موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الثلاثاء، 17 أبريل 2012

الاغتيالات وفتاوى علماء الطائفة الممتنعة عن تطبيق الشرائع (3)


الاغتيالات وفتاوى علماء الطائفة الممتنعة
عن تطبيق الشرائع (3)
رضوان محمود نموس
نتابع الأدلة من السنة النبوية القولية والعملية:
اغتيال أبي رافع اليهودي: وعَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ قَالَ بَعَثَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى أَبِي رَافِعٍ الْيَهُودِيِّ رِجَالا مِنَ الأنْصَارِ فَأَمَّر عَلَيْهِمْ عَبْد َاللَّهِ بْنَ عَتِيكٍ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُؤْذِي رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَيُعِينُ عَلَيْهِ وَكَانَ فِي حِصْنٍ لَهُ بِأَرْضِ الْحِجَازِ فَلَمَّا دَنَوْا مِنْهُ وَقَدْ غَرَبَتِ الشَّمْسُ وَرَاحَ النَّاسُ بِسَرْحِهِمْ فَقَالَ عَبْد ُاللَّهِ لأصْحَابِهِ اجْلِسُوا مَكَانَكُمْ فَإِنِّي مُنْطَلِقٌ وَمُتَلَطِّفٌ لِلْبَوَّابِ لَعَلِّي أَنْ أَدْخُلَ فَأَقْبَلَ حَتَّى دَنَا مِنَ الْبَابِ ثُمَّ تَقَنَّعَ بِثَوْبِهِ كَأَنَّهُ يَقْضِي حَاجَةً وَقَدْ دَخَلَ النَّاسُ فَهَتَفَ بِهِ الْبَوَّابُ يَا عَبْد َاللَّهِ إِنْ كُنْتَ تُرِيدُ أَنْ تَدْخُلَ فَادْخُلْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُغْلِقَ الْبَابَ فَدَخَلْتُ فَكَمَنْتُ فَلَمَّا دَخَلَ النَّاسُ أَغْلَقَ الْبَابَ ثُمَّ عَلَّقَ الأغَالِيقَ عَلَى وَتَدٍ قَالَ فَقُمْتُ إِلَى الأقَالِيدِ فَأَخَذْتُهَا فَفَتَحْتُ الْبَابَ وَكَانَ أَبُو رَافِعٍ يُسْمَرُ عِنْدَهُ وَكَانَ فِي عَلالِيَّ لَهُ فَلَمَّا ذَهَبَ عَنْهُ أَهْلُ سَمَرِهِ صَعِدْتُ إِلَيْهِ فَجَعَلْتُ كُلَّمَا فَتَحْتُ بَابًا أَغْلَقْتُ عَلَيَّ مِنْ دَاخِلٍ قُلْتُ إِنِ الْقَوْمُ نَذِرُوا بِي لَمْ يَخْلُصُوا إِلَيَّ حَتَّى أَقْتُلَهُ فَانْتَهَيْتُ إِلَيْهِ فَإِذَا هُوَ فِي بَيْتٍ مُظْلِمٍ وَسْطَ عِيَالِهِ لا أَدْرِي أَيْنَ هُوَ مِنَ الْبَيْتِ فَقُلْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ قَالَ مَنْ هَذَا فَأَهْوَيْتُ نَحْوَ الصَّوْتِ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً بِالسَّيْفِ وَأَنَا دَهِشٌ فَمَا أَغْنَيْتُ شَيْئًا وَصَاحَ فَخَرَجْتُ مِنَ الْبَيْتِ فَأَمْكُثُ غَيْرَ بَعِيدٍ ثُمَّ دَخَلْتُ إِلَيْهِ فَقُلْتُ مَا هَذَا الصَّوْتُ يَا أَبَا رَافِعٍ فَقَالَ لأمِّكَ الْوَيْلُ إِنَّ رَجُلا فِي الْبَيْتِ ضَرَبَنِي قَبْلُ بِالسَّيْفِ قَالَ فَأَضْرِبُهُ ضَرْبَةً أَثْخَنَتْهُ وَلَمْ أَقْتُلْهُ ثُمَّ وَضَعْتُ ظِبَةَ السَّيْفِ فِي بَطْنِهِ حَتَّى أَخَذَ فِي ظَهْرِهِ فَعَرَفْتُ أَنِّي قَتَلْتُهُ فَجَعَلْتُ أَفْتَحُ الأبْوَابَ بَابًا بَابًا حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى دَرَجَةٍ لَهُ فَوَضَعْتُ رِجْلِي وَأَنَا أُرَى أَنِّي قَدِ انْتَهَيْتُ إِلَى الأرْضِ فَوَقَعْتُ فِي لَيْلَةٍ مُقْمِرَةٍ فَانْكَسَرَتْ سَاقِي فَعَصَبْتُهَا بِعِمَامَةٍ ثُمَّ انْطَلَقْتُ حَتَّى جَلَسْتُ عَلَى الْبَابِ فَقُلْتُ لا أَخْرُجُ اللَّيْلَةَ حَتَّى أَعْلَمَ أَقَتَلْتُهُ فَلَمَّا صَاحَ الدِّيكُ قَامَ النَّاعِي عَلَى السُّورِ فَقَالَ أَنْعَى أَبَا رَافِعٍ تَاجِرَ أَهْلِ الْحِجَازِ فَانْطَلَقْتُ إِلَى أَصْحَابِي فَقُلْتُ النَّجَاءَ فَقَدْ قَتَلَ اللَّهُ أَبَا رَافِعٍ فَانْتَهَيْتُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَحَدَّثْتُهُ فَقَالَ ابْسُطْ رِجْلَكَ فَبَسَطْتُ رِجْلِي فَمَسَحَهَا فَكَأَنَّهَا لَمْ أَشْتَكِهَا قَطُّ ([1]).

اغتيال خالد بن سفيان الهذلي: باب قتل خالد بن سفيان الهذلي: عن عبد الله بن أنيس قال دعاني رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال إنه قد بلغني أن خالد بن سفيان بن نبيح الهذلي يجمع لي الناس ليغزوني فائته فاقتله قال قلت يا رسول الله أنعته لي حتى أعرفه قال إذا رأيته وجدت له قشعريرة قال فخرجت متوشحا سيفي حتى وقعت عليه وهو بعرنة مع ظعن يرتاد لهن منزلا وحين كان وقت العصر فلما رأيته وجدت ما وصف لي رسول الله صلى الله عليه وسلم من القشعريرة فأقبلت نحوه وخشيت أن يكون بيني وبينه محاولة فصليت وأنا أومىء برأسي الركوع والسجود فلما انتهيت إليه قال من الرجل قلت رجل سمع بك وبجمعك لهذا الرجل فجاءك في ذلك قال أجل أنا في ذلك قال فمشيت معه شيئا حتى إذا أمكنني حملت عليه بالسيف حتى قتلته ثم خرجت وتركت ظعائنه مكبات عليه فلما قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فرآني قال: أفلح الوجه قال: قلت قتلته يا رسول الله قال: صدقت قال: ثم قام معي رسول الله صلى الله عليه وسلم فدخل بي بيته فأعطاني عصا فقال امسك هذه عندك يا عبد الله بن أنيس قال فخرجت بها على الناس فقالوا ما هذه العصا قلت: أعطانيها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرني أن امسكها قالوا أولا ترجع إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فتسأله عن ذلك فرجعت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله لم أعطيتني هذه ا لعصا قال: آية بيني وبينك يوم القيامة إن أقل الناس المتخصرون يومئذ قال: فقرنها عبد الله بسيفه فلم تزل معه حتى إذا مات أمر بها فضمت معه في كفنه ثم دفنا جميعا قلت روى أبو داود بعضه في صلاة الخوف رواه احمد وأبو يعلى بنحوه([2]) .
اغتيال من جاء ليأخذ أبا بصير رضي الله عنه : وفي قصة أبي بصير قال الحافظ في الفتح:
[ثم رجع النبي  صلى الله عليه وسلم إلى المدينة فجاءه أبو بصير بفتح الموحدة وكسر المهملة رجل من قريش هو عتبة بضم المهملة وسكون المثناة وقيل فيه عبيد بموحدة مصغر وهو وهم بن أسيد بفتح الهمزة على الصحيح بن جارية بالجيم الثقفي حليف بني زهرة سماه ونسبه ابن إسحاق في روايته, وعرف بهذا أن قوله في حديث الباب (رجل من قريش) أي بالحلف لأن بني زهرة من قريش.
قوله: (فأرسلوا في طلبه رجلين) سماهما ابن سعد في الطبقات في ترجمة أبي بصير خنيس وهو بمعجمة ونون وآخره مهملة مصغر ابن جابر ومولى له يقال له كوثر, وفي الرواية الآتية آخر الباب أن الأخنس بن شريق هو الذي أرسل في طلبه, زاد بن إسحاق (فكتب الأخنس بن شريق والأزهر بن عبد عوف إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم كتابا وبعثا به مع مولى لهما ورجل من بني عامر استأجراه ببكرين ) اهـ .
والأخنس من ثقيف رهط أبي بصير, وأزهر من بني زهرة حلفاء أبي بصير فلكل منهما المطالبة برده, ويستفاد منه أن المطالبة بالرد تختص بمن كان من عشيرة المطلوب بالأصالة أو الحلف, وقيل أن اسم أحد الرجلين مرثد بن حمران, زاد الواقدي فقدما بعد أبي بصير بثلاثة أيام.
 قوله: (فدفعه إلى الرجلين) في رواية بن إسحاق "فقال رسول الله  صلى الله عليه وسلم  يا أبا بصير إن هؤلاء القوم صالحونا على ما علمت, وإنّا لا نغدر, فالحق بقومك. فقال: أتردني إلى المشركين يفتنوني عن ديني ويعذبوني؟ قال: اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك فرجا ومخرجا" وفي رواية أبي المليح من الزيادة "فقال له عمر أنت رجل وهو رجل ومعك السيف" وهذا أوضح في التعريض بقتله. ... قوله: (فنزلوا يأكلون من تمر لهم ) في رواية الواقدي (فلما كانوا بذي الحليفة دخل أبو بصير المسجد فصلى ركعتين وجلس يتغدى, ودعاهما فقدم سفرة لهما فأكلوا جميعا).
قوله: (فقال أبو بصير لأحد الرجلين في رواية ابن إسحاق للعامري وفي رواية بن سعد (لخنيس بن جابر).
قوله: (فاستله الآخر) أي صاحب السيف أخرجه من غمده.
قوله: (فأمكنه به) أي بيده, وفي رواية الكشميهني (فأمكنه منه).
قوله: فضربه حتى برد بفتح الموحدة والراء أي خمدت حواسه, وهي كناية عن الموت, لأن الميت تسكن حركته, وأصل البرد السكون, قاله الخطابي, وفي رواية ابن إسحاق فعلاه حتى قتله.
قوله: وفر الآخر في رواية ابن إسحاق وخرج المولى يشتد أي هربا.
قوله: ذعرا أي خوفا وفي رواية ابن إسحاق فزعا.
قوله: قتل صاحبي بضم القاف, في رواية بن إسحاق, قتل صاحبكم صاحبي.
قوله: وإني لمقتول أي إن لم تردوه عني وعند الواقدي وقد أفلت منه ولم أكد. ووقع في رواية أبي الأسود عن عروة فرده رسول الله صلى الله عليه وسلم  إليهما فأوثقاه, حتى إذا كان ببعض الطريق ناما فتناول السيف بفيه فأَمَرَّهُ على الأسار فقطعه وضرب أحدهما بالسيف وطلب الأخر فهرب والأول أصح, وفي رواية الأوزاعي عن الزهري عند ابن عائذ في المغازي وجمز الآخر واتبعه أبو بصير حتى دفع إلى رسول الله  صلى الله عليه وسلم ....قوله: قد والله أوفى الله ذمتك أي فليس عليك منهم عقاب فيما صنعت أنا, زاد الأوزاعي عن الزهري فقال أبو بصير: يا رسول الله عرفت أني إن قدمت عليهم فتنوني عن ديني ففعلت ما فعلت وليس بيني وبينهم عهد ولا عقد .
وفيه أن للمسلم الذي يجيء من دار الحرب في زمن الهدنة قتل من جاء في طلب رده إذا شرط لهم ذلك لأن النبي  صلى الله عليه وسلم لم ينكر على أبي بصير قتله العامري ولا أمر فيه بقود ولا دية والله أعلم .
قوله: ويل أمه بضم اللام ووصل الهمزة وكسر الميم المشددة وهي كلمة ذم تقولها العرب في المدح ولا يقصدون معنى ما فيها من الذم لأن الويل الهلاك فهو كقولهم (لأمه الويل) قال بديع الزمان في رسالة له: والعرب تطلق تربت يمينه في الأمر إذا أهم ويقولون ويل أمه ولا يقصدون الذم. والويل يطلق على العذاب والحرب والزجر وقد تقدم شيء من ذلك في الحج في قوله للأعرابي ويلك. وقال الفراء: أصل قولهم ويل فلان وي لفلان أي فكثر الاستعمال فألحقوا بها اللام فصارت كأنها منها وأعربوها, وتبعه ابن مالك إلا أنه قال تبعا للخليل: إن وي كلمة تعجب وهي من أسماء الأفعال واللام بعدها مكسورة ويجوز ضمها اتباعا للهمزة وحذفت الهمزة تخفيفا, والله أعلم.
قوله: (مسعر حرب) بكسر الميم وسكون المهملة وفتح العين المهملة وبالنصب على التمييز وأصله من مسعر حرب أي يسعرها. قال الخطابي: كأنه يصفه بالإقدام في الحرب والتسعير لنارها, ووقع في رواية ابن إسحاق محش بحاء مهملة وشين معجمة وهو بمعنى مسعر, وهو العود الذي يحرك به النار.
قوله: (لو كان له أحد) أي ينصره ويعاضده ويناصره, وفي رواية الأوزاعي لو كان له رجال فلقنها أبو بصير فانطلق, وفيه إشارة إليه بالفرار لئلا يرده إلى المشركين, ورمز إلى من بلغه ذلك من المسلمين أن يلحقوا به, قال جمهور العلماء من الشافعية وغيرهم: يجوز التعريض بذلك لا التصريح كما في هذه القصة والله أعلم,
قوله: (حتى أتى سيف البحر) بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها فاء أي ساحله, وعيَّنَ ابن إسحاق المكان فقال حتى نزل العيص وهو بكسر المهملة وسكون التحتانية بعدها مهملة قال: وكان طريق أهل مكة إذا قصدوا الشام. قلت: وهو يحاذي المدينة إلى جهة الساحل, وهو قريب من بلاد بني سليم .
قوله: وينفلت منهم أبو جندل أي من أبيه وأهله, وفي تعبيره بالصيغة المستقبلة إشارة إلى إرادة مشاهدة الحال كقوله تعالى:{ الله الذي أرسل الرياح فتثير سحابا} وفي رواية أبي الأسود عن عروة وانفلت أبو جندل في سبعين راكبا مسلمين فلحقوا بأبي بصير فنزلوا قريبا من ذي المروة على طريق عير قريش فقطعوا مادتهم.
قوله: (حتى اجتمعت منهم عصابة) أي جماعة ولا واحد لها من لفظها وهي تطلق على الأربعين فما دونها وهذا الحديث يدل على أنها تطلق على أكثر من ذلك, ففي رواية بن إسحاق أنهم بلغوا نحوا من سبعين نفسا, وفي رواية أبي المليح بلغوا أربعين أو سبعين, وجزم عروة في المغازي بأنهم بلغوا سبعين, وزعم السهيلي أنهم بلغوا ثلاثمائة رجل, وزاد عروة فلحقوا بأبي بصير وكرهوا أن يقدموا المدينة في مدة الهدنة خشية أن يعادوا إلى المشركين وسمى الواقدي منهم الوليد بن الوليد بن المغيرة.
قوله: (ما يسمعون بِِعِيرٍ) أي بخبر عير بالمهملة المكسورة أي قافلة قوله إلا اعترضوا لها أي وقفوا في طريقها بالعرض, وهي كناية عن منعهم لها من السير.
قوله: (فأرسلت قريش) في رواية أبي الأسود عن عروة فأرسلوا أبا سفيان بن حرب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسألونه ويتضرعون إليه أن يبعث إلى أبي جندل ومن معه وقالوا ومن خرج منا إليك فهو لك.... قال وقدم أبو جندل ومن معه إلى المدينة فلم يزل بها إلى أن خرج إلى الشام مجاهداً فاستشهد في خلافة عمر. قال فعلم الذين كانوا أشاروا بأن لا يسلم أبا جندل إلى أبيه أن طاعة رسول صلى الله عليه وسلم خير مما كرهوا (وفي قصة أبي بصير من الفوائد جواز قتل المشرك المعتدي غيلة([3]).


[1] - البخاري 3733
[2]- مجمع الزوائد ج: 6 ص: 203
[3] - فتح الباري 5/ 348 وما بعدها

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.