أرواد
ومجتهدون أم فسقة وضالون؟! (84)
تعريف
بالماسونية التي انتسب إليها من رشحهم محمد عمارة رواداً
رضوان محمود نموس
نتكلم في هذه الحلقة عن الماسونية التي دخل بها الرواد الذين
يعينهم عمارة للصحوة الإسلامية بل والأمة ويقدم هؤلاء على أنهم هم الرواد في الوقت
الذي يحاول إهالة النسيان والجحود على جهود العلماء والرواد الحقيقيين ويصر على
تشويه حقائق الإسلام بالباطل. عمارة هذا الذي وصفه القرضاوي:[بأنه أحد مجددي هذا
القرن وأحد الذين هيأهم الله لنصرة الدين الإسلامي من خلال إجادته استخدام منهج
التجديد والوسطية.] حسب ما نشر موقع الجزيرة وغيره من المواقع المصدر: (الجزيرة
نت) 3/11/2010
· درجات
الماسونية:
للماسونية ثلاث مراحل وكل مرحلة درجات.
[ الفرقة الأولى: هي الماسونية الرمزية
العامة ذات الدرجة (33) وهي الشائعة في جميع الأقطار وسميت عامة لأنها للناس كافة
على اختلاف أديانهم ولها عدة درجات أعلاها الدرجة 33 ويسمى حاملها (أستاذ أعظم) .
الفرقة الثانية: هي الماسونية الملوكية
(العقد الملوكي) وهي متممة للفرقة الأولى ويقبل فيها الأساتذة الأعاظم الحائزين
على الدرجة 33 ممن أدّوا خدمات جلّية لتحقيق أهداف الماسونية لكن لا يجوز لهؤلاء
أن يتعدّوا المرتبة الأولى وهي مرتبة الرفيق إذا كانوا من غير اليهود.
الفرقة الثالثة: الماسونية الكونية وهذه
لا يعرف رئيسها ولا مقرها أحد سوى أعضائها من رؤساء محافل العقد الملوكي وكلهم
يهود من بني يهوذا ولهذه الماسونية محفل واحد لا يتعدد وهذه الفرقة تصدر تعليماتها
إلى محافل العقد الملوكي وعن طريق هؤلاء تصل الأوامر إلى محافل الماسونية.
وقد احتفل في فلسطين المحتلة بوضع الحجر
الأساسي لأكبر محفل ماسوني في العالم وقد تحدث في هذه المناسبة الحاخام الإسرائيلي
فقال بالحرف: (أيها الأخوة الماسون من كل بلاد العالم نحتفل اليوم بوضع الحجر
الأساس لأكبر محفل ماسوني في العالم وسيضيء الطريق أمام الماسونية لتحقيق أهدافها
إننا جميعاً نعمل من أجل هدف واحد وهو العودة بكل الشعوب إلى أول دين محترم أنزله
الله على هذه الأرض وما عدا ذلك فهو أديان باطلة أديان أوجدت الفرقة بين أهل البلد
الواحد وبين أي شعب وآخر ونتيجة لمجهوداتكم سيأتي يوم يتحطم فيه الدين المسيحي
والدين الإسلامي ويتخلص المسلمون والمسيحيون من معتقداتهم الباطلة المتعفنة ويصل
جميع البشر إلى نور الحق والحقيقة، أيها الأخوة الماسون: فلتجعلوا من هذا المحفل
قبلة لمحافلكم قبلة تتجهون في صلواتكم إليها إذا أردتم الخير لهذا العالم وإذا
أردتم الخير لأنفسكم ]([1]).
وفي التكريس للمرحلة الأولى يأخذ
رموز الدرجة الأولى وهي:
1- اللمسة:
وذلك بأن يضغط العضو بإبهامه على عقدة الإصبع الشاهد عند المصافحة ثلاث مرات.
2- الإشارة:
وذلك أن يمد يده اليسرى أمام عنقه من اليمين إلى اليسار وكأنه يحاول ذبح نفسه.
3- العبور:
كلمة بوعز، ويجب أن يتناوبها الاثنان بالتهجئة حرفاً بعد حرف ثم ينطقانها معاً.
