هؤلاء بني علمان حلفاء
الأخوان (1)
رضوان محمود نموس
كان هناك خلل عقدي في تفكير وعمل الأخوان منذ عهد البنا رحمه الله عندما وضع
ثلاثة من ستة يشكلون اللجنة السياسية العليا للجماعة هؤلاء الثلاثة من الأقباط, ثم
أن الجماعة من بعد البنا اعتبرت هذا الفعل قرآنا منزلاً لا يأتيه الباطل من بين
يديه ولا من خلفه, بل له ميزة أنه قطعي الثبوت قطعي الدلالة.
فانطلقوا يتحالفون مع العلمانيين والشيوعيين والنصيريين والدروز وسائر أهل
الردة والزندقة وإذا أنكر عليهم أحد قالوا البنا فعل كذا! وممن استشهد بفعل البنا
وأكده المرشد عمر التلمساني ومصطفى مشهور ومأمون الهضيبي وحامد أبو النصر وهذه
رواية حامد أبو النصر.
يقول المرشد العام حامد أبو النصر في كتابه (حقيقة الخلاف بين الأخوان
المسلمون وعبد الناصر) ص/33 دار التوزيع والنشر الإسلامية الطبعة الثانية 1988
يقول [ دعا الإمام الشهيد حسن البنا أعضاء مكتب الإرشاد الذي قرر تشكيل لجنة
سياسية عليا برئاسة وكيل الجماعة وعضوية سكرتير الجماعة وعضو من أعضاء مكتب
الإرشاد وثلاثة من كبار الأقباط هم: الأستاذ وهيب بك دوس المحامي, والأستاذ لويس
فانوس عضو مجلس النواب, والأستاذ كريم ثابت الصحفي الكبير].
ثم بعد ذلك بدؤوا بوضع علمانيين ونصارى على قوائمهم الانتخابية وهذا ما ذكره
مأمون الهضيبي والشقفة في سوريا مستشهداً أن السباعي فعله وهم فعلوه في حماة.
هذه السابقة دفعت أصحاب الأهواء إلى اعتبار التحالف مع الكفار أصلاً لا
ضرورة, فحالف أخوان سوريا البعث اليميني بقيادة ميشيل عفلق النصراني, وشبلي
العيسمي الدرزي, وأبو عبدو الجحش العلماني, كما حالفوا الحزب الشيوعي بقيادة رياض
الترك, والناصري بقيادة محمد الجراح, ومجموعة من النصيريين بقيادة أحمد سليمان
الأحمد.
وتحالف إخوان مصر مع حزب الوفد العلماني الذي اغتال حسن البنا, وحزب العمل
الاشتراكي, ولا يزالون يفاخرون أنهم يرشحون الأقباط على قوائمهم الانتخابية يقول
الأستاذ محمد مهدي عاكف مرشد (الإخوان المسلمين) العلاقة بيننا وبينهم (الأقباط)
أكثر من ممتازة ودائماً نضعهم على قوائم انتخاباتنا في النقابات ومجلس الشعب
والشورى (جريدة الغد 8/ 6/2005، العدد 14، ص 6) وقال الأستاذ محمد مهدي عاكف في
تصريحات خاصة لـ (المصري اليوم بتاريخ 9/ 10/2005): «إن الجماعة عادة ما تنسق مع
منير فخري عبد النور (نصراني) في دائرة الوايلا، ولا نكتفي بترك الدائرة له بدون
منافسة وإنما نساعده فيها» اهـ. بل قال الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح - أحد كبار
الإخوان المسلمين- في تصريحات لجريدة العربي الناصري العدد 879 السنة 11 الأحد 5/
10/2003: «نحن لا نعترض على اختيار مسيحي رئيساً لمصر بالانتخاب؛ لأن هذا حق لأي
مواطن بغض النظر عن ديانته وعقيدته السياسية فحتى لو كان زنديقا فمن حقه أن يرشح
نفسه وإذا اختاره الشعب فهذه إرادته؛ لأن البديل في هذه الحالة هو أن تحارب الشعب
وتصبح مستبداً وهذا نرفضه تماماً، فنحن مع ما يختاره الشعب أيا كان ... ».
