غضب
الليدي
رضوان محمود نموس
غضبت الليدي هيلاري وحق لها أن تغضب
والنساء نزقات يفتقرن إلى الحلم والأناة ويمتلئن بشهوة الانتقام.
غضبت لما أن فشل المجلس السوري الماسوني
بتنفيذ كل ما تلقيه إليه وبالسرعة المناسبة.
وكانت قد حملت المجلس الماسوني بدلها؛
على العقد أن يحارب الإسلام, وحرضته بغنجها على مقاومة الجهاد, وحضضته بدلعها على
تدمير الدين, وأرادت أن تقوم بدور سالومي! ولكن سالومي كانت علاقتها مع صاحب قدرة
وتمكين, أما أصحاب الليدي لا يستطيعون أن يحزموا شعرة أو يربطوا بعرة. وليس لهم في
سوريا مربط حمار, ولا جحر فار, وهم يسعون لإرضاء الليدي بالليل والنهار.
وكان فعلهم في عدم القدرة على مقاومة
المد الإسلامي ونمو الشعور الإيماني ومحاربة الإسلام, ومن وجهة نظر الليدي فعلاً
منكراً قبيحاً سمجاً فظيعاً شنيعاً مريعاً رذلاً مذموماً مستهجناً معيباً, وكيف لا
يكون كذلك وهم الذين عجزوا عن تلبية رغبة الليدي.
أين الحب الذي يدعون, والهيام الذي به يعرفون,
والوله الذي عنه يعلنون.
إن فعلهم تشمئز منه قيم الحضارة الليدية
والمعايير الأمريكية. وتستك من ذكره مسامع التقدمية, وترتعد له العلمانية
والماسونية, فبئس ما اجترحت أيديهم, فلا يكادون يأتون إلا بالعوراء.
ولما ظهر عجزهم وضعفهم, وقلة حيلتهم, وهشاشة
جأشهم, وانحلال قوتهم, أرتهم العين الحمراء, فأحدث المساكين في ثيابهم,
وسارعوا إلى حيث الاستنجاء وقد فضحهم
تقاطر الماء.
هذا ما حدا بالليدي إلى فتح مستودع
العملاء فاستخرجت منهم بضعة عشر رجلاً وامرأة, وأمرت أحد سماسرتها, وعريف من عرفاء
عبيدها في المنطقة بنفض الغبار عنهم, وتجهيزهم لعرضهم في السوق.
وسارع العريف القطري, - الذي يسعى ليكون
العريف المقدم بين عرفاء العبيد في تسويق الأفكار الماسونية الأمريكية - سارع
للتنفيذ, وانشغل وأشغل معه طاقمه أياماً في جمع العبيد السوريين, من سياسيين
وانتهازيين وصحفيين وعلماء - عفواً عملاء- وكان الجميع قد طووا أفئدتهم على صريمة حذَّآء,
ووطنوا أنفسهم على تنفيذ رغبات الليدي وعريف عبيدها في المنطقة, وألقوا على ذلك جرانهم
وأضربوا عليه الجأش.
وسارع المجلس المسكين للاعتذار عن
التقصير, واعداً بالتشمير, فوافق عريف عبيد الليدي على انضمامه لفصيلة حمير الهيكل
الجديدة, وتشكيل كتيبة لحمير هيكل من مجموع أهل البرادع الذين قبلوا وبحزم توجيهات
الليدي, وأعطوا على ذلك العهود والمواثيق وقد أقسموا بما أقسموا به على ذلك.
فالليدي قد أخذت بمجامع قلوبهم, إن بقي
لهم قلوب ودلهتهم وأخبلتهم وهيمتهم وتيمتهم وتركتهم مسبوهي الفؤاد شاردي اللب.
أحقاً
أن الليدي تنازلت ونظرت إليهم!!. وقام شاعرهم الشعبي يصيح (يا ميجنا ويا ميجنا ويا
ميجنا, لوحي بإجرك واخبطيها بصدرنا * وضحكت حجار الدار طلت صوبنا.)
