لا تكونوا أجراء
الطاغوت وعصابته(70)
رضوان
محمود نموس
يتابع الكاتب في هذه الحلقة حكم الاستعانة بالمشركين
حديث
استعارة السلاح من صفوان:
نقد تصحيح حديث صفوان
وأما استشهادهم بأن يهود غزوا مع رسول الله صلى الله
عليه وسلم فأقول:
وأما
استشهادهم بقصة استعانة الرسول صلى الله عليه وسلم بيهود فلقد قال البيهقي رحمه
الله تعالى: [وأما غزوه بيهود قينقاع فإني لم أجده إلا من حديث الحسن بن عمارة وهو
ضعيف عن الحكم عن بن عباس رضي الله عنهما قال استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم
يسهم لهم{([1]).
وقال
الزيلعي في نصب الراية: [الحديث الثامن عشر روي أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان باليهود على اليهود ولم يعطهم من
الغنيمة شيئا يعني لم يسهم لهم قلت روى البيهقي في كتاب المعرفة أخبرنا أبو عبد
الله الحافظ وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس أنا الربيع قال قال الشافعي فيما حكى
عن أبي يوسف قال أخبرنا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال استعان
رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود
قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم انتهى قال
البيهقي تفرد به الحسن بن عمارة وهو متروك انتهى وقال الواقدي في المغازي في غزوة
خيبر حدثني بن أبي سبرة عن حزام بن سعد محيصة قال وخرج رسول الله صلى الله عليه
وسلم بعشرة من زفر المدينة غزا بهم أهل
خيبر فأسهم له كسهمان المسلمين ويقال أحذاهم ولم يسهم لهم انتهى حديث مخالف لما
تقدم روى الترمذي في جامعه حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عزرة
بن ثابت عن الزهري قال أسهم النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من اليهود قاتلوا معه انتهى ورواه أبو
داود في مراسيله حدثنا هناد والقعنبي ثنا بن المبارك عن حيوة بن شريح عن الزهري
فذكره وقال في آخره زاد هنا مثل سهمان المسلمين انتهى وكذلك رواه بن أبي شيبة في
مصنفه حدثنا وكيع ثنا سفيان عن بن جريج عن الزهري أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يغزو باليهود فيسهم لهم
كسهام المسلمين انتهى قال البيهقي إسناده ضعيف ومنقطع انتهى وقال صاحب التنقيح
مراسيل الزهري ضعيفه كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئا ويقال هي
بمنزلة الريح انتهى {([2]).
وقال
الحافظ في الدراية:[ حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان باليهود على اليهود
ولم يعطهم من الغنيمة شيئا الشافعي في الأم ومن طريقه البيهقي في المعرفة من حديث
ابن عباس استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود بني قينقاع ولم يسهم لهم ورضخ
لهم تفرد به الحسن ابن عمارة وهو متروك وهذا ليس فيه تعيين المستعان عليهم لكن عند
الوافدي من طريق حزام بن سعد بن محيصة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة من
زفر المدينة غزا بهم أهل خيبر فأسهم لهم ويقال أخذاهم ولم يسهم لهم وروى الترمذي وأبو
داود في المراسيل وابن أبي شيبة كلهم عن الزهري قال أسهم النبي صلى الله عليه وسلم
لقوم من اليهود قاتلوا معه لفظ الترمذي وفي الباب حديث إنا لا نستعين بمشرك أخرجه
مسلم عن عائشة وأحمد وإسحاق وابن أبي شيبة والحاكم والطبراني من حديث خبيب بن أساف
وإسحاق بن راهويه من حديث أبي حميد الساعدي وفي كل منها قصة وفي حديث أبي حميد
فقال من هؤلاء قالوا ابن أبي في مواليه من زفر قال هل أسلموا قالوا لا قال
فليرجعوا فذكره{([3]).