وأكد د. محمد السيد حبيب النائب الأول للمرشد العام أن مكتب الإرشاد طلب من
بعض الأقباط ترشيح أنفسهم في الانتخابات (انتخابات مجلس الشعب 2005) إلا أنهم
رفضوا مشيراً إلى أن الجماعة قررت دعم أحد الشخصيات القبطية المرشحين في
الانتخابات (جريدة الجمهورية 18/ 10/2005 ص5).
وتأمل الآتي: قال منتصر الزيات ـ محامي الجماعات الإسلامية ـ أمام أبناء دائرة
بولاق الدكرور أنه رغم تمثيله للتيار الإسلامي إلا أن الإخوان المسلمين تعمدوا
ترشيح أحد قيادات الإخوان أمامه في الدائرة وقد كان الأجدر بالإخوان المسلمين أن
يُخلو الدائرة لأخٍ لهم يرفع نفس الشعارات التي يرفعونها. وقال: لم أكن أتصور أن
الإخوان الذين أخلوا بعض الدوائر من أجل الأقباط والحزب الوطني يرفضون إخلاء
دائرتي. (جريدة الجمهورية 8/ 10/1426هـ، 10/ 11/2005).
وكما تحالف أخوان اليمن مع الشيوعيين الذين كانوا قد كفروهم عام 1994
وأعلنوا الجهاد المقدس ضدهم بقيادة العلماني على عبد الله الصالح {ثُمَّ بَدَا
لَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا رَأَوُا الْآيَاتِ} أن يفكوا حلفهم مع العلماني الذي كانوا
يصفونه بالإسلام, ويتحالفون مع الشيوعيين الذين كانوا يقاتلونهم كفراً, وانضم إلى
تحالفهم البعثيون والناصريون والحوثة.
ويعتبر الأخوان في سوريا تحالفهم له بعد تاريخي وليس جديد وكأنهم يقولون نحن
منحرفون منذ التأسيس فلماذا ينكر علينا الآن فلقد صدر بيان من الأخوان يؤكد ذلك .
أيها الإخوةُ المواطنون أبناءَ سوريةَ الحرّةِ الأبيّة.. يا أبناءَ أمتنا
العربية والإسلامية..
لقد مثّلَتْ جماعةُ الإخوان المسلمين في سوريا، منذُ نشأتها، مكوّناً
حيويّاً في نسيجِ مجتمعنا السوريّ بتجسّداته الفكرية والسياسية والاجتماعية، كما
مثّلَتْ رافعاً واضحَ الهوية، ثابتَ السّمات، من روافع مشروع الأمة العربية
المسلمة في أفقه العام.
ومنذُ سنواتِ النشأةِ الأولى، كان لجماعتنا تحالفاتُها الوطنيةُ الملتزمةُ
بالمحدّداتِ والثوابتِ التي تخدمُ مشروعَ التحرير والإصلاح، على المستوى الوطنيّ
والقوميّ والإسلاميّ، لاسيّما دورَها المميّز في الدفاع عن فلسطين،
ومقاومة المشروع الصهيونيّ بأبعاده المتعدّدة، أو في دعم مشروع الوحدة العربية
والدفاع عنه، أو في التصدّي لمشاريع الأحلاف المعادية لأمتنا في ظروف الحرب
الباردة.
ولقد ظلّتْ جماعتُنا في سنواتِ محنتها الطويلة، وفيةً للساحةِ الوطنية، بكلّ
مكوّناتها وتشكّلاتها. فشاركَتْ في أكثرَ من تحالفٍ وطنيّ، وعلى مستوياتٍ متعدّدةٍ
من مشروعات التغيير الوطنيّ المنشود؛ فكما أسّسَتْ في العهود الديمقراطية (الجبهةَ
الاشتراكيةَ الإسلامية) و(الجبهةَ الإسلاميةَ التعاونية) بقيادة الدكتور مصطفى السباعي رحمه الله تعالى، فقد شاركَتْ بعدَ ذلك في تأسيس
(التحالف الوطني لتحرير سورية) عام 1982، و(الجبهة الوطنية لإنقاذ سورية) عام 1990، و(التحالف الوطني لإنقاذ سورية) عام 1995، و(مؤتمر الميثاق الوطني) عام 2002، و(إعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي) عام 2005، و(جبهة الخلاص
الوطني) عام 2006
وفي كلّ هذه التحالفات، كانتْ جماعتُنا مكوّناً فاعلاً ومنجِزاً ووفياً
للمشروع المشترَك، ومحافظاً على حسن العلاقة مع أطرافه جميعا، وكانتْ في كلّ
مرحلةٍ تنظرُ إلى المصلحةِ الوطنيةِ العليا
ونحن نمر على أهم محطات تحالفاتهم مع الزنادقة والمرتدين
المحطة الأولى تحالفهم مع البعث والشيوعيين والمرتدين والزنادقة
والذي أطلق عليه( التحالف الوطني لتحرير سوريا)
ومما جاء في ميثاق التحالف بين أخوان سوريا والكفار المرتدين:[لذلك فقد
التقت التنظيمات والأحزاب والشخصيات الوطنية العازمة على إنقاذ سورية عبر حوار جاد
ومسؤول على إسقاط نظام حافظ أسد الخائن, وإقامة النظام الدستوري النيابي على أساس
فصل السلطات, والذي يكفل تعدد الأحزاب والاتجاهات ويتساوى فيه جميع أبناء الوطن
بالحقوق والواجبات, النظام المأمول القائم على احترام كرامة الإنسان وضمان حرياته
العامة والخاصة في حدود الدستور والقانون, النظام الذي يرفض التمييز بين المواطنين
جميعاً على اختلاف أديانهم ومذاهبهم واتجاهاتهم, ذلك لأن مثل هذا النظام وحده هو
الذي يكفل إعادة سورية لتؤدي دورها ]([1]).
ولقد أجرى الصحفي تمام البرازي مقابلات مع المتحالفين تبين منها أن
العلمانيين أرادوا حسب تعبيرهم احتواء الأخوان وعقلنتهم بالمفهوم العلماني وهذه
نماذج من أقوالهم.
من ملفات المعارضة السورية
حمود الشوفي.
نشر تباعاً في مجلة الوطن العربي ابتداء من العدد
587 الخميس 13 أيار 1988م حلقات عن التحالف أخرجها ونشرها تمام البرازي.
جاء في المقدمة.
هذا الملف الكبير يطرح في الصحافة العربية لأول مرة
المعارضة السورية في الداخل والخارج لم تعدوهما أولاً وهي معارضة وطنية تضم مختلف
الاتجاهات والطوائف وقد أقامت بينهما تحالفاً أطلقت عليه أسم التحالف الوطني
لتحرير سوريا، ويقوم هذا التحالف على دعامتين، إسقاط النظام التام، وإحلال نظام
ديمقراطي محله يعتمد التعددية الحزبية.
وأجرت حوارات ساخنة مع أقطاب هذه المعارضة السورية
من مختلف الاتجاهات، البعث ، الاشتراكية، القومية العرب، الناصرية، الشيوعية،
الإخوان المسلمين.
الحوار الأول مع حمود الشوفي.
كان حمود الشوفي ممثل سوريا الدائم في الأمم
المتحدة استقال من منصبه 27/12/1979م. وهو من الطائفة الدرزية ولد عام 1935 في
مدينة صلخد كان أميناً قطرياً للحزب وعضواً في القيادة القومية وعضو مجلس قيادة
الثورة 1964م.
