أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (92)
تعريف بالماسونية التي انتسب إليها من
رشحهم محمد عمارة رواداً
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن الماسونية
التي دخل بها الرواد الذين يعينهم عمارة للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء
على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء
والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل. عمارة هذا الذي وصفه
القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي
من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة
نت) 3/11/2010
تابع
البروتستانتية والماسونية
تعاونت البرجوازية اليهودية
الأوربية مع الكنيسة البروتستانتية في عرقلة الهجرات المتدفقة من اليهود الروس صوب
أوربا الغربية وتوجيهها نحو مكان بديل هو فلسطين. وبدأت بذلك إقامة دعائم النزعة
الاستيطانية للعمل الصهيوني اليهودي السياسي في أواخر القرن التاسع عشر الذي توج
في المؤتمر الأول للحركة الصهيونية في مدينة بال في سويسرا عام 1897م. وفي تلك
المرحلة لعبت أسرة روتشيلد اليهودية والثرية في أوربا الغربية وأسرة روكفيلر
المسيحية الأمريكية أدوارا هامة في دعم أوائل المستوطنات اليهودية في فلسطين.
وإلى جانب الرموز الصهيونية المسيحية السابق ذكرها،
شهد القرن التاسع عشر العديد من الحركات واللجان والدعوات الصهيونية المسيحية
الأخرى. ومن الأمثلة على ذلك النداء الذي أصدره القس برادشو عام 1844م واقترح فيه
على البرلمان الإنجليزي منح أربعة ملايين جنيه إضافة إلى مليون جنيه آخر من الكنائس
للمساهمة في استعادة فلسطين لليهود. وتشكلت في العام نفسه لجنة في لندن بهدف إعادة
أمة اليهود إلى فلسطين. ويلفت النظر ما قاله رئيس البرلمان الإنجليزي الذي كان قسا
يدعى تولي كرايباك في البرلمان وهو:" على إنكلترا أن تؤمن لليهود كل فلسطين
من الفرات إلى النيل ومن البحر الأبيض المتوسط إلى الصحراء " وقد ردد عدد من
الأدباء الإنجليز مثل الشاعر لورد بايرون والقاص وولتر سكوت والأديبة جورج إليوت
هذه الدعوة، وتحدثوا في أدبهم عن استعادة اليهود لفلسطين.
كان من أبرز الدعاة لتوطين
اليهود في فلسطين وإقامة دولة أو وطن لهم فيها لورنس أوليفانت1888,1829م رجل الدين
وعضو البرلمان الإنجليزي والصحفي وقد أصدر كتابا عام 1880م سماه أرض جلعاد، ضمنه
آراءه وأفكاره بخصوص توطين اليهود في فلسطين وفي الضفة الشرقية في الأردن ودعا إلى
طرد العرب مثلما حدث للهنود الحمر في الولايات المتحدة لأنهم على حد قوله،
"غير جديرين بأي معاملة إنسانية".
هناك أيضا القس وليام هشلر 1931,1845م
الذي أيد المشروع الاستيطاني اليهودي في فلسطين بقوة وجمع الأموال لمساعدة اليهود
على الاستيطان في فلسطين وقد أوفدته الحكومة الإنجليزية عام 1882م إلى الأستانة
لمقابلة السلطان العثماني عبد الحميد وإقناعة بمسألة توطين اليهود في فلسطين، وعقد
في أيار/مايو 1882م مؤتمرا لرجال الدين المسيحيين لإيجاد حل للمسألة اليهودية كما
زار في العام نفسه فلسطين وتفقد أحوال المستوطنات اليهودية فيها، وأصدر في عام
1894م دراسة سماها (استعادة اليهود لفلسطين) تحدث فيه عن الحاجة إلى إعادة اليهود
إلى فلسطين وفقا لنبوءات العهد القديم. وقد وصفته المؤلفات الصهيونية بأنه المسيحي
حبيب صهيون، لأنه القائل بأن إسرائيل توجد في فلسطين قبل العودة الثانية لمخلصنا
ملكها المجيد والذي سيتربع على عرش القدس ويحكم من هناك كملك للملوك طيلة ألف عام.
