أرواد
ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (86)
تعريف
بالماسونية التي انتسب إليها من رشحهم محمد عمارة رواداً
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن الماسونية التي دخل بها الرواد الذين
يعينهم عمارة للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت
الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على
تشويه حقائق الإسلام بالباطل, عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا
القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج
التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة
نت) 3/11/2010
الفصل الثالث
أهـداف الماسونية
في سنة1901م قالت النشرة اليهودية
(الماسونيين الأحرار الأوربيين) الصادرة في نيويورك:[ إن الماسونية الأوربية تشيد
بناء حيث يعيش إله إسرائيل إلى الأبد ]([1]) .
وفي سنة 1928قالت المجلة اليهودية
(سيمبوليسم) عدد يوليو:[ إن أعظم واجب للماسوني الأوربي هو تمجيد الجنس اليهودي
الذي حافظ على المستوى الكهنوتي للحكمة ]([2]) .
وتنص تعاليم الماسونية السرية على تقديس
الجنس والحرية التامة لنشر الإباحية فقد ذكرت الموسوعة الماسونية الصادرة في لندن
سنة 1935:[ إن أمنيتنا هي تنظيم جماعة من الناس يكونون أحراراً جنسياً نريد أن
نخلق الناس الذين لا يخجلون من أعضائهم التناسلية ففي هذه الأيام التي تسود
فيها المدنية المسيحية نجد صعوبات جمة، ولكن البداية قد رسمت فعلاً ومهما تكن
صغيرة إلا أنها ناجحة على نطاق واسع، لا بد من النصر المحقق إذا استطعنا أن
نغذي الشباب منذ سنوات أعمارهم الأولى بأسس هذه الآداب
الجديدة، على الشباب أن يدركوا منذ ولادتهم أن أعضاء التناسل مقدسة ]([3])
.
· قول صموئيل زويمر:
وقف الماسوني صموئيل زويمر يخطب
في مؤتمر القدس عام 1935م فقال:[ إن مهمتنا التي ندبتكم لها دولتنا للقيام بها
في البلاد المحمدية ليست هي إدخال المسلمين في عقيدتنا فإن هذا هداية لهم وتكريم
وإنما مهمتكم أن تخرجوا المسلم من إسلامه ليصبح مخلوقا لا صلة له بالله وبالتالي
لا صلة تربطه بالأخلاق التي تعتمد عليها الأمم في نهضتها لقد قبضنا أيها الأخوان
في هذه الحقبة من الدهر من ثلث القرن التاسع عشر إلى يومنا هذا على جميع برامج
التعليم في الممالك الإسلامية المستقلة أو التي تخضع لنفوذنا. ونشرنا في تلك
الربوع مكامن دعوتنا من دور العبادة والجمعيات والمدارس الكثيرة مما تهيمن عليه
الدول ولدى شخصيات لا تجوز الإشارة إليها الأمر الذي يرجع الفضل فيه إليكم أولاً.
إنكم أعددتم بوسائلكم جميع العقول في الممالك
الإسلامية إلى قبول السير في الطريق الذي مهدتم له كل التمهيد.
إنكم أعددتم نشأ لا يعرف الصلة بالله ولا يريد أن
يعرفها وأخرجتم
المسلم من الإسلام ولم تدخلوه في ديننا وبالتالي جاء النشء الإسلامي طبقا لما
أراده الاستعمار لا يهتم بالعظائم ويحب الراحة والكسل فإذا تعلم فللشهوات وإذا جمع
فللشهوات وإن تبوأ أسمى المراكز ففي سبيل الشهوات يجود بكل شيء فاستمروا في أداء
رسالتكم.
الماسوني
صموئيل زويمر]([4])
.
أقوال روتشيلد:(يُكتب تعريف بروتشيلد)
ويحكي وليام غاي كار في كتابه (أحجار على رقعة الشطرنج)
عن أهداف الماسونية النورانية كما كان يطلق عليها, وننقلها نحن باختصار حيث ينقل
عن زعماء الماسون أنهم يقولون:
[ 1. بدأ المتحدث كلامه بشرح أبعاد الخطة قائلاً: بما
أن أكثرية الناس تميل إلى الشر أكثر من ميلها إلى الخير فإن الوسيلة المثلى للحصول
على أطيب النتائج في الحكم هي استعمال العنف والإرهاب وليس استعمال المناقشات
العلمية الهادئة، وقد علل روتشيلد حججه.. أن (قوانين الطبيعة تقضي بأن الحق هو
القوة) .