وقال الشوفي [أعتبر نفسي بعثياً وهذا وسطي وإجمال
نشاطي]
استغلال الأحداث ونظرة أعضاء التحالف الوطني إلى
الإخوان.
حمود الشوفي:
س: ما هو العامل الحاكم في استقالتك كممثل دائم
لسوريا في الأمم المتحدة؟
ج: في الحقيقة لم يكن قراري بمفردي بل كان قرار
المجموعة التي كنت أعمل معها وعلى رأسها الأستاذ صلاح الدين البيطار رحمه الله في
عام 1979م حصل مد شيعي في سوريا وخيل لنا أن الوقت مناسب لإبراز معارضة وطنية
قومية لتستجيب فعلاً لمطالب أكثرية الناس وخاصة بعد أن بدأت عمليات قام بها الأخوان المسلمون وكانت تهدد بفتنة طائفية
داخل البلد الأثر السياسي لهذه الفتنة أن كل طائفة تستخدمه في موقعها الخاص أما
بروز معارضة وطنية على رأسها المرحوم صلاح الدين البيطار فقد كان كفيلاً باعتقادنا
أن يجمع فعلاً كل القوى الفاعلة في ساحة العمل العام.
تعاون فرنسا مع النظام النصيري/ مع حمود الشوفي.
س/ الوطن العربي: لماذا لم نر نتيجة محاكمة قتلة
صلاح الدين البيطار في فرنسا ولماذا لم يتم كشف المسؤول الأول عن الاغتيال؟
ج/ كان الفرنسيون دائماً حريصين على أن تكون
علاقتهم مع النظام السوري جيدة وقد حافظوا على هذه العلاقة الجيدة .. إن فرنسا
دولة لها دائماً خصوصيتها وأرى توجيه هذا السؤال إلى المسؤولين الفرنسيين لماذا لم
يجر تحقيق أو محاكمة المسؤولين عن عملية الاغتيال وهم معروفون لديهم خصوصاً وأن
العملية تمت في قلب باريس ولدى مسؤولي الأمن الفرنسيين – في تقديري – معلومات
تفصيلية ودقيقة وقد سمعنا بعضها منه.
س/ لماذا تصدر الاتجاه الإسلامي المعارضة العنيفة
ضد النظام.
ج/ منذ عام 1966م وإلى عام
1979م على الأقل والتيار الإسلامي لم يتعرض للإرهاب والضغوط وكان أمامه مجال
التحرك مفتوحاً وإلى أواخر السبعينات ولأن التيار
الإسلامي هو جزء من مشاعر الشعب السوري نشأت حركة داخل تنظيم الإخوان المسلمين أتت
بقيادة جديدة غير القيادة التاريخية..
س/ هل تعني القيادة الجديدة التي قادها مروان حديد.
ج/ نعم أعني ذلك وقد تكون هذه القيادة قد اندفعت
بتأثير الحماس أو نتيجة قصر نظر سياسي ولجأت إلى أسلوب
الاغتيال الذي أعتبره مرفوضاً ونرفضه بالتخصيص لأنه استهدف أبناء الطائفة العلوية،
وكثير من الناس المسحوقين ظنوا لفترة أن الفرج قد يأتي عن طريق هذه الحركة حتى لو
كان الطريق خاطئاً وانتشرت لهذا التيار شعبية في سوريا التي نعرفها بسوريا الوطنية
التي تلتحم وطنيتها بعروبتها ولا يمكن أن تسير في طريق يؤدي إلى تمزيق الوحدة
الوطنية لذلك كانت تلك الحركة فورة وانتهت في وقتها.