وحينما كان هشلر قسيسا لدى السفارة البريطانية في النمسا في أوائل عام 1886م تعرف
على هرتزل ونشأت بينهما صلات عميقة. وعن طريق هذه الصداقة تعرف هرتزل على الكثيرين
من القادة الأوربيين وبخاصة دوق بادن الأكبر فريدريك الأول إذ كان هشلر معلما خاصا
لابنه.. وقد ساعد ذلك على إقامة صلات بين هرتزل والقيصر الألماني كما كان هشلر أول
من قدم إلى هرتزل مؤسس الحركة الصهيونية السياسية، خريطة فلسطين بحدودها من الفرات
إلى النيل. كما جاء إلى مؤتمر بال عام 1897م بصحبة هرتزل معتبرا نفسه سكرتيرا
للمسيح المنتظر وهاتفا يحيا الملك (أي هرتزل) ، وطالب اليهود بأن استفيقوا يا
أبناء إبراهيم، فالله ذاته يدعوكم للرجوع إلى وطنكم القديم.
وهكذا لم يتوقف هؤلاء القادة
الكنسيون الذين آمنوا بهذه الاتجاهات والأفكار الصهيونية، والتي تبلورت حول دعم
وتشجيع توطين اليهود في فلسطين، واعتبارهم شعبا مختارا، وفلسطين هي أرضهم الموعودة
عند حدود المواعظ الدينية والإيمان، بل تعدوا ذلك إلى الحركة المباشرة ونشر هذه
الدعاوى وبذل الجهد لدعمها ماليا وسياسيا وفكريا.
ومن الأمثلة على ذلك أن القس السياسي والصحفي لورنس
إيلفانت سافر عدة مرات إلى الأستانة وتحدث إلى رجال أعمال وصناعين يهود وغير يهود
مثل الممول البريطاني الثري فكتور كازاليت الذي تعاون معه في تقديم مشروع يقضي
بإعطاء اليهود مقاطعة في وادي الفرات ومد خط لسكة الحديد هناك.
لقد سجل لقاء أوليفانت مع الزعيم الصهيوني هرتزل،
وكذلك لقاء القس هشلر أيضا أولى الصلات المباشرة في سلسلة التعاون الطويل بين
الصهيونية المسيحية والصهيونية اليهودية، إذ
برزت الأخيرة اعتبارا من أول مؤتمر لها في بال 29-31/آب أغسطس 1897م كحركة
سياسية بادئة بذلك المرحلة التنظيمية كقيادة عليا لليهودية العالمية. وقد أقر
مؤتمروها البرنامج الصهيوني السياسي الذي لا يختلف في بعض بنوده عن دعوات واتجاهات
الصهيونية المسيحية المتعلقة بتوطين اليهود في فلسطين وإبراز الهوية القومية
لليهود بإنشاء وطن قومي لهم فيها يحظى باعتراف دول العالم وبذلك وفقت"
الصهيونية اليهودية والصهيونية المسيحية معا حتى اليوم للعمل على تحويل فلسطين
العربية إلى دولة يهودية ".
لم يلبث أن قام دعاة الصهيونية
المسيحية بإنشاء (صندوق استكشاف فلسطين) الذي أسس في لندن عام 1865م برعاية الملكة
فكتوريا ورئاسة رئيس أساقفة كانتر بري. وقد أثار تأسيس هذا الصندوق المزيد من
الاهتمام بمشروع توطين اليهود في فلسطين، إذ قدم العديد من الدراسات التفصيلية
لهذا المشروع، الذي شارك فيه خبراء آثار وتاريخ وجيولوجيا ورجال دين، وكانت غالبية
هذه الدراسات تشير إلى ضرورة (عودة اليهود إلى أرض الميعاد) وإقامة كيان لهم تحت
الحماية الإنجليزية، ويمكن القول إن التأثير الثقافي والفكري والديني على مستقبل
الموقف الإنجليزي السياسي نحو إقامة الدولة اليهودية في فلسطين كان كبيرا وبخاصة
معتقدات البروتستانت المؤمنة بعودة المسيح الثانية وبناء مملكة الألف عام السعيد،
وما تم من عبرنة أو تهويد للبروتستانتية، إذ شكلت مسألة إعادة تفسير العهد القديم
محورا مركزيا في حركة الإصلاح الديني. وقد لعبت هذه التأثيرات دورا أٍساسيا في
تحضير إنكلترا لقبول الصهيونية اليهودية السياسية.
