أرواد ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (91)
تعريف بالماسونية التي انتسب إليها من
رشحهم محمد عمارة رواداً
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن الماسونية
التي دخل بها الرواد الذين يعينهم عمارة للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء
على أنهم هم الرواد في الوقت الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء
والرواد الحقيقيين ويصر على تشويه حقائق الإسلام بالباطل. عمارة هذا الذي وصفه
القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي
من خلال إجادته استخدام منهج التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة
نت) 3/11/2010
تابع
البروتستانتية والماسونية
وقال عبد الله التل: [ ولقد مرت الماسونية بمراحل
عديدة تهمنا منها مرحلة القرن الثامن عشر الذي شهد مع القرن التاسع عشر والنصف
الأول من القرن العشرين تطور النفوذ اليهودي وتغلغل سلطانهم عن طريق الماسونية في
جميع الحكومات الأوربية والأمريكية. ففي سنة 1717م أعاد اليهود النظر في تعاليم
الماسونية ورموزها وغيروا فيها لتناسب الجو البروتستانتي في بريطانيا والولايات
المتحدة وأسسوا في ذلك محفل بريطانيا الأعظم وأطلقوا على أنفسهم اسم البنائين
الأحرار بعد أن كانوا فيما سبق يحملون (القوة المستورة) وجعلوا من أهداف الماسونية
الخادعة (الحرية -الإخاء – المساواة) وهي أهداف زائفة لأن الماسونية لا هدف لها
إلا خدمة اليهودية العالمية وتأمين سيطرتها على العالم. ثم ما لبث المحفل الماسوني
الأعظم في بريطانيا أن كشف عن بعض نواياه حين جعل من أهداف الماسونية:
1.
المحافظة على اليهودية.
2.
محاربة الأديان بصورة عامة والكثلكة بصورة خاصة.
3.
بث روح الإلحاد والإباحية بين الشعوب.
ومن بريطانيا انتشر أخطبوط الماسونية بشكله الجديد
فتأسس بإشراف محفل بريطانيا الأعظم أول محفل ماسوني في باريس عام 1732م وفي جبل
طارق 1728م وفي ألمانيا 1733م والبرتغال 1735م وهولندا 1745م والدانمارك 1745م
وسويسرا 1740م وإيطاليا 1763م والبلجيك 1765م وروسيا 1771م والسويد 1773م والهند
1752م وفي أمريكا 1733م ]([1])
.
وجاء في كتاب البعد الديني في السياسة الأمريكية: [
(لم تكن أوربا الغربية تنظر إلى اليهود قبل حركة الإصلاح الديني فيها على أنهم شعب
الله المختار. كما لم تكن تقول إن فلسطين هي أرضهم التي وعدهم الله بها، ولم تكن
هناك أية فكرة تدور حول إسرائيل أكثر من كونها " اسما لدين سماوي وليست كيانا
وطنيا ") .
(وإذا ما
تابعنا هذا السياق التاريخي، فإن تاريخ العلاقات المسيحية اليهودية يكون قد بدأ
مرحلة جديدة مع هذه التغيرات الأساسية في المجتمعات الأوربية، وبخاصة مع بروز حركة
الإصلاح الديني البروتستانتي في القرن السادس عشر، حين تداخلت في هذه الحركة
أساطير صهيونية، وتسربت إليها عبر التفسيرات الحرفية للتوراة، وساعد على تناميها
دوافع سياسية واقتصادية واجتماعية عديدة. وجاءت البروتستانتية لتسمح لأتباعها
بحقهم المتساوي في فهم الكتب المقدسة وعارضت الكنائس الأخرى التي تعتبر فهم هذه
الكتب وقفا على رجال الكنيسة. والبروتستانتية تعني لغويا الاحتجاج والاعتراض وتدعو
إلى حرية القول والرأي. ومن هنا يمكن تفسير العدد الكبير من الفرق والمذاهب
المنبثقة عن حركة الإصلاح الديني البروتستانتي.
