موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأحد، 29 أبريل 2012

الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (17)


الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (17)
رضوان محمود نموس
السلام عليكم شيخنا رضوان هذه هي أسئلتي...
قرأت عدة مقالات عن الطائفة الممتنعة ومنها مقالتك ولدي عدة أسئلة عن الطائفة الممتنعة وكفر الدول وهي كالأتي:....

5- هل يستلزم الأمر أن يقاتلها إمام كما قاتل أبو بكر الممتنعين ولا يحل لأي فرد أو مجموعة مؤمنة مستقلة لها أمير أن تقاتلها؟
أقول وبالله التوفيق إن قتال الطائفة الممتنعة هو من الجهاد, ولقد قسم الفقهاء الجهاد إلى جهاد دفع, وجهاد طلب, وبناء على هذا فحسب حال الطائفة إذا كان قتالها قتال دفع كقتال الحكومات التي تحكم بغير ما أنزل الله, والتي تشكل المثال الأكبر, والحقيقة العظمى للطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع. فله أحكام سنبينها إن شاء الله.
1-           إذا كان هناك إمام للمسلمين فواجب عليه قتال الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع. وإذا لم يقاتلها لعدم القدرة وكان يُعِدُّ ويعمل حتى يمتلك القدرة فيطاع ولا تقاتل إلا بإذنه .
2-           أما إذا كان لا يريد قتالها إيثاراً للسلامة أو لأنه لا يرى هذا القتال واجب فتقاتل دون إذنه.
3-           أما إذا كان الأمر كواقعنا الحالي وهو عدم وجود الإمام المسلم وكل الحكومات هي طوائف ممتنعة فالواجب جهاد هذه الطوائف حسب القدرة ويعين المجاهدون أميراً منهم لقتال هذه الطوائف والواقع الحالي يشير إلى أنه يوجد جماعات مجاهدة ولها أمير فالأصل الانضواء تحت راية هذه الجماعات أو أقربها إلى الحق وقتال الطوائف الممتنعة . وذلك للأدلة الآتية:
الجهاد دون أمير
... عن عُقْبَةُ بْنُ عَامِرٍ، قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، يَقُولُ: «لا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى أَمْرِ اللهِ، قَاهِرِينَ لِعَدُوِّهِمْ، لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ، حَتَّى تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ»([1]).

1- عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ قَالَ سَمِعْتُ سَلَمَةَ بْنَ الأكْوَعِ يَقُولُ خَرَجْتُ قَبْلَ أَنْ يُؤَذَّنَ بِالأولَى وَكَانَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَرْعَى بِذِي قَرَدَ قَالَ فَلَقِيَنِي غُلامٌ لِعَبْد ِالرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ فَقَالَ أُخِذَتْ لِقَاحُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قُلْتُ مَنْ أَخَذَهَا قَالَ غَطَفَانُ قَالَ فَصَرَخْتُ ثَلاثَ صَرَخَاتٍ يَا صَبَاحَاهْ قَالَ فَأَسْمَعْتُ مَا بَيْنَ لابَتَيِ الْمَدِينَةِ ثُمَّ انْدَفَعْتُ عَلَى وَجْهِي حَتَّى أَدْرَكْتُهُمْ وَقَدْ أَخَذُوا يَسْتَقُونَ مِنَ الْمَاءِ فَجَعَلْتُ أَرْمِيهِمْ بِنَبْلِي وَكُنْتُ رَامِيًا وَأَقُولُ أَنَا ابْنُ الأكْوَعْ وَالْيَوْمُ يَوْمُ الرُّضَّعْ وَأَرْتَجِزُ حَتَّى اسْتَنْقَذْتُ اللِّقَاحَ مِنْهُمْ وَاسْتَلَبْتُ مِنْهُمْ ثَلَاثِينَ بُرْدَةً قَالَ وَجَاءَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسُ فَقُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ قَدْ حَمَيْتُ الْقَوْمَ الْمَاءَ وَهُمْ عِطَاشٌ فَابْعَثْ إِلَيْهِمُ السَّاعَةَ فَقَالَ يَا ابْنَ الأكْوَعِ مَلَكْتَ فَأَسْجِحْ قَالَ ثُمَّ رَجَعْنَا وَيُرْدِفُنِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى نَاقَتِهِ حَتَّى دَخَلْنَا الْمَدِينَةَ ([2]).