ومع عدم علمي ومعرفتي بالمواصفات الفنية
والتعبوية وحجم الطلائع الثورية والقاعدة الشعبية لليدي التي ملكتهم, إلا أني أعرف
أنها عجوز شمطاء خرقاء, خانها زوجها مع مونيكا لسأمه منها, فما بالهم مفتونون وبها
كلفون, هائمون مغرمون, مولعون مستهامون,
فقلوبهم بها عميدة, اقتنصتهم حبائل فتنتها, ودوختهم بفتور أجفانها,
وأمرضتهم بسحر عيونها, فاختبلوا بصرامة منطقها ورفسها ودعسها, ومع الدعس والمعس,
فالصبابة أرقتهم, والجوى أحرقهم, وقد نما عليهم سقمهم وفضحتهم عبراتهم, وأحرقت
البلاد حرارة أنفاسهم, واستوقد الوجد ضلوعهم, وأنحل السهد أجسامهم, وبرى الشوق
عظامهم, وباتوا نجي وسواس, ورهائن بلبال, وألفة شجن, وحلفاء صبوة, وصرعى غرام,
خبلهم العشق, وأزهف عقلهم, وازدهف لبهم, وذهب بفؤادهم كل مذهب, فلا هم أحياء
فيجيبوا, ولا هم أموات فيعذروا ويدفنوا!.
وقال قائل خبيث ليس ما تراه من نوع الحب
والهيام, بل من سطوة الانتقام وخشية الدعس على الهام, فلا تكرمهم بمسح نعالها, ولا
تلقي إليهم بالها, فهم عبيد وليسوا عشاقا, وخدم لا يتقنون سوى النفاق, فانظر كيف
تسارعوا واشتوروا واجتمعوا وأتمروا وأحالوا قداح الرأي وقلبوها ظهراً لبطن, وقرروا
الإذعان والإرغان والطاعة والمواتاة, فجعلوا في يدها العنان, وكانوا أطوع من بنان,
وألقوا إليها ربقتهم, وأعلنوا أنهم درج يديها, ويأملون أن يكونوا حرفا بين شفتيها.
فاجتمع رأيهم أجمعون أبضعون أكتعون,
عملاء قدامى وجدد, ملمعين وممن يعلوهم الصدأ, بالإضافة للرصيد الاحتياطي وسكان
المستودعات, وأبلغوا سمسارها وعريف من عرفاء خدمها -لأنهم أخس من أن يحظوا
بمقابلتها - ورجوه أن يبلغ مقامها أنهم يرون الليدي هي الرائدة الناصحة, ومخالفتها
القادحة الفاضحة, فعن التفاتتها يصدرون, وعند نعالها يحضرون, فلتستبد كما تشاء,
فهم في يدها أشياء, وطاعتها أطيب الطيبات, ونعيم وجنات, فرأيها بازل وبه تمحى
النوازل, محنكة نقافة, محككة في ظرافة, برأي معاليها تستصبح البصائر, وعلى
مخالفيها تدور الدوائر .
فهش عريف الخدم وبش, ووعدهم بنقل
إذعانهم وعبوديتهم لليدي, وأن يشحذوا الهمة لمواجهة الملمة, ولا يتعلقوا بغير
حبالها, فهي محط الآمال, ويتركوا القيل والقال, ويثبوا وثبة الرجال, في محاربة
المجاهدين, وقمع المسلمين, وتصديق العهود في الإخلاص ليهود, فإن رضيت الليدي فإن أمركم
هين مع النصيرين, والمجموع لإشارتها طائعين, ولرغبتها مذعنين.
ولما انتشر الأمر وذاع, وامتلأت منه
الأسماع, وسار به الرعاع, صفق الهبل والمجانين, لاتحاد العبيد المأفونين, بقيادة
الماسوني اللعين.
ولكن قافلة الجهاد تسير على نور من هدي
ربها, وبصيرة من سنة نبيها, لا تأبه بأحفاد ابن أبي, وابن السوداء, ومسيلمة,
والأسود, وسجاح.
ولا بأمريكا وعبيدها من أبناء الماسونية
والعلمانية, والمتأسلمون الضائعون التائهون المتوسطون بين الكفر والإيمان.
تسير قافلة الجهاد موقنة بنصر ربها
وسلامة دربها تغذ السير إلى الله ليرضى {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى}
[طه: 84]
ينشد حاديها:
إلى الله نمضي لرفع اللواء *** إلى الله
نمضي ببذل الدماء
ليمضي شرع الإله الحكيم *** على الأرض
ننفذ أمر السماء
وإن يجمع الكفر أذنابه *** فلسنا نبالي
لجمع الإماء
فإن نحن متنا ففوز عظيم *** فمنح
الشهادة أسمى عطاء
فلسنا نقاتل فيها لملك *** فدنياكم لا
تساوي سقاء
نسير على منهج الأنبياء *** فنحن من
الكافرين براء
ونبرأ ممن يواليهم *** ولو كان من نسب
الأنبياء
فكل الطواغيت في عيننا *** أذل وأتفه من
خنفساء
فما بالكم في عبيد الطغاة *** فما هم
إلا هباء الهباء
0 التعليقات:
إرسال تعليق