ويبدو أن البروتستانتية ما كانت لتنمو من دون معرفة
كتاب العهد القديم، وهو الكتاب المقدس لدى اليهود والمسيحيين على حد سواء. وهو في
مجمله يضم الشعر والنثر والحكم والأمثال والقصص والأساطير والغزل والرثاء... الخ.
وقد لحقه الكثير من التعديلات والإضافات طوال الأجيال.
وتعددت فيه النصوص والترجمات والتصحيحات وهو تراث شعبي لا سند له إلا الذاكرة.
فكانت مساهمات البشر فيه كثيرة على مدى تسعة قرون وبلغات مختلفة. وعموما، فإن
العهد القديم هو تاريخ اليهود، ولم يكتسب شكله النهائي إلا في القرن الأول بعد
الميلاد -ميلاد السيد المسيح عليه السلام- وقد اعتمدت المسيحية التوراة العبرية،
لكنها أدخلت عليها بعض الإضافات والحذف. وحينما أمر الملك هنري الثامن ملك إنكلترا
عام 1538م بترجمة التوراة للغة الإنجليزية ونشرها وإتاحتها للقراءة من قبل العامة،
كان بذلك يضع اليهودية -تاريخا وعادات وقوانين- لتكون جزءا من الثقافة الإنجليزية،
ولتصبح ذات تأثير هائل في هذه الثقافة على مدى القرون الثلاثة التالية.
تؤكد المؤرخة اليهودية تشمان أنه من دون هذا التراث
التوراتي فإنه كان من المشكوك فيه صدور وعد بلفور باسم الحكومة الإنجليزية عام
1917م، أو انتدابها على فلسطين، رغم وجود العوامل الاستراتيجية التي برزت على
المسرح فيما بعد وصار يطلق على التوراة المترجمة " التوراة الوطنية لإنكلترا
" وكان لها من التأثير على روح الحياة الإنجليزية أكثر من أي كتاب آخر. وصارت
قصص التاريخ اليهودي المادة الرئيسية في الثقافة الإنجليزية والمعرفة التاريخية
للإنجليز. كما لوحظ أنه كلما ركزت البروتستانتية على الأصول (الفلسطينية) للمسيحية
عملت على تقليص دعاوى وطموحات الكنيسة الكاثوليكية في روما.
وهكذا أخذت إنجلترا تتعرف على تاريخ اليهود من خلال
هذه التوراة وأسفارها، التي تحوي أساطير وأشعارا وأمثالا ونبوءات وقصص أنبياء بني
إسرائيل وملوكهم وأسباطهم وتعاليمهم وطقوسهم الاجتماعية والمدنية والدينية ونفيهم
وخروجهم من مصر وفلسطين وحروبهم وأغانيهم ومراثيهم.
وأكثر من ذلك فقد أصبحت فلسطين في قراءات الكنائس
ومواعظها وفي العقل المسيحي في أوربا البروتستانتية الأرض اليهودية، وصار اليهود
" شعب فلسطين الغرباء في أوربا والغائبين عن وطنهم والعائدين إليه في الوقت
المناسب ".
وتتحدث المؤرخة تشمان عن تأثير
العهد القديم في الأدب الإنجليزي وبخاصة في الشعر والغناء. ويذكر مؤرخ يهودي آخر
هو سيسيل روث عن صدور مطبوعات تمجد اليهود
وتطالب بإعادتهم إلى إنكلترا. وقد ترجمت إلى الأسبانية ليسهل تداولها بين يهود
هولندا وإنكلترا المهاجرين من أسبانيا والبرتغال. وبذلك فتح الباب واسعا أمام
الكنسية البروتستانتية والحكومة الإنجليزية للترحيب باليهود كعقيدة وتاريخ وفقا
للتوراة، وكأفراد يتمتعون بمهارات تجارية فائقة وصلات مؤثرة في عدد من الدول
الأوربية وبخاصة هولندا التي كانت إنجلترا تسعى إلى جرها للتحالف معها أو
لمنافستها تجاريا بمساعدة اليهود.