س/تسلم الأسد السلطة عام 1970م وانتفاضة حماه حدثت
عام 1982م وفي هذه السنة أعلن أيضاً تحالف المعارضة السوري لماذا انتظرت المعارضة
12 سنة حتى تتحرك؟
ج/ الإخوان المسلمين فعلاً عندما برزوا على الساحة
كانوا يرفضون التعاون مع أي حزب آخر وكانت نظرتهم في ذلك الوقت تتجه نحو إقامة
جمهورية إسلامية في سوريا وكانوا يرفضون اللقاء مع من يعتبرونهم خارج هذا التوجه
من البعث أو الشيوعية أو الناصريين أو الاشتراكيين.
أما الأطراف الأخرى ولنسمها اصطلاحاً لأطراف
العلمانية فقد أدركت في وقت مبكر أن أي جبهة وطنية جديرة بهذا الاسم يجب أن تحتوي التيار الإسلامي، ووافق بعضه على
الانضمام للتحالف الوطني لتحرير سوريا.
س/ ما هي العوامل التي دفعت بكل فصيل إلى الانضمام
للتحالف؟
ج/ أما في الخارج – أي خارج سوريا – فكان لجميع
ينادي بالفكرة وفي أواخر السبعينات (77,78) برز
الأخوان المسلمون بعد أن قاموا بعمليات الاغتيال في الداخل فتحول ضمهم إلى أي
تحالف قضية أساسية من أجل عقلنة سياستهم. .. وفي
الأساس كان وجودهم مطلوباً نظرياً وبعد عملياتهم صار وجودهم مطلوباً أكثر لعقلنة
نضالهم.
كان الهدف من التحالف السياسي هو إسقاط حافظ أسد وإقامة حكومة علمانية تعتمد تعدد الأحزاب.
س/ هل سينضم الحزب الشيوعي (المكتب السياسي) إلى
التحالف؟
ج/ نعم .. إن المعارضة الوطنية مثل ما أفهمها وكما
هي حالياً في واقع الحال لا تتوقف إطلاقاً عند أي حدود عقائدية للدعوة التي أطلقها
التحالف والتي لا تزال قائمة إلى الآن وهي أن أي حزب
أو تنظيم شعبي أو نقابي أو سياسي أو أي شخص مستقل مطلوب منه الموافقة على أمرين:
إسقاط هذا النظام وإقامة نظام ديمقراطي متعدد الأحزاب.
وتعرض في إحدى إجاباته في أواخر المقابلة للمز من
الإسلاميين فقال:
[كثيراً من المثقفين
العرب بدلاً من أن يهضموا الثقافة الغربية هي التي هضمتهم. ولا يتركون فرصة إلا
ويغتنموها لتحطيم فكرة القومية العربية وإخواننا الماركسيون هم على رأس هذا البناء
ويحاولون الحط من شأن القومية العربية حتى ولو كان البديل هو التيار الإسلامي].
مقابلة .. أمين الحافظ.
س/ لماذا برزت وكنت أنت على رأس السلطة عندما ضربت
المدينة؟
ج/ هناك جهات عديدة لعبت أدواراً وبعض الذين
يتعاونون مع حافظ الأسد مثل عبد الحليم خدام وجماعته
لعبوا دوراً مع المخابرات وأرادوا ضرب حماه.
ضباط النصيرية طائفية.
س/ مكثت في السلطة ثلاث سنوات الحاكم العسكري
فلماذا لم تعزل هذه الطائفة؟
ج/ نحن شباب حزبي وكان
هؤلاء أعواننا وأصدقاؤنا وكانوا معنا في مجلس قيادة الثورة ولهم فضل في حركه 8
آذار هكذا كنا ننظر إليهم وقتها وتبين فيما بعد أنهم ملعونون وحاقدون
لقد حاولنا معالجه ما شاهدناه قبل 23/شباط/1966م والعلاج لا يتم بالحسم والبتر بل
بالحسنى ولم نكن نتصور وجود أشخاص مثل هؤلاء بيننا لهم علاقات صهيونية.
عن قبول الإخوان بالتحالف.