ووجه الاستدلال فيه أن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه قام بالدفاع عن حوزة الإسلام وطارد الكفار ورد اللقاح وسلب منهم ما سلب دون أمر النبي صلى الله عليه وسلم  والنبي صلى الله عليه وسلم هو النبي صلى الله عليه وسلم ويبعد صلى الله عليه وسلم عن سلمة رضي الله عنه مئات الأمتار فقط ولم يستأذن وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على فعله وأثنى عليه وهذا مقتضى الشرع والعقل إلا أن العقول المبرمجة على الخضوع لأمريكا لا تستطيع استيعاب هذا الأمر ولا يؤذن لها به.

2- وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ مِنْ خَيْرِ مَعَاشِ النَّاسِ لَهُمْ رَجُلٌ مُمْسِكٌ عِنَانَ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَطِيرُ عَلَى مَتْنِهِ كُلَّمَا سَمِعَ هَيْعَةً أَوْ فَزْعَةً طَارَ عَلَيْهِ يَبْتَغِي الْقَتْلَ وَالْمَوْتَ مَظَانَّهُ أَوْ رَجُلٌ فِي غُنَيْمَةٍ فِي رَأْسِ شَعَفَةٍ مِنْ هَذِهِ الشَّعَفِ أَوْ بَطْنِ وَادٍ مِنْ هَذِهِ الأوْدِيَةِ يُقِيمُ الصَّلاةَ وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ وَيَعْبُدُ رَبَّهُ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْيَقِينُ لَيْسَ مِنَ النَّاسِ إِلا فِي خَيْرٍ([3]).
ووجه الاستدلال فيه أن هذا الذي أين ما سمع هيعة طار إليها لم يأت في الخبر أنه استأذن ولكن كلما تناهى إلى سمعه عن عدو ذهب ليقاتله وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بالخيرية ممتدحاً عمله هذا.
وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ الْبَرِيَّةِ قَالُوا بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ رَجُلٌ آخِذٌ بِعِنَانِ فَرَسِهِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كُلَّمَا كَانَتْ هَيْعَةٌ اسْتَوَى عَلَيْهِ ..([4]).
 ووجه الاستدلال فيه أن هذا الذي آخذ بعنان فرسه للجهاد دون استئذان ولكن كلما تناهى إلى سمعه عن عدو ذهب ليقاتله وذكره رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنه خير البرية ممتدحاً عمله هذا.
3- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:{ مَا مِنْ نَبِيٍّ بَعَثَهُ اللَّهُ فِي أُمَّةٍ قَبْلِي إِلا كَانَ لَهُ مِنْ أُمَّتِهِ حَوَارِيُّونَ وَأَصْحَابٌ يَأْخُذُونَ بِسُنَّتِهِ وَيَقْتَدُونَ بِأَمْرِهِ ثُمَّ إِنَّهَا تَخْلُفُ مِنْ بَعْدِهِمْ خُلُوفٌ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ وَيَفْعَلُونَ مَا لا يُؤْمَرُونَ فَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِيَدِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِلِسَانِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَمَنْ جَاهَدَهُمْ بِقَلْبِهِ فَهُوَ مُؤْمِنٌ وَلَيْسَ وَرَاءَ ذَلِكَ مِنَ الإيمَانِ حَبَّةُ خَرْدَلٍ.}([5]).
ووجه الاستدلال أن من: من ألفاظ العموم ومدح رسول الله صلى الله عليه وسلم من يجاهدهم بأي شكل من أشكال الجهاد ولم يقيد ذلك بأمير بل السياق يدل على أن هذا الجهاد دون أمير.