4- العمر:
ثلاث سنوات " العمر الرمزي لكل درجة يدل على الدرجة ذاتها ".
5- الخطوات:
ثلاثاً، وتخطى بشكل خاص.
6- الطَّرقات:
ثلاث طَرقات....
ومما يجدر ذكره أن لكل درجة من درجات
الماسونية الرمزية الثلاث والثلاثين أسراراً خاصة بها, تختلف فيها اللمسات
والإشارات وكلمات العبور والأعمار والخطوات والطرقات..ضماناً للسرية التامة. وبقصد
إلهاء وإغراق الأعضاء في ترهات زائفة ترضي غرورهم, وتروضهم على طاعة أسيادهم من
أبناء يهوذا الكرام! فينفذون ما يأمرونهم به بلا قيد ولا شرط بدون مناقشة, وبدون
النظر إلى العواقب الوخيمة المترتبة على أعمالهم، ويلاحظ أنه كلما ترقى العضو في
سلم الماسونية الرمزية كلما أعطي حقنات توراتية تلمودية جديدة تقرِّبه من التهوّد,
وتروضه على أن يحترم التوراة ويقسم عليها في نهاية المطاف مهما كان دينه أو مذهبه,
ومن ثم يتعهد بدوره للعمل على بناء الهيكل, وقيام دولة إسرائيل وحمايتها بعد
قيامها مهما كانت جنسيته أو دينه.
إن الترقي من درجة إلى أخرى تختلف باختلاف
مركز الطالب ورصيده من الاستغلال الذي قدمه للعشيرة الماسونية، وما يتوقع منه أن
يقدم فيما لو ترقى إلى درجة أعلى. والترقي لا يخضع لضوابط معينة وإنما هو بيد
الرئيس يمنحه من يشاء ويمنعه عمن يشاء.. فقد يترقى عضو حديث ويبقى عضو قديم يراوح مكانه
عدة سنوات, وقد لا يبرح درجته هذه طيلة مكثه في العشيرة, إما لأنه لم يقدم لها ما
يستحق الذكر, أو لأنه مشكوك في إخلاصه وولائه لعشيرته.
وحين يترقى العضو إلى درجة جديدة يأتي في
الوقت المعين، فيستقبله المرشد الأول خارج المحفل ويلقنه أسرار الدرجة الجديدة,
ويدخله بحسب نظام الدرجة القديمة التي يعرفها، ويعرف نظامها, وعندئذ يأمر الرئيس
أعضاء الدرجة القدامى بالانصراف كي لا يطلعوا على أسرار درجة لم يبلغوها بعد. ولا
يتسع المجال هنا لذكر أسرار كل درجة من الدرجات الثلاث والثلاثين، إلا أنه لا بد
من ذكر بعض الملاحظات الهامة على بعضها ليتبين القارئ إلى أي حدٍّ أغرقت الماسونية
أعضاءها في ترهات التوراة والتلمود وفي أهداف اليهودية الحاقدة.. فكلمة عبور
الدرجة الثانية جكين.
- وفي تكريس الدرجة الثالثة يقف العضو بين
العمودين مسبلاً يده اليسرى محاولاً أن يشطر جسمه بيده اليمنى بينما يحيط الرئيس
والمنبهان به وبأيديهم مطارق وذلك كي يمثلوا جميعاً مقتل حيرام أبيف، وهو يرفض أن يبوح
بسر الهيكل، عندما أحاط به قتلته الثلاثة يهددونه بالموت، وبعد حركات صبيانية
ومناحة مفتعلة يذوق العضو فيها مرارة الدفن ([2]) ، تكشف له أسرار
هذه الدرجة. لقد زعموا أنهم وجدوا جثة حيرام ممزقة فستروا وجوههم بأيديهم, وزعموا
أنهم وجدوا الرأس محطماً فلطموا جباههم, وزعموا أنهم حاولوا رفعه بقبضة الأسد
فنادوا ماك بناك، وماك بناك هي كلمة سر هذه الدرجة، أما كلمة مرورها فهي طوبى
لقيان.
- وفي
الدرجة الثامنة عشرة وهي درجة فارس حكيم أو درجة الصليب الوردي([3])
يتوارى القرآن والإنجيل, وتتكرر كلمة نيكام أي انتقام.. الانتقام ممن؟ من
جميع شعوب الأرض الذين تسببوا في شتات اليهود وخراب الهيكل، على حدِّ تقدير
اليهود، ولو أن تفسيرهم لذلك هو الانتقام من أعداء الإنسانية. ويركز في هذه الدرجة
على عبارة: لا يقاتل الماسوني ماسونياً آخر. وعند تكريس الفارس الحكيم لهذه
الدرجة، يردد الحضور معاً: انتصرنا على الظلم
ويقسم هذا الفارس على التوراة، أو على الفرجار والمنقلة، أو على السيف،
بحسب واقع الحال.
- أما الدرجة الثلاثون وهي درجة فارس
قدوش، فإن كلمة السر فيها أدوناي, وفي هذه الدرجة يصفق الأعضاء أربعاً، ويعني ذلك
صلحاً دائماً: صلح من؟ صلح العالم، انتصار اليهود على العالم وحكمه حكماً
دكتاتورياً بملك من نسل داود, ولو أن تفسيرهم لذلك هو إحلال السلام العالمي
وانتفاء الحروب، وأثناء التكريس لهذه الدرجة تكون على منصة الرئيس ثلاث جماجم تشير
إلى الانتقام من رجال الدين والسياسة والعلم المتمثلة بجماجم البابا كليرنس
الخامس، وفيليب الجميل ملك فرنسا، والمستشار الفرنسي فلهم فون نوغازي الذين ضربوا
جمعية الهيكل اليهودية, وشتتوا أعضاءها سنة 1703م.
- وفي الدرجة الحادية والثلاثين وهي درجة
الفارس الأعلى يعرف العضو أسماء الأسباط الإثنى عشر ويقسم على الولاء لهم.
- وأما الدرجة الثالثة والثلاثون وهي درجة
الأستاذ الأعظم حيث يبلغ العضو قمة الهرم الرمزي، فإن الإشارة هيلا سلاسي([4]), وكلمة السر
أبيف, وكلمة التعارف دموي, وكلمة المرور أدوناي نيكام,والكلمة المقدسة بيكابيكا
بيلم أدوناي، والطرقات إحدى عشر طرقة. وفي هذه الدرجة يلبس الأساتذة العظام عند
التكريس جلابيب سوداء تشبه جلابيب الحاخامين تماماً, وبعد أن يقسم الأستاذ الأعظم
قسم هذه الدرجة، يحدث بينه وبين الرئيس الذي كرسه الحوار التالي:
الرئيس: على ماذا أقسمت؟
العضو: على التوراة.
الرئيس: هل علمت بكتاب سواه؟
العضو: نعم هناك إنجيل وقرآن لشرذمة خارجة
عن الإيمان والبشرية.
الرئيس: هل تؤمن بهما؟
العضو: أؤمن بالتوراة فقط، الكتاب الصحيح الذي أنزل
على موسى أما المسيح ومحمد فعدوان لدودان لعقيدتنا.
الرئيس ما رأيك بالمسيحية والإسلام؟
العضو: المسيحي أخذ
تعاليمه من التوراة، والمسلم أخذ تعاليمه من التوراة والإنجيل معاً.
الرئيس: أيهما أفضل، الأصل أم
الفرع؟
العضو: الأصل أفضل ولا شك (ويبرز في
الهيكل أثناء التكريس لهذه الدرجة تمثالان أحدهما لموسى والآخر لهارون حيث يوقف
الرئيس العضو بينهما ويسأله) .
الرئيس: من هذا؟
العضو: هذا موسى.
الرئيس: ومن هذا؟
العضو: هذا هارون.
الرئيس: هل تؤمن بسواهما؟
العضو: كلا.
الرئيس: إذن عليك أن تلعن سواهما.
العضو: (يلعن العضو المسيح ومحمداً) .
وأقبل قدمي موسى وهارون.
الرئيس: من ربك؟
العضو: رب موسى وهارون رب إسرائيل
والمؤيدين لإسرائيل (وهنا يقبل الرئيس العضو فيقبل العضو يديه، ومن ثم يقلده وشاح
هذه الدرجة وعليه أسماء الأسباط الإثني عشر ويعطيه شهادة هذا نصها:
لمجد مبدع الكون الأعظم..
المحفل الأكبر..
المجلس السامي..
نحن الآمر الأعظم للمحفل.. نصادق على الأخ
الفائق الاحترام قد انتظم قانونياً في درجات الأستاذ السري، الأستاذ الكامل، أمين
السر الصادق، القاضي العادل، ناظر العمارة، الأستاذ المنتخب من 19، الفارس الجليل،
الأستاذ المهندس، القنطرة الملوكية، المنتخب للقبة المقدسة الأعظم، فارس الشرق،
وصاحب الحسام، أمير بيت المقدس، فارس الشرق والغرب، فارس الصليب الوردي، الفارس
البروسياني، محترم المحافل النظامية، الحبر الأعظم، الفارس الملوكي، رئيس المعبد،
أمير المعبد، فارس الثعبان النحاسي الأصفر، الإيكوسي الأعظم، القائد الأعظم للهيكل
المقدس، فارس الشمس، الفارس العارف، المفتش الفاحص، أمير السر الملوكي، الآمر
الحاكم، المفتش العام الأعظم. وقد سجل اسمه في السجل العام تحت رقم... ولذلك فإننا
نوصي به جميع الأخوان الأعاظم ونطلب منهم الاعتراف به واستقباله بصفة رسمية الحاكم
الآمر المفتش العام الأعظم 33 الخازن العام الأعظم الآمر الأعظم أمين السر الأعظم)
.
تعتبر الماسونية
الدرجة الأولى في الماسونية الرمزية درجة الحجر الغشيم, كما أنها تعتبر الدرجة
الثانية درجة الحجر المصقول, أما الدرجة الثالثة فإنها درجة الحجر المتين، وتعتبر
الدرجات من 18 إلى 33 درجات حجر الزاوية, كما تعتبر جميع الدرجات من 1 إلى 33
درجات العميان الصغار، ودرجات الماسونية الملوكية درجات العميان الكبار.
أما المفتحون الذين يَرون ولا يُرون فإنهم
رجال الماسون الكونيون أعضاء المحفل الأكبر للشروق الماسونية بمجلسهم الأعلى
المكون من 33 عضواً ومجلسه التنفيذي المكون من 13 عضواً الذين يحركون جميع ماسون
العالم كما يحرك الحاوي دماه من وراء ستار، والذين يضعون الخطط ويوجهون الأحداث !!
وحين يصل العضو إلى درجة أستاذ أعظم، فإنه
يقفز منها بأمر القطب الأعظم، إلى درجة 99، وهي درجة منفيس وبذلك يكون مرشحاً
للماسونية الملوكية إذا ما تهود فعلاً أو أصبح في حكم المتهود قولاً وعملاً.
ومما هو جدير بالذكر أن العضو في
الماسونية الرمزية يكرس في الدرجات الثلاث الأولى فقط، أما في الدرجات التي تتلوها
حتى درجة 18 فإنه يلقن الأسرار تلقيناً بدون حفلات تكريس, وعند تكريسه في الدرجة
18 يقفز رأساً إلى درجة 30, وبذلك تكون الدرجات من 19 -29 بالتلقين أيضاً، أما
الدرجات 30، 31، 32، 33، فإن العضو يكرس فيها تكريس من يتهيأ لدخول الامتحان وهكذا
فإن الدرجات التي يكرس فيها العضو تكريساً
رسمياً هي الدرجات (1، 2، 3، 18، 30، 31، 32، 33) أما الدرجات الأخرى فينال
أسرارها بالتلقين فقط.
وفي الدرجات الأربع العليا من 30 -33 يوقع
العضو على ورقتين بيضاوين، ويهدده الرئيس بأن لهم الحق بكتابة أي شيء يدينه فيهما،
إذا ما أفشى العضو الأسرار التي ائتمنوه عليها، وفي هذه الدرجات تظهر بعض أسماء من
خدموا من اليهود، وبخاصة من الفرس، كأحشويروش، وكورش، وداريوس.. ]([5]).
· تكريس العضو الملوكي: ([6]).
والعقد الملوكي درجة يمنحها للمرشح ثلاثة
رؤساء، يرمز لهم بالحرف ز، ي، ح وهي الأحرف الأولى لأسماء: زرو بابل أمير المنفى
الثاني([7])
الذي عاد باليهود من السبي البابلي إلى فلسطين سنة 539 ق.م، ويوشع قائد جيش
موسى الذي دخل بهم فلسطين بعد خروجهم من مصر، وحجي أحد أنبيائهم، الذي كثيراً ما
تقرن التوراة اسمه ببناء الهيكل وقيام مملكة داود.
والعقد الملوكي كان في السابق مقصوراً على
اليهود أنفسهم إلا أنه رئي مؤخراً ذراً للرماد في العيون وحتى يستفيد اليهود من
عملائهم من الأغيار ضم إليه بعض الشخصيات الهامة ممن قدموا أو يستطيعون أن يقدموا
لهم خدمات جليّة.
وعند تكريس العضو للعقد الملوكي يرفع في
الهيكل أعلام الأسباط الاثني عشر وتكون أسماء هؤلاء الأسباط مكتوبة على الأوشحة
التي يتقلدها من حضروا التكريس مكتوبة بالعبرية ومرتبة طبقاً لترتيب التوراة
لعشائر بني إسرائيل كما رتبها موسى حول خيمة العهد في سيناء لحماية تابوت العهد
ولوحي الشهادة، كما تزعم التوراة. من الطراز الذي يستخدمه اليهود في كنائسهم أثناء
العبادة وفي الأعياد والمناسبات العامة.
يدخل الطالب لتكريسه معصوب العينين حافي
القدمين مكشوف الذراعين والصدر والركبتين مشدوداً إلى حبل في عنقه وكأنه قد عاد
حجراً غشيماً معدّاً للتكريس إلى الدرجة الرمزية الأولى.. وبعد الطواف المعلوم
ثلاثاً كما في الدرجة الرمزية الأولى يمسح الرئيس رأسه بالزيت وبعده يجثو العضو
أمام الرئيس على ركبتيه كما جثا في الدرجة الأولى حتى يقسم قسم العقد الملوكي الذي
كانت تزعم الماسونية لعميانه الرمزيين أنه قد ضاع بموت حيرام أبيف([8]) وبعد ذلك يلقي
الرئيس على مسامع العضو وصايا مقرونة بالتهديد بالموت إذا ما قصر العضو أو تردد في
تنفيذ ما يؤمر به، بدون مناقشة أو اعتراض. وبعد أن يقبل العضو العهد القديم أيضاً
ترفع العصابة عن عينيه فيتلو المقطع الأول من سفر التكوين ثم ينزل قبراً مظلماً
حبواً على كفيه وركبتيه ويخرج بعد ذلك منه حاملاً العهد القديم ليتلو منه مقاطع
معلومة من أسفار الأمثال والعدد و زكريا. عندها يباركه الرئيس المرموز له بالحرف
(ز) بالقمح والزيت والخمر والملح فيحيط به بعد ذلك الرؤساء الثلاثة وكبار الأعضاء
على شكل دائرة كدائرة الأسباط وبذلك يكون قد فاز بأسرار درجة العقد الملوكي هذه
فيجثو على ركبتيه أمام هيكل سليمان وبيده ورقة أجوبة مكتوبة، يجيب منها على أسئلة
الرئيس([9])
.
الرئيس أيها الأجانب: قد بلغنا أنكم
ترغبون مشاركتنا.. فمن أين جئتم؟
العضو: جئنا من بابل.
الرئيس: وماذا تريدون؟
العضو: لما سمعنا بأنكم عازمون على بناء
هيكل أورشليم ثانية، لإله بني إسرائيل أتينا نسألكم قبول مساعدتنا لكم في هذا
المشروع الجليل([10]) .
الرئيس: يلزمنا قبل أن ننظر في التماسكم
هذا أن نخبركم بأنه لا يمكن لأجنبي أن يشتغل في هذا العمل المقدس.. ولذلك يلزم أن
نعرف من أنتم.
العضو: نحن إخوة من قبائلكم
وعشائركم.
الرئيس: هل أنتم من أولئك الجبناء الذين
فروا حينما كان الهيكل والمدينة المقدسة تحت الحصار أو من الذين تركهم حراس بابل
لحراثة الأرض؟
العضو: حاشا أن نكون من أولئك الجبناء
الفارين، أو ممن تركهم حراس بابل لحراثة الأرض، إنما نحن فئة من ذوي الشرف، من ذوي
الحسب والنسب.. من سلالة الأحبار والملوك، ومن أبناء إبراهيم وإسحاق ويعقوب.. نحن
أيها الأفاضل من نسل يهوذا وحكامه، الذين لأجل خطاياهم وآثام الشعب قد سيقوا مع
ملكهم يهوباكيم إلى الأسر على يد نبوزردان، قائد جيش بختنصر الكلداني ملك بابل حيث
مكثوا هناك سبعين سنة([11]) لقد أنبأنا
إرميا النبي أننا بعد ذلك سنعطى ممالك الأرض وأمرنا أن نبني بيتنا في أورشليم، بيت
إله بني إسرائيل([12])، ولعلمنا بصدق
هذا الموعد أتينا نقدم مساعدتنا في ذلك المشروع الحميد، طالبين السماح لنا بالإقامة
في أرض وطننا، الذي أنبئنا بأننا سنسكن فيه في هدوء وسكينة، أبد الآبدين.
الرئيس: بماذا أمرك الرئيس الأول
زرو بابل؟
العضو: أمرني أن أنحدر في العقد الملوكي
وأن أصغي إلى قسم من كتاب النبي حجي وأن أتذكره دائماً.
الرئيس: أرجوك اذكره لي.
(يبدأ العضو بقراءة الفصل الثاني من سفر حجي من
القسم 1-9، كما هو مذكور في التوراة حتى يصل إلى: هكذا قال رب الجنود، فإني عما
قليل سأزلزل السماء والأرض والبحر واليبس، وأزلزل جميع الأمم، وأملأ هذا البيت
مجداً. قال رب الجنود: لي الفضة، ولي الذهب.
الرئيس: لماذا استحسن رفقاء العقد
الملوكي أن يستعملوا السيف والمحارة؟
العضو: استحسنوا ذلك تذكاراً لشجاعة
الأحرار حين كانوا يشتغلون في إعادة بناء الهيكل الثاني، والمحارات في أيديهم
والسيوف على جوانبهم، ليكونوا دوماً على استعداد للدفاع عن المدينة والمعبد
المقدس، إذا هاجمهم الأعداء، فتركوا بذلك لنا درساً لا يزال تأثيره في قلوبنا، على
مدى الدهور والعصور.
(وبعد ذلك يتلو العضو المزمور 131 من مزامير
داود وهذا نصه) :
فرحت بالقائلين إلى بيت الرب تنطلق لقد
وقفت أقدامنا في باب أورشليم المبنية كمدينة ملتئمة ذات أسماء إلى هناك صعدت
الأسباط، أسباط الرب، على حسب شهادته لإسرائيل لكي يعترفوا لاسم الرب، هناك نصبت
عروش للحكم عروش إله داوود. اسألوا السلام لأورشليم ليصعد الذين يحبونك ليكن
السلام في أسوارك والسعادة في حضورك، لأجل بيت الرب إلهنا([13]) .
الرئيس: لماذا كنت
بغير نعال عند الدخول لغرفة العقد الملوكي التي ترمز لهيكل سليمان؟
العضو: رمزاً إلى أمر الله الذي
أمر به موسى ويوشع من بعده.
الرئيس: لماذا عدد الطرقات أربعاً
في هذه الدرجة؟
العضو: لما كان العقد الملوكي أسمى
الدرجات الماسونية وقممها، فالعدد أربعة هو أكثر الأعداد موافقة له: المبتدئ،
الشغال، الأستاذ، والرفيق.
(يقدم العضو وساماً يمثل خاتم سليمان)
الرئيس: يا إلهنا،
إله بني إسرائيل، الحظ بعنايتك هذا البيت الذي سيخصص لعبادتك.
ثم يختم الرئيس
الجلسة بترديد كلمة: الأمانة ثلاثاً، فيرددها الأعضاء معه على التوالي
معاً.
والماسونية الملوكية هي قلب الماسونية
وزبدتها وما الماسونية الرمزية إلا استعداد لها، لأن أعضاءها هم الذين يوجهون
الأحداث الكبرى في العالم، ويتحكمون في مصائره.. فمنهم ملوك ورؤساء جمهوريات،
وأمراء ووزراء ورؤساء أحزاب وزعماء وكبار علماء وأدباء وفنانون.. الخ.
ومما يزيد في خطرها أنها حلقة الوصل
الوحيدة بين المحفل الماسوني الكوني وبين جميع المحافل الرمزية، هذا ولا يسمح
لرئيس أي محفل ماسوني مهما بلغ حجمه ومنزلته بافتتاح الجلسة إلا بعد أن يتأكد من
الحارس الداخلي بأن الباب محكم الإغلاق وأن الأعضاء في حصن حصين وبعد أن يتأكد من
المنبهين بأن جميع الأعضاء الحاضرين هم من البنائين الأحرار وليس فيهم دخيل.
والماسون يفتتحون كل
جلسة من جلساتهم بطنين ورنين وجلبة لإضفاء صفة الأهمية على ما يقومون به من سخافات
وما يرددون من ألفاظ مبهمة وعبارات مفرغة من معانيها. حتى إذا ما أوشكت الجلسة على
الانتهاء قال الرئيس عادة: أيها الأخوان إن النور الذي ينير علينا يجب أن ينير
العالم كله فلنضع نصب أعيننا عظمة واجباتنا التي أخذنا على عاتقنا أن نقوم بها. ثم
يردد: الإخلاص رائدنا والله يجمعنا.. فيردد الحضور وراءه ما قال.
وعند اختتام الجلسة يقول الرئيس: فلننصرف
بأمان محافظين على الكتمان، مجتنبين الخيانة معتصمين بالله. وقبيل الخروج يردد
الجميع معاً: الأمانة الأمانة الأمانة ثلاثاً.
فما هي الأمانة التي
يرددها الماسون كثيراً في محافلهم؟ وما هي الأسرار التي يقسمون على صيانتها، وإلا تعرضوا للقتل
والفضيحة؟
إنها أمانة العمل لبناء الهيكل وقيام
إسرائيل وصيانتها والعمل على مجد أبناء يهوذا.. وإنها أسرار حكماء صهيون حتى لا
يفتضح أمر أبناء صهيون فيضطهدوا ويلاحقوا.
- ألا يقسم العضو في تكريسه لدرجة 18،
درجة الفارس الحكيم (درجة الصليب الوردي) على التوراة -بعد أن يتوارى القرآن
والإنجيل في هذه الدرجة- هذا القسم: (أقسم بمهندس الكون الأعظم بأن أقطع الروابط
والصلات التي تشدني للأقارب وقادة الدين والدنيا وكل من حلفت له بالطاعة سابقاً
حتى أرتبط أولاً وأخيراً وبدون قيد أو شرط بإخواني الماسون وأدافع عنهم ولا
أقاتلهم حتى لو قاتلوني وأتوا منكراً)
- ألا يقسم العضو
سفير المودة قبل أن يحمل أوراق اعتماده لمقابلة كبار المسؤولين الماسون في البلاد
التي بعث إليها هذا القسم: (أقسم وأتعهد وأنا أضع يدي على التوراة المقدسة التي
آمنت بها الكتاب الأول والأخير الذي لا قبله ولا بعده كتاب وأقسم بجلال النور الذي
تجلى على جبل الطور وسطع في وجه موسى وهارون أن أقوم بجميع المهمات التي وكلت إلي
وأعمل حتى آخر نفس من عمري وأبذل آخر قطرة من دمي في سبيل بناء دولة موسى الكبرى
التي ستنشر نور الأقداس على العالم وأن أعمل على الانتقام من أعداء أمتنا أمة
صهيون المقدسة وأن أعمل من أجل هدم جميع العقائد الأخرى التي فرضها الغاصبون على
الأمم وأن أتحدى بهذا السيف كل غزاة أجدادي المقدسين) ؟!
فهل مثل هذا الكلام
يحتاج إلى تفسير أو تعليق لنتبين أن من تحللوا من أسرهم وأممهم، ومن تحرروا من
عقائدهم ووعودهم وعهودهم من الأغيار قد أصبحوا يهودا مغرقين في يهوديتهم أكثر من
اليهود أنفسهم في الضلال والتضليل. ومما يزيد عجبنا عجباً أن مثل هؤلاء يتسنمون
أعلى المناصب والرتب على المستويين المحلي والعالمي وأن فيهم من يشار إليه بالبنان
أين ما حل وارتحل وبيدهم لا بيد غيرهم إصدار أخطر القرارات ومنها قضايا السلم
والحرب. ثم يطلب من الشعب أن يلبي ويخضع ويطيع وإلا فالويل له إذا تمرد أو عصى
([14])
.
[1]-
حكومة العالم الخفية / شيريب سبير يدو فيتش, (ص / 12-13).
[2] - يوضع العضو في
تابوت ثم يوضع التابوت في حفرة في الغرفة السوداء ويبقى على هذه الحالة عدة ساعات
يروض فيها نفسياً على قبول ما سيطلب منه.
[3] - حيث يوضع الصليب على الوشاح الوردي الذي يتقبله العضو ذراً للرماد في
العيون وتغطية لاختفاء القرآن والإنجيل. وحامل هذا الوشاح يحق له أن يصبح رئيس
محفل رمزي.
[4]
- يلقب الماسون هيلا سلاسي بأسد يهوذا, ويزعمون أنه من نسل سليمان وبلقيس, وقد
أفردت له الماسونية منزلة خاصة فأوجبت على السفراء الماسون فائقي الاحترام زيارته
في عاصمته أديس أبابا والتنعم ببركاته. ولهذا فإنهم يعدون أديس أبابا عاصمة
الماسون الثالثة في العالم بعد ايكوسيا بإسكتلاندا وبيرن بسويسرا.
[6]-
حقيقة الماسونية محمد على الزعبي ص/ 46 –48.(والنقل من كتاب القوى الخفية لليهودية العالمية الماسونية، ص/
40 وما بعدها) .والهوامش في هذا المبحث من القوى الخفية.
[7]- لليهود ثلاثة أمراء منفى: موسى عاد بهم من مصر، وزرو
بابل عاد بهم من بابل، وهيرتزل عاد بهم من كل مكان.
[8]
- هذه الرموز قد وضعها حيرام أبيود(أي حيرام آبي)
والإمبراطور هيرادوس اكريبا عند إنشائهما القوة الخفية سنة 37م. وللتضليل
زعمت الماسونية لأعضائها الرمزيين بأن الأسرار التي كانوا يلقنونها هي من وضع
الملك سليمان وضعها لتحل محل الأسرار التي ضاعت بمقتل حيرام أبيف(أي حيرام
الصوري) باني هيكله، ريثما تكشف الأسرار
الضائعة، أما الآن وبعد أن أصبح العضو يهودياً أو في حكم المتهود فلا داعي للتضليل...الخ.
[10]
- بناء الهيكل ليس مقصوداً في حد ذاته, وإنما
هو رمز لقيام دولة إسرائيل فمملكة يهوذا وعودة اليهود من المنفى إلى أرض الميعاد.
[11]
- لم يمكث اليهود في السبي البابلي سوى 47 سنة من سنة 586 ق.م إلى سنة 539 ق.م ومن
هذا ترى عدم الدقة في تحديد الألفاظ وعدم تحري الدقة في إيراد الحقائق.
[12]
- حين جاء المسيح وجد اليهود يزعمون بأن العبادة لا تقبل إلا في الهيكل، على أساس
أنه بيت الرب أي مسكنه الذي يسكن فيه فصحح المسيح لهم هذا الزعم...، وبذلك تجوز
عبادته في كل مكان، وأن كل بيت هو بيته، وبهذا أنهى المسيح دور الهيكل في حياة
اليهود، فحـقدوا لذلك عليه وحاربوه.
0 التعليقات:
إرسال تعليق