الأجوبة الشرعية على الأسئلة الشامية (18)
رضوان محمود نموس
السلام عليكم شيخنا رضوان هذه هي أسئلتي...
قرأت عدة مقالات عن الطائفة الممتنعة ومنها مقالتك ولدي عدة أسئلة عن الطائفة الممتنعة وكفر الدول وهي كالأتي:......
6- هل يختلف القتال في كون الممتنعين طائفة محكومة ضمن الدولة أو طائفة مستقلة في أرض منعزلة عن الدولة الإسلامية؟
7- هل الطوائف الممتنعة في عصرنا (الدول) من جنس قطاع الطرق والخوارج أم أنها طوائف ردة
8- هل محاولة الدولة تطبيق الشرع يعد مانعا من قتالها رغم وجود تشريعات وضعية
9- هل جهاد الدولة للأعداء يعد مانعا من قتالها
10- هل سفك الدولة للدماء يعد مانعا من قتالها
أقول وبالله التوفيق:
الإجابة عن السؤال السادس:
الأصل أن الدولة الإسلامية هي دولة واحدة.
قال الله تعالى: (( إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ )) [الأنبياء:92]
وقال الله تعالى: (( وَإِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ )) [المؤمنون:52]
وعَنِ ابْنِ شِهَابٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَتَبَ بِهَذَا الْكِتَابِ: [هَذَا كِتَابٌ مِنْ مُحَمَّدٍ النَّبِيِّ رَسُولِ اللَّهِ، بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ مِنْ قُرَيْشٍ، وَأَهْلِ يَثْرِبَ، وَمَنْ تَبِعَهُمْ، فَلَحِقَ بِهِمْ، فَحَلَّ مَعَهُمْ وَجَاهَدَ مَعَهُمْ إِنَّهُمْ أُمَّةٌ وَاحِدَةٌ دُونَ النَّاسِ.]([1]).
وعَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «إِذَا بُويِعَ لِخَلِيفَتَيْنِ، فَاقْتُلُوا الآخَرَ مِنْهُمَا»([2]).
ولفظ الممتنع عن تطبيق الشرائع المقصود به من كان مسلماً أو ادعى الإسلام ثم امتنع عن تطبيق الشرائع. أما الكفار الأصليين فلا يطلق عليهم لفظ الطوائف الممتنعة عن تطبيق الشرائع؛ بل هم كفار يدعون إلى الإسلام, أو يقاتلون, إذا أبوا؛ أو يدفعون الجزية إذا كانوا من أهل الكتاب
وهذا يعني أن الطائفة الممتنعة: الأصل فيها أنها داخل دولة الإسلام ولها حالات:
1- إما أن تكون داخل الدولة وما زالت وعلى الإمام قتالها.
2- أو أنها امتنعت عن تطبيق بعض الشرائع أو كلها وأعلنت انفصالها عن الدولة؛ وهذه قتالها أولى وأوجب؛ لاجتماع عدة معاني في وجوب القتال: الامتناع عن بعض الشرائع, والخروج على الإمام ومبايعة رئيس جديد.
3- أما واقعنا كما قلت في الحلقة السابقة: فهو عدم وجود إمام شرعي؛ وكل الموجود طوائف ممتنعة مرتدة.