4- عَنْ سُبَيْعِ بْنِ خَالِدٍ قَالَ أَتَيْتُ الْكُوفَةَ فِي زَمَنِ فُتِحَتْ تُسْتَرُ أَجْلُبُ مِنْهَا بِغَالا فَدَخَلْتُ الْمَسْجِدَ فَإِذَا صَدْعٌ مِنَ الرِّجَالِ وَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ تَعْرِفُ إِذَا رَأَيْتَهُ أَنَّهُ مِنْ رِجَالِ أَهْلِ الْحِجَازِ قَالَ: قُلْتُ مَنْ هَذَا فَتَجَهَّمَنِي الْقَوْمُ وَقَالُوا أَمَا تَعْرِفُ هَذَا: هَذَا حُذَيْفَةُ بْنُ الْيَمَانِ صَاحِبُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ حُذَيْفَةُ إِنَّ النَّاسَ كَانُوا يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنِ الشَّرِّ فَأَحْدَقَهُ الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقَالَ إِنِّي أَرَى الَّذِي تُنْكِرُونَ إِنِّي قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ هَذَا الْخَيْرَ الَّذِي أَعْطَانَا اللَّهُ أَيَكُونُ بَعْدَهُ شَرٌّ كَمَا كَانَ قَبْلَهُ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ فَمَا الْعِصْمَةُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ السَّيْفُ ...}([6]).
ووجه الاستدلال أن العصمة من الفتن الجهاد بأمير أو دون أمير والظاهر من السياق هنا أنه دون أمير.
5- وعَنْ ثَوْبَانَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى الْحَقِّ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَذَلَهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ .([7])
عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ([8]).
عن مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَنْ يُرِدِ اللَّهُ بِهِ خَيْرًا يُفَقِّهْهُ فِي الدِّينِ وَلا تَزَالُ عِصَابَةٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ يُقَاتِلُونَ عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ عَلَى مَنْ نَاوَأَهُمْ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ([9]).
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ أَنَّ سَلَمَةَ بْنَ نُفَيْلٍ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنِّي سَئِمْتُ الْخَيْلَ وَأَلْقَيْتُ السِّلاحَ وَوَضَعَتِ الْحَرْبُ أَوْزَارَهَا قُلْتُ لا قِتَالَ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الآنَ جَاءَ الْقِتَالُ لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي ظَاهِرِينَ عَلَى النَّاسِ يَرْفَعُ اللَّهُ قُلُوبَ أَقْوَامٍ فَيُقَاتِلُونَهُمْ وَيَرْزُقُهُمُ اللَّهُ مِنْهُمْ حَتَّى يَأْتِيَ أَمْرُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ وَهُمْ عَلَى ذَلِكَ ألا إِنَّ عُقْرَ دَارِ الْمُؤْمِنِينَ الشَّامُ وَالْخَيْلُ مَعْقُودٌ فِي نَوَاصِيهَا الْخَيْرُ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ([10]).
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لا تَزَالُ طَائِفَةٌ مِنْ أُمَّتِي عَلَى الْحَقِّ ظَاهِرِينَ لَعَدُوِّهِمْ قَاهِرِينَ لا يَضُرُّهُمْ مَنْ خَالَفَهُمْ إلا مَا أَصَابَهُمْ مِنْ لأوَاءَ حَتَّى يَأْتِيَهُمْ أَمْرُ اللَّهِ وَهُمْ كَذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَأَيْنَ هُمْ قَالَ بِبَيْتِ الْمَقْدِسِ وَأَكْنَافِ بَيْتِ الْمَقْدِسِ ([11]).
ووجه الاستدلال في هذه الأحاديث أن هذه  الطائفة موجودة والحمد لله وتجاهد ويرى جهادها المبصر والأعور والأعمى ولقد أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجودها واستمراريتها لا يضرها من خالفها وهذا من دلائل النبوة إذ لا يخبر النبي صلى الله عليه وسلم بوجود هذه الطائفة فقط بل يخبر أنهها ستخالف ولا يضرها من خالفها والدلالة في أشياء .