أخذت اللغة العبرية باعتبارها لغة التوراة تحتل مكانها
بجانب اللغات الإنجليزية والفرنسية واللاتينية واليونانية. وصارت المعرفة بالعبرية
جزءا معترفا به في الثقافة الأوربية، وأخذ الإصلاحيون يعتبرونها ضرورية لفهم محتوى
التوراة. ومع نهاية القرن السادس عشر كانت قد دخلت العبرية حروف الطباعة. ولم
يقتصر هذا الدعم للظاهرة العبرية على رجال وأتباع الكنيسة البروتستانتية، بل تعداه
إلى أوساط المثقفين وأهم من ذلك إلى أوساط الهيئات القضائية ذات التأثير الكبير في
المجتمع. وتبع ذلك دخول دراسات عبرية في الجامعات البريطانية ودول أوربية غربية
أخرى، مما أدى إلى توافر العديد من الدارسين للعبرية ممن اعتمد عليهم الملك جيمس
الأول 1603-1625م في ترجمة العهد القديم.
لقد أدى انتشار العبرية والدراسات اليهودية في
الجامعات والثقافة الأوربية إلى إحداث التأثيرات التالية:
1.
إمكانية قبول التفسير اليهودي للعهد القديم، ولا سيما
التفسير المتعلق بمستقبل استعادة اليهود لفلسطين.
2.
اقتناع طلبة الجامعات والباحثين بأن كلمة إسرائيل
الواردة في العهد القديم تعني كل الجماعات اليهودية في العالم.
3.
قبول التفسير بارتباط زمن نهاية العالم بعودة المسيح
الثانية، وإن هذه العودة مرتبطة بمقدمة تشير إلى عودة اليهود إلى فلسطين.
ومن الملفت في هذا المجال أن البيوريتانيين أوالتطهريين
صنفوا أنفسهم أبناء إسرائيل. واستخدم بعضهم العبرية في صلواته، وذهب بعضهم إلى حد
اعتناق اليهودية وبشكل عام كان التعاطف مع اليهود يترسخ يوما بعد يوم وبخاصة مع
الفكرة المعروفة " شعب الله القديم ".
وما إن حل القرن السابع عشر حتى
أخذت ظاهرة "إحياء السامية" كما أسماها المؤرخ اليهودي سيسيل روث تفرض
نفسها وتكتسب الاعتراف بها في الأوساط الرسمية والشعبية.
اتصفت هذه الظاهرة بمظاهر ثلاثة: الأول منها التعاطف
مع اليهود، الثاني الخجل مما عانوه في الماضي، والثالث الأمل في تحقيق نبوءة عودة
اليهود إلى فلسطين. وصارت فلسطين بالنسبة إلى إنكلترا " الوعد بإيفاء النبوءة
بإعادة اليهود إليها وذلك ليس حبا باليهود بل من أجل الوعد الذي أعطي لهم ".
وصارت هذه الفكرة شائعة وشعبية
بعد أن كانت فلسطين في الفكر الشعبي معروفة بأنها الأرض المقدسة المسيحية والتي من
أجلها أعلنت الحروب الصليبية ضد العرب والإسلام وتبع ذلك أيضا صدور منشورات وعرائض
وكتب ومؤلفات تتحدث مع شعب الله القديم وإسرائيل والقدس واستعادة مملكة إسرائيل،
من أجل أن تظهر مملكة المسيح حين يتحول عندها كل اليهود إلى المسيحية. ومن بين هذه
الكتابات التي كانت نتاجا طبيعيا للثقافة والمناخ الديني السائدين في ذلك الوقت
البحث الذي وضعه السير هنري فنش، المستشار القانوني لملك إنجلترا ونشره عام 1621،
بعنوان الاستعادة العظمى العالمية، واعتبر أول المشروعات الإنجليزية لاستعادة
فلسطين لليهود " حيث طالب الأمراء المسيحيين بجمع قواهم لاستعادة إمبراطورية
الأمة اليهودية ".
(وفي منتصف القرن السابع عشر قدم العديد من
الالتماسات والعرائض، ومن بينها عريضة قدمت إلى الحكومة الإنجليزية في عام 1649م
تحث إنكلترا وهولندا لتكون الأسرع في نقل أبناء إسرائيل وبناتها على مراكبهم إلى
الأرض التي وعد بها آباؤهم الأولون) .
