لا
تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته(55)
رضوان محمود نموس
لقد تكلم الباحث في الحلقة السابقة حكم الشرع فيمن
يشرع من دون الله ويبدل أحكام الله بعدما ثبت بالأدلة قيام المملكة السعودية
بالتشريع من دون الله وإلزام الرعية بهذه القوانين الوضعية كما تفعل سائر الدول
التي يحكمه حكام مرتدون. ويبين في هذه الحلقة تلا عب علماء الآل لتبرير كفر ولي
أمرهم.
ثم إذا أردنا أن ندعو الشعب للخير فهل يسمح لنا رئيس
الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع وعلمائه لقد أفتى ابن عثيمين نفسه بأنه إذا منع
ولي الأمر أناس عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر فعليهم أن يمتنعوا وكما هو
معلوم لعلماء الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع أنه لا يجوز لأحد أن يخطب أو يلقي
محاضرة أو درس إلا للمرخص له وهؤلاء عملاء الطاغوت. وقد منع بأمر من وزارة الإعلام
الأشرطة الإسلامية وأخذ تعهد من أصحاب محال التسجيل تعهد وهذا نصه:
المملكة العربية السعودية
وزارة الإعلام
تعــهــــد
أتعهد أنا صاحب تسجيلات - - - - - - الإسلامية بسحب
جميع الأشرطة المسجلة والموجودة حالياً بالمحل لكل من:
1-
محمد أحمد الفرج
2- سعد البريك 3- عبد
الله المطرد
4- عبد العزيز
الجربوع 5- عابد سالم الكلباني 6- محمد علي المقحم
7- عبد الإله
المؤيد 8- محمد ناصر الجعوان 9-
طلال الضويحي
10-عبد الرحيم الطحان 11- أحمد القطان 12- عبد الحميد كشك
كذلك عدم بيع أو تسجيل أو وضع أي شريط مسجل للمذكورين
أعلاه مهما كان عنوانه سواء كان خطب أو مواعظ أو محاضرات مستقبلاً وإذا ظهر
تسجيلاً بعد هذا التوقيع للمذكورين أعلاه للوزارة الحق في عمل ما تراه من أنظمة
وجزاءات لديها ولكون عرضة للجزاء.
كما سجن الشيخ عبد الله الجلالي لأنه أمر بالمعروف
ونهى عن المنكر رغم إجارة الشيخ ابن باز له فأرسل له رسالة هذه صورتها.
كما سجن الشيخ فريح العقلاء خطيب مسجد الأمير منصور في جدة لأنه تكلم على
جرائم بريطانيا فأخذ بالنواصي والأقدام وسئل كيف تتكلم على دولة صديقة؟!!!! ولم
يكن المسكين يدري أن الكلام على بريطانيا جريمة لا تغتفر ونسي أن بريطانيا هي أم
التوأمان إسرائيل وآل سعود ولم يترك حتى قام أخوه المحامي فراج العقلاء وبقية آل
العقلاء بضمانة أخيهم أن لا يعود لمثل هذا أبد الدهر. وكذلك الشيخ حمد السديري
الذي انتقد إشغال الوقت بكرة القدم وتكلم على لاعب الكرة "ماردونا" وكيف
قام بنات المسلمين في جدة بارتداء قمصان بيض عليها صورة هذا الكافر وكم صرف عليه
وكم بذر من أجله فأخذ بالنواصي والأقدام وكان مصيره كسابقه, وهكذا مع مئات الدعاة
بل الألوف.
بينما المجال مفتوح للصحف الداعرة مثل صحف سلمان
وأولاده وسلطان وأولاد والأجراء من آل الحافظ وغيرهم بل من الصحف الأجنبية الكافرة
ناهيك عن القنوات الفضايئة الأنترنت وأغاني مايكل جاكسون واسطوانات الجرك, والجاز.
وسئل صالح السدلان س3- ماذا عن المجتمعات التي تقام
فيها لصلاة ولكن لم تحكِّم الشريعة فيها رغم رغبة المجتمعات بالحكم الشرعي؟ خصوصاً
وإن إطلاق لفظ الجاهلية على تلك المجتمعات يستند عليه البعض في الخروج على المجتمع
والسلطة واستعمال القوة وممارسة ما يترتب على كلمة الكفر من تبعات.
الجواب:....أن هؤلاء الذين يقومون بهذا العمل ويعدون
المجتمع الموصوف بالجاهلية مجتمعا ً يجوز الخروج عليه مهما كانت النتائج يلاحظ
عليهم..... أنهم يخرجون على مجتمع أغلبه أو كله مسلمون لا حول لهم فيما يحدث من
أخطاء وهم عندما يخرجون يقتلون نفوساً حتى يحققوا شيئاً واحداً وهو مضايقة الحاكم
فهم يستحلون دماء أناس مسلمين ممن يوالون هذا الحاكم ويعملون في نطاق حكومته وقد
يكونون مسلمين مصلين.
