موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الأحد، 8 أبريل 2012

التعليقات التوضيحية على الباكورة السليمانية في كشف أسرار الديانة النصيرية (2)


التعليقات التوضيحية على الباكورة السليمانية
في كشف أسرار الديانة النصيرية (2)
رضوان محمود نموس
مرّ معنا في الحلقة الأولى كيفية إدخال الرجل إلى الديانة النصيرية، وهي طقوس تشبه إلى حد كبير طقوس التكريس الماسوني ولولا خشية الإطالة لنقلت للقراء الكرام طريقة التكريس في الماسونية مقارنة بالدخول بالديانة النصيرية والتي تتقاطع معها في أكثر من 90% في الشكل والمضمون، بل حتى الماسونية أقلُّ انحرافاً حيث تقدم كأس ماء بدلاً من كأس الخمر في الديانة النصيرية. وسننطلق الآن إلى الحلقة الثانية من تحقيق الباكورة.
السورة الأولى واسمها الأول
"قد أفلح من أصبح, بولاية الأجلح استفتح, بأني عبد استفتحت بأول إجابتي, بحب قدس معنويتي أمير النحل علي بن أبي طالب المكنى بحيدرة أبي تراب فيه استفتحت, وفيه استنجحت, وبذكره أفوز, وفيه أنجو, وإليه ألجا([1]), وفيه تباركت, وفيه استعنت, وفيه بدأت, وفيه ختمت, بصحة الدين, وإثبات اليقين.

قال السيد أبو شعيب. محمد ابن نصير([2]) ليحيى ابن معين السامري يا يحيى إذا نزلتْ بك نزلة بالحياة, ودهت بك دهية بالممات, فادع دعوة عالية, خالصة مخلصة تقية, نقية بيضاء علوية, طاهرة زكية, مشعشعة نورانية, تخلصك من هذه القمصان البشرية, اللحمية الدموية, وتلحقك بالهياكل النورانية, فقل: فيك تباركت يا دليلاً بدلَّته, يا ظاهراً بقدرته, يا باطناً بحكمته, يا مجيباً ذاته بذاته, يا مخاطباً اسمه بصفاته, يا هو يا كل, يا قديم يا أزل, لم تزل يا معلل العلل, يا مفني حركات الدول, يا غاية الغايات, يا منهي النهايات, يا عالم بأسرار الخفيات, يا حاضر يا موجود, يا ظاهر يا مقصود, يا باطناً بغير غمود, يا من أنوارك منك تشرق, وفيك تغرب, ومنك بدت وإليك تعود, يا من جعل لكل نور ظهورا, ولكل ظهور اسما, ولكل اسم مكاناً, ولكل مكان مقاماً,  ولكل مقام باباً, يرشد الباب منه إليه, ويدخل الباب منه إليه, وأنت يا أمير النحل يا علي بن أبي طالب الدليل عليه, والكل أنت هو يا هو يا هو يا من لا يعلم ما هو إلا هو, وأسألك بمسائل السين سلكون سلكاً سلك سالك سلك بما سألك به السايلون وبمرشد المرشدين وبعلي زين الدين العابدين أن تؤلف ما بين قلوبنا وقلوب إخواننا المومنين على البر والتقوى والتقويم, والعلم والدين, نذكر حضرتك الطاهرة, وقدرتك الباهرة, ورحمتك الشاملة, والفرض اللازم, والحق الواجب, هي أسرار وتذكار, وجلال وافتخار, وعز وانتصار, وطلعتك الزاهرة, وقبابك الفاخرة, وقبة العُلَى, وتاج الهدى, والدين القيم, والصراط المستقيم, ومن عرف باطنه وظاهره فاز ونجا, والذي قد عرَّفنا به سيدنا سلسل سلمان يتلى, وقد دلنا إليه, وأرشدنا إليه, شيخنا وسيدنا وتاج روسنا وقدوة ديننا وقرة أعيننا السيد أبي عبد الله الحسين ابن حمدان الخصيبي([3]). قدس العلي روحه, لأن مقامه مقام الصفا, ومحله محل الصدق والوفاء, باسم الله وبالله, وسر السيد أبي عبد الله العارف معرفة الله, سر تذكاره الصالح سره أسعده الله. "انتهت"
فيبان من هذه السورة أن المعبود عندهم يرى؛ ولكنه ليس محدوداً بكليته, حيث يقول: يا ظاهر يا موجود, يا باطناً بغير غمود, يا من أنوارك منك تشرق وفيك تغرب وإليك تعود.
والشماليون([4]). يعنون بذلك السماء, ويقولون إن الكواكب منها تشرق وفيها تغرب, وأنها  ظاهرة لكن لا يقدر أحد أن يحدَّها بصورتها الأصلية, إلا الاسم فإنه يراها حمراء, والباب يراها بيضاء, والملايكة الذين عندهم هم الكواكب, ودرب التَّبان([5]). الذي هو عندهم أنفس مومنيهم, هم يرون السماء صفراء, والبشر يرونها زرقاء, ويعتقدون بأن المومنين إذا خلصوا من هذه القمصان البشرية ينتقلون إلى درب التبَّان ويصيرون كواكب, ويرون السماء صفراء.
وعابدو القمر([6]). يستدلون على عبادته من قوله (وطلعتك الزاهرة) فيقولون: أنه ظاهر والسواد الذي في القمر هو ذات علي ابن أبي طالب, وهو محجوب عن أعيننا, ونراه الآن أسود, ومتى خلصنا من هذه القمصان فإننا نرتفع بأمانتنا إلى ما بين الكواكب. وحينئذ نراه بنظرة الصفرة.
وعابدو الشفق يستدلون من قوله (يا من أنوارك منك تشرق وفيك تغرب) فيقولون: إن جميع الأنوار لم تظهر إلا من المشرق, وترجع وتغيب في المغرب, فلذلك تراهم وقت صلواتهم يتوجهون نحو الشمس عند شروقها وغروبها, نظير ما رأى حزقيال النبي, ظانين أن ذلك الاحمرار هو خالق الشمس, كقول سيدهم الشيخ (علي الماخوسي)([7]). في (الوراثة) المتروكة لهم منه.
والبدر أنواره من شمسه ظهرت          وشمسه من عامود الشح موجدها.
وعابدوا الهوا يستدلون على عبادته بقوله (يا هَوَ يا هَوَ) فيقرءون هذه اللفظة بفتح الهاء والواو لكي ينتجون من ذلك عبادتهم للهوا.
السورة الثانية واسمها تقديسة ابن الولي
بأحسن ما يرى النايم في منامه وهو يسمع الحس, ولم يرى([8]) الشخص, وهو ينادي ويقول: لبيك لبيك يا أمير النحل يا علي ابن أبي طالب, يا رغبة كل راغب, يا قديم باللاهوت, يا معدن الملكوت, أنت([9]) إلهنا باطناً, وإمامنا ظاهراً, يا من ظهرت فيما أبطنت, وأبطنت فيما ظهرت, وظهرت بالاستتار, واستترت بالظهور, وظهرت بالذاتية, وتعاليت بالعلوية, واحتجبت بالمحمدية, ودعوت من نفسك إلى نفسك بنفسك, أنت يا أمير النحل يا علي, أشرق نورك, وأبزغ سفورك, وسطع ضياؤك, وتعظمت آلاؤك, وجل ثناؤك, بأن تؤمنِّي من شر مسوخياتك لنا ولجميع أخوانناالمومنين, من شر الفسخ والنسخ والمسخ والوسخ والرسخ والقش والقشَّاش([10]).  إنك على ذلك قدير, سر الولي ابن الولي أبو الحسين محمد ابن علي الجلّي, علينا من ذكره السلام سره أسعده الله. "انتهت".
·                  التفسير:
إن النايم هو أحد خدام محمد الباقر ابن علي زين العابدين, ويزعمون أن ذلك الخادم كان ذات يوم نايماً في بيته, وإذا بصوت يناديه قائلاً: قم واذهب إلى الموضع الفلاني, فاستيقظ من منامه مدهوشاً, ولم ير أحداً سوى الأنوار، ثم قال: لبيك لبيك يا أمير النحل يا علي بن أبي طالب.
وذلك مذكور مصرحاً في كتاب المجموع.
وهذه السورة يطلب المصلِّي فيها الخلاص من المسوخية, التي هي سبعة أشكال, ولكل شكل منها أجزاء, فالسبعة الأشكال المذكورة تحوي جميع أنواع الأنعام والوحوش, وغيرها من الحيوانات, ويعتقدون بأن هذه السبعة الأشكال هي سبع طبقات جهنم المذكورة في القرآن في سورة الحجر (بقوله: ولها سبعة أبواب ولكل باب منها جزء مقسوم.)([11]).
فيتوسل هنا الخاطي([12]). بقلب خاشع, وروح متواضع, إلى ربه علي بن أبي  طالب لكي ينقذه من شرها.



[1]- الأولى (ألجأ)
[2]- أبو شعيب محمد بن نصير البصري النميري (ت 270ه‍ هو مؤسس هذه الفرقة ( عاصر ثلاثة من أئمة الشيعة وهم علي الهادي (العاشر) والحسن العسكري (الحادي عشر) ومحمد المهدي (الموهوم) السردابي(الثاني عشر).  زعم أنه البابُ إلى الإمام الحسن العسكري، وأنه وارثُ علمه،  والحجة والمرجع للشيعة من بعده، وأن صفة المرجعية والبابية بقيت معه بعد غيبة الإمام المهدي.
ادعى النبوة  والرسالة ، وغلا في حق الأئمة إذ نسبهم إلى مقام الألوهية. فلم يقبل به الإثني عشرية مما أدى إلى انفصاله وفرقته عن الاثني عشرية وتأسيس الفرقة النصيرية نسبة إليه.
ولقد أصبح مذهبه فيما بعد من أعمق المذاهب في الوثنية والغلو في البشر. قال عنه عبد الحسين العسكري: (وقال ابن نصير بربوبية أبي الحسن العسكري، وزعم أنه نبي ورسول بعثه أبو الحسن.) ونسبة هذه الطائفة إلى زعيمهم محمد بن نصير النميري، وأصله من فارس أباح نكاح المحارم ونكاح الرجال بعضهم، فقد نقل زكريا يحي بن ابن عبد الرحمن بن خاقان انه رأى عيانا محمد بن نصير وغلام له على ظهره فعاتبه بذلك فقالإن هذا من اللذات وهو من التواضع وترك التجبر، ورد ذلك في كتاب (المقالات والفرق) لسعد بن عبد الله القمي ص 100 ـ 101
[3]-حسين بن علي بن الحسين بن حمدان الخصيبي: المولود سنة 260 هـ إلى ٣٤٦أو٣٥٧هـفارسي الأصل مصري السكن جاء مع أستاذه عبد الله بن محمد الجُنبلاني 235 ـ 287 هـ من جنبلا بفارس إلى مصر ثم إلى الشام ثم إلى جنبلا، وخلفالجنبلاني في رئاسة الطائفة، وعاش في كنف الدولة الحمدانية بحلب كما أنشأ للنصيرية مركزين أولهما في حلب ورئيسه محمد علي الجلي والآخر في بغداد ورئيسه علي الجسري.
وقد هلك في حلب وقبره معروف بها وله مؤلفات في المذهب وأشعار في مدح آل البيت وكان يقول بالتناسخ والحلول ويعظم الفرس ومقامه عند النصيرية مقام الرب.
ويقولون في صلاتهم: ديني سليل، طاعة إلى القديم الأزل، أقر كما أقر السيد سلمان حين أذن المؤذن في أذنه وهو يقول: شهدت أن لا إله إلا هو العلي المعبود، ولا حجاب إلا السيد محمد المحمود، ولا باب إلا السيد سلمان الفارسي، ولا ملائكة إلا الملائكة الخمسة الأيتام الكرام، ولا رب إلا ربي شيخنا (وهو) شيخنا وسيدنا الحسين بن حمدان الخصيبي، سفينة النجاة وعين الحياة حي على الصلاة حي على الفلاح، تفلحوا يا مؤمنون.
ويقول الخصيبيوالنصيريون إن المولى-جل وعلا- تجلى في شخص ملوك الفرس وتجلت فيهم أسماؤه وأبوابه وأولياؤه النورانيون، وذكر أن الخصيبي شرح هذه المسألة في إحدى رسائله، وعنوانها: (رسالة في السياقة) وخلاصة قول الخصيبي هو أنه لما ذهب آدم، تجلى في شخص أينوش، وكان المعني هو شيث، وتجلى آدم بعد ذلك في شخص الإسكندر ذي القرنين وكان المعني هو دانيال، ثم تجلى آدم بعد ذلك في شخص أردشير بن بابك أول ملوك الفرس الكسرويين ثم تجلى بعد ذلك في شخص سابور بن أردشير، وكان المعني هو أردشير وسابور بن أردشير، وتوارثت الحكمة بينهم حتى آخر ثلاثة منهم، وهم: شروين وكروين، وكسرى ولهؤلاء الملوك الثلاثة نفس الدرجة من الحكمة التي للمعنى، والاسم والباب وهذا هو السبب في احتفال التصيريين بعيد الفرس، عيد النوروز.
[4]- المقصود شمال سوريا (لواء اسكندرونة) وبعض المتفرقين في محافظة حلب.
[5]- هو قطاع في السماء على شكل مجرى نهر فيه قليل من بياض يعج بالنجوم والكواكب.
[6]- النصيرية كلهم يتظاهرون بعبادة علي بن أبي طالب والحقيقة أنهم لا دين لهم أصلاً والذين يعبدون القمر يعتقدون أن علياً في القمر والذين يعبدون الشمس يعتقدون أن علياً في الشمس والذين يعبدون الهوى يعتقدون أن علياً حل في العالم وهكذا ومنهم لا يعبد شيئاً لأنهم يعتقدون أنهم لما عرفوا الإله الحق علي بن أبي طالب أعفاهم من كل العبادات.
[7]- علي الماخوسي عاش في بدايات القرن السابع الميلادي، اجتمع الشاعر القمري محمد بن يونس كلاذي 1011ه‍/1602م قرب أنطاكية ، وناصر نصيفي ويوسف عبيدي ونتيجة اجتماعاتهم ودراساتهم شكلت فرقة الكلاذية نسبة لزعيمهم محمد بن يونس الكلاذي نسبة إلى قرية (كلازو) التابعة لإنطاكية. ثم انشق عنه علي الماخوسواتبع الحيدرية، والماخوسيةقريتةوتسمى أتباعةبالماخوسية و‏‏أصبحوا فرقة مستقلة ثم أن هؤلاء ينقسمون إلى قسمين:
قسم ظل على ولائه لتعاليم شيخهم علي الماخوس , والقسم الآخر تابع سليمان المرشد
[8]- هكذا كتبها ولم يحذف الألف المقصورة لأنها مجزومة بحذف حرف العلة.
[9]- بالمخطوط كأن التاء كتبت باء .
[10]- وأصحاب التناسخ يفرقون بين النسخ والمسخ، والرسخ والفسخ، فالنسخ هو الانتقال من بدن إنساني إلى آخر، والمسخ: هو الانتقال من بدن إنساني إلى بدن حيواني، والرسخ: هو الانتقال إلى جسم نباتي، والفسخ: هو الانتقال إلى جسم معدني. أما قوله فظاهرها (والقش والقشاش) إي نعوذ بك من النوازل والجوائح التي تأخذ كل شيء وهو مثل شعبي: راح القش والقشاش وظل البوم بلا فراش وباطنها أشكال من أنواع المسوخية.
[11]- ونص الآية { وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ(43)لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ(44)} الحجر
[12]- يقصد المخطئ

1 التعليقات:

قاتل الله الجهل والجهلاء

http://alawiyoun.net/node/2408

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.