موقع ارض الرباط

موقع ارض الرباط
موقع ارض الرباط

الاثنين، 1 أبريل 2013

لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته(70)


لا تكونوا أجراء الطاغوت وعصابته(70)
رضوان محمود نموس
يتابع الكاتب في هذه الحلقة حكم الاستعانة بالمشركين
حديث استعارة السلاح من صفوان:
نقد تصحيح حديث صفوان
وأما استشهادهم بأن يهود غزوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فأقول:
وأما استشهادهم بقصة استعانة الرسول صلى الله عليه وسلم بيهود فلقد قال البيهقي رحمه الله تعالى: [وأما غزوه بيهود قينقاع فإني لم أجده إلا من حديث الحسن بن عمارة وهو ضعيف عن الحكم عن بن عباس رضي الله عنهما قال استعان رسول الله  صلى الله عليه وسلم بيهود قينقاع فرضخ لهم ولم يسهم لهم{([1]).
وقال الزيلعي في نصب الراية: [الحديث الثامن عشر روي أن النبي صلى الله عليه وسلم  استعان باليهود على اليهود ولم يعطهم من الغنيمة شيئا يعني لم يسهم لهم قلت روى البيهقي في كتاب المعرفة أخبرنا أبو عبد الله الحافظ وأبو سعيد قالا ثنا أبو العباس أنا الربيع قال قال الشافعي فيما حكى عن أبي يوسف قال أخبرنا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس قال استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم  بيهود قينقاع  فرضخ لهم ولم يسهم لهم انتهى قال البيهقي تفرد به الحسن بن عمارة وهو متروك انتهى وقال الواقدي في المغازي في غزوة خيبر حدثني بن أبي سبرة عن حزام بن سعد محيصة قال وخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم  بعشرة من زفر المدينة غزا بهم أهل خيبر فأسهم له كسهمان المسلمين ويقال أحذاهم ولم يسهم لهم انتهى حديث مخالف لما تقدم روى الترمذي في جامعه حدثنا قتيبة بن سعيد ثنا عبد الوارث بن سعيد ثنا عزرة بن ثابت عن الزهري قال أسهم النبي صلى الله عليه وسلم  لقوم من اليهود قاتلوا معه انتهى ورواه أبو داود في مراسيله حدثنا هناد والقعنبي ثنا بن المبارك عن حيوة بن شريح عن الزهري فذكره وقال في آخره زاد هنا مثل سهمان المسلمين انتهى وكذلك رواه بن أبي شيبة في مصنفه حدثنا وكيع ثنا سفيان عن بن جريج عن الزهري أن النبي  صلى الله عليه وسلم كان يغزو باليهود فيسهم لهم كسهام المسلمين انتهى قال البيهقي إسناده ضعيف ومنقطع انتهى وقال صاحب التنقيح مراسيل الزهري ضعيفه كان يحيى القطان لا يرى إرسال الزهري وقتادة شيئا ويقال هي بمنزلة الريح انتهى {([2]).
وقال الحافظ في الدراية:[ حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم استعان باليهود على اليهود ولم يعطهم من الغنيمة شيئا الشافعي في الأم ومن طريقه البيهقي في المعرفة من حديث ابن عباس استعان رسول الله صلى الله عليه وسلم بيهود بني قينقاع ولم يسهم لهم ورضخ لهم تفرد به الحسن ابن عمارة وهو متروك وهذا ليس فيه تعيين المستعان عليهم لكن عند الوافدي من طريق حزام بن سعد بن محيصة خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم بعشرة من زفر المدينة غزا بهم أهل خيبر فأسهم لهم ويقال أخذاهم ولم يسهم لهم وروى الترمذي وأبو داود في المراسيل وابن أبي شيبة كلهم عن الزهري قال أسهم النبي صلى الله عليه وسلم لقوم من اليهود قاتلوا معه لفظ الترمذي وفي الباب حديث إنا لا نستعين بمشرك أخرجه مسلم عن عائشة وأحمد وإسحاق وابن أبي شيبة والحاكم والطبراني من حديث خبيب بن أساف وإسحاق بن راهويه من حديث أبي حميد الساعدي وفي كل منها قصة وفي حديث أبي حميد فقال من هؤلاء قالوا ابن أبي في مواليه من زفر قال هل أسلموا قالوا لا قال فليرجعوا فذكره{([3]).

وقال الحافظ في تلخيص الحبير:[ قوله روي أنه  صلى الله عليه وسلم  استعان   بيهود  بني قينقاع في بعض الغزوات ورضخ لهم أبو داود في المراسيل والترمذي عن الزهري أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  استعان بناس من اليهود في حربه وأسهم لهم والزهري مراسيله كمال ورواه الشافعي عن أبي يوسف انا الحسن بن عمارة عن الحكم عن مقسم عن بن عباس استعان فذكر مثل ما ذكره المصنف وزاد ولم يسهم لهم قال البيهقي لم أجده إلا من طريق الحسن بن عمارة وهو ضعيف{([4]).
وقال عمر الأنصاري في خلاصة البدر المنير:رقم[ 2519 حديث أنه صلى الله تعالى عليه وسلم استعان بيهود بني قينقاع في بعض غزواته ورضخ لهم رواه الشافعي من رواية ابن عباس وقال تفرد به الحسن بن عمارة وهو متروك{([5]).
ثم من المعلوم بالسير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أجلى بني قينقاع بعد بدر فكيف يستعان بهم في أحد أو خيبر وقد أجلاهم رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل ذلك في السنة الثانية للهجرة وأحد في السنة الثالثة وخيبر في السنة السادسة؟!!!:
جاء في مسائل الإمام أحمد:[ عدد غزواته وسراياه اختلفوا في عدد ذلك وهذا سياق ما ذكره ابن سعد على ترتيبه سرية حمزة بن عبد المطلب يعترض لعير قريش على رأس سبعة أشهر من مقدم رسول الله وهي أول السرايا ثم سرية عبيدة بن الحارث إلى بطن رابغ ثم سرية سعد بن أبي وقاص إلى الخرار ثم غزوة الأبواء وهي غزوة ودان يعترض لعير قريش وهي أول غزوة غزاها رسول الله بنفسه ثم غزوة بواط يعترض لعير قريش   ثم غزوة طلب كرز بن جابر وهي التي تسمى بدر الأولى وكان كرز قد أغار على سرح المدينة ثم غزوة ذي العشيرة ويقال بالسين يعترض لعير قريش ثم سرية عبد الله بن جحش إلى نخلة ثم غزوة بدر ثم سرية عمير بن عدي إلى عصماء بنت مروان ثم سرية سالم بن عمير إلى أبي عفك اليهودي ثم غزوة بني قينقاع ثم غزوة السويق كان أبو سفيان وأصحابه يلقون جرب السويق يتخففون للهرب فيأخذها المسلمون فسميت غزوة السويق ثم غزوة قرقرة الكدر كان بلغه أن بهذا الموضع جمعا من سليم وغطفان ثم سرية قتل كعب بن الأشرف ثم غزوة غطفان ثم غزوة بني سليم ثم سرية زيد بن حارثة إلى القردة وهي من أرض نجد ثم غزوة أحد{([6]).
وجاء في المقتفى في سيرة المصطفى غزوة بني قينقاع سنة اثنتين من الهجرة ثم خرج النبي من شوال المذكور ودفع إلى حمزة بن عبد المطلب لواءه المنشور واستخلف ابن المنذر أبا لبابة وسار إلى بني قينقاع بمن معه من الصحابة وكانوا أول من غدر من اليهود لأنهم وادعوه ثم نقضوا حبل العهود فنازلهم خمسة عشر يوما لم يقبل فيهم بعد غدرهم لوما وحاصرهم في حصنهم أشد الحصار وأجلب عليهم بالمهاجرين والأنصار حتى قذف الله في قلوبهم الرعب والمخافة ونزلوا على حكمه لا يظهرون ولا يضمرن خلافه فغنم أموالهم وترك نساءهم وأطفالهم وأسرهم ثم أطلقهم وجمعهم ثم أجلاهم عن ديارهم وفرقهم ورجع إلى المدينة مصحوبا بالنصر والتأييد والسكينة{([7])
وقال ابن القيم في زاد المعاد:[ وكانت غزوة كل طائفة منهم عقب كل غزوة من الغزوات الكبار فغزوة بني قينقاع عقب بدر وغزوة نبي النضير عقب غزوة أحد وغزوة بني قريظة عقب الخندق{([8]).
وجاء في السيرة الحلبية:[ باب ذكر مغازيه صلى الله عليه وسلم ذكر ان مغازيه أي وهي التي غزا فيها بنفسه كانت سبعا و عشرين أي وهي غزوة بواط ثم غزوة العشيرة ثم غزوة سفوان ثم غزوة بدر الكبرى ثم غزوة بني سليم ثم غزوة بني قينقاع ثم غزوة السويق ثم غزوة قريرة الكدر ثم غزوة غظفان وهي غزوة ذي إمر ثم غزوة نجران بالحجاز ثم غزوة أحد{([9]).
وقال اين خياط في تاريخه: [قال ابن إسحاق وكان فيما بين ذلك من غزواته أمر بني   قينقاع قال ابن إسحاق فحدثني عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما بين بدر وأحد فحاصرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى نزلوا على حكمه{([10]).
وقال الطبري في تاريخه:[ غزوة بني قينقاع فحدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق قال كان من أمر بني قينقاع أن رسول الله جمعهم بسوق بني قينقاع ثم قا يا معشر اليهود احذروا من الله عز وجل مثل ما نزل بقريش من النقمة وأسلموا فإنكم قد عرفتم أني نبي مرسل تجدون ذلك في كتابكم وفي عهد الله إليكم قالوا يا محمد إنك ترى أنا كقومك لا يغرنك أنك لقيت قوما لا علم لهم بالحرب فأصبت منهم فرصة إنا والله لئن حاربتنا تعلمن أنا نحن الناس حدثنا ابن حميد قال حدثنا سلمة عن محمد بن إسحاق عن عاصم بن عمر بن قتادة أن بني قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله وحاربوا فيما بين بدر وأحد{([11]).
وقال ابن سعد في الطبقات الكبرى[ غزوة بني قينقاع ثم غزى رسول الله بني قينقاع يوم السبت للنصف من شوال على رأس عشرين شهرا من مهاجره وكانوا قوما من يهود حلفاء لعبد الله بن أبي بن سلول وكانوا أشجع يهود وكانوا صاغة فوادعوا النبي فلما كانت وقعة بدر أظهروا البغي والحسد ونبذوا العهد{([12]).
وقال ابن هشام في السيرة:[ قينقاع كانوا أول يهود نقضوا ما بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم وحاربوا فيما بين بدر واحد{([13]).
وقال ابن كثير:[ تنبيه آخر خبر يهود بني قينقاع بعد وقعة بدر كما تقدم وكذلك قتل كعب بن الاشرف اليهودي على يدي الاوس وخبر بني النضير بعد وقعة أحد{([14]).
وعلماء الاستعانة بالكفار والتبرير للطواغيت الأشرار أعرضوا ونأوا بجانبهم عما أنزل الرحمن في آي القرآن وعن صحيح الحديث الثابت الذي أخبر به النبي الكريم وعثروا على خيوط عنكبوتية فضخموها وصححوها وكبروها تماماً كما كبرهم السلاطين ليكمموا بهم الأفواه وظنوا أ ن هذه الخيوط تصلح لتبرير خيانة وكفر سلاطينهم وهم كما وصفهم الله تعالى: { مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْلِيَاءَ كَمَثَلِ الْعَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ } ([15]).
فجاءوا إلى كلام مرسل ضعيف مضطرب جعلوه حجة وسنداً وأرادوا أن يردوا به الآيات الواضحات في كتاب الله والأحاديث الصحيحة من سنة رسول الله وأصبحوا كما قال الله جل جلاله بأمثالهم { وَلَئِنْ أَتَيْتَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ بِكُلِّ آيَةٍ مَا تَبِعُوا قِبْلَتَكَ وَمَا أَنْتَ بِتَابِعٍ قِبْلَتَهُمْ وَمَا بَعْضُهُمْ بِتَابِعٍ قِبْلَةَ بَعْضٍ وَلَئِنْ اتَّبَعْتَ أَهْوَاءَهُمْ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنْ الْعِلْمِ إِنَّكَ إِذًا لَمِنْ الظَّالِمِينَ } ([16]).
وأعرضوا عن كل الآيات والأحاديث وتمسكوا بما يسمى حديث صفوان والاستعانة باليهود وفعلهم هذا هو فعل أرباب البدع والضلالات كما عودونا على مر التاريخ فهم يقررون أولاً ثم يبحثون عن الأدلة فإن لم يجدوا لووا أعناق النصوص فإن لم يستطيعوا اعتمدوا على الضعيف والواهي فأن لم يجدوا ضعيفاً ولا واهياً وضعوا قصصا ً وأسانيداً فأن أعجزهم قالوا : إن هذا الأمر يعود إلى ولي الأمر فإن وجد به مصلحة فلا بأس فض الله أفواههم ولا كثر من أمثالهم ووقانا شرورهم وأراح الأمة منهم
وعندما يكتبون لتبرير كفر أسيادهم ينسون المنهج العلمي الذي يطالبون به مخالفيهم وينسون صحة الأسانيد ومناط الأحكام ويتناسون توثيق النقول ويلجؤون إلى السراب يخدعون به الأمة
وعندما يواجههم الشباب المسلم بالأدلة ترى أجوبتهم جاهزة وقد لقموا سلاحهم وأيديهم على الزناد وهم جاهزون لإطلاق التهم عند أول ظهور شبح يحسبون كل صيحة عليهم فتنفلت أسلحتهم بالقذائف
هذا تطرف في الفهم
هذا فكر الخوارج
هذه نصوصية ضيقة أو مقيتة
هذا يقرره ولي الأمر
هذا شأن العلماء
هذه ظواهر النصوص
فإذا أعياهم ذلك استخدموا الأسلحة الثقيلة فتسمع فوهات مدفعيتهم تنطلق لتقذف الشباب بقذائف من العيار الثقيل
هؤلاء جهلة
هؤلاء متطفلون على العلم
هؤلاء سفهاء
هؤلاء بغاة
فإذا ضيق الحصار عليهم استشهدوا بالآيات المكية فقط وطبقوها على الأمة وعمدوا إلى أحكام أهل الذمة وطبقوها على الحربيين أخذوا النصوص التي تنهى عن ظلم أهل الذمة وطبقوها على أمريكا وأخذوا النصوص التي تأمر بطاعة رسول الله وطبقوها على الدجال فإن أعياهم ذلك استنصروا بوكالات الاستخبارات المحلية والعالمية يطلبون اعتقال الشباب وإعدامهم
وبعد هذا لنفرض تنزلاً أن حديث صفوان كان صحيحاً فمن قال لكم أن صفوان كان مشركاً عند ذلك.
إن صفوان بن أمية كان من مسلمة الفتح من الطلقاء مثله مثل معاوية بن أبي سفيان ومثل أبي سفيان وأضرابهم بل كان أحسن حالاً من هؤلاء وهذه هي الأدلة.
 الأدلة على إسلام صفوان قبل حنين وكونه من جملة طلقاء مكة:
1- روى الإمام أحمد بالمسند قال:{ حَدَّثَنَا رَوْحٌ حَدَّثَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ وَالضَّحَّاكُ بْنُ مَخْلَدٍ قَالَ أَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ قَالَ عَرَضَ عَلَيَّ ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ أَخْبَرَنِي عَمْرُو بْنُ أَبِي سُفْيَانَ أَنَّ عَمْرَو بْنَ أَبِي صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ قَالَ الضَّحَّاكُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ أَنَّ عَمْرَو بْنَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ صَفْوَانَ أَخْبَرَهُ أَنَّ كَلَدَةَ بْنَ الْحَنْبَلِ أَخْبَرَهُ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ بَعَثَهُ فِي الْفَتْحِ بِلِبَإٍ وَجَدَايَةٍ وَضَغَابِيسَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم  بِأَعْلَى الْوَادِي قَالَ فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ وَلَمْ أُسَلِّمْ وَلَمْ أَسْتَأْذِنْ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ارْجِعْ فَقُلِ السَّلامُ عَلَيْكُمْ أَدْخُلُ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ صَفْوَانُ قَالَ عَمْرٌو أَخْبَرَنِي هَذَا الْخَبَرَ أُمَيَّةُ بْنُ صَفْوَانَ وَلَمْ يَقُلْ سَمِعْتُهُ مِنْ كَلَدَةَ قَالَ الضَّحَّاكُ وَابْنُ الْحَارِثِ وَذَلِكَ بَعْدَمَا أَسْلَمَ وَقَالَ الضَّحَّاكُ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ الْحَارِثِ بِلَبَنٍ وَجَدَايَةٍ } قال الشيخ أحمد شاكر رحمه الله في تحقيق للمسند ( صحيح من طرقه كلها ) ([17]).
2-         عَنِ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ {غَزَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةَ الْفَتْحِ فَتْحِ مَكَّةَ ثُمَّ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  بِمَنْ مَعَهُ مِنَ الْمُسْلِمِينَ فَاقْتَتَلُوا بِحُنَيْنٍ فَنَصَرَ اللَّهُ دِينَهُ وَالْمُسْلِمِينَ وَأَعْطَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  يَوْمَئِذٍ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ مِائَةً مِنَ النَّعَمِ ثُمَّ مِائَةً ثُمَّ مِائَةً قَالَ ابْنُ شِهَابٍ حَدَّثَنِي سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ قَالَ وَاللَّهِ لَقَدْ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم مَا أَعْطَانِي وَإِنَّهُ لأبْغَضُ النَّاسِ إِلَيَّ فَمَا بَرِحَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لأحَبُّ النَّاسِ إِلَيَّ }([18]).
والدلالة على كونه من الطلقاء من وجهين
الوجه الأول أن الرسول صلى الله عليه وسلم كما مر معنا في الأحاديث الصحيحة أنه لا يستعين بالمشركين والأمة متفقة أن الذين خرجوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى حنين هم المهاجرون والأنصار والطلقاء وقيل أن عدد الطلقاء كان ألفي رجل.
الوجه الثاني أن رسول الله كما أجمع الناس أعطى بعد حنين المهاجرين والطلقاء ولم يقل أحد أنه صلى الله عليه وسلم أعطى المشركين فهذا البخاري رحمه الله يروي:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنها قَالَ لَمَّا كَانَ يَوْمُ حُنَيْنٍ الْتَقَى هَوَازِنُ وَمَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشَرَةُ آلافٍ وَالطُّلَقَاءُ فَأَدْبَرُوا قَالَ يَا مَعْشَرَ الأنْصَارِ قَالُوا لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ لَبَّيْكَ نَحْنُ بَيْنَ يَدَيْكَ فَنَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَنَا عَبْدُ اللَّهِ وَرَسُولُهُ فَانْهَزَمَ الْمُشْرِكُونَ فَأَعْطَى الطُّلَقَاءَ وَالْمُهَاجِرِينَ وَلَمْ يُعْطِ الأنْصَارَ شَيْئًا فَقَالُوا فَدَعَاهُمْ فَأَدْخَلَهُمْ فِي قُبَّةٍ فَقَالَ أَمَا تَرْضَوْنَ أَنْ يَذْهَبَ النَّاسُ بِالشَّاةِ وَالْبَعِيرِ وَتَذْهَبُونَ بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم  فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :{ لَوْ سَلَكَ النَّاسُ وَادِيًا وَسَلَكَتِ الأنْصَارُ شِعْبًا لاخْتَرْتُ شِعْبَ الأنْصَارِ}([19]).
وروى الترمذي: عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ عَنْ صَفْوَانَ بْنِ أُمَيَّةَ قَالَ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ حُنَيْنٍ وَإِنَّهُ لأبْغَضُ الْخَلْقِ إِلَيَّ فَمَا زَالَ يُعْطِينِي حَتَّى إِنَّهُ لأحَبُّ الْخَلْقِ إِلَيَّ قَالَ أَبو عِيسَى حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ بِهَذَا أَوْ شِبْهِهِ فِي الْمُذَاكَرَةِ قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ أَبِي سَعِيدٍ قَالَ أَبو عِيسَى حَدِيثُ صَفْوَانَ رَوَاهُ مَعْمَرٌ وَغَيْرُهُ عَنِ الزُّهْرِيِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيِّبِ أَنَّ صَفْوَانَ بْنَ أُمَيَّةَ قَالَ أَعْطَانِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَكَأَنَّ هَذَا الْحَدِيثَ أَصَحُّ وَأَشْبَهُ إِنَّمَا هُوَ سَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ أَنَّ صَفْوَانَ وَقَدِ اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِي إِعْطَاءِ الْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ فَرَأَى أَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنْ لا يُعْطَوْا وَقَالُوا إِنَّمَا كَانُوا قَوْمًا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَتَأَلَّفُهُمْ عَلَى الإسْلامِ حَتَّى أَسْلَمُوا وَلَمْ يَرَوْا أَنْ يُعْطَوُا الْيَوْمَ مِنَ الزَّكَاةِ عَلَى مِثْلِ هَذَا الْمَعْنَى وَهُوَ قَوْلُ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ وَأَهْلِ الْكُوفَةِ وَغَيْرِهِمْ وَبِهِ يَقُولُ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ و قَالَ بَعْضُهُمْ مَنْ كَانَ الْيَوْمَ عَلَى مِثْلِ حَالِ هَؤُلاءِ وَرَأَى الإمَامُ أَنْ يَتَأَلَّفَهُمْ عَلَى الإسْلامِ فَأَعْطَاهُمْ جَازَ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ } ([20]).
بل كان موقف صفوان في حنين خير من موقف أبي سفيان رضي الله عنه
قال في السيرة الحلبية: [ولما انهزم المسلمون تكلم رجال من أهل مكة بما في نفوسهم من الضعف ومنهم أبو سفيان بن حرب رضي الله عنه قيل وكان إسلامه بعد مدخولا فقال لا تنتهي هزيمتهم يعني المسلمين دون البحر وقال والله غلبت هوزان فقال له صفوان بفيك الكثيب أي الحجارة والتراب وقد وصلت الهزيمة إلى مكة وسر بذلك قوم من مكة واظهروا الشماتة وقال قائل منهم ترجع العرب إلى دين آبائها أي وقال آخر أي وهو أخو صفوان لأمه ألا قد بطل السحر اليوم فقال له صفوان اسكت فض الله فاك أي أسقط أسنانك والله لأن يربني من الربوبية أي يملكني ويدبر أمري رجل من قريش أحب إلي من أن يربني رجل من هوازن. وفي رواية مر رجل من قريش على صفوان بن أمية فقال أبشر بهزيمة محمد وأصحابه فوالله لا يجبرونه أبدا فغضب صفوان رضي الله عنه وقال أتبشرني بظهور الأعراب فوالله لرب رجل من قريش أحب إلي من رجل من الأعراب وقال عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه وكونهم لا يجبرونها أبدا هذا ليس بيدك الأمر بيد الله ليس إلى محمد منه شيء إن أديل عليه اليوم فإن له العاقبة غدا فقال له سهيل بن عمرو والله إن عهدك بخلافة لحديث فقال له يا أبا يزيد كنا على غير شيء وعقولنا ذاهبة نعبد حجراً لا يضر ولا ينفع {([21])
وقال الحاكم في ترجمته: [ أخبرنا الشيخ الإمام أبو بكر بن إسحاق أنا إسماعيل بن قتيبة ثنا محمد بن عبد الله بن نمير قال ثم ومات أبو وهب صفوان بن أمية  بن خلف بن وهب بن حذافة بن جمح وكان إسلامه عند الفتح مات سنة ثلاث وأربعين{([22]).
 وعلى رواية من يقول باستعارة الأدراع فإن صفون كان يخاطب الرسول صلى الله عليه وسلم بالرسالة وهذا يعني أنه قد أعلن إسلامه.
 [157 ثنا أحمد بن علي بن عيسى الخواص نا صالح بن العلاء بن بكير العبدي نا إسحاق بن عبد الواحد نا خالد بن عبد الله عن خالد الحذاء عن عكرمة عن بن عباس ثم أن رسول الله  صلى الله عليه وسلم  استعار من صفوان بن أمية  أدراعا وسلاحا في غزوة حنين فقال يا رسول الله صلى الله عليه وسلم  أعارية مؤداة. قال: عارية مؤداة.   
 158 ثنا عبد الملك بن يحيى العطار نا أبو إبراهيم الزهري نا مسلم الجهني ثنا حجاج عن بن جريج عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده قال ثم استعار رسول الله  صلى الله عليه وسلم من صفوان بن أمية سلاحا فقال صفوان أمؤداة يا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال نعم.

   162 ثنا الحسن بن إبراهيم بن عبد المجيد المقري نا عباس بن محمد نا الحسن بن بشر نا قيس بن الربيع نا عبد العزيز بن رفيع عن بن أبي مليكة عن أمية بن صفوان بن أمية  عن أبيه قال ثم استعار مني رسول الله  صلى الله عليه وسلم  أدراعا من حديد فقلت مضمونة يا رسول الله قال مضمونة{([23]).
وهذا شيخ الإسلام يسميهم جميعاُ طلقاء فيقول:[ وأما معاوية بن أبى سفيان و أمثاله من الطلقاء الذين أسلموا بعد فتح مكة كعكرمة بن أبى جهل والحرث بن هشام و سهيل بن عمرو وصفوان بن أمية وأبى سفيان بن الحرث بن عبد المطلب هؤلاء وغيرهم ممن حسن إسلامهم باتفاق المسلمين و لم يتهم أحد منهم بعد ذلك بنفاق{([24]).
يقول:[ وكما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي المؤلفة قلوبهم من الفيء ونحوه وهم السادة المطاعون في عشائرهم كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يعطي الأقرع بن حابس سيد بني تميم وعيينة بن حصن سيد بني فزارة وزيد الخير الطائي سيد بني نبهان وعلقمة بن علاثة العامري سيد بني كلاب ومثل سادات قريش من الطلقاء كصفوان بن أمية وعكرمة بن أبي جهل وأبي سفيان بن حرب وسهل بن عمر والحارث بن هشام وعدد كثير{([25]).
ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم عامل صفوان كسائر الطلقاء لم يفرق بينهم وبين أزواجهم المسلمات وهذا يعني أنه صلى الله عليه وسلم لم يعاملهم معاملة المشركين.
فلماذا أعطيتم صفوان هذا الحكم الخاص وحكمتم أنه شهد حنيناً مشركا
وتمسكتم بحديث واه لا يساوي الاشتغال به؟!.
ثم لنفترض فرضاً أخر ونتنزل تنزلاً ثانياً أنه كان مشركاً وأن الحديث صحيح فماذا يعني؟‍‍‍‍‍‍. هل يعني أن يقاس عليه استقدام أمريكا لاحتلال البلاد أيها القائسون من تلامذة القائس الأول؟!
كيف يقاس رجل مقهور مغلوب كان حكمه القتل وغنم ماله وسبي ذريته فعفي عنه وأصبح من رعايا دولة الإسلام كيف يقاس هذا الرجل بحال بأمريكا أقوى دولة في العالم وصاحبة الأساطيل والعدو الأول للإسلام ؟!!!. ورأس محور الشر المتمثل في التحالف الصهيوني البروتستنتي
من اخترع لكم هذا القياس ؟! ومن أوحى إليكم بهذه العلة؟! ومن خرَّج لكم هذا المناط؟! ومن الذي حقق مناط الحكم يا فقهاء الطواغيت؟!!, فهذا الرجل المغلوب المقهور تنزلاً على روايتكم الضعيفة المتهافته المضطربة أخذ أماناً ولم يكد يصدق أنه نجا من الموت وخلَّف زوجه وذريته وماله وفر طالباً النجاة
فهل أمريكا جاءتكم بعمامة أو رداء رسول الله صلى الله عليه وسلم  وأعطيتموها أماناً أن لا تقتلوها وتسيَّر أربعة أشهر فإن شاءت أسلمت وإن شاءت غادرت البلاد ؟!
لماذا لا تكملون القياس يا فقهاء فهد وبوش ويا سدنة البيت الأبيض؟! 
إن الذي يقيسون _ وإنني من الذين لا يحبون القياس _ يفرقون بين الرجل المغلوب المقهور والرجل المنتصر, وبين الرجل والجماعة, وبين الجماعة العادية, والجماعة ذات الشوكة الممتنعة, وبين الجماعة ذات الشوكة, والدولة, وبين الدولة, والدولة الأقوى, وبين الدولة الأقوى, والدولة التي هي أقوى دولة في العالم مادياً وعسكرياً.
ثم هل أنتم استعنتم بأمريكا أم أن أمريكا جاءت بحذائها الثقيل ولم يكن لولي أمركم أن يقول لأسياده لا, كما لا تملكون أن تقولون لذلك العبد لا
ثم إذا استعنتم بأمريكا فما حاجة ثلاثين دولة كافرة أخرى إن كان الأمر لولي أمركم؟!
ما هي العلة الجامعة بين صفوان وأمريكا هل هي امتلاك السلاح النووي ؟ أم امتلاك الأساطيل, وحاملات الطائرات, والغواصات النووية وصواريخ كروز, وطائرات الشبح وماشاكلها, والدرع الصاروخي والأواكس, ومكوك تشالنحر وحرب النجوم, أم أن أمريكا مقهورة لكم مغلوبة كما كان حال صفوان مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أي علة اعتمدتم أيها القائسون من تلاميذ القائس الأول ثم هاهي انتهت الشهور الأربعة والسنوات الأربع فماذا قررتم مع أمريكا التي قستوها على صفوان. هل أسلمت؟ أم تأخذون منها الجزية؟ أم أبلغتموها مأمنها دون اعتداء منكم
أخبرونا عن أي شيء حدث من هذا وقبل أن تقع الواقعة وتستعينوا بصفوان القرن الخامس عشر هجري لماذا كان لهذا الصفوان قواعد في الدمام والظهران والرياض وتبوك وينبع وغيرها. ألا تستحون؟!. إذا كنتم لا تستحون من الناس فلا تستحون من الله. والله, ثم والله لو كانت التقوى والحياء تباع لاشتريناها لكم حتى ولو استغرقت جميع أموالنا لدفع أكبر الضررين.ودفع أذاكم وتضليلكم عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم
اتقوا الله أيها الناس
ألا تؤمنون بيوم الحساب؟!
 ماذا سيغني عنكم فهد وبوش في ذلك اليوم اقرؤوا القرآن قراءة مستيقن لعلكم تجدوا فيه الجواب.




[1] - سنن البيهقي الكبرى ج: 9 ص: 36

[2] - نصب الراية ج: 3 ص: 422
[3] - الدراية في تخريج أحاديث الهداية ج: 2 ص: 125
[4] - تلخيص الحبير 4/100
[5] - خلاصة البدر المنير 2/340
[6] - مسائل الإمام أحمد ج: 1 ص: 41- 45
[7] - المقتفى من سيرة المصطفى ج: 1 ص: 135
[8] - زاد المعاد ج: 3 ص: 135
[9] - السيرة الحلبية ج: 2 ص: 342
[10] - تاريخ خليفة بن خياط ج: 1 ص: 66
[11] - تاريخ الطبري ج: 2 ص: 48
[12] - الطبقات الكبرى ج: 2 ص: 28
[13] - السيرة النبوية ج: 3 ص: 314
[14] - البداية والنهاية (السيرة) ج: 4 ص: 9

[15] - العنكبوت(41)
[16] - البقرة(145)
[17] - مسند أحمد 3/414 وطبعة إحياء التراث برقم 14999 وطبعة أحمد شاكر المحققة برقم 15363
[18] - مسلم برقم 2313
[19] - البخاري برقم 4333
[20] - الترمذي برقم 666
[21] - السيرة الحلبية 3/70
[22] - المستدرك على الصحيحين ج: 3 ص: 484برقم 5811
[23] - سنن الدارقطني ج: 3 ص: 38
[24] - مجموع الفتاوى ج: 35 ص: 64
[25] - مجموع الفتاوى 28/288

0 التعليقات:

إرسال تعليق

Twitter Delicious Facebook Digg Stumbleupon Favorites

 
x

أحصل على أخر مواضيع المدونة عبر البريد الإلكتروني - الخدمة مجانية

أدخل بريدك الإلكتروني ليصلك جديدنا:

هام : سنرسل لك رسالة بريدية فور تسجيلك. المرجوا التأكد من بريدك و الضغط على الرابط الأزرق لتفعيل إشتراكك معنا.