التعليقات
التوضيحية على الباكورة السليمانية
في كشف أسرار
الديانة النصيرية (14)
رضوان محمود
نموس
إن النصيرية قد اصطلحوا على أسماء سبع نساء لتلك القباب السبع
التي هي من علي هابيل إلى ابن أبي طالب وهي: سعدا، مي، الرباب، زينب، عليا، لبنا،
ليلي.
ويمدحونها في أشعارهم الدينية
ويوجهوا عبادتهم نحوها، وأكثر ما يوجد ذلك في آخر دواوينهم، ويسمون تلك الأشعار
عرائس الديوان.
شعر للشيخ إبراهيم الطوسي يمدح به الست زينب.
اسقياني أحبتي واطرباني *** في هوى زينب زين المعاني
اسقياني من الصبوح رحيقاً *** عتقت في دنانها الأرجوان
هام وجدي بحبها يا نديمي *** وحرت في وصفها وكلَّ
لساني
بنت بكر لها من العمر عشر *** وأربع فاق نورها النيران
شعرها أسجف الضيا فحجبنا *** تحت إكليل تاجها
الكسرواني
حاجباها جبينها نور زاهي *** طرفها غنجه سحر دهاني
وجهها كالهلال يشرق نوراً *** خالها عنبر على الوجنتان
وإذا ما تبسمت فاح عطر *** وبدا بارق الوميض اليماني
صدرها ناعم كلمس حرير *** فيه رمان أحمر شهرباني
فطلبت الوصال منها فقالت *** ما لنا رغبة بمن كان زاني
قلت حاشا متيم في هواكِ *** مغرم أن يكون نسل الزواني
نسبتي أحمدية من حسين *** جنبلاني جندب نمرواني
قوله عمرها عشر وأربع: يشير بذلك إلى
دخول القمر في اليوم الرابع عشر.
ومعنى شربها : بلوغ معرفتها.
غيره للشيخ حسن بن مكزون السنجاري يمدح به الست
سعداء
لبناتنا هواك وما لبينا *** سوى اسم به عنه كنينا
لنطوي من حديثك ما نشرنا *** وننشر من جمالك ما طوينا
ولو لم تظهري بحمى المصلّه *** لما طفنا هناك ولا
سعينا
ولولا ليل شعرك ما ظللنا *** ولولا صبح ثغرك ما
اهتدينا
ومثل جميل برك ما سمعنا *** ولكن من شرابك ما ارتوينا
ولما إن حججت بنا حججنا *** إليك وبدن أنفسنا هدينا
وأثنينا على أوصاف سعدا *** ومعنى غير حسنك ما عنينا
وكم رام العذول عليك منا *** إثنِاءً عن هواك وما
انثنينا
بروحي من تهرول نحو وصل *** إذا ما جيتها أمشي الهوينا
بنا عنا اختفت منا وفينا *** بدت تهدي لطايفها إلينا
فمغرب شمس بهجتها بعين *** الشهادة عين مشرقها علينا
شعر للشيخ صارم يمدح به القمر
انحرف يا نون *** يا حاجب المقرون
تنظرك بعيون *** من فوق عليون
انحرف إليَّ *** يا بو السماويا
شمسك مضيا *** سرها مكنون
سار بالجدِ ***
كامل القدِ
يا غزال نجدِ *** إليك ينتظرون
سار بالأظعان *** يسير للغربان
ونصب ميزان *** طفل بين بنون
سار نحو الغرب ***
طفل قد صار شب
والتقاه الحب
*** صورته كالنون
بالعجل سارا ** يقتفي نارا
على المليح دارا *** قدرته تكون
سار بالصفين *** وغاص في الجمعين
ولبس درعين *** راكب الميمون
قاتل الاعدا *** بسيفه الحدا
قاهر الضدا *** وسقاه الهون
رايته حمره *** حلته صفره
اظهر القدره *** آصف وشمعون
والحدى تحدي *** لحما نجدي
دمعتي تهدي ** على الخدود درفون
من اماق العين *** سال على الخدين
كانهم بحرين *** سيحون وجيحون
علي مليح عال *** في جبينهُ خال
يشبه الخلخال *** كأنه عرجون
سار على اليمنى *** كامل المعنى
غالي التمنى *** فيك يرتغبون
سار على اليسرى *** قاتل الكفرا
اظهر القدره *** بين كاف ونون
قد عاد هو يرجع *** ولبس برقع
جوهره يلمع *** يدهش العيون
واختفى يومين *** بوجهه حرفين
لام مع الفين *** ثم مع هميون
وأنا الناظم *** للغرام هايم
اسمي أنا صارم *** منتسب مكذون
غيره للشيخ محمد ابن كلازو يمدح به القمر
قد شفاني ابريق عذباً لماكا *** يا غزال بوادي الأراكا
واسكرني سلافٌ عذبٌ رضابٌ *** من سنا وجهك المنير
وفاكا
وتمشيت بالدجى بدلال *** بين ندماء جالسي حذاك
فاذهلني ابريق وجهك لما *** في الدياجي أضاء بوادي الأراكا
فتوهمت قلت أنت بوادي *** المنحني أم بدار نجد رباكا
حين أقبلت قد سررت لقلبي *** في دجى الليل قلت روحي
فداكا
يا فتى ماس في بهاء وجمال *** أنت أملي ولا أوالي سواك
لامني العاذلون فيك وإني *** لم أكن قط تارك لهواك
كيف أسلوك يا بديع جمال *** والدجى زاح من شعاع سناكا
أنت ربي وغايتي ومليكي *** وأنت أملي ولا أعبد سواكا
عبدك الخاضع الفقير يرجو *** منك عفواً فقلبه قد حباك
فهو يسمى محمد الكلازي *** ذاكر الفضل شاكر لثناكا
التفسير بظاهر الباطن: الغزال هو
القمر, والوادي السماء، والأراك كناية عن الكواكب.
وأما في الباطن الخفي: فالوادي هو
دورة القمر، والغزال الصورة التي في وسطه، والأراك هم: الكواكب وهم الندماء أيضاً.
وقال أيضاً يمدح به الخمر التي هي القمر
يا خليلي إن تكون عليلا *** ظامي القلب والفؤاد غليلا
اشرب الخمر إن فيه شفاء *** حيث كان مزاجها زنجبيلا
وإذا ما شربتها وهي صرف *** فكل داء يعود عنك رحيلا
وإنها في كؤوسها تتلالا *** في الدياجي كأنها قنديلا
إن موسى الكليم حين رآها *** في دجى الليل والركام
هطيلا
قال إني آنست جذوة نار *** جانب الطور في ضياء شعيلا
فإذا بالنداء من جانب الوادي *** إني أنا الإله
الجليلا
قبله الخضر قد سرى باجتهاد *** في بحار الظلمات ليلاً
طويلا
طالب عين جودها فرآها *** واحتسى من رحيقها سلسبيلا
ثم نوح النبي لما طغى الماء *** شربها فنال خيراً
منيلا
وكذا السيد الرسول احتساها *** حين ألقي عليه قولاً
ثقيلا
قال يا أيها المزمل قم في **** الليل طوعاً ورتل
الترتيلا
ناشئة الليل أشد وطئاً *** وهي للعارفين أقوم قيلا
أيها العاذل البليد كف اللوم *** عني وأمهلاني قليلا
ما تري الكاس كيف يجلي بجنح الليل *** بين ندماء
بالترسيلا
ورهابين دير سمعان حول *** الكاس يستقون منه شمولا
كيف أصغى إلى الملام وقلبي *** أخذته الأحباب أخذاً وبيلا
ليس يهوى محمد غير بنت *** الكرم قصده أن يموت قتيلا
التفسير: إن الخمر الممزوجة
بالزنجبيل أي الزنجبيل لونه يضرب إلى أسود وهو أن القمر قبل كماله يكون ممزوجاً
بذلك اللون، ومعنى شربها صرف: أي لما يكمل ويصير بدراً، وحينئذ يكون على لون واحد،
والكؤوس هي كاس واحدة، قد أطلق عليها الجمع لكي لا تظهر معرفتها على عامتهم، وهو
دورة القمر، واما الخمرة: فهي السواد الذي في وسطه، ومعنى رؤية موسى الكليم
الخمرة: أي بلوغه معرفتها وقد ذكر صاحب هذا الشعر أن وجود الخضر كان قبل موسى فذاك
لعدم معرفتهم في الكتب المقدسة وفي التواريخ أيضاً لأنهم يعتقدون أن الخضر هو مارجرجس ولم يدركوا في أي
زمان كان بل هم يتوهمون به، فمنهم من يظن كما تظن المسلمون انه كان في زمان موسى،
ومنهم من يزعم انه كان في زمان الاسكندر، ومنهم من يقول: انه كان قبل موسى.
وله أيضاً يمدح به القمر
سرينا نبتغي طلب الوصال *** من المحبوب في جنح الليالي
وجدينا السرى في جد عزم *** قطعنا السهل أيضاً
والجبالِ
وصلنا دير رهباناً رأينا *** به ناراً يشب لها اشتعالِ
وتلك النار من وجه تجلى *** بديع الحسن ليس له مثالِ
ولم تمسسه نار بل رأينا *** له نوراً كما نور الهلالِ
يطوف بخمرة ذات اشتعال *** بكأس رصعت فيه اللآلي
وسقانا مداماً ماءً عبقريَّا *** وامزجه بماء كالزلالِ
وبعد المزج قلنا هات صرفاً *** رحيقاً راق من عنب
الدوالي
فأتانا بها ولها بياض *** كنور أو كثلج على الجبالِ
فلا زلنا بها في الذّ عيشٍ *** وجنح الليل مرخى
للسبالِ
إلى الصبح لما افترقنا *** تواعدنا بعود الاتصالِ
فقضيّنا من المحبوب وطراً *** وزال الهم عنا والخبالِ
فقلت لصحبتي هل هي حرام *** فقالوا هي لعارفها حلال
فهي عين الحيوة لمن شربها *** ويسقى الجهل من عين
الردالِ
فقلت الحمد ثم الشكر يترى *** لمولانا عليٍّ ذي
الجلالِ
على ما خصنا منه تعالى *** واهدانا الى حسن المقالِ
محمد خادم واقل عبد *** لمن افعاله تشبه افعالِي
بشرب الراح يهوى كل يوم *** ولا يركن الى اهل الشمالِ
التفسير: ان عين الحيوة هي القمر،
وعين الردال: هي عمر ابن الخطاب، والجهلاء
الشاربون منها هم المسلمون لأنهم يتوهمون بان خاصة المسلمين تعبد عمر ابن الخطاب،
وقد دخل هذا الظن من سلفائهم لكي يقووهم على عبادة البشر، وهو قولهم لهم إن اليهود
يعبدون موسى و النصارى يعبدون المسيح وخاصة المسلمين يعبدون عمر، وهم يصدقون
خرافاتهم، ومعنى قطع السهل والجبال: أي الخروج عن معتقدات كل العالم ووصوله إلى
الدير أي السماء، والرهبان الكواكب، والنار هي القمر.
وأهل الشمال هم أخوتهم طايفة
الشماليون.
0 التعليقات:
إرسال تعليق