إن من أبرز الأمثلة على صحة هذا
القول، الدور الذي لعبه لورد بلفور في إخراج أهم أجزاء المشروع الصهيوني، وهو
إنشاء دولة إسرائيل إلى النور، والاعتراف الدولي المبكر بهذا المشروع. فقد كان
لثقافته وقناعاته الدينية دور مهم في بلورة موقفه السياسي من المشروع الصهيوني،
وإصداره لوعده في 2تشرين نوفمبر 1917م. والأمر كذلك كان بالنسبة إلى ديفيد لويد
جورج الذي أصبح رئيسا لوزرا إنكلترا عام 1916م، وقد أقر بأن معرفته بتاريخ اليهود
وبأسماء الأماكن اليهودية في فلسطين أكثر من معرفته بتاريخ بلاده. ولم تكن هذه
المعرفة إلا نتاج المناخ الديني الذي أفرزته حركة الإصلاح البروتستانتي على مدى
قرون، وبخاصة انتشار قصص العهد القديم في الثقافة الإنجليزية. وفي اعتقاد المؤرخة
اليهودي تشمان أن تبني بلفور ولويد جورج لإعلان بلفور كان قائما، في جزء كبير منه
على تعاطفها التوراتي مع اليهود، أكثر منه كمكافأة للزعيم الصهيوني اليهودي
وايزمان على ما قدمه إلى إنكلترا من خدمات علمية، أو بهدف كسب اليهود الروس
للتأثير على تطور الأحداث الداخلية هناك في ذلك الوقت... إضافة إلى كسب اليهود في
الولايات المتحدة الأمريكية واستخدام نفوذهم لمصلحة إنكلترا الحربية. وتجدر
الإشارة هنا إلى أن الحركة الصهيونية اليهودية السياسية لم تكن في تلك المرحلة ذات
تأثير كبير على يهود روسيا أو الولايات المتحدة الأمريكية, وتذكر المؤرخة اليهودية
تشمان أن الحكومة الإنجليزية كانت إما ساذجة أو جاهلة بالنسبة إلى معرفة نفوذ
اليهود هناك.
ولكن كيف تشكلت صهيونية بلفور المسيحية؟
تقول ابنة أخته ومؤرخة حياته السيدة بلانش دوغاديل:
لقد تأثر بلفور منذ نعومة أظفاره بدراسة التوراة في الكنيسة وكان كلما اشتد عوده
زاد إعجابه بالفلسفة اليهودية، وكان دائما يتحدث باهتمام عن ذلك. وما زلت أذكر
أنني في طفولتي اقتبست منه الفكرة القائلة بأن المسيحية وحضارتها مدينتان بالشيء
الكثير لليهودية، لكنهما سددتا هذا الدَّيْن في أبشع صورة.
وقد كانت أطروحات "شعب الله المختار وحقه في أرض
الميعاد وتحقيق النبوءة بتجميع اليهود في دولة إسرائيل في فلسطين من أبرز معتقدات
بلفور التوراتية التي ورثها في طفولته وتربى عليها في نشأته في إحدى الكنائس
الإنجليزية الأسكوتلندية" كما يقول دونالد واغتر.
ويلفت النظر أن بلفور لم ير في اليهود مجرد "
أداة لتحقيق العصر الألفي المسيحي " بل أصر على اعتبارهم منفيين يعيشون بعيدا
عن وطنهم، فخالجته الفكرة القائلة بوجوب إعادة وطنهم القديم إليهم. ومما يذكر عنه
أنه حينما اجتمع في عام 1906م مع الزعيم الصهيوني اليهودي وايزمان 1952,1874م في
فندق مانشستر أكد له على ضرورة أن تقدم
المسيحية كل قدراتها إلى اليهود لتحقيق فرصة العودة إلى وطنهم.