(وهكذا ساعدت
هذه الدعوات المناخ العام على إعادة اليهود إلى إنكلترا كخطوة أولى لاستخدامهم في
أغراضها التجارية من ناحية، وجمع شتاتهم ونقلهم إلى فلسطين من ناحية أخرى تقريبا
لموعد القدوم الثاني للمسيح) .
(تكمن أهمية
حركة الإصلاح الديني البروتستانتي في كونها طليعية ورائدة في مجال استكشاف الأفكار
الصهيونية المتعلقة باستعادة ما يسمى الأمة اليهودية، واستعادة فلسطين كوطن
لليهود) .
(بدأ منذ
القرن السادس عشر ما يمكن وصفه بـ" الاتحاد في الغرب بين سياسة الإمبراطورية
الإنجليزية ونوع من الصهيونية المسيحية الأبوية التي اتضحت في السياسة الإنجليزية
في الأجيال اللاحقة ". وتذكر المؤرخة اليهودية تشمان أن اهتمامات إنكلترا
البيوريتانية في استعادة إسرائيل كانت دينية الأصل ونابعة من العهد القديم الذي
سيطر على عقل القوى الحاكمة في القرن السابع عشر وقلبها، وساعدتها في ذلك عدة
عوامل أخرى تدخلت فيما بعد، منها العوامل السياسية والتجارية والعسكرية
والإمبريالة.
قويت في القرن الثامن عشر الاتجاهات الصهيونية وزاد
التعاطف مع اليهود في أوربا البروتستانتية. وساعدت على ذلك عوامل عدة، منها أن هذا
القرن قد شهد انتصار الثورة الأمريكية وبداية الثورة الفرنسية وتصاعد الثورة
الصناعية بما في ذلك من انتشار لأفكار الاستنارة والفكر الحر والنشاط المكثف
للتجارة الخارجية والرحالة وعلماء الآثار والحجاج الأوربيين إلى الأراضي المقدسة
في فلسطين وانتشار كتب الرحلات التي تتحدث عن زيارات الأرض المقدسة وعن قصص بني
إسرائيل القديمة في فلسطين مثل كتاب رحلتان
إلى القدس الذي أصدره ناثانيال كروش عام 1704م.
وتتحدث ريجينا شريف عن تأثير المقولات الصهيونية
المسيحية على الأدب الأوربي في القرنين السابع عشر والثامن عشر سواء في إنكلترا أو
فرنسا أو ألمانيا، وكذلك على أعمال عدد من الفلاسفة من أمثال باسكال وكنط، وكذلك
تأثيرها على العلماء من أمثال إسحاق نيوتن إذ تشير إلى كتاب له نشر بعد وفاته
يتحدث عن عودة اليهود إلى وطنهم في
فلسطين، وعن توقعه تدخل قوة أرضية نيابة عن اليهود المضطهدين للتأثير على عودتهم
إلى فلسطين. وهي تشير كذلك إلى كتاب روسو المسمى إميل والصادر عام 1762م، حيث ورد
فيه حديث عن اليوم الذي يملك فيه اليهود دولتهم الحرة في فلسطين وتصبح لهم مدارسهم
وجامعاتهم) .
(وظهرت في
القرن التاسع عشر دعوات سياسية ودينية جديدة ساهمت في تهيئة الظروف والمناخ المناسبين
لولادة الصهيونية اليهودية السياسية، ولعبت دورا أساسيا في تشجيع توطين اليهود في
فلسطين. ويعتبر اللورد بالمرستون 1784-1865م وزير خارجية إنكلترا، ورئيس وزرائها
فيما بعد، من أشد المتحمسين لتوطين اليهود في فلسطين. وكان يعتقد أن بعث الأمة
اليهودية سيعطي القوة للسياسة الإنكليزية. وقد بعث برسالة في 11آب/ أغسطس 1840م
إلى سفير إنكلترا في الأستانة، يدعوه فيها إلى حث السلطان والحكومة العثمانية على
مساعدة اليهود وتشجيعهم للتوطن في فلسطين، وقال في رسالته:" إن الثروات التي
سيحضرها اليهود معهم ستزيد بالتأكيد من موارد السلطان، كما أن عودة الشعب اليهودي
بحماية وتشجيع ودعوة من السلطان، ستحول دون قيام أية مشروعات مستقبلية يقوم بها
محمد علي أو خلفاؤه، وإنني أطلب منكم بقوة أن تقنعوا الحكومة العثمانية بتقديم كل
التشجيع اللازم ليهود أوربا للعودة إلى فلسطين ".