1.           وجود الطائفة.
2.           كثرة المخالفين من عملاء أمريكا ومن الطواغيت المرتدين ومن علماء السلاطين وعلماء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع  ومن جيوش المُضَلِلِين والمُضَلَلِين ومن الجبناء والمخذلين ومن الذاهلين والغافلين ومن الذين يدَّ عون الوسطية والاعتدال من المتمسحين بالإسلام, المرتمين في أحضان الطواغيت.
3.           عدم وجود أيٍ من الذين يسميهم علماء الطواغيت (ولاة أمر) معلناً للجهاد وهذه نعمة من الله حيث أمراء المجاهدين منهم .
6-  قال ابن مفلح في الفروع:[ ونقل المروذي يجب الجهاد  بلا إمام إذا صاحوا النفير وسأله أبو داود: بلاد غلب عليها رجل فنزل البلاد يغزى بأهلها. يغزو معهم؟ قال نعم. قلت يشترى من سبيه قال دع هذه المسألة, الغزو ليس مثل شراء السبي الغزو دفع عن المسلمين لا يترك لشيء ]([12]).
وقال :[ وعنه – أي عن أحمد- جوازه بكل حال ظاهرا وخفية وعصبة وآحادا وجيشا وسرية]([13]).
 7- وقال البهوتي:[ فإن عدم الإمام لم يؤخر الجهاد لئلا يستولي العدو على المسلمين وتظهر كلمة الكفر وإن حصلت غنيمة قسموها على موجب الشرع كما يقسمها الإمام على ما يأتي بيانه في باب قسمة الغنيمة]([14]).
8- وقال الإمام ابن تيمية: [وكذلك لو فرض عجز بعض الأمراء عن إقامة الحدود والحقوق أو إضاعته لذلك. لكان ذلك الفرض على القادر عليه. وقول من قال لا يقيم الحدود إلا السلطان ونوابه إذا كانوا قادرين فاعلين بالعدل كما يقول الفقهاء الأمر إلى الحاكم إنما هو العادل القادر فإذا كان مضيعا لأموال اليتامى أو عاجزا عنها لم يجب تسليمها إليه مع إمكان حفظها بدونه وكذلك الأمير إذا كان مضيعا للحدود أو عاجزا عنها لم يجب تفويضها إليه مع إمكان إقامتها بدونه والأصل أن هذه الواجبات تقام على أحسن الوجوه فمتى أمكن إقامتها من أمير لم يحتج إلى اثنين ومتى لم يقم إلا بعدد ومن غير سلطان أقيمت إذا لم يكن في إقامتها فساد يزيد على إضاعتها]([15]).