فلماذا يستحلون دمائهم؟ لأن هذا الحاكم لا يحكم بشرع
الله, ولأن هذا الحاكم يحكم بالقوانين الوضعية, ولأن هذا الحاكم يوجد في بلده
الخمر علناً والفواحش ظاهرة. قد يكون هذا صحيحاً ولكن هل هذا الحاكم أمر بها وأجبر
الناس عليها.
س4- فضيلة
الشيخ يستند هؤلاء على مسألة كفر من لم يحكم بما أنزل الله مستدلين بالفتاوى التي
تصدر من العلماء في هذه المسألة, فهل هذا الكفر كفر مطلق يستوجب الخروج ومنازعة
الحكام؟
ج4-....الحكم بغير ما أنزل الله على نوعين حكم استحلال
واعتقاد أن الشريعة الإسلامية لا تصلح أبدا.
والنوع الثاني أن يعتقد الحاكم أن الشريعة صالحة كاملة
لكن الأمر ليس إليه ولا هو بيد فرد من أفراد الأمة فهو مثل المسلم الذي يعمل
المعصية غير مستحل لها...]
س6- فضيلة الشيخ فهمت من إجابتكم أن الحاكم الذي يجوز
الخروج عليه هو من يحمل الناس على الشرك والكفر فهل نفهم من هذا أن الحاكم الذي لا
يحكم بما أنزل الله ولكنه لم يحمل الناس على الكفر ولم يعتقد بطلان الشريعة وصلاح
ما يطبقه من أحكام لا يجوز الخروج عليه مراعاة لمصالح الناس؟
ج6- الحاكم بهذه الصفة لا يجوز الخروج عليه وإنما
يتوجب على المسلمين مناصحته, يناصحه العلماء باستمرار....أما الخروج على الحاكم
الذي لا يحكم الشريعة ولا يعتقد فسادها ولا يدعو إلى الشرك والكفر ولا يأمر به
ويشجع عليه وأقل أحواله أنه ساكت تارك العاصي في معصيته والمؤمن والمسلم في مسجده
تارك هؤلاء وهؤلاء... لأسباب تعترضه لضعف عقيدته ولضعف شخصيته ولأسباب أخرى مثل
الخوف على الحكم أن يذهب من يده إلى غير ذلك من الأمور فإن هذا لا يجوز الخروج
عليه.
س9- في إجابة سابقة إنكم لا تقصرون الخروج على السلاح
بل إنكم تعتبرون أن الخروج قد يكون باللسان فهل لكم إيضاح هذه القضية؟
ج9- هذا السؤال مهم فالبعض من الإخوان قد يفعل هذا
بحسن نية معتقدًا أن الخروج إنما يكون
بالسلاح فقط والحقيقة أن الخروج لا يقتصر على الخروج بقوة السلاح أو التمرد
بالأساليب المعروفة فقط بل إن الخروج بالكلمة أشد من الخروج بالسلاح لأن الخروج
بالسلاح والعنف لا يرديه إلا الكلمة.... ولا شك أن الخروج بالكلمة واستغلال
الأقلام بأي أسلوب كان أو استغلال الشريط أو المحاضرات والندوات في تحميس الناس
على غير وجه شرعي أعتقد أن هذا أساس الخروج بالسلاح وأحذر من ذلك أشد التحذير] ([1])
كما سئل صالح الفوزان عن هذه القضية في كتاب الفتاوى
العصرية [هل الخروج على الأئمة يكون بالسيف فقط أم يدخل في ذلك الطعن فيهم وتحريض
الناس على منابذتهم فأجاب.... فالكلام خروج]([2])
ومختصر فتاواهم:
1-
لا يجوز الخروج على الحاكم ولو كان كافراً يشرع من دون
الله ولا يحكم بما أنزل الله.
2-
لا يجوز قتل أنصار هذا الحاكم ومن يواليه على كفره
وردته.
3-
يناصح هذا الحاكم المرتد ويطاع بالمعروف.
4-
تبني الفكر الإرجائي
5-
إن هذا الحاكم الذي يحكم بغير ما أنزل الله ويشرع من
دون الله من الممكن أن يكون الأمر ليس له!!
وهذا شيء عجيب جداً لم تأت به المرجئة ولا الصابئة ولا
الهنادكة ولا المزادكة فإن كان الأمر ليس له فهو لمن؟! لا بد أن يكون لمن هو أعلى
منه إذن؛ وهو من عينه حاكماً يحكم بالكفر رغم إرادة الشعوب المسلمة ولا يكون هذا
إلا في محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي بقيادة أمريكا وبهذا
يتضح يا أصحاب الغبطة أن ولي أمركم يكفر كفراً آخر لأنه أضاف لكفره الناجم عن
التشريع من دون الله والحكم بغير ما أنزل الله أن جعل نفسه موظفاً في وزارة
الخارجية لدى محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي بقيادة أمريكا
وعليه تطبيق رغبات هذا المحور وتنفيذ أمره بحرب الإسلام وقتل المسلمين فيصبح
والحال كذلك خلعه وقتله من باب أولى وأوجب.
أما قول أصحاب الغبطة أنه لا يجوز الخروج على الكافر
المرتد ولا يجوز قتله وقتل أعوانه والواجب طاعته ومناصحته فمخالف لكل أسس الشريعة
الإسلامية فمثل هذا الحاكم بحسب ما قرره لعلماء قاطبة وعلماء السعودية خاصة يكون
مرتداً.
ونحن الآن أمام التالي حسب فتاوى علماء السعودية:
1-
من يشرع من دون الله كافر مرتد يجب قتله.
2-
من يتولى الكفار فهو منهم.
3-
من يشرع من دون الله ويحكم بغير ما أنزل الله طاغوت
مشرك شركاً أكبر, كافر كفراً أكبر.
4-
من يشرع من دون الله ويحكم بغير ما أنزل الله أخل
بكلمة التوحيد وهي شهادة لا إله إلا الله كما أخل بشهادة أن محمداً رسول الله
5-
الكافر المرتد الذي يشرع من دون الله ويحكم بغير ما
أنزل الله يناصح ويطاع بالمعروف.
6-
لا يجوز الخروج على الحاكم المرتد الذي يشرع من دون
الله ويحكم بغير ما أنزل الله.
7-
لا يجوز قتل من يوالي المرتد الكافر لأنه ربما يكون من
المصلين.
8-
ثم زاد السدلان فزعم الاطلاع على الغيب إذ قال [أنهم يخرجون على مجتمع أغلبه أو كله
مسلمون لا حول لهم فيما يحدث من أخطاء وهم عندما يخرجون يقتلون نفوساً حتى يحققوا
شيئاً واحداً وهو مضايقة الحاكم] فمن الذي أخبر صاحب الغبطة أن الهدف مضايقة
الحاكم وليس الجهاد في سبيل الله ولإعلاء كلمة الله؟
9-
ثم زاد غبطته شيئاً آخر وهو اعتبار الحرص على المنصب
عذراً في الكفر يمنع من تطبيق الأحكام على صاحبه فقال: [أما الخروج على الحاكم
الذي لا يحكم الشريعة ولا يعتقد فسادها ولا يدعو إلى الشرك والكفر ولا يأمر به
ويشجع عليه وأقل أحواله أنه ساكت تارك العاصي في معصيته والمؤمن والمسلم في مسجده
تارك هؤلاء وهؤلاء... لأسباب تعترضه لضعف عقيدته ولضعف شخصيته ولأسباب أخرى مثل
الخوف على الحكم أن يذهب من يده إلى غير ذلك من الأمور فإن هذا لا يجوز الخروج
عليه.] فلا أدري على أي شيء اعتمد غبطته في إصدار هذا الحكم, هل على التوراة؟ أو
الإنجيل؟ أو بؤس الفلسفة لكارل ماركس؟ أو على رأس المال لإنجلز؟ أو على ثورة في
الثورة لروجي دوبريه؟ أوعلى اللامنتمي لكولن ولسن؟ أو على برتوكولات حكماء صهيون؟
أو على قوانين آل سعود؟ لست أدري ولكن الذي أدريه جيداً أنه لم يعتمد لا على
القرآن ولا على السنة ولا على إجماع المسلمين ولا على أقوال الفقهاء المجتهين.
10-
وزاد السدلان على الإرجاء إرجاء عندما قال:[ الحكم
بغير ما أنزل الله على نوعين حكم استحلال واعتقاد أن الشريعة الإسلامية لا تصلح
أبدا. والنوع الثاني أن يعتقد الحاكم أن الشريعة صالحة كاملة لكن الأمر ليس إليه
ولا هو بيد فرد من أفراد الأمة فهو مثل المسلم الذي يعمل المعصية غير مستحل لها]
والذي يشبه ما سماه الله جل جلاله كفراً وأقسم الله جل جلاله أن فاعله لا يؤمن كما
مر معنا وأجمعت الأمة على كفر فاعله. الذي يعتبر هذا مثل الذي يسبل إزاره أو يأخذ
من لحيته أو يستمع للأغاني مضلل لا نصيب له من العلم ويؤخذ على يديه ولا يترك يسعى
في الأرض فساداً بعد إصلاحها وهذا مؤدى قول غلاة المرجئة الذين ذمهم العلماء إذ
أناط الحكم بالاعتقاد فقط ولم يأبه للعمل وهذا قول العلماء في الإرجاء من السلف
والخلف:
ولاتك مرجيا لعوبا بدينه ألا إنما المرجي بالدين يمزح ([3])
[1] - الشرق الأوسط الأعداد رقم 5320, 5321, في 22, 23/6/ 1993 نقلاً
عن مراجعات في فقه الواقع السياسي ص76 وما بعدها
[2] - الفتاوى العصرية ص 107
[3] - قصيدة ابن أبي داود 1/67