2.ثم أكد روتشيلد أن الحرية
السياسية ليست إلا فكرة مجردة ولن تكون حقيقة واقعة.
3.وأكد روتشيلد بعد ذلك أن سلطة الذهب قد تمكنت من
انتزاع مقاليد الحكم من الحكام الأحرار -كان ذلك عام 1773- وذكّر روتشيلد مستمعيه
بأن الدين كان هو المسيطر على المجتمع ذات يوم. ثم لما استعيض عن الدين بالحرية
أضحى الناس لا يعرفون كيف يستعملون هذه الحرية.
4.وأعلن روتشيلد بعد ذلك أن الوصول إلى الهدف يبرر
استعمال أية وسيلة كانت لأن الحاكم الذي يحكم بموجب القواعد الخلقية ليس بالسياسي
الماهر ثم أضاف قائلا: (يجب على الذين يرغبون في الحكم أن يلجأوا إلى الدسائس
والخداع والتلفيق لأن الفضائل الاجتماعية الكبرى كالصدق والاستقامة ما هي إلا عيوب
كبرى في السياسة.
5.واستطرد مؤكداً (إن حقنا يكمن في قوتنا، إن كلمة حق
هي فكرة مجردة جوفاء ولا تثبت شيئا) .
6.وجَّه روتشيلد بعد ذلك للمؤتمرين التحذير التالي
(يجب أن تظل سلطتنا الناجمة عن سيطرتنا على المال خفية عن أعين الجميع حتى يأتي
اليوم الذي تصل فيه هذه السلطة إلى درجة من القوة يستحيل معها على أي قوة أخرى أن
تشكل خطرا عليها) .
7.أعلن روتشيلد بعد هذا (إن الحرية المطلقة تتحول إلى
فوضى إذا ما حصلت عليها جماهير الشعب) .
8.ونصح روتشيلد بعد ذلك باستعمال
المشروبات الكحولية والروحية والمخدرات والفساد الأخلاقي وكل أنواع الرذائل لإفساد
الشبيبة الصاعدة لدى الأمم المختلفة وأوصى أن يقوم بكل ذلك العملاء السريون
المنتشرون في أقطار الأرض ونصح روتشيلد كذلك أن يتم تدريب هؤلاء العملاء لشغل
وظائف مختلفة في المجتمع كأساتذة وكتبة ومربيين ومربيات للبيوت، كما أوصى بانتقاء
نساء ليعملن في أماكن اللهو والفجور التي يرتادها الجوييم وأضاف قائلا (أضيف إلى
هذه الفئة الأخيرة من النساء -نساء المتعة- بعض سيدات المجتمع اللواتي سيتطوعن من
تلقاء أنفسهن لمنافسة الأخريات في ميادين الفساد والترف، على أنه لا يجب أن نقف
عند أي حد في ميادين الرشوة والفساد والفضائح والخيانة ويجب أن نستغل كل شيء في
سبيل الوصول إلى الهدف النهائي) .
9.ثم التفت بعد ذلك إلى السياسة فقال (إن للمؤتمرين
الحق في اغتصاب ممتلكات أو أموال أي شخص وبدون تردد إذا كان ذلك يؤمن لهم المزيد
من السيطرة والإذلال، وأضاف: سوف نسلك في دولتنا التي سنشيدها طريق الغزو السلمي
التسللي) .
10.وانتقل روتشيلد بعد ذلك إلى الحديث عن الشعارات
التي يجب إطلاقها فقال: (ليس هناك في
العالم مكان لما يسمى بالحرية والمساواة والإخاء، ليست هناك سوى شعارات كنا أول من
أطلقها على أفواه الجماهير ليرددها هؤلاء الأغبياء كالببغاوات).
11.ثم طرح بعد ذلك على بساط
البحث نظريات متعلقة بالحروب.ولقد وضع روتشيلد عام 1773 مبدأ تبنته حكومات
بريطانيا والولايات المتحدة سياسة مشتركة لهما في العام 1939م, وأعلن أن على
جماعة المؤامرة الحاضرين أن يعملوا على إثارة الحروب دائما كما أن عليهم أن
يسيطروا ويوجهوا محادثات السلام التي تعقب الحروب بشكل يتم الاتفاق فيه على أن لا
يحصل أي من الفريقين المتنازعين على مكاسب أساسية.