9- كان عمر رضي الله عنه قد عزل خالداً بن الوليد رضي الله عنه عن قياد ة الجيش وأمر جيوش المسلمين أن لا تحدث فتحاً جديداً إلا إذا جاءهم أمره ولكن خالداً رضي الله عنه وجد من مصلحة المسلمين أخذ بعض الحصون المعادية فشرع بالجهاد لأخذها دون إذن من عمر رضي الله عنه فلم ينكر عليه عمر رضي الله عنه فقال الطبري في تاريخه:
[ولما بلغ عمر ذلك قال أمَّرَ خالد نفسه, يرحم الله أبا بكر, هو كان أعلم بالرجال مني, وقد كان عزله والمثنى مع قيامه, وقال: إني لم أعزلهما عن ريبة ولكن الناس عظموهما فخشيت أن يوكلوا إليهما فلما كان من أمره وأمر قنسرين ما كان رجع عن رأيه وسار خالد حتى نزل قنسرين فتحصنوا منه فقال إنكم لو كنتم في السحاب لحملنا الله إليكم أو لأنزلكم الله إلينا قال فنظروا في أمرهم وذكروا ما لقي أهل حمص فصالحوه على صلح حمص فأبى إلا على إخراب المدينة فأخربها واتطأت حمص وقنسرين فعند ذلك خنس هرقل وإنما كان سبب خنوسه أن خالدا حين قتل ميناس ومات الروم على دمه وعقد لأهل الحاضر وترك قنسرين طلع من قبل الكوفة عمر بن مالك من قبل قرقيسيا وعبد الله بن المعتم من قبل الموصل والوليد بن عقبة من بلاد بني تغلب وعرب الجزيرة وطووا مدائن الجزيرة من نحو هرقل وأهل الجزيرة في حران والرقة ونصيبين وذواتها لم يغرضوا غرضهم حتى يرجعوا إليهم إلا أنهم خلفوا في الجزيرة الوليد لئلا يؤتوا من خلفهم فأدرب([16]) خالد وعياض مما يلي الشأم وأدرب عمر وعبد الله مما يلي الجزيرة ولم يكونوا أدربوا قبله ثم رجعوا فهي أول مدربة كانت في الإسلام سنة ست عشرة فرجع خالد إلى قنسرين فنزلها]([17]).
10- ولقد قال الشيخ عبد الرحمن بن حسن بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمهم الله أجمعين: [...وبلغنا أن ابن نبهان لما أشرف على النسخة, كتب اعتراضات وأصل فيها أصولاً, لا يدري هل سبقه إليها مبتدع أم لا؟! فلو قيل لهم: من هذا مذهبه؟ ومن قال به؟ لم يجب عن ذلك بما يصلح أن يعد جواباً, فمن ذلك فيما بلغنا عنه: أنه لا جهاد إلا مع إمام, فإذا لم يوجد إمام فلا جهاد.
فيلزم على هذا أن ما يلزم بترك الجهاد, من مخالفة دين الله وطاعته جائز, بجواز ترك الجهاد, فتكون الموالاة للمشركين والموافقة والطاعة جائزة, واللازم باطل, فبطل الملزوم, فعكس الحكم الذي دل عليه القرآن العزيز, من أنها لا تصلح إمامة إلا بالجهاد]([18])
11- وقال رحمه الله في رده على اعتراضات ابن نبهان والذي منها أنه لا جهاد إلا مع الإمام.
قال الشيخ رحمه الله تعالى بعد كلام طويل وممتع: [ ...فإذا كنت لا تعرف من الإسلام, إلا ما يعرفه جهلة العوام , فدع عنك التعرض لأهل الإسلام, بالسفسطة في الكلام, تصنعاً عند من لا يعرف الشحم من الأورام, فليتك أمي تدري أنك لا تدري, ولم تكن من قبيل من لا يدري أنه لا يدري؛ أما سمعت الله يقول{ وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمْ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنصَرُونَ  }([19]). أما علمت أن النار خلقها الله للأولين والآخرين, ممن عصا الله, وترك الدين, الذي بعث الله به المرسلين.... ويقال: بأي كتاب, أم بأي حجة أن الجهاد لا يجب إلا مع إمام متبع؟‍‍‍‍ هذا من الفرية في الدين, والعدول عن سبيل المؤمنين, والأدلة على إبطال هذا القول أشهر من أن تذكر, من ذلك عموم الأمر بالجهاد, والترغيب فيه, والوعيد في تركه, قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتْ الأرْضُ وَلَكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ}([20]) وقال في سورة الحج{ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } ([21]).وكل من قام بالجهاد في سبيل الله فقد أطاع الله وأدى ما فرضه الله, ولا يكون الإمام إماماً إلا بالجهاد, لا أنه لا يكون جهاد إلا بإمام والحق عكس ما قلته يا رجل وقد قال تعالى:  { قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إلا نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} ([22]).وقال: { وَمَنْ جَاهَدَ فَإِنَّمَا يُجَاهِدُ لِنَفْسِهِ إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ الْعَالَمِينَ}([23]). وفي الحديث " لا تزال طائفة" الحديث, والطائفة بحمد الله موجودة مجتمعة على الحق يجاهدون في سبيل الله لا يخافون لومة لائم قال تعالى:{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ % إِنَّمَا وَلِيُّكُمْ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ % وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمْ الْغَالِبُونَ}([24]) أي واسع الفضل والعطاء عليم بمن يصلح للجهاد .