قال أمين الحافظ: قبلنا أبو غدة والآخرين لأننا
ننظر إلى مصلحة سوريا وعدنان سعد الدين له يد في التحالف وهو مشكور... فنحن رحبنا بالإخوان لنكسبهم بدلاً من أن يكسبهم النظام
السوري.
س/ لماذا اختار الإخوان طريقة التفاوض هل بسبب
ضعفهم؟
ج/ في رأيي أن الأحزاب
التقدمية السورية لو أخذت دورها كما يجب لما كان للإخوان هذا الدور لأن شعبنا ليس
أخوان.
س/ ما هي العوامل التي تقود إلى تغيير النظام من
الناحية النظرية؟
ج/ والشرط الرئيسي ألا تتصدر قيادة التحالف عناصر
غير ثابتة الاتجاه ومن استيقظ وجدانه منذ خمس سنوات
فقط يجب ألا يوضع في الصف الأول في التحالف.. وهذه العناصر يجب أن توضع في الصف
الثاني أو الثالث حتى تثبت نضالها وتضحياتها أنها جديرة بالصف الأول وحتى أبو غدة
وجماعته يجب أن نكسبه دون أن نضعه بالصف الأول.
مقابلة .. أحمد محفل. (الحزب الشيوعي
المكتب السياسي)
قال محفل: طرحنا جبهة ديمقراطية شعبية إسلامية.
س/ عندما يتحدث الشيوعيون عن الديمقراطية والقومية
والإسلام يبدو حديثه مستغرباً كيف تقر ذلك؟
ج/ وضعنا لها إطاراً نظرياً وسياسياً وتنظيمياً
مستقلاً يقوم على أساس الإيمان بأصالة المجتمع والقومية العربية والوحدة العربية
والديمقراطية والتحرير والاشتراكية.
س/ هل يعني أفرغتم الحزب الشيوعي من مضمونه؟
ج/ الموقف النظري لا علاقة له بالموضوع الثاني وهو
كيف ننقذ سوريا من هذا النظام في الحركة الإسلامية اليوم تمايز وتناقض وحوار والمطلوب أن تشترك الحركة الإسلامية بكل أطرافها إلى اتفاق الحد
الأدنى لإنقاذ سوريا مع الأطراف الوطنية والاتفاق على مفهوم دستوري للمستقبل.
س/ أي أنكم تتفقون
مرحلياً وتختلفون في ما بعد.
ج/ القول أنها مرحلة صحيحة
وبالمفهوم الماركسي نسميها المرحلة الديمقراطية الوطنية.
.
مقابلة .. شبلي العيسمي
س/ قالت الوطن العربي في الجزء الرابع من شوال،
انحسار المد القومي وظهور الحركات السلفية هل ساهم في تدعيم النظام وإطالة عمره.
ج/ في أجواء الأزمات الاقتصادية والفشل السياسي
وغياب الديمقراطية والهزائم والنكسات نشأت حالة جعلت
الناس يتعلقون بالمفاهيم الغيبية السائدة لدى القواعد الواسعة والعريضة واستغلت
هذه الحالة الحركات الدينية المنظمة مثل الإخوان المسلمين وحزب الجهاد...]
س/ ولكن تجربة التيار الديني كانت أسوأ كما حدث في
إيران مثلاً؟
ج/ التجربة الخمينية بدأت تكشف أن حكم رجال الدين بهذا المنطق الغبي والغيبي والمتعصب والمتشنج لا
يمكن أن يكون علل جذب واستقطاب للجماهير وكنت أحياناً أقول نترك تجربة دينية تحكم
حتى يدرك الناس الحقيقة... وفي تقديري أنه لا يمكن أن يعيش أي حكم ديني وقتاً
طويلاً في أي قطر عربي والمستقبل ليس له.
س/ هذا ينقلنا إلى قضية التحالف الوطني لتحرير
سوريا. لماذا لم تفكروا بإقامة هذه الجبهة إلا بعد مجزرة حماة.