لقد نشرت جريدة التايمز اللندنية في 17آب / أغسطس من
العام 1840م نفسه خطة لزرع الشعب اليهودي في أرض فلسطين. ولم يكن صاحب هذا المشروع
سوى اللورد شافتسبري وهو لودر آشلي نفسه سابقا1801-1885م وكان أحد أبرز العناصر
الإنجليزية تحمسا وتشجيعا لهذه الفكرة الصهيونية. وقد عقد آمالا كبيرة على "
التنقيب عن آثار فلسطين للتدليل على صدق الكتاب المقدس وصحة ما ورد فيه ".
وكان يصلي كل يوم لسلام القدس، على حد قول المؤرخة اليهودية تشمان. وقد تقدم أثناء
انعقاد مؤتمر لندن عام 1840م بمشروع إلى بالمرستون لتوطين اليهود في فلسطين لأنها
في رأيه " أرض بغير شعب لشعب بلا أرض " ولم تكن مبادرة بالمرستون وما
نشرته الجريدة الإنجليزية ودعوات اللورد شافتسبري خلال أسبوع واحد مجرد صدفة، فقد
جمعت هذه الاتجاهات الصهيونية ما بين السياسي (السلطة والقوة) والمنبر الإعلامي
(الرأي العام) والتوراة التي كان يمثلها اللورد، واعتبرته تشمان " أهم شخصية
غير سياسية في العصر الفكتوري ".
وكان شافتسبري يطلق على اليهود دائما تعبير " شعب
الله القديم " وقد عمل جاهدا لإعادة اليهود إلى فلسطين... لأنهم مفتاح الخطة
الإلهية لمجيء المسيح ثانية، والأداة التي من خلالها تتحقق النبوءة التوراتية. وقد
احتل شافتسبري مكانا بارزا في تاريخ الحركة الصهيونية المسيحية، ورأى في اليهود
شيئا حيويا بالنسبة إلى أمل المسيحيين في الخلاص. وتحولت عودة اليهود إلى فلسطين
في الوقت الملائم سياسيا واستيطان اليهود في فلسطين إلى أمنية سياسية بالنسبة إلى
إنكلترا.
وهكذا صار توطين اليهود في فلسطين مسألة تداخلت فيها
المعتقدات التوراتية والطموحات الإمبريالية السياسية والاستراتيجية. وقد امتد هذا
التداخل والمزج حتى إلى داخل التجمعات اليهودية نفسها. فقد تخوفت البرجوازية
اليهودية في أوربا الغربية من إمكانية انضمام الفقراء من المهاجرين اليهود من
روسيا، بعد حادثة اغتيال القيصر الروسي إسكندر الثاني عام 1881م، إلى الأحزاب
الأوربية المناهضة للأنظمة القائمة كما خشيت أن يؤثر بقاء هؤلاء المهاجرين في
أوربا الغربية على الامتيازات التي كانت تتمتع بها هذه البرجوازية اليهودية. وقد
ساعد على ذلك أيضا بروز الحركات القومية الأوربية مما شجع البرجوازية اليهودية على
استخدام المنطق القومي المطروح في دعوتها إلى توطين اليهود في فلسطين.
[1]-
خطر اليهودية العالمية, عبد الله التل (ص/ 143-144).وانظر الماسونية منشأة
ملك إسرائيل لمحمد على الزعبي.
0 التعليقات:
إرسال تعليق