12.وتطرق من ثم إلى موضوع
الإدارة المحلية فبين للحاضرين كيف أن على الجماعة أن تستعمل كل ما لديها من ثروات
لإبراز وترشيح أشخاص للمناصب العامة (ويكون هؤلاء الأشخاص من ضعف الشخصية
والخضوع بحيث يطيعون ما يصدر إليهم من الأوامر مباشرة وهكذا يمكننا استعمالهم
أحجارا على رقعة لعبتنا يديرهم رجالنا الأذكياء الذين سنعينهم
للعمل من وراء الستار كمستشارين وخبراء في الحكومات المحلية) .
13.وعالج بعد ذلك موضوع الدعاية والإعلام فقال: (سوف
نحوز بفضل امتلاكنا الصحافة على سلاح ذهبي ولا يهم كوننا لن نصل إلى السيطرة عليه
إلا بعد خوض بحار من دماء ودموع الضحايا لقد ضحينا في بعض الأحيان بالبعض من شعبنا
ولكن ضحية واحدة منا تعادل ألفا من ضحايا الجوييم) .
14.وشرح روتشيلد بعد ذلك ضرورة ظهور الشبكات والعملاء
التابعين للمؤامرة علنا على مسرح الأحداث عندما تصل ظروف الشعب إلى الدرجة الدنيا
من الانهيار وبعد أن تكون الجماهير قد استكانت بفعل الحاجة والإرهاب.
15.وشرح روتشيلد بعد ذلك كيفية افتعال الأزمات الاقتصادية
والضائقات المالية لاستعمالها حسب المخطط للوصول إلى الهدف.
16.كانت نقطة البحث التالية هي
التسلل إلى قلب الماسونية الأوربية. فذكر المتحدث أن الهدف من ذلك هو الإفادة من
تغلغل الماسونية وسريتها. وأشار أن بإمكان جماعة المؤامرة تنظيم محافل الشرق
العظمى التابعة لهم مباشرة وذلك ضمن (الماسونية الزرقاء) وتكليفها بمهمة تنظيم النشاط
التخريبي تحت ستار الأعمال الخيرية والإنسانية. وأشار إلى أن الأعضاء الذين سوف
تضعهم هذه المحافل سيعهد إليهم بنشر العقائد الإلحادية المادية بين صفوف الجوييم.
ثم أنهى دراسة هذه النقطة قائلاً (عندما يحين وقت سيدنا وسيد العالم أجمع لاستلام
السلطة فإن هذه الأيدي ذاتها ستتكفل بإزاحة كل من يقف في طريقه) .
17.وقام روتشيلد بعد ذلك بشرح قيمة أسلوب الخداع
المتواصل للجماهير فأشار إلى أن على عملاء المؤامرة أن يتقنوا استعمال الجمل
الطنانة وإطلاق الشعارات الشعبية كما أن عليهم أن يقدموا الوعود السخية للجماهير .
18.وأشار روتشلد إلى ضرورة حكم الإرهاب لأنه أوفر
الطرق تكاليفاً وأشدها فعالية
19.وانتقل البحث بعد ذلك إلى دور الدبلوماسية. وكان
الرأي هنا أنه لابد في أعقاب أية حرب من أعمال الدبلوماسية السرية. (لكي تتمكن
المنظمة من إحلال عملائها المتخذين صفة الخبراء في الحقول الاقتصادية والسياسية
والمالية في المراكز الحساسة ليتمكنوا من القيام بالأعمال التي يعهد إليهم بها دون
خوف من افتضاح أمر " القوى الخفية " التي تسير من وراء ستار الأمور
والقضايا الدولية) إن الدبلوماسية الخفية يجب أن تؤهلهم إلى درجة من السيطرة بحيث
يصبح من غير الممكن لأية أمة أن تعقد أي اتفاق أو تجري أية مفاوضات دون أن يكون
لعملائنا السريين يد في الأمر.