طلب مني الحزب أن أكون عضواً في التحالف ووافقت
كرجل انضباطي وهناك ضرورة لوضع ميثاق يحدد المبادئ الأساسية سياسياً وفكرياً فيما
يتعلق بالعمل الجبهوي المشترك.
ومن جملة القضايا التي حضرت جانباً منها في الهيئة
التأسيسية وأبديت رأيي فيها قضية " دين الدولة الإسلام " وكان الإخوان
المسلمون مندفعون لهذه الصيغة والصيغة أن الشريعة هي المصدر للتشريع وبين جدال
ونقاش اعتمدت الصيغة الموجودة في الدستور العراقي المؤقت وهي أن الشريعة الإسلامية
من المصادر الأساسية للتشريع ولكنها ليست المصدر الوحيد.
ولا بأس بأن نعرف بالبعث اليميني الذي تحالف معه
الأخوان.
حكم البعثيون العفالقة سورية في الثامن من آذار عام 1963م بالاشتراك مع
الناصريين والقوميين العرب وانفردوا في الحكم في 8/تموز/1963م واستمر حكمهم حتى
شهر شباط عام 1966م حيث تمكن صلاح جديد من طرد أمين الحافظ وعفلق والعيسمي.. ومما
فعله البعث اليميني:
-
هدموا جانبا من مسجد بني أمية ودخلوا بآلياتهم وعرباتهم
إلى صحن المسجد، وقتلوا داخله نفراً من الدعاة الآمنين، ومن الجدير بالذكر أن
المسجد الأموي كان معقلاً للمجاهدين أيام الاستعمار الفرنسي، وكان المحتلون يعلمون
بالتجاء الثوار إلى المسجد، وما تجرأوا على اقتحامه واستباحة حرمته وجاء سفهاء
البعث العفالقة ليعيدوا لنا ذكريات التتار وجرائم جند تيمورلنك.وكان ذلك بأمر من
أمين الحافظ.
-
هدموا الجامع الكبير
في حلب وداسوا المصاحف فيه وأطلقوا عليها النيران.
-
هدموا جامع السلطان في حماة، ودكوا منارته الشاهقة،
وقتلوا داخل المسجد عدداً من الأبرياء المؤمنين الذين التجأوا إلى بيت الله هرباً
من طغيان البعث وظلمه، ولم يكتفوا بهدم المسجد بل فعلوا الأعاجيب واستباحوا ما
يغضب وجه الله في مدينة حماة، قتلوا الأطفال الرضع، وانتهكوا الأعراض، وسرقوا
الأموال، ولم يسلم أحد من شرهم، وكان الجنود من الدروز والنصيريين والإسماعيليين
يهتفون في شوارع المدينة: ( حط المشمش علتفاح دين محمد ولى وراح ).
-
اقتحموا مسجد خالد بن الوليد في حمص، واعتقلوا من كان
فيه من المصلين العابدين
-
طاردوا الدعاة
إلى الله، وغصت السجون والزنزانات بهم، وتجرأوا، ولأول مرة في تاريخ سورية على
استدعاء بعض العلماء المشهورين رغم شيخوختهم: أمثال الشيخ عبد الكريم الرفاعي
والشيخ حسن حبنكة والشيخ الدكتور محمد أمين المصري وكثير غيرهم.
وكانت إذاعتهم تردد:
آمنت بالبعث ربا لا شريك له وبالعروبة ديناً ماله ثان.
البعث ديني، والعروبة مذهبي
وهذا هو تاريخ حزب البعث في فترة حكمه
في سورية على مختلف فرقه وعناصره.
ففي حمص والسويداء مزقوا القرآن وألقوه
على الأرض، وداسوه بأقدامهم ( وكان ذلك كله أيام سيطرة العفالقة ).
وكان أحد شيوخ القبائل السورية لا يصدق
( وهو صديق قديم لأمين الحافظ ) أن محمد أمين الحافظ موافق على الإجراءات التي
اتخذت، وكان الناس يعرفون هيمنة جديد النصيري، وحاطوم الدرزي، وعفلق الصليبي ..
