الاغتيالات وفتاوى علماء الطائفة الممتنعة
عن تطبيق الشرائع(4)
رضوان محمود نموس
نتابع في هذه الحلقة سرد الأدلة على شرعية الاغتيالات
· اغتيال ابن سنينة: - وذلك بعد مقتل كعب بن الأشرف - [فأصبحنا وقد خافت يهود تبعتنا فليس بها يهودي إلا وهو يخاف على نفسه وقال رسول الله: من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على ابن سنينة رجل من تجار يهود وكان يلابسهم ويبايعهم فقتله وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم فقال لمحيصة: وكان أسن منه لمَّا قتله وجعل يبصره يضربه يا عدو الله أقتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله فقال محيصة: والله لقد أمرني بقتله من لو أمرني بقتلك لضربت عنقك قال: فقال والله إن دينا بلغ بك هذا لدين له شأن انطلق إلى صاحبك حتى أسمع منه فانطلق إلى رسول الله فكان أول إسلام حويصة. ]([1]).
· اغتيال عصماء بنت مروان: قال الشهاب في مسنده: [ أنا محمد بن أحمد الأصبهاني نا الحسن بن علي التستري وذو النون بن محمد قالا نا الحسن بن عبد الله العسكري نا يحيى بن محمد مولى بني هاشم نا بكر بن عبد الوهاب أنا الواقدي نا عبد الله بن الحارث بن فضل عن أبيه قال ثم كانت عصماء بنت مروان من بني أمية بن زيد وكان زوجها يزيد بن زيد بن حصن الخطمي وكانت تحرض على المسلمين وتؤذيهم وتقول الشعر فجعل عمير بن عدي نذراً أنه لئن رد الله رسوله سالما من بدر ليقتلنها قال فعدا عليها عمير في جوف الليل فقتلها ثم لحق بالنبي صلى الله عليه وسلم فصلى معه الصبح وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتصفحهم إذا قام يدخل منزله فقال لعمير بن عدي قتلت عصماء قال نعم قال فقلت يا نبي الله هل علي في قتلها شيء فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا ينتطح فيها عنزان فهي أول ما سمعت هذه الكلمة من رسول الله صلى الله عليه وسلم ]([2]).
· اغتيال أبي عفك اليهودي: وقال ابن سعد في الطبقات: [سرية سالم بن عمير ثم سرية سالم بن عمير العمري إلى أبي عفك اليهودي في شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أبو عفك من بني عمرو بن عوف شيخا كبيرا قد بلغ عشرين ومائة سنة وكان يهوديا وكان يحرض على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقول الشعر فقال سالم بن عمير وهو أحد البكائين وقد شهد بدرا علي نذر أن أقتل أبا عفك أو أموت دونه فأمهل يطلب له غرة حتى كانت ليلة صائفة فنام أبو عفك بالفناء وعلم به سالم بن عمير فأقبل فوضع السيف على كبده ثم اعتمد عليه حتى خرج من قفاه وصاح عدو الله فثاب إليه ناس ممن هم على قوله فأدخلوه منزله وقبروه]([3]).
وقال الحسن بن عمر بن حبيب:[ سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي سنة اثنتين من الهجرة نهض في شوال من السنة المعينة وسار لا يسمع في قتل اليهودي دعوى ولا بينة وكان شيخا قد بلغ عشرين ومائة عام يقول الشعر محرضا فيه على من سبح في بحر النبوة وعام فجاءه ليلا وقد قام بفناء داره فوضع السيف على كبده حتى أخرجه من فقاره ثم رجع سالم في حرز السلامة بعد أن أورد عدو الله ورسوله حمامه.
إلام لحاك الله تلقى محرضـا على خير مبعوث إلى الإنس والجن
حباك حنيف آخر الليل طعنة فخذها أبا عفك على كبر السن]([4]).
· اغتيال الأسود العنسي:
يقول ابن كثير عن ردة الأسود العنسي [جاءهم كتاب رسول الله يحثهم على مصاولة الأسود العنسي فكتبنا إليهم ألا يحدثوا شيئا حتى نبرم الأمر قال قيس فدخلت على امرأته أزاد فقلت يا ابنة عمي قد عرفت بلاء هذا الرجل عند قومك قتل زوجك وطأطأ في قومك القتل وفضح النساء فهل عندك ممالأة عليه قالت على أي أمر قلت إخراجه قالت أو قتله قلت أو قتله قالت نعم والله ما خلق الله شخصا هو أبغض إلي منه فما يقوم لله على حق ولا ينتهي له عن حرمة فإذا عزمتم أخبروني أعلمكم بما في هذا الأمر قال فأخرج فإذا فيروز وداوذيه ينتظراني يريدون أن يناهضوه فما استقر اجتماعه بهما حتى بعث إليه الأسود فدخل في عشرة من قومه فقال ألم أخبرك بالحق وتخبرني بالكذابة إنه يقال يا سوأة يا سوأة إن لم تقطع من قيس يده يقطع رقبتك العليا حتى ظن قيس أنه قاتله فقال إنه ليس من الحق أن أهلك وأنت رسول الله فقتلي أحب إلي من موتات أموتها كل يوم فرق له وأمره بالانصراف فخرج إلى أصحابه فقال اعملوا عملكم فبينما هم وقوف بالباب يشتورون إذ خرج الأسود عليهم وقد جمع له مائة ما بين بقرة وبعير فقام وخط خطاً وأقيمت من ورائه وقام دونها فنحرها غير محبسة ولا معلقة ما يقتحم الخط منها شيء فجالت إلى أن زهقت أرواحها قال قيس فما رأيت أمرا كان أفظع منه ولا يوما أوحش منه ثم قال الأسود أحق ما بلغني عنك يا فيروز لقد هممت أن أنحرك فألحقك بهذه البهيمة وأبدى له الحربة فقال له فيروز اخترتنا لصهرك وفضلتنا على الأبناء فلو لم تكن نبيا ما بعنا نصيبنا منك بشيء فكيف وقد اجتمع لنا بك أمر الآخرة والدنيا فلا تقبل علينا أمثال ما يبلغك فأنا بحيث تحب فرضي عنه وأمره بقسم لحوم تلك الأنعام ففرقها فيروز في أهل صنعاء ثم أسرع اللحاق به فإذا رجل يحرضه على فيروز ويسعى إليه فيه واستمع له فيروز فإذا الأسود يقول أنا قاتله غدا وأصحابه فاغد علي به ثم التفت فإذا فيروز فقال مه فأخبره فيروز بما صنع من قسم ذلك اللحم فدخل الأسود داره ورجع فيروز إلى أصحابه فأعلمهم بما سمع وبما قال وقيل له فاجتمع رأيهم على أن عاودوا المرأة في أمره فدخل أحدهم وهو فيروز إليها فقالت إنه ليس من الدار بيت إلا والحرس محيطون به غير هذا البيت فأن ظهره إلى مكان كذا وكذا من الطريق فإذا أمسيتم فانقبوا عليه من دون الحرس وليس من دون قتله شيء وإني سأضع في البيت سراجا وسلاحا فلما خرج من عندها تلقاه الأسود فقال له ما أدخلك على أهلي ووجأ رأسه وكان الأسود شديدا فصاحت المرأة فأدهشته عنه ولولا ذلك لقتله وقالت ابن عمي جاءني زائرا فقال اسكتي لا أبالك قد وهبته لك فخرج على أصحابه فقال النجاء النجاء وأخبرهم الخبر فحاروا ماذا يصنعون فبعثت المرأة إليهم تقول لهم لا تنثنوا عما كنتم عازمين عليه فدخل عليها فيروز الديلمي فاستثبت منها الخبر ودخلوا إلى ذلك البيت فنقبوا داخله بطائن ليهون عليهم النقب من خارج ثم جلس عندها
جهرة كالزائر فدخل الأسود فقال وما هذا فقالت إنه أخي من الرضاعة وهو ابن عمي فنهره وأخرجه فرجع إلى أصحابه فلما كان الليل نقبوا ذلك البيت فدخلوا فوجدوا فيه سراجا تحت جفنة فتقدم إليه فيروز الديلمي والأسود نائم على فراش من حرير قد غرق رأسه في جسده وهو سكران يغط والمرأة جالسة عنده فلما قام فيروز على الباب أجلسه شيطانه وتكلم على لسانه وهو مع ذلك يغط فقال مالي ومالك يا فيروز فخشي إن رجع يهلك وتهلك المرأة فعاجله وخالطه وهو مثل الجمل فأخذ رأسه فدق عنقه ووضع ركبتيه في ظهره حتى قتله ثم قام ليخرج إلى أصحابه ليخبرهم فأخذت المرأة بذيله وقالت أين تذهب عن حرمتك فظنت أنها لم يقتله فقال أخرج لأعلمهم بقتله فدخلوا عليه ليحتزوا رأسه فحركه شيطانه فاضطرب فلم يضبطوا أمره حتى جلس اثنان على ظهره وأخذت المرأة بشعره وجعل يبربر بلسانه فاحتز الآخر رقبته فخار كأشد خوار ثور سمع قط فابتدر الحرس إلى المقصورة فقالوا ما هذا ما هذا فقالت المرأة النبي يوحي إليه فرجعوا وجلس قيس داذويه وفيروز يأتمرون كيف يعلمون أشياعهم فاتفقوا على أنه إذا كان الصباح ينادون بشعارهم الذي بينهم وبين المسلمين فلما كان الصباح قام أحدهم وهو قيس على سور الحصن فنادى بشعارهم فاجتمع المسلمون والكافرون حول الحصن فنادى قيس ويقال وبر بن يحنش الأذان اشهد أن محمدا رسول الله وأن عبهلة كذاب وألقى إليهم رأسه فانهزم أصحابه وتبعهم الناس يأخذونهم ويرصدونهم في كل طريق يأسرونهم وظهر الإسلام وأهله وتراجع نواب رسول الله إلى أعمالهم وتنازع أولئك الثلاثة في الأمارة ثم اتفقوا على معاذ بن جبل يصلي بالناس وكتبوا بالخبر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد أطلعه الله على الخبر من ليلته كما قال سيف بن عمر التميمي عن أبي القاسم الشنوي عن العلاء بن زيد عن ابن عمر أتى الخبر إلى النبي من السماء الليلة التي قتل فيها العنسي ليبشرنا فقال قتل العنسي البارحة قتله رجل مبارك من أهل بيت مباركين قيل ومن قال فيروز فيروز] ([5]).
· اغتيال أم ولد الأعمى: عن ابْنُ عَبَّاسٍ أَنَّ أَعْمَى كَانَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَانَتْ لَهُ أُمُّ وَلَدٍ وَكَانَ لَهُ مِنْهَا ابْنَانِ وَكَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَتَسُبُّهُ فَيَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ وَيَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي فَلَمَّا كَانَ ذَاتَ لَيْلَةٍ ذَكَرْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَوَقَعَتْ فِيهِ فَلَمْ أَصْبِرْ أَنْ قُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهِ فَقَتَلْتُهَا فَأَصْبَحَتْ قَتِيلاً فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَجَمَعَ النَّاسَ وَقَالَ أَنْشُدُ اللَّهَ رَجُلا لِي عَلَيْهِ حَقٌّ فَعَلَ مَا فَعَلَ إلا قَامَ فَأَقْبَلَ الأعْمَى يَتَدَلْدَلُ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَنَا صَاحِبُهَا كَانَتْ أُمَّ وَلَدِي وَكَانَتْ بِي لَطِيفَةً رَفِيقَةً وَلِي مِنْهَا ابْنَانِ مِثْلُ اللُّؤْلُؤَتَيْنِ وَلَكِنَّهَا كَانَتْ تُكْثِرُ الْوَقِيعَةَ فِيكَ وَتَشْتُمُكَ فَأَنْهَاهَا فَلا تَنْتَهِي وَأَزْجُرُهَا فَلا تَنْزَجِرُ فَلَمَّا كَانَتِ الْبَارِحَةُ ذَكَرْتُكَ فَوَقَعَتْ فِيكَ فَقُمْتُ إِلَى الْمِغْوَلِ فَوَضَعْتُهُ فِي بَطْنِهَا فَاتَّكَأْتُ عَلَيْهَا حَتَّى قَتَلْتُهَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَلا اشْهَدُوا أَنَّ دَمَهَا هَدَرٌ }([6]).
· اغتيال عمرو بن جحاش:[وقال الحافظ في الإصابة عند ترجمة يامين بن عمير :
[يامين بن عمير بن كعب أبو كعب النضيري ذكره أبو عمر فقال كان من كبار الصحابة أسلم فأحرز ماله ولم يحرز ماله من بني النضير غيره وغير أبي سعيد بن عمرو بن وهب فأحرزا أموالهما قاله بن إسحاق عن عبد الله بن أبي بكر بن محمد بن عمرو بن حزم وقال بن إسحاق أيضا بلغني أن يامين بن كعب لقي أبا ليلى عبد الرحمن بن كعب وعبد الله بن مغفل وهما يبكيان فقالا لم نجد عند النبي صلى الله عليه وسلم ما يحملنا عليه فأعطاهما ناضحا وقال بن إسحاق حدثني بعض آل يامين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ليامين ألم تر إلى بن عمك عمرو بن جحاش وما هم به من قتلى يعني في قصة بني النضير وكان أراد أن يلقي على النبي صلى الله عليه وسلم رحى فيقتله فأنذره جبريل فقام من مكانه ذلك فجعل يامين لرجل جعلا على أن يقتل عمرو بن جحاش فقتله]([7]).
يتبع
0 التعليقات:
إرسال تعليق