والعبر والأدلة: على بطلان ما ألفته كثير في الكتاب والسنة والسير والأخبار وأقوال أهل العلم بالأدلة والآثار لا تكاد تخفى على البليد.
إذا([25]) علم بقصة أبي بصير لما جاء مهاجراً فطلبت قريش من رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرده إليهم بالشرط الذي كان بينهم في صلح الحديبية فانفلت منهم حين قتل المشركين الذين أتيا في طلبه.
فرجع إلى الساحل, لما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ويل أمه مسعر حرب لو كان معه غيره" فتعرض لعير قريش – إذا أقبلت من الشام – يأخذ ويقتل فاستقل بحربهم دون رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنهم كانوا معه في صلح – القصة بطولها – فهل قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أخطأتم في قتال قريش, لأنكم لستم مع إمام؟ سبحان الله ما أعظم مضرة الجهل على أهله, عياذاً بالله من معارضة الحق بالجهل والباطل, قال الله تعالى:{  شَرَعَ لَكُمْ مِنْ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ كَبُرَ عَلَى الْمُشْرِكِينَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ اللَّهُ يَجْتَبِي إِلَيْهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي إِلَيْهِ مَنْ يُنِيبُ } ([26]).
ومعلوم: أن الدين لا يقوم إلا بالجهاد ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالجهاد مع كل بر وفاجر تفويتاً لأدنى المصلحتين لتحصيل أعلاهما, وارتكاباً بأخف الضررين لدفع أعلاهما, فأن ما يدفع بالجهاد من فساد الدين أعظم من فجور الفاجر لأن بالجهاد يظهر الدين ويقوى العمل به وبأحكامه, ويندفع الشرك وأهله حتى تكون الغلبة للمسلمين والظهور لهم على الكافرين, وتندفع سورة أهل الباطل, فإنهم لو ظهروا لأفسدوا في الأرض بالشرك والظلم والفساد وتعطيل الشرائع والبغي في الأرض. ويحصل بالجهاد مع الفاجر من مصالح الدين ما لا يحصى, كما قال صلى الله عليه وسلم {إن الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر وبأقوام لا خلاق لهم} ولو ترك الجهاد معه لفجوره لضعف الجهاد وحصلت الفرقة والتخاذل, فيقوى بذلك أهل الشرك والباطل, الذين غرضهم الفساد وذهاب الدين, فإذا ابتلي الناس بمن لا بصيرة له ولا علم ولا حلم, ونزل المشركين وأهل الفساد من قلبه منزلة أهل الإسلام, لطمع يرجوه منهم, أو من أعوانهم, وأعانهم على ظلمهم وصدقهم في كذبهم, فإنه لا يضر إلا نفسه, ولا يضر الله شيئا.
ويقال أيضاً: كل من قام بإزاء العدو وعاداه, واجتهد في دفعه, فقد جاهد ولا بد وكل طائفة تصادم عدو الله فلا بد أن يكون لها أئمة ترجع إلى أقوالها وتدبيرهم, وأحق الناس بالإمامة من أقام الدين الأمثل فالأمثل, كما هو الواقع, فإن تابعه الناس أدوا الواجب, وحصل التعاون على البر والتقوى وقوي أمر الجهاد, وإن لم يتابعوه أثموا إثماً كبيراً بخذلانهم الإسلام.
وأما القائم به: فكلما قلت أعوانه وأنصاره, صار أعظم لأجره, كما دل على ذلك الكتاب والسنة والإجماع, كما قال تعالى:{ وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمْ الْمُسْلِمينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} ([27]).
 و قال الله تعالى: { وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ } ([28]).
 و قال الله تعالى:{ أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ %الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلا أَنْ يَقُولُوا رَبُّنَا اللَّهُ وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ }([29]).
 وقال الله تعالى: { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيم ٌ }([30]).
 وقال الله تعالى: { فَإِذَا انسَلَخَ الأشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ وَخُذُوهُمْ وَاحْصُرُوهُمْ وَاقْعُدُوا لَهُمْ كُلَّ مَرْصَدٍ فَإِنْ تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوْا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ} ([31]).
 وقال الله تعالى:{ قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ} ([32]).
 وقال الله تعالى:{ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضْ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ يَغْلِبُوا أَلْفًا مِنْ الَّذِينَ كَفَرُوا بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَفْقَهُونَ} ([33]).
 وقال الله تعالى:{ كُتِبَ عَلَيْكُمْ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَكُمْ وَعَسى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ} ([34])
ولا ريب: أن فرض الجهاد باق إلى يوم القيامة, والمخاطب به المؤمنون؛ فإذا كان هناك طائفة مجتمعة لها منعة, وجب عليها أن تجاهد في سبيل الله بما تقدر عليه لا يسقط عنها فرضه بحال, ولا عن جميع الطوائف, لما ذكرت من الآيات, وقد تقدم الحديث " لا تزال طائفة" الحديث فليس في الكتاب والسنة: ما يدل على أن الجهاد يسقط في حال دون حال, ولا يجب على أحد دون أحد, إلا ما استثني في سورة براءة ؛ وتأمل قوله تعالى ولينصرن الله من ينصره الحج 40 وقوله ومن يتولى الله ورسوله والذين أمنوا ...الآية المائدة 56 وكل يفيد العموم بلا تخصيص؛ فأين تذهب عقولكم عن هذا القرآن؟ وقد عرفت مما تقدم أن خطاب الله تعالى يتعلق بكل مكلف من الأولين والآخرين, وأن في القرآن خطاباً ببعض الشرائع, خرج مخرج الخصوص وأريد به العموم, كقوله تعالى {يا أيها النبي جاهد الكفار والمنافقين } ([35]). وقد تقدم ما يشير إلى هذا بحمد الله, وذلك معلوم عند العلماء, بل عند من كان له ممارسة في العلم والأحكام, فلهذا اقتصرنا على هذا القول وبالله التوفيق] ([36]).        
ثم وكما مر معنا فلا يوجد الآن أمير عام للمؤمنين إنما هي طوائف ممتنعة مستندة في منعتها إلى الكفار الأصليين أو الفرعيين وكل طائفة من هذه الطوائف تعترف بالأخرى فرئيس الطائفة الممتنعة بشوكتها فرعياً وبشوكة أمريكا أساساً الممتنعة عن تطبيق الشرائع بالطوائف الممتنعة الأخرى والإماء الأمريكية في العالم الإسلامي.
ولكن لما قامت طائفة ممتنعة تنادي بالجهاد وتحرير البلاد أنكرت عليها الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع وعلماؤهم لأن هذه الطائفة خارجة على التعليمات الأمريكية والتحالف الصهيوني البروتستنتي فلماذا يحلل علماء الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع للكفار ويحرمون على المسلمين؟‍‍‍‍.
الجواب واضح وسهل وهو لأنهم أداة من أدوات الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع في حربها على الإسلام. 
ثم عندما سقطت الخلافة على أيدي التتار هل ترك المسلمون الجهاد لفقد الإمام أم أنهم جاهدوا زرافات ووحدانا ثم التقوا على أمير للجهاد وأخرجوا التتار من ديار الإسلام؟‍ وعندما حصل الاحتلال الغربي الحديث هل ترك المسلمون الجهاد لعدم وجود الأمام أم قاموا كل من ناحيته يصاول هؤلاء الكفرة ؟‍
إن فتاوى علماء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع لا يمكن فهمها إلا أنها مظاهرة لمحور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي  الردِّي في حربهم على الإسلام.
ويتضح مما مر معنا أن الجهاد وخاصة منه جهاد الدفع يقوم بأمير ودون أمير بل إن الأمير يأخذ شرعيته من القيام بما أمر الله وعلى رأس ما أمر الجهاد وجهاد الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع هو من أهم وأولى الجهاد فيجاهد دون أمير عام لفقده أو لنكوله ويعين المجاهدون أميراً منهم وحالنا ولله الحمد راية الجهاد مرفوعة وأمير الجهاد موجود وأمراء الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع هم العدو الذي يجب علينا أن نجاهده.
والله أعلم.
 وكتبه رضوان محمود نموس في 7/جمادى الثانية 1433هـ




[1] - صحيح مسلم (3/ 1524) 176 - (1924)
[2] - متفق عليه البخاري برقم 4194 ومسلم برقم 1806
[3] - مسلم برقم 1889
[4] - أحمد برقم 8897
[5] - رواه مسلم برقم 50
[6] - رواه أبو داود برقم: 4244 وصححه الألباني.
[7] - مسلم برقم 1920
[8] - مسلم برقم1923
[9] - مسلم برقم 1037
[10] - أحمد برقم 16517
[11] - رواه أحمد برقم 21816
[12] - الفروع ج: 6 ص: 180
[13] - الفروع ج: 6 ص: 188
[14] - كشاف القناع ج: 3 ص: 41
[15] - مجموع الفتاوى ج: 34 ص: 176
[16] -  قال في لسان العرب ج: 1 ص: 374 وأَصل الدَّرْبِ: المضِيقُ في الجِبالِ؛ ومنه قَولُهُم:  أَدْرَبَ القومُ إِذا دَخَلُوا أَرضَ العَدُوِّ من بلادِ الرُّوم. وفي حديث جَعْفَرِ بنِ عمرو: وأَدْرَبْنا أَي دَخَلْنا الدَّرْب. و الدَّرْبُ: المَوْضِعُ الذي يُجْعَلُ فيه التَّمْرُ لِيَقِبَّ. و دَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً و دُرَبَةً، و تَدَرَّبَ: ضَرِيَ؛ و دَرَّبَه به وعليه وفـيه: ضَرَّاهُ. و المُدَرَّبُ من الرِّجالِ: المُنَجَّذُ. و المُدَرَّبُ: المُجَرَّبُ.
[17] - تاريخ الطبري 2/245
[18]  - الدرر السنية في الأجوبة النجدية 8 / 167- 168
[19] - هود 113
[20] - البقرة 251
[21] - النحل 40.
[22] - سبأ 46.
[23] - العنكبوت 6.
[24] - المائدة 54- 56
[25] - بياض في الأصل
[26] - الشورى 13.
[27] - الحج 78.
[28] - العنكبوت 69
[29] الحج 39
[30] - المائدة 54.
[31] - التوبة 5.
[32] - البقرة 249.
[33] - الأنفال 65
[34] - البقرة 216
[35] - التوبة 73.
[36]-  الدرر السنية في الأجوبة النجدية 190/203

2 التعليقات:

جزاك الله خيرا وبارك فيك ونفعنا بعلمك

السلام عليكم
جزاك الله خيرا مرة اخرى
هل التصويت على الأحكام الشرعية كفر بالله أم كبيرة من الكبائر، مثلا التصويت على مسألة تعدد الزوجات أو مسائل أخرى مما يحصل في برامج التلفاز المضللة أو المنتديات او حتى التصويت في مجلس الشعب

بصراحة كلما بحثت عن الحكم الشرعي فيه لم اجد اجابة شافية بالدليل اي انه لم أجد تصريحا بأنه كفر ، بعضهم يقول حرام وبعضهم يقول اشتهزاء بأيات الله
هلا وضحت لي الفكرة جزاك الله خيرا

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.