحبوب، والذاكر المذكور.
[1] - متفق عليه صحيح البخاري (1/ 95) 435 وصحيح مسلم (1/ 377) 22 - (531)
[2] - متفق عليه صحيح البخاري (1/ 95) 437 وصحيح مسلم (1/ 376) 20 - (530)
[3] - صحيح مسلم (1/ 377) 23 - (532)
[4] - صحيح مسلم (2/ 666) 93 - (969)
[5] - مسند أحمد ط الرسالة (12/ 314) 7358
[6] - صحيح ابن حبان - محققا (15/ 260) 6847
[7] - الحجة لقوام السنة ، الأصفهاني ، 1/281 .
[8] - تلبيس إبليس ، لابن الجوزي ، ص455 ، ، وإغاثة اللهفان ، 1/133 .
[9] - معارج الألباب ، ص216 ، باختصار .
[10] - التبيان في أقسام القرآن ، ص143 .
[11] - الصواعق المرسلة ، 2/461 ، 462 .
2 التعليقات:
وأما تكاثرك بالأشاعرة والماتريدية والصوفية والأخوان والتحرير فأنت تجمع أصفاراً إلى بعضها ولو جمعت مليون صفر مع بعضهم فالنتيجة صفر.
في كلامك هذا أنت انتهجت نفس منهج من ترد عليه, كيف تتهمهم بإنهم أصفار دون أن ترجع لما يقولونه بها الأمر قبل أن تتهمهم؟
وأخص منهم حزب التحرير, هل لديك دليل على ما تقول؟ فإن كنت تبتغي وجه الله من ما تدعو, فسر على صراطه المستقيم
ولديك كتب الحزب, فالتأتي نمها بدليل على ما تقول
للرد على alrbeei@yahoo.com
أنتم جعلتم من أنفسكم أصفاراً عندما سمحتم لهذا الدعي عابد الأوثان أن يتكلم باسمكم دون أن تنكروا عليه فجعلتم نفسكم في خانته والذي يقبع في خانة الأصفار صفر
إرسال تعليق