خديعة
الحل السياسي والهدنة
رضوان محمود نموس (أبو فراس)
عَنْ تَمِيمٍ الدَّارِيِّ أَنَّ النَّبِيَّ
صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ» قُلْنَا: لِمَنْ؟
قَالَ: «لِلَّهِ وَلِكِتَابِهِ وَلِرَسُولِهِ وَلِأَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ»([1]).
وأراني ملزمًا أمام الله بالصدع بالحق
والنّصح للمسلمين؛ وافق هذا الصدع والنصح رغبة الناس أو خالفها, فالمقدّم عندي رضا
الله, والصدع بالحق لا يلتقي مع الجمجمة والإدهان
في شيء، قال الله تعالى: {فَسَتُبْصِرُ وَيُبْصِرُونَ (5) بِأَيِّكُمُ الْمَفْتُونُ
(6) إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَنْ ضَلَّ عَنْ سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ
(7) فَلَا تُطِعِ الْمُكَذِّبِينَ (8) وَدُّوا لَوْ تُدْهِنُ فَيُدْهِنُونَ } [القلم:
5 - 9] ولا يجوز لامرئ مسلم أن يكتم عن أهله حقًا أو نصحًا يعلم أنه من الهدى، وكتم
الحق والنصح مع القدرة نوع من الخيانة.
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ قَالَ: قَامَ
رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بِالْخَيْفِ مِنْ مِنى، فَقَالَ:
"نَضَّرَ اللَّهُ امْرَءا سَمِعَ مَقَالَتِي فَبَلَّغَهَا، فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ
غَيْرُ فَقِيهٍ، وَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ. ثَلَاثٌ
لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُؤْمِنٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَالنَّصِيحَةُ
لِوُلَاةِ الْمُسْلِمِينَ وجَمَاعَتِهِمْ، فَإِنَّ دَعْوَتَهُمْ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ"([2]).
فمن كتم نصحًا أو خيرًا يعلمه عن جماعة
المسلمين في قلبه؛ فقد طوى جوانحه على خيانة وغدر, وغل وحقد, وعلى الأقل لا مبالاة
بالجماعة المسلمة, بل ربما يكون هذا الطي على جذوة من نار. قال
الله تعالى: {وَلَا
تَكْتُمُوا الشَّهَادَةَ وَمَنْ يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ وَاللَّهُ بِمَا
تَعْمَلُونَ عَلِيمٌ} [البقرة: 283] وأنا
جندي من جنود الإسلام، سأقاتل عنه إن شاء الله ما حييت. بالسنان والبنان, بالسيف
والقلم, لا ينهاني عن الصراحة والصدع فيه شيء, أو يخدعني أو يغريني عن ترك ذلك شيء؛
مما يُتوهم من مصالح مزعومة, وظروف غير مناسبة, وضرورات الواقع, وما شابه من أوهام
وضبابيات.
والحرب بين المسلمين والكفار- كل
الكفار- غربيين وشرقيين, شيعيين وشيوعيين, زنادقة ومرتدين وعلمانيين, صليبيين
محليين وخارجيين, كاثوليك وأرثوذكس وبروتستانتيين, هنادكة ويهود وبوذيين, وكل
الأمم غير المسلمين, الحرب سافرة معلنة, جلية بينة, صارخة نابحة, مغبرة كالحة, لا يعمى عنها إلا من
أعمى الله قلبه, ولا يتجاهلها إلا مهزوم مأفون, ومن شك في هذا فإنما يشك عن دخل
وفساد, وضلال وعناد. وفرار من الجهاد, ومن يدعو إلى الحلول الانهزامية, والمساومات
التفاوضية, وتسليم الأمر إلى الهيئات الأممية, والقوى الكفرية, والإغماض عن حال
هذه القوى ومواقفها من الإسلام, ومن الجهاد في الشام, فإنما يدعو إلى الهلكة
والفناء ويسلم أمره للأعداء, ومن ينيب عنه الزنادقة الأشقياء, فلا يتفاجأ بحلول
الوباء والبلاء, ونقمة الأرض والسماء, والخزي والذل والعار, وتسلط الكفار
والأشرار.
فيجب أن يكون عملنا الجهاد, أو إعداد
للجهاد, ونومنا راحة لمتابعة الجهاد, وطعامنا للتقوي على الجهاد, وزواجنا لإنجاب
ذرية تتابع الجهاد, وذكرنا وتسبيحنا دعوة للجهاد, وكل كلمة نقولها في خدمة الجهاد,
فهي إما تحريض على الجهاد، أو قمع للمتخاذلين وأهل الفساد، وكل امرئ منا محاسب بما
ينوي ويقول ويفعل, فإن الجهاد لا يعرف رجلًا ليس له يد تجاهد, أو ليس له لسان أو
قلم يجاهد, أو عزيمة ونية لنصرة الجهاد.
وإن قيادة هذا الجهاد لن تكون لمن يساوم
في الحق, أو يتزلف من أجل الرزق, أو يجامل الكفار على حساب دينه, أو يدهن للزنادقة
وطوائف الردة في التقرب إليهم, ومشاركتهم في أمره, وتقديمهم للكفر العالمي كممثلين
له لكسب رضا الكفر الذي لن يرضى. قال الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ
وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ قُلْ إِنَّ هُدَى اللَّهِ هُوَ الْهُدَى
وَلَئِنِ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ بَعْدَ الَّذِي جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ مَا لَكَ
مِنَ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ} [البقرة: 120] وعن عَائِشَةُ رضي الله
عنها: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "مَنِ الْتَمَسَ
رِضَى اللَّهِ بِسَخَطِ النَّاسِ رَضِيَ الله تعالى عَنْهُ وَأَرْضَى النَّاسَ عَنْهُ
وَمَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بِسَخَطِ اللَّهِ سَخَطَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَسْخَطَ
عليه الناس"([3]).
ولست أدري ما الذي يدفع هؤلاء إلى الارتماء
عند الكفار, والتزلف إليهم, وإلقاء الحاجة عندهم, هل هو عدم الثقة بالله؟! أم
الإيمان الهش المتخلخل؟! أم المادية البحتة حيث يرون قوة الكفر وأسلحته ولا
يتمكنون من رؤية قوة الله تعالى وجنوده؟! أم اعتنقوا العلمانية وتركوا الإسلام
وراءهم ظهريا؟! هل يجهل هؤلاء تآمر أمريكا وروسيا والأمم المتحدة -ووراءهم سائر
دول الكفر- على الإسلام, وفي الشام بشكل خاص؟! هل يجهل هؤلاء تنسيق أمريكا وروسيا
مع يهود؟!! هل يجهل هؤلاء تنسيق أمريكا وروسيا مع إيران وتوابعها الشيعية ضد أهل
السنة في كل مكان, وفي الشام بشكل أشد وآكد؟!! هل يجهل هؤلاء أن خامنائي أعلن أن حرب الشيعة وحلفائهم
في الشام هي حرب ضد الكفار؟!! أي أنه وحلفاؤه الروس والنصيرية مؤمنين يقاتلون أهل
السنة الكفار, وهذا ليس جديدًا فهم يمالئون كل كافر على أهل السنة قال الإمام ابن
تيمية: [أعداء الله المارقين من الدين وهم صنفان أهل الفجور والطغيان وذوو الغي
والعدوان الخارجون عن شرائع الإيمان طلبا للعلو في الأرض والفساد وتركًا لسبيل
الهدى والرشاد ... وذلك أن هؤلاء وجنسهم من أكابر المفسدين في أمر الدنيا والدين
فان اعتقادهم أن أبا بكر وعمر وعثمان وأهل بدر وبيعة الرضوان وجمهور المهاجرين
والأنصار والتابعين لهم بإحسان وأئمة الإسلام وعلماءهم أهل المذاهب الأربعة وغيرهم
ومشايخ الإسلام وعبادهم وملوك المسلمين وأجنادهم وعوام المسلمين وأفرادهم كل هؤلاء
عندهم كفار مرتدون أكفر من اليهود والنصارى لأنهم مرتدون عندهم والمرتد شر من
الكافر الأصلي ولهذا السبب يقدمون الفرنج والتتار على أهل القرآن والإيمان... وفرحوا
بمجيء التتار هم وسائر أهل هذا المذهب الملعون مثل أهل جزين وما حواليها وجبل عامل
ونواحيه.
ولما خرجت العساكر الإسلامية من الديار
المصرية ظهر فيهم من الخزي والنكال ما عرفه الناس منهم ولما نصر الله الإسلام
النصرة العظمى عند قدوم السلطان كان بينهم شبيه بالعزاء كل هذا وأعظم منه عند هذه
الطائفة التي كانت من أعظم الأسباب في خروج جنكسخان إلى بلاد الإسلام وفى استيلاء
هولاكو على بغداد وفى قدومه إلى حلب وفى نهب الصالحية وفى غير ذلك من أنواع
العداوة للإسلام وأهله لأن عندهم أن كل من لم يوافقهم على ضلالهم فهو كافر مرتد
ومن استحل الفقاع فهو كافر ومن مسح على الخفين فهو عندهم كافر ومن حرم المتعة فهو
عندهم كافر ومن أحب أبا بكر أو عمر أو عثمان أو ترضى عنهم أو عن جماهير الصحابة
فهو عندهم كافر ومن لم يؤمن بمنتظرهم فهو عندهم كافر]([4]).
لو صدَّق هؤلاء أصحاب
الحلول السياسية التي يشرف عليها أئمة الكفر؛ لو صدَّقوا الله فيما يقول وقرؤوا
قوله تعالى {إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا} [النساء: 101]
وقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ
لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَاعَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ
وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ
تَعْقِلُونَ } [آل عمران: 118]
لم نحتج إلى جهد في إقناعهم إن
اقتنعوا, ولم نحتج إلى توضيح هذا الباطل الواضح.
وكان حسب هؤلاء أن يجيشوا الناس للجهاد
بالنفس والمال وأن يطيعوا الله فيما أمر, وينتهوا عما نهى عنه وزجر, والله يتكفل
بنصر عباده المؤمنين الموفين بشرط الله { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا
اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ } [محمد: 7] وقال تعالى: { إِنْ يَنْصُرْكُمُ
اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ
مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ } [آل عمران: 160]
وقال تعالى: {أَمَّنْ هَذَا الَّذِي هُوَ جُنْدٌ لَكُمْ يَنْصُرُكُمْ مِنْ دُونِ الرَّحْمَنِ
إِنِ الْكَافِرُونَ إِلَّا فِي غُرُورٍ } [الملك: 20] وقال تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ
الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ
كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي
ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي
لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}
[النور: 55]
فليقلع وعَّاظ الحلول الاستسلامية التي
يسمونها سياسية, وليقلع وعاظ الهدنة والدولة الديمقراطية والمدنية, وليسكت وعاظ
العلمنة والتعايش مع الكفر تحت سقف يرضي الجميع, ليقلعوا عن موعظة إبليس, عن موعظة
فيها الهلاك لأهل الإيمان، والرفعة للكفر والطغيان.
هناك بيانات تصدر وتفويضات تقدم تجعل
المسلم الحريص على دينه في غاية الدهشة!! كيف تفوض الفصائل التي تدَّعي الجهاد أو الثورة
على الطاغوت (الائتلاف الكفري) بحل قضية الشام؟!! من منا لا يعلم أن الائتلاف
صنيعة أمريكية ائتلفت فيه قوى الكفر على إبعاد الإسلام عن القيادة والسيادة
والفاعلية, بل ومحاربته ومحاربة أهله, من منا لا يعلم أن الائتلاف هو خليط من
النصارى والنصيريين, والدروز والشيوعيين, والملاحدة والعلمانيين, وموفدين من
النظام اللعين, وبعض ممن كان أجداده من ذراري المسلمين, ثم تعلمن أو تشيعن أو
تلوبر. أهذه الأمشاج تمثل أهل الشام في جهادهم؟!! أهذه البلايا والأذايا تمثل وجه
الشام المسلم وتنهض في حل قضاياه؟!! أهؤلاء العبيد لأمريكا وسائر الكفر يمثلون شام
الإسلام والتاريخ الناصع؟!! أعباد الصليب والأوثان والمثليين والمثليات هم من يفوض
لحل قضية الشام المسلم؛ الذي نشر الإسلام من الصين إلى فرنسا؟!! هل الأمريكان والروس
الذين أهلكوا الحرث والنسل ودمروا البلاد بطائراتهم وصواريخهم هم رعاة السلام؟!!,
وهم ومن يحل قضية الشام؟!!
أما الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ لِوَاذًا حْذَرًا من المسلمين لا يُكشف عوارهم, ويفتضحون فيوافقون سرًا, ويصمتون أمام الناس يَتَرَبَّصُونَ بالجهاد وأهله الدوائر؛ فَإِنْ كَانَ لَلمسلمين {فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} ألا يخشى هؤلاء {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
أما الَّذِينَ يَتَسَلَّلُونَ لِوَاذًا حْذَرًا من المسلمين لا يُكشف عوارهم, ويفتضحون فيوافقون سرًا, ويصمتون أمام الناس يَتَرَبَّصُونَ بالجهاد وأهله الدوائر؛ فَإِنْ كَانَ لَلمسلمين {فَتْحٌ مِنَ اللَّهِ قَالُوا أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ وَإِنْ كَانَ لِلْكَافِرِينَ نَصِيبٌ قَالُوا أَلَمْ نَسْتَحْوِذْ عَلَيْكُمْ وَنَمْنَعْكُمْ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا} ألا يخشى هؤلاء {أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}
وهل وقف هؤلاء وهؤلاء على شيء جديد
واستيقنوه ولم ندر به, كما لم يدر به المجاهدون والمسلمون, ولا الأمة جمعاء, من أن
أمريكا وأذيالها في التحالف الكفري الغربي أو تحالف الروس والمجوس إنما جاؤوا
للشام؛ لنصرة الإسلام!! ولبناء البلاد, و حفظ العباد وها هي طائراتهم ترمي أهل الشام بالورود, ولكن أهل الشام حمقى لا يفرقون
بين الأزهار والنار!ّ! ولا بين القنابل والسنابل!! كيف يفوض القاتل بإنصاف المقتول؟!! كيف ينتصر المجرم
لضحيته؟!! لقد كانت الأرانب أكثر وعيًا من هؤلاء الساسة العظام في الجهل, الكبار
في الضلال, من الائتلافيين ومن فوضهم عندما قالت الأرانب: ما هكذا يا صاحب السمو
*** لا يهزم العدو بالعدو.
وفي أي عصر أو أي مصر كان الكفر نصيرًا
للإسلام؟!! حتى نقيس عليه؛ مع أنه لا يجوز القياس في مورد النص, وفي أي أرض وقف
الكفر مع الحق؛ أفي فلسطين, أم في العراق, أم في أفغانستان, أم في مصر, أم
أندونسيا وفصل تيمور الشرقية, أم في تركستان وابتلاعها, أم الشيشان وطاجيكستان, أم
الهند, أم بورما, أم الصين, أم الفيلبين, أم في ليبيا والجزائر, أم في مالي, أم في
اليمن, أم في الصومال, أم في قبرص, أم في ألبانيا.
حسبكم أيها الساسة العظام، لئن لم يكن
هناك مثالًا واحدًا فلا قياس ولا كلام, يكفي خداعًا لأنفسكم وللآخرين, أن هذه المسالك,
هي طريق المهالك, فلا الله أرضيتم, ولا لرسوله أطعتم, ولا للأمة نصحتم, ولا للجهاد
نصرتم, ولا لبلادكم حررتم, ولا الكفار قبلوكم ومن رفدهم نلتم. إن نفاقكم لأهل
الكفر لن يجعلهم ينحازوا إليكم ويخذلوا يهود والنصيريين وأنفسهم، ويكونوا لكم في
رفعة بلدكم أعوانًا إلا إذا صرتم منهم. قال الله تعالى: {وَلَنْ تَرْضَى عَنْكَ الْيَهُودُ
وَلَا النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120] إنه ما من كافر
على وجه الأرض إلا وفي صدره على الإسلام حقد وإحنة، وغل ودمنة، وغمز وغمر، ونغل
ووغر، وحزازة وغائلة، وحسيفة وطائلة، وحسيكة وسخيمة، أشرب عداوة الإسلام، وطوى
صدره على حقد لا ينام, وضغينة لا تنحل، وقلبه ليجيش بالغل، في كبده من الإسلام
جمرة، وفي نفسه عداوة موغرة, وهو عدو للمسلمين, ظهير للشياطين, محادٌّ لرب
العالمين. {فَإِنَّ اللَّهَ عَدُوٌّ لِلْكَافِرِينَ } [البقرة: 98].
وهذا الواقع أمامكم, فما الجامع بين
أمريكا البروتستانتية, مع فرنسا الكاثوليكية, مع روسيا العدوة الأرثوذكسية في دعم
النصيرية. كيف تجتمع إيران الفارسية المجوسية الحاقدة على العرب وأتباعها في
العراق وحزب اللات في لبنان وأصابعها الأخطبوطية في اليمن والبحرين, أصحاب نظرية ولاية
الفقيه, وإمامة المعصوم المعيَّن من الله برأيهم, مع العلمانيين والقوميين والاشتراكيين
والناصريين والليبراليين وأهل القبيلة في العالم العربي.
كيف يلتقي هذا الرأي الذي يزعم أن
القائد معيَّنٌ من الله وهو عين النظام الثيوقراطي الكنسي, مع القوميين العرب
والشيوعيين والناصريين والعلمانيين واللادينيين والملحدين والليبراليين والصوفية
والأكراد والإسماعيليين. ثم يجمعون جميعًا على تأييد حكومة النصيرية التي تدعي
القومية والعروبية والاشتراكية؟؟!!!. كنظام سياسي وتدعي أن عليًا إله كعقد ديني
وهذا ما دفع علماء الشيعة لتكفيرهم وتأييدهم!!!
كيف كل من ذكرنا من علمانيين
وليبراليين ......إلى آخر الجماعات الإلحادية الذين يؤمنون بحكم الشعب,
والديمقراطية والدولة المدنية, مع دولة ولاية الفقيه الثيوقراطية التي تحكم بالحق
الإلهي, يجمعون جميعاً مع تناقضهم على تأييد الحكم النصيري الطائفي المرتد, مدعي
العلمانية والقومية العربية.
كما أن مواقف كثير من الدول العربية هو
نفس موقف يهود وأمريكا والمجوس والصليبيين والشيوعيين فملك الأردن يصيح ويستريح
وينذر من انتصار الإسلام في سوريا. والجزائر والسعودية والكويت والإمارات وغيرها،
بل كل الطواغيت لهم نفس الحال.
وجامعة الزندقة العربية لها نفس الدور في
التدمير منذ أرسلت موفدها الدابي السوداني إلى مناورات نبيل العربي. وصحافة مصر
وساستها وسائر رموز العلمانية والقومية والشيوعية والليبرالية، كل يساهم بدوره في
الحرب على الجهاد في سوريا. وعلى نفس خط الحرب ضد المجاهدين أعلن عدة مشائخ صوفية في
سوريا ومصر والعراق والجزائر والمغرب تأييد حكومة الزنادقة. فهل القاسم المشترك
بين هؤلاء جميعًا هو الحقد على الإسلام .
بل إن العلمانيين من المعارضة للنظام يقومون
بنفس الدور القذر الذي يقوم به العلمانيون المؤيدون.
فالجهاد في سوريا أنتج -كما رأينا- حالة
غريبة من التحالفات العجيبة ، تحالف العلمانيين ورجال الدين الصوفيين، واليساريين
والقوميين والنصيريين, والشيعيين والعلمانيين والليبراليين, والعروبيين والفارسيين
والمجوس والصابئة, والصليبيين ويهود والحكام الطواغيت من طنجة إلى جاكرتا, وأتباع
غاندي والاستسلاميين, وكلهم يشنون الدعاية المغرضة و"البروباغندا" بل
والحرب الحقيقية على هذه الطائفة المجاهدة .
قال الله تعالى: { أَلَمْ تَرَ أَنَّا
أَرْسَلْنَا الشَّيَاطِينَ عَلَى الْكَافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا } [مريم: 83]
نعم وعزتك يا رب رأينا ذلك عيانًا جهارًا.
كيف يكون راعي الحل السياسي والهدنة من
الأعداء, والمفاوضين في الطرفين من الأعداء, أي (الكفر يفاوض نفسه) لحل قضية شام
الإسلام!!!. هل يقبل بهذا عاقل فضلًا عن أن يكون مسلمًا.
إن من يقبل هكذا حلول وهكذا تفاوضات هو
جزء من المشكلة وليس جزءً من الحل, وهو عدو من الأعداء وليس من الأنصار.
ومن مقومات السياسي الأريب: معرفة
قضيته معرفة دقيقة كاملة, وحول ماذا تدور, وما هي المحاور الرئيسة, وما هي الوسائل
الشرعية لتحقيقها, فالسياسة ليست فن الكذب والخداع كما يصورها البعض, إنما هي حمل
الأمة على السير وفق هدى الله, ومعاملة المخلوقين كما أمر الله, والعمل على تحقيق الإرادة الشرعية, وهذا يتطلب
وضوح الهدف لدى الساسة, وما يخدم هذا الهدف وما يعيقه, ومعرفة الأعداء معرفتنا
بأنفسنا, وماذا يريدون وما هي وسائلهم لتحقيق أهدافهم, وأن يكون ناصحًا للأمة,
وليس خبًا مخادعًا لها.
فمن يجهل قضيته وعدوه أو يفرط بدينه وبحقوق
أمته يجب الأخذ على يديه, فإن كان عن جهالة يؤخَّر إلى الخلف ويحجر عليه, وإن كان
عن خيانة يحاكم محاكمة الخونة.
هناك مؤامرة كبرى تحاك على الإسلام في
الشام, وكل مسلم على ثغر؛ فلا يدخل المتآمرون من قبله, إن من يركن للأفاعي
والعقارب لا يلومن إلا نفسه, وأما من يركن إلى الكفرة والظلمة فلقد أخبرنا الله
بمصيره فقال: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا
لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ} [هود: 113] فالركون
للكفرة هو فقد لولاية الله وهزيمة في الدنيا, والنار في الآخرة. فليفعل من يسعى
للهزيمة في الدنيا, ويصبر في الآخرة على النار.
علينا مواجهة الحقيقة دون أي تمويهات وضبابية,
لتبدو واضحة مجردة, ونتعامل معها على الوسع مع الاعتماد والاتكال على الله, والسير
على سنة رسوله صلى الله عليه وسلم, ولتعلم
الأمة شبابًا وشيبًا, ذكورًا وإناثًا, بتآمر العدو الخارجي, ومن هم أذرعه وطابوره
الخامس داخليًا, وأن في بلادهم قوى معادية يُخشى أن تغلب عليهم, وتنتزع منهم
أمرهم، وتفتّ عضدهم وعزائمهم، وتستولي على مستقبلهم بحرف الجهاد عن مساره الأصيل, فالحذر
الحذر واليقظة اليقظة, والنفير العام للجهاد بأوسع معانيه, ورفع مستوى الأداء
بتلافي السلبيات, وتطوير الإيجابيات, والتعاون على البر والتقوى, ورأس البر
والتقوى الجهاد, وعدم التعاون على الإثم والعدوان, ورأس الإثم والعدوان بعد الشرك الركون
إلى الكافرين.
قال الله
تعالى: {لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ} [يوسف: 111]
فراجعوا قصص المهادنين الراغبين في الحلول من أئمة الكفر.
- منظمة التحرير بعد هدنة ومفاوضات
برعاية أمريكا والأمم المتحدة وعلى مدى ثلاثين سنة تحولت من فصيل ثائر إلى كتيبة
جواسيس وأمن عند إسرائيل.
- هدنة مصر السادات مع يهود حولت مصر
كلها إلى مستخربة يهودية وحديقة خلفية ليهود وهذه تصريحات وأقوال السيسي وساسة مصر
وإعجابهم بيهود ونتنياهو شاهدة على ذلك وحقق اليهود في كامب ديفيد أكثر مما حققوه
في سائر حروبهم.
- مفاوضات جمال عبد الناصر مع الأخوان
حولتهم من جماعة تدافع عن الإسلام إلى مرجئة وما كتاب دعاة لا قضاة عنا ببعيد ثم
تحولوا إلى ديمقراطيين لا دين في السياسة ولا سياسة في الدين ثم مقطورة في القطار
الأمريكي.
- مفاوضات وحوارات أخوان سوريا مع بعث
العراق حولتهم إلى علمانيين والآن يشرعنون العلمانية وكل مفردات الكفر.
والعزف على المعارضة المعتدلة ما هو
إلا لتفتيت المجاهدين وضربهم ببعضهم ثم تدمير ما أطلق عليه معارضة معتدلة وإلقائها
في قمامة التاريخ وإعادة إخراج وتمثيل وعرض لفيلم قصة الثيران الثلاثة في كليلة
ودمنة.
إن الغاية من "المعارضة
المعتدلة" هي المعارضة المستعدة لخيانة الله والدين والأمة, وبيع نفسها
وأهلها وبلادها على نغم المقاومة الشريفة في العراق, إبان الاحتلال الأمريكي, عندما
استطاعوا خرق الأزمة العراقية واستئجار عملاء وإلباسهم لباس المقاومة, وإنشاب صراع
داخلي؛ وتقاتل بيني لتدمير الجميع, وإحداث ثأر وانتقام لا ينتهي, والدفع لتطرف
المجاهدين, فعندما يرى المجاهدون من يقف في صف عدوه الصليبي الكافر الحاقد؛ الذي
جاء لإذلال الأمة ونهب خيراتها علانية؛ من الطبيعي جداً أن يكفره, بل ويكفر من لم
يكفره, ثم تزداد وتيرة التكفير لتتجاوز الحدود الطبيعية إلى الغلو وتكفير المسلمين,
وهذا ما حصل في العراق وسوريا, وهذا الأمر مرشح للزيادة والغلو, إذا انجرف قسم من
المجاهدين والثوار للسير بركب المشروع الأمريكي.
(نفس الجهات التي قادت مشروع الصحوات
في العراق, تقوم بفرز وغربلة وتقسيم المعارضة إلى معتدلين وإرهابيين, ليتم استنبات
المأساة لقد كان هناك سماعون يسمعون للكفر {سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ سَمَّاعُونَ
لِقَوْمٍ آخَرِينَ} [المائدة: 41] {وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ
الْفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ }
[التوبة: 47] نعم أصحاب الفرز لمعتدلين وإرهابيين يريدون إشعال الفتنة بين
المسلمين, ويوجد بين المسلمين سماعون, تتسارع للهدن والحوار والتصريحات, حتى تصنف
معارضة معتدلة عند أمريكا, متهاوية عند الله. ويبدو أن هذه الجماعات يهمها تصنيف
أمريكا وقوى الكفر أكثر من رضى الله وغضبه!! فإذا تم الفرز وشكل جيشاً مأجوراً
خائنا كجيش ثوار سوريا مع كفرة الأكراد ليقاتل الجهاديين نيابة عن أمريكا وتحالف
قوى الكفر، عندها ستشتعل الفتن نسأل الله العافية وسيكون مصير الجيش الرديف لقوى
الكفر نفس مصير سلفه في العراق الذين باعوا دينهم وأهلهم وأنفسهم بها وكان الكفر
يمتنع عن إعطائهم رواتبهم لانتهاء مهمتهم.
أين زعيم المقاومة اللاشريفة والمعارضة
المعتدلة طارق الهاشمي ومحسن علي عبد الحميد والحزب اللاإسلامي وكل القائمة القذرة؟!!
لا وجود لهم إلا في صفحات تاريخ الخيانة.
إن من يعمل لتطبيق مواصفات الاعتدال الكفري
على نفسه وفصيله ويطمئن لوعود الكفر هو جزء من المخطط الكفري وليس جزءً من الثوار
أو الجهاديين.
إن من يتموضع على أول طريق الهدن
والحلول السياسية التي يرعاها أئمة الكفر وضع نفسه على طريق الخيانة وإذا استمر
فسيصل إلى آخر الطريق.
إن المنتسبين للمعارضة المعتدلة في
العراق الذين شكلوا قوة رديفة للاحتلال, وصدقوا وعود الكفر في دعمهم وتبني أهدافهم,
تبرأ الكفر منهم بعدما قضى منهم وطره, وطحنهم التاريخ بكلكله, ومزقهم العدو
بتطاوله, ودارت عليهم دائرة القتل والتشريد, وغدا زعماؤهم بين قتيل وطريد, وأسدل
الستار على فصل من مسرحية الخيانة.
فهل سيكون في الشام فصلاً من هذه
المسرحية نسأل الله أن يتعظ المعنيون من غيرهم ولا يخوضوا كالذي خاضوا.
منذ بدء الجهاد والمحاولات الأمريكية
لا تفتر عن إعادة تجربة العراق وتشكيل جيش رديف للكفر يقاتل المجاهدين نيابة عنه,
وكل محاولاته باستثناء كفرة الأكراد باءت بالفشل, وما حزم وشقيقتها عنا ببعيد, ولكن
اليوم نمر بمنعطف تاريخي خطير في مسيرة الجهاد, إذ
يُخشى أن تنزلق فصائل مجاهدة كبيرة إلى طريق الغواية بل أن الجنرال الأمريكي ديفيد
باتريوس أعلن عن إمكانية إيجاد "معتدلين في تنظيم جبهة النصرة يمكن التعامل معهم" لقتال إرهابيين متشددين من نفس التنظيم ينبغي
محاربتهم بلا هوادة. فهل كلامه مجرد هراء وزرع للفتن وسراب في قيعة أم أنه يمكن أن
يكون هناك نذر من المنهزمين المنحرفين أراد باتريوس أن يضخمهم وينفخ في قربة مخرقة
لصناعة وهم يمكن أن يكون جزءً في جيش رديف لقوى الكفر ؟!.
من الصعب التنبؤ بمثل هذا ونسأل الله
العافية والسلامة, ولكن على الجميع أخذ الحيطة والحذر.
إنه في معركة الإسلام مع الكفر
والطغيان, لا يجوز القبول بأي حال من الأحوال بتدخل العدو ليحدد مواصفات المجاهدين
بين اعتدال وتشدد, فما هو إلا إسفين لبذر الخلاف لا يجهله أحد، إنه مكر الكفر
لإيجاد خاصرة رخوة في جسم المقاومة ثم النفاذ منها, ومجرد الاستماع لتقسيمات قوى
الكفر أو الرضى والتماهي معها, يعني قبول الهزيمة وهيمنة قوى الكفر, وفي مثل هذه
الأحوال يكون المطلوب من القيادات اتخاذ القرارات الجادة القوية الصائبة, بعد
تقدير الموقف الصحيح الدقيق مع عدم إهمال أي معلومة عن العدو وصنائعه والأخذ
بالحزم في معرفة أساليب العدو والبعد عن القرارات الهشة التلفيقية, وترضِّي
الزعامات والنتوءات الجانبية, أو محاولة إيجاد حلول هلامية لإرضاء أوسع طيف, فمثل
هذه القرارات تؤدي إلى زعزعة المبادئ لصالح الحطام والغثائية, ويعني فيما يعنيه أن
القيادة في طريقها لأن تكون مقودة.
إننا في ظروف أشبه ما تكون بما رواه أَنَسِ
بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
«يَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ الصَّابِرُ فِيهِمْ عَلَى دِينِهِ كَالقَابِضِ
عَلَى الجَمْرِ»([5]).
وهنا تزداد الحاجة إلى الثبات على دين
الله, إن كثرة النكوص والتساقط يجب أن تكون عاملاً تحريضياً على شدة الثبات والتمسك
بالمبادئ, وسؤال الله التثبيت قال الله تعالى:
{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ
الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ} [إبراهيم:
27] والتمسك بالمنهج منهج الله القويم؛ في كتابه الكريم, وسنة رسوله صلى الله عليه
وسلم,فهو من أقوى العوامل على الثبات فعندما يستند المسلم إلى التمسك بالركن
المتين لا يهمه الدنيا ولو خالفته.
لذا قص الله تعالى على رسوله صلى الله
عليه وسلم القصص ليأخذ منها عبرة الثبات قال
الله تعالى: {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ
بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى
لِلْمُؤْمِنِينَ (120) وَقُلْ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى
مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ (121) وَانْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (122)
وَلِلَّهِ غَيْبُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ
كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا
تَعْمَلُونَ} [هود: 120 - 123]
0 التعليقات:
إرسال تعليق