وكان بلفور من السياسيين البريطانيين المطلعين على
التاريخ اليهودي، وقد اعتبر أن تحطيم الرومان مملكة اليهود القديمة كان أحد أعظم
الأخطاء في التاريخ، ويقول عنه بيتر غروز، أحد كبار الصحفيين في جريدة نيويورك
تايمز الأمريكية الذي عمل في لجنة التخطيط في وزارة الخارجية في عهد إدارة الرئيس
كارتر، والذي يشغل حاليا منصب مدير دراسات الشرق الأوسط في مجلس العلاقات الخارجية
في نيويورك:" لقد كان بلفور أكثر فهما من هرتزل لطموحات الصهيونية ".
وهو يقول على لسان بلفور:" إذا كان لا بد من
إيجاد وطن للشعب اليهودي فإنه من العبث البحث عن أي مكان غير فلسطين ".
كما يذكر أن بلفور أعلن صراحة إثر مغادرته واشنطن في
أيار مايو 1917م:" أنا صهيوني ".
وذلك بعد أن وضع الخطوط النهائية للوعد المسمى باسمه وإثر اجتماعه مع
الرئيس الأمريكي ويلسون ولقائه القاضي الصهيوني اليهودي لويس برانديز.
تردد الكاتبة شريف التصريح
وتضيف أن "بلفور ولويد جورج كان كلاهما يعترف بأنه صهيوني" فلويد جورج
كانت له صلات مبكرة مع هرتزل منذ عام 1903م حتى قبل لقائه مع وايزمان عام 1915م،
وحديثه وإعجابه بعبقريته الكيميائية إذ يعترف بأن الأسيتون، وهو اختراع وايزمان
الكيميائي قد حوله إلى الصهيوينة. وهذا القول هو جزء من المقولة الخاطئة والقائلة
بأن وعد بلفور جاء مكافأة لوايزمان على ما قدمه من خدمات لجهود إنكلترا الحربية
بعد أن عمل وايزمان ككيميائي في وزارة الذخيرة الإنجليزية.
واضح أن إنكلترا كانت تدرك ما لفلسطين من أهمية
إستراتيجية في توطيد مصالحها في المشرق العربي. إلا أن الخلفية الدينية المؤمنة
بقصص العهد القديم وتفسيراته العبرية لكل من لويد جورج رئيس الوزراء، وآرثر بلفور
وزير خارجيته، كان لهما أثر كبير في تحريك مواقفهما السياسية ودفعهما نحو إصدار
الوعد الذي كان أول اعتراف دولي بالصهيونية السياسية وبمشروعها إقامة دولة لليهود
في فلسطين.
وتكمن أهمية وعد بلفور من وجهة نظر صهيونية سياسية في
اعترافه بوجود شعب يهودي على شكل أمة. وقد تم الاعتراف الدولي بذلك بعد تجسيد
الوعد في عملية الانتداب الإنجليزي على فلسطين وإدماجه بها، وبعد إقراره في مؤتمر
سان ريمو عام 1920م، وضمان عصبة الأمم المتحدة له في عام 1922م لقد تبنى وعد بلفور
من وجهة نظر الأهداف الصهيونية حين أنكر وجود شعب فلسطين العربي الذي لم يشر إليه
الوعد إلا بالطوائف غير اليهودية المقيمة الآن في فلسطين. ومن ناحية أخرى التقى
هذا الوعد مع تفسيرات الصهيونية المسيحية وقناعاتها منذ حركة الإصلاح الديني
البروتستانتي، بأن فلسطين ليست بلدا عربيا بل هي وطن يهود. فقد جاء الوعد خاليا من
ذكر عروبة الأرض والسكان العرب فيها. ولم يعن سوى أن مستقبل فلسطين سيكون دولة
لليهود. وبهذا الوعد تكون الصهيونية المسيحية الأوربية قد جسدت أطروحاتها الدينية
عمليا، بادئة مرحلة جديدة من التعاون الوثيق بينها وبين المصالح الإمبريالية
الغربية.
وقد انتقلت الصهيونية المسيحية منذ بداياتها الأولى
إلى الولايات المتحدة الأمريكية فالبيوريتانيون (التطهريون) هم مؤسسو الولايات
المتحدة الأمريكية وكان تطور النظام العالمي يتجه باستمرار نحو إحداث تغييرات في
مواقع القوى العظمى ومراكز الإدارة الدولية) ]([1])
.
والبروتستانتية هي أكثر الطوائف الدينية عددا في
الولايات المتحدة الأمريكية وتضم أكثر من مائتين طائفة مثل المنهجيين والمشيفيين
والأسقفيين والمعمدانيين... الخ. يجمعهم شيء واحد هو حب اليهود والعمل لأجلهم
واعتبار التوراة هي الأصل.
[ ويمثل الخط العام البروتستانتي الذي يضم كنائس
التنمية والطبقة العليا في المجتمع الأمريكي وتسمى كنائس البروتستانت الإنكلوسكسون
البيض والتي تختصر بكلمة واسب (WASP) وهي أهم الكنائس تأثيرا في صياغة السياسة الأمريكية ]([2])
.
ويقول أنور الجندي:[ فإن
البروتستانتية تختلف عن ذلك وتؤمن بالأسطورة اليهودية في الشعب المختار وقد استطاع
اليهود احتواءهم وتوجيههم إلى هذا عن طريق نشر الكتاب المقدس جامعا للعهد القديم
والعهد الجديد وما يتصل بتدريس هذه المعاني في مختلف معاهد البلاد التي تدين بالبروتستانتية
وقد استطاع اليهود بتفسيراتهم المضللة التي قدموها إلى الغرب المسيحي تحويل هذه
الأسطورة إلى حقيقة ومع أن المسيحية كانت منذ بدايتها دحضا صريحا لكل آمال اليهود
قائلة:"هو ذا بيتكم يترك لكم خرابا" فإننا نجد أن المسيحية قد تحولت إلى
أكبر مساند عنيد لتحقيق آمال اليهود ومطامعهم. خضعت البروتستانت أولا ثم ها نحن
نرى أن الكاثوليكية قد خضعت في السنوات الأخيرة حين أعلنت تبرئة اليهود من دم
المسيح، وسمحت للمسيحيين بالانضمام إلى محافل الماسونية]([3]) .
وجاء في كتاب المؤامرة الخفية:[
إن المذهب البروتستانتي الذي أنشأه لوثر في ألمانيا وما لف لفه من مذاهب خرجت على
الكثلكة والأرثوذكسية تعترف بالعهد القديم وهذه المذاهب حين ربطت العهد الجديد
(الإنجيل) بالعهد القديم (التوراة) إنما تهودت بطريق غير مباشر وأنصارها يعلمون أو
لا يعلمون، والقديم كما يلقن الماسون عميانهم آصل وأصدق من الجديد ولذلك فيهودية
البروتستانتي ومن لف لفه آصل وأصدق من يهودية اليهودي لأن اليهودي يبقى طول عمره
تلمودي لا توراتي، لا يؤمن إلا بما جاء في التلمود من تفاهات ويقدم أقوال
الحاخامات والأحبار على أقوال التوراة لأن القضايا بالنسبة له ليست قضايا نصوص أما
المسيحيون المتهودون أو اليهود المتمسحون فإنهم يؤمنون بالتوراة قبل الإنجيل هذا
إذا كان فيهم من يؤمن بالإنجيل ]([4]) .
وإذا أخذنا مثلاً الكتاب المقدس طبعة عام 1983م وجدنا
العهد القديم: التوراة تشكل منه 1358 صفحة, بينما إنجيل متَّى 53 صفحة, ومرقص 33
صفحة, ولوقا 55 صفحة, ويوحنا 43 صفحة, علما أن ما بالأناجيل هو مكرر فإذا اخترنا
أكبرها وهو لوقا كان 55 صفحة مقابل التوراة 1358 صفحة. أما رسائل بولس وأعمال
الرسل وهي من صنع بولس اليهودي فهي 205 صفحات, فصار المجموع 1563 صفحة ثقافة
وتعاليم يهودية مقابل 55 صفحة تعاليم منسوبة للمسيح. إذا علمنا هذا علمنا أي جناية
جناها البروتستانت في تهويد المسيحيين باعتمادهم وجمعهم التوراة مع الإنجيل,
واعتبارهما الكتاب المقدس للبروتستانت. وإذا علمنا هذا فلا نستغرب هذا الاندفاع من
البروتستانت في تحقيق أحلام اليهود.
0 التعليقات:
إرسال تعليق