20.إن الهدف هو الحكومة العالمية
التي تسيطر على العالم بأسره وللوصول إلى هذا الهدف قال روتشيلد للمؤتمرين (سيكون
من الضروري إنشاء احتكارات عالمية ضخمة تدعمها ثرواتنا المتحدة بمجموعها بحيث تصل
هذه الاحتكارات إلى درجة من السلطان والهيمنة لا يمكن لأي ثروة من ثروات الجوييم
مهما عظمت إلا أن تقع تحت وطأتها مما يؤدي إلى انهيار هذه الثروات والحكومات عندما
يأتي اليوم الذي سنضرب فيه ضربتنا الكبرى.
21.الحرب الاقتصادية: وكان موضوع البحث التالي دراسة
الاستيلاء على الممتلكات العقارية والصناعات التي بحوزة الجوييم وكان المخطط كما
يلي: العمل على فرض ضرائب مرتفعة ومنافسة غير عادلة للتجار الوطنيين (وهكذا تضطر
الشركات الوطنية لرفع أسعار البضائع التي تنتجها حتى تصبح هذه الأسعار غير معقولة
فيؤدي ذلك إلى انهيار الشركات والثروات الوطنية) .
22.التسليح: وكان الاقتراح بهذا الصدد يقضي بوجوب
تسليح الجوييم تسليحا ثقيلا وعلى نطاق واسع ثم دفع المعسكرات المتنازعة للصراع
المنهك وسيكون هناك بالإضافة لهؤلاء عدد كافٍ من رجال الشرطة والجنود لحماية
مصالحنا.
23.النظام الجديد: يقوم الدكتاتور المطلق بتعيين أفراد
الحكومة العالمية.
24.أهمية الشباب: وكان من الأمور
البالغة الأهيمة أن تتم السيطرة على عنصر الشباب وكانت التوصية بأن (يقوم عملاء
المؤامرة بالتسلل إلى كل طبقات الشعب ومستويات المجتمع والحكومة بهدف خداع عقول
الشباب وإفسادها عن طريق تلقينهم النظريات الخاطئة).
25.يجب عدم المساس بالقوانين الداخلية أو الدولية بل
تركها كما هي وإساءة استعمالها وتطبيقها حتى ينتهي الأمر إلى دمار حضارة الجوييم،
ويتم ذلك عن طريق تفسير القوانين بشكل مناقض لروحها ]([5]).
تحطيم الروابط العائلية وتدمير التعليم.
وقال عبد الله التل بعد أن سرد القسم الذي يقطع به
الماسوني كل روابطه بمطلق كل إنسان كالأب والأم …: [ وعلى هذا الأساس دأبت
الماسونية على تحطيم الأسرة فجاء في تعاليمها السرية (إن الأمر الجوهري في استمالة
الناس إلى جماعتنا إنما هو إفراد الرجل عن عائلته وإفساد أخلاقه. فاجتذبوه
واسحبوه وإذا ما فصلتموه عن امرأته وأولاده وجسمتم له مشاق الواجبات الأهلية
ومصاعب العيشة البيتية رغبوا إليه العيشة الحرة وانفثوا في قلبه السأم من الديانة
ثم خاطبوه بما يحبب إليه الماسونية وادعوه إلى الانخراط في مصاف المحفل الماسوني
الأكثر قربا) .
وشجعت الماسونية الزواج المدني لتبعد الناس عن رجال
الدين الذين يباركون الرباط المقدس بين الزوجين. وأنشأ الماسون محافل مختلطة
لاجتذاب المرأة لتحريرها كما يزعمون، وما غايتهم إلا أن ينزعوا عنها الدين ويلقوا
بها في مهاوي الفساد والرذيلة.