فقال لأمين الحافظ:
إن كنت مكرهاً أو ليس لك من الأمر شيء
فأنا أضمن لك مساندة العشائر في بادية بلاد الشام والجزيرة... فقال أمين الحافظ فض
الله فاه ( وكان يسميه الشعب السوري أبو عبده الجحش ) :
يا أبا فلان أنا حزبي ونحن في كل ما
حدث ننفذ أوامر الحزب.
ولقد قطعت جهينة قول كل خطيب-كما
يقولون- فبعد قول أمين الحافظ لا يصلح أن يقال: حدث ما حدث وهو كاره.. وكيف يكون
الأمر كذلك وهو رئيس الدولة ورئيس مجلس قيادة الثورة وقائد الجيش والحاكم العرفي وكان
يتولى بنفسه مهاجمة الإخوان المسلمين وعموم الشباب الإسلامي.. ثم يقول لصديقه: نحن
في كل ما حدث ننفذ أوامر الحرب.
وكان الحرس
القومي الذي أسسه البعث العفلقي من حثالة الناس وأي كلام يقوله أي إنسان يكفي
ليغيب في غياهب السجون دون محاكمات وكانت الحرب على الدين والأخلاق لا تطاق ولا
تحتمل حتى قامت
مجلة جيش الشعب السورية في العدد 794 تاريخ بنشر افتتاحية المجلة للملازم إبراهيم
خلاص النصيري على الشكل التالي:
[استنجدت الأمة العربية بالإله, فتشت عن
القيم القديمة في الإسلام وبعض النظم المعروفة في العصور الوسطى, كل ذلك لم يجد
فتيلاً. شمرت أمة العرب عن ساعديها ونظرت بعيداً لترى طفلها الوليد يقترب شيئاً
فشيئا. هذا الوليد ليس إلا الإنسان العربي الاشتراكي الجديد المتمرد على جميع
القيم...! إن الطريق الوحيد لتشييد حضارة العرب وبناء المجتمع العربي هو خلق
الإنسان الاشتراكي العربي الجديد. الذي يؤمن أن الله والأديان والإقطاع والرأسمال
والمتخمين وكل القيم التي سادت المجتمع السابق ليست إلا دماً محنطة في متاحف
التاريخ]
وكان حمود الشوفي قبل بضعة أشهر ممثلاً للمجرم حافظ الأسد وناطقاً رسمياً
باسمه في أخطر منبر-أي في الأمم المتحدة ..؟.
أما كان الشوفي يعلم ارتباط حافظ الأسد بإسرائيل والدول الكبرى وهو
الذي يعلم خفايا أمور النظام.. فكيف يقبل بعض الإسلاميين مبدأ التعاون معه ونقل
تصريحاته والإشادة بها، وهم يعلمون أن وظيفته السابقة ( مندوب سورية في الأمم
المتحدة ) تعني أن بعض اتصالات أسد مع إسرائيل وأمريكا تتم عن طريقه؟؟
وكل الدنيا تعلم أن البعث العفلقي من الأنظمة التي رفضت شريعة الله،
واستباحت ما حرمه على عباده، ووالت أعداءه، ونشرت الرذيلة وأشاعت الفساد، وتتبعت الأبرياء
فقتلت بعضهم وسجنت البعض الآخر دون إي جرم حتى في قوانينهم.
هؤلاء العلمانيون الذين تحالف معهم الأخوان تاريخ
أسود حافل بأبشع الجرائم والكفر وكان تحالفهم ظاهره من أجل حكم علماني ديمقراطي
تعددي وباطنه استيعاب الأخوان كحركة وجعلها حمير لحمل العلمانية وتسويقها في صفوف
المسلمين فهل نجح العلمانيون في خطتهم؟!.
هذا ما سنبينه في الحلقات القادمة
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق