سلام الله عليك يا بلادي (31)
رضوان محمود نموس
سلام الله عليك يا بلادي ألم يئن لك أن تتركي الاستنصار بطواغيت الأرض وتلجئي إلى الله وحده, وتتيقني أن النصر من عنده لا من سواه, وأن العز بيده والخير كله إليه, ألم يئن لك أن تفي بشرط الله وإخلاص العبودية له, حتى يمنحك العز والأمن والتمكين والاستخلاف, ألم يئن لك أن تتفطني لما أنت مرشحة له من قيادة الأمة إلى طريق الخلافة.
قد رشحوك لأمر لو فطنت له *** فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل
إن الطريق واضحة بينة لا عوج فيها ولا أمت إنه الطريق الأَمم إلى قيادة الأُمم, إن أوله العودة إلى الله وآخرة التمكين والاستخلاف.
فَلِمَ تترددين وتتخاذلين أتخشين الناس! قال الله تعالى: {أَتَخْشَوْنَهُمْ فَاللَّهُ أَحَقُّ أَنْ تَخْشَوْهُ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ}
وقال الله تعالى { َلا تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِي وَلأُتِمَّ نِعْمَتِي عَلَيْكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
بلادي الغالية إن نبي الله يوسف عليه السلام أخطأ مرة وفكر بتذكير أهل الأرض بحاله. فماذا حصل وهو نبي كريم ابن نبي كريم ابن نبي كريم ابن أبي الأنبياء عليهم السلام.
والقرآن يقص علينا قال الله تعالى: {وَقَالَ لِلَّذِي ظَنَّ أَنَّهُ نَاجٍ مِنْهُمَا اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ فَأَنْسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ فَلَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ} يوسف (42)
قال القرطبي في تفسير الآية:[ الثَّالِثَةُ- َذَلِكَ أَنَّهُ لَمَّا قَالَ يُوسُفُ لِسَاقِي الْمَلِكِ- حِينَ عَلِمَ أَنَّهُ سَيَنْجُو وَيَعُودُ إِلَى حَالَتِهِ الأولَى مَعَ الْمَلِكِ-" اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" ...جنح إلى الاعتصام بمخلوق، فعوقب بِاللَّبْثِ. قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ عُمَيْرٍ الْكِنْدِيُّ: دَخَلَ جِبْرِيلُ عَلَى يُوسُفَ النَّبِيِّ عَلَيْهِ السَّلامُ فِي السِّجْنِ فَعَرَفَهُ يُوسُفُ، فَقَالَ: يَا أَخَا المنذرين! مالي أَرَاكَ بَيْنَ الْخَاطِئِينَ؟! فَقَالَ جِبْرِيلُ عَلَيْهِ السَّلامُ: يا طاهر [ابن] الطاهرين! يقرئك
السَّلامَ رَبُّ الْعَالَمِينَ وَيَقُولُ: أَمَا اسْتَحَيْتَ إِذِ اسْتَغَثْتَ بِالآدَمِيِّينَ؟! وَعِزَّتِي! لأُلْبِثَنَّكَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ، فَقَالَ: يَا جِبْرِيلُ! أَهُوَ عَنِّي رَاضٍ؟ قَالَ: نَعَمْ! قَالَ: لا أُبَالِي السَّاعَةَ. وَرُوِيَ أَنَّ جِبْرِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ جَاءَهُ فَعَاتَبَهُ عَنِ اللَّهِ تَعَالَى فِي ذَلِكَ وَطُولِ سِجْنِهِ، وَقَالَ لَهُ: يَا يُوسُفُ! مَنْ خَلَّصَكَ مِنَ الْقَتْلِ مِنْ أَيْدِي إِخْوَتِكَ؟! قَالَ: اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: فَمَنْ أَخْرَجَكَ مِنَ الْجُبِّ؟ قَالَ: اللَّهُ تَعَالَى قَالَ: فَمَنْ عَصَمَكَ مِنَ الْفَاحِشَةِ؟ قَالَ: اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: فَمَنْ صَرَفَ عَنْكَ كَيْدَ النِّسَاءِ؟ قَالَ: اللَّهُ تَعَالَى، قَالَ: فَكَيْفَ وَثِقْتَ بِمَخْلُوقٍ وَتَرَكْتَ رَبَّكَ فَلَمْ تَسْأَلْهُ؟! قَالَ: يَا رَبِّ كَلِمَةٌ زَلَّتْ مِنِّي! أَسْأَلُكَ يَا إِلَهَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَالشَّيْخِ يَعْقُوبَ عَلَيْهِمُ السَّلامُ أَنْ تَرْحَمَنِي، فَقَالَ لَهُ جِبْرِيلُ: فَإِنَّ عُقُوبَتَكَ أَنْ تَلْبَثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ. وَرَوَى أَبُو سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" رَحِمَ اللَّهُ يُوسُفَ لَوْلا الْكَلِمَةُ الَّتِي قَالَ:" اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ بِضْعَ سِنِينَ". وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: عُوقِبَ يُوسُفُ بِطُولِ الْحَبْسِ بِضْعَ سِنِينَ لَمَّا قَالَ لِلَّذِي نَجَا مِنْهُمَا" اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ" وَلَوْ ذَكَرَ يُوسُفُ رَبَّهُ لَخَلَّصَهُ. وَرَوَى إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ عَنْ يُونُسَ عَنِ الْحَسَنِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:" لَوْلا كَلِمَةُ يُوسُفَ- يَعْنِي قَوْلَهُ:" اذْكُرْنِي عِنْدَ رَبِّكَ"- مَا لَبِثَ فِي السِّجْنِ مَا لَبِثَ" قَالَ: ثُمَّ يَبْكِي الْحَسَنُ وَيَقُولُ: نَحْنُ يَنْزِلُ بِنَا الأَمْرُ فَنَشْكُو إِلَى النَّاسِ]
فهل تظنين يا بلادي أن هيئة الكفر والضلال تنجيك مما أنت فيه؟!
وهل تظنين أن جامعة الطواغيت العرب تنجيك مما أنت فيه؟!
وهل تظنين أن التملق للكفر وطرح ما يريده الكفر من ديمقراطية وتعددية ومواطنة ووو...الخ ترضي عنك الكفر؟!
وهل المطلوب إرضاء الله أو إرضاء الكفر؟!!
إن ثلة من أبنائك ممن يدعون الإسلام استزلهم الشيطان فاتبعوه ومكنوه من ظهورهم, يركب عليهم ويشرق بهم ويغرب.
ومن أفواههم ينطق على لسانهم, ما يحلوا له من ضلال وزندقة وكفر, فخذي على أيديهم ورديهم إلى جحورهم خاسئين ولا تلتفتي إلى ضلالهم فيضلوك. ثم تندمين عندما لا ينفع الندم.
وتنادين وتستنجدين فيأتيك الجواب: {ولكن كَمْ أَهْلَكْنَا مِنْ قَبْلِهِمْ مِنْ قَرْنٍ فَنَادَوْا وَلاتَ حِينَ مَنَاصٍ}.
2 التعليقات:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مااجمل هذا الإسقاط على واقعنا الذي نعيشه في بلاد الشام .
نسال الله أن يهيأ لنا القياده الصاده المخلصه التي لاتفكر بالدنيا .
ويكون أكبر همها إعلاء كلمة الله .
إن جمال نظراتك رأت الأشياء جميلة
إرسال تعليق