ولقد هالني أن أجد الدكتور أحمد زكي أبو شادي ماسونياً
خطيراً ينعى على الناس عدم تشجيع النساء على الانخراط في سلك الماسونية المختلطة،
وينعى على الماسون إجراء مراسيم الزواج في الكنيسة, ويشجع على تحرير المرأة بشكل
يوحي بأنه يسعى إلى تدميرها وليس إلى تحريرها. فلنقرأ معا ما كتبه أبو شادي في
بحثه عن الماسونية حول هذا الموضوع: (فتحرير المرأة أدبيا وعقليا لهو أول أمر يجب
البدء به للوصول إلى تحرير فكر الرجل، لأن المرأة بعد الوضع تكون أول مؤدب لطفلها
تطبع في ذهنه طباعها وصفـاتها التي تبقى خالدة. وإن المرأة أسوة بالماضي والحاضر
ستكون أيضا بالمستقبل -طالما لم تحررها الماسونية أو النظريات الفلسفية- خاضعة
لسوء طالعها تحت التأثيرات الخاطئة بقدرها، ألا وهي سلطة الكاهن فتربي أولادها
وبناتها على نمط التربية التي تلقتها عن أمها... يتزوج الماسوني في الكنيسة إرضاءً
لخطيبته الخاضعة لتأثيرات الكاهن ويعمد أطفاله أولادا وبناتٍ حتى لا يعاند امرأته
أو أمها أو أمه وجميعهن في قبضة الكاهن... فكلا الفريقين من الكهنة التابعين لكافة
المذاهب ومن الماسون المنتمين لعشيرة الرجال متفق مع الآخر اتفاقا مضمرا على أن
يستمر الكاهن في عمله المؤدي إلى إذلال فكر المرأة أي مناقضة غرض الماسونية التي
تعمل لتحريرها... والمرأة والحالة هذه ليست السبب في بقاء نفسها مستعبدة الفكر،
كما أنها ليست السبب في العجز عن تحرير أفكار أطفالها بنين وبنات، بل المسؤول عن
حالة النساء التعسة هم الآباء الذين ألقوا بهن بين أيدي الكهنة وقتما كن صغارا...)
.
والماسونية لا وطن لها وتدعي
أنها إنسانية شاملة وتدعو الماسون إلى إنكار أوطانهم الأصلية واعتبارها خيالاً
باطلاً وكذباً محضاً وتدعو كذلك إلى احتقار الرايات الوطنية التي يلتف حولها
الجنود ويفتدونها بأرواحهم ويشجعون الجنود على العصيان وقتل ضباطهم.
وتتظاهر الماسونية أنها تهادن
الأديان جميعها، وفي الواقع تحارب الأديان غير اليهودية ومنذ أن ظهرت الماسونية
اصطدمت بالمسيحية لأنها كانت ألصق الديانات بها. وحين ظهرت البروتستنتية هادنتها
الماسونية وشنت حربها على الكثلكة. ومنذ ظهور الإسلام ولم يأل اليهود ثم الماسونية
اليهودية جهداً في مقاومته ودس الدسائس وبث الفتن التي تضعف من شأنه.
وفي مجال تأثير الماسونية على الدين وعلاقتها الأولية
بالمسيحية ومحاولتها إبعاد التعليم الديني وإنشاء التعليم العلماني يقول (نيشلز
هانز) في كتابه عن التعليم المقارن
: (منذ إنشاء المحفل الماسوني الأعظم في بريطانيا سنة
1717م كشفت الماسونية عن تعاونها مع الجمعيات السرية الأخرى من أجل محاربة التعليم
الديني.
وأسهمت الماسونية في تأسيس مدارس
ثانوية على أسس علمانية تهدف إلى القضاء على نفوذ الكنيسة على التعليم وسرت تعاليم
محافل الماسون البريطانية إلى جميع المحافل في أوربا من أجل تشجيع التعليم
العلماني. وكانت الخطة تعتمد على إنشاء معاهد خاصة في بادئ الأمر إلى أن تتمكن
الحكومات من فرض العلمانية على مدارسها الرسمية. وأول معهد خاص أنشئ على أسس
علمانية في بريطانيا كان في سنة 1719م وأنشأه الماسوني مارتن كلير وسرت العدوى إلى
أوربا وقامت حرب شعواء بين دعاة العلمانية وأغلبهم من الماسون وبين الكنيسة التي
كانت تسعى إلى المحافظة على نفوذها في المدارس والجامعات. ونجح الماسون في زعزعة
سلطان الكنيسة في فرنسا منذ أوساط القرن الثامن عشر، حيث استطاع مونتسكيو
ولاشالوتي متأثرين بماسون بريطانيا أن يهاجموا بصراحة سلطة الكنيسة على التعليم
وإبداله بالتعليم العلماني حسب مناهج دراسية لا تخضع لسلطان الدين. ولاشالوتي هذا
كان من كبار رجال الدولة وتبعه رئيس برلمان باريس (رولاند) الذي قدم للبرلمان
نظاما قوميا للتربية يفصل بين التعليم والكنيسة والاثنان ماسونيان. وأدرك البابوات
خطر الماسونية وخططها لهدم الدين بإقصائه عن التعليم، فصدرت أول نشرة بابوية ضد
الماسونية سنة 1738م وصدر مثلها سنة 1740م وسنة 1751م وتقبل الماسون الحرب
البابوية بصدر رحب. لأنهم كانوا واثقين من سيطرتهم على أغلب حكومات أوربا
العلمانية وأن الوزراء الماسون ينتشرون في جميع حكومات أوربا. وأول صدى للحرب بين
الماسون والكنيسة كان في البرتغال سنة 1759م يوم اضطهد الوزير الماسوني بومبال
جمعية المسيح وقضى عليها بشراسة وصادر أملاكها وأنشأ بدلا منها كلية علمانية وتبعه زميله الماسوني
(دك دي شويسل) في فرنسا الذي حل الجمعية سنة 1764م وكذلك فعل رئيس وزراء أسبانيا
الماسوني كونت دي أرنادا سنة 1767م وتبعهم كذلك الوزير الألماني (دي تيلوز)
والأمير الألماني (كانيتس) وكلاهما ماسونيان ونتيجة لضغط الماسون في مختلف
الحكومات الأوربية اضطر البابا إلى إصدار نشرة يحل بموجبها جمعية المسيح ويسمح
بمصادرة أملاكها للمدارس والمعاهد العلمانية وذلك سنة 1773 م وتأثرت المستعمرات
الأمريكية بحركة الماسونية العلمانية في أوائل القرن الثامن عشر وحين جاء فرانكلين
سفيرا للولايات المتحدة في فرنسا سعى إلى توحيد محافل الماسون في محفل واحد عظيم
يضم صفوة القوم والمفكرين. وتأسس محفل باريس سنة 1780م ليضم الصفوة المختارة من
أمثال (فولتير كوندورست) و (ساييس) و (روم) و (كاميلا ديسوموليس) و (دونلون) و
(بيشن) و (بريسوت) .
واعتبر محفل باريس هذا قدوة
لجميع المحافل في أوربا وأمريكا وكان هدفه الأول فصل الدين عن التعليم ونشر
العلمانية. وتبادل حكام أوربا وأمريكا وقادة القارتين النصح والتوجيه من أجل تحقيق
أهداف الماسونية في خلق أنظمة التعليم الحديثة (العلمانية) .
وفي ألمانيا ناصر كل من هنريخ
وبستولوزي وفروبل سياسة التعليم العلماني وكانوا من الماسون. وفي القرن التاسع عشر
كان الألماني كروز نبيا للماسونية ومحافلها في ألمانيا وأسبانيا وكان يدعو إلى
العلمانية كذلك وتلك الدعوة العلمانية التي حملت الماسونية لواءها تبدو في ظاهرها
بريئة تقدمية مع أنها في الواقع دعوة يهودية تهدف إلى القضاء على الأديان لحساب
الدين اليهودي وترمي إلى تفكيك المجتمع وإثارة الفوضى الاجتماعية ([6]). وحين اشتد ساعد الماسون في القرن التاسع عشر وأوائل
القرن العشرين لم يخفوا أغراضهم في محاربة الأديان فصدرت تصريحات عديدة من محافلهم
وفلاسفتهم وكتابهم تكشف القناع عن الحقد الماسوني على الأديان ومنها:
[1]
- خطر اليهودية العالمية على الإسلام والمسيحية, (ص / 148).
[2]
- المصدرالسابق, (ص / 149).
[3]
- المصدرالسابق, (ص / 150).
[6]- إن هذا المسلك يوضح
لنا إصرار رفاعة الطهطاوي على نقل الطرق الفرنسية إلى التعليم في مصر, ثم علمنته
على يده وأيدي تلاميذه, كما يوضح ويلقي الضوء على طبيعة مهمة سعد زغلول وعبد
الرزاق السنهوي وأحمد لطفي السيد ومحمد حسين هيكل وطه حسين, وهؤلاء جميعا تسنَّموا
وزارة المعارف في مصر فخرجوا هذه الأجيال, وهم الذين عملوا على ما أسموه تطوير
الأزهر وتطوير التعليم فيه ثم علمنته !! نعم اتضح أنها أوامر ماسونية وليست ابتكارات.
0 التعليقات